أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة السابعة والثمانون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع المتيـــــــــــــــــــــــــــــــن

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السابعة والثمانون بعد المائة في موضوع (المتين) والتي هي بعنوان :

* إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق :

4- أدعياء الزهد والصلاح والتقى.

وهؤلاء لو أنصفوا ما شددوا على أنفسهم، ولا بالغوا في حرمانها من الطيبات، ولكن الجهل بسماحة الدين ويسره قد حملهم على ذلك.

وقد كان منهم من يعيش في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يلاحقهم كلما رأى منهم تشدداً، كالثلاثة الذين طافوا على بيوت نسائه – صلى الله عليه وسلم –

فسألوهن عن عبادته، فأخبروا بها، فكأنهم تقالوها، فقالوا: أين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال

أحدهم: أنا أصوم النهار ولا أفطر، وقال الآخر: وأنا أقوم الليل ولا أرقد، وقال الآخر: وأنا لا أتزوج النساء.

فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين علم بأقوالهم فقال: "أنتم الذين قلتم كذا وكذا!! إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأقُوم الليل

وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي".

ونص الحديث في البخاري وقد تقدم ذكره عند الكلام في الزهد.

وقد رأيت في هذا الزمان قوماً صغار الأسنان سفهاء الأحلام يدعون العلم والمعرفة بأمور الدين وأحكامه وهم يجهلون أصوله وفروعه، ويقلدون البدو في فتاويهم، ويأخذون العلم ممن لا علم له فيضلون ويضلون.

وإذا قلت لأحدهم: قال الله وقال الرسول، قال: فلان يقول كذا، وفلان يقول كذا، وهم عندنا من الأئمة الأعلام.

وصدق فيهم المثل القائل: (أعور في حارة العمي سموه كحيل العيون).

ويصدق فيهم قول الشاعر:

              إذا قالت حزام فصدقوها   ***  فإن القول ما قالت حزام

وقوله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث: "فَأَوْغِلُ فِيهِ بِرِفْقٍ" أي توغل في معرفة أحكامه وتعاليمه، وانهض في تأدية ما وجب عليك لكن برفق، بحيث لا

تكلف نفسك فوق طاقتها، فإن التشدد في الدين أخطر من التهاون فيه، كما ذكرنا أكثر من مرة.

وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.