أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الخامسة والتسعون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع المتيـــــــــــــــــــــــــــــــن
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والتسعون بعد المائة في موضوع (المتين) والتي هي بعنوان :
* مع اسم الله ( الْقَوِيُّ ، الْمَتِينُ :
وقوة الله تعطي ملامح ثلاثة، قوة في الجمال، و قوة في الكمال، وقوة في النوال (أي في العطاء)، فالله هو المعطي، منحك الوجود، ومنحك نعمة الإيجاد ، ومنحك قوة الإمداد، ومنحك نعمة الهدى والرشاد، ومنحك عقلاً، ومنحك سمعاً وبصراً، منحك زوجة، منحك أولاداً، منحك حرفة تتكسب بها، منحك أشياء لا تعد ولا تحصى، فالله سبحانه وتعالى له القدرة المطلقة، إن شاء فعل ،وإن شاء لم يفعل. وهذا ليس إلا لله سبحانه وتعالى القوي المتين.
و(الْقَوِيُّ ، الْمَتِينُ ) اسمان من الأسماء الجلالية لله تعالى ،والتي تشير إلى معاني السلطان والعظمة ،والجبروت والقهر ،والغلبة والقوة، وجميعها تذكر لله تعالى على سبيل الإطلاق، فلا حدود لها ولا قيود عليها.
فالله تعالى هو وحده الذي خلق كل ما في الكون، وبيده وحده الأمر كله،
لا يشاركه ولا ينازعه في ملكه أحد ، فلابد أن يكون قويا متينا قادرا على كل شيء؛ لأنه إله واحد وخالق واحد ومدبر واحد، وهذا كله ليس لأحد غير الله -سبحانه وتعالى- القوي المتين والذي لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء.
فإذا أراد شيئا ما كبر أم صغر فإنه يقول له كن فيكون؛ لأن له القدرة المطلقة الشاملة لكل شيء ،والقوة الخارقة التي عجز الواصفون عن وصفها ،والمتانة المطلقة التي بها يخلق ما يشاء كيفما يشاء.
و(الْقَوِيُّ ، الْمَتِينُ ) هو سبحانه لا يمنعه مانع، وماله من دافع ، ولا يعتريه عجز ، ولا قصور ، ولا يأتي عليه وهن الدهور، فحين جاء الأحزاب لحصار المدينة تآمروا لكسر شوكة المؤمنين ،وأحكموا كيدهم سراً وعلانية ، هنا أرسل الله (الْقَوِيُّ ، الْمَتِينُ ) عليهم ريحاً وجنوداً لم يروها ، كما قال تعالى : (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25) وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا) (25): (27) الاحزاب
وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.