أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الثالثة والتسعون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع المتيـــــــــــــــــــــــــــــــن

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة والتسعون بعد المائة في موضوع (المتين) والتي هي بعنوان :

* مع اسم الله ( الْقَوِيُّ ، الْمَتِينُ  :

فَلَحِقَ أَبُو سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ بِتِهَامَةَ وَلَحِقَ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ وَمَنْ مَعَهُ بِنَجْدٍ وَرَجَعَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ فَتَحَصَّنُوا فِي صَيَاصِيهِمْ وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الْمَدِينَةِ فَوَضَعَ السِّلاَحَ وَأَمَرَ بِقُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَضُرِبَتْ عَلَى سَعْدٍ فِي الْمَسْجِدِ – ….)

واسم الله (الْقَوِيُّ ، الْمَتِينُ ) ، وردت في معانيه للعلماء أقوال ، ومنها :

قال الجوهري في الصحاح : القوة خلاف الضعف ، والمتين: مأخوذ من المتانة، وهي شدة الشيء وصلابته.

وقال الخطابي: (المتين: الشديد القوي الذي لا تنقطع قوته ولا تلحقه في أفعاله مشقة،ولايمسه لغوب)،(والمتانة تدل على شدة القوة لله تعالى فمن حيث إنه بالغ القدرة: (القوي)، ومن حيث إنه شديد القوة: – متين-)

وقال الطبري القوي: الذي لا يغلبه غالب ،ولا يرد قضاءه راد ،ينفذ أمره،

ويمضي قضاؤه في خلقه، شديد عقابه لمن كفر بآياته وجحد حججه 

وقال ابن كثير : القوي: (أي: لا يغلبه غالب ، ولا يفوته هارب)  

ويقول ابن القيم – رحمه الله تعالى – في نونيته :

وهو القوي له القوى جمعا تعالى  ***  رب ذي الأكوان والأزمان

ومن هذه الأقوال يتضح لنا معنى القويُّ : فهو التام القوة ،الذي لا يستولي عليه العجز في حال من الأحوال ، فهو سبحانه صاحبُ القدرة

المطلقة ، والمشيئة الكاملة .                            

والله سبحانه وتعالى قويٌّ في ذاته ،غيرُ عاجز، لا يعتريه ضعف أو قصور، ولا يتأثر بوهن الدّهور، ولا يمنعه مانع ولا يدفعه دافع،

والقُوَّةُ نقيض الضَّعف؛ قال الله عزَّ وجل لنبيه موسى عليه السلام حين كتب له الأَلواح: {فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ} (لأعراف:145) أَي: خذها بقُوَّة في دينك وحُجَّتك.

وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.