أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الثمانــــــــون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع المتيـــــــــــــــــــــــــــــــن
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
الثمانون بعد المائة في موضوع (المتين) والتي هي بعنوان :
*في اشتقاق بعض أسماء اللهِ وتعبيد الصفة دون الموصوف :
وأمّا كلّ صفة فلا يجب أن يشتقَّ له اسمٌ منها، لأنّ دلالةَ الصفاتِ على الأسماءِ دلالةٌ لغويةٌ، واشتقاقُ الأسماءِ من الصفات أحكام شرعية فباب دلالة الصفات أوسعُ من باب اشتقاق الأسماء، هذا وإن كانت الصفات تتَّفق مع الأسماء في أن تكون توقيفيَّةً فإنّها تختلف عنها في أنَّ النصَّ ورد بذكر الاسم دون الصفة وهو أخصّ كما تقدَّم، ومن جهة أخرى أنَّ من شرط الأسماء الحُسنى أنّها تقتضي المدح والثناءَ بنفسها بخلاف الصفة فلا بدَّ من إضافتها إلى موصوفها، فاسم «الرحمن» يقتضي إطلاقَ الكمالِ بنفسه دون متعلِّق أو قَيد، بخلاف الرحمة فيلزم إضافتها إلى موصوفها ولذلك لا يجوز تعبيد الصفة دون الاسم ولا الدعاء بالصفة دون الاسم كالقوّة والعزّة والرحمة، فالمتعبِّد بصفة من صفاته لم يكن متعبِّدًا اللهَ عزّ وجلّ الموصوف بجميع الصفات؛ لأنّ الصفة غيرُ الموصوف، فعزّة الله مثلاً ليست هي الله عزّ وجلّ، وقد تقدّم الجواب على جزئية الدعاء بصفة الرحمة على أنّها هي
الفاعلة دون الموصوف.
الدعاءُ بصفاتِ الله تعالى :
السؤال : ذَكَرَ سماحةُ الشيخ ابنُ باز: «أنّ دعاءَ الصفة لا يجوز قولاً واحدًا لأهل السُّنَّة» كيف نجمع بين هذا الكلام وحديث النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أسْتَغِيثُ»(١- أخرجه ابن السني في «عمل اليوم والليلة»: (46)، وكذا النسائي: (381/570)، والبزار في «مسنده»: (4/25/3107)، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لفاطمة رضي الله عنها: «مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِي مَا أُوصِيكِ بِهِ؟ أَنْ تُقُولِي إِذَا أَصْبَحْتِ وَإِذَا أَمْسَيْتِ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيُث وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَدًا»، وحسّنه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (1/449))؟
وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.