أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والثلاثون في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والثلاثون في موضوع (البديع ) والتي هي بعنوان : أمثلة على إبداع البديع شيءٌ آخر هام جداً، لو أنك اطّلعت على أنواع الأسماك التي في البحار؛ لو تصفحت كتاباً مصوراً فيه أنواع الأسماك، لأخذَك العَجَب العُجاب. فحتى الآن الإحصائيات بالنسبة للأسماك تفيد وجود مليون نوع من السمك، وأيُّ شكل يخطر في بالك موجود، سمكة على شكل كرة موجودة، على شكل سيف موجودة، شفافة موجودة، فسفورية موجودة لها أهداب موجودة، لها أرجل موجودة، سمكة على شكل مزهرية موجودة سمكة تدافع عن نفسها بأن تفرز مادة كالحبر تخفي وجودها موجودة سمكة تحارب أعداءها بالكهرباء بآلاف الفولطات موجودة، حيتان كبيرة موجودة، وأسماك صغيرة للزينة موجودة، لو أردت أن تقف عند تنوّع الأسماك فشيء مذهل ولا ينتهي، لا يُعدُّ ولا يُحصى. لو أردت أن تقف عند أنواع الطيور؛ فأشكالها، وأصنافها، وأنواعها، وسلالاتها شيء يأخذ بالألباب. أنواع الألوان، أنواع الورود، وقد أطلعني أحد الأصدقاء على كتاب مؤلف من ثمانية عشر مجلداً كل مجلّد سماكتهُ لا تقلّ عن ثمانية سنتمتر وكل ورقة مخصصة لنوع من أنواع الأبصال كل هذا المجلد لأنواع الأبصال فقط بعضهم يقول: هناك ثلاثة آلاف نوع من أنواع القمح وقرب مدينة دوما بمحافظة دمشق هناك مركز للبحوث الزراعية أطلعني مهندس أنّ في هذا المركز ثلاثمئة نوع من العنب. وما من فاكهة وما من خضرة وما من محصول وما من شجر مثمر إلاّ وهو مئات الأنواع بل آلاف الأنواع، هذا كله يُجسِّد اسم البديع، والأنواع لا تُحصى. مرةً كنت بمعرض للحشرات بالقاهرة وهو بناء ضخم مؤلف من مجموعة قاعات، في كل غرفة وعلى الأربعة الجدران ثُبتت حشرات مصبّرة وليس هناك حشرة مثل أختها، ولا فراشة مثل أختها تنوع في الخلق لا يصدقه عقل، هذا معنى قول الله عزّ وجل: ﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾ أوراق الأشجار، أنواع الأشجار، أنواع الأخشاب، أنواع النباتات، أنواع الروائح، أنواع الأسماك، أنواع الأطيار، أنواع الفواكه ذرات الثلج ؛ من معاني البديع الأولى ؛ أنٌه بديع في ذاته ومعنى بديع في ذاته ؛ أيْ لا يُشبهه شيء، أو ليس كمثله شيء. وبديع في خلقه، فهو خلَق الخلق على غير شكل وعلى غير مثال سابق، ومن دون أن يُعلِّمُهُ أحد. وبديع في أفعاله فالإنسان أحيانا يأخذ احتياطات جمّة لكن يُفاجأ بتصرف لم يكُن في الحسبان، فالبديع إذاً اسمٌ من أسماء الله، اسم لِذاتِهِ و اسمٌ لِصفاته واسمٌ لأفعاله. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم