أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والسبعون في موضوع البديع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة والسبعون في موضوع(البديع ) والتي هي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : *اسـم الله الخـالـق وعلاقته بالبديع دلالة هذا الاسم على صفة الرب سبحانه وتعالى : اسم الله الخالق يدل على ذاتِ الله المُتصف بصفة الخالقِ. ويدل باللزوم – أي يلزم من كونه خالقًا- أن يكون هو ابتداءً حي وإلا كيف يخلق وهو ليس بحي ؟!. ويلزم أن يكون هو القيوم الذي به قيام كل شيء ومن ذلك إيجاده من العدم، يقوم به كل شيء ولا يقوم هو سبحانه وتعالى على شيء. ويلزم من ذلك أن يكون سميعًا بصيرًا، فكيف يخلق وهو سبحانه وتعالى لا يكون سميعًا لما يخلق، بصيرًا بكل شيء، عليمًا بكل شيء. وكذلك صفة المشيئة والحكمة والقدرة والغنى والقوة إلى غير ذلك من هذه الصفات التي ينبغي أن يتصف بها الخالق. الدعاء باسم الله تعالى الخالق: دعاء مسألة ودعاء عبادة ، ورد هذا الاسم بهذه الصفة في كثير من نصوص الكتاب والسنة، من ذلك قول الله جل وعلا {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ. الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ } [آل عمران: 190-191]. هنا محل الشاهد {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} فجعل هذه الصفة في مقام دعاء الثناء، يا رب ما خلقت هذا باطلاً سبحانك أنت الخالق، ثم ثناه بدعاء المسألة فقال فقنا عذاب النار. ومن هذا أيضا ما ورد في سنن النسائي وصححه الألباني من حديث حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن رجلاً من أصحاب النبي قال:إن رجلا من أصحاب النبي قال : قلت - وأنا في سفر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : والله لأرقبن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصلاة ، حتى أرى فعله ، فلما صلى صلاة العشاء - وهي العتمة - ، اضطجع هويًا من الليل ، ثم استيقظ فنظر في الأفق ، فقال : ربنا ما خلقت هذا باطلا -{رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194) } [آل عمران:] حتى بلغ إلى - : {إنك لا تخلف الميعاد }، ثم أهوى رسول الله إلى فراشه ، فاستل منه سواكا ، ثم أفرغ في قدح - من إداوة عنده - ماء فاستن ، ثم قام فصلى ، حتى قلت : قد صلى قدر ما نام ، ثم اضطجع ، حتى قلت : قد نام قدر ما صلى ، ثم استيقظ ، ففعل كما فعل أول مرة ، وقال مثل ما قال ، ففعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات قبل الفجر)[الراوي: رجل من أصحاب النبي المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 1166] خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم الشاهد أنه صلى الله عليه وسلم أول ما فتح عينيه تعبد الله سبحانه وتعالى بعبادة التفكر وهذا سيجعلنا نتوقف عند هذا المعنى مليًا في حظ المؤمن من اسم الله تعالى الخالق ، وكذلك الدعاء حال النوم كان صلى الله عليه وسلم ربما يقول: (اللهم أنت خلقت نفسي وأنت توفاها لك مماتها ومحياها إن أحييتها فاحفظها وإن أمتها فاغفر لها.اللهم إني أسألك العافية)[صحيح مسلم] وكذلك جاء أيضًا في أذكار الصباح والمساء ،قال أبو صالح رضي الله عنه سمعت رجلاًمن أسلم قال كنت جالسًا عند رسول الله فجاء رجل من أصحابه فقال يارسول الله لدغت الليلة فلم أنم حتى أصبحت ,قال ماذا؟قال عقرب. قال:(أما إنك لوقلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق, أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك إن شاء الله) [إسناده صحيح] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم