أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الرابعة والسبعون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع المتيـــــــــــــــــــــــــــــــن

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الرابعة والسبعون بعد المائة في موضوع (المتين) والتي هي بعنوان :

وأملي لهم – خطبة جمعة :

 إنَّ من سنن الله الكونية التي لا تتغير ولا تتبدل: {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً} سورة فاطر(43).        وهو أنه ينزل العقوبة بمن كفر به، وكذب رسله، وحارب أوليائه، وخالف أمره ونواهيه، ولكنه-سبحانه- يؤخر نزول العقوبة ليستدرجهم، ويمهلهم، لعلهم يتوبون ويرجعون إليه، قال تعالى: {َذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} سورة القلم(44-45). وقال تعالى: {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} سورة الطارق(17).

   وتأخير اللهُ العقوبة للمشركين ليس رضاً بأفعالهم، بل ذلك سنة من سنن الله، وهو أنه يمهل العُصاة مدة[انظر تفسيرالقرطبي(9/376)] . ولكنه إذا نزلت به العقوبة، فلن يفلت منها؛ فعن أبي موسى-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) قال ثم قرأ: {وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِىَ ظَـالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}[ رواه البخاري ] سورة هود(102). ومع ذلك فإنه من فضله ورحمته بخلقه؛ فأنه لا ينزل العقوبة إلا بعد أن يحذرهم وينذرهم، وبعد أن يخالفوا أوامره ونهيه، ولو أنه-سبحانه- عاقبهم لما كان ظالماً لهم،-وحاشاه من ذلك-؛ لأنه القائل في كتابه الكريم: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ} سورة الأنفال(51). وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} سورة يونس(44).                                                                                             لقد كُثر اليوم أسباب حلول العقوبات، فلقد فشت وانتشرت المنكرات، وقلَّ الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر،بل قُل فشا الشرك وانتشر، وتجبر القوي على الضعيف، وكفر الناس بنعم الله عليهم، وكثر فيهم الطمع والجشع، وتنافسوا في حطام الدنيا الفانية، وبخلوا بما أعطاهم الله منها، وهذه كلها أسباب لنزول العقوبات- والعياذ بالله-. ولقد ذكر الله ورسوله لنا صوراً كثيرة من صور العقوبات التي حلت بمن قبلنا من الأمم، وذلك لنأخذ العظة والعبرة، قال الله-تعالى-: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً} سورة الإسراء(17).

وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.