أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والخمسون في موضوع البديع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة والخمسون في موضوع (البديع ) والتي هي بعنوان : *إيحاء الإبداع الإلهي محـفـز للإبداع البشري قال تعالى: (بديع السموات والأرض) أي أن كل ما أبدعه الخالق الجميل هو إيجاد من عدم لم يكن موجودا فوجد. وأن كل إبداع في الأرض والسماء وما بينهما هو من الله وحده. الإبداع في اللغة: أبدعتُ الشيء: أي اخترعته على غير مثال سبق. والمبدع هو: المنشئ أو المحدث الذي لم يسبقه أحد. وفي القرآن الكريم،قال الله:(بديع السموات والأرض) ، أي خالقها على غير مثال سبق. فالقرآن محفز على الإبداع في كل آية جاءت فيها دعوة إلى النظر والتأمل. لذلك قال الله تعالى في إبداعه للكون: (ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك). وقال تعالى: (أفلم ينظروا إلى السَّماء فوقهم كيف بنيناها وزيّناها وما لها من فروج). وقال تعالى: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت * وإلى السَّماء كيف رفعت * وإلى الجبال كيف نصبت * وإلى الأرض كيف سطحت). وهذا ما يجعل الإنسان ينظر ويتفكر في خلق الله سبحانه وتعالى? فلولا إبداع الخالق والترتيب والتنسيق في جميع موازين الكون لاختلت جميعها. فإبداع الخالق يتجلى في كل شيء? في السماوات والأرض والجبال والمياه والصحاري والقمر والشمس والفلك والإنسان وكافة الكائنات الحية. لذلك أثبت الله أنه على كل شيء قدير ولا يحتاج مساعدة ولا معاونة أحد. قال تعالى: (إن الله على كل شيء قدير). فالإبداع وحيثياته يستمد من الله جل جلاله. وحين يبدع الإنسان فإنما يستمد أصول هذا الإبداع من الغريزة المودعة فيه. وهناك فرق بين الإبداعين الإلهي والإنساني: أولا: الإبداع الإلهي بلا مثال سابق، بينما يقوم الإبداع الإنساني على مثال سابق، وينسج على منوال موجود. ثانيا: الإبداع الإلهي كامل لا نقص فيه, أما الإبداع الإنساني فلا يخلو من النقص مهما بدا كاملا. ثالثا: الإبداع الإلهي منوع في أعلى درجات التنويع . أما الإبداع الإنساني فمحدود رغم تعدده الظاهر. فمخترع الطائرة حينما أبدع في اختراع شيء يطير، هو بالتأكيد استحضر هيئة الطير وهو يحلق في السماء, والطائرة هي مثل الطير في الشكل. وغيره الكثيرون الذين اخترعوا واكتشفوا إبداعهم هم من أمثلة احتذوها وكانت بداية طريق لإبداعهم. حتى الرسام تجده رأى منظرا إلهيا جميلا حوله بخياله وتصوره ومهارته,وقام بغمس ريشته مع ألوانه وعقله وفكره, حتى وصل إلى أجمل مستوى في الإبداع من حيث المنظر. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم