أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة والخمسون في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والخمسون في موضوع (البديع ) والتي هي إستكمالا للماضية وهي بعنوان : *معجزة الثانية الأولى ويقول العلماء إن البرامج الموجودة في دماغ النحلة مثلاً والتي بواسطتها تقوم بإنتاج العسل وصنع الخلايا.. هذه البرامج تم تصميمها ووضعها منذ الثانية الأولى من عمر الكون!! المعلومات والقوانين الفيزيائية اللازمة لنشوء بركان أو زلزال... هذه المعلومات والقوانين تم وضعها خلال أقل من ثانية من قبل قوة "مجهولة" يقول العلماء عنها بالحرف الواحد: نحن لا نعرف كيف نشأ الكون، لا نعرف من الذي وضع هذه القوانين، لا نعرف من الذي قام بوضع البرامج الازمة والضرورية لنشوء الحياة على الأرض... نحن لا نعرف أي شيء، إلا شيئاً واحداً: أن كل شيء برز للوجود بشكل مفاجئ وخلال أقل من ثانية!!! هذه الحقيقة العلمية ذُكرت في القرآن الكريم قبل أن يكتشفها العلماء بأربعة عشر قرناً؟ هل هذا معقول؟ دعونا نتأمل هذه الآيات التي تؤكد جميعها أن عملية الخلق عبارة عن كلمة (كُن)، فهي سريعة جداً وأسرع مما نتصور، قال تعالى: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [البقرة: 117].. هذه الآية تحدثت عن خلق الكون (السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) وتحدثت عن سرعة تنفيذ الأمر الإلهي بقوله تعالى (كُنْ فَيَكُونُ). وهناك العديد من الآيات التي تؤكد هذه الحقيقة العلمية، قال تعالى: (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [النحل: 40]. كذلك نجد قوله تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [يس: 82]. لقد أخبر القرآن عن خلق الكون (خلق كل شيء) وفق نظام مقدر أي بقوانين محكمة ومنظمة، وفي الوقت نفسه ذكر أن عملية الخلق تتم خلال لمح البصر.. أي خلال جزء من الثانية، قال تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) [القمر: 49-50]. وسبحان الله، كيف يمكن لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يتكلم عن عملية خلق الكون ويعتبرها قد تمت بلمح البصر.. مع العلم أن العلماء فقط اليوم (2015) بدأوا يتحدثون عن سرعة بداية الخلق.. من الذي علمه، أليس هو الله؟ ولكن لماذا ذكر الله هذه الحقيقة العلمية؟ ليدلنا على أن الذي خلق الكون بهذه السرعة الفائقة قادر على إعادة الخلق يوم القيامة بنفس السرعة.. بل بسرعة أكبر!! قال تعالى متحدثاً عن قدرته في إعادة الخلق يوم القيامة: (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [النحل: 77]. وبذلك يكون القرآن متفقاً مع المنطق العلمي عندما تحدث عن خلق الكون بلمح البصر، وتحدث عن نهاية الكون بلمح البصر أيضاً، لأن العلماء يؤكدون أن الكون سينتهي بنفس الطريقة التي بدأ بها، ولكن بشكل عكسي (الانسحاق الكبير) والآن دعونا نتساءل: من أين جاء النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، بهذه المعلومات الدقيقة، كيف علم أن كل شيء قد تم بلمح البصر.. وكيف تنبأ بأن كل شيء سينتهي بلمح البصر، وبما يتفق مع ما يقوله العلماء اليوم؟ إنه الله تعالى القائل في حق هذا النبي الأمي: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 3-4].. والحمد لله رب العالمين.[ الأنترنت – موقع اسرار الإعجاز العلمي - بقلم عبد الدائم الكحيل ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم