أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والخمسون في موضوع البديع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والخمسون في موضوع (البديع ) والتي هي بعنوان : العلم من الله ونستنتج من هذا: أن العلم في الإبداع وكيفية الحصول عليه وكيفية تطبيقه إنما هو من ((الله)) الذي علمنا وجعلنا نبحر في ملكوته. قال تعالى: (عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).وقال تعالى:(وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ). إذن: الإبداع هو: إنشاء إبداع على غير سابقة ويسمى الشيء إبداعا, إذا كان أروع غاية في صفاته وفريدا من نوعه. يقول الشاعر أبو العلاء المعري: وإني وإن كنت الأخير زمانه*** لآت بما لم تستطعه الأوائل!! فالإبداع مسؤولية المبدع نفسه، فكل موهبة وطاقة وقدرة آتاك الله إياها أنت مسؤول عنها. الإنسان يولد وعنده استعداد للإبداع، لأن الله أودع القدرة لديه في هذا الإبداع. الإبداع يبدأ طفلا صغيرا ثم ينمو وينضج ويزدهر, وليس للإبداع سن معينة وليس مقصورا على جميع الفئات. وللإبداع دوره المهم في لذة الاكتشاف، والابتكار في إدهاش الآخرين، واكتشاف قدرات الذات ومواهبها. فالفكرة الإبداعية لا بد وأن تتخطى كل العوائق التي قد تعترض طريقها إلى الإبداع. قال أحد العلماء: ليس للإبداع حقل معين، فهو يشمل مناحي الحياة كلها وبدون استثناء. لذلك قيل: جئتُ بأمر ٍ بديع ٍ، أيْ مُحْدَثٍ عَجيِـِبٍ. إليكم هذه المقتطفات الإبداعية: 1 - الإبداع في الخلق:خلْق الإنسان بحد ذاته إبداع, لأن الله خلقنا من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ثم عظاما فكسى العظام لحما ثم أنشأنا خلقا آخر. 2 - الإبداع في الصُنع:قال أحد العباقرة المبدعين قديما: الله أبدع في صُنع خلقه للفراشة, فالفراشات لا ترى ألوان أجنحتها الجميلة, ولكن الإنسان هو من يرى صُنع الإله في هذا الإبداع. 3 - الإبداع في المحاكاة : ذكر أحد العلماء أن المحاكاة في الإبداع قد تقودك إلى إبداع من نوع آخر. مثل فكرة الرادار التي جاءت لتُضاهي حيوان الخفاش في حساسيته وقدرته على الإحساس بالآخر, إذن هذه هي محاكاة الإبداع. 4 - الإبداع في البحث: أثبت عالم من العلماء بعد بحث طويل على أن القرآن الكريم هو أجمل إعجاز في هذا الكون ، لمحتوياته ومدلولاته على أن كل شيء في هذا الكون قد سطره الله في هذا الكتاب. 5 - الإبداع في طلب العلم: ابن سينا المعروف بـ (أبو الطب): قال: حفظتُ القرآن وأنا ابن عشر سنين, ثم تعلمت الفلسفة، ثم قرأت ظواهر المنطق، وأخذت أقرأ الكتب بنفسي وأطا لع الشروح، فقرأت كتاب اقليدس,ولما قاربت ست عشرة رغبت في علم الطب فقرأت الكتب المصنفة فيه،ودرست تجارب علم الأمراض إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم