أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة في موضوع (البديع )
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة في موضوع ( البديع ) والتي ستكون إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان (المقدمة) 16/ أهل العلم إذا فسروا الأسماء الحسنى، فإنما هو تقريب ليدلوا الناس على أصل المعنى، أما المعنى بكماله فإنه لا يعلمه أحد إلا الله جل جلاله ؛ ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام في دعائه: (لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك). والناس حين يفسرون أسماء الله جل وعلا فإنهم يفسرون ذلك بما يقرب إلى الأفهام المعنى، أما حقيقة المعنى على كماله فإنهم لا يعونه ؛ لأن ذلك من الغيب، وكذلك الكيفية فإنهم لا يعلمونها ؛ لأن ذلك من الغيب، فالله جل وعلا له الأسماء الحسنى، والصفات العلى. 17/ أسماؤه سبحانه وتعالى أعلام وأوصاف، والوصفية لا تنافي العلمية، بخلاف أوصاف العباد. 18/ دلالة الأسماء الحسنى قسمان: 1- دلالة عامة: وهي الدلالة على العَلَمية والوصفية، وهي دلالة مطلقة من حيث هي أسماء الله الحسنى. 2- دلالة خاصة: وهي تستفاد من كل اسم من أسماء الله الحسنى بعينه، وهي ما دل لفظها على الذات وخصوص صفة، كدلالة: (الرحمن) على ذات الله تعالى وعلى صفة الرحمة. وهي باعتبار الدلالة اللفظية ثلاثة أنواع: أ- دلالة مطابقة: وذلك بدلالة الاسم على جميع أجزائه:(الذات والصفات) دلالة اللفظ على كل معناه. ب- دلالة تضمن:وذلك بدلالة الاسم على بعض أجزائه. جـ- دلالة التزام: وذلك بدلالة الاسم على غيره من الأسماء أو الصفات التي تتعلق تعلقًا وثيقًا بهذا الاسم وإن كانت خارجة عنه. 19/ ( الله سبحانه وتعالى، لا تضرب له الأمثال التي فيها مماثلة لخلقه، فإن الله لا مثل له، بل له المثل الأعلى، فلا يجوز أن يشترك هو والمخلوق في قياس تمثيل، ولا في قياس شمول تستوي أفراده، ولكن يستعمل في حقه المثل الأعلى، وهو أن كل ما اتصف به المخلوق من كمال، فالخالق أولى به، وكل ما تنزه عنه المخلوق من نقص، فالخالق أولى بالتنزيه عنه، فإذا كان المخلوق منزّهًا عن مماثلة المخلوق مع الموافقة في الاسم، فالخالق أولى أن يُنزه عن مماثلة المخلوق وإن حصلت موافقة في الاسم ) ٳھ 20/ الأسماء الحسنى غير محصورة بعدد معين، والحديث ( إن لله تسعة وتسعين إسماً من أحصاها دخل الجنة )،لايفيد أنها محصورة بالتسعة والتسعين، وإنما غاية ما فيه أن هذه الأسماء موصوفة بأن على من أحصاها دخل الجنة. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم