أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة والأربعون في موضوع البديع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والأربعون في موضوع (البديع ) والتي هي بعنوان : *معرفة حال الخالق من خلال اسمه ( البديع ) : من أهم استحقاقات الإيمان باسم الله “البديع”: التفكر في الكون وما فيه من نعم ومخلوقات, التفكر في مظاهر الإبداع فيها, وما تورثه في قلب العبد من إيمان وتسليم بوحدانية الله -عز وجل- وقدرته, قال الله تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 191], فقد خلق الله -سبحانه وتعالى- الكون وخلق الإنسان ليعبد الله ويتفكر في بديع خلقه وكائناته, فلم يخلق أي شيء عبثا, كل مخلوق وله عمله الموكل إليه في هذه الحياة. إن التفكر والتأمل في خلق الكون من أهم الواجبات الموكلة إلى المسلم؛ لترى عظمة الخالق في إبداع السماوات والأرض, فلولا عظمة الخالق في ترتيب وتنسيق جميع موازين الكون ومقاييسها لاختلت الحياة وفسدت. فهذه المجرات والكواكب والشمس والقمر والنجوم, قال تعالى عنها: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12], كل له وظيفة ودورانه الخاص, فالأرض تدور حول الشمس بنظام معين وبمقدار مناسب, فلو زاد أوقل هذا المقدار لحدثت الكوارث والمصائب, هذا من عظمة الخالق في خلق الكون وإبداعه. أيها المؤمن: تفكَّر في خلق البحار والمحيطات والأنهار وما فيها من كائنات بحرية حية, منها ما توصَّل الإنسان إلى معرفته, ومنها لم تعرف بعد, كل منها له وظيفته الخاصة من طعام وشراب وطاعة لله -عز وجل-, تجد في هذه المحيطات بعض المواد التي تشفي من الأمراض, وأيضا تجد فيها كائنات تفيد في تنقيتها وحمايتها من التلوث, وتفكَّر في خلق الجبال وقوتها وصمودها ولكنها تخر خاشعة من خشية الله, وتفكر في السهول والوديان وتكوينها والصحارى الممتدة وما فيها من عظمة الخالق في الإبداع. لذلك كان من المشاهد المتكررة عبر الزمان أننا نجد من علماء اليهود والنصارى والوثنيين من يعلن إسلامه ويذعن بالتوحيد لله تعالى, بعد أن يُعمل فريضة التفكير في الكون والخلق, فيرى إبداعاً وعظمة تنير ظلمات قلبه, وتوسع ضيق صدره, فيعلن إسلامه, البروفيسور الياباني (يوشيدي كوزاي) سمع قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ) [فصلت: 11] تتلى في المؤتمر العلمي للإعجاز القرآني الذي عقد في القاهرة, ولما سمع تلك الآية نهض مندهشاً وقال: “لم يصل العلم والعلماء إلى هذه الحقيقة المذهلة إلا منذ عهد قريب بعد أن التَقَطِت كاميرات الأقمار الاصطناعية القوية صوراً وأفلاماً حية تظهر نجماً وهو يتكون من كتلة كبيرة من الدخان الكثيف القاتم“!!. ثم أعلن إسلامه . ومنهم البروفيسور الأمريكي (بالمر) الذي سمع قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا) [الأنبياء: 30] في مؤتمر الشباب الإسلامي الذي عقد في الرياض 1979م, فقال: “حقاً لقد كان الكون في بدايته عبارة عن سحابة دخانية غازية هائلة متلاصقة ثم تحولت بالتدريج إلى ملايين الملايين من النجوم التي تملأ السماء, ولا يمكن بحال من الأحوال أن ينسب إلى شخص مات قبل 1400 سنة؛ لأنه لم يكن لديه تليسكوبات ولا سفن فضائية تساعد على اكتشاف هذه الحقائق, فلا بد أن الذي أخبر محمداً هو الله” وأعلن البروفيسور (بالمر) إسلامه في نهاية المؤتمر. ومنهم العالم التايلاندي (تاجاس) المتخصص بعلم الأجنة, والبروفيسور (كيث مور) بعد أن سمعا بآيات أطوار الخلق في سورة المؤمنون, والعالم اليهودي (روبرت جيلهم) والذي يعد من أشهر علماء الأجنة في العالم بسبب عدة المطلقة, بعد أن أفنى عمره في أبحاث تخص البصمة الزوجية للرجل، وتأكد بعد أبحاث مضنية أن بصمة الرجل تزول بعد ثلاثة أشهر. والأمثلة كثيرة لمن قادهم التفكير والتدبر في بديع صنع الله للإيمان به . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم