أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الواحدة والتسعون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع المتيـــــــــــــــــــــــــــــــن
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والتسعون بعد المائة في موضوع (المتين) والتي هي بعنوان :
*إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ : وقال القرطبى : {إن الله هو الرزاق } وقرأ ابن محيصن وغيره " الرازق "
{ ذو القوة المتين} أي : الشديد القوي 0
وقرأ الأعمش ويحيى بن وثاب والنخعي " المتين " بالجر على النعت للقوة . الباقون بالرفع على النعت ل"الرزاق" أو" ذو" من قوله: ذو القوة أو يكون خبر ابتداء محذوف ; أو يكون نعتا لاسم " إن " على الموضع ، أو خبرا بعد خبر .
وقال الطبرى : القول في تأويل قوله تعالى :{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } يقول تعالى ذكره: إن الله هو الرزّاق خلقه, المتكفل بأقواتهم, ذو القوّة المتين.
وقال ابن عاشور : تعليل لجملتي { ما أريد منهم من رزق وما أريد أن
يطعمون } [ الذاريات : 57 ] و { الرزق } هنا بمعنى ما يعمّ المال والإِطعام .
والرزاق : الكثير الإِرزاق ، والقوةُ : القدرة .
وذو القوة : صاحب القدرة . ومن خصائص ( ذو ( أن تضاف إلى أمر مهم ، فعلم أن القوة هنا قوة خلية من النقائص .
والمتين : الشديد ، وهو هنا وصف لذي القوة ، أي الشديد القوة ، وقد عدّ { المتين } في أسمائه تعالى . قال الغزالي : وذلك يرجع إلى
معاني القدرة . وفي «معارج النور» شرح الأسماء «المتينُ : كمال في قوته بحيث لا يعارض ولا يُدانَى» .
فالمعنى أنه المستغني غنىً مطلقاً فلا يحتاج إلى شيء فلا يكون خلقه الخلق لتحصيل نفع له ولكن لعمران الكون وإجراء نظام العمران باتباع الشريعة التي يجمعها معنى العبادة في قوله : { إلا ليعبدون } [ الذاريات : 56 ] .
وإظهار اسم الجلالة في { إن الله هو الرزاق } إخراج للكلام على خلاف مقتضى الظاهر لأن مقتضاه : إني أَنا الرزاق ، فعدل عن الإِضمار إلى الاسم الظاهر لتكون هذه الجملة مستقلة بالدلالة لأنها سُيرت مسِير الكلام الجامع والأمثال . وحذفت ياء المتكلم من { يعبدون } و { يطعمون } للتخفيف ، ونظائره كثيرة في القرآن . وفي قوله : { إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } طريق قصر لوجود ضمير الفصل ، أي : لا رَزَّاق ، ولا ذا قوة ، ولا متين إلا الله وهو قصر إضافي ،أي دون الأصنام التي يعبدونها
فالقصر قصر إفراد بتنزيل المشركين في إشراكهم أصنامهم بالله منزلة من يدعي أن الأصنام شركاء لله في صفاته التي منها : الإِرزاق ، والقوة ، والشدة ، فأبطل ذلك بهذا القصر ، قال تعالى : { إن الذين تعبدون من دون اللَّه لا يملكون لكم رزقاً فابتغوا عند اللَّه الرزق واعبدوه } العنكبوت : 17 [ الأنترنت - موقع {إنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ } (الذاريات - 58) ]
وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.