الحلقة السابعة في لفظ الجلالة ( الله)
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة في موضوع ( الله ) والتي ستكون بعنوان : *رادار الوطواط وقد نستطيع في ضوء خبرة الإنسان العلمية أن نتقدم بالسؤال التالي: هل تم اختراع جهاز الرادار نتيجة المصادفة، أم عن طريق التصميم والاختراع، ثم هل تكوّن جهاز الرادار الموجود بجسم الوطواط، الذي لا يحتاج من الحيوان إلى انتباه، ولا يتطلب إصلاحًا ويستطيع أن يورثه لذريته عبر الأجيال، هل تكوّن عن طريق المصادفة أم عن طريق التصميم والإبداع؟ إن الخبرة العلمية للإنسان تقوم على التصميم، وعلى إدراك الأسباب، وعلى ذلك فإن المشتغل بالعلوم أوّل من عليه التسليم منطقيًّا بوجود خالق مبدع لا حدود لعلمه أو قدرته، سواء في ذلك المكان المتسع، أو كل ذرة أو جزئية من جزئيات هذا الكون اللانهائية في تفاصيلها الدقيقة.[ حسان منان، مقدمته لكتاب إثبات وجود الله في كتاب "في ظلال القرآن" لسيد قطب، ص 84.] إن هذا الكون وما فيه من بدائع الحكم وغرائب المخلوق ودقيق الصنع مع العظمة والاتساع والتناسق والإبداع ، وهذه السماء الصافية بكواكبها وأفلاكها، وشموسها وأقمارها ومداراتها، والأرض بنباتها وخيراتها ومعادنها وكنوزها وعناصرها وموادها، وعالم الحيوان وما فيه من غريب الهداية والإلهام، وتركيب الإنسان وما حواه من أجهزة، وعالم البحار، والقوى الكونية وما فيها من حكم وأسرار،كل هذا يأتيك بالدليل القاطع والبرهان الساطع على العقيدة السهلة السليمة، وهي أن لهذا الكون خالقًا صانعًا موجِدًا، وأن هذا الصانع لا بد من أن يكون عظيمًا فوق ما يتصوره العقل البشري من العظمة، وقادرًا فوق ما يفهم الإنسان من القدرة، وحيًّا أكمل معاني الحياة.[ مجموعة رسائل الإمام حسن البنا، ص 304] وقد قال (نيوتن ) في جواب عن سؤال وُجه إليه أن يقدم دليلًا في درجة المحسوس لوجود الخالق، فقال: لا تشكّوا في الخالق، فإنه مما لا يعقل أن تكون الضرورة وحدها هي فائدة الوجود، لأن ضرورة عمياء متجانسة في كل مكان وفي كل زمان لا يتصور أن يصدر منها ترتيب أجزاء، وتناسبها مع تغيرات الأزمنة والأمكنة، بل إن كل هذا لا يعقل أن يصدر إلا من كائن أولي له حكمة وإرادة.[ مقدمة حسان منان، ص 3.] *هل الطبيعة هي الخالقة؟! ما هي الطبيعة؟ ولماذا يقول بعضهم إن الطبيعة هي الخالقة؟ للطبيعة مفهومان؛ المفهوم الأول: أنها الأشياء ذاتها، فالجماد والحيوان والنبات، كل هذه الكائنات هي الطبيعة، إلا أنه مفهوم غير دقيق، وحكم غير سديد، كما سيتبين. المفهوم الثاني: أنها عبارة عن صفات الأشياء وخصائصها، فهذه الصفات من حرارة وبرودة، ورطوبة ويبوسة، وملاسة وخشونة، وهذه القابليات من حركة وسكون، ونمو واغتذاء، وتزاوج وتوالد، كل هذه الصفات والقابليات هي الطبيعة. أما القول الأوّل: فلا يخرج بالطبيعة بالنسبة إلى خلق الوجود عن تفسير الماء بالماء، فالأرض خلقت الأرض، والسماء خلقت السماء، وبطلان هذا القول بيِّن، فهو إما ادعاء بأن الشيء وجد بذاته من غير سبب، وقد تبين فساده بقانون السببية، وإما إدماج الخالق والمخلوق في كائن واحد، فالسبب عين المسبب، وهو مستحيل، بل هو من التهافت والتناقض بحيث لا يحتاج إلى الوقوف والشرح. أما القول الثاني: وهو الاعتماد على قابليات الأشياء وخصائصها في التكوين، فنقول فيه: الحقيقة أن الذين يعزون الخلق إلى تلك القابليات والخصائص لا يخرجون عن كونهم واصفين لتلك الظواهر، لا يعرفون كنهها، ولم يكلّفوا أنفسهم عناء البحث عن حقيقتها، ولو فعلوا ذلك لوجدوا أن القابلية التي اعتمدوا عليها في خلق الشيء سراب خادع، يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا. إلى هنا ونكمل في اللقاء التالي والسلام عليكم