أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة والعشرون موضوع البديع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والعشرون في موضوع (البديع ) والتي هي بعنوان : *آيات ورد فيها "بديع" *هل المبدع اسم من اسماء الله الحسنى أم صفة من صفاته ؟ من المعلوم أن أسماء الله تعالى توقيفية كما هو عند أهل السنة والجماعه ومعنى ذلك أنه أي يتوقف في إثباتها أو نفيها على ما جاء في النص الثابت من الكتاب والسنة ، وأن يكون الاسم قد أتى فيهما على هيئة الاسم لاعلى هيئة الفعل أو ما يشتق من الاسم. وكلنا يعلم أن أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين , وأن جمهور العلماء _ رحمهم الله _ على ذلك , لكن الزيادة على حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( إن لله تسع وتسعين ... الحديث ) أوجدت أشكالا لدى معظم من يسأل مثل هذه الأسئلة وقد صرح كثير من علماء السلف _ رحمهم الله - بضعفها كا لداودي وابن كثير وابن حجر وابن الوزير وغيرهم .بل صرح شيخ الإسلام بإن هذه الزيادة ليست عند أهل المعرفة بالحديث من كلام النبي صلى الله عليه وسلم , بل ذكره الوليد عن سعيد بن عبد العزيز أو عن بعض شيوخه . فهذه الزيادة إذا _ والأمر كذلك_ لا يعتمد عليها في إثبات أسماء لله تعالى لم ترد في النصوص الشرعية . فليس الرشيد ولا الصبور ولا البديع( على إطلاقه ) من أسماء الله لإنها لم ترد بها النصوص الشرعية , حتى وأن وردت في تعداد أسماء الله في هذه الزيادة وقد ورد بديع السموات والأرض مقيدا في النصوص ومن هنا -والله أعلم- أن المبدع ليس من الأسماء الحسنى لعدم الدليل فيما أعلم ، وماجاء في معناه من النصوص (وهو البديع) لم يأت على هيئة الاسم وإن كان يصح الإخبار به عن الله لكون الله هو الخالق البديع المبدع كما في قوله تعالى (بديع السماوات والأرض) ومن المعلوم أن باب الإخبار عن الله أوسع من باب الأسماء . - ولهذا نجد أن بعض العلماء كابن تيميه رحمه الله استعمل هذا الاسم في مواضع متعددة من كتبه على سبيل الإخبار لا التسمية وأن بن القيم رحمه الله : يرى أن هذا الاسم لايخبر به إلا عن الله تعالى ، ولم يعده من أسمائه تعالى الحسنى كما يقول رحمه الله : (وكذلك مبدع الشيء وبديعه لا يصح إطلاقه إلا على الرب كقوله (بديع السماوات والأرض) الإبداع إيجاد المبدع على غير مثال سبق ) . وقال ابن القيم في " قواعد في الأسماء والصفات " : الاسم من أسمائه له دلالات دلالة على الذات والصفة بالمطابقة ، ودلالة على أحدهما بالتضمن ، ودلالة على الصفة الأخرى باللزوم . وبيَّن ابن القيم " أن أفعال الرب تبارك وتعالى صادرة عن أسمائه وصفاته ... فالرَّبّ لم يزل كاملا فحصلت أفعاله عن كماله ؛ لأنه كامل بذاته وصفاته ، فأفعاله صادرة عن كماله ، كَمُل فَفَعَل . وقال ابن جرير في تفسيره : القول في تأويل قوله تعالى : ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) : يعني جل ثناؤه بقوله : (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) ، مُبْدِعها. ومعنى" المبدع " : المنشئ والْمُحْدِث مَا لم يسبقه إلى إنشاء مثله وإحداثه أحد . وقد نَقَل ابن كثير قول ابن جرير بِطوله ، ثم قال : وهذا من ابن جرير ، رحمه الله ، كلام جيد وعبارة صحيحة . اهـ . فإن لم يثبت أن " الْمُبْدِع " اسم لله عزّ وَجَلّ ، فهو صِفَة ، وهو كما قال ابن القيم رحمه الله : مُبْدِع الشيء وبديعه لا يصح إطلاقه إلاَّ على الرَّبّ ، كقوله : (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) .والإبداع : إيجاد المبدَع على غير مثال سَبق . اهـ . [الأنترنت – موقع المشكاة ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم