أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الثامنة والتسعون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع المتيـــــــــــــــــــــــــــــــن

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة والتسعون بعد المائة في موضوع (المتين) والتي هي بعنوان :

* مع اسم الله ( الْقَوِيُّ ، الْمَتِينُ  :                                     

– ومن آثار وثمرات إيمان العبد باسمه (الْقَوِيُّ ، الْمَتِينُ )   أنه لا قوة للعبد على طاعة الله إلا بقوة الله وتوفيقه ،ولا حول له على اجتناب المعاصي ودفع الشرور إلا باستعانته بقوة الله العلي العظيم ، وفي مسند أحمد (عَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لَهُ« أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ

كُنُوزِ الْجَنَّةِ ». قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ « لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ». 

وعندما تؤمن إيماناً جازماً أن الله هو القوي والمتين ، يتبين لك أن من بارزه بالقوة سيهلك! فكيف لمخلوق ضعيف أن يبارز ربا قويا؟،

وتأمل حال كل طاغية ،استقوى وظن أنه القوي، واستضعف الناس ،فكانت النتيجة : أن القوي غلبه ، وألحق به عذابه .

– ومن أثر الإيمان بهذا الاسم أنه سبحانه يحبّ القوة والأقوياء المقسطين، والأقوياء في إيمانهم وفي علمهم وفي عطائهم وأخذهم وسائر أمورهم ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ .. ) رواه مسلم 

ويكره الله القوة المبنية على العسف والطغيان. كما قال عليه الصلاة والسلام  « لاَ قُدِّسَتْ أُمَّةٌ ». أَوْ :« كَيْفَ قُدِّسَتْ لاَ يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهَا مِنْ شَدِيدِهَا وَهُوَ غَيْرُ مُتَعْتَعٍ ». رواه ابن ماجة

– وإيمان الشخص باسم الله القوي يثمرفيه انكسارًا بين يدي الله وخضوعًا

لجنابه ،وخوفًا منه سبحانه ،ولجوءًا إليه وحده ، وحسن التوكل عليه

،واستسلامًا لعظمته ،وتفويض الأمور كلها إليه ،والتبرؤ من الحول والقوة إلا به !

– ومن آثار الايمان بهذا الاسم : أنه يجعلنا نشعر بالقوة أي نقوى بربِّنا بالتوكل عليه في مواجهة الظلم والعدوان،وكل مصاعب الحياة، فنقوى بالطاعة له ،والعبادة ،ونقوى بالحق ،ومعرفة أن الله مع عباده الصالحين يجعلنا نشعر بالقوة لأننا نكسب القوة منه ،ولكن في نفس الوقت يشعرنا هذا الاسم بالضعف أمام قوته المطلقة مما يجعلنا في اجتهاد وجهاد مستمر لكسب رضاه وعلينا أن نظهر ضعفنا أمام ربنا وليس سواه لأنه لا حول ولا قوة إلا بالله ، ولننظر إلى الرزق ،كم شغل القلوب ،وأحزن الأفئدة ، ويقول الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) الذاريات ٥٨.

وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.