أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والعشرون في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة والعشرون في موضوع ( البديع ) والتي هي إستكمالا للماضية و هي بعنوان : *معنى أسماء الله الحسنى: الحالة الرابعة: أن يكون المدح والثناء بلسان المقال، ويكون دعاء المسألة بلسان الحال، ومن ذلك ما رواه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو عِنْدَ الكَرْبِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله العَظِيمُ الحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ ". الحالة الخامسة: الدعاء بمقتضى الاسم، كأن يأتي الاسم في سياق الخبر ويراد به الطلب، كقوله تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 74]. ب- الاستشفاء بأسماء الله، وهو نوعٌ من الذي قبله، وأفردته لأمرين: الأول: ما يحدث في قلب المبتلى غالبًا من تعلق بالله يجعله يستشعر كثيرًا من معاني أسماء الله وصفاته، والثاني: ما حدث في هذا الباب من محدثات، فمنهم من يكرر اسم من أسماء الله الحسنى بعدد معين لمرض معين، ومنهم من يكتب أسماء الله تعالى على جبين المريض في كل أيام مرضه، وهذا والذي قلبه من الإلحاد في أسماء الله والخروج بها عما يراد منها، وقد قال تعالى: ﴿ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 180]. ج- تعبيد الأسماء لله تعالى بهذا الاسم: فيسمى بعبد الرحمن، وأمة الرحمن، ونحوها من الإضافات الجائزة؛ كضيف الله وجار الله وحفظ الله، وأفضلها التعبيد. د- الإكثار من تسمية الله به في قوله أو كتابته: ويقرنه بما اقترن به من الأسماء في النصوص الشرعية، والحلف بهذا الاسم. هـ- تحقيق ما يقتضيه من فِعْل المأمورات وترك المحظورات: فاسم الله السميع يقتضي ترك الكلام الذي يغضب الله سماعه، والسميع يقتضي كذلك الإكثار من الكلم الطيب من ذكر وقراءة قرآن ودعوة لله تعالى. المسلك الثاني عشر: ظهور أثر الاسم في سلوك العبد وأخلاقه: فالله عز وجل يحب موجب أسمائه وصفاته، فهو عليم ويحب كل عليم، وهو كريم ويحب الكرماء من عباده، وهو سبحانه يكون مع عباده بحسب اتصافهم بما يحبه سبحانه، وهذه هي المعية الخاصة. فيتصف بالصفات التي يحبها الله تعالى: كالعلم، والعدل، والصبر، والرحمة، والرفق، والإحسان، ونحو ذلك، وينتهي عن الصفات التي يكرهها الله تعالى له مما ينافي عبوديته لله تعالى، كالصفات التي لا يصح للمخلوق أن يتصف بها كالكبر والعظمة والجبروت، يقول ابن تيمية رحمه الله: إن من أسماء الله تعالى وصفاته ما يُحمد العبد على الاتصاف به؛ كالعلم والرحمة والحكمة وغير ذلك، ومنها ما يذم العبد على الاتصاف به كالإلهية والتجبر والتكبر، وللعبد من الصفات التي يُحمد عليها ويؤمر بها ما يمنع اتصاف الربّ به كالعبودية والافتقار والحاجة والذل والسؤال، ونحو ذلك،[ الصفدية 2/ 338. ] وفي بيان هذا يقول ابن بطّال رحمه الله: طريق العمل بها: أن الذي يسوغ الاقتداء به فيها كالرحيم والكريم؛ فإن الله يحب أن يرى حالاها على عبده، فليمرن العبد نفسه على أن يصح له الاتصاف بها، وما كان يختص بالله تعالى كالجبار والعظيم؛ فيجب على العبد الإقرار بها، والخضوع لها، وعدم التحلي بصفة منها، وما كان فيه معنى الوعد: نقف منه عند الطمع والرغبة، وما كان فيه معنى الوعيد: نقف منه عند الخشية والرهبة.[ فتح الباري 11/ 229.] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم