أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والأربعون في موضوع البديع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والأربعون في موضوع (البديع ) والتي هي بعنوان : *معرفة حال الخالق من خلال اسمه ( البديع ) : فالخالق الذي خلق المخلوقات من العدم, والبارئ هو الذي خلق الخلق بريئًا من التفاوت والتناقض, والمصور الذي جعل لكل مخلوقٍ هيئة وصورة مختلفة تميزه عن غيره, وأما البديع فهو الذي أبدع الخلق على غير مثال ولا اقتداء بسابق,فهكذا تتقارب معاني تلك الألفاظ، ويتمايزبعضهابملمح دلالي خاصٍّ،كما نرى في اختصاص الإبداع بملمح عدم المثال، وكاختصاص المصوِّر بملمح إنشاء الصورة والهيئة, لكن الاستعمال القرآني الحكيم لهذه الألفاظ يفرِّق بينها تفرقة دقيقة. وقد ورد اسم البديع مضافاً في كتاب الله تعالى في موضعين, في سورة البقرة (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [البقرة: 117], وفي سورة الأنعام (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [الأنعام: 101] والآيتان كانتا في معرض الرد على من ادعى الولد لله -سبحانه وتعالى-, قال ابن جرير -رحمه الله-: “فمعنى الكلام فسبحان الله أنى يكون لله ولد, وهو مالك ما في السماوات والأرض, تشهد له جميعها بدلالتها عليه بالوحدانية, وتقر له بالطاعة, وهو بارئها وخالقها وموجدها من غير أصل ولا مثال احتذاها عليه. وهذا منه لهم أن الذي ابتدع السماوات والأرض من غير أصل وعلى غير مثال, هو الذي ابتدع المسيح عيسى من غير والد بقدرته“. وقد ورد في السنة النبوية من حديث أنس بن مالك؛ قال: سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً يقول: “اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك، لا شريك لك، المـنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام“. فقال: “لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا سُئِلَ به؛ أعطى، وإذا دُعِيَ به؛ أجاب“. لذلك ذهب جمع من أهل العلم على اعتبار أن اسم “البديع” أو “بديع السموات والأرض” هو اسم الله الأعظم؛ لتجلي الكثير من الصفات الربانية فيه. ومظاهر وصور الإبداع في خلق الله في الكون كثيرة تفوق العد والحصر, ولو نظرنا إلى مثال واحد هو “الإنسان” فعلى وجه الأرض يعيش أكثر من سبعة مليارات من بني آدم, عدد مهول ضخم!! لكن أبدع الخالق في خلقهم فلكل واحد من هؤلاء البشر بصمة أصابع لا تتشابه مع الآخر, ونغمة صوت لا تتطابق مع الآخر, ورائحة جسد تميزها بعض الحيوانات مثل الكلاب البوليسية لا تتشابه مع الآخر, وقرنية عين لا تتشابه مع الآخر, أليس هذا هو الإبداع الرباني والقدرة الإلهية الشاملة؟!. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم