أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة والثلاثون في موضوع البديع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة والثلاثون في موضوع (البديع ) والتي هي بعنوان : البديع: الذي لا مثيل له أيها القارئ الكريم: إذا كان الله سبحانه و تعالى بديع السماوات والأرض، هو الذي خلق السماوات والأرض على غير صورة سابقة ومن دون أن يعلِّمه أحد، ابتدع ذوات الأشياء، وابتدع صفات الأشياء وابتدع خصائص الأشياء، وابتدع أحجامها، وأشكالها، وألوانها وحركتها، وسكونها، وابتدع الإنسان، وما حوله من حيوان، وما حوله من نبات، وأشكال لا تُعدّ ولا تُحصى ؛ من خلال تأمُلِكَ لآيات الله في الكون، تستنبط أن الله بديع السماوات والأرض. ويجب أن تعلم أيضاً أن الله سبحانه و تعالى واحدٌ في ذاته، معنى البديع: يعني الذي لا مثيل له والذي لا مُشابه له، والذي ليس كمثله شيء، ليس له مثل لا في ذاته ولافي صفاته، ولا في أفعاله، ولا في خلقه. ومن ثم فما حظّ العبد من هذا الاسم ؛ ألاّ يكون مُبتدعاً. لكن هناك نقطة دقيقة جداً أتمنى أن نقف عندها قليلاً، الإنسان مُكرّم عند الله عزَّ وجلّ ومن علامات تكريمه عند الله عزَّ وجلّ ؛ أنّه خلقه فرداً لا مُشابِه له، وأنّه سَمَحَ له أن يكون مُشرِّعاً عن طريق ماذا ؟ عن طريق الآيات ذات الطابع الاحتمالي أو الآيات الظنيّة الدلالة ؛ فالعلماء يجتهدون في فهم هذه الآية ذات الدلالة الظنيّة، إذاً كأنّ الإنسان سُمح له أن يُشرّع، أن يجتهد. أن يكون الإنسان مُجتهداً هذا من تكريم الله عزَّ وجلّ. وهو فردٌ لا مثيل له هذا من تكريم الله عزَّ وجلّ، وأن يُعطى الإنسان حُريّة الإرادة وهذا تكريمٌ من الله عزَّ وجلّ، ومن أنواع تكريم الله عزَّ وجلّ أنَّ طبيعة خلق اللّه عزَّ وجلّ- الآن دخلنا في ما له علاقة وشجية بالبحث طبيعة خلق اللّه عزّ وجلّ تُمكّن الإنسان من أن يُبدع في الخلق، فالآن يُقال لك هذا النبات هجين ؛ ما معنى هجين ؟ يعني هناك مخابر مستواها رفيع جداً يأخذون نباتاً ذا خصائص معينّة وِيُزاوِجُونَه بنبات آخر له خصائص معينّة يُنتج نباتاً ثالثاً بخصائص تجمع خصائص النباتين ثمّ يزاوجونه بنبات آخر إلى أن يصلوا إلى أصناف نادرة جداً. طريقة الخلق، أو تصميم الخلق يُتيح للإنسان أن يبتدع، لقد سمعت أن هناك بقراً شامياً أصيلاً، البقرة الشامية معروفة، وهناك بقر هولندي، من تهجين هذين النوعين وُلدَ صنف يقدّم في اليوم ما يزيد عن ستين كيلواً من الحليب ! أليس هذا إبداعاً ؟ فالله عزَّ وجلّ فيما يخص موضوع الحيوانات، موضوع النباتات أطلق يد الإنسان لتبدع، فهناك أشجار مقزّمة، شجر أرزّ كبير مقزّم في أصيص صغير، الآن هُناك أشجار مثمرة مقزّمة، الآن دخلت والقارئ الكريم في موضوع ؛ يتصل بموضوعنا من باب واحد، أنَّ من تكريم اللّه لهذا الإنسان أنْ مكَّنهُ مِن أنْ يُبدع، وهذا في الخلق، أمّا أن يبتدع في الدين ؛ فهذا محرّم لأنّ الدين كاملٌ. والدين توقيفي، فالدين هو ما جاء به النّبي ومن بعد وفاة النبي انقطع الوحي. فنحن مسموح لنا أن نُبدع في الخلق، وليس مسموحاً لنا أن نُبدع في الدين ؛ لأنَّ البدعة في الدين هي ضلالة قولاً واحداً ؛ كلُّ بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، كل مُحدثةٍ بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. يقول عليه الصّلاة و السّلام: (مَنْ خَالَفَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلامِ مِنْ عُنُقِهِ ) عن أبي ذر (رواه أحمد) إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم