بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة في موضوع (العدل) والتي هي بعنوان : *العدل والفضل : يروى عن بعض الحكماء أنه قال: طريق الآخرة واحد والناس فيه صنفان، فصنف أهل العدل، وصنف أهل الفضل والعدل عدلان: عدل ظاهر فيما بينك وبين الناس وعدل باطن بينك وبين الله، وطريق العدل طريق الاستقامة، وطريق الفضل طريق طلب الزيادة والذي على الناس لزوم العمل به طريق الاستقامة وليس عليهم لزوم طريق الفضل، والصبر والورع مع العدل وهما واجبان والزهد والرضى مع الفضل وليسا بواجبين والانصاف مع العدل والاحسان مع الفضل، ومن شغله العدل عن الفضل فمعذور ومن شغله الفضل عن العدل فهو مخدوع متبع لهوى نفسه وعلى الانسان معرفة العدل وليس عليه معرفة الفضل إلا تبرعا، وهكذا كل عمل لا يجب على العبد فعله لا يجب عليه عمله . *مشروعية العدل وضده الجور: العدل حصن يلجأ إليه كل خائف وذلك أنك ترى الظالم وغير الظالم إذا رأى من يريد ظلمه دعا إلى العدل وأنكر الظلم حينئذ وذمه ولا ترى أحدا يذم العدل فمن كان العدل في طبعه فهو ساكن في ذلك الحصن الحصين . ودليل مشروعية العدل من الكتاب والسنة ما يلي: - في الآية 282 من سورة البقرة : - قال تعالى: ( وليكتب بينكم كاتب بالعدل ). - وفي الآية 58 من سورة النساء: قال تعالى: ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) وفي الآية 129 من سورة النساء: قال تعالى: ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ) - وفي الآية 15 من سورة الشورى: قال تعالى: ( وأمرت لأعدل بينكم ) - وفي الآية 9 من سورة الحجرات: قال تعالى: ( إن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا ) - والعدل أساسا هو أمر من المولى عز وجل: قال تعالى: ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ) النحل: 90 - العدل بين الناس في جميع الأمور: ففي الآيتين 159 ، و 181 من سورة الأعراف: قال تعالى: ( ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) قال تعالى: ( وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) فهو قيمة تستصحب في جميع الأمور وتستحضر دائما الحق معها. - العدل في الحكم بين الناس: قال تعالى: ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا ) النساء: 58 قال تعالى: ( فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل ) المائدة: 95 - العدل في القول: قال تعالى: ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ) الأنعام: 152 - العدل في الكتابة والإملاء والإشهاد في المعاملات - المالية: ففي سورة البقرة من آية الدين 282 في الكتابة: قال تعالى: ( وليكتب بينكم كاتب بالعدل ) البقرة والإملاء: قال تعالى: ( أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل ) البقرة: 282 وفي الآية 106 من سورة المائدة من شأن الوصية: قال تعالى: ( اثنان ذوا عدل منكم أو ءاخران من غيركم ) - والعدل في الشهادة بين الناس ولهم أو عليهم ولو على النفس أو الوالدين والأقربين: قال تعالى: ( وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة لله ) الطلاق: 2 - قال تعالى: ( فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا ) النساء: 135 إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم