الحلقة العاشرة في لفظ الجلالة( الله)

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة العاشرة في موضوع ( الله ) والتي ستكون بعنوان : *هل كنت موجودًا قبل أن توجد؟! يقول (فنيلون) ؛ وهو من كبار فلاسفة القرن السابع عشر في كتابه "وجود الله وصفاته": "إنما علمت ببحثي في نفسي أني لم أخلق ذاتي ؛ لأن إيجاد الشيء يقتضي الوجود قبله، فيلزم على ذلك أني كنت موجودًا قبل أن أوجد، وهو تناقض صريح، فهل أنا موجود بذاتي؟ فلأجل أن أجيب عن هذا السؤال يلزمني أن أعرف ماذا يجب أن يكون عليه الكائن الموجود بذاته، يجب أن يكون أزليًّا ثابتًا، ولا يكون محتاجًا لشيء من الخارج عنه... إذن فلست أنا الكامل كمالًا مطلقًا، ولست أنا القائم بنفسي،فلا بد إذن من قيّوم أوجدني، وإذا كان غيري أوجدني فلا بد من أن يكون موجودًا بذاته، ويلزم من ذلك أن يكون كاملًا كمالًا مطلقًا، فهذا الكائن القائم بذاته، الذي أنا قائم به، هو الله. [ مقدمة حسان منان لكتاب إثبات وجود الله، ص 34.] إذن قد عرفنا أن هناك إلهًا وأنه متّصف بصفات الكمال، لكن ما علاقتنا بهذا الإله، هل خلقنا وتركنا كي نصل إليه بعقلنا؟ وهل العقل كافٍ في الوصول إليه؟ وماذا بعد ذلك؟ ولماذا خلقنا؟ أقول لك إن العقل غير كافٍ في الوصول إلى الله ومعرفته حق المعرفة، وإن كان كافيًا في الدلالة عليه، فهو غيركافٍ في القيام بحق هذا الإله؛ إذ إن العقل قد تعتريه بعض الأهواء التي تضلّه، وبعض الغرائز التي جُبل عليها الإنسان والتي قد تؤثر في صحة رؤيته، بالإضافة إلى تفاوت الناس في عقولهم، فليست العقول سواء. ولقد جعل الله الأداة الأولى لإدراك وجوده هي العقل، فالعقل هو الذي يدرك وجود الله تعالى بالدليل العقلي الذي وضعه الخالق في الكون، ولكن مهمّة العقل بالنسبة إلى هذا الوجود محدودة، ذلك أننا بالعقل ندرك أن هناك خالقًا مبدعًا قادرًا، ولكننا بالعقل لا نستطيع أن ندرك ماذا يريد الخالق منا، وكيف نعبده، وكيف نشكره، وماذا أعد لنا من جزاء، يثيب به من أطاعه، ويعاقب به من عصاه، فهذا كله فوق قدرة العقل. ولذلك كان لا بد أن يرسل الله الرسل ليبلغونا عن الله، لماذا خلق الله هذا الكون؟ ولماذا خلقنا؟ وما هو منهج الحياة الذي رسمه لنا لنتّبعه؟ وماذا أعد لنا من ثواب وعقاب؟ فتلك مهمة فوق قدرات عقولنا، وتلك مهمة لو استخدمنا فيها العقل لن نصل إلى شيء. إلى هنا ونكمل في اللقاء التالي والسلام عليكم