أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة والأربعون في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة والأربعون في موضوع (البديع ) والتي هي بعنوان : *معرفة حال الخالق من خلال اسمه ( البديع ) : إن من تكريم اللّه لهذا الإنسان أنْ مكَّنهُ مِن أنْ يُبدع، وهذا في الصناعة والتفكير والعلوم التجريبية, وورد في الحديث: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”. وإن كان في سنده مقالاً, فإن له شواهد كثيرة تنهض به للقبول. والإتقان من أبرز صور الإبداع, وتاريخ المسلمين زاخر بالمبدعين في كل المجالات في الطب والرياضيات والعلوم والكيمياء وسائر العلوم, وفي القيادة والتفكير الإنساني, وفي علوم الشريعة كان هناك الأئمة والأفذاذ والعلماء الكبار الذين كانوا في غاية الإبداع والإتقان في مجالاتهم, والواجب على المسلمين حتى يتخلصوا من حالة التخلف الحضاري التي أوقعتهم فريسة سهلة لأعدائهم وأن يبذلوا أقصى ما عندهم من جهد, ويخرجوا كل طاقاتهم الإبداعية؛ لتحقيق نهضة الأمة وإخراجها من كبوتها العارضة. ونقصد بالإبداع هاهنا الإبداع النافع المفيد في حياة الناس الذي ينشر العمران ويحقق الأمن والطمأنينة بينهم, ويسهل منافعهم, أما أن يكون الإبداع سلماً للدمار ونشر الفواحش وترويج الرذيلة وإضاعة الأوقات ونشر ثقافة السلبية والتفاهة, فهذا ليس من الإبداع في شيء, بل هو إبداع الشيطان في غواية الإنسان. [الأنترنت - ملتقى الخطباء - الفريق العلمي - عنوان الخطبة - اسم الله البديع ] * اسم الله البديع والإبداع : أن تصنع شيئاً على غير مثالٍ سابق, فالله -عز وجل- قد أبدع هذا الكون بكل ما فيه على غاية الحسن والإحكام من غير مثال سابق, فالبديع: من أسماء الله تعالى لإبداعه الأشياء وإحداثه إياها, ويجوز أن يكون بمعنى مبدع أو يكون من بدع الخلق أي بدأه، كما قال سبحانه-: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) [البقرة: 117] أي خالقها ومبدعها, فهو -سبحانه- الخالق المخترع لا عن مثال سابق. وقد يعتقد البعض أن اسم الله “البديع” يعطي نفس الدلالات والمعاني لأسماء أخرى لله -عز وجل-, مثل اسم الله “الخالق”, “البارئ”, “المصور”, وهذا ليس صحيح, فلكل اسم منهم معنى ودلالة خاصة به تفرقه عن غيره, وإن اشتركت أحياناً في معنى عام. فالخالق الذي خلق المخلوقات من العدم, والبارئ هو الذي خلق الخلق بريئًا من التفاوت والتناقض, والمصور الذي جعل لكل مخلوقٍ هيئة وصورة مختلفة تميزه عن غيره, وأما البديع فهو الذي أبدع الخلق على غير مثال ولا اقتداء بسابق, فهكذا تتقارب معاني تلك الألفاظ، ويتمايز بعضها بملمح دلالي خاصٍّ، كما نرى في اختصاص الإبداع بملمح عدم المثال، وكاختصاص المصوِّر بملمح إنشاء الصورة والهيئة, لكن الاستعمال القرآني الحكيم لهذه الألفاظ يفرِّق بينها تفرقة دقيقة.[ الأنترنت - ملتقى الخطباء - الفريق العلمي ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم