الحلقة السادسة في لفظ الجلالة ( الله)
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة في موضوع ( الله ) والتي ستكون بعنوان : *القانون الدوري: إن أمور هذا الكون منظمة تنظيمًا دقيقًا مما ينفي فكرة المصادفة تمامًا، فمنذ مئة سنة تقريبًا استطاع العالم الروسي (ماندليف ) ترتيب العناصر الكيماوية تبعًا لتزايد أوزانها الذرية، ترتيبًا دوريًّا، وقد وجد العناصر التي تقع في قسم واحد تؤلّف فصيلة واحدة يكون لها خواص متشابهة ، فهل يمكن إرجاع ذلك إلى مجرد المصادفة؟ وكذلك تمكّن العلماء بفضل هذا الترتيب من أن يتنبؤوا بوجود عناصر لم يكن البشر قد توصّلوا إليها بعد، بل أمكن التنبؤ بخواص هذه العناصر المجهولة وتحديدها تحديدًا دقيقًا، ثم صدقت حساباتهم في جميع الحالات، فاكتُشفت العناصر المجهولة، وجاءت صفاتها مطابقة كل المطابقة للصفات التي توقعوها، فهل يبقى بعد ذلك مكان للاعتقاد أن أمور هذا الكون تجري على أساس المصادفة؟! إن اكتشاف (مندليف) لايطلق عليه المصادفة الدورية ولكن يطلق عليه القانون الدوري!! وقد عرف العلماء كذلك أن سرعة التفاعل بين ذرات المعادن القلوية والماء تزداد بزيادة أوزانها الذرية، بينما تسلك عناصر الفصيلة الهالوجينية سلوكًا مناقضًا لهذا السلوك كل المناقضة، ولا يعرف أحد سبب هذا التناقض، ومع ذلك فإن أحدًا لم يرجع ذلك إلى محض المصادفة، أو يظن أنه ربما يتعدّل سلوك هذه العناصر بعد شهر أو شهرين، أو تبعًا لاختلاف المكان والزمان، أو خطر بباله أن هذه الذرّات ربما لا تتفاعل بالطريقة نفسها، أو بطريقة عكسية أو بطريقة عشوائية . [ جونكليفلاند كوثران، مقالة النتيجة الحتمية، ضمن كتاب الله يتجلى في عصر العلم، ص 28 و29.] إن هذا النظام الذي نشاهده من حولنا ليس مظهرًا من مظاهر القدرة فحسب، بل إنه يتصف فوق ذلك بالحكمة، والاتجاه نحو تحقيق صالح الإنسان، ما يدل على أن اهتمام الخالق بما ينفع عباده لا يقل عن اهتمامه بالسنن والقوانين التي تنظم هذا الوجود. *الماء العجيب: فالماء مثلًا، يتوقع الإنسان من وزنه الجزيئي (18) أن يكون غازًا تحت درجة الحرارة المعتادة، والنمط المعتاد، فالنشادر مثلًا وزنها الجزيئي (17) تكون غازية عند درجة حرارة (-73)، وتحت الضغط الجوي المعتاد، وكبريتور الأيدروجين الذي يعتبر قريبًا في خواصه من الماء بحكم وضعه في الجدول الدوري، وله وزن جزيئي قدره (34)، يكون غازيًّا عند درجة حرارة (-59). ولذلك فإن وجود الماء على هذه الحالة السائلة في درجة الحرارة المعتادة يجعل الإنسان يقف ليفكر ويتدبّر كثيرًا!! وللماء فوق ذلك كثير من الخواص الأخرى ذات الأهمية البالغة، التي إذا نظر الإنسان إليها وجدها تدل على التصميم والتدبير المحكم، فالماء يغطي نحو ثلاثة أرباع سطح الأرض، وهو بذلك يؤثر تأثيرًا بالغًا في الجو السائد، ولدرجة الحرارة أهمية كبيرة، إذ بسببها يطفو الجليد على سطح الماء عندما تشتد البرودة، ويكوّن طبقة عازلة بينه وبين الماء تحفظ درجة حرارة الماء، ما يلائم استقرار الحياة تحت الماء، ولولا ذلك لتكوّنت كتل من الجليد أسفل البحار يصعب إذابتها، وعندما يأتي الربيع يذوب هذا الجليد بسرعة. لذلك يقول أحد العلماء: إنني أرى في كل ظاهرة من هذه الظواهر أكثرمن الخلق والتدبيرالمجرد من العاطفة، إنني ألمس فوق كل ذلك محبة الخالق لخلقه واهتمامه بأمورهم.[ توماس دافيد باركسن، مقالة الماء يروي لك القصة، ضمن كتاب الله يتجلى في عصر العلم، ص 49 – 51.] إذًا يتبين لنا بما لا يدع مجالًا للشك أن المصادفة لا مكان لها في إيجاد العالم أو خلقه، فهذا مما لا يتصوره عقل عاقل. إلى هنا ونكمل في اللقاء التالي والسلام عليكم