أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة السادسة والسبعون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع المتيـــــــــــــــــــــــــــــــن

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السادسة والسبعون بعد المائة في موضوع (المتين) والتي هي بعنوان :

وأملي لهم – خطبة جمعة :

     إنَّ العقوبات التي حلت بالأمم السابقة متعددة، وكل أمة عقوبتها من جنس المعصية التي ارتكبتها، ومن تلك العقوبات؛ الغرق والطوفان، وهي عقوبة عاقب الله بها قوم نوح لما كفروا، قال تعالى: {فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَـالِمُونَ} سورة العنكبوت(14). وقال: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا} سورة نوح (25). أي بكثرة ذنوبهم وعتوهم وإصرارهم على كفرهم ومخالفتهم رسولهم أغرقوا فأدخلوا نار[تفسير ابن كثير(8/263) ] وكذلك عاقب الله فرعون وجنوده بالغرق في اليم؛ كما في قوله: {فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ} سورة الأعراف(136).

وقال: {فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} سورة الأنبياء(77). كما عاقب الله بالسيل والطوفان مملكة سبأ؛ كما في قول العلي الأعلى: {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ} سورة سبأ(16-17). وقد توعد الله الآمنين من مكره بعقوبة الغرق، فقال تعالى: {أَمْ أَمِنتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مّنَ الرّيحِ فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا} سورة الإسراء(69). ومن صور العقوبات التي حلت بمن كذب وتكبر من الأمم السالفة؛ الريح العاتية، وهي عقوبة عاقب الله بها قوم عاد لما كفروا بربهم، قال تعالى: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} سورة الحاقة(6). ويقول: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً} سورة فصلت(16). وقال: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُواْ هَـذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} سورة الأحقاف(24). بل كان نبينا-عليه الصلاة والسلام- إذا رأى ريحاً فزع فزعاً بليغاً؛ فعن عائشة-رضي الله عنها-أن رسول الله كان إذا عصفت الريح يقول: (اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسـلت به)[ رواه مسلم ].        وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.