أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والثلاثون في موضوع البديع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة والثلاثون في موضوع (البديع ) والتي هي بعنوان : البدعة في اللغة البدعة لها معنيان : معنىً لغوي، ومعنىً شرعي ؛ فالمعنى اللغوي كل شيء جديد اسمه بدعة، والمعنى الشرعي ؛ من أحدث في الدين ما ليس فيه فهو مُبتدع: من ابتدع شيئاً يُيَسِّر على المصلين صلاتهم فهو شيءٌ جيّد، فنْقلُ الصوت بدعة، لكنها تقدم خدمات جُلى لرواد المساجد. مثلا تدفئة المكان تدفئةً مركزيةً لم تكن من قبل هذه بدعة. تكييف المكان لم يكن من قبل هذه بدعة. فهناك بدعة حسنة ؛ حينما تُقدّم شيئاً مريحاً جيداً، يَحُلْ بعض مشكلات المجتمع، من دون أن يُخالف نصاً شرعياً فهذه بدعة حسنة. وأما البدعة السيئة فهي التي خالفت أمراً محرّماً فالبدعة اللغوية قد تكون صالحةً، وقد تكون طالحةً، وقد تكون حياديةً وقد تكون موقوفةً. ما معنى صالحة ؟ ما معنى طالحة ؟ ما معنى حيادية ؟ وما معنى موقوفة ؟ البدعة الموقوفة جهازٌ قد يُستخدم استخداماً جيداً، وقد يُستخدم استخداماً سيِّئاً ؛ فمثلا لو أنٌك اقتنيت آلة تصوير وصوَّرت بها بعض المناظر الطبيعية، كبعض أنواع الأشجار، وكنت جغرافياً، وصورت بعض أنواع الخُلْجان، وأنواع الجُزر، وألَّفت كتاباً ووضعته بين أيدي الطلاب ؛ فهذه الآلة استخدمتها في نقل مظاهر الطبيعة إلى كتب مدرسية، فهذه الآلة استخدمتها استخداماً مشروعاً ؛ فهي بدعة لكنَّ استخدامها الجيّد جعلها مقبولة. ولو أنٌك صوّرت بها مناظر لا تُرضي بها الله عزّ وجلّ وطبعتها وروّجتها ؛ فهذا شيءٌ مُحرّم. فإذاً هذه الآلة صالحة أو طالحة، وهذا موقوف على نوع استعمالها. وهناك بدعة حيادية ؛ لو اخترعت صنفاً من الطعام ؛ لو أضفت بعض التوابل إلى بعض المطعومات، وجعلت منه طبقاً لم يُصنع من قبل هذا لا حرام، ولا حلال ؛ مُباح، بدعة مُباحة. والبدعة المُحرّمة إذا اصطدمت مع نصٍ شرعيّ. وهذا كُلُهُ متعلّق في البدعة اللغوية ؛ يعني شيءٌ جديد لم يكن من قبل. مثال للبدعة المحرمة : أن يجلس العريس يوم عرسه على كرسي إلى جانب زوجته أمام المدعوات، الكاسيات العاريات، المائلات، المُميلات وهو مُسلم ؛ مُسلم يجلس أمام جمعٍ غفير من النساء الكاسيات العاريات المائلات المُميلات بحكم التقليد والعادة والضرورة ؟!، هذه بدعة مُحرّمة لأنها اصطدمت مع تحريم إطلاق البصر ومع تحريم إبداء الزينة للأجانب أما إذا إنساناً وفرٌ لِرواد المسجد مايريحهم ؛ ولم يكن على عهد النبي كماءٍ ساخن في الشتاء، وماءٍ بارد في الصيف، فلم يكن على عهد النبي صلى الله عليه و سلم كذلك ؛ لا جامع مكيّف، ولا جامع مدفّأ تدفئةً مركزيةً، ولم يكن هذا الأثاث المريح. فهذه بدعة ؛ لكنها صالحة تقدم خدمات لرواد المساجد. ولوفرضناً أنه اخترع جهازاً يحلُ بعض المشكلات في البيت لا علاقة له بالحرام والحلال هذه بدعة لكنها بدعة حسنة، أمّا وأن يقف الزوج أمام المدعوات فهذه بدعة سيئة، إذاً هناك بدعة موقوفة على نوع استعمالها، وهناك بدعة مباحة، وهناك بدعة حياديّة لا علاقة لها بالحلال والحرام. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم