أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والعشرون في موضوع البديع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والعشرون في موضوع ( البديع ) والتي هي إستكمالا للماضية و هي بعنوان : *معنى أسماء الله الحسنى: المسلك الثامن: معرفة الفروق بين اتصاف الله بهذه الصفة واتصاف العبد بها : فليس الاشتراك في أصل المعنى موجبًا للاشتراك في كماله وكيفيته، بل لله عز وجل المثل الأعلى، فيبحث العبد في تعظيم لله تعالى بكل اسم متأملاً عظيم الفارق بين صفات الله وصفات خلقه، وفي هذا حكي أن بعض الخلفاء أراد أن يكتب جِراية لبعض العلماء، فقال: لا أريده، أنا في جراية من إذا غضب عليّ لم يقطع جرايته عني، قال الله تعالى: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ﴾ [العنكبوت: 60].[ الحجة في بيان المحجة 1/ 138.] وتأمل قول الله تعالى:﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [لقمان: 27]، فلو فنيت البحار ونفدت الأقلام لم تنفد كلمات الله سبحانه، وهذا ابن القيم رحمه الله يقول في بيان جوانب من عظمة اسم الله السميع: وهو السميع يرى ويسمع كل ما في الكون من سر ومن إعلان ولكل صوت منه سمع حاضر فالسر والإعلان مستويان والسمع منه واسع الأصوات لا يخفى عليه بعيدها والداني المسلك التاسع: فهم سبيل التعبد باسم الله تعالى من خلال معرفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، وهذا يشمل أمرين : أ - استقراء الحالات التعبدية التي شرع فيها النبي صلى الله عليه وسلم التعبد لله بهذا الاسم، فقد يكون صلى الله عليه وسلم جعله ذكرًا حال سجوده أو ركوعه أو عن جهاده أو قبل نومه، وفي ذلك دلالات أخرى لفهم اسم الله تعالى، وكيفية التعبد به؛ فلو تأمل العبد حال سجوده، وارتفاع أسافله وتسفل أعاليه ثم ذكر اسم الله الأعلى حال السجود وجد حلاوة في تذوق معنى هذا الاسم والتعبد لله به. ب - جمع الأذكار التي ذكر فيها هذا الاسم وتأمل سبب إيراده فيها، وربطه بهذا الحال أو الزمن. المسلك العاشر: فهم هدي السلف رحمهم الله في التعبد لله بهذا الاسم وأخبارهم في ذلك: فيبحث في مواعظهم وفي أذكارهم، وتنظر توسلاتهم وأدعيتهم، لنقف على المسلك الصحيح للتعبد بهذا الاسم. يقول سهل التستري رحمه الله: كان خالي محمد بن سوار يقول لي وأنا ابن ثلاث سنين، قل: الله معي، الله ناظر إلي، الله شاهد علي، ويأمرني أن أكرر ذلك. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم