أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة في موضوع( البديع)

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة في موضوع ( البديع ) والتي ستكون إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان (تمهيد) ومعنى "الحسنى": أ- تصريفها: "الحسنى" على وزن فُعْلَى، مؤنَّث الأحسن كالكبرى تأنيث الأكبر، والصُّغرى تأنيث الأصغر. قال ابن منظور: "وتأنيث الأحسن، الحسنى، كالكبرى والصُّغرى،تأنيث الأكبر والأصغر" [ لسان العرب مادة "حسن" 13/ 114، 115 ] قال القرطبي رحمه الله: سمى الله سبحانه أسماءه بالحسنى لأنها حسنة في الأسماع والقلوب، فإنها تدل على توحيده وكرمه وجوده ورحمته وإفضاله, والحسنى مصدر وصف به[ تفسير القرطبي ج7 ص326 طبعة دار إحياء التراث العربي بيروت] ب- المعنى الخاص للكلمة: (الحسن ضد القبح، تقول: أحسنت بفلان وأسأت بفلان أي أحسنت إليه وأسأتُ إليه)[ نفس المصدر السابق.] قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الحسنى: هي المفضَّلة على الحسنة، والواحد الأحاسن)[ مجموع الفتاوى ج6ص141 طبعة دار الوفاء.] فالمعنى: أي البالغة في الحسن غايته، فحسنى على وزن (فُعلى) تأنيث (أفعل) التفضيل. المعنى العام للآيات: سبق أن ذكرنا أن الله وصف أسماءه بأنها حُسنى في أربعة مواطن، فالمعنى أي إن أسماء الله هي أحسنُ الأسماء وأجلُّها لإنبائها عن أحسن المعاني و أشرفها. قال ابن الوزير: "واعلم أن الحسنى في اللغة هو جمع الأحسن لا جمع الحسن، فإن جمعه حسان وحسنة، فأسماء الله التي لا تحصى كلها حسنى، أي أحسن الأسماء، وهو مثل قوله تعالى: {وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} الروم 27؛ أي الكمال الأعظم في ذاته وأسمائه ونعوته، فلذلك وجب أن تكون أسماؤه أحسن الأسماء، لا أن تكون. حسنة وحسانا لا سوى؛ وكم بين الحسن والأحسن من التفاوت العظيم عقلا وشرعا ولغة وعرفا"[ العواصم من القواصم 7/ 228طبعة مؤسسة الرسالة بيروت ] وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:تحت هذه الآيات: ثم هنا ثلاثة أقوال : إما أن يقال : ليس له من الأسماء إلا الأحسن ولا يدعى إلا به، وإما أن يقال : لا يدعى إلا بالحسنى، وإن سمى بما يجوز وإن لم يكن من الحسنى وهذان قولان معروفان . وإما أن يقال : بل يجوز في الدعاء، والخبر، وذلك أن قوله : { وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } ، وقال : { ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى } : أثبت له الأسماء الحسنى، وأمر بالدعاء بها . فظاهر هذا : أن له جميع الأسماء الحسنى .[ مجموع الفتاوى ج6 ص141] المطلب الثاني:وجه الحسن في أسماء الله الحُسنُ في أسماء الله جاء من وجهين هما: الوجه الأول: لدلالتها على مسمى الله، فكانت حسنى لدلالتها على أحسن وأعظم وأجل وأقدس مسمى وهو الله عز وجل. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم