أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والتسعون في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة والتسعون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : * احذر! أن الله يراك! وسئل الحارث المحاسِبي عن المراقبة فقال: علم القلب بقرب الله تعالى. (إحياء علوم الدين: صـ ٣٩٧) خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ذات ليلة مع خادم له يدعى أسلم ليتفقد أحوال الرعية بالليل، ثم جلس ليستريح بجوار أحد الجدران فسمع امرأة تقول لابنتها: يا بنيتي، هيا قومي فاخلطي اللبن في الماء، فقالت الفتاة لوالدتها: يا أماه! أما سمعت ما قاله منادي أمير المؤمنين اليوم؟ فقالت الأم لابنتها: وما قاله منادي عمر؟ فقالت الابنة: إنه أمر ألا يخلط اللبن بالماء، فقالت الأم لابنتها: يا بنيتي قومي فاخلطي اللبن بالماء فإنك في موضع لا يراه عمر ولا منادي عمر، فردت الفتاة على والدتها: والله يا أماه ما كنت أطيعه في العلن وأعصيه في الخفاء، وإن كان عمر لا يرانا فإن الله سبحانه وتعالى يرانا. فهذه هي المراقبة لله تعالى والخشية منه سبحانه، فحرص عمر رضي الله عنه على أن يزوجها أحد أبناءه ثم شاء الله أن يكون من نسلها الخليفة العادل (عمر بن عبد العزيز) رحمه الله تعالى، (عيون الحكايات، الحكاية الثانية عشرة، ملخصاً) وما هذا إلا بمراقبة الله وحضوره الدائم في القلب في مختلف شؤون الحياة، وهذا يتطلب تربية روحية، وتقوية إيمانية، ترتقي بالعبد إلى هذا المقام، هذا المقام هو أعلى المقامات وأرفع الدرجات، وفي الحديث الصحيح سأل جبريل عليه السلام: فأخبرني عن الإحسان؟ فقال سيدنا النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ». (صحيح مسلم: ٨) إنه يراك، فالحذر الحذر من الاجتراء، واعلم أن الإنسان نتيجة خلواته، وما بلغ الصالحون مرتبة الولاية إلا لانشغالهم في خلواتهم بذكر الله تعالى والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم... [ الأنترنت- موقع احذر! أن الله يراك!] * مراقبة الله في السر والعلن وذات ليلة خرج عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه مع خادمه أسلم ليتفقد أحوال المسلمين في جوف الليل، وفي أحد الطرق استراح من التجوال بجانب جدار ، فإذا به يسمع امرأة تقول: قومي إلى ذلك اللبن فامذقيه (اخلطيه) بالماء . فقالت الابنة: يا أُمَّاه ، وما علمتِ ما كان من عَزْمَة أمير المؤمنين اليوم؟! قالت الأم: وما كان من عزمته؟ قالت: إنه أمر مناديًا فنادى: لا يُشَابُ اللبن بالماء.فقالت الأم: يا بنتاه، قومي إلى اللبن فامْذقيه بالماء فإنك في موضع لا يراك عمر، ولا منادي عمر. فقالت الصبيّة: واللَّه ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصيه في الخلاء، إن كان عمر لا يرانا، فرب عمر يرانا. إنها أم عمارة بنت سفيان التي نقشت اسمها بأحرف من نور بورعها وأمانتها وخوفها من اللَّه تعالى الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، والذي أكرمها في الدنيا بزواجها من ابن أمير المؤمنين عمر، وجعل من نسلها أميرًا للمؤمنين هو عمر بن عبد العزيز . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته