أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والثلاثون في موضوع البديع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة والثلاثون في موضوع (البديع ) والتي هي بعنوان : السنة والبدعة ينبغي أن نتّبع النّبي عليه الصّلاة والسّلام، ولْنُراقب سلوكنا أيّة بدعة تأتينا يجب أن نسأل عن أصلها ؛ فإن لم يكن لها أصل فهي بدعة مردودة لا نقبلها. وقد قال بعض العلماء: " من داهن مبتدعاً سلبه الله تعالى حلاوة السُّنَن "؛ أي شخص مُبتدع بعقيدته، مُبتدع بسلوكه، مُبتدع بعبادته، حذف أشياء، وأضاف أشياء، وبالغ بأشياء، وأخفى الأشياء، وصار مبتدعاً، قال: "من داهن مبتدعاً سَلبه الله تعالى حلاوة الإيمان "، بل إنّه من ضَحِكَ إلى مُبتدع، نَزَعَ الله تعالى منه نور الإيمان مِن قلبه. من ضَحِكَ له، من جالسه، من داهنه، من صاحبه، وقال: من استهان بأدب من آداب الإسلام، عوقب بحرمان السنّة. إذاً نحن في كل أسماء اللّه الحسنى ؛ حظُّنا منها أن نتخلّق بأخلاق اللّه، إلاّ في هذا الاسم حظُّنا منه ألاّ نبتدع في دينه شيئاً، سمح لنا أن نبتدع في الزّراعة، في النبات، في الحيوان، في خلط الألوان أحياناً في صهر المعادن، فمثلاً نحن بحاجة لمعدن خفيف جداً متين جداً ممكن أن نصنع هذا المعدن من خلط بعض المعادن، معدن خليط، أيُّ خلائط فهذه كلها ابتداع. إبداع: اختراع يعني أنَّ اللّه عزَّ وجلّ أعطى الأشياء خصائص،وسَمَحَ بالتّزاوج،وسَمَحَ بالتفاعل والاندماج، إذاً الإبداع في الصناعة والزراعة من فضل الله علينا ؛ مثلاً تقولون هذا البطيخ الأناناس، هذا بطيخ مُطعّم على نوع لم يكن من قبل. لقد صار هناك تهجين، عملية التهجين في النبات، والحيوان ماهي في الحقيقة إلاّ نوع من الابتداع. لكن الله عزَّ وجلّ لِوجود خصائص لكل نبات ولتصميم النبات بحيث يتزاوج سَمَحَ بالابتداع. أمّا في التّشريع، وفي الدين الابتداع كلّه حرام، قال العلماء: " من استهان بالفرائض قيّض اللّه له مبتدعاً يذكر عنده باطلاً فيُوقِع في قلبه شبهةً ". وختام المطاف: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(31﴾(آل عمران) فأنت قد تكون محقاً في تعاملك مع الأشخاص قد تقول عن شخص: بأبسط عبارة لعله غلطان، لعله مُخطئ، وأنا لا أتورّط معه ؛ فهذا شيء جميل. لكنّك إذا ثَبُتَ لك نص عن اللّه عزَّ وجلّ، فالله عزّ وجل كتابه حقّ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. إذا ثَبتت لك عن النّبي صلى الله عليه وسلم سُنّة صحيحة ؛ النّبي معصوم. يعني أنت لك جهتان يُمكن أن تطمئنّ إليهما ؛ كتاب اللّه، وسُنّة رسوله. وما سِوى ذلك موقوف على موافقته لكتاب الله و سُنّة رسوله. كنت ولا زلت أضرب أمثلة دقيقة من أنّك أمام ثلاثة نصوص في حياتك ؛ لو امتدت بك الحياة قروناً طويلة فلن تتبدل ولن تتغير: أمام ثلاثة نصوص، فقط نص للّه عزَّ وجلّ كتابه، ونص لرسوله، ونص لغير رسول الله ؛ أي إنسان كان، إذاً هناك نص للّه خالق الكون وهو القرآن. ونص لرسوله المعتمد وهو النّبي عليه الصّلاة والسّلام. ونصّ لأي مخلوق بعد النّبي. عالم كبير، فهيم، مثقّف، غير مثقّف، شيخ، عَلَم من أعلام الأُمّة، أيُّ إنسان ليس النّبي ؛ فهو صنف ثالث. أنت مع القرآن ليس لك إلاّ أن تفهمه لأنّه قطعّي الثبوت، ومع السُنّة ليس لك إلاّ أن تتحقق من صحّتها، لأنّ الحديث ظنّي الثبوت، وليس لك إلاّ أن تفهمه، ولكنّك فيما سِوى هذين النّصين، ولِيكُن مَن كان القائل، فعليك أن تتحقق من صِحّته وأن تحاول فهمه كما أراد صاحبه، وأن تُقيّمه بالكتاب والسُنّة، هذا هو الدّين هذا هو المقياس. نحن يجب أن نتوقّع أيّة بدعة دخلت على الدّين في غفلة الزمان ونحذركل الحذر أنت بحاجة إلى مقياس، وبحاجة إلى مراجعة لكل معلوماتك، ولكل خِبراتك، وقياسه بالكتاب والسُنّة. أرجو الله سبحانه وتعالى أن أكون وفَّيْت بعض الشيء من مناقشة موضوع هذا الاسم وبيانه حقيقته. وكخلاصة مُوجِزَةٍ للبحث أعود فأقول: لقد تحدثت في الصفحات السابقة عن اسم " البديع" فالله سبحانه وتعالى أبدع السماوات و الأرض جُملةً وتفصيلاً، خصائص ماديّة خصائص معنويّة، على غير مثال سابق، ومن دون تعليم من أحد ابتدع الكون كله، وهو بديع، أي فرد في ذاته وفرد في صفاته، وفرد في أفعاله، وفرد في تشريعه، والإنسان له أن يبتدع في الخلق، في التصنيع، وفي مجال الزراعة كذلك في ما سمح الله به أن يفعله، ولكنه بالتأكيد ليس له أن يبتدع في التشريع ؛ لأنَّ كل مُحدثةٍ بدعة، وكُلَّ بدعة ضلالة، وكُلَّ ضلالة في النار. وفرّقنا بينَ البدعة بمعناها اللغوي، وبين البدعة بمعناها الديني والتي يؤكدها قول النبي عليه الصلاة والسلام [الأنترت – موقع النابلسي اسم الله البديع . لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم