أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الأربعون في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الأربعون في موضوع (البديع ) والتي هي بعنوان : *اسم الله البديع وصفته (الدليل من السنة: "بَديعُ السَّمواتِ والأرضِ" يوصف الله عزَّ وجلَّ بأنه بَديعُ السَّمواتِ والأرضِ، وهي صفةٌ ثابتةٌ له بالكتاب والسنة. • الدليل من الكتاب: قوله تعالى" بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ "البقرة: 117. أي: خالقهما على وجه قد أتقنهما وأحسنهما على غير مثال سابق [ تفسير السعدي ] مظاهره : حين خلق الله جل جلاله الخلق من آدم إلى أن تقوم الساعة.. جعل الخلق متشابهين في كل شيء.. في تكوين الجسم وفي شكله في الرأس والقدمين واليدين والعينين.. وغير ذلك من أعضاء الجسم.. تماثلًا دقيقًا في الشكل وفي الوظائف.. بحيث يؤدي كل عضو مهمته في الحياة.. ولكن هذا التماثل لم يتم على قالب وإنما تم بكلمة كن.. ورغم التشابه في الخلق فكل منا مختلف عن الآخر اختلافًا يجعلك قادرًا على تمييزه بالعلم والعين.. فبالعلم كل منا له بصمة أصبع وبصمة صوت يمكن أن يميزها خبراء التسجيل.. وبصمة رائحة قد لا نميزها نحن ولكن تميزها الكلاب المدربة.. فتشم الشيء ثم تسرع فتدلنا على صاحبه ولو كان بين ألف من البشر.. وبصمة شفرة تجعل الجسد يعرف بعضه بعضًا.. فإن جئت بخلية من جسد آخر لفظها. وإن جئت بخلية من الجسدنفسه اتحد معها وعالج جراحها. هذا الاختلاف يمثل لنا طلاقة قدرة الله سبحانه في الخلق على غير مثال.. فكل مخلوق يختلف عمن قبله وعمن بعده وعمن حوله.. مع أنهم في الشكل العام متماثلون.. ولو أنك جمعت الناس كلهم منذ عهد آدم إلى يوم القيامة تجدهم في صورة واحدة.. وكل واحد منهم مختلف عن الآخر.. فلا يوجد بشران من خلق الله كل منهما طبق الأصل من الآخر.. هذه دقة الصنع وهذا ما نفهمه من قوله تعالى"بديع".. والدقة تعطي الحكمة.. والإبراز في صور متعددة يعطي القدرة.. ولذلك بعد أن نموت وتتبعثر عناصرنا في التراب يجمعنا الله يوم القيامة.. والإعجاز في هذا الجمع هو أن كل إنسان سيبعث من عناصره نفسها وصورته نفسها وهيئته نفسها التي كان عليها في الدنيا. ولذلك قال الحق سبحانه"قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأرض مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ"ق : 4. "يا ذا الجلالِ والإكرامِ" أي: يا صاحبَ العظَمةِ والكبرياءِ، والإكرامِ. وقال الخطَّابيُّ « ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ « الجَلالُ مصدرُ الجليلِ، يُقالُ: جَليلٌ بيِّنُ الجَلالَةِ والجلالِ. الجليل الكبير الذي له أوصاف الجلال؛ فهو الموصوف بصفات المجد، والكبرياء، والعظمة، والجلال، الذي هو أكبر من كل شيء، وأعظم من كل شيء، وأجلُّ وأعلى، وله التَّعظيم، والإجلال في قلوب أوليائه وأصفيائه، قد ملئت قلوبهم من تعظيمه، وإجلاله، والخضوع له، والتذلل لكبريائه. [ تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم