أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الرابعة والثمانون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع المتيـــــــــــــــــــــــــــــــن
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
الرابعة والثمانون بعد المائة في موضوع (المتين) والتي هي بعنوان :
* إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق :
روى الإمام أحمد رحمه الله في مسنده قوله ﷺ : "إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق". حسّنه الألباني
يستفاد من هذا الحديث منهجًا تربويًا في تعويد النفس على الطاعات؛
وهو أن يبدأ المرء فيما يريد من طاعة بالتدرج لا أن يأتي بمالا يتحمل بدايةً ثم يكسل في نهاية الأمر .
قال المناوي في شرح هذا الحديث: "إن هذا الدين متين" أي: صلب شديد، فأوغلوا: أي سيروا فيه برفق، ولا تحملوا على أنفسكم ما لا
تطيقونه، فتعجزوا وتتركوا العمل.
وقال الغزالي: أراد بذلك أن لا يكلف نفسه في أعماله الدينية ما يخالف العادة، بل يكون بتلطف وتدريج، فلا ينتقل دفعة واحدة إلى الطريق الأقصى في التبدل، فإن الطبع نفور، ولا يمكن نقله عن أخلاقه الرديئة إلا شيئا فشيئا حتى تنفصم الأخلاق المذمومة الراسخة فيه، ومن لم يراع التدريج وتوغل دفعة واحدة، ترقى إلى حالة تشق عليه فتنعكس أموره فيصير ما كان محبوبا عنده ممقوتا، وما كان مكروها عنده مشربا هنيئا لا ينفر عنه.
وبالمثال يتضح المقال : لو أن شخصًا أراد تعويد نفسه على قيام الليل، وبدأ من أول مرة بإحدى عشر ركعة! يقال له: هذا منهج خاطئ؛ لأنك الآن في فترة حماس ونشاط، ولكن ابدأ بركعة واحدة أو ثلاث واستمر عليها حتى تصبح هذه الركعات كأنها فرض واجب عليك لا تتركها مهما كان فيك من تعب أو إلخ من مشاق .
ومع مرور الأيام ستجد ذلك، حينها زد في عدد الركعات إلى خمس أو سبع وهكذا تدريجيًا حتى يثبت الإنسان بإذن الله تعالى. وقل مثل هذا في سائر النوافل من العبادات . [ الأنترنت – موقع مداد – إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق - حماد بن محمد العروان ]
وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.