الجبار

 

 

جمع وتأليف : د/ مسفر بن سعيد دماس الغامدي

بسم الله الرحمن الرحيم ( الجبار المختصر )

  إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا اله الا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله  قال تعالى :{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} آل عمران/ 120، وقال تعالى :{ يائها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً ، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً} النساء / 1، وقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً } الأحزاب /70 ، 71 وبعد : فهذه الحلقةالأولى في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : المقدمة : التعريفات :

قد يتخيل البعض أن أسماء الله مثل الجبار والمنتقم والقهار هي أسماء لقصم الظالمين والانتقام من الجبابرة. فقط !!. لكن الجبار : هو الذي يجبرك عندما تلجأ إليه بكسرِك فهو الذي يُجبِر المنكسرين.

وأصل كلمة الجبار : هي كلمة جبيرة وهي التي يستخدمها من كُسِرَت يداه لجبر عظمها.!! [الأنترنت – موقع مزامير آل داوود القرآنية]

*تعريف و معنى جبار في معجم المعاني الجامع  :

 جَبّار: (اسم) ، الجمع : جبَّارون و جَبَابرة ، صيغة مبالغة من جبَرَ : قاهر ، متسلِّط ، متكبِّر ، متعالٍ عن قبول الحقّ ، لا يرى لأحد عليه حقًّا ، مستبدّ ، عقلٌ جبَّار : فائقُ الذكاء ، مَجْهُودٍ جَبَّارٍ : مَجْهُودٍ هائل ، عظيم ، ضخم  ، هُوَ الله الجَبَّارُ : مِنَ أَسْمَاءِ الله الحُسْنَى ، عَبْدُ الجَبَّارِ : اِسْمُ عَلَمٍ مُرَكَّبٌ ، جُبّار: (اسم) جِنْسُ شَجَرٍ مِنْ فَصِيلَةِ الصَّنَوْبَرِيَّاتِ ، أَضْخَمُ أَنْوَاعِ الشَّجَرِ ، يَبْلُغُ ارْتِفَاعُهُ أَحْيَاناً أَزْيَدَ مِنْ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ مِتْراً ، جُبار: (اسم) والجُبَار : الهَدَر ، وهو ما لا قِصاص فيه ولا غُرْمَ ، حَرْبٌ جُبارٌ : لا دِيَةَ فيها ولا قصاص ، الجُبَار : البريءُ ، الجُبَار : اسمُ يوم الثلاثاء في الجاهلية   

والجَّبار في اللُّغة : صيغة مبالغة من اسم الفاعل (الجابر)، وهو الموصوف بالجبر، وأصل الجبر إصلاح الشيء بضربٍ من القهر، أي بنوع من القوة والقدرة. ومنها جَبَر العَظم إذا أصلَحَ كسره، وجَبَر الفقير يعني أغناه، وجَبَرَ الخاسر عوّضه، وجَبَرَ المريض عالجه. ونحن عندما نقول في الرياضيات: (اجبر الكسر)، أي كَمِّله، فلو كان الكسر واحدًا ونصف، فجبر الكسر يعني تحويل النصف هذا إلى واحد كامل فيصبح إثنان.[ الأنترنت – موقع المعاني - جبار ]

والجبار لفظ مأخوذ من: الجبر ومعاني الجبر أربعة:

1- الإغناء من الفقر وتقوية الضعيف واصلاح المختل والفاسد وجبر الكسير , والمعنى الشامل هو الإصلاح.

2- الإكراه والقهر والقسر والإرغام , مثال: أجبرته على ......

3- العز والارتفاع والامتناع والطول والعلو والشموخ , مثال: هذا بناء

جبار. , مثال آخر: قال تعالى (إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ) , مثال آخر: هذا عمل جبار ( أي لا يطاق ) .

4- المتكبر, مثال: تجبر الرجل , مثال آخر: قوله تعالى (وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً).

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :  تعريف و معنى جبار

 يقال الجبار على المعنى الأول: (عائد إلى اسم الرؤوف).

- المصلح أمور خلقه فهو الذي يدبر الضعيف وكل قلب منكسر لأجله , فيجبر الكسير ويغني الفقير وييسر على المعسر كل عسير , وهو الذي يجبر أصحاب المصيبات ويوفقهم على الثبات , ويعوضهم الأجر ويعوضهم في هذه الدنيا إن هم صبروا وثبتوا ولم يبد من أحد منهم جزعا ولا تسخط , كما أنه سبحانه يجبر قلوب الخاضعين لعظمته وجلاله وقلوب المحبين بما بفيض عليهم من أنواع كراماته وأصناف المعارف والأحوال الإيمانية , وإذا دعا الداعي فقال اللهم اجبرني فإنه يريد هذا الجبر الذي حقيقته إصلاح العبد ودفع جميع المكاره عنه.

ويقال على المعنى الثاني : (عائد إلى اسم القهار)  أنه القهار لكل شيء ,الذي

دان له كل شيء , وخضع له كل شيء , ولا يقع في هذا الكون تسكينة ولا تحريكة إلا بمشيئته سبحانه , فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن , لا يستطيع أحد في هذا الكون مهما بلغت قوته وعظمته وإمكاناته أن يخرج عن إرادة الله عزوجل , فإرادته تبارك وتعالى فوق كل إرادة , ومشيئته فوق كل مشيئة , لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه , وهذا كله صادر من قوته وعزته وعظمته جل جلاله.                                                               ويقال على المعنى الثالث: ( عائد إلى اسم الله العظيم)  أنه العلي على كل شيء, العزيز العظيم الذي له العلو المطلق , الكامل من جميع الوجوه , فله علو الذات وعلو القدر وعلو القهر , فأنواع العلو كلها متحققة لله عزوجل , فهو

 الرحمان على عرشة استوى , وهو العظيم الأعظم.

ويقال على المعنى الرابع: هو أنه تكبر بربوبيته عن كل سوء ونقص ,وعلى مماثلة شيء من خلقه , وعلى أن يكون له كفوا أو ضد أو سمي أو شريك في خصائصه وحقوقه.

• هذا الاسم الكريم يتضمن هذه المعاني جميعا ولا مانع لذلك , فالله تعالى أسماءه تجمع أنواع الكمالات فتضمن لمعنى الرؤوف , وتضمن أيضا لمعنى القهار , وأيضا العلي العظيم ...

 وقد جمع ابن القيم رحمه الله هذه المعاني في نونيته عند ذكر هذا الاسم الكريم فقال:  وكذلك الجبار من أوصافه ** والجبر في أوصافه قسمان

جبر الضعيف فكل قلب قد غدا ** ذا كسرة فالقلب منه دان

والثاني جبر القهر بالعز الذي ** لا ينبغي لسواه من إنسان

وله مسمى ثالث وهو العلو ** فليس يدنو منه من إنسان

من قولهم جبارة للنخلة الـ ** عليا التي فاتت لكل بنان

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :  تعريف و معنى جبار

• فإذا كانت هذه المعاني مندرجة تحت اسم الله الجبار فإن القرينة قد تحدد بعضها في بعض المواضع , وذلك أن الله عزوجل قد ذكر هذا الاسم الكريم بين اسمين ( العزيز – المتكبر ) .

  فلو قال قائل إن معنى هذا الاسم الكريم في سورة الحشر هو ما ذكر من

المعاني الثلاثة الأخيرة سوى المعنى الأول ( المصلح) فيكون ذلك هو تفسيره

في هذه السورة التي في كتاب الله عزوجل لأنه لم يرد إلا مرة واحدة , وعليه

فيقال الجبار هنا يمكن أن يفسر بأنه الملك , القاهر , العالي على خلقه , العظيم , وما شابه ذلك من معاني لأنه جعله مقرونا بالعزيز المتكبر , وعلى كلٍ فكل اسم متضمن للآخر في المعنى , فالعزيز متضمن لما تضمنه معنى الجبار والمتكبر لأنه لا يكون عزيزا إلا إذا تحققت فيه هذه الأوصاف.

• يقول ابن القيم: هذه الأسماء الثلاثة (  العزيز والجبار والمتكبر ) نظير الأسماء الثلاثة ( أي في الآية التي بعدها وهم (الخالق والبارئ والمصور ) فالجبار المتكبر يجرينا مجرى التفصيل لمعنى العزيز , كما أن البارئ والمصور تفصيل لمعنى الخالق , فالجبار من أوصافه يرجع إلى كمال القدرة والعزة والملك ولهذا كان من أسماءه الحسنى.

*ادلة اسم الله (الجبار)

    اسم الله  ( الجبار) جاء في القرآن الكريم في موضع واحد في آخر سورة الحشر , في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ).

 وجاء في السنة , فمن ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفأها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلا لأهل الجنة ). أي: أن الله سبحانه يجعل الأرض خبزة فتكون نزلا ( وهو ما يعطى للضيف من الطعام ) لأهل الجنة.

• ومن ذلك أيضا ما أخرجه أبو داوود والترمذي وابن ماجه والحاكم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بين السجدتين فيقول: ( اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وعافني وارزقني ) فهنا

الرسول صلى الله عليه وسلم دعا ربه أن يجبره وإنما يجبر الضعيف والمنكسر من كان جبارا.

• ومن ذلك حديث عوف بن مالك قال قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فلما ركع مكث قدر سورة البقرة يقول في ركوعه ( سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ). أخرجه أبو داوود والنسائي بإسناد صحيح.

• ومن ذلك حديث أبي سعيد الخدري في الرؤية قال ( فيأتيهم الجبار بصورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة ). أخرجه البخاري.

[الأنترنت – موقع ملتقى أهل الحديث - من كلام الشيخ خالد السبت ]                    إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : *دلالات اسم الله (الجبار)

 ولاسم الله الجبار دلالاتٌ متعدّدة، فأمّا الجذر اللغوي له فهو الفعل جَبَرَ، واسم الفاعل منه جابر، والمعنى منه إصلاح الشيء بضربٍ من القهر، ومن ذلك أُخذ لفظ جبر العظم، والجبّار -جلّ وعلا- هو من يجبر الفقير بالغنى، ويجبر المريض بالشفاء، ويجبر خائب الأمل بالتوفيق والتيسير، والجبّار كذلك من الجبروت كما قال ابن القيّم، ولذلك فإنّ اسم الجبّار من أسماء العظمة

والعلوّ لله –تعالى [الأنترنت – موقع موضوع ]

والجبار في اللغة صيغة مبالغة من اسم الفاعل “الجابر”، ويأتي مَعناه عَلَى وُجُوهٍ:

1- (الجَبَّارُ): جبر العلو؛ هُوَ العَالِي عَلَى خَلقِهِ، لِعُلُوِّهِ، وَنَفَاذِ مَشِيئَتِهِ فِي مُلِكهِ فَلَا غَالِبَ لأَِمرِهِ وَلَا مُعَقِّبَ لِحُكمِهِ

2- (الجَبَّارُ): جبر الرحمة؛ هُوَ المُصلحُ لِلأُمُورِ مأخوذة مِنْ جَبرِ الكَسرِ إِذَا أَصلَحَهُ وَجَبْرِ الفَقِيرِ إِذَا أَعَنَاهُ.

3- (الجَبَّارُ): جبر القوة؛ هُوَ القَاهِرُ(الذي يقهر ويكره ويجبر) خَلقَهُ عَلَى مَا أَرَادَ

 مِنْ أَمرٍ أَوْ نَهيٍ، وهو القاهر الذي خضعت لعظمته الرقاب، وذلت لجبروته الصعاب، ولانت له الشدائد الصلاب.

ومن هنا يكون معنى الجبار: ذو الجبروت، أي ذو الملك والعظمة والمجد والكبرياء.

ويتضح المعنى في قوله تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ﴾]؛ أَيْ: لَستَ بِالذِي تَجبرُ هَؤلاءِ عَلَى الهُدَى، وَلَمْ تُكَلَّفْ بِذَلِكَ.

وَعَلَى المَعْنَى الأَوَّلِ يَكُونُ مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ، وعَلَى المَعْنَى الثَّانِي وَالثَّالِثِ يَكُونُ

مِنْ صِفَاتِ الفِعْلِ.

فَالجَبَّارُ اسمٌ مِنْ أَسمَاءِ التَّعْظِيمِ كَالمُتَكَبِّرِ وَالمَلِكِ وَالعَظِيمِ وَالقَهَّار  .

وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «سُبْحَانَ ذِي الجَبَروُتِ والمَلَكُوتِ والكِبْرِيَاءِ وَالعَظَمَةِ»

وَالجَبَّارُ اسمٌ دَلَّ عَلَى مَعنًى مِنْ مَعَانِي العَظَمَةِ والكبرِيَاءِ، وهو الذي يجبر الفقرَ بالغنى والمرضَ بالصحة، والخيبةَ والفشلَ بالتوفيق والأمل، والخوفَ والحزنَ بالأمن والاطمئنان، فهو جبّار متصف بكثرة جبره حوائج الخلائق.

ومنه جبره سبحانه وتعالى قلوب عباده الصالحين الخاضعين لعظمته بما يُفيض

عليها من جليل المعاني، وما يَسكب فيها من اليقين والخشوع.

وَهُوَ فِي حَقِّ الله وَصفٌ مَحمُودٌ مِنْ مَعَانِي الكَمَالِ والجَمَالِ، وَفِي حَقِّ العِبَادِ وَصفٌ مذموم مِنْ مَعَانِي النَقْصِ لِقَولِهِ تَعَالَى: ﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾ [غافر: 35].

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*الفَرْقُ بين مدح الله بوصفه بالجبار، وذم العبد بوصفه بالجبار:

     إنَّهُ سُبحَانَهُ قَهَرَ الجَبَابِرَةَ بجبَرُوتِهِ وَعَلَاهُم بِعَظَمَتِهِ لَا يَجرِي عَلَيهِ حُكمُ حَاكِمٍ فَيَجِبُ عَلَيْهِ انقِيَادُهُ، وَلَا يتوجَّهُ عَلَيهِ أَمرُ آمِرٍ فَيلزَمُهُ امتِثَالُهُ، آمِرٌ غَيرُ مَأْمُورٍ، قَاهِرٌ غَيرُ مَقُهورٍ: ﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 23].

وَأَمَّا الخَلقُ فَهُم مَوصُفُونَ بِصِفَاتِ النَّقصِ مَقهُورُونَ مَجبُورُونَ تُؤذِيهِم البَقَّةُ وَتَأْكُلُهُم الدُّودَةُ، وَتشوشُهُم الذُّبَّابَةُ، أَسِيرُ جُوعِهِ، وَصَرِيعُ

شِبَعِهِ، وَمَنْ تَكُونُ هَذِهِ صِفَتُهُ كَيفَ يَلِيقُ بِهِ التَّكَبُّرُ والتَّجَبُّرُ؟!

وَقَدْ أَنكَرَ الرُّسُلُ عَلَى أَقوَامِهَم صِفَةَ التَّجَبُّرِ والتكَبُّرِ فِي الأرضِ بغَيرِ الحَقِّ، كَمَا

قَالَ تَعَالَى عَنْ هُودٍ؛ أَنَّهُ قَالَ لِقَومِهِ: ﴿ وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ [الشعراء: 130، 131]، إِلَى أَنْ قَالَ: ﴿ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ [الشعراء: 135]، وَلَكِنَّهُم عَانَدُوا واتَّبَعُوا أَمرَ جَبَابِرَتِهم فَهَلَكُوا أَجمَعِينَ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴾ [هود: 59].

وَقَدْ كَانَ التَّجَبُّرُ سَبَبًا لِلطَّبعِ عَلَى قُلُوبِهِم فَلَمْ تَعرِفْ مَعرُوفًا وَلَمْ تُنكِرْ مُنْكَرًا، قال تعالى: ﴿كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾ [غافر: 35].

وَقَدْ تَوَعَّدَ اللهُ سُبْحَانَهُ الجَبَابِرةَ بالعَذَابِ والنَّكَالِ، تَوَعَّدَهُم بِجَهَنَّمَ وَبِئسَ المِهَادُ، قَالَ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى: ﴿ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ﴾ [إبراهيم: 15 – 17].

وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «يَخرُجُ عُنقٌ مِنَ النَّار يَومَ القِيَامَةِ لَهُ عَينَانِ تُبصِرَانِ، وَأُذُنَانِ تَسمَعَانِ، وَلِسَانٌ يَنطِقُ يَقُولُ: إِنَّي وُكِّلتُ بِثَلَاثةٍ: بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنيدٍ، وَبِكُلِّ مَنْ دَعَا مَعَ اللهِ إِلَهاً آخَرَ، وَبِالمُصَوِّريِن”[الأنترنت – موقع محطات - نوال العفيفي - اسم الله “الجبار”]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :*الدَّلَالَاتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسمِ (الجَبَّارِ) :

   الجَبَّارُ فِي اللُّغةِ صِيغَةُ مُبَالَغَةٍ مِنِ اسْمِ الفَاعِلِ الجَابِرِ، وَهُوَ المَوْصُوفُ بالجَبْرِ، فِعْلُهُ جَبرَ يَجبُرُ جَبرًا، وَأَصلُ الجَبرِ إصلَاحُ الشَّيْءِ بِضَربٍ مِنَ القَهرِ، وَمِنْهُ جَبَر العَظْمَ أَيْ: أَصلَحَ كَسرَهُ، وَجَبَرَ الفَقِيرَ أَغنَاهُ ن وَجَبَرَ الخَاسِرَ عَوَّضَهُ، وَجَبرَ المَرِيضَ عَالَجَهُ، وَيُستَعْمَلُ الجَبرُ بِمعْنَى الإِكْرَاهِ عَلَى الفِعْلِ والإلزَامِ بِلَا تَخيرٍ.

وَالجَبَّارُ سُبْحَانَهُ هُوَ الذِي يَجْبُرُ الفَقرَ بِالغِنَى، والمَرَضَ بِالصِحَّةِ، والخَيبَةَ والفَشَلَ بالتَّوْفِيقِ والأَمَلِ، والخَوفَ والحزنَ بالأَمنِ والاطمِئنَانِ، فَهُوَ جَبَّارٌ مُتصِفٌ بِكَثْرَةِ جَبْرِهِ حَوَائِجَ الخَلَائِقِ .

وَهُوَ الجَبَّارُ أَيضًا لِعُلُوِّهِ عَلَى خَلقِهِ، وَنَفَاذِ مَشِيئَتِهِ فِي مُلِكهِ فَلَا غَالِبَ لأَِمرِهِ وَلَا مُعَقِّبَ لِحُكمِهِ، فَمَا شَاءَ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، قَالَ أَبُو حَامِدٍ الغَزَّالِي: «الجَبَّارُ هُوَ الذِي يُنفِذُ مَشِيئَتَهُ عَلَى سَبِيلِ الإِجْبَارِ فِي كُلِّ واحِدٍ، وَلَا تَنفُذُ فِيهِ مَشِيئَةُ أَحدٍ، الذِي لَا يَخْرُجُ أَحَدٌ مِنْ قَبضَتِهِ، وَتقصُرُ الأَيدِي دُونَ حِمَى حَضْرَتِهِ، فَالجَبَّارُ المُطلَقُ هُوَ الله سبحانه وتعالى؛ فَإِنَّهُ يَجبُرُ كُلَّ أَحَدٍ وَلَا يَجْبُرُهُ

 أحَدٌ، وَلَا مَثْنَوِيَّةَ فِي حَقِّهِ فِي الطَرَفَينِ» .

وَقَالَ ابنُ القَيِّمِ: «وَأَمَّا الجَبَّارُ مِنْ أَسمَاءِ الرَبِّ تَعَالَى، هُوَ الجَبَرُوتُ وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «سُبْحَانَ ذِي الجَبَروُتِ والمَلَكُوتِ والكِبْرِيَاءِ وَالعَظَمَةِ»، فَالجَبَّارُ اسمٌ مِنْ أَسمَاءِ التَّعْظِيمِ كَالمُتَكَبِّرِ وَالمَلِكِ وَالعَظِيمِ وَالقَهَّارِ» .

وَالجَبَّارُ عِندَ الجَبْرِيَّةِ هُوَ الذِي يُكرِهُ العِبَادَ عَلَى الفِعلِ فَلَا اختِيَارَ لَهُم وَلَا حُرِّيَّةَ، وَهُوَ مَردُودٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 256]، وَإِنَّمَا يَتَحَقَّقُ مَعْنَى الجَبَّارِ فِي الإِجبَارِ عَنْ إِسقاطِ الاختِيَارِ وَرفْعِ التَّكْلِيفِ وَالمسؤُولِيةِ كَالسُّنَنِ الكَوْنِيَّةِ التِي لَا تَحوِيلَ فِيهَا وَلَا تَبدِيلَ، وَكَالحَرَكَاتِ اللَّاإِرَادِيَّةِ فِي الإنسَانِ كَحَرَكَةِ القَلبِ وَسَرَيَانِ الرُّوحِ فِي الأبدَانِ. [الأنترنت – موقع الألوكة - معنى اسم الجبار - الشيخ وحيد عبدالسلام بالي ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السابعة في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :*مَعْنَى الاسْمِ فِي حَقِّ الله تَعَالَى :

قَالَ الطبَرِيُّ: «(الجَبَّارُ): يَعْنِي المُصْلِحُ أُمُورَ خَلْقِهِ المُصَرِّفُهُم فِيمَا فِيهِ صَلاَحُهُم» .

وَقَالَ قَتَادَةُ: «جَبَرَ خَلْقَهُ عَلَى مَا يَشَاءُ مِنْ أَمرِهِ» .

وَقَالَ الخَطَّابِيُّ: «(الجَبَّارُ) هُوَ الذَّ ي جَبَرَ الخَلْقَ عَلَى مَا أَرَادَ مِنْ أَمرِهِ وَنَهيِهِ، يُقَالُ: جَبَرَهُ السُلطَانُ وَأَجبَرَهُ بالأَلِفِ.

وَيُقَالُ: هُوَ الذِي جَبَرَ مَفَاقِرَ الخَلْقِ وَكَفَاهُم أَسبَابَ المَعَاشِ وَالرِّزْقِ.

وَيُقَالُ: بَلِ الجَبَّارُ العَالِي فَوقَ خَلقِهِ؛ مِنْ قَولِهم: تَجَبَّرَ النَّبَاتُ إِذَا عَلاَ واكتَهَلَ، يُقَالُ للنَّخْلَةِ التِي لَا تَنَالُهَا اليَدُ طُولًا: الجَبَّارَةُ»[8].

وَقَالَ الشَّوْكَانِيُّ: «(الجَبَّارُ): جَبَرُوتُ اللهِ عَظَمَتُهُ، وَالعَرَبُ تُسَمِّي المَلِكَ: الجَبَّارَ».

وَقَالَ السَّعْدِيُّ: «(الجَبَّارُ): هُوَ بمَعْنَى العَلِيِّ الأعْلَى، وَبِمَعْنَى القَهَّارِ، وبمعنَى الرؤُوفِ الجَابِرِ للِقُلُوبِ المُنكَسِرَةِ، وللضَعِيفِ العَاجِزِ، وَلِمَنْ لَاذَ بِهِ وَلَجَأَ إِليهِ» .

وَعَلَى المَعْنَى الأَوَّلِ يَكُونُ مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ، وعَلَى المَعْنَى الثَّانِي وَالثَّالِثِ يَكُونُ مِنْ صِفَاتِ الفِعْلِ.[الأنترنت – موقع الألوكة - معنى اسم الجبار - الشيخ وحيد عبدالسلام بالي ]

*التخلق باسم الله الجبار

ومن التعلق باسم الله الجبار إلى التخلّق بمعانيه، وفي هذا الجزء يقربنا الشيخ

 ابراهيم أيوب من اسم الله الجبار أكثر فيقول أن الموازنة بين الرغبة والرهبة في هذا الاسم الرباني يمنح الانسان شيئا من التوازن الداخلي. فالله سبحانه وتعالى في لحظة واحدة يكون هو جبارا على الظالم جابرا للمظلوم. فقد يقول قائل : هل أُذن لنا أن نتخلق باسم الله الجبار سبحانه وتعالى؟ فنقول: نعم في جانب و بحسب قدراتنا البشرية المحدودة، وأما في جانب آخر فلا.

فمن خلال ما ذكرناه أن هناك جانب لا يمكن أن نتمثل به لاسم الله الجبار. فبالنسبة لله عز وجل صفة كمال أما بالنسبة للانسان فهي صفة نقص. الانسان إذا كان متجبرا فهذا نقص فيه. لكن الله سبحانه وتعالى من حقه أن يكون جبارا بمعنى أن مشيئته نافذة ويجبر المخلوقات عليها، وأنه عال لا يطال، وأنه على عرشه استوى وأن بيده مقاليد الأمور وبأنه يأخذ حق المظلوم من الظالم بقدرته وجبروته سبحانه وتعالى. هذا هو الجانب الذي لا نستطيع التخلق به. لكن هناك الجانب الآخر الذي تكلمنا عنه والذي يمكننا  التخلق به وهو جانب جبر الخواطر.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثامنة في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : جبر الخواطر عبادة

وجبر الخواطر عبادة كما يراها سلفنا الصالح فهذا سفيان الثوري رضي الله عنه يقول: "ما رأيت عبادة أجل وأعظم من جبر الخواطر" فإن أحببنا أن نتخلق بهذا الخلق الرباني فلنكن جابرين لخواطر العباد ابتداءً بالابتسامة في وجه أخيك، والأدب في التعامل مع الناس، أن تقرأ ما في داخل الناس وتتحسس من أتعبته الحياة وأثقلته الهموم وتعرض عليه المساعدة جبرا لخاطره.

 فكل الأخلاقيات والقيم البشرية تدخل ضمن إطار جبر خواطر الناس.

فلو تخلقنا بهذا الخلق في بيوتنا وعشنا جبر الخواطر فيما بيننا لذابت أمور كثيرة في حياتنا، أحيانا قد تكون بكلمة واحدة فقط. ولخرج أطفالنا للمجتمع بقيم ذهبية.

الرسول صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق العظيم في جبر الخواطر وإمام العباد في هذا الجانب. ففي قصة عكرمة رضي الله عنه الذي كان أبوه هو أبو جهل ، عندما جاء مسلما وجاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام نبه النبي عليه الصلاة

والسلام الصحابة ألا يتكلموا وأن لا يعيروه بأبي ، جبرا لخاطره.

وهكذا كان صلى الله عليه وسلم يجبر خاطر كل من تكلم معه. كان إذا تكلم معه إنسان نظر في عينيه، هذا من جبر الخواطر. كان إذا صافحه أحد لا يفلت يده حتى يفلت الطرف الآخر، وهذا جبر للخواطر. كان إذا ناداه أحد لا يلتفت إليه بجنبه بل يلتفت إليه بكله صلى الله عليه وسلم  جبرا لخاطره. لأنه كان عابدا وسيد العباد لله تعالى باسمه الجبار. ثم في نفس الوقت يأتي الليل ونبينا صلى الله عليه وسلم يدخل على سجادته ويبكي بكاء الطفل لأنه يعرف أن الله جبار. يعرف ويعلم أن الله جبار سبحانه وتعالى. فكان يجمع بين الرغبة والرهبة في جبر الخواطر أما في أخلاقياته الخاصة ففي داخله حب عظيم لله عز وجل وخوف عظيم من الله عز وجل وطمأنينة لمشيئة الله عز وجل. إذا جمع بين الداخل والخارج فعبد الله سبحانه وتعالى بهذا الخلق العظيم عبادة جبر الخواطر.

كذلك في قصة إسلام عدي بن حاتم كان ذلك بحدث. حيث جاء المدينة ليقيس الرسول صلى الله عليه وسلم إن كان ملكا أم نبيا فدخل على النبي عليه الصلاة والسلام واستقبله عليه الصلاة والسلام. وفي طريقهما من المسجد إلى حجرته جاءت جارية من جواري المدينة فترك النبي صلى الله عليه وسلم يد عدي وبدأ يتكلم مع هذه البنية الصغيرة، فوقف عدي قائلا: والله هذا ليس بفعل ملك والله هذا فعل نبي. ثم عندما دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم ووجد عنده فراشا واحدا وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه قال والله لا يفعل هذا إلا نبي فأسلم عدي رضي الله عنه وأرضاه وحسن إسلامه.

قال الله عز وجل في الحديث القدسي : "الكبرياء ردائي و العظمة إزاري، فمن نازعني فيهما قصمته" فلا نقترب من هذه المنطقة ولا نفتح على أنفسنا هذا الباب ولنحذر من الجبار أن نكون متجبرين ولنحذر من الجبار أن نكون متكبرين أو طاغين أو ضالين  لأن الله عز وجل إما أن يكون جبارا لنا أو جبارا علينا. فلنجعله جبارا لنا لا علينا.[ الأنترنت – موقع "الله في حياتي" الشيخ ابراهيم أيوب]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التاسعة في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

• ما الذي يؤثره هذا الاسم في قلب المؤمن ؟

- تعظيم الرب تعظيما يليق بجلاله وعظمته , وهذا بمقتضى أن يعلم العبد أن ما

شاء الله كان , وما لم يشأ لم يكن , لأننا قلنا أنه لا معقب لحكمه .. الخ.

- أن يعرف العبد قدره ومنزلته وأن لا يتعدى طوره وأن يتواضع لربه تبارك وتعالى ولا يخرج عن طاعته.

- أن يستسلم لقضاء الله عزوجل فلا يجزع ويتذمر ولا يشكو الخالق لدى المخلوق.

- أن يعلم ويستيقن أنه لا مشرع إلا الله عزوجل , فالجبار هو له الخلق والأمر فلا أحد يشرع في هذا الكون ويأمر وينهى على وجه التشريع إلا الله سبحانه , وهذا من معنى ربوبيته , فمن اجترأ على أن يشرع للناس ويضع لهم القوانين الوضعية بدلا من أحكام الله عزوجل فقد اجترأ على اسم الرب تعالى وعلى واجترأ أيضا على اسم الله الجبار.

- إذا علم أن الله هو الجبار بمعنى العظيم الأعظم فإنه يتواضع ويترك التكبر والتجبر.

- أن يثق العبد بربه الثقة الكاملة ويعلم أنه يركن إلى ركن شديد , وأنه يلجأ إلى رب تواصى الخلق بيده , وأنه لو اجتمعت عليه الأمة على أن ينفعوه بشيء لن ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له , ولو اجتمعوا على أن يضروه بشيء , لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه , فلا يخاف من المخلوقين مهما انتفشوا ومهما تعاظموا , فإن الذي عظمهم قي قلبه إنما هو الشيطان يقول تبارك وتعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ).

- أن يحب الله عزوجل فتكون محبته أكبر من كل محبة , لأن القلوب جبلت على من أحسن عليها , والله هو الذي يصلح له شانه كله دقه وجله.

- أن يرغب العبد لله في كل نقص وكل حاجة تعترضه , فلا يلجأ إلى المخلوقين , وإنما يلجأ إلى الله سبحانه فهو الذي يجبر الكسير ويغني الفقير وهو لا يسأم من سؤال العطايا.

• كلما كان العبد أكثر افتقارا إلى الله عزوجل كلما كان أكثر عبودية له.

• وكلما كان القلب ملتفتا إلى المخلوقين كلما نقصت العبودية.

• ولذلك فإن هذه العبودية في كمالها على مراتب فمنها مراتب مستحبة عليا فنحن نقول:- تحقيق العبودية بفعل ما أمر الله عزوجل به وجوبا وترك ما نهى عنه تحريما , فإن ارتفعت درجة , فعلت المستحبات وتركت المكروهات , وإن أردت أن ترتقي درجات وهذا باب واسع , فينبغي أن يتخلص القلب من كل افتقار للمخلوقين ولذلك بايع الرسول صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه ولم يبايع كل أصحابه أن لا يسألوا الناس شيئا , فكان السوط يسقط من أحدهم فلا يقول لصاحبه ناولني.[الأنترنت – موقع ملتقى أهل الحديث - من كلام الشيخ خالد السبت ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

العاشرة في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

اسم الله الجبار يدل على ذات الله وعلى صفة الجبروت بدلالة المطابقة،

وعلى ذات الله وحدها بالتضمن، وعلى صفة الجبروت بدلالة التضمن، فالجبار

 هو المتصف بالجبروت والعظمة كوصف ذات، والإجبار كوصف فعل بمعنى الإصلاح أو قهر الخلائق على مشيئته، فمن الأول ما رواه أبو داود وصححه الألباني من حديث عوف بن مالك  أن النبي  كان يقول في ركوعه: ( سُبْحَانَ ذي الجَبَرُوتِ وَالمَلَكُوتِ وَالكِبْرِيَاءِ وَالعَظَمَةِ ) ومن الثاني ما ورد عند الترمذي وصححه الألباني من حديث ابن عباس أن النبي  كان يقول بين السجدتين: ( اللهمَّ اغْفِرْ لي وَارْحَمْنِي وَاجْبُرْنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي ) واسم الله الجبار يدل باللزوم على الحياة والقيومية، والسمع والبصر والعزة، والغنى والقوة والعظمة، والملك والهيمنة والقدرة وعلو الشأن والقهر والفوقية، وغير ذلك من صفات الكمال، واسم الله الجبار دل على صفة من صفات الذات والأفعال . [الأنترنت - منتديات الفرقان الدعوية - كتاب أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة للشيخ الدكتور محمود عبد الرزاق الرضوانى ]

*ثمرات الإيمان باسم الله الجبار:

1- إذا آمن العبد بأن ربه هو الجبّار، ذا الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة فإنه يخضع لجلاله، ويُذعن لسلطانه، ويبتعد عن التجبر

والاستكبار والغلظة مع الخلق، كما أنه لا يستكبر عن الحق إذا ظهر له، طمعاً في رحمة الله وجنته، وخوفا من غضبه                                2_ إذا أيقن العبد أن الله تعالى جبّار للمظلومين، جبّار على الظالمين، فلن

يظلم أحداً من الخلق خوفا من الجبار ، وسيلجأ إلى الجبار _جابر المنكسرين_ إن ظلم. فتجده دائم الانكسار والافتقار والاستغفار، لله الواحد الجبار القهار، طمعاً في أن يجبر كسره، وأن يغفر ذنبه ويصلح شأنه كلّه.

3_ إذا عرف العبد ربه الجبَّار تكون استجابته لأوامر الله تعالى ونهيه استجابة فورية دون تلكؤ أو تعنت، ويجني ثمرة ذلك ثوابا عاجلاَ بأن يجبر المولى عز وجل قلبه بالسكينة والطمأنينة

4_ إذا علم العبد أن ربه هو الجبّار فإنه سيحرص على جبر خاطرالناس،

 فيجبر الفقراء بالصدقة عليهم، ويجبر المظلومين برفع الظلم عنهم، ويجبر خاطر المتخاصمين بإصلاح ذات بينهم…[ الأنترنت – موقع جبر القوة - اسم الله “الجبار” ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الحادية عشرة في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

 *ثمرات الإيمان باسم الله الجبار:

5- إِنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ الجَبَّارُ الذِي لَهُ العُلُوُّ عَلَى خَلْقِهِ، عُلُوُّ الذَّاتِ، وَعُلُو القَدْرِ

وَالصِّفَاتِ، وَعُلُو القَهْرِ وَالجَبْرِ، لاَ يدنُو مِنهُ الخَلْقُ إِلَّا بِأَمرِهِ، وَلَا يَشفَعُونَ أَوْ يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مِنْ بَعدِ إِذنِهِ، لَنْ يَبلُغُوا ضُرَّهُ فَيضُرُّوهُ، وَلَنْ يَبلغُوا نَفَعهُ فينفَعُوهُ.

6- جَبَرَ اللهُ تَعَالَى خَلْقَهُ عَلَى مَا أرادَ أنْ يكُونُوا عَلَيْهِ مِنْ خَلْقٍ، لَا يمتَنِعُ عَلَيهِ شيءٌ أَبَدًا ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82]. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾ [آل عمران: 83].

وَقَالَ: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى

عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54].

وَقَالَ: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾ [فصلت: 11، 12].أَيْ: استَجِيبَا لأَمِرِي، وانفَعِلَا لِفْعِلي طائعتينِ أَوْ مُكْرَهَتَينِ.

7- واللهُ سُبحَانَهُ جَبَرَ خَلقَهُ أَيضًا عَلَى مَا شَاءَ مِنْ أَمرٍ أَوْ نَهيٍ، بِمعنَى أَنَّهُ

شَرَعَ لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا ارتَضَاهُ هُوَ، كَمَا قَالَ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ﴾ [المائدة: 1].

فَشَرعَ لَهُم مِنَ الشَّرَائِعِ مَا شَاءَ، وَأَمَرَهُم باتِّبَاعِهَا وَنَهَاهُم عَنِ العُدُول عَنهَا، فَمَنْ أَطَاعَ فَلَهُ الجَنَّةُ وَمَنْ عَصَى فَلَهُ النَّارُ، وَلَمْ يَجْبُرْ أَحَدًا مِنْ خَلقِهِ عَلَى إِيمَانٍ أَوْ كُفرٍ، بَل لَهُم المَشِيئَةُ فِي ذَلِكَ كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾ [الكهف: 29].

وَقَالَ: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 7 - 10]، وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ لَا يَخرُجُونَ عَنْ مَشِيئَتِهِ.

وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا، وَلَم يَجعلْ لهم اختِيَارًا كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ [الرعد: 31]، وَقَالَ: ﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا ﴾ [السجدة: 13].

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية عشرة في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

 *ثمرات الإيمان باسم الله الجبار:

8- الجَبَرُوتُ للهِ وَحدَهُ، وَقَدْ مَدَحَ اللهُ بِهَذَا الاسمِ نَفْسَهُ وَأَمَّا فِي حَقِّ الخَلْقِ فَهُوَ مَذمُومٌ فَمَا الفَرْقُ؟

الفَرْقُ أَنَّهُ سُبحَانَهُ قَهَرَ الجَبَابِرَةَ بجبَرُوتِهِ وَعَلَاهُم بِعَظَمَتِهِ لَا يَجرِي عَلَيهِ حُكمُ حَاكِمٍ

فَيَجِبُ عَلَيْهِ انقِيَادُهُ، وَلَا يتوجَّهُ عَلَيهِ أَمرُ آمِرٍ فَيلزَمُهُ امتِثَالُهُ، آمِرٌ غَيرُ مَأْمُورٍ،

 قَاهِرٌ غَيرُ مَقُهورٍ: ﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 23].

وَأَمَّا الخَلقُ فَهُم مَوصُفُونَ بِصِفَاتِ النَّقصِ مَقهُورُونَ مَجبُورُونَ تُؤذِيهِم البَقَّةُ وَتَأْكُلُهُم الدُّودَةُ، وَتشوشُهُم الذُّبَّابَةُ، أَسِيرُ جُوعِهِ، وَصَرِيعُ شِبَعِهِ، وَمَنْ تَكُونُ هَذِهِ صِفَتُهُ كَيفَ يَلِيقُ بِهِ التَّكَبُّرُ والتَّجَبُّرُ؟!.

وَقَدْ أَنكَرَت الرُّسُلُ عَلَى أَقوَامِهَا صِفَةَ التَّجَبُّرِ والتكَبُّرِ فِي الأرضِ بغَيرِ الحَقِّ، كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنْ هُودٍ؛ أَنَّهُ قَالَ لِقَومِهِ: ﴿ وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ [الشعراء: 130، 131]، إِلَى أَنْ قَالَ: ﴿ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ [الشعراء: 135]، وَلَكِنَّهُم عَانَدُوا واتَّبَعُوا أَمرَ جَبَابِرَتِهم فَهَلَكُوا أَجمَعِينَ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴾ [هود: 59].

وَقَدْ كَانَ التَّجَبُّرُ سَبَبًا لِلطَّبعِ عَلَى قُلُوبِهِم فَلَمْ تَعرِفْ مَعرُوفًا وَلَمْ تُنكِرْ مُنْكَرًا ﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾ [غافر: 35].

وَقَدْ تَوَعَّدَ اللهُ سُبْحَانَهُ الجَبَابِرةَ بالعَذَابِ والنَّكَالِ، تَوَعَّدَهُم بِجَهَنَّمَ وَبِئسَ المِهَادُ، قَالَ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى: ﴿ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ﴾ [إبراهيم: 15 - 17].

وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «يَخرُجُ عُنقٌ مِنَ النَّار يَومَ القِيَامَةِ لَهُ عَينَانِ تُبصِرَانِ، وَأُذُنَانِ تَسمَعَانِ، وَلِسَانٌ يَنطِقُ يَقُولُ: إِنَّي وُكِّلتُ بِثَلَاثةٍ: بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنيدٍ، وَبِكُلِّ مَنْ دَعَا مَعَ اللهِ إِلَهاً آخَرَ، وَبِالمُصَوِّريِنَ».وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «تَحَاجَّت الجَنَّةُ وَالنَّارُ؛ فَقَالَت النَّارُ: أُوثِرتُ بِالمُتَكَبِّرِينَ وَالمُتَجَبِّرِينَ...».

9- الأَرضُ كُلُّهَا خُبزَةٌ بِيَدِ الجَبَّارِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَومَ القِيَامَةِ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدريِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «تَكُونُ الأَرضُ يومَ القِيامَةِ خُبزَةً وَاحِدَةً يَتَكَفَّؤهَا الجَبَّارُ بِيَدِهِ كَمَا يَكفَأُ أَحَدُكُم خُبزَتَهُ فِي السَّفَرِ نُزُلاً لأِهلِ الجَنَّةِ...».

10- وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدعُو بَينَ السَّجدَتَينِ فَيقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِر لِي وارْحَمنِي واجْبُرْنِي وارْفَعنِي وَاهْدنِي وَعَافِني وَارزُقْنِي».

فكَانَ يَدعُو بِمَا دَلَّ عَلَيهِ اسمُ (الجَبَّارِ) جَلَّ وَعَلَا.

قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وَاجبُرنِي أَيْ: أغْنِني، مَنْ جَبَر اللهُ مُصِيبَتَهُ: أَيْ: رَدَّ عَلَيهِ مَا ذَهَبَ مِنهُ وَعَوَّضَهُ، وَأَصْلُهُ مِنْ جَبْر الكَسرِ.

وَكَانَ يُعَظِّمُ رَبَّهُ أَيَضًا بِهَذَا الاسمِ فِي الصَّلاةِ فِي الرُّكُوعِ والسُّجُودِ كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ عَوْفِ بنِ مَالِكٍ الأشجَعِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: «سُبْحَانَ ذِي الجَبروتِ والمَلكوتِ والكِبْرياءِ والعَظَمَةِ». وَفِي سُجُودِهِ مثلُ ذَلِكَ.

[الأنترنت – موقع الألوكة - معنى اسم الجبار - الشيخ وحيد عبدالسلام بالي ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثالثة عشرة في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :*واسم "الجبار" له أربعة معان:

المعنى الأول :فهو الله الذي يَجبُرُ الضعيف وكل قلب منكسر لأجله، فيَجبُر الكسير، ويُغني الفقير، ويُيسر على المعسر كل عسير، ويجبر المصاب بتوفيقه للثبات والصبر ويعوضه على مصابه أعظم الأجر إذا قام بواجبها، ويجبر جبراً خاصاً قلوب الخاضعين لعظمته وجلاله، وقلوب المحبين بما يفيض عليها من أنواع كراماته وأصناف المعارف والأحوال الإيمانية، فقلوب المنكسرين لأجله جبرها دان قريب وإذا دعا الداعي، فقال : (اللهم اجبرني) فإنه يريد هذا الجبر الذي حقيقته إصلاح العبد ودفع المكاره عنه.

المعنى الثاني :أنه القهار لكل شيء، الذي دان له كل شيء، وخضع له كل شيء.

المعنى الثالث :أنه العلي على كل شيء. فصار الجبار متضمناً لمعنى الرؤوف، القهار، العلي.

المعنى الرابع : وقد يُراد به معنى رابع وهو المتكبر عن كل سوء ونقص، وعن مُمَاثَلَةِ أحد، وعن أن يكون له كفؤ أو ضد أو سَمِيّ أو شريك في خصائصه وحقوقه. [الأنترنت – موقع الموسوعة الحرة - معاني اسم الجبار]

والجبار سبحانه هو الذي يجبر الفقر بالغنى والمرض بالصحة، والخيبة والفشل

بالتوفيق والأمل، والخوف والحزن بالأمن والاطمئنان، فهو جبار متصف

بكثرة جبره حوائج الخلائق وهو الجبار أيضا لعلوه على خلقه، ونفاذ مشيئته في ملكه فلا غالب لأمره ولا معقب لحكمه، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، قال أبو حامد الغزالي: ( الجبار هو الذي ينفذ مشيئته على سبيل الإجبار في كل واحد، ولا تنفذ فيه مشيئة أحد، الذي لا يخرج أحد من قبضته، وتقصر الأيدي دون حمى حضرته فالجبار المطلق هو الله سبحانه وتعالى فإنه يجبر كل أحد ولا يجبره أحد، ولا مثنوية في حقه في الطرفين )

وقال ابن القيم: ( وأما الجبار من أسماء الرب تعالى، هو الجبروت وكان النبي

 يقول: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة فالجبار اسم من أسماء التعظيم كالمتكبر والملك والعظيم والقهار ).

والجبار عند الجبرية(فرقة ضالة واعتقادهم فاسد) هو الذي يكره العباد على الفعل فلا اختيار لهم ولا حرية(تعالى الله عن ذلك ) وهو

مردود : لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ  [البقرة:256](تفسيرهم خاطئ للآية الكريمة)

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الرابعة عشرة في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :*واسم "الجبار" له أربعة معان:

وإنما يتحقق معنى الجبار في الإجبار عن إسقاط الاختيار ورفع التكليف والمسؤولية كالسنن الكونية التي لا تحويل فيها ولا تبديل،

وكالحركات اللاإرادية في الإنسان كحركة القلب وسريان الروح في الأبدان.(يعنى أنت لاتتحكمى فى حركة قلبك متى يقف ومتى يعمل وفى كليتك وكبدك كل هذا ربنا أسقط عنا الاختيار فيه وهذا رحمة بنا تخيلوا لو أنا نتحكم فى حركة قلوبنا وكليتنا وكبدنا لتوقفت حياتنا وأصبح شغلنا الشاغل يا قلبى دق دلوقتى وكليتى اشتغلى ياروحى اطلعى لالا ادخلى يا كبد يلا طلع انزيمات أمر مضحك لكنها نعمة تستحق الشكر لمن يتدبرذلك لكن الله سبحانه وتعالى فرض الصلاة ولم يجبرك على تأديتها لك أن تؤديها أو لا بإيدك ترتدى الحجاب الشرعى وبإيدك تتبرجى أنت مخيرة فى هذا الأمر وهذا معنى لا إكراه فى الدين)

والجبار اسم دل على معنى من معاني العظمة والكبرياء،وهو في حق الله

وصف محمود من معان الكمال والجمال وفي حق العباد وصف مذموم من معاني النقص لقوله تعالى: كَذَلِكَ يَطْبَعُ الله عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّار ٍ [غافر:35] (فليتنبه كل متجبر متكبر) .[الأنترنت - منتديات الفرقان الدعوية - كتاب أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة للشيخ الدكتور محمود عبد الرزاق الرضوانى ]

*أسرار إسم اللة " الجبار" جابر الخواطــر

الجبار هو أرق اسم في أسماء الله الحسنى، وأحن اسم، فالجبار هو الذي يجبر عباده المنكسرين والمحرومين.. المرأة التي ظلمها زوجها وطلقها وأخذ منها أطفالها، من لها إلاالجبار.

الجبار الذي لا يترك أحداً موجوعاً، إذا ذهبت إلى الجبار تطلب عدلهوحمايته فلابد أن يجبرك.

إذن فهذا الاسم من أسمائه الحسنى هو للمنكسرين الذين أتعبتهم الدنيا، من النساء الضعيفات، والشباب الذي لا يجد ظهراً يحميه.. وهذاالاسم أيضاً للأمة المكسورة أمة محمد.

*جــابرالمظلـــومين : وإذا كان انكسار الأذرع أو الأرجل سهل مداواته عند الطبيب، فإن انكسار القلوب لا يداويه إلا الجبار.

اليتيم الذي أكلوا ماله من يجبره إلا الجبار...؟؟؟

البنت التي افتروا على شرفها وهي عفيفة شريفة من يجبرها إلا الجبار ... ؟؟؟

الشريك الذي سرقه شريكه، وضاع ماله وأصبح لاحول له ولا قوة، والمحروم والطريد الخائف من لهم إلا الجبار....؟؟؟

ولذلك من دعاء النبي "صلى الله عليه وسلم": "يا جابر كل كسير أجبرنا يا رب".ومن حديث النبي "صلى الله عليه وسلم": "الضعفاء والخائفون في كنف الله عز وجل".. من يلم شملك إلا الجبار.. من يمسح دمعك إلا الجبار، من يربت على قلبك إلا الجبار..

 ومن يخفف مواجعك إلاالجبار،هل عرفت الله بهذا الاسم؟

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخامسة عشرة في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :*جبـر الخواطــر على الله

كيف يجبر الجبار كسراً ولا يوجد منكسرون؟

من حكمته سبحانه وتعالى أن جعل في كل أمه منكسريها ومظلوميها ليتجلى اسم الجبار.

هناك مثل عامي مصري يقول "جبر الخواطر على الله".

إذا داهمتك مصيبة ونمت ودموعك تسيل على خدك ودعوت الله أن يجبر خاطرك،فإنه تعالى لن يتخلى عنك.

لماذا لم يطلق على نفسه اسم الجابر بدلا من الجبار؟

   لأن الجابر يجبرك مرة، لكن الجباركثير الجبر، ولذلك لا نستطيع أن نطلق اسم الجبار على أحد منا، إنها صفة من صفاتالله، لكننا

نسمى: جابر فهل يتعلق الغريق بالغريق؟ أو هل يتسول الفقير من الفقير؟ كان من حكمته سبحانه وتعالى لكي يظل اسم "الجبار"

يعمل في حياتنا، أن يخلق المنكسرين والضعفاء والأذلاء لكي يلجأوا إليه فيجبر بخاطرهم، فيعرفوه فيحبوه،فيتحقق مرام الله من الكون.

لذلك فإن الكارثة الحقيقية هي أن تنكسر ولاتتوجه إليه.. والأسوأ من ذلك أن تنكسر وتتوجه إليه وأنت غير مصدق أنه سيجبرك.

فالأب الذي انتحر لأنه لا يستطيع توفير مصروفات أبنائه المدرسية، لواتجه إلى الجبار، لما تخلى عنه.

أسماء الله الحسنى معناها صفاته، وصفاته لابد أن تشتغل في الكون، فلأنه

 أطلق على نفسه اسم التواب كان لابد أن يقع الناس فيالخطيئة لكي يتوب عليهم إذا تابوا.فإذا تابوا وهم غير مصدقين أن الله سيقبلتوبتهم فكأنما يعطلون اسماً من أسماء الله وصفة من صفات الله، ولذلك فإن الحديث يقول:

"لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولأتى بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم". ذلك لأن اسمه الغفوروالتواب. ولذلك لكي تعمل صفة الجبار، لابد أن يكون هناك ظالم ومظلوم، فيهرول المظلوم ليشكو الظالم، فيجبره الجبار.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السادسة عشرة في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :*ادعوني أستجب لكم

أمثلة عن جبر الجبار للخواطر:

لي صديق مر بظروف قاسية فكان يهيم على وجهه دون أن يرى ضوءاً في نهاية النفق المظلم،لا يدري أين ذهب ولمن يذهب، وكان

يطوف بالكعبة أثناء تلك الأزمة وهو يردد عبارة واحدة "يا رب أجبر بخاطري" كانت دموعه تسيل ساخنة بينما الألم في صدره موجع، فجأة وجد شخصاً يوقفه وكان يرتدي ملابس الإحرام، تأمل وجهه فعرف أنه صديق قديم فرّقت بينهما الأيام والسنين، قال له: أنا لا أصدق أنني أراك الآن، عندي لك رسالة منذ يومين ولم أكن أعرف وسيلة للاتصال بك. لم يخطر ببالي أن ألتقي بك وسط هذا الزحام بالكعبة الساعة 3 صباحاً. قال له: ما هذه الرسالة؟

قال: لقد رأيت رسول الله "صلى الله عليه وسلم" في رؤيا منذ يومين، قال لي: قل لفلان أنت على حق ستتعب سنة ثم يبارك الله لك بعد ذلك.

معرضون للرحمة، والله يحب كل قلب حزين ).

ويقول صاحبي: أدركت أن الله سيجبر بخاطري كما جبر بخاطر أم موسى عليه السلام حين ألقت به في اليم كان قلبها موجوعاً على ابنها. و" أوحينا إلى أُمّ موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليهفألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين".ثم يقول تعالى: "فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق".انظر كيف جبر خاطر أم موسى ثم بعد ذلك جبر خاطر موسى أيضاً بعد أن خرج من مصر خائفاً ووصل إلى مدين بلا مأوى ولا طعام ولا شراب، لايدري أين ذهب، ثم يسعى للفتاتين ويقف إلى جوار شجرة غريب فقير وحيد. يقول: "رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير". "فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت : إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا".ثم تتفتح أبواب الدنيا من جديد في لحظة انكسارللجبار.

"ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة" لهذا فإن أمة محمد "صلى الله عليهوسلم" تحتاج إلى التوجه إلى الجبار لجبر انكسارها وضعفها.

حديث آخر للنبي "صلى الله عليه وسلم": "الحزانى في كنف الله"... لأن الحزين منكسر،

 ولابد أن يجبر بخاطره، ليس حتماً أن يحقق لك ما تريده دفعة واحدة، ربما يمر

 وقت، لكنه سيبعث إليك برسائل تطمئنك وتربت على قلبك.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السابعة عشرة في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :*دعاء الرسول للجبار!

حتى الأنبياء لم يسلموا من الظلم.. لماذا؟

النبي "صلى الله عليه وسلم" الذي ظل 40 عاما يصفونه بالصادق الأمين، قالوا عنه بعد ذلك الكذّاب الساحر المجنون، وألقوا عليه القاذورات وأهالوا عليه التراب،فكان "صلى الله عليه وسلم" يقول: داعيا الجبار: "اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس.. أنت ربالعالمين.. أنت رب المستضعفين.. أنت ربي .. إلي من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك على غضب فلا أبالي".

كانت ساقاه تنزفان دماً وهو عائد من الطائف، فيأتي الطفل الصغير عدّاس ليقبل قدمي النبي،وهذه أشهر حالة من الحالات النادرة التي تم فيها تقبيل قدمي النبي، تلك الأقدام التي ضُربت بالحجارة، أرسل الله له من يقبلها، وكافأه على إيذاء أهل الأرض له برحلة الإسراء والمعراج كان يجبر بخاطره مرة بعد أخرى.

"والضحى والليل إذا سجى ما ودّعك ربك وما قلى وللآخرة خير لك من الأولى، ولسوف يعطيك ربك فترضى، ألم يجدك يتيماً فآوى ووجدك ضالاً فهدى ووجدك عائلاً فأغنى".. ويقول له "صلى الله عليه وسلم": "ورفعنا لك ذكرك"..أقول هذا للشباب المنكسر، الذي يبكي ليل نهار على حال أمة محمد "صلى الله عليه وسلم" أقول هذا لكبار السن الذين يؤلمهم ما صار عليه حال الأمة.

أقول لليتامى والحزانى الذين يجب أن يتعلقوا باسم الجبار.

مع المظلوم.. وعلى الظالم هل جبر الخاطر مسألة ذات مسارواحد، تخص

 الضحية والمظلوم.. أم أن هناك شأنا آخر مع الظالم والجاني؟ الجبار جبار للمظلومين وجبار على الظالمين فلكي يعود الحق إليك، لابد أن ينتزع هذا الحق من المغتصب، والظالم لابد أنيقصم.

والمثل يقول: يا بخت من بات مظلوم ولا بات ظالم.

*فأنت حين تبيت ظالماً فقد استعديت عليك الجبار.

وهناك فرق بين اسم المنتقم واسم الجبار، فالمنتقم ينتقم من الظالمين، العلاقة هنا بين الله والظالمين، لكن الجبار علاقته مع المظلومين وهو جبار على الظالمين، فحذار أن تبيت ظالماً لعامل يعمل لديك أو شغالة تعمل في بيتك حذار أن تهين ساعياً يعمل في عملك لأن الجبار سينصره ويجبر خاطرهوسيأخذ حقه منك.وحذار أن تهين فقيراً لأن الجبار سيأخذ منك ويعطيه ويرد اعتباره ولهذا فإن اسم الجبار يتعلق به كل مظلوم ويخاف منه كل ظالم.

ويقول أحد العلماء:"يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يخاف من عبادك وأنت الجبار، يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يخيف عبادك وأنت الجبار".ويوم القيامة سينادي علينا فرداً فرداً: "هلم للعرض على الجبار"[ الأنترنت – موقع  مصـــر اليـــوم] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثامنة عشرة في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

 ما معنى اسماء الله الجبار والمتكبر، والفرق بينهما ؟

( الجبَّار ):قد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في موضع واحد، وهو قوله تعالى:﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ ﴾( سورة الحشر الآية: 23 )

وقد ورد في السنة، ففي صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ

رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: ( يَأْخُذُ الْجَبَّارُ سَمَاوَاتِهِ وَأَرْضَهُ بِيَدِهِ، وَقَبَضَ بِيَدِهِ، فَجَعَلَ يَقْبِضُهَا وَيَبْسُطُهَا، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْجَبَّارُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ ؟...  معنى اسم ( الجبَّار ).

( الجبار ) هو صيغة مبالغة مِن جابر، جابر جبّار، كغافر غفّار، رازق رزّاق، صيغة مبالغة من جابر، وجابر الموصوف بالجبر، والجبر من جبر، يجبر، والجبر إصلاح الشيء بالقهر.

الله عز وجل جبَر الفقير أي أغناه، وجبر الخاسر أي عوّضه، وجبر المريض أي شفاه.

المعنى الثاني: والجبار العالي على خلقه، والجبار الذي تنفذ مشيئته في خلقه، الله عز وجل لا غالب لأمره.

المعنى الثالث: و( الجبار ) هو الجبروت، كمالك الملك والملكوت، يقول عليه الصلاة والسلام:( سبحان ذي الجبروت والملكوت، والكبرياء، والعظمة )[أخرجه أبو داود والنسائي عن وف بن مالك ]

3 – اسم ( الجبَّار ) من أسماء التعظيم والتنزيه: هناك اسم ذات، وهناك اسم صفة، وهناك اسم فعل، وهناك اسم تنزيه، وهناك اسم تعظيم، ( الجبار ) من أسماء التعظيم.

( الكبْرِياءُ ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما قذَفْتُهُ في النار )[ أخرجه مسلم وأبو داود

" المتكبر من الكبرياء والكبرياء هو الملك " قال تعالى: ﴿قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78)﴾(سورة يونس) فالمتكبر هو الملك الذي لا يزول سلطانه والعظيم الذي لا يجري في ملكه إلا ما يريد وهو الله الواحد القهار هذا معنى من معاني المتكبر.

 معنى آخر : المتكبر من الكبير والعظيم لقوله تعالى: ﴿فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ

 أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ

سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)﴾(سورة يوسف) ومعنى أكبرنه أي عظمنه ومعنى قطعن أيديهن كما قال العلماء : جرحن أصابعهن.

 الله متكبر أي كبير ليس لكبريائه نهاية وهو عظيم ليس لعظمته غاية، هذا المعنى الثاني من معاني المتكبر، والمعنى الثالث المتكبر هو الذي تكبر عن ظلم العباد والمتكبر هو الذي انفرد بالكبرياء والملكوت وتوحد بالعظمة والجبروت والمتكبر هو الذي بيده الإحسان ومنه الغفران والمتكبر الذي ليس لملكه زوال ولا لعظمته انتقال.[  الأنترنت – موقع بيت  - ما معنى اسماء الله الجبار والمتكبروالفرق بينهما ؟]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التاسعة عشرة في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*المعايشة الإيمانية لاسم الله الجبار وعبادة جبر الخواطر

إن العلمَ بالله أحَدُ أركانِ الإيمان، بل هو أصلُها وما بعدَها تبَعٌ لها، ومعرِفَةُ

أسماء الله وصفاتِه أفضلُ وأوجَب ما اكتسبَته القلوب وحصَّلته النفوسُ وأدركته العقول.

قال ابن القيّم رحمه الله:أطيَبُ ما في الدنيا معرفتُه سبحانه ومحبَّته.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي (ﷺ) قال: « إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ » رواه البخاري ومسلم

قال أهل العلم: أحصاها يعني: علمها وآمن بها وعمل بمدلولها.

وأسماء الله سبحانَه أحسَنُ الأسماء، وصفاته أكمَلُ الصفاتِ، قال تعالي{لَيْسَ

 كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ(11)}[الشورى].

وحقيقٌ بكلِّ مسلمٍ معرفتُها وفهم معانيها، والعمل وفقها، والدعاء بها

فمن أسماء الله تعالي الجبار، فهو أرق إسم في أسماء الله الحسنى، وأحن إسم، فالجبار هو الذي يجبر عباده المنكسرين والمحرومين..

لذلك كان من الواجب أن نقف مع اسم الله الجبار ، ونتعايش معه إيمانيا، وكيف تعبدنا سبحانه وتعالي بجبر خواطر المنكسرين ، ومن هذا المنطلق كان موضوعنا [المعايشة الإيمانية لاسم الله الجبار وعبادة جبر الخواطر] وذلك من

 خلال هذه العناصر الرئيسية التالية ...العنصر الأول : حقيقة اسم الله الجبار

ورد اسم الله "الجبار" في القرآن مرة واحدة فقط في {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ(23)}[الحشر].وقد ورد في السنة ، ففي صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ : " يَأْخُذُ الْجَبَّارُ سَمَاوَاتِهِ وَأَرْضَهُ بِيَدِهِ ، وَقَبَضَ بِيَدِهِ ، فَجَعَلَ يَقْبِضُهَا وَيَبْسُطُهَا ، ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا الْجَبَّارُ ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ ؟... ))

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

العشرون في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

واسم الله الجبار له ثلاثة معان:

  جبر القوة:  و( الجبار ) هو الجبروت ، كمالك الملك والملكوت ، يقول عليه الصلاة والسلام : " سبحان ذي الجبروت والملكوت ، والكبرياء ، والعظمة " [أخرجه أبو داود والنسائي] .

فهو سبحانه وتعالى الجبار الذي يقهر الجبابرة ويغلبهم بجبروته وعظمته، فكل

 جبار وإن عظم فهو تحت قهر الله عز وجل وجبروته وفي يده وقبضته.

2ـ جبر العلو :ـ  الجبار الذي تنفذ مشيئته في خلقه ، الله عز وجل لا غالب لأمره .قال تعالي {لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ (41)} [الرعد] .

فإنه سبحانه فوق خلقه عال عليهم، وهو مع علوه عليهم قريب منهم يسمع أقوالهم، ويرى أفعالهم، ويعلم ما توسوس به نفوسهم، حيث قال النبي (ﷺ) {ما شاءَ اللهُ كانَ ،وما لم يشأْ لم يكن} [أخرجه أبو داود] .

إذا كنت مع الجبار فأنت مع الذي إرادته نافذة ، أنت مع الغالب على أمره .

قال تعالي{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ (21)} [يوسف] .

وقال تعالي  {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107)}[هود] .

3 ـ جبر الرحمة:ـ   الجبار: صيغة مبالغة مِن جابر ، جابر جبّار، والجبر من جبر يجبر ، والجبر إصلاح الشيء بالقهر .

فإنه سبحانه وتعالي يجبر الضعيف بالغنى والقوة، ويجبر الكسير بالسلامة، ويجبر المنكسرة قلوبهم بإزالة كسرها، وإحلال الفرج والطمأنينة فيها، وما يحصل لهم من الثواب والعاقبة الحميدة إذا صبروا على ذلك من أجله.

الجبار: هو الذي يجبرك عندما تلجأ إليه بكسرِك فهو الذي يُجبِر المنكسرين.

وهذا الاسم بمعناه الرائع يُطمئنُ القلبَ ويريحُ النفس فهو سُبْحَانَهُ "الذِي يَجْبُرُ الفَقرَ بِالغِنَى، والمَرَضَ بِالصِحَّةِ، والخَيبَةَ والفَشَلَ بالتَّوْفِيقِ والأَمَلِ، والخَوفَ والحزنَ بالأَمنِ والاطمِئنَانِ، فَهُوَ جَبَّارٌ مُتصِفٌ بِكَثْرَةِ جَبْرِهِ حَوَائِجَ الخَلَائِقِ". (تفسير أسماء الله للزجاج) وأصل كلمة "الجبار" هو كلمة "جبيرة" وهي التي يستخدمها من كُسِرَت يداه لتصليح الكسر.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الواحدة والعشرون في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

الكسر نوعان : كسر للأبدان وكسر للقلوب.

وإذا كان الأطباء يُجبرون كسر الأبدان فإن الله سبحانه وتعالى يُجبر كسر القلوب.

بل حتى إن كسر الأبدان يُجبره "الجبار"! إذا كسِرت يداك، فما على الطبيب إلا إنه يعيد العظم المكسور إلى مكانه ثم يضع الجبيرة ولكن يلتئم العظم "بالجبار" حيث يأمر الخلايا العظمية بالنشاط بعد أن كانت قد سكنت حتى

 يلتئم الكسر ثم يأمرها الله بالسكون مجدداً.

هذا مثل "الجبار" في الأبدان، فما بالك "بالجبار" في القلوب؟

الفرق بين "الجبار" و"المنتقم":

"المنتقم" علاقة بالظالمين فقط ولكن "الجبار" الأصل فيها للمظلومين. لكي يجبرك، يأخذ الحق ممن ظلمك:

يقصم الله من ظلمك، ليُجبرك ، فهو جبار للمظلومين، جبار على الظالمين.

 إذا كنت منكسراً، ومن كسرك لم يتب ومُصِراً على ما فعله بك، فسيجبرك

 الله ويأخذ لك الحق ممن كسرك.

نلاحظ أن كلمة "جبار" في حياة الناس هي كلمة مذمومة، ويتجلى ذلك في العديد من الآيات القرآنية ، ومنها قوله تعالى: {وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ(59)}[هود]. وقوله تعالى: {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ(15)}[ابراهيم].

فنفى الجبر هنا هو نفي للطغيان وللقهر والتحكم في مخلوقات الله عز وجل لمنافع وأهواء شخصية.

لكن "الجبار" سبحانه وتعالى هي كلمة كلها خير ومصلحة لأنه يرد للظالمين حقوقهم، فهو جبار للمنكسرين، جبار على الكاسرين.

لابد أن يقصم الله من ظلمك، وكأن اسم الله "الجبار" له شقان: شق إذا كان ظالم وشق إذا كان مظلوم.

العنصر الثاني : منزلة جبر الخواطر في الإسلام من أعظم العبادات :

عندما يطرق آذننا مصطلح "عبادة" فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا الصلاة والصيام وبر الوالدين وصلة الأرحام وغيرها من العبادات التي تتبادر إلى الذهن عادة، ورغم عظم شأن هذه العبادات وكبير فضلها إلى أن هناك عبادات أصبحت خفية ربما لزهد الناس بها وغفلتهم عنها وأجر هذه العبادات في وقتها المناسب يفوق كثيراً من أجور العبادات والطاعات، ومن هذه العبادات عبادة "جبر الخواطر".

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية والعشرون في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

تطييب النفوس وجبر الخواطر من أعظم أسباب الألفة والمحبة

تطييب النفوس المنكسرة وجبر الخواطر من أعظم أسباب الألفة والمحبة بين المؤمنين، وهو أدب إسلامي رفيع، وخلق عظيم لا يتخلق به إلا أصحاب النفوس النبيلة، فما أجمل هذه العبادة وما أعظم أثرها، يقول الإمام سفيان الثوري :"ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلي ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم".

ومما يعطي هذا المصطلح جمالاً أن الجبر كلمة مأخوذة من أسماء الله الحسني وهو "الجبار".

لذا أوصى الله تعالى رسوله (ﷺ) بعدمِ كسرِ الخواطرِ، فقالَ تعالي :{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ(9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ(10)}[الضحى].

من أجمل صور تطييب الخاطر وأرقى صور التعامل ما قاله ابن قدامه رحمه الله: "وكان من توجيهات ربنا سبحانه وتعالى لنبيه (ﷺ)، فكما كنت يتيماً يا محمد (ﷺ) ،فآواك الله، فلا تقهر اليتيم، ولا تذله، بل: طيب خاطره، وأحسن إليه، وتلطف به، واصنع به كما تحب أن يصنع بولدك من بعدك، فنهى الله عن نهر السائل وتقريعه، بل: أمر بالتلطف معه، وتطييب خاطره، حتى لا يذوق ذل النهر مع ذل السؤال". (تفسير ابن كثير).

وها هو عزَّ وجلَّ يجبرُ خاطرَ الرَّحمِ لمَّا عاذتْ به من القَطيعةِ، قَالَ (ﷺ) "إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْقَ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ، قَالَتِ الرَّحِمُ: هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَهُوَ لَكِ".

وقد وضع الله تعالي عقاب من يهملها بعد التكذيب بيوم الدين  فقال تعالي {رَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ(5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)}[الماعون].

العنصر الثالث : جبر الخواطر في القرآن الكريم :ـ

لو تأملنا القرآن الكريم لوجدنا أن الله تعالي يؤسس لجبر الخواطر ، ففي قصة سيدنا يوسف عليه السلام قال تعالي :{فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ(15)}[يوسف].

فكان هذا الوحي من الله سبحانه وتعالى لتثبيت قلب يوسف عليه السلام-

ولجبر خاطره؛ لأنه ظلم وأوذي من أخوته والمظلوم يحتاج إلى جبر خاطر،

لذلك شرع لنا جبر الخواطر المنكسرة.

ومثله قوله تعالى : {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ(85)} [القصص].

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثالثة والعشرون في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

تطييب النفوس وجبر الخواطر من أعظم أسباب الألفة والمحبة

فرسول الله (ﷺ) الذي أحب مكة التي ولد فيها ونشأ أُخرج منها ظلما، فاحتاج في هذا الموقف الصعب وهذا الفراق الأليم إلى شيء من المواساة والصبر، فأنزل الله تعالى له قرآن مؤكد بقسم؛ إن الذي فرض عليك القرآن وأرسل لك رسولا وأمرك بتبليغ شرعه سيردك إلى موطنك مكة عزيزا منتصرا وهذا ما حصل.

ومثله قوله تعالى :{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ (5)}[الضحى]. وانظر

لروعة العطاء المستمر في هذه الآية حتى يصل بالمسلم لحالة الرضا، فهذه الآية رسالة إلى كل مهموم ومغموم، وتسلية لصاحب الحاجة، وفرج لكل من وقع ببلاء وفتنة؛ أن الله يجبر كل قلب  لجأ إليه بصدق.

وقد ورد في صحيح مسلم أنَّ النبيَّ (ﷺ) تلا قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ في إبراهيمَ : {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(36)}[إبراهيم].

وقال عيسى عليه السلام : {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ

 الْعَزِيزُ الْحَكِيم (118)}[المائدة].(فرفعَ يديهِ وقال اللهمَّ ! أُمَّتي أُمَّتي وبكى . فقال اللهُ عزَّ وجلَّ : يا جبريلُ ! اذهب إلى محمدٍ، وربُّكَ أعلمُ ، فسَلهُ ما يُبكيكَ ؟ فأتاهُ جبريلُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ فسَألهُ. فأخبرهُ رسولُ اللهِ (ﷺ) بما قالَ . وهو أعلمُ . فقال اللهُ : يا جبريلُ ! اذهبْ إلى محمدٍ فقلْ : إنَّا سنُرضيكَ في أُمَّتكَ ولا نَسُوءُكَ .

وقد شرع الله عز وجل نصيبا في التركة لليتامي والمساكين وذوي القربي جبرا

لخاطرهم ، وتطيبا لنفوسهم ، حتى لا يبقى في نفوسهم شيء، قال تعالى: { وَإِذَا

حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا(8)}[النساء].

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الرابعة والعشرون في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :                     وكذلك يطيب خاطر المطلقة بالتمتيع 

، وهو حق على المحسنين، متاعاً بالمعروف، فإذا لم يفرض لها مهر كان المتاع

والتمتيع واجباً على المطلق، وإذا كان لها مهر أخذته، فإن تمتيعها بشيء تأخذه معها وهي ترتحل من مال غير المهر، أو ثياب، أو حلي، ونحو ذلك؛ جبراً لخاطرها، وتطييباً للقلب المنكسر بالطلاق، قال تعالي {مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ }(236)}[البقرة].وقال تعالي {فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28)}[الأحزاب].وذلك لأن القلب قد حصل فيه انشعاب، والنفس قد كُسرت وكسرها طلاقها، فجبر الكسر بالمتاع من محاسن دين الإسلام .

كما أُقر القرآن الكريم الدية في قتل الخطأ؛ لجبر نفوس أهل المجني عليه، وتطييباً لخواطرهم.

وقد عاتب الله نبيه محمد(ﷺ) لأنه أعرض عن ابن أم مكتوم وكان أعمى عندما جاءه سائلا مستفسرا قائلا: علمني مما علمك الله،

وكان النبي (ﷺ) منشغلاً بدعوة بعض صناديد قريش، فأعرض عنه، فأنزل الله تعالي :{عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ (2) وَمَا

يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَىٰ (4)}[عبس].

قال القرطبي في التفسير: "فعاتبه الله على ذلك؛ لكي لا تنكسر قلوب أهل الإيمان".

أم سيدنا موسى  عليه السلام . فقد كان فرعون يقتل الذكور من المواليد،

وقد وضعت أم موسى سيدنا موسى وأوحى الله لها: "...أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ..."وبعدها قال الله تعالى: "...وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ(7)" [القصص ].ثم يقول الله تعالى، {فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ...(13)}[القصص].

يا مكسورين ، يا ضعفاء، يا يتامى، يا أُمة محمد (صلى الله عليه وسلم)، "إذا كنا مكسورين،

 فليس لنا إلا "الجبار". {...وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ(3)}[القصص]."لن يُرجعك الجبار أبداً".. [الأنترنت – موقع مدونة الرسالة- المعايشة الإيمانية لاسم الله الجبار وعبادة جبر الخواطر]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخامسة والعشرون في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :                    

*الوالدين هم أكثر الناس إستحقاقا لجبر الخواطر :

فإياك أن تكسِر بخاطر أبيك أو أمك أو تدمع أعينهم أو تحمر وجوههم أو تنكسِر قلوبهم! ولذلك وردت كلمة "جبار" مرتين في القرآن على الوالدين على الحذر من أن تكون جباراً عليهم؛ مرة على لسان سيدنا يحيى في قوله

تعالي :{يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ، وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا ، وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا)}[مريم].

ومرة على لسان سيدنا عيسى في قوله تعالي :{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا(30)}[مريم].

العنصر الرابع : جبر الخواطر في السنة النبوية :ـ

لجوء النبي (صلى الله عليه وسلم) للجبار: في رحلة الطائف التي قام بها النبي (ﷺ) حيث

واجهه أهلها بالحجارة ، وقد كان يبلغ من العمر خمسون عاماً، وكان يبحث عن مكان يأوي إليه مع زيد بن حارثة، فدعى النبي (ﷺ) شاكياً إلى الله دون أن يطلب منه شيئاً قائلاً، "اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، أنت رب العالمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي. إلى من تكلني؟ إلى بعيدٍ يتجهمني؟أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي".

ثم يأتي غلام يسمى عدَّاس يقدم قطف عنب للنبي (ﷺ) ويجري حوار معه

 يعرف منه أنه رسول الله، فينزل عدَّاس مُقبِلاً قدما النبي (ﷺ) لابد أن يجبُرك!

قد يجبُرك الله تدريجياً لحكمةٍ يعلمها، ولكن لابد وأن يُجبر خاطرك ولو بإشارة.

ثم يأتي الجبر الكامل وهي رحلة الإسراء والمعراج.

لذلك كان رسول الله (ﷺ) لم  يرد سائلا قط بل كان يرشد الصحابة للحل ويدلهم على الطريق ويطيب خاطرهم فقد دخل (ﷺ) ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال :”يا أبا أمامة، مالي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني، وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله -عز وجل- همك، وقضى عنك دينك، قلت: بلى يا رسول الله؟ قال:قل إذا أصبحت، وإذا أمسيت: {اللهم إني أعوذ بك من الهم، والحزن، وأعوذ بك من العجز، والكسل، وأعوذ بك من الجبن، والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين، وقهر الرجال، قال أبو أمامة: ففعلت ذلك، فأذهب الله -عز وجل- همي وقضى عني ديني}. [رواه أبو داود]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السادسة والعشرون في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : جبرخواطر المهاجرين                   

وعندما جاء فقراء المهاجرين مكسوري الخاطر وقالوا : يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ، قَالَ: “أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ؟

إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ:

{أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ}[رواه مسلم].

وحتى الأطفال كان لهم من جبر الخاطر مع رسول الله (ﷺ) نصيب فعن أنس رضي الله عنه قال: {كان رسول الله (ﷺ) أحسن الناس خلقاً ، وكان لي أخ يقال له: أبو عمير أحسبه قال: كان فطيما ، قال: فكان إذا جاء رسول الله (ﷺ) فرآه قال: يا أبا عمير، ما فعل النغير طائر صغير كالعصفور؟ قال: فكان يلعب به }[رواه مسلم] .

ويُجبر بخاطر من يُجبر بخاطر اليتامى ويقول النبي (ﷺ): {أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة}.

يجبر بخاطر العبيد ويجعل كل شخص يخطىء يُحَرِر عبد حتى يتحرر العبيد، يُجبر بخاطر الخدم فيقول النبي (ﷺ):{أطعموهم مما تطعمون ولا تكلفوهم ما لا يطيقون}.

قال أحمد بن عبد الحميد الحارثي: "ما رأيت أحسن خلقاً من الحسين اللؤلؤي، كان يكسو ممالكيه كما يكسو نفسه".

ويجبر بخاطر المرآة: فيقول (ﷺ) {رفقاً بالقوارير} ويجعل الشرع الحنيف لهن نصيب في الميراث لم يكن لهن إياه قبل الإسلام.

بل إنه عليه الصلاة والسلام جبر بخواطرنا نحن الذين نحبه ونشتاق إليه ونتمنى لو كنا إلى جانبه نذود عنه وننافح عن دعوته، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ (ﷺ) أَتَى الْمَقْبَرَةَ فَقَالَ:{السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ ووَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا ” قَالُوا: أَوَلَسْنَا إِخْوَانُكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ” بَلْ أَنْتُمْ أَصْحابِي، وَإِخْوَانُنَا لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ “، فَقَالُوا: كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ” أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ، أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ ” فَقَالُوا: بَلَى يَا

رَسُولَ اللهِ، قَالَ: ” فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ }.[رواه مسلم].

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السابعة والعشرون في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*مراعاة الخواطر كان مِن أولوياته (ﷺ)                   

ومَن تأمل وتدبر بعض مواقف رسول الله (ﷺ) في حياته، يرى أن مراعاة الخواطر كان مِن أولوياته (ﷺ) مع الصحابة، فإذا تأملنا حال أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها، نرى أنها أسلمتْ قديمًا، وكانت متزوجة مِن ابن عمها: السكران بن عمرو، وأسلم هو أيضًا، ثم هاجرا إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، فلما قدما مكة مات زوجها، وقيل: مات بالحبشة، وهنا تزوجها (ﷺ) وتعدُّ السيدة سودة أوَّل امرأة تزوجها الرسول  (ﷺ) بعد خديجة، وكانت قد بلغت مِن العمر حينئذٍ الخامسة والخمسين، بينما كان رسول الله (ﷺ) في الخمسين مِن عمره، ولما سمع الناس في مكة بأمر هذا الزواج عجبوا؛ لأن السيدة سودة لم تكن بذات جمالٍ ولا حسبٍ، ولا مطمع فيها للرجال، وقد أيقنوا أنه إنما تزوجها رفقًا بحالها، وشفقة عليها، وحفظًا لإسلامها، وجبرًا لخاطرها بعد وفاة زوجها.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ يُقال لَهُ: زَاهِرُ بْنُ حَرَامٍ كَانَ يُهدِي إِلَى النَّبِيِّ (ﷺ) الْهَدِيَّةَ، فَيُجَهِّزُهُ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ):(إِنَّ زاهِرًا بَادِيَنا، وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ) قَالَ: فَأَتَاهُ النَّبِيُّ (ﷺ) وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ، فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ -وَالرَّجُلُ لَا يُبصره-؛ فَقَالَ: أَرْسِلْنِي، مَن هَذَا؟! فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا عَرَفَ أَنَّهُ النَّبِيُّ (ﷺ) جَعَلَ يُلْزِقُ ظَهْرَهُ بِصَدْرِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) (مَنْ يَشْتَرِي هَذَا الْعَبْدَ؟)، فَقَالَ زَاهِرٌ: تجدُني يَا رَسُولَ اللَّهِ كاسِدًا، قَالَ: (لَكِنَّكَ عِنْدَ اللَّهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ)، وفي لفظ: (بَلْ أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ) (رواه أحمد وابن حبان، وصححه الألباني).

فتأمل كيف تعامل رسول الله مع زاهر، وكان رجلًا دميمًا؟!

لذا قال: "تجدُني يَا رَسُولَ اللَّهِ كاسِدًا"، ولكن جبر رسول الله (ﷺ)خاطره، وأخبره أنه عند الله له قدر ومنزلة.

وعن جابر رضي الله عنه- قال: لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) فَقَالَ لِي:{يَا جَابِرُ مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتُشْهِدَ أَبِي، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا، قَالَ: (أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ} قَالَ قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: (مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا، فَقَالَ يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ، قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً، قَالَ الرَّبُّ -عَزَّ وَجَلَّ-: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ)، قَالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا(169)}[آل عمران]. [رواه الترمذي وابن ماجه، وحسنه الألباني].

فانظر كيف جبر الرسول خاطره، وأزاح عنه الهم بهذه الكلمات؟!

وأيضا موقف آخر مع سيدنا جابر رضي الله عنه ، أنه كان ليهودي دَيْن عند جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، فجاءه يطلب وفاء الدَّيْن ، فقال له جابر : انظر إلى الشّجر ما فيه إلّا الحشف

(الثمر الرّديء) ، فقال اليهودي : والله لأشكيك إلى رسول الله (ﷺ) ، فجاء إلى الرسول (ﷺ)  وشكا له ذلك ، فقال له الرسول (ﷺ): ارجع إلى بيتك وسترى خيراً إن شاء الله ، ثم ذهب الرسول (ﷺ) إلى حائط جابر ودار حوله وسأل جابر قائلاً: أين عريشك يا جابر ؟ ( أي الخُصّ الذي يجلس فيه ) ، فقال جابر : هذا هو يا رسول الله، فدخل الرسول إليه وصلّى فيه ثم سلّم وقام ، ثم قال : يا جابر ، قال : لبّيك يا رسول الله ، قال : جُزَّ واجمع ( أي اجمع التّمر ) .فقال جابر : فجمعتُ رُطَباً وتمراً ما جمعته من قبل ، ووفّيتُ دَيْني لليهوديّ ، وحملتُ إلى بيتي منه ما لا يعلمه إلّا الله ، فقال رسول الله (ﷺ): ( أشهدُ أنّي رسولُ الله ) .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثامنة والعشرون في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*مراعاة الخواطر كان مِن أولوياته (ﷺ)                   

وعندما جاء عكرمة بن أبي جهل مسلما وجاء إلى النبي (ﷺ)، نبه النبي عليه الصلاة والسلام الصحابة الكرام رضي الله عنهم ألا يسبوا أباه أمامه، وأن لا يعيروه بأبيه ، وذلك جبرا لخاطره.

وكان (ﷺ) يجبر خاطر كل من تكلم معه ، فكان إذا تكلم معه إنسان نظر

في عينيه، هذا من جبر الخواطر، وكان إذا صافحه أحد لا يفلت يده حتى يفلت الطرف الآخر، وهذا جبر للخواطر، وكان إذا ناداه أحد لا يلتفت إليه بجنبه بل يلتفت إليه بكله (ﷺ) جبرا لخاطره.

واستُحبت النبي (ﷺ) تعزية أهل الميت وذلك لتسليتهم ومواساتهم، وتطييب خاطرهم، عند فقد ميّتهم.

فالناس بحاجة إليها عند فقد الأحبة، والنبي (ﷺ) كان حريصا علي ذلك  .

العنصر الخامس : جبر الخواطر في حياة السلف الصالح :ـ

هذه عائشةُ رضيَ اللهُ عنها كلما حدَّثتْ بحديثِ الإفكِ، تذكرُ موقفَ امرأةً من الأنصارِ، قَالَتْ: وَأَصْبَحَ أَبَوَايَ عِنْدِي، وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْمًا، لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، حَتَّى إِنِّي لَأَظُنُّ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي، فَبَيْنَا أَبَوَايَ جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي، فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَذِنْتُ لَهَا، فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي؛ فهل رأيتُم كيفَ أنَّ المشاركةَ في البُكاءِ، أصبحَ مثالاً من أمثلةِ الوفاءِ؛ فها هي الدَّمعاتُ كانَ لها أعظمُ الأثرِ والمواساةِ.

نحتاجُ أن نقولَ للمكلومِ: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجعونَ، إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى؛ فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ.

 ولَمَّا صُلِبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، دَخَلَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا الْمَسْجِدَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي

نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ -وهي أمُّ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبيرِ، فَمَالَ إِلَيْهَا فَعَزَّاهَا، وَقَالَ: "إِنَّ هَذِهِ الْجُثَثَ لَيْسَتْ بِشَيْءٍ، وَإِنَّمَا الْأَرْوَاحُ عِنْدَ اللهِ تعالى؛ فَاتَّقِي اللهَ، وَعَلَيْكِ بِالصَّبْرِ".

أراد حسان بن سعيد المخزومي أن يبني جامعاً، فأتته امرأة بثوب لتبيعه، وتنفق

 ثمنه في بناء ذلك الجامع، وكان الثوب لا يساوي أكثر من نصف دينار، فطيب خاطرها، واشتراه منها بألف دينار، وخبأ الثوب كفناً له.

وجبر الخواطر ليس في المصائب فقط ولكن  في السُّرورِ والأفراحِ قد يكونُ جبرُ الخواطرِ للمحبةِ مفتاحٌ؛ فها هو كعبُ بنُ مالكٍ رضيَ اللهُ عنه لمَّا تاب اللهُ تعالى عليه وعلى صاحبيه الذينَ تخلَّفوا عن غزوةِ تبوكَ، يقولُ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) جَالِسٌ حَوْلَهُ النَّاسُ، فَقَامَ إِلَيَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ رضيَ اللهُ عنه يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّانِي، وَاللَّهِ مَا قَامَ إِلَيَّ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرَهُ وَلَا أَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ .. وكيفَ ينسى كعبُ هذه اللحظاتِ، وقد شاركَهُ طلحةُ الفرحةَ والتبريكاتِ ..

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التاسعة والعشرون في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*العنصر السادس : جبر الخواطر في الواقع  المعاصر:ـ

سأل أحد الأطباء المشهورين أحد الدعاة ما أفضل عبادة تقربني من ربنا سُبحانه وتعالي، خصوصًا في أواخر عُمري؟

 قال له: خَمن أنت يا دكتور ايه أفضل عبادة ؟!

فقال: الصلاة؟ قال: لا؛ فقال: الصيام؟ قال: لا؛ فقال: العُمرة؟

قال: لا؛ ثم تابع الداعية قائلاً: أفضل عبادة هي جبر الخاطر

فسأله الدكتور: إزاي ده يامولانا؟

فرد عليه الداعية  قائلاً : من ألعن من الذي يكذب بالدين ؟

يعني من ألعن من شخص بيقول مفيش ربنا و لا في رسول و العياذ بالله ؟

فرد الدكتور: فعلا يامولانا مافيش اصعب من كدا !!

رد الشيخ  قائلاً : ربنا بيقول : أرأيت الذي يُكذب بالدين؟!

شايف اللي بيكذب بالدين بيعمل ايه؟

{فذلك الذي يدُع اليتيم} يعني بيكسر خاطر اليتيم؛ {و لا يحُض على طعام المسكين} ” يعني بيطرد المساكين و يمنع عنهم الطعام ولا يجبر خاطرهم !!! ثالث حاجه ايه ؟ قال: {فويل للمصلين} إذا ثالث حاجة قالها الصلاة !!

يعني أول حاجتين ربنا ذكرهم هما: جبر الخاطر ، والثالثة الصلاة، جبر الخاطر والثالثة الصلاة ! ..

قال الدكتور أخذت النصيحة من الشيخ في بالي و توكلت على الله وذهبت إلي المنزل  ...

ثاني يوم كان أجازتي ، وفي هذا اليوم أنا متعود أنزل يوم اجازتي اشتري بعض متطلبات البيت وبيته في ٦ أكتوبر وهو كان بيشتري الحاجات من وسط البلد....

وهو ذاهب إلي البيت افتكر مكالمة تليفون كانت  من جاره بيقوله: "جبر خاطر يا دكتور ابقى عدي علي حماتي راقده عندك في المستشفي مريضة .. اطمن عليها وطمنا" قال افتكرت نصيحة الشيخ "اجبر خاطرًا " ! وجاري قالي جبر خاطر.... فحسيت انها رسالة من ربنا لي! بالفعل قررت أذهب إلي المستشفي قبل المنزل علشان أجبر خاطر جاري وذهبت إلي حماته في المستشفي...

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثلاثون في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : الله ينقذ كل مخلص

  فجأة جاء لي وجع شديد في صدري و أنا في المُستشفى وأخذت الدواء  بعدها بدقيقتن لأني عرفت إنه جاء لي جلطة في شُريان القلب، فناديت علي الدكتور قلت له أعطني دوا كذا .. وفورًا أعطاني الدواء ..

الجلطة هذه لو كانت جائت لي و أنا بعيد عن المُستشفي أو ذهبت إلي البيت

 ولم أهتم بوصية جاري  كنت مت فورًا لأن أقوى إنسان في الدُنيا لو جائت له جلطة في الشريان التاجي سيموت بعدها ب ٥ دقايق إذا لم يأخذ الدُعامة!

فسُبحان الله وكأن ربنا بيقولي جبرت بخاطر جارك وخدت بالنصيحة .. جبرت انا بخاطرك وانقذت حياتك ! :))

- العبادات عامله زي الابواب " الصلاه باب .. الصيام باب .. جبر الخواطر باب ..خلي باب مفتوح بينك وبين ربنا .. أنت لا تعرف ستدخل الجنة من أي باب ..فلا تقفل كُل الأبواب...فجَبْرُ الخواطر من أفضل العبادات إلى الله وإياكم وكسر الخواطر فهي ليست عظاماً تجبر، بل هي أرواحاً تُقهر،" من سار بين الناس جابرا للخواطر أدركه الله فى جوف المخاطر! "

العنصر السابع : الآثار الإيمانية للمعايشة مع اسم الله الجبار:ـ

1- إدراك عظمة الخالق وجبروته :

 فكلما كان العبد أعلم بالله تعالى وصفاته وأسمائه كان أعظم افتقاراً إليه وتذللاً بين يديه. فاسم الله الجبار من أسماء التعظيم .

ورد في الحديث القدسي {الكبْرِياءُ ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني

واحدا منهما قذَفْتُهُ في النار } [مسلم] .

2- إدراك ضعف المخلوق وعجزه : فمن عرف قدر نفسه ، وأنَّه مهما بلغ في الجاه والسلطان والمال ؛ فهو عاجز ضعيف لا يملك لنفسه صرفاً ولا عدلاً ؛ تصاغرت نفسه ، وذهب كبرياؤه ، وذلَّت جوارحه ، وعظم افتقاره لمولاه ، والتجاؤه إليه ، وتضرعه بين يديه.

3ـ الإنكسار والذل لله تعالي:ـ إذا ما استحضر العبد معني اسم الله الجبار؛ انكسر لله بأنواع الانكسار كلها، وشهد حاجته وفاقته الشديدة إلى ربوبية الله عز وجل وألوهيته، فالعبد فقير إلى ربه في الهواء الذي يتنفسه، وفي شرابه الذي يشربه، وفي طعامه الذي يأكله، بل في كل نفس من أنفاس حياته، والله وحده هو الذي يجبر هذه الحاجة وهذا الضعف والعجز بفضله ومنِّه سبحانه وتعالى.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الواحدة والثلاثون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* باب الذل والافتقارهو اقصر باب الى الله :

وهو يحتاج إلى الله عز وجل خالقًا رازقًا، فيحتاج أن يحب الله، ففي القلب حاجة وفاقة لا يسدها إلا التعبد والتأله لله عز وجل وحده لا شريك له.

فإذا ما استحضر العبد ذلك واستحضر أنه فقير إلى الهداية والتوفيق والإعانة على العبادة من الله؛ انكسر ولم يتعزز بطاعة أو بمنزلة أو حال، ولم ير لنفسه فضلاً على غيره، فضلاً عن أن يرى لنفسه فضلاً على الله عز وجل تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا، ففي فاقته إلى الربوبية والألوهية،إلى الرب والإله، إلى الرزق والعبادة انكساره وتذللـه لله، فيجبر الله كسره.

وقد حكي عن بعض العارفين: "دخلت على الله من أبواب الطاعات كلها، فما دخلت من باب إلا رأيت عليه الزحام، فلم أتمكن من الدخول، حتى جئت باب الذل، والافتقار، فإذا هو أقرب باب إليه، وأوسعه، ولا مزاحم فيه، ولا معوق، فما هو إلا أن وضعت قدمي في عتبته: فإذا هو -سبحانه- قد أخد بيدي، وأدخلني".

وقد ورد في الحديث القدسي الجليل ..."يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكم  وآخرَكم وإنْسَكم وجِنَّكم  كانوا على أتْقَى قلب رجل واحدِ منكم  ما زاد ذلك في مُلْكي شيئاً ، يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وإنسَكم وجِنَّكم كانوا على أفجرِ قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً ، يا عبادي لو أنَّ أوَّلكم وآخرَكم  وإنسَكم وجِنَّكم  قاموا في صعيد واحد ، فسألوني فأعطيتُ كُلَّ إنسان مسألتَهُ  ما نقص ذلك مما عندي إلا كما يَنْقُص المِخْيَطُ إذا أُدِخلَ البحرَ ، يا عبادي إنما هي أعمالُكم أُحصيها لكم  ثم أُوفّيكم إيَّاها  فمن وَجَدَ خيراً فليَحْمَدِ الله  ومن وجد غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَهُ " [مسلم] .

4ـ الإنكسار عند ارتكاب الذنب :ـ

وإذا ما استحضر العبد المؤمن أنه يخطئ بالليل والنهار كما جاء في الحديث

القدسي: {يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ

الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ}[رواه مسلم]، ورأى معاصيه ورأى نعم الله عليه؛ فذلك يكسره انكسارًا ناشئًا عن شهود كثرة

الذنوب والمعاصي، واستحضار نعم الله المنهمرة المتتابعة.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية والثلاثون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* جبر الله كسر آدم :

ذكر الامام ابن القيم رحمه الله تعالي ...

عندما عصى سيدنا آدم ربنا سبحانه وتعالى ناداه الله ،أصبح يجري في الجنة لا يعرف أين يذهب، فقال له تبارك وتعالى: أفرارآ مني يا آدم!!، قال: لا يارب ... ولكن حياء منك ) .

فناداه ربنا سبحانه وتعالى بلسان الحال: يا آدم ، لا تجزع : أي لا تحزن من قولي لك أخرج منها فلك خلقتها..

ولكن إنزل إلى الأرض، "وذل نفسك من أجلي ، وانكسـر في حبي" حتى إذا زاد شوقك إلي وإليها تعال لأدخلك إياها مرة ثانية

يا آدم ، كنت تتمنى أن أعصمك - أي من الموت ، فقال : نعم يارب، فقال تبارك وتعالى:يا آدم إذا عصمتك وعصمت بنيك فعلـى من أجـود برحمتـي، وعلى من أتفضل بكرمي، وعلى من أتودد، وعلى من أغفر.........يا الله!!

يا آدم، ذنب تزل به إلينا، أحب إلينا من طاعة تراء بها علينا..يا آدم، أنين المذنبين أحب إلينا من تسبيح المرائي ..

انكسار ناشئ عن الحاجة والفقر: يجبر الله عز وجل انكسار العبد إذا ما قال العبد: "رب اغفر لي وتب علي" فيقيل الله عثرته، ويقبل اعتذاره وتوبته.

وبهذا يتحقق كمال العبودية، ومَن لا يرى فاقته وحاجته، ولا يشعر بالذل والانكسار لله سبحانه وتعالى، ولا يرى ذنوبه، أو لا يستشعر حبه لربه؛ فهو في خطر عظيم، فإن لم يكن هلك؛ فهو على شفا الهلكة.

وقد ذكر ابن القيم رحمه الله فوائد غزوة "أحد". "[زاد المعاد]

ففي غزوة أحد تعزز المسلمون بما وقع يوم بدر، وظنوا أنهم منصورون في كل

معركة، فكسرهم الله عز وجل بالهزيمة؛ ليتوبوا إليه خضوعًا وذلاًّ، فيجبرهم الله عز وجل، فكذلك المصائب تكسر الإنسان، فإذا استشعر العبد أنها مِن عند الله -عز وجل- فصبر واحتسب؛ جبر الله مصيبته، وأصلح عيبه، وأعطاه خيرًا مما فقد منه".

وكذلك ما حدث في غزوة "حنين"، فإن نفوسًا ضعيفة تعاظمت بالفتح وشعرت بالقوة، وخرج مَن يقول: "لن نغلب اليوم من قلة"! فقال الله عز وجل:{لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ(25)} [التوبة]

فحصل الانكسار في أول المعركة، وفي آخرها جبر الله المؤمنين، وهذا فضله ورحمته بعباده عز وجل ؛ إذ يبتليهم بالمصائب فيكسرهم، ثم يجبر كل كسير.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثالثة والثلاثون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

5ـ استشعار لذة الانكسار بين يدي الله تعالي :

ومن الأمور التي تجدد الإيمان استشعار لذة المناجاة والانكسار بين يدي الله

 عز وجل، فلماذا يقول الرسول (ﷺ) أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ؟

لأن حال السجود فيه ذلة ليست في بقية الأحوال، وفيه انكسار وخضوع ليست في بقية الأحوال، ولذلك أقرب ما يكون من ربه

وهو ساجد، لما ألصق جبهته بالأرض، وهي أعلى شيء فيه لمن

وضعها؟ لله، صار أقرب شيء لله.

قال ابن القيم رحمه الله : "فإن تمام العبودية هو: بتكميل مقام الذل والانقياد، وأكمل الخلق عبودية: أكملهم ذلاً لله، وانقيادًا، وطاعة،

والعبد ذليل لمولاه الحق بكل وجه من وجوه الذل، فهو ذليل لعزه، وذليل لقهره، وذليل لربوبيته فيه وتصرفه، وذليل لإحسانه إليه، وإنعامه عليه؛ فإن من أحسن إليك: فقد استعبدك، وصار قلبك معبدًا له، وذليلاً، تعبد له لحاجته إليه على مدى الأنفاس، في جلب كل ما ينفعه، ودفع كل ما يضره".

6ـ الدعاء باسم الله تعالى الجبار:

من دعاء الطلب والمسألة بهذا الاسم، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن النبي كان يقول: «اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني

وارفعني واهدني وعافني وارزقني» (الترمذي)، يقولها بين السجدتين، فالجبر هو جبر للكسر ونحو ذلك، من جبر الله مصيبته أي رد عليه ما ذهب منه.

وعن عوف بن مالك أن النبي يقول في ركوعه: «سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة» (سنن أبي داود)، والمقام واضح لماذا يستخدم هذا في هذا المقام لا شك هذا مقام الذل والافتقار لله سبحانه وتعالى.

وقال ابن القيم:" فللـه ما أحلى قوله هذه الحال أي حال الانكسار بين يدي الله والخضوع له سبحانه:

- أسألك بعزك وذلي إلا رحمتني، أسألك بقوتك وضعفي، وبغناك عني وفقري إليك، هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك، عبيدك سواي كثير، وليس لي سيدٌ سواك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضريع، سؤال من خضعت لك رقبته، ورغم لك أنفه، وفاضت لك عيناه، وذل لك قلبه .

     الخاتمة هيا بنا نتعبد إلى الله بهذه العبادة، فاجبروا الخواطرَ، وشاركوا المشاعرَ، واعلموا أنَّها عبادةً لا ينساها اللهُ القويُّ القاهرُ.

وتطييب الخاطر بكلمة: ذكر، دعاء، موعظة، مال، مساعدة، جاه، قضاء حاجة، الكلمة الطيبة صدقة.

وقبول الاعتذار من تطييب الخواطر، إهداء الهدية من التطييب .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الرابعة والثلاثون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*لكل مكسور( إنه الجبار ) :

من خلال تأملي لأحوال الناس رأيت أن القلوب تميل لما يقربها إلى الله ،وكذلك تميل لما يلامس دواخلها من هموم وغموم لذلك أكتب اليوم هذه التدوينة التي أعتبرها بمثابة رسالة ، لكل قلب مكسور.. لكل قلب يحتاج لمعرفة الله الجبار.

  إننا لو تأملنا حياتنا و أقدارنا و ما يحدث لنا بعمق ؛ سنرى أننا نعيش بين جبر و كسر ، فما أحوجنا لأن نتدبر اسم الله الجبار لنتعبد الله به حيث أن “شعور الكسر” يدور على محاور عدة . أهمها: الفقر ، والمرض ، الخسارة ، والفشل ، والحزن .

– قد تبتلى بمرض أو يبتلى من تحب به ، أو تشعر بالفقر تجاه حاجة معينة ، أو تفشل في أمر ما ، أو تحزن على شيء ما

من الطبيعي جداً أن نتعرض لإحدى هذه المشاعر ولا يخلو منها أحد ، ولو طلبت منك أن تصف لي شعورك؟

لقلت: شعوري هو مزيج من حزن يعقبه ضيق فانكسار ثم ألم لكن لو سألتك : صف لي حاجة قلبك؟

لأجبت: أريد الله أن يجبر قلبي ، وهنا تكمن الحاجة في أن تتذلل لله لتدعوه

باسمه الجبار

*كيف نتعايش مع اسم الله الجبار؟

١. حينما تنكسر لله الجبار فاعلم وتيقن أنه لاشك سيجبرك بغض النظر عن الطريقة التي سيجبرك بها.

٢. الله الجبار هو الذي يكسر قلبك لتلوذ به بقوة و بمقدار الكسر يكون الجبر

مثال : هناك رجل ابتلاه الله بابتلاء شديد وهو خسارته في مشروع تجاري

علماً بأنه رجل غني جداً فقالت زوجته : والله حينما جلسنا ندعو الله جاء إلينا

أحدهم بضعف ماخسر زوجي ليعطيه هبة و قام زوجي بالتجارة وربح أضعاف ماخسر

لنتأمل هذا المثال ونرى مدى جبر الله له.. أرأيت مدى انكساره و خسارته؟ أرأيت مدى تعويض الله له ؟

إننا قد نشعر بالعجز والألم بسبب عظم مصابنا ****لكن تأكد و ثق بأنه على قدر الكسر يكون الجبر

٣. قد تشعر بشعور النقص لأنك تفقد الرزق الفلاني أو النعمة الفلانية ، لذلك من الجميل أن تقوم بتحويل نقصك لدعاء الله الجبار أن يجبرك ، واحذر أن يتحول نقصك لإمداد عينك في النظر على أرزاق الآخرين ( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم )

٤. كن متيقنا و واثقاً أن الله لا يرد مكسوراً رجع إليه و دعاه أن يجبره ، فاحذر من كيد الشيطان و من كيد نفسك حينما يحبطانك ويشعرانك باليأس من جبر الله لك ،كن متيقناً وتعامل مع الله بالثقة فيه و بوعده.

٥. استشعر أنه من تمام عبوديتك أن تنكسر لله عزوجل ،ولا تنتظر مصيبة

 تحل بك كي تنكسر له ، افتقر إليه و اكسر نفسك له.

إننا في حياتنا قد نصادف قلوباً كسيرة لكنها حائرة .. تعاظم عليها الخطب وضاقت عليها الأرض من كل اتجاه.. هذه القلوب لها علينا حق الدلالة والإرشاد .. لذلك أتساءل: كيف يكون تعاملنا مع ذوي القلوب المكسورة؟

هل ساهمنا بجبرهم و بإرشادهم لله الجبار ؟

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخامسة والثلاثون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : في المقابل؛

• احذر أن تكون سبباً في كسر القلوب

• اطلب من الله الجبر لكل أمورك المكسورة وأكثر من يا جبار اجبرني

• تذكر أن الجنة هي دار الجبر الكامل و فيها ستجبر جميع أحوالنا المكسورة

وقد خصص الله كثيراً من الوعود بالجنة لذوي الابتلاءات العظيمة

لكل القلوب التي تود أن تتعرف على أسماء الله الحسنى

في الختام أقول:

قوة معرفتك لاسم الله الجبار ستصنع لك المعجزات وستحدث تغييراً فارقاً في

 حياتك و ستتضاعف سعادتك و ثقتك به خذ هذا الاسم بقوة و اعمل به بقوة وادع به بقوة وستصبح قويا مجبورا باذن الله

*ونروي قلوبنا من جمال هذا الاسم ، لازلت أشرح المعنى الأول لاسم الله الجبار الذي هو يجبر كسر الكسير و يغني الفقيرإذ أن هناك ثمة أقدار يكتبها الله عليك لتنكسر إليه و من ثم يجبرك بحكمته وفضله إنها تربية ربانية ..

وحكمة إلهية تخفى علينا دوافعها وأسبابها ، لذلك يجب أن نقف أمامها مستسلمين ومتعبدين لله باسمه الجبار

هذه الانكسارات التي نتعرض لها ما هي إلا ابتلاء من الله عز وجل ليرجعنا إليه و ليكرمنا بجبره ، و سأذكر لكم بعضاً من انكساراتنا في هذه الحياة و كيف نستطيع أن نتعايش فيها مع اسم الله الجبار كي يكون بلسماً لقلوبنا وشفاءً لجروحنا :

1. كسر الفقد :

قد يقدر الله عليك أن تفقد شخصاً مقرباً لم تعتقد أن تفقده يوماً ما ، وأنت كبشر ستتألم و تحزن و تبكي و لا عيب في التعبير عن المشاعر والحزن مثال :حينما فقدت أم سلمة رضي الله عنها زوجها أبي سلمة بسبب وفاته جبر الله كسرها و عوضها بمن هو خير منه وخير من جميع الرجال النبي صلى الله عليه و سلم ، هي قد كسرها الفقد فلجأت للجبار و استرجعت ؛ فجُبِرَت بخير الرجال محمد صلى الله عليه وسلم هنا أنت بأشد الحاجة للتعلق بالله الجبار أن يجبر كسر قلبك اجعل روحك تلوذ بالجبار ، ابكِ بين يديه .. ناجه.. ادعه وسترى الجبر والعوض الحقيقي

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السادسة والثلاثون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

2. كسر الغربة :

إن البعد عن الوطن لفترة طويلة سواء للعمل أو الدراسة أو العلاج أو بسبب الحروب ، به من الألم الشيء الكثير و به من الانكسار

الذي لا يعرفه إلا من جربه ولذلك كان دعاء المسافر مستجاب لافتقاده الأمن و الاستقرار و لانكساره , حتى وإن كان السفر

للسياحة لذلك تأمل دعاء السفر ، وقف عند ( اللهم أنت الصاحب في السفر ) فصحبة الله لعبده المكسور جبر عظيم

فإن كنت مبتلى بالغربة فاجعل من غربتك فرصة كبيرة للتقرب من الله ، و لطلب الجبر منه و العوض منه في فقد الأحباب و الأوطان اجعل من انكسارك رفعة لإيمانك ، وادع الله باسمه الجبار في كل وقت وعايشه في كل لحظة ، لتسكن روحك وتهدأ وتشعر بمزيد من الثقة والتوكل

3. كسر المرض :

يكسر المرض صاحبه و يؤلم قلبه كما يؤلم جسده فكسر المرض أليم جداً

مثال : هناك رجل ابتلي بالمرض الذي أقعده عن الحركة فكان من جبر الله الجبار له أن حفظ كتاب الله كاملاً فكان كسر المرض جبر عظيم له إن كنت كذلك فتعايش مع اسم الله الجبار واطلب منه أن يجبر كسرك بالشفاء و بالمعية وتذكر أنه كلما كسرك المرض و اشتد بك الخطب فإنه حريٌّ بك أن تقوي نفسك بالجبار جل في علاه

4. كسر المعصية :

إن العبد المؤمن المحب لله حينما يفرط و يعصي و يذنب ، تكسره المعصية فيبكي و يندم و يحزن و من عمق هذا الكسر تنشأ التوبة

مثال : كان شابة بعيدة عن ربها وقدر الله لها التوبة و الرجوع إليه انكسرت كثيراً في بداية توبتها و ندمت على ما فرطت به

ثم أصبحت امرأة صالحة قوامة صوامة طالبة للعلم محبة للدعوة  إننا ننكسر بالذنب و نُجبَر بالتوبة و العودة إلى الله عزوجل ولنعقد النية على أن نحيل انكسار قلوبنا إلى توبة صادقة ورجوع جميل لله عزوجل

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السابعة والثلاثون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : 5. كسر الفشل

قد تبتلى بالفشل في الدراسة أو في مشروع تجاري أو في علاقة زوجية .. فتنكسر مشاعرك و تشعر أنك فشلت و لم تحقق النجاح الذي تريده إنك إن كنت قد مررت بهذا النوع من الفشل فاعلم أن معرفتك باسمه الجبار سيخرجك من هذا الإحساس المحبط وسيوصلك لبوابة النجاح بإذن الله

قالت لي إحداهن : أن هناك فتاة خرجت من المدرسة في طفولتها بعد ظروفها القاسية وحينما كبرت عادت للدراسة ثم كافحت حتى أصبحت الآن طالبة في الطب بالرغم من كبر سنها .. وهناك أخرى كانت تقوم بتنظيف مكاتب جهة رسمية فاجتهدت وقاومت حتى تحصلت على درجة الدكتوراه وأصبحت رئيسة لمن كانت تنظف لهم..

6. كسر الابتلاء

هناك ابتلاءات أخرى قد لا تفند ضمن الأقسام السابقة لكنها تكسر القلب و

 تتعب الروح فإن كنت تمر بنوع من الابتلاءات التي ترى أنها قاسية و خفية فاعلم أن معرفتك الآن لله الجبار هي فرصتك للنجاة منها

إذا كنت قد ابتليت بإحدى هذه الأنواع من الكسر

فأنصحك بما يلي:

1- اجعل بلاءك و انكسارك حياة جديدة لك مع الله وحوِّل المحنة إلى منحة للتعرف على اسم الله الجبار

2- تيقن أنه لا جبار إلا الله فلا تتصور أن جبر كسرك بيد الناس فتركض

ورائهم ليجبروك

3- لا تستعجل الجبر فقد يكون الخير في تأخر الجبر والفرج فالله حكيم جبار

4- ثق بأن الفرج من الله سيأتي مع حسن الظن به فكيف تريد أن يفرج عنك و يجبرك و أنت تكرر بقلبك و لسانك أن مشكلتك لن تُـحَل وبلاءك لا حل له؟

5-أوصيك بتدبر القرآن بصورة عامة و تدبر سورة يوسف بصورة خاصة لما فيها قصة يوسف من معاني الجبر

والفرج بعد الشدة الشيء الكثير .أسأل الله الجبار أن يجبر القلوب المنكسرة .. وأن يفيض عليها من لطفه و جبره ورحماته

[الأنترنت – موقع  - لكل مكسور إنه الجبار]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثامنة والثلاثون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍۢ جَبَّارٍۢ

قال تعالى {ٱلَّذِينَ يُجَٰدِلُونَ فِىٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَٰنٍ أَتَىٰهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍۢ جَبَّارٍۢ }

فيه مسائل :

المسألة الأولى : قرأ ابن عامر وأبو عمرو وقتيبة عن الكسائي "قلب" منونا "متكبر" صفة للقلب والباقون بغير تنوين على إضافة القلب إلى المتكبر ، قال أبو عبيد : الاختيار الإضافة ؛ لوجوه ; الأول : أن عبد الله قرأ ( على كل قلب متكبر ) وهو شاهد لهذه القراءة . الثاني : أن وصف الإنسان بالتكبر والجبروت أولى من وصف القلب بهما ، وأما الذين قرءوا بالتنوين فقالوا : إن الكبر قد أضيف إلى القلب في قوله : ( إن في صدورهم إلا كبر ) [غافر : 56] وقال تعالى : ( فإنه آثم قلبه ) [البقرة : 283] وأيضا فيمكن أن يكون ذلك على حذف المضاف أي على كل ذي قلب متكبر ، وأيضا قال قوم : الإنسان الحقيقي هو القلب . وهذا البحث طويل قوله : ( نزل به الروح الأمين على قلبك ) [الشعراء : 193] قالوا : ومن أضاف فلا بد له من تقدير حذف ، والتقدير : يطبع الله على قلب كل متكبر .

المسألة الثانية : الكلام في الطبع والرين والقسوة والغشاوة قد سبق في هذا

الكتاب بالاستقصاء ، وأصحابنا يقولون : قوله ( كذلك يطبع الله ) يدل على أن الكل من الله ، والمعتزلة يقولون : إن قوله ( كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار ) يدل على أن هذا الطبع إنما حصل من الله ; لأنه كان في نفسه متكبرا جبارا ، وعند هذا تصير الآية حجة لكل واحد من هذين الفريقين من وجه ، وعليه من وجه آخر ، والقول الذي يخرج عليه الوجهان ما ذهبنا إليه وهو أنه تعالى يخلق دواعي الكبر والرياسة في القلب ، فتصير تلك الدواعي مانعة من حصول ما يدعون إلى الطاعة والانقياد لأمر الله ، فيكون القول بالقضاء والقدر صحيحا ، ويكون تعليل الصد عن الدين بكونه متجبرا متكبرا باقيا ، فثبت أن هذا المذهب الذي اخترناه في القضاء والقدر هو الذي ينطبق لفظ القرآن من أوله إلى آخره عليه .

المسألة الثالثة : لا بد من بيان الفرق بين المتكبر والجبار ، قال مقاتل : "متكبر" عن قبول التوحيد "جبار" في غير حق ، وأقول :

كمال السعادة في أمرين : التعظيم لأمر الله ، والشفقة على خلق الله ، فعلى قول مقاتل التكبر كالمضاد للتعظيم لأمر الله ، والجبروت كالمضاد للشفقة على خلق الله . والله أعلم . [الأنترنت – موقع الفصيح - فتح القدير للشوكاني ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التاسعة والثلاثون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*ۚ{ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍۢ جَبَّارٍۢ} أيضاً

وقيل في  التفسير الميسر : الذين يخاصمون في آيات الله وحججه لدفعها من غير أن يكون لديهم حجة مقبولة، كَبُر ذلك الجدال مقتًا عند الله وعند الذين آمنوا، كما خَتَم بالضلال وحَجَبَ عن الهدى قلوب هؤلاء المخاصمين، يختم الله على قلب كل مستكبر عن توحيد الله وطاعته، جبار بكثرة ظلمه وعدوانه.

وقال السعدى : { كَذَلِكَ } أي: كما طبع على قلوب آل فرعون{ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ } متكبر في نفسه على الحق برده وعلى الخلق باحتقارهم، جبار بكثرة ظلمه وعدوانه.

وقال الطنطاوي :وقوله : ( كَذَلِكَ يَطْبَعُ الله على كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ) أى : مثل ذلك الطبع العجيب ، يطبع الله - تعالى - ويختم بالكفر والعمى على قلب كل إنسان متكبر عن الاستماع للحق ، متطاول ومتجبر على خلق الله - تعالى - بالعدوان والإيذاء .

البغوى : الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ( الذين يجادلون في آيات الله ) قال الزجاج : هذا تفسير للمسرف المرتاب يعني هم الذين يجادلون في آيات الله أي : في إبطالها بالتكذيب ( بغير سلطان ) حجة ) ( أتاهم ) من الله ( كبر مقتا ) أي : كبر ذلك الجدال مقتا ، ( عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار ) قرأ أبو عمرو وابن عامر " قلب " بالتنوين ، وقرأ الآخرون بالإضافة ، دليله قراءة عبد الله بن مسعود " على قلب كل متكبر جبار " .

وفال ابن كثير : ثم قال : ( الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم ) أي : الذين يدفعون الحق بالباطل ، ويجادلون الحجج بغير دليل وحجة معهم من الله ، فإن الله يمقت على ذلك أشد المقت ; ولهذا قال تعالى : ( كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا ) أي : والمؤمنون أيضا يبغضون من تكون هذه صفته ، فإن من كانت هذه صفته ، يطبع الله على قلبه ، فلا يعرف بعد ذلك معروفا ، ولا ينكر منكرا ; ولهذا قال : ( كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر ) أي : على اتباع الحق ) جبار ) . وروى ابن أبي حاتم عن عكرمة - وحكي عن الشعبي - أنهما قالا : لا يكون الإنسان جبارا حتى يقتل نفسين .وقال أبو عمران الجوني وقتادة : آية الجبابرة القتل بغير حق .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الأربعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*ۚ{ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍۢ جَبَّارٍۢ} أيضاً

القرطبى : وفي قراءة ابن مسعود " على قلب كل متكبر " فهذه قراءة على التفسير والإضافة . وقرأ أبو عمرو وابن محيصن وابن ذكوان عن أهل الشام " قلب " منون على أن " متكبر " نعت للقلب فكنى بالقلب عن الجملة ; لأن القلب هو الذي يتكبر وسائر الأعضاء تبع له ، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي

القلب ويجوز أن يكون على حذف المضاف ، أي : على كل ذي قلب متكبر ، تجعل الصفة لصاحب القلب .

الطبرى : وقوله: ( كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ) يقول: كما طبع الله على قلوب المسرفين الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم, كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر على الله أن يوحده, ويصدّق رسله.

جبار: يعني متعظم عن اتباع الحقّ.

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء الأمصار, خلا أبي عمرو بن العلاء, على: ( كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ ) بإضافة القلب إلى المتكبر, بمعنى الخبر عن أن الله طبع على قلوب المتكبرين كلها; ومن كان ذلك قراءته, كان قوله " جبار ". من نعت " متكبر ". وقد روي عن ابن مسعود أنه كان يقرأ ذلك " كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللهُ على قَلْبِ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ".

وقال ابن عاشور : والقول في { كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار }

كالقول في { كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب }

والطبع : الختم ، وتقدم في قوله تعالى : { ختم الله على قلوبهم } في سورة [ البقرة : 7 ]

والختم والطبع والأَكِنَّة : خَلْق الضلالة في القلب ، أي النفس . والمتكبر : ذو

الكبْر المبالغ فيه ولذلك استعيرت صيغة التكلف . والجبّار : مثال مبالغة من

 الجبر ، وهو الإكراه ، فالجبار : الذي يُكره الناس على ما لا يحبون عمله لظلمه

وقرأ الجمهور : { على كل قلب متكبر } بإضافة { قلب } إلى { متكبر . } وقرأ أبو عمرو وحْده وابنُ ذكوان عن ابن عامر بتنوين { قلبٍ }على أن يكون متكبر } و { جبار } صفتين ل { قلب ، } ووصفُ القلب بالتكبر والجبر مجاز عقلي . والمقصود وصف صاحبه كقوله تعالى : { فإنه آثم قلبه } [ البقرة : 283 ] لأنه سبب الإِثم كما يقال : رأتْ عيني وسمعتْ أُذْني .

الأنترنت – موقع  -  { كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍۢ جَبَّارٍۢ } إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الواحدة والأربعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* الـجبروت صفةٌ ذاتيةٌ لله عزَّ وجلَّ، من اسمه (الجَبَّار)، وهي ثابتةٌ بالكتاب والسنة.

· الدليل من الكتاب: قولـه تعالى: العَزِيزُ الجَبَّارُ الـمُتَكَبِّرُ [الحشر: 23].

والدليل من السنة:1- حديث عوف بن مالك رضي الله عنه؛ قال: قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، فلما ركع؛ مكث قدر سورة البقرة يقول في ركوعه: ((سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة)) 

2- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في الرؤية: ((…. قال: فيأتيهم الجبَّارُ في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة …)) 

قال ابن قتيبة: ( (جبروته): تجبُّره، أي: تعظمه)  .

وقال ابن القيم:

((وكَذلكَ الجَبَّارُ في أَوْصافِهِ    والجَبْرُ في أَوْصَـافِه نَوْعَانِ

 جَبْرُ الضَّعِيفِ وكُلُّ قَلْبٍ قد غَدَاَ     ذَا كَسْـرَةٍ فَالجَـبْرُ مِنْـهُ دَانِ

والثَّاني جَبْرُ القَهْرِ بِالعِزِّ الَّذي      لا يَنْبَغِي لِسِوَاهُ مِنْ إِنْسَانِ

ولَهُ مُسَمًّى ثَالِثٌ وَهُوَ العُلُـ     ـو فَلَيْسَ يَدْنُو مِنْهُ مِنْ إِنْسَانِ)).

قال الشيخ الهرَّاس في شرحه لهذه الأبيات: (وقد ذكر المؤلف هنا لاسمه (الجبَّار) ثلاثة معان، كلها داخلة فيه، بحيث يصح إرادتها منه:

أحدها: أنه الذي يجبر ضعف الضعفاء من عباده، ويجبر كسر القلوب المنكسرة

من أجله، الخاضعة لعظمته وجلاله؛ فكم جبر سبحانه من كسير، وأغنى من فقير، وأعز من ذليل، وأزال من شدة، ويسر من عسير؟ وكم جبر من مصاب، فوفقه للثبات والصبر، وأعاضه من مصابه أعظم الأجر؟ فحقيقة هذا الجبر هو إصلاح حال العبد بتخليصه من شدته ودفع المكاره عنه.

المعنى [الثاني]: أنه القهار، دانَ كلُّ شيء لعظمته، وخضع كل مخلوق لجبروته وعزته؛ فهو يُجْبِرُ عباده على ما أراد مما اقتضته حكمته ومشيئته؛ فلا يستطيعون الفكاك منه.

والثالث: أنه العلي بذاته فوق جميع خلقه؛ فلا يستطيع أحد منهم أنْ يدنو منه)  وأكد هذه المعاني العلامة عبدالرحمن السعدي فقال في تفسير سورة الحشر: (الجبَّار: الذي قهر جميع المخلوقات، ودانت له الموجودات، واعتلى على الكائنات، وجبر بلطفه وإحسانه القلوب المنكسرات)  وقال (الجبَّار: هو بمعنى العلي الأعلى، وبمعنى القهار، وبمعنى الرؤوف الجابر للقلوب المنكسرة، وللضعيف العاجز، ولمن لاذ به ولجأ إليه) [الأنترنت – موقع الدرر السنية ]

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية والأربعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*جلاء معنى (المتكبر-الجبار) وأنهما من صفات الكمال

إن صفات الله تعالى باعتبار المقارنة بصفات العبد أقسام:

القسم الأول: ما هو كمال في الخالق والمخلوق، وذلك: كالسمع، والبصر، والحياة، والإرادة، و… وهذه تثبت لله سبحانه.

القسم الثاني: ما هو كمال في المخلوق ونقص في الخالق، كالنوم، والأكل،

والشرب. وهذه لا تثبت لله سبحانه، بل هي من الصفات السلبية.

القسم الثالث: ما هو نقص في المخلوق كمال في الخالق، كالتكبر، والتجبر.

قال سبحانه وتعالى عن نفسه: (الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) [الحشر:23] .

قال ابن الجوزي في زاد المسير (8/227): فأما المتكبر ففيه خمسة أقوال:

أحدها: أنه الذي تكبر عن كل سوء. قاله: قتادة .

الثاني: أنه الذي تكبر عن ظلم عباده. قاله: الزجاج .

الثالث: أنه ذو الكبرياء، وهو الملك. قاله: ابن الأنباري .

الرابع: أنه المتعالي عن صفات الخلق.

الخامس: أنه الذي يتكبر على عتاة خلقه إذا نازعوه العظمة فقصمهم.

ذكرهما الخطابي -يعني القولين الأخيرين- وقال: التاء في المتكبر تاء التفرد والتخصص، لأن التعاطي والتكلف والكبر لا يليق بأحد من المخلوقين، وإنما سمة العبد الخضوع والتذلل، وقيل: إن المتكبر من الكبرياء الذي هو عظمة الله، لا من الكبر الذي هو مذموم في الخلق. انتهى كلامه

وقال صاحب كتاب (جواهر القرآن) (18/47):

المتكبر الذي تكبر بربوبيته فلا شيء مثله، وقيل: المتكبر عن كل سوء، المتعظم عما لا يليق به من صفات الحدث والذم، وأصل الكبر والكبرياء الامتناع وقلة الانقياد.

وقال حميد بن ثور : (عفت مثل ما يعفو الفصيل فأصبحت بها كبرياء الصعب وهي ذلول) والكبرياء في صفات الله مدح، وفي صفات المخلوقين ذم، وفي الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال -فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى - أنه قال: "الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني في واحد منهما قصمته، ثم قذفته في النار" . وقيل: المتكبر معناه: الكبير، لأنه أجلُّ من أن يتكلف كبراً، وقد يقال: تظلم بمعنى: ظلم، وتشتم بمعنى: شتم، واستقر بمعنى: قر، كذلك المتكبر بمعنى: الكبير، وليس كما يوصف به المخلوق إذا وصف بتفعل إذا نسب إلى ما لم يكن منه ثم نزه نفسه، فقال: سبحان الله أي تنزيها لجلالته وعظمته عما يشركون. انتهى

وقال ابن كثير : وقوله تعالى العزيز أي: الذي قد عز كل شيء فقهره، وغلب الأشياء فلا ينال جنابه لعزته وعظمته وجبروته وكبريائه، ولهذا قال تعالى: (الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) أي: الذي لا تليق الجبرية إلا له، ولا التكبر إلا لعظمته، كما تقدم في الصحيح م 2620: "العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحداً منهما عذبته" . وقال قتادة : الجبار: الذي جبر خلقه على ما يشاء، وقال ابن جرير : الجبار: المصلح أمور خلقه المتصرف فيهم بما فيه صلاحهم، وقال قتادة : المتكبر يعني: عن كل سوء، ثم قال تعالى: (سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) . [الأنترنت – موقع إسلام ويب]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثالثة والأربعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*موقع مفاهيم قرآنية « الجبّار »

قد ورد هذا اللفظ في موارد عشرة في القرآن الكريم ووقع وصفاً له في مورد واحد قال سبحانه : ( المَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ( الحشر / ٢٣ ) وهو من الصفات التي إذا وقع وصفاً له سبحانه يتبادر منه المدح وإذا وصف به غيره يتبادر منه الذم. قال سبحانه : ( كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ) ( غافر / ٣٥ ) وقال سبحانه : ( وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ) ( هود / ٥٩ ) ويمكن توضيح ذلك بوجوه :

قال ابن فارس : الجبر هو جنس من العظمة والعلوّ والاستقامة. فالجبّارُ الذي طال وفات اليد. يقال فرس جبّار ونخلة جبارة

وقال الرازي : الجبّار : العالي الذي لا ينال ، ومنه نخلة جبّارة : إذا طالت وعلت وقصرت الأيدي عن أن تنال أعلاها ، ومنه قوله تعالى : ( إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ ) ( المائدة / ٢٢ ) أي عظماء ، فيقال : رجل جبّار إذا كان متعظّماً متجبّراً لا يتواضع ولا ينقاد لأحد وهذا الاسم في حقّ الله سبحانه يفيد أنّه سبحانه وتعالى بحيث لا تناله الأفكار ولا تحيط به الأبصار ، ولا يصل إلى كنه عزّه عقول العقلاء ، ولا ترقي إلى مبادي اشراق جلاله علوم العلماء ، وهو بهذا المعنى من صفات التنزيه

يلاحظ عليه :

الظاهر أنّ الجبّار بمعنى واحد صفة مدح في حقّه سبحانه ووصف ذمّ في غيره ، وعلى ضوء ذلك فيجب أن يفسّر على وجه يكون نفس المعنى في مورد مدحاً وفي مورد آخر ذمّاً من دون أن يكون هناك معنيان ، وما ذكر من المعاني للجبّار لا يحقّق ذلك المطلوب وإليك البيان :

١ ـ الجبّار : العالي الذي لا ينال                                                                                                       هذا المعنى هو المتبادر ممّا ذكره « ابن فارس » و « الرازي » ولو صحّ لا يحقّق ما هو المطلوب بأن يكون معنى واحد مدحاً في حقّ الواجب وذمّاً في حقّ الممكن ، فإنّ كون الشيء عالياً لا ينال مدح على كلّ حال ، وتعليل كونه ذمّاً في حقّ الممكن بعدم كونه كذلك ، لا يستلزم كونه وصف ذمّ في ذلك المورد وإلاّ يلزم أن يكون وصف العالم في حقّ الجاهل وصف ذمّ إذا ادّعى لنفسه.

٢ ـ الجبّار : العظيم الشأن في الملك

وهذا هو المستفاد من كلام الطبرسي حيث قال : الجبّار ب‍ « العظيم الشأن في الملك » ولا يستحق أن يوصف به على الاطلاق إلاّ الله تعالى ، فإن وصف به غيره فإنّما يوضع اللفظ في غير موضعه فيكون ذمّاً ».

يلاحظ عليه : بنفس ما لوحظ به على كلام الرازي ، فإنّ ما ذكره من المعنى صحيح في حقّ البارئ سبحانه ، إنّما الكلام في وجه كونه وصف ذم في حقّ غيره فالظاهر من الآيات أنّه كذلك بنفس معناه وصف ذم لا لكون المبدء غير موجود فيهم. فكم فرق بين كون الشيء وصف ذمّ ، وبين كونه في حدّ ذاته مدحاً ، ولكنه لأجل كونه مدعياً لما ليس فيه وصف ذمّ.

٣ ـ « الجبّار » : من يصلح الشيء بضرب من القهر

هذا المعنى يظهر من « الراغب » في مفرداته. قال الجبر : إصلاح الشيء بضرب من القهر ، وقد يقال في الاصطلاح المجرد مثل قوله علي عليه‌السلام : « يا جابر كل كسير »  ويطلق على الإنسان بمعنى من يجبر نقيصته بادعاء منزلة من التعالي لا يستحقّها. وهذا لا يقال إلاّ على طريق الذم

أقول : ما ذكره محتمل في حقّه سبحانه ويمكن تقريره بوجه واضح وهو أنّه سبحانه وتعالى باعتبار جمع شتيت اُمور خلقه ، ولمّ شعثهم

وشعب ما تفرّق عنهم ، واستصلاح ما فسد منهم ، ورتق ما فتق منهم ، فهو جبّار من في السموات ومن في الارض دائماً

 [الأنترنت – موقع مفاهيم قرآنية - المؤلف: الشيخ جعفر السبحاني]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الرابعة والأربعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : الجبار» ملاذ المظلومين

*«الجبار» ملاذ المظلومين ولا تستعمل إلا تحقيقاً للخير أو دفعاً للشر

اسم الله “الجبار” من أسماء التعظيم والتنزيه، يدل على معاني العظمة والكبرياء، وهو في حق الله وصف محمود، ومن معاني الكمال والجمال، وفي حق العباد مذموم من معاني النقص، فالله الجبار أمره هو النافذ، والجبار هو المصلح لكل الأمور، المظهر لدين الحق، الميسر لكل عسير، الجابر لكل كسير.

ومن معاني الجبار انه كثير الجبر نوعا وكما، وهو في اللغة صيغة مبالغة من اسم الفاعل الجابر، وأصل الجبر إصلاح الشيء بضرب من القهر، ومنه جبر العظم أي أصلح كسره، وجبر الفقير أغناه، وجبر الخاسر عوضه، وجبر المريض عالجه، ويستعمل الجبر بمعنى الإكراه على الفعل والإلزام بلا تخير.

وهو سبحانه الذي يجبر الفقر بالغنى والمرض بالصحة، والخيبة والفشل بالتوفيق والأمل، والخوف بالأمن، متصف بكثرة جبره حوائج خلقه، مشيئته نافذة في ملكه، فلا غالب لأمره ولا معقب لحكمه فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.

واسم الله الجبار يدل على ذات الله وعلى صفة الجبروت، والإجبار بمعنى الإصلاح أو قهر الخلائق على مشيئته، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول بين السجدتين: “اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني”.

وورد اسم “الجبار” في القرآن الكريم في موضع واحد، وهو قوله تعالى: “هو

 الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون” “الحشر:23”.

*دفع الشر: وقد ورد في السنة، كما في صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر أنه قال، سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو على المنبر يقول: “يأخذ الجبار سماواته وأرضه بيده، وقبض بيده، فجعل يقبضها ويبسطها، ثم يقول أنا الجبار، أين الجبارون، أين المتكبرون”.

ويعرف العلماء الجبار بأنه العالي، الذي لا ينال جانبه، ولا تستطيع أن تغلبه،

هو من لا يرقى إليه وهم، ولا يشرف عليه فهم، ولا يلحقه إدراك، ينفذ أمره في كل شيء، ولا ينفذ فيه أمر شيء، من أصلح الأشياء بلا اعوجاج، وأمر بالطاعة بلا احتياج، وهو الذي جبر عباده الطائعين له بأن يتولاهم برعايته وحفظه فيشعروا بأنه عز وجل معهم في كل وقت وحين.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخامسة والأربعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : ومن معاني الجبارالقاهر

ومن معاني الجبار أيضا أنه سبحانه وتعالي قاهر، يدين له كل شيء ويخضع له من سواه، والجبر بهذا المعنى ليس وصفا ذميما في حق الله عز وجل، لأنه تبارك وتعالى منزه عن كل ما يناقض كماله المطلق، فالجبروت البغيض المذموم هو أن تقهر إنسانا على ما لا يريد، والحق تبارك وتعالى لا يفعل ذلك، وإذا قهر جل وعلا مخلوقا على شيء فإن في هذا القهر مصلحة حتى وإن عجزنا عن إدراكها.

إن الجبر الإلهي بكل معانيه صفة من صفات الكمال الإلهي المطلق، ولا يستعمل الحق جل وعلا جبروته في موضع إلا تحقيقاً لخير أو دفعاً لشر،   وهو سبحانه مستحق للحمد على جبروته كما هو مستحق الحمد على رحمته

 ومغفرته وكرمه. الجبار الذي يجبر فقر الخلق ويكفيهم أسباب المعاش والرزق، الذي يجبر المنكسرين، هو الذي يجبر من يلجأ إليه بكسره.

وأصل كلمة “الجبار” كلمة “جبيرة”، ومن دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، “يا جابر كل كسير”.

*خير ومصلحة  : نلاحظ أن كلمة “جبار” في حياة الناس مذمومة، لكن “الجبار” سبحانه وتعالى كلمة كلها خير ومصلحة لأنه يرد للمظلومين حقوقهم، فهو جبار للمنكسرين، على الكاسرين، يقصم الظالمين.

قال ابن قيم الجوزية، “الجبار” له ثلاثة معان، أحدها: انه الذي يجبر الضعفاء

من عباده، ويجبر كسر القلوب المنكسرة من أجله، الخاضعة لعظمته وجلاله، فكم جبر سبحانه من كسير وأغنى من فقير وأعز من ذليل وأزال من شدة، ويسر من عسير، وكم جبر من مصاب فوفقه للثبات والصبر.

والمعنى الثاني: انه القهار الذي دان كل شيء لعظمته وخضع كل مخلوق لجبروته وعزته، فهو يجبر عباده على ما اراد مما اقتضته حكمته ومشيئته فلا يستطيعون الفكاك منه.

والثالث: انه العلي بذاته فوق جميع خلقه، فلا يستطيع احد منهم أن يدنو منه.

وقال ابن عثيمين: الجبار له ثلاثة معان، الأول: جبر القوة، فهو سبحانه وتعالى الجبار الذي يقهر الجبابرة ويغلبهم بجبروته وعظمته، فكل جبار وإن عظم فهو تحت قهر الله عز وجل وجبروته وفي يده وقبضته.

الثاني: جبر الرحمة، فإنه سبحانه يجبر الضعيف بالغنى والقوة، ويجبر الكسير بالسلامة، ويجبر المنكسرة قلوبهم بإزالة كسرها، وإحلال الفرج والطمأنينة فيها، وما يحصل لهم من الثواب والعاقبة الحميدة إذا صبروا على ذلك من أجله.

الثالث: جبر العلو فإنه سبحانه فوق خلقه عال عليهم، وهو مع علوه عليهم

قريب منهم يسمع أقوالهم، ويرى أفعالهم، ويعلم ما توسوس به نفوسهم.

وإذا دعا الداعي، فقال: اللهم اجبرني، فإنه يريد هذا الجبر الذي حقيقته إصلاح العبد ودفع المكاره عنه.

ودعاء العبادة هو مظهر الخضوع لجبروت الله، توحيدا له في اسمه الجبار، فينفي الموحد عن نفسه التجبر، ويقينه بأن الله هو الجبار يجعله دائم الانكسار والافتقار مداوما على التوبة والاستغفار رغبة في ربه أن يجبر كسره وأن يغفر ذنبه وأن يديم فقره إليه، وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فسمعه حين كبر قال: “الله أكبر ذو الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة” [ الأنترنت – موقع الإتحاد - أحمد محمد (القاهرة) ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السادسة والأربعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: واستفتحت الرُّسل على قومها: أي

استنصرت الله عليها  ( وخاب كل جبار عنيد ) ، يقول: هلك كل متكبر جائر حائدٍ عن الإقرار بتوحيد الله وإخلاص العبادة له. و " العنيد " و " العاند " و " العَنُود " ، بمعنى واحد .

ومن " الجبار " ، تقول: هو جَبَّار بَيِّنُ الجَبَريَّة ، والجَبْرِيَّة ، والجَبْرُوَّة ، والجَبَرُوت. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.   [الأنترنت – موقع تفسير الطبري {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } ]

*أول جبار في الارض النمرود:

 أول جبار في الأرض هو النمرود بن كوش بن حام بن نوح عليه السلام الذي ذُكر في التوراة وفي القرآن الكريم، وحكم بابل في العراق، وكان طاغيةً وجبارًا على أهل الأرض، فيذكر العديد من المؤرخين المسيحيين أن النمرود هو الذي أشرف على بناء برج بابل بغية الوصول إلى السماء؛ وتعد فكرة بنائه حمقاء يستحيل إكمالها على مر العصور، وقد تحدّاه سيّدنا إبراهيم -عليه السّلام- كما جاء في سورة البقرة، وسورة الأنبياء، فحدث كلام ومناظرة بينه وبين سيّدنا إبراهيم -عليه السلام-، وكان ذلك بعد أن حطّم سيدنا إبراهيم الأصنام؛ إذ ادعى النمرود لنفسه الربوبية بعد إقامة الحجة على قومه بعجز الأصنام عن النفع والضرر والقصور والنطق، وبعد إنكارهم لعبادة الأوثان والدعوة للتوحيد؛ فأخبره سيّدنا إبراهيم -عليه السلام- أن الله هو الذي يحيي ويميت، فأنكر النمرود وتكبر قائلًا: أنا أحيي وأميت؛ إشارة منه إلى مقدرته على القتل أو الصفح بحق شخصين حكم عليهما بالقتل وكأنه أحيا هذا وأمات هذا، ولكنَّه سرعان ما بهت من عجزه بإتيان الشمس من المغرب ردًا على إبراهيم الحنيف حين قال له أن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب، وتجلّت قدرة الله في تعذيبه هو ومن كفر معه، بإرسال ذباب كثير لا يُحصى عدده أكلت لحوم قومه ودماءهم وتركتهم عظامًا، أمّا النّمرود فإن الله عذبه بدخول ذبابة في أنفه دامت سنوات عديدة حوالي 400 عام سببت له أذىً كثيرًا لدرجة الجنون، فكان يضرب رأسه بقوّة في المطارق والنّعال، مما أدّى إلى هلاكه وموته ذليلًا

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السابعة والأربعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*طغاة وجبابرة في الأرض

   نبوخذ نصّر: هو أحد ملوك بابل في العراق، ولد في القرن السابع قبل الميلاد، وكان واحدًا من الزعماء الكلدانيين الجبّارين الطغاة، وقد أعلن عن نفسه ملك بابل بعد التحالف ضد الإمبراطورية الآشورية إذ قاد ثورة ضد الحكم الأشوري عام 626 قبل الميلاد، ونجح في تدمير مدينة نينوى عام 612 قبل الميلاد، وحاول الذهاب إلى الشّام، فطلب منه أهل الشام الصلح من شدة خوفهم منه، وقدَّموا له الهدايا والأموال والكنوز الثّمينة، ثم غادر الشّام وذهب إلى بيت المقدس التي كان يحكمها ملك من أبناء داوود عليه السلام، وطلب أيضًا الصلح وقدّم له الكثير من الهدايا، وقبل بالهدايا والصلح وتركهم، ولكن بني إسرائيل احتجّوا على الصلح وقتلوا ملكهم من نسل داوود، وعاد إليهم نبوخذ نصر، وعذبهم وتجبّر بهم وقتل الكثير منهم، وأخذ ممتلكات أهل بيت المقدس من أموال وأطفال وأعطاها لأهل بابل[٤].

*فرعون:  الذي طغى في الأرض، وكان يتجبّر في قومه، إذ كان يعد الأرض ملكًا له، ونصّب نفسه إلهًا على الأرض وألزم النّاس بعبادته، إذ أمر فرعون بقتل الذّكور من قومه، ولكن عندما خاف على قومه من الفناء أمر بذبح الذّكور عامًا وتركهم عامًا آخر، فكان ميلاد موسى في العام الذي فُرض فيه القتل، فوضعته أمّه في صندوق وألقته في البحر، ودارت الأحداث ووصل موسى إلى فرعون، وربّاه فرعون وكان دائمًا على خلاف معه لبعده عن عبادة الله، وبعث الله موسى وأخيه هارون لهداية فرعون للدّين الإسلامي، وأيّده الله بالمعجزات؛ ومنها العصا التي تحوّلت إلى أفعى وكانت تبلع حبالهم وعصيّهم، واليد البيضاء التي وضعها في جيبه، وتحدّى فرعون لكن فرعون تكبَّر وكذَّب موسى وهارون، وعذَّب قومه الذين اتبعوا موسى وآمنوا بالله تعالى، وقطع أيديهم وأرجلهم وكان يصلبهم على شجر النّخيل، إلا أن موسى انتصر على فرعون، وأمر الله عز وجل موسى بالخروج من مصر هو ومن تبعه من المسلمين ليلًا، فكشفهم فرعون وتبعوه ومن معه حتى وصلوا إلى البحر، فأمر الله موسى بضرب البحر بالعصا التي معه فإذا بالبحر ينفلق ليصبح ممرًا يعبر من خلاله موسى ومن معه، وبعدما عبروا جميعًا، أعاد الله البحر كما كان فغرق فرعون وقومه وأُهلكوا جميعًا، وتوعَّد الله عز وجل أن تبقى جثة فرعون عبرةً لمن يتكبر عليه

 *آرئيل شارون: وزير الدفاع الإسرائيلي والمسؤول عن إبادة الآلاف من المدنيين الفلسطينين في مذبحة تدعى صبرا وشاتيلا حدثت عام 1982 في مخيم اللاجئين الفلسطينين صبرا وشاتيلا الواقع في لبنان، فقد أمر شارون الميليشيات الإسرائلية بقتل المدنيين وكان من بين القتلى أطفال ورضّع ونساء وحوامل وكبار سن، وتشير التقديرات أن عدد الضحايا الذي صرح به فقط من 700-800 ألف ضحية، وتجدر الإشارة إلى أنه خلال فترة ولاية شارون كرئيس للوزراء، قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 1430 مدنيًا فلسطينيًا إلى جانب ارتفاع عدد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية ومرتفعات الجولان من حوالي 38,8000 إلى 46,1000 مستوطن إسرائيلي غير قانوني[ الأنترنت – موقع حياتكِ - من اول جبار في الارض ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثامنة والأربعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : عبادة جبر الخواطر:

 يظن الكثير منا أن العبادات هي الصلاة والصيام والزكاة فقط ،لكن مفهوم العبادة يتسع لكل قول أوفعل يرضي الله سبحانه وتعالى؛ كما عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله -بقوله: العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة .

وهناك عبادات أصبحت خفية -ربما لزهد الناس بها وغفلتهم عنها- وأجر هذه

العبادات في وقتها المناسب يفوق كثيراً من أجور العبادات والطاعات، ومن هذه العبادات عبادة “جبر الخواطر”.

وجبر الخواطر بمعنى أن الإنسان منا تعتريه بعض حالات الضعف ، إما أن يكون مريضا أو خسر في تجارة أو عليه ديون أو حدث له

حادث أو كربة أو وفاة قريب ….الخ ، كل هذه من المواقف الصعبة التي يمر بها الإنسان ،في هذه المواطن يحتاج الواحد منا إلى أن يسمع كلمة تواسيه وتأخذ بخاطره أو تخفف عنه مصابه ، وهذا ما نتكلم عنه ( عبادة جبر الخواطر )

والجبر كلمة مأخوذة من أحد أسماء الله الحسني “الجبار” فهو سُبْحَانَهُ “الذِي يَجْبُرُ القلب الكسير فكم من فقير أغنى ، وكم من عليل أصح بدنه ، وكم من ضعيف جبر كسره سبحانه وتعالى، فهو الذي يجبر قلوب المنكسرين والمحرومين .

والمسلم حينما يتصف بهذه الصفة فإنما يدل ذلك على قوة إيمانه لأنه يتعامل مع الله ، لا مع الخلق ، يرضي الله عز وجل في الضعيف والمسكين ، عندما أؤدي خدمة لشخص غني أو ذو وجاهة فلا شك في الأغلب أني ابتغي من وراء ذلك رضاه ،أو منفعة دنيوية عساني أحتاج إليه بيوم من الأيام ، لكن حينما أساعد الفقير واليتيم والمحتاج والمنكسر فهنا يتحقق معنى الإخلاص لله ، فأنا لا أبتغي بمساعدته إلا وجه الله ، قال تعالى : -( وكان الله شاكرا عليما )- [النساء/147] فهذا يدل على قوة إيمان صاحبه وسعة صدره ، وسلامة عقله ، وهذا ماكان عليه نبينا المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم في مواقف عديدة سنذكرها .

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التاسعة والأربعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : جبر الخواطر في القرآن الكريم : أشار القرآن الكريم لهذه العبادة في عدة مواضع منها :

1-قوله تعالى : {فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } يوسف:15، وفي تفسيرهذه الآية يقول ابن كثير : يقول تعالى ذاكرا لطفه ورحمته وعائدته وإنزاله اليسر في حال العسر : إنه أوحى إلى يوسف في ذلك الحال الضيق ، تطييبا لقلبه ، وتثبيتا له : إنك لا تحزن مما أنت فيه ، فإن لك من ذلك فرجا ومخرجا حسنا ، وسينصرك الله عليهم ، ويعليك ويرفع درجتك ، وستخبرهم بما فعلوا معك من هذا الصنيع .

فكان هذا الوحي من الله سبحانه وتعالى لتثبيت قلب يوسف -عليه السلام- ولجبر خاطره؛ لأنه ظلم وأوذي من أخوته .

2- قوله تعالى : {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }القصص:85

 خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة التي ولد فيها ونشأ خرج منها وهو يقول : ” إني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إلى نفسي ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ” فاحتاج في هذا الموقف الصعب وهذا الفراق الأليم إلى شيء من المواساة والصبر، فأنزل الله تعالى له قرآنا مؤكدا بقسم؛ إن الذي فرض عليك القرآن وأرسلك رسولا وأمرك بتبليغ شرعه سيردك إلى موطنك مكة عزيزا منتصرا وهذا ما حدث بالفعل.

3- فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ:قال تعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم : {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} سورة الضحى9-10 ،

أي طفل صغير حينما يشعر بالخوف من شيء ينادي على أبيه أو أمه ، لكن اليتيم على من ينادي فأنت إذا أخذت هذا اليتيم ورحمته وتلطفت معه ، وقلت له كلمة طيبة كل هذا سيكون له مفعول كبير ، فرق بين قهر اليتيم الذي لا أب له يؤويه ويكفيه وبين اليتيم الذي يشعر أن كل فرد من أفراد الجتمع أبا له وكل امرأة أما له .

وقوله تعالى (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} كلمة السائل تشمل الذي يسأل عن جهل أومن يسأل من فقر ، فإذا سألك سؤالا عن شيء يجهله ، أو يسأل مساعدة مالية قرض أو صدقة ، فلا تنهر : لا ترد ردا غليظا ، أو تتهمه بأنه كاذب ، قال تعالى : -( قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم )- [البقرة/263] فمجرد التلطف مع السائل فيه مغفرة من الله ، ثم الله مطلع على ما في القلوب وهل هو صادق محتاج أم كاذب محتال ، وكذلك إذا سألك من يجهل أمرا فتدله وترشده إلى شخص متخصص او موقع على الانترنت أو مكان …الخ فهذا من المساعدة ، وكذلك المعلم لا داعي لاتهام السائل بالغباء وقلة الفهم ، هذا كله من جبر الخواطر الذي أمرنا به .

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخمسون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : جبر الخواطر في القرآن الكريم : أشار القرآن الكريم لهذه العبادة في عدة مواضع منها :

4- ولا يحض على طعام المسكين:

وديننا علمنا إذا لم تنفق وتعطي المسكين فحض على إطعامه وعد عدم الحض على إطعام المسكين معصية يعاقب عليها قال تعالى في شأن أصحاب الشمال : -( إنه كان لا يؤمن بالله العظيم -( ولا يحض على طعام المسكين )- [الحاقة33 /34] ومعنى ذلك ان من كان لا يملك مالا ينفقه صدقة على المسكين فإنه يجب عليه أن يحض من يملك لإطعام المسكين .

أما عن جبر الخواطر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم :

1- جبر الله بخاطر نبيه في أمته :

تلا النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ في إبراهيمَ : { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } إبراهيم :36

وقال عيسى عليه السلام : {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم} المائدة: 118 (فرفعَ يديهِ وقال اللهمَّ ! أُمَّتي أُمَّتي وبكى . فقال اللهُ عزَّ وجلَّ : يا جبريلُ ! اذهب إلى محمدٍ، – وربُّكَ أعلمُ -، فسَلهُ ما يُبكيكَ ؟ فأتاهُ جبريلُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ فسَألهُ. فأخبرهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بما قالَ . وهو أعلمُ . فقال اللهُ : يا جبريلُ ! اذهبْ إلى محمدٍ

 فقلْ : إنَّا سنُرضيكَ في أُمَّتكَ ولا نَسُوءُكَ .

2- قصة رسول الله مع أبي أمامة :

ومن معرفتنا لحياته صلى الله عليه وسلم نعلم يقينا أنه كان حسن الخلق ،وكان كما قال الله عز وجل -( وإنك لعلى خلق عظيم )- [القلم/4] فكان يتفقد أحوال أصحابه ؛ فقد دخل -عليه الصلاة والسلام- ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال :”يا أبا أمامة، مالي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني، وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله -عز وجل- همك، وقضى عنك دينك، قلت: بلى يا رسول الله؟ قال:قل إذا أصبحت، وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم، والحزن، وأعوذ بك من العجز، والكسل، وأعوذ بك من الجبن، والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين، وقهر الرجال، قال أبو أمامة: ففعلت ذلك، فأذهب الله -عز وجل- همي وقضى عني ديني”.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الواحدة والخمسون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : أما عن جبر الخواطر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم :

3- قصة النبي مع زاهر : كان أحد الصحابة  من سكان البادية (الصحراء) اسمه زاهر وكان الرسول  صلى الله عليه وسلم يقول :” زاهر باديتنا ونحن حاضروه ” وكان يأتي النبي  صلى الله عليه وسلم  ببعض الهدايا ، ويبادله الرسول صلى الله عليه وسلم  بعض الهدايا ؛ فكان إذا نزل المدينة يبدأ أولا فيمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ينطلق إلى السوق ، وجاء زاهر مرة ولم يجد النبي صلى الله عليه وسلم  فانطلق إلى السوق ، وأُخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقدوم زاهر ، فذهب حتى أتى زاهر من خلفه ، واحتضنه ، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم ينادي قائلا :  من يشتري العبد ؟ من يشتري العبد ؟

 وزاهر يقول : اتركني اتركني حتى عرف زاهر الرسول صلى الله عليه وسلم من صوته فقال : إذن تجدني كاسدا يارسول الله ،قال : ولكنك عند الله لست بكاسد .

أنت عند الله لك وزن وقيمة وهذا من جبر الخواطر ، البعض دائما يكثر من

الاستهزاء بالغير والاستخفاف بهم ، أنت لا تساوي شيئا …أنت وجودك

كعدمه …انت إنسان نكرة ….الخ .

إذا كان هو كذلك فماذا عنك ؟ هل أنت من طينة غير طينة سائر البشر ؟!

قصة ابن مسعود لما صعد على شجرة الآراك : يحكي عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان يجتني سواكاً من الأراك، وكان دقيق

الساقين، فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم منه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مم تضحكون؟) ، قالوا: يا نبي الله من دقة ساقيه، فقال: (والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أُحُد)

هذه الساق التي تضحكون عليها قام صاحبها بأعمال كثيرة : فهو من السابقين للإسلام الساعين إلى المساجد وإلى الخيرات ومن القائمين بالليل ، فوزن أعمال هذه الساق التي تضحكون منها عند الله أثقل من جبل أحد سبحان الله العظيم !!

وهذا فيه منقبة لعبد الله بن مسعود من جهة وجبرا لخاطره وإعلاء لشأنه ومكانته بين الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين .

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية والخمسون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : أما عن جبر الخواطر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم : انتبه لمرض الانتقاص الدائم ممن حولك :

ومن الآفات التي في بعض المجتمعات موضوع الانتقاص الدائم ممن حولك، وكل من تتعامل معه، هذا يولد كبتا وعقدا نفسية وإثارة للأحقاد والشحناء ، وبعض الناس يعتقد أنه لن يتميز إلا بذم غيره، لن يعلو إلا بإذلال غيره ، لن يصل إلى مرحلة من العلم أو مكانة مرموقة بالشركة أو المؤسسة التي يعمل بها إلا إذا سفه الجميع دونه ليبقى هو صاحب العقلية الفذة المتفردة الملهم العبقري الموهوب …الخ ، وهذا نوع من أنواع الكبر ، إنما السعيد من أسعد غيره ،لأنك إذا أسعدت نفسك فأنت شخص ، لكن ماذا إذا أسعدت عشرة ؟ عشرين ؟ مائة ؟ ألف ؟ فكلما زاد عدد من تسعدهم زادت سعادتك .

