أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة في موضوع (البديع )

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة في موضوع ( البديع ) والتي ستكون إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان (تمهيد) الوجه الثاني: لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه لا احتمالا ولا تقديراً[القواعد المثلي ص13 مكتبة دار المنهاج.] قال الشيخ عبد العزيز السَّلمان: "فأسماء الله إنما كانت حسنى لدلالتها على أحسن مسمى وأشرف مدلول". وقال ابن القيم: "أسماؤه- سبحانه وتعالى- كلُّها أسماء مدح وثناء؛ وتمجيد؛ ولذلك كانت حسنى"[مدارج السالكين ج1ص125دار الكتاب العربي.] وقال أيضا في جلاء الأفهام: أسماء الرب تعالى كلها أسماء مدح, ولو كانت ألفاظا مجردة لا معاني لها لم تدل على المدح, وقد وصفها الله سبحانه بأنها حسنى كلها فقال {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} الأعراف 180 فهي لم تكن حسنى لمجرد اللفظ, بل لدلالتها على أوصاف الكمال, ولهذا لما سمع بعض العرب قارئا يقرأ{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }المائدة 38,قال:ليس هذا كلام الله تعالى فقال القارئ أتكذب بكلام الله تعالى فقال:لا ولكن ليس هذا بكلام الله فعاد إلى حفظه وقرأ و{َاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} فقال الأعرابي:صدقت عز فحكم فقطع ولو غفر ورحم لما قطع[جلاء الأفهام ج1ص172دار العروبة الكويت.] فأسماؤه عز وجل تدل على توحيده وكرمه وجوده ورحمته و إفضاله، ومن حسنها ما فيها من معنى التعظيم والإجلال والإكبار لله سبحانه وتعالى. قال الشيخ عبد الرحمن السعدي عند تفسيره لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} "هذا بيان لعظيم جلاله وسعة أوصافه بأن له الأسماء الحسنى، أي كل اسم حسن، وضابطه أنه كل اسم دال على صفة كمال عظيمة وبذلك كانت حسنى، فإنها لو دلت على غير صفة بل كانت علما محضا لم تكن حسنى، ولو دلت على صفة ليست بصفة كمال، بل إما صفة نقص أوصفة منقسمة إلى المدح والقدح لم تكن حسنى فكل اسم من أسمائه دال على جميع الصفة التي اشتُق منها، مستغرق لجميع معناها، وذلك نحو "العليم" الدال عليه أن له علما محيطا عاما لجميع الأشياء فلا يخرج عن علمه مثقال ذرَّة في الأرض ولا في السماء، و"الرحيم" الدال على أنه له رحمة عظيمة واسعة لكل شيء، و"القدير" الدال على أن له قدرة عامة لا يعجزها شيء ونحو ذلك. ومن تمام كونها حسنى أنه لا يُدعى إلا بها، ولذلك قال: {فَادْعُوهُ بِهَا} وهذا شامل لدعاء العبادة ودعاء المسألة فيدعى في كل مطلوب بما يناسب ذلك المطلوب، فيقول الداعي مثلا اللّهم اغفر لي وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم، وتب عَلَيَّ يا تواب، وارزقني يا رزاق، والطف بي يا لطيف ونحو ذلك"[ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص351 ]والحسن في أسماء الله تعالى يكون باعتبار كل اسم على انفراده. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم