أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة السابعة عشرة بعد المائتيـــــن في موضــــــــــــــــــوع المتيـــــــــــــــــــــــــــــــن

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

 السابعة عشرة بعد المائتين في موضوع (المتين) والتي هي بعنوان : الخاتمة

التدبر والتفكر في أسماء الله :

تأمل كيف ختمت كل آية من الآيات السبع السابقة باسمين عظيمين يدلان على أن الشرع والأمر والخلق كله صادر عن أسماءه الحسنى، فختم الآية الأولى بالاسمين العظيمين العليم والحليم، وكانت الآية عن صفات المؤمنين وما أعد الله لهم، وهذا يقتضي علمه بنياتهم الجميلة، وأعمالهم الجليلة، ومقاماتهم العالية ليجازيهم بالفضل العظيم فيحلم عن مسيئهم، ويغفر لهم ما فعلوا كأنهم ما فعلوه، ولذلك ختمت الآية بـ العليم، الحليم، والآية التي بعدها ختمت بـ العفو الغفور؛ لأنه أباح المعاقبة بالمثل في الآية، ثم ندب إلى مقام الفضل وهو العفو وعدم معاقبة المسيء، وأنه ينبغي أن نعبد الله بالاقتداء، والعمل بهذين الوصفين، فختم الآية التي فيها القصاص والندب إلى العفو بقوله: إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ، فينبغي علينا نحن أن نعفو وأن نغفر ونسامح، وختم الآية الثالثة بـالسميع والبصير، لما ذكر فيها ما خلق في الأرض وفي الليل والنهار، وهذا يقتضي سمعه لجميع أصوات ما سكن في الليل والنهار، وكذلك بصره سبحانه بحركات ما في الأرض والسماء على اختلاف الأوقات وتباين الحالات، ولما ذكر المعبودات الباطلة، ختم الآية بالعلي الكبير؛ لأن علوه مطلق وكبرياءه سبحانه، وذكر بعظمته ومجده، وأن هذه الصفات تضمحل معها جميع المخلوقات، فهو أكبر من كل شيء سبحانه، وختم الآية الأخرى باللطيف والخبير الدالة على سعة علمه، ودقيق خبرته سبحانه، وختم الآية السادسة بالغني الحميد، لما ذكره ملكه للسماوات والأرض وما فيها من المخلوقات بين أنه الغني مستغنٍ عنهم الحميد في شرعه والحميد في جزائه سبحانه، وذكر الآية الأخيرة ختمها بالرؤوف والرحيم؛ لأن من رأفته تسخيره جميع المخلوقات لبني آدم، وحفظ السماوات والأرض، وأن الله يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه؛ لأنها لو وقعت ماذا يحصل للعباد وهكذا.

وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.