أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية في موضوع ( البديع ) والتي ستكون إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان (تمهيد) وثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت نفسك)[ مسلم (1118) ]؛ فأخبر أنه صلى الله عليه وسلم لا يحصى ثناء عليه, ولو أحصى جميع أسمائه لأحصى صفاته كلها فكان يحصي الثناء عليه؛ لأن صفاته إنما يعبر عنها بأسمائه. [ درء تعارض العقل والنقل دار الكتب العلمية - بيروت –ج3ص332] قال ابن القيم: وقوله "أو استأثرت به في علم الغيب عندك " دليل على أن أسماءه أكثر من تسعة وتسعين, وأن له أسماء وصفات استأثر بها في علم الغيب عنده لا يعلمها غيره, وعلى هذا فقوله:إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة؛ لا ينفي أن يكون له غيرها, والكلام جملة واحدة؛ أي له أسماء موصوفة بهذه الصفة؛ كما يقال لفلان مائة عبدا أعدهم للتجارة, وله مائة فرس أعدها للجهاد, وهذا قول الجمهور؛ وخالفهم ابن حزم فزعم أن أسماءه تنحصر في هذا العدد.[ شفاء العليل ,ابن القيم ج3ص1356(طبعة دار الصميعي)وذكر ابن حجر رد على ابن حزم في فتح الباري(باب مائة اسم غير واحد).] ومن ضمن هذه الأسماء ما ورد في السنة ب(اسم الله الأعظم) له سبحانه وتعالى, وقد أنكره البعض, وزعم البعض الآخر أنه في القسم الذي استأثر الله به في علم الغيب,وغاب عنهم أنه قد ورد صريحاً في السنة في أحاديث منها الصحيح ,ومنها ما لم يصح علي ما سيأتي أن شاء الله. قال الشوكاني-رحمه الله-: قد اختلف في تعين اسم الله الأعظم على نحو أربعين قولاً قد أفرده السيوطي بالتصنيف ، وسينتظم الـحديث إن شاء الله في هذا الموضوع على النحو الأتي : أسماء الله كلها حسنى ، أسماء الله توقيفية يجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة. الأحاديث الواردة في اسم الله الأعظم وتخريجها وحكم العلماء عليها ،موقف العلماء من اسم الله الأعظم. شرح اسم الله الأعظم ، بدع الاسم الأعظم ، أسماء الله كلها حسنى المطلب الأول : بيان الأدلة على كون أسماء الله كلها حسنى.[ هذا التقسيم من كتاب معتقد أهل السنة والجماعة بتصرف وزيادة من مصادر أخرى.] والمقصود بذلك : الآيات التي ورد فيها وصف أسماء الله تعالى بأنها حُسنى: وصف الله تعالى أسماءهُ بالحسنى في أربعة مواضع من القرآن الكريم، وهي: 1- قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} الأعراف 180 2- قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}الإسراء110. 3- قوله تعالى: {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} طه8. 4- قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الحشر24. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم