أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الخامسة والثمانون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع المتيـــــــــــــــــــــــــــــــن

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخامسة والثمانون بعد المائة في موضوع (المتين) والتي هي بعنوان :

* إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق :

 وقال الدكتور / محمد بكر إسماعيل : إن هذا الدين متين :  عَنْ أَنَسُ – رضي الله عنه – أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلُ فِيهِ بِرِفْقٍ؛ إِنَّ الْمُنْبَتَّ لَا أَرْضًا قَطَعَ وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى".

كان النبي صلى الله عليه وسلم يلاحق أولئك الذين يرهقون أنفسهم في التعبد إرهاقاً

شديداً غير مبالين بحق أجسامهم في الراحة ولا حق أزواجهم في المتعة فيقضون النهار في الصيام والليل في القيام، ويزهدون في طيبات الحياة ويكتفون من دنياهم بما يسد الرمق ويستر العورة.

كان عليه الصلاة والسلام يدعوهم إلى الرفق بأنفسهم وبأزواجهم والاعتدال في عباداتهم لئلا يملوها فينقطعوا عنها، فيخالفون بذلك ما يحبه ربهم ويرضاه.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ" ، وقال: "اكْلَفُوا مِنَ الْأعَمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا ".

والإسلام دين الوسطية لا إفراط فيه ولا تفريط، دين قويم يهدي للتي هي أقوم، ويغلب بيسره وسماحته كل متنطع، ويقهر كل متهاون مستهتر.

فهو دين متين، أي قوي غاية القوة في حججه وبراهينه، عدل في أوامره ونواهيه، شديد على من يعاديه أو يغلو فيه؛ فإن الذي يغلو فيه هو عدو له في صورة حبيب، ينطبق عليه عموم قوله تعالى في سورة الكهف: { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ

فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} (103-105).

فهذه الآية تتناول بعمومها أربعة أصناف من الناس:

1-اليهود الذين شددوا على أنفسهم فحرموا على أنفسهم كثيراً مما أحله الله لهم، وفرضوا على أنفسهم أنواعاً من العبادة بم يكلفهم الله بفعلها، وبالغوا في إطراء أحبارهم وأطاعوهم طاعة عمياء، وزعموا أنهم يقربونهم إلى الله ويشفعون له عنده.

وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.