أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة والثلاثون في موضوع البديع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والثلاثون في موضوع (البديع ) والتي هي بعنوان : البدعة في الإصطلاح فالبدعة ما ليس لها أصل في كتاب الله، ولا في سُنّةِ رسوله، ولا في إجماع المؤمنين يقول الله عزّ وجل: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)﴾(سورة النور) إذا خالفت أمره، وقعت في فتنة الابتداع. وسيدنا الصديّق رضي الله عنه يقول " إنما أنا متبع ولست بمبتدع "، وبعضهم قال نصائح ثلاث لو أردت أن تكتبها على ظفر لوسعها : اتبع لا تبتدع، تواضع لا ترتفع، تورِع لا يتسع. البذخ والترف وإنفاق المال من دون جدوى ؛ هذا من صفة الكُفار، لكنّ المؤمنين يقتصدون في كسب مالهم، وفي إنفاق مالهم. ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)﴾ ويقول الله عز وجل:﴿وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا﴾ (الآية 54 من سورة النور) والله عز وجل يقول في آية ثالثة: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ (الآية 21 من سورة الأحزاب) الأسوة الحسنة: أيْ اتباع السُنّة ؛ اقتدِ به في كل أطوار حياتك أي طبّق سنته، مَنْ أمَّرَ السُنةَ على نفسه قولاً وفعلاً، ونَطَقَ بالحِكمة، فقد اتّبَعَ السُنّة، وجعل النّبي عليه الصلاة والسلام أسوةً له. ومَن أمّر الهوى على نفسه نطق بالبدعة. لذلك أصحاب البِدع يُقال لهم أصحاب الأهواء إما أن تُحكِّم سُنّة النبي في حياتك، وإما أن تُحكِّم الهوى ؛ إذا حكَّمت الهوى، أصبحت مُبتدعاً، وخرجت عن طريقة الرسول عليه الصلاة والسلام. وإذا حكَّمت السنة في أفعالِك وأقوالِك وسيرتك. فقد كنت مقتدياً بِهدي النّبي صلى الله عليه و سلّم. لا تنسوا أنَّ النّبي عليه الصلاة و السلام يقول: (( قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا بُنَيَّ إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُصْبِحَ وَتُمْسِيَ لَيْسَ فِي قَلْبِكَ غِشٌّ لأَحَدٍ فَافْعَلْ ثُمَّ قَالَ لِي يَا بُنَيَّ وَذَلِكَ مِنْ سُنَّتِي وَمَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ )) (رواه الترمذي) (( فمن أحّب سنتي فقد أحبني و من أحبني كان معي في الجنّة )) بعض العارفين يقول: " أصول ديننا ثلاثة أشياء ؛ الاقتداء بالنّبي صلى الله عليه وسلّم في الأخلاق والأفعال، والأكل من الحلال، وإخلاص النيّة في جميع الأعمال "وحينما قال الله عزّ وجلّ:﴿وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48)﴾ (سورة آل عمران) الحِكمةُ: هي السُنّة. يُعلِمُه الكِتاب والحِكمة فالكتاب الأمر الإلهي، أمّا السُنّة كيف طبّق النّبي عليه الصلاة والسلام هذا الأمر الإلهي. وقال بعضهم في قوله تعالى:﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ (الآية 10 من سورة فاطر) ما هو العمل الصالح ؟ قال بعضهم: الاقتداء برسول الله ؛ العمل الصالح هو أن تقتديَ برسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وبعضهم قال: عمل قليل في سُنّةٍ خير من اجتهاد كثير في بدعة. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم