الحلقة الثامنة في لفظ الجلالة ( الله)
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة في موضوع ( الله ) والتي ستكون بعنوان : *فالق الحب : مثال: نضع حبة في التراب، ونسقيها بالماء، فتنتفخ وتنفلق.. فالقابليّة التي كانت في الحبة هي الانتفاخ والانفلاق، ولولا هذه القابليات المتوالية لما حدثت تلك الظواهر الحيوية بصورة مستمرة، ولما نشأت عنها الثمرةفلنأت إلى هذه القابلية بالذات نبحث عن حقيقتها لو لم تنتفخ الحبّة وتنفلق لما نشأ شيء، فمن الذي نفخها وفلقها ؟! لو كان للحبّة عقل وتدبير لقلنا: إن عقلها هو الذي هيأ لها ذلك، ولو أن الماء هو الذي نفخها وفلقها، لأمكن للماء أن ينفخ في الحديد فيفلقه، إذن فلا بد من مؤثر، وقبول لتأثير ذلك المؤثر، وإذا كانت الحبّة بذاتها -جدلًا- انتفخت وانفلقت، فلماذا لم تجمد وتضمر بدلًا من أن تنتفخ وتنمو؟! ولكي يحصل التكاثر والبقاء يحتاج الأمر إلى عقل وإدراك، ومنهاج مرسوم من قبل لتلك البذرة، والبذرة لا تملك شيئًا من ذلك ! فكيف حصلت إذن ثمرة بعينها، بل كيف حصلت ثمار كثيرة متنوّعة، وكيف كمنت الغاية المعينة والصفات المقصودة في صميم كل بذرة منها؟ *احتراق الوقود.. هل يخلق المحرك؟! ولكي نزيد الأمر وضوحًا، نضرب لذلك مثالًا بمحرك السيارة، فإن تحرّك أجزاء المحرّك واحتراق البنزين والوقود، كل تلك الخصائص قابليات وطبائع، فهل تجد أن قابلية الاحتراق وخاصية الانفجار وقوانين الميكانيكا هي التي خلقت المحرّك، وأبدعت السيارة؟ لا شك في أن القابلية غير ذات الشيء، فالطبائع أسباب فرعية تساند مبدأ السببية.[ سعيد حوى، الله جل جلاله، ص111 – 114.] *إله أم اثنان؟! : من كل هذا الذي سردناه يتبين لنا أن هذا الكون حادث؛ له بداية ولا بد له من خالق أو مُوجد أوجده، وأن قضية المصادفة باطلة بكل المقاييس العقلية والعلمية، ولم يبق لنا إلا أن يكون هذا العالم أوجده إله قادر حكيم عليم محب لخلقه، كما تبين لنا مما سبق. وهنا نكون قد وصلنا إلى نقطة فاصلة، فمن هذا الإله؟ ولماذا لا تكون آلهة متعدّدة؟ وما هي صفات هذا الإله؟ أقول إن هذا الكون العظيم تجمعه كله وحدة الانسجام والتنظيم، والترابط والتلاؤم بين جميع مكوناته، ما يدل على أن خالقه واحد. فلو كان هناك إلهان لهذا العالم فإما أن يكون الاثنان قويين، وإما عاجزين، فإن كانا عاجزين، فالعاجز مقهور، وغير كائن إلهًا، وإن كانا قويين، فإن كل واحد منهما يعجز عن صاحبه فهو عاجز، والعاجز لا يكون إلهًا، فإن كان كل واحد منهما قويًّا على صاحبه، فهو بقوة صاحبه عليه عاجز، إذن لم يبق إلا الواحد المطلق الذي لا يعجزه شيء. ولو كان هناك إلهان، يريد أحدهما فعل شيء، ويريد الآخر فعل عكس ذلك الشيء، في الوقت نفسه، فمحال نفوذ الإرادتين لاستحالة المراد، فإن غلبت إرادة أحدهما على الآخر، فهذا الآخر عاجز مقهور، فهو ليس بإله، وبقي واحد.. إذًا فلا بد من أن يكون هذا الإله واحدًا. كذلك لا بد أن يكون هذا الإله عليمًا حكيمًا قديرًا مدبرًا محيطًا سميعًا بصيرًا كبيرًا عظيمًا جميلًا. ولكن كيف عرفنا ذلك؟ إلى هنا ونكمل في اللقاء التالي والسلام عليكم