أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والأربعون في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة والأربعون في موضوع (البديع ) والتي هي بعنوان *كل ما خلقه الله أوقضاه وقدره فهو ابداع : وقد جاء الإبداع في كل ما خلقه الله البديع، وجاء قمة الإبداع في خلق الإنسان (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقوىم)، «التين 4»، فالله سبحانه وتعالى بديع السموات والأرض، هو الذي خلقهم على غير صورة سابقة ومن دون أن يعلمه أحد، ابتدع ذوات الأشياء، وصفاتها وخصائصها وأحجامها وأشكالها وألوانها وحركتها وسكونها، وابتدع الإنسان وما حوله من حيوان ونبات وأشكال لا تعد ولا تحصى. والله هو الخالق البديع في ذاته، ولا يماثله أحد في صفاته، ولا في حكم من أحكامه، أو أمر من أوامره، فهو البديع المطلق الذي أبدع الخلق من غير مثال سبق، وهو الذي أظهر عجائب صنعته وغرائب حكمته. والبديع هو الذي خلق كل خلقه بلا تماثل، فمنذ أن خلق الله آدم وحواء وإلى أن تقوم الساعة، لن نجد إنساناً يشبه آخر، لا في الشكل ولا في المضمون، وذلك دليل على طلاقة القدرة وسعة القوالب عند الحق. وبديع صنع الله في خلق السماوات والأرض، واختلاف ألوان البشر، وتباين ألسنتهم، وفي ذلك من الدلائل ما ينتفع به أهل العلم والفهم، إن من طلاقة قدرة الحق في إيجاد البشر أنهم مختلفون على كثرتهم التي لا تعد ولا تحصى، منذ خلق الله آدم إلي قيام الساعة، فلو جمعنا الناس جميعاً، فلن نجد واحداً يطابق الآخر في أصله أو صورته، إنها دقة الحكمة في الإبراز في صور متعددة. *تفرد بالخلق من العدم : فهو جل وعلا بديع السماوات والأرض، وتفرده بالخلق من العدم والإبداع على غير مثال سابق، وتفرده بالتدبير الكوني لخلقه من أخص أوصاف ربوبيته، فلم يترك الخلق هملاً، وإنما قدر لهم ما يصلح أديانهم وأبدانهم، وتفرده بمعاني الكمال المطلق من الغنى والقدرة النافذة والعلم المحيط. يقول ابن تيمية، ومن أخص أوصاف الرب القدرة على الخلق والاختراع فليس ذلك لغيره أصلاً، وأخص وصف الرب ليس هو صفة واحدة بل علمه بكل شيء من خصائصه وقدرته على كل شيء من خصائصه وخلقه لكل شيء من خصائصه. ومن أدلة الاختراع والعناية الإلهية قوله تعالى: (قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى)، فأعطى كل شيء من خلقه الخلق الملائم له. [الأنترنت – موقع الإتحاد- أحمد محمد (القاهرة) - معنى البديع ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم