الحلقة التاسعة في لفظ الجلالة ( الله)

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة في موضوع ( الله ) والتي ستكون بعنوان : *مؤلّف الكتاب : لو أخذنا كتابًا ودرسناه، فإننا نستطيع أن نتعرّف إلى كثير من صفات كاتبه أو مؤلّفه من خلال دراستنا للكتاب، فإذا كان في الكتاب أدب حكمنا على صاحبه بأنه أديب، وإذا كان مبتكرًا حكمنا على صاحبه أنه مبدع، وإذا كان بليغًا حكمنا على صاحبه أنه بليغ، وإذا كان فيه إحاطة في موضوعه قلنا عن صاحبه بأنه محيط ،وإذا كان فيه دقّة وجمال في العرض،حكمنا على صاحبه بأنه ذواق ودقيق، وإذا كان الكتاب مرتّبًا منظّمًا منسجمًا متسلسل الأفكار، حكمنا على صاحبه بأنه ناضج، وإذا كان في الكتاب علم كثير، حكمنا على صاحبه بأنه عليم، وهكذا......، فكل ظاهرة في الكتاب تدلنا على صفة من صفات صاحبه نسمي صاحبه بسببها اسمًا مشتقًا منها، له علاقة بها، وبالتالي نكون قد عرفنا صاحب الكتاب. ولنطبق هذه القاعدة، فكل ظاهرة من ظواهر الكون تدل على اسم من أسماء خالق هذا الكون أو أكثر، فالكون من آثار خالق هذا الكون، فظاهرة القدم وحدوث العالم تدل على أنه الأوّل والخالق، وظاهرة الحياة تدل على أنه المحيي المميت، وظاهرة الحكمة تدل على أنه الحكيم وهكذا.[ سعيد حوى، الله، ص127 و128.] هل تشك في وجود نفسك؟! : يقول "جون لوك" الفيلسوف الإنجليزي الشهير، في كتابه "محاولة الفهم البشري": إنه لأجل إثبات الخالق لا ترانا في حاجة إلا إلى التأمل في أنفسنا وفي وجودنا، فإنه مما لا مشاحة فيه أن كلًا منا يعتقد أنه موجود، وأنه شيء من أشياء الوجود، أما الذي يشك في وجود نفسه فليس لنا معه كلام، وإننا نعلم أيضًا ببداهة العقل أن العدم لا ينتج مطلقًا كائنًا حقيقيًّا، ومن هنا يظهر لنا بوضوح جلي وبأسلوب رياضي أنه لا بد من أن يكون قد وجد شيئًا من الأزل. لأن كل ما له بداية يجب أن يكون نابعًا من شيء تقدّمه، ومما لا ريب فيه أن كل كائن يكتسب وجوده من غيره يستمد منه كل ما هو متمتع به من الخصائص والصفات، إذًا فالينبوع الأزلي الذي نتجت منه جميع الكائنات، يجب أن يكون هو أصل جميع قواها، فهو إذن قادر على كل شيء. وغير ذلك فإن الإنسان يرى في نفسه قوة على العلم، فيجب أن يكون الأصل الأزلي الذي نتج منه الإنسان عالمًا، لأنه لا يعقل أن ذلك الأصل يكون مجرّدًا عن العلم، وتنتج منه كائنات عاقلة، وما يناقض البداهة أن المادة المجرّدة من الحس تتمتع نفسها بعقل لم يكن لها من قبل، فيجب بالبداهة أن يكون أصل الكون عاقلًا بل لا حد لعقله.[ مقدمة حسان منان لكتاب إثبات وجود الله، ص39.] إلى هنا ونكمل في اللقاء التالي والسلام عليكم