أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والسبعون في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والسبعون في موضوع الشكور وهي بعنوان : *نعمة المال وكيفية شكرها ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ما نقص مال من صدقة، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه؛ ما نقصت صدقة من مال، المال الذي يتصدق منه يبارك الله -تعالى- فيه؛ وذلك من شكر الله -تعالى- على هذا المال، فهذا من الشكر. وكذلك -أيضا- من الشكر: إعطاء ذوي الحاجات، وصرفه في وجوه الخير، ... في هذه النعمة، واستقرارها. وأما كفر هذه النعم: فإنه يكون بصرفها في معاصي الله، فالذين يصرفون الأموال في آلات الملاهي، يدعون أنهم يرفهون عن أنفسهم؛ فيشترون صورا خليعة، وأفلاما هابطة، وكذلك -أيضا- يشترون أجهزة يستقبلون بها ما تبثه القنوات الفضائية من المنكرات وما أشبهها، يبذلون في ذلك مالا؛ ولو كان قليلا؛ ولو لم ينقص أموالهم، لا شك أنهم يعتبرون قد كفروا نعم الله؛ حيث صرفوا هذا المال -ولو قليلا- فيما يستعان به على معصية الله. وهكذا -أيضا- بقية آلات اللهو يعتبر شراؤها من كفران النعم، شراء أشرطة الغناء ونحوها، وشراء أشرطة الملاهي وما أشببها؛ ذلك -بلا شك- من كفران النعم. وهكذا -أيضا- من كفران النعم: صرف الأموال فيما يستعان به على معصية الله -تعالى- كالألبسة المفسدة، أو التي فيها تشبه بالكفار، ونحوهم ككسوة كثير من النساء، وكثير من الأطفال، لا شك أن فيها إسرافا زائدا، فيعتبر ذلك من كفران النعم، فمثلا: الذين يصرفون أموالا طائلة في كسوة، قد يقوم بعضها مقامها، لا شك أن هذا من الإسراف الذي ذمه الله؛ قال الله تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ . كما يذكر أن بعض النساء تشتري لها ثوبا بألف، أو بألفين، أو بثلاثة آلاف، لا شك أن هذا من الإسراف، وأنه من كفران نعم الله التي أعطاها العبد، يكفي بدله الثوب الذي بمائة، أو بمائة وعشرين، أو نحو ذلك. وهكذا -أيضا- كثير من الرجال قد تتكلف كسوته بمئات، أو نحوها، لا شك أن هذا من كفران النعم، ومن صرف الأموال في الشيء الذي غيره أفضل منه. فننصح بمثل ذلك، ونقول: حافظوا على أموالكم، واصرفوها في الشيء الذي ينفعكم في دنياكم، أو في أخراكم. وهكذا –أيضا- الإسراف في المآكل، وما أكثر ذلك الإسراف في المآكل، وأنواع الأطعمة، وأنواع الفواكه، وأنواع اللحوم، وما أشبهها. إن صرف الأموال فيها يعتبر ضروريا؛ لأن الإنسان بحاجة إلى أن يؤمن له مأكله، ومشربه، ومطعمه وما يتقوت به؛ ولكن الزيادة على ذلك تعتبر إفسادا، وتعتبر إسرافا، إسرافا داخلا في هذه الآية، يقول الله تعالى:{وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} فأخبر الله -تعالى- بأن النفقة تكون وسطا، لا إسراف ولا تقتير، يقول الله: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاما} لَمْ يُسْرِفُوا أي: لم يفسدوا أموالهم، ويصرفوها في الشيء الذي يضرهم، أو الذي لا ينفعهم، أو الذي فيه إتلاف للأموال بغير فائدة. وَلَمْ يَقْتُرُوا يضيقوا على أنفسهم، ويبخلوا على أنفسهم، وعلى من تحت أيديهم. وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا أي: وسطا، وخير الأمور أوساطها، لا إسراف ولا تقتير. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم