أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الرابعة والتسعون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع المتيـــــــــــــــــــــــــــــــن

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والتسعون بعد المائة في موضوع (المتين) والتي هي بعنوان :

* مع اسم الله ( الْقَوِيُّ ، الْمَتِينُ  :

وقال تعالى لنبيه يحي عليه السلام : {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} (مريم:12) أَي: بِجِدّ وعَوْن من الله تعالى.

والقوة تدل على القدرة التامة ، والمتانة تدل على شدة القوة ،والله هو القوي صاحب القدرة التامة البالغة الكمال ،والله هو المتين، شديد

القوة، والقدرة ، والله متم قدره ،وبالغ أمره .

وعلى الإنسان ألا يغتر بقوته ، بل هو مطالب أن يظهر ضعفه أمام ربه ، كما كان يفعل عمر الفاروق حين يدعو ربه فيقول : ( اللهم كبرت

سني، وضعفت قوتي ) لأنه لا حول ولا قوة إلا بالله ، فهو ذو القوة أي صاحبها وواهبها ، وهذا لا يتعارض مع حق الله أن يكون عباده أقوياء بالحق ،وفي الحق .

ومن الملاحظ أنه غالباً ما يقترن اسم الله القوي باسمه تعالى العزيز، وذلك

ليبيِّنَ سبحانه أنَّ قوَّته عن عزَّة وغنى، لأنَّ القوَّة دائماً تتبعها

مصلحة وحاجة تعود على صاحبها،

فأصحاب القوَّة في العالم؛ إمَّا يؤمِّنُون بها أنفسهم، أو يمنحونها لغيرهم طلباً لتبعيتهم وشراءً لذمتهم ،أو تهديداً لنهب ثرواتهم،

أمَّا ربُّ العزَّة والجلال ،فهو الغني عن العالمين، وهو القويُّ الذي يلطف بالخلق أجمعين، فقوَّته عن عزَّة وقدرة وحكمة.

ومن النصوص القرآنية التي ارتبط فيها اسم الله القوي باسمه العزيز؛ قوله

تعالى :{ فَلمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ}. (هود:66)،

فالله جلّ جلاله هو “القوي” بل هو “القوي” وحده، ولا قوي سواه، وكل قوة في الأرض مستمدة من قوة الله،وكل قوة في الأرض في الذوات والأشياء مستمدة من قوة الله تعالى، تأييداً للمؤمنين، أو استدراجاً لغير المؤمنين،أوتسخيراً للجمادات،لحكمة بالغةٍ،عرفها من عرفها،وجهلها من جهلها

وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.