الأنانية لا تجلب إلا الحقد والشحناء ، الأنا لما تتضخم ويصيبها الورم تؤدي إلى أن يكون الإنسان منبوذا مكروها في كل مكان يحل فيه ، أما لين الجانب الذي يجبر بالخاطر ويقدر من حوله ويرى في الناس أطيب ما فيهم ويمدحهم على ذلك هذا إنسان إذا غاب افتقده الناس ،وإذا مرض زاره الناس ، وإذا مات ترحم عليه الناس .

أما الصنف الآخر فإذا أصابته مصيبة سألوا الله أن يهلكه وأن يزيده من البلاء والعقاب لأنهم أصبحوا في راحة من أذاه ،فكن يا أخي من الذين إذا غابوا تفقدهم الناس وسألوا عنه .

وهذا الحب لن يأتي بالأموال أو بقوة الجند والعسكر ؛ هذا بالأخلاق الحسنة

إن أردت أن تسود بين الناس وأن تكون سيدا ولك مكانة في القلوب فهذه

لن يكون إلا بالأخلاق وهذه لا تباع ولا تشترى .

وأنبه إلى أن بعض الأزواج يجعل فاكهة المجلس مع أصدقائه الاستهزاء بزوجته ويحدث العكس أيضا بان تجعل بعض الزوجات زوجها مادة للنكتة والضحك ، ودائما عنده زوجته امرأة فيها وفيها فهي زوجة فاشلة لا تقوم بفعل شيء...

وكذلك بعض الزوجات تقول لزوجها أنت لست رجلا …أنت نكرة وسط

الرجال ….وأسوأ زوج في العالم ووو….الخ ، هذا كله مما يزيد من تنافر النفوس وتباغضها .

دائما المسلم إيجابي في كل شيء إذا وقع بصره على شيء طيب يتكلم عنه ويكبره وينميه ويزيده ويثني عليه ، أما الشيء السيء فيعالجه

بهدوء ولطف كما قلنا من قبل كلمة الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله : إذا أردت أن تنصح أحدا فقم بعملية 3×1 ومعناها أن تذكر ثلاثة مميزات مقابل شيء سيء واحد في الشخص الذي تنصحه لأنك إذا ابتدأت بالعيوب قفلت النفس ومن يسمعك سيسد أذنه عن سماع نصيحتك ، لكن إذا قلت له : انت شخص متميز وناجح … لكن فيك عيب صغير هو كذا وكذا.            الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثالثة والخمسون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : أما عن جبر الخواطر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم :

4- نعم الرجل عبد الله: والنبي صلى الله عليه وسلم قال لابن عمر : (نعم الرجل عبد الله لو كان يقيم الليل )

وسمع ابن مسعود ” زازان” الذي كان رجلا  حسن الصوت يغني ، وفى يوم

مر عبد الله بن مسعود بجوار مجلسه فسمعه وهو يغني ، فقال ما أجمل هذا

 الصوت لو كان بكتاب الله!!! وبلغت الكلمة زازان فتأثر بها جدا، وكانت سببا لتغيير مجرى حياته وذهب لعبد الله بن مسعود تائبا باكيا… فبشره أن الله يحبه فدهش زازان وقال كيف؟ فقال له (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) واتجه الرجل بعدها للقرآن .

كلمة غيرت حياة شخص وأدارت الدفة إلى الجهة الأخرى ، جبر الخواطر والله كلمة واحدة قد تسير مسار حياة إنسان ، لأن قائلها قالها بإخلاص ولطف ومراعاة لكيفية التعامل مع الشخص الذي تكلمه فتغير مجرى حياته تماما ، وكثير والله من الأمراض النفسية سببها الكثير من المواقف السيئة والسلبيية التي مر بها إنسان بكلمة أو سب وشتم أو غلظة من شخص ؛ فديننا يعلمنا كيف نرى الجميل في الناس ونجبر بخواطرهم .

 5- يا أبا عمير، ما فعل النغير؟ :وحتى الأطفال كان لهم من جبر الخاطر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيب فعن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله ـصلى الله عليه وسلم ـ أحسن الناس خلقاً ، وكان لي أخ يقال له: أبو عمير ، قال: فكان إذا جاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فرآه قال: يا أبا عمير، ما فعل النغير -طائر صغير كالعصفور-؟ قال: فكان يلعب به ) حينما يأتيك طفل يشتكي ألما أو أذى أصابه لا داعي للغلظة مع الطفل ورده ردا غليظا أو دفعه بقوة ليتركك

 وشأنك فقد علمنا الرسول التلطف مع الأطفال سبحان الله العظيم !!

أمثلة أخرى لجبر الخواطر :

1- السؤال عن المريض : السؤال عن المريض وزيارته والدعاء له ، وقد اجتمعت عليه ألم الوحدة وألم المرض ، كذلك الاهتمام بشؤونه التي عجز عنها لمرضه هذا كله من جبر الخواطر.

وأذكر أن أحد إخواننا أجرى عملية جراحية فانطلق الإخوة يزورونه كل يوم يزوره مجموعة منهم وطبعا لما تذهب للمستشفى تحتاج للسؤال عن غرفة المريض فأحد الإخوة يقول : أنه مجرد أنه استوقف إحدى الممرضات ليسألها قالت له تريد فلان ؟ قال نعم كيف عرفت ؟ قالت لا أحد يسأل إلا عنه ، كل من يأتي إلى هنا يأتي ليسأل عنه ، فإنا أريد أن أسألك هل فلان هذا وزير مثلا وانا لا أعرفه ؟ فالحمد لله على نعمة الإسلام إذا مرض أخونا نزوره ونخفف عنه ونواسيه وندعو له .

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الرابعة والخمسون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : أما عن جبر الخواطر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم : أمثلة أخرى لجبر الخواطر :

2- المواساة في العزاء : أيضا في حال العزاء قد يفوتك الفرح لكن لا يفوتك العزاء،لأن الناس لا ينسون أبدا من واساهم وخفف عنهم بكلمة أو أخذ بأيديهم ، وقديما قالوا : ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط .

3- المواساة في الشدائد: أيضا المواساة عند الشدائد والكربات المختلفة ،

 أساعد بمعرفتي بمحامي أو محاسب أو مكتب كذا وكذا …الخ ، فهذ كله من

جبر الخواطر، لأني انتزعه من حيرته وأخرجه أو أساعد في إخراجه من ورطته

4-الهدية: أيضا من جبر الخواطر الهدية وخاصة في المناسبات السعيدة ، وهذه لها أثر معنوي كبير.

والهدية ليس في قيمتها إنما في رمزيتها ، أنك تذكرتني وأني على بالك ، والهدية من أسباب زيادة المحبة لقوله -صلى الله عليه وسلم-: “تهادوا تحابوا” والمواقف الطيبة لا تنسى وتحفر في الذاكرة .

5- التهنئة والبشاشة والمعانقة : أيضا من جبر الخواطرالتهنئة والبشاشة والمعانقة

 وأن تأخذ على يده ، بعض الناس بارد المشاعر بصورة

مقززة ؛إذا سلم يصافحك بطرف يده إذا احتضنك كان حضنا باردا باهتا ، وكأنه يخاف أن تعديه بالبرد ، فينبغي أن تكون المصافحة قوية ، والحضن فيه مشاعر بقوة وتشعره بإخوتك ومحبتك .

ولا يغيب عنا مشهد كعب بن مالك أحد الثلاثة الذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بغزوة تبوك فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بهجرهم واستمر ذلك مدة خمسين يوما ، فلما نزلت توبته حكى كعب عن تهنئة المسلمين له على التوبة، فقال:

 “قام إليَّ طلحة بن عبيد الله يهرول، حتى صافحني وهنأني، والله ما قام إليّ رجل من المهاجرين غيره، ولا أنساها لطلحة” (إضافة للفائدة ) ما الذي ميز موقف طلحة ؟

في هذا الموقف ، معلوم أن كعب بن مالك ورفقاءه الثلاثة -ممن خُلِّفوا- قد عانوا مقاطعة النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين لهم على مدى خمسين يومًا وليلة. فلما تاب الله عليهم، وذهب كعب إلى المسجد النبوي، إذا بطلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- يبادر مسرعا بمعانقته وتهنئته لدرجة أن كعباً يحكي هذه التجربة لولده، دون أن يُغفل ذكر موقف طلحة -رضي الله عنه- فنلاحظ هنا عمق الأثر الذي تركه هذا العمل على قلب كعب -رضي الله عنه-، حيث كان في أّمَسِّ الحاجة لإحساسه بالانتماء والقرب من إخوانه من المسلمين، بعد أكثر من شهر من المقاطعة التامة.  [الأنترنت – موقع الراشدون - عبادة “جبر الخواطر”]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخامسة والخمسون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*عبارات عن جبر الخواطر:

# شعورنا بمن يهتم لأمرنا فيحزن لحُزننا ويشاركنا فرحنا من الأمور الجميلة التي نسعى للبحث عنها وتحريها في أصدقائنا وأهلنا وكل من تربطنا به علاقة أو زمالة، فما أجمل أن تجد من يواسيك في ضيقك ويخفف عنك آلامك ويحرص على عدم إيذائك ويسارع لتغيير الحالة السيئة التي تمُر بها، وهذه كلها وغيرها تأتي ضمن جبر الخواطر مراعاة مشاعر الآخرين والحرص على عدم إيذائهم من أهم ما يمكن أن نقوم به ضمن جبر الخواطر للآخرين من حولنا.

# لا تيأس إذا تعثرت أقدامك ،وسقطت في حفرة واسعه .. فسوف تخرج منها وأنت أكثر تماسكا وقوة .. والله مع الصابرين

# لا تستخفن بأي شيء من جبر الخواطر مهما قل،كلمة أو إشارة،فالقليل منك كثير .

# لا خَيلَ عِندَكَ تُهديها وَلا مالُ  ***** فَليُسعِدِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ

 # “وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا”. النساء: 8

# {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} سورة الضحى9-10

# لا تحزن إذا جاءك سهم قاتل من أقرب الناس إلى قلبك .. فسوف تجد من ينزع السهم ويعيد لك الحياة و الابتسامة

# لا تقف كثيراً على الأطلال خاصة اذا كانت الخفافيش قد سكنتها والأشباح عرفت طريقها.. وابحث عن صوت عصفور يتسلل وراء الأفق مع ضوء صباح جديد

# إذا أغلق الشتاء أبواب بيتك .. وحاصرتك تلال الجليد من كل مكان .. فانتظر قدوم الربيع وافتح نوافذك لنسمات الهواء النقي.. وانظر بعيدا فسوف ترى أسراب الطيور وقد عادت تغني .. وسوف ترى الشمس وهي تلقي خيوطها الذهبيه فوق أغصان الشجر .. لتصنع لك عمراً جديداً وحلماً جديداً .. وقلباً جديداً                                                                    # عندمــا يكـون الانســان على حافــة الإنهيــار يحتــاج إلـى الحنــان آكثــر مـن حاجتــه الـى النصــائح والعتــب …!!

# عًنَدِما يقَتربِ منَا أحدِهم ويُطلعنَا عًلى أسٌرآره بِڳل طِيبِة قَلبِ ، أقَل مًا يُمًڳُننَا أنَ نَقَدِمه له هوٌ ألا نَجُعله يُنَدِم على ذلك

# رُبمَا ؛ تختلف أطباعِنا ، لكننا جميعاً نريد الاهتمام !

# مَهما كَان ،الإنسَان قَوي يمُر أحيَاناً بِ لحَظات يَشعُر فِيها بِ الضعِف فَ يَبحث عَن الإحتِواء

# أحياناً تسَامح النَاس لأنكْ بِبسَاطة تُريدهُمْ أنْ يَبقُوا جُزء مِنْ حَياتكْ

# اللهم اجبر خواطرنا بفرج قريب ومغفرة واسعة … إنك سميع قريب.

# نصل بكم إلى نهاية هذه المجموعة من عبارات عن جبر الخواطر قصيره والتي تحصلنا عليها وسُقناها لكم في صفحتنا هذه، لما يمثله جبر الخواطر من قيمة كبيرة وخُلق عظيم يترك أثره في نفوس الآخرين ويُعزز المحبة ما بين أفراد المجتمع.

[ الأنترنت – موقع المحيط – تويتر-  عبارات عن جبر الخواطر قصيره- بواسطة : محمود سليمان]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السادسة والخمسون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*نماذج عملية لجبر الخاطر:

*ومن واقعنا العملي نماذج كثيرة شرعها ديننا الحنيف لجبر الخواطر وتطييب النفوس، لأجل ذلك كان من السنة تعزية أهل الميت

وتسليتهم ومواساتهم وتخفيف الألم الذي أصابهم عند فقد ميّتهم.

*وكذلك عند مشاهدة بعض الفقراء أو اليتامى شيئا من قسمة الميراث فمن

الأفضل أن يخصص لهم من المال شيئا يجبر خاطرهم ويسد حاجتهم حتى لا يبقى في نفوسهم شيء، قال تعالى: { وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا}. النساء: 8

*وفي قوله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} سورة الضحى9-10 ، أجمل تطييب للخاطر وأرقى صورة للتعامل قال ابن قدامه -رحمه الله-: “وكان من توجيهات ربنا -سبحانه وتعالى- لنبيه -صلى الله عليه وسلم، فكما كنت يتيماً يا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فآواك الله، فلا تقهر اليتيم، ولا تذله، بل: طيب خاطره، وأحسن إليه، وتلطف به، واصنع به كما تحب أن يصنع بولدك من بعدك، فنهى الله عن نهر السائل وتقريعه، بل: أمر بالتلطف معه، وتطييب خاطره، حتى لا يذوق ذل النهر مع ذل السؤال”. تفسير ابن كثير (9/427)

*وقد عاتب الله نبيه محمد-صلى الله عليه وسلم- لأنه أعرض عن ابن أم مكتوم وكان أعمى عندما جاءه سائلا مستفسرا قائلا: علمني مما علمك الله، وكان النبي –عليه الصلاة والسلام- منشغلاً بدعوة بعض صناديد قريش، فأعرض عنه، فأنزل الله: عَبَسَ وَتَوَلَّى*أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى*وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى*أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى سورة عبس:1 – 4، التفسير البسيط للواحدي (23/210).

قال القرطبي في التفسير: “فعاتبه الله على ذلك؛ لكي لا تنكسر قلوب أهل الإيمان” تفسير القرطبي (20/213).

ولا شك أن كل إنسان منا قد حُفر في ذاكرته أشخاص كان لهم الدور الفاعل والعمل الدءوب بمواقف سطرت وحفظت سواء بالقول أو الفعل أو رسالة أو فكرة أو كلمة خير جبرت نفوسا وأثلجت صدورا، فهذه المواقف تحفظ ولا تنسى، كما لم ينس النبي عليه الصلاة والسلام موقف المطعم بن عدي حين أدخله في جواره يوم عودته من الطائف حزيناً أسيفاً فقال يوم أسر أسرى بدر : “لو كان المطعم بن عدي حياً وكلمني في هؤلاء النتنى لأجبته فيهم” صحيح البخاري، وكما لم ينس الإمام أحمد أبا الهيثم فكان يدعو له في كل صلاة : “اللهم اغفر لأبي الهيثم … اللهم ارحم أبا الهيثم …

*قال ابن الإمام له : من يكون أبو الهيثم حتى تدعو له في كل صلاة ، قال : رجل لما مُدت يدي إلى العقاب وأُخرجت للسياط إذا أنا بإنسان يجذب ثوبي من ورائي ويقول لي : تعرفني ؟ قلـت : لا . قال أنا أبو الهيثم العيار اللص الطرار ، مكتوب في ديوان أمير المؤمنين أني ضُربت ثمانية عشر ألف سوط بالتفاريق وصبرت في ذلك على طاعة الشيطان لأجل الدنيا فاصبر أنت في طاعة الرحمن لأجل الدين” .مناقب الإمام أحمد/ ابن الجوزي (450).

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السابعة والخمسون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

**نماذج عملية لجبر الخاطر::

*ومن جبر الخواطر أن رسول الله صلي الله عليه وسلم ما رد سائلا قط بل كان يرشد الصحابة للحل ويدلهم على الطريق ويطيب خاطرهم فقد دخل -عليه الصلاة والسلام- ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال :”يا أبا أمامة، مالي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني، وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله -عز وجل- همك، وقضى عنك دينك، قلت: بلى يا رسول الله؟ قال:قل إذا أصبحت، وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم، والحزن، وأعوذ بك من العجز، والكسل، وأعوذ بك من الجبن، والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين، وقهر الرجال، قال أبو أمامة: ففعلت ذلك، فأذهب الله -عز وجل- همي وقضى عني ديني”. سنن أبي داود

*عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه: “أنه لما سمع قول عبد الله بن أبي لأصحابه

 وكان بمعزل عن جيش المسلمين، ولم يأبهوا لذلك الغلام، فقال عبد الله المنافق لأصحابه: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، (أبلغ زيد عمه، وأبلغ العم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كلمة خطيرة جداً، أرسل النبي -عليه الصلاة والسلام- لعبد الله بن أبي، جاء، وحلف، وجحد، قال زيد: فصدقه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (وصار اللوم على زيد، كيف تنقل مثل هذا الكلام الخطير، أنت غلام لا تعلم ماذا يترتب على مثل هذا الكلام)، قال زيد: فوقع علي من الهم ما لم يقع على أحد، فبينما أنا أسير قد خفقت برأسي من الهم، (هذا غلام انكسر قلبه وخاطره من جراء رد قوله، ولوم الناس له وهو صادق)؛ إذ أتاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعرك أذني، وضحك في وجهي، فما كان يسرني أني لي بها الخلد في الدنيا) وهو سبب نزول قول الله -تعالى- في سورة المنافقون : {يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} سورة المنافقون:8 سنن الترمذي.

*وعندما جاء فقراء المهاجرين مكسوري الخاطر وقالوا : يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ، قَالَ: “أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ؟ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ» رواه مسلم.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثامنة والخمسون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

**نماذج عملية لجبر الخاطر::

*وحتى الأطفال كان لهم من جبر الخاطر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيب فعن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله ـصلى الله عليه وسلم ـ أحسن الناس خلقاً ، وكان لي أخ يقال له: أبو عمير – أحسبه قال: كان فطيما -، قال: فكان إذا جاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فرآه قال: يا أبا عمير، ما فعل النغير -طائر صغير كالعصفور-؟ قال: فكان يلعب به ) رواه مسلم .

*بل إنه عليه الصلاة والسلام جبر بخواطرنا نحن الذين نحبه ونشتاق إليه

ونتمنى لو كنا إلى جانبه نذود عنه وننافح عن دعوته، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ

 اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْمَقْبَرَةَ فَقَالَ: “السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ ووَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا ” قَالُوا: أَوَلَسْنَا إِخْوَانُكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ” بَلْ أَنْتُمْ أَصْحابِي، وَإِخْوَانُنَا لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ “، فَقَالُوا: كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ” أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ، أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ ” فَقَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: ” فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ “. رواه مسلم

*هذه المواقف وغيرها تدعونا للإحسان إلى الخلق وجبر خاطرهم، فما أجمل أن

 نتقصد الشراء من بائع متجول في حر الشمس يضطر

للسير على قدميه باحثا عن رزقه مساعدة له وجبرا لخاطره، وما أروع أن نقبل اعتذار المخطئ بحقنا وخصوصاً عندما نعلم أن خطئه غير مقصود وأن تاريخ صحبتنا معه طيب نقي، فالصفح عنه ومسامحته تُطَيِّبُ نَفسه وتَجبرُ خاطره، وتبادل الهدايا بين الأقارب والأصدقاء والأحباب من أجمل ما يدخل الفرحة للقلب والهناء للنفس وهي سبيل الحب، وبساط الود، وطريق الألفة، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: “تهادوا تحابوا” البخاري.

*والبر بأرقى صوره أن تشتري لوالديك ما يحتاجون وتفاجئهم بما يفقدون؛ دون طلب منهم أو سؤال بل كرم منك وتبرع، ففي هذا الفعل أجمل ما يسطر من جبر الخواطر وإدخال الفرح والسرور على قلوبهم، كما لا ننسى صاحب الحاجة والمسكين الذي انكسر قلبه وذلت نفسه وضاق صدره ما أجمل أن نجعل له من مالنا نصيب ومن طعامنا ولو الشيء القليل ومن دعائنا ما نستطيع، بذلك نجبر كسرهم ونطيب قلوبهم ولا نشعرهم بالنقص، قال أحمد بن عبد الحميد الحارثي: “ما رأيت أحسن خلقاً من الحسين اللؤلؤي، كان يكسو ممالكيه كما يكسو نفسه”. سير أعلام النبلاء (10/544).

*وفي هذا الزمان تشتد الحاجة إلى مواساة الناس والتخفيف عنهم وتطييب خاطرهم؛ لأن أصحاب القلوب المنكسرة كثيرون، نظراً لشدة الظلم الاجتماعي في هذا الزمان، وفساد ذمم الناس واختلاف نواياهم، ففي مجتمعاتنا ترى أن هذه معلقة لا هي زوجة ولا هي مطلقة، وهذه أرملة، وذاك مسكين، وهذا يتيم، والآخر عليه ديون وغم وهم، وهذا لا يجد جامعة، وذاك لا يجد وظيفة، وهذا لا يجد زوجة، أو لا يجد زواجاً، وذاك مريض والآخر مبتلى … والهموم كثيرة.

وتطييب الخاطر لا يحتاج إلى كثير جهد ولا كبير طاقة فربما يكفي البعض

كلمة: من ذكر، أو دعاء، أو موعظة، وربما يحتاج الآخر لمساعدة، وينقص ذاك جاه، وينتظر البعض قضاء حاجة، ويكتفي البعض الآخر بابتسامة، فعلينا أن نجتهد بإدخال الفرح والسرور إلى قلوب إخواننا ولا نبخل على أنفسنا، فالصدقة والخير نفعه يعود إليك.

[ الأنترنت – موقع إسلام أون لاين - عبادة جبر الخواطر- مهدي راسم ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التاسعة والخمسون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* ( الجبَّار ) من أسماء التعظيم والتنزيه :

اسم ( الجبار ) من أسماء التعظيم ، هناك اسم ذات ، وهناك اسم صفة ، وهناك اسم فعل ، وهناك اسