أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقــــــــــــــــــــــــــة المائتيـــــــــــــــــــــن في موضــــــــــــــــــوع المتيـــــــــــــــــــــــــــــــن

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة المائتين في موضوع (المتين) والتي هي بعنوان : * اسم الله المتين :

مَا أَعْظَمَ أَسْمَاءَ اللهِ -تَعَالَى- وَصِفَاتِهِ، ومَا أَطْيَبَهَا، وَأَجَلَّهَا، وَأَعْذَبَهَا، وَمِنْ أَسْمَاءِ اللهِ الْحُسْنَى (الْمَتِينُ)؛ الذي وَرَدَ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ فِي قَوْلِهِ -تَعَالَى-: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)[الذاريات: 58]؛ وَمِنْ مَعَانِي

الْمَتِينِ: الْمُتَنَاهِي فِي الْقُوَّةِ وَالْقُدْرَةِ، الشَّدِيدُ الْقَوِيُّ الَّذِي لَا تَنْقَطِعُ قُوَّتُهُ، وَلَا

تَلْحَقُهُ فِي أَفْعَالِهِ مَشَقَّةٌ، وَلَا يَمَسُّهُ لُغُوبٌ.

وَلَاحِظِ التَّنَاسُقَ الْعَجِيبَ بَيْنَ الْأَسْمَاءِ الثَّلَاثَةِ فِي الآية: "الرَّزَّاقُ - ذُو الْقُوَّةِ - الْمَتِينُ"؛ حَيْثُ دَلَّتْ عَلَى كَمَالٍ فِي الْقُوَّةِ، وَتَنَاهٍ فِي الْقُدْرَةِ، وَفِي شِدَّةِ الْقُوَّةِ، فَلَوْ لَمْ يَكُنْ ذُو الْقَوَّةِ الْمَتِينَ لَمَا كَانَ هُوَ الرَّزَّاقَ الْمُتَكَفِّلَ بِجَمِيعِ رِزْقِ الْخَلْقِ، فَمِنْ قُوَّتِهِ أَنَّهُ أَوْصَلَ رِزْقَهُ إِلَى جَمِيعِ الْعَالَمِ، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْنَعَهُ أَنْ يُوصِلَ رِزْقَهُ لِأَحَدٍ، أَوْ يَحُولَ بينه وبين خَلْقِه، فَلا يَسْتَطِيعُ إِنْسَانٌ أَنْ يُوصِلَ رِزْقَهُ لِإِنْسَانٍ مَا لَمْ يَكُنْ يَمْلِكُ قُوَّةً تُمَكِّنُهُ مِنْ ذَلِكَ، فَالْقُوَّةُ لِلهِ -تَعَالَى- جَمِيعًا. إِنَّكَ حِينَمَا تَتَأَمَّلُ فِي اسْمِ الْمَتِينِ، وَتَتَدَبَّرُهُ، تَشْعُرُ بِعَظَمَةِ اللهِ، وَقُوَّتِهِ، وَبِحُسْنِ الْمَلَاذِ إِلَيْهِ، وَاللُّجُوءِ إِلَيْهِ، فَأَنْتَ تَبُثُّ شَكْوَاكَ لِمَتِينٍ؛ فَاللهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- قُوَّتُهُ مُتَمَاسِكَةٌ، لَيْسَ لِلنَّقْصِ فِيهَا مَجَالٌ؛ فَهُوَ الْمَتِينُ الَّذِي فَاقَ بِقُوَّتِهِ قُوَّةَ الْآخَرِينَ وَلَوِ اجْتَمَعَتْ، وَالْمَتِينُ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ضَعِيفًا؛ فَهُوَ فِي إِحْقَاقِ الْحَقِّ لَا يَلِينُ، وَفِي إِرْهَاقِهِ وَإزْهَاقِهِ الْبَاطِلَ لَا يَلِينُ، وَفِي هَيْمَنَتِهِ لَا يَلِينُ، وَلِأَنَّ اللهَ هُوَ الْمَتِينُ فَهُوَ الْفَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ، وَلِأَنَّهُ وَحْدَهُ الْمَتِينُ جَعَلَ لِكُلِّ قُوَّةٍ بَعْدَ قُوَّتِهِ ضَعْفًا، وَلِكُلِّ قُوَّةٍ مَهْمَا طَالَتْ زَوَالًا، وَلِكُلِّ قُوَّةٍ مَهْمَا طَغَتْ وَتَجَبَّرَتْ هَزِيمَةً وَخُسْرَانًا.

وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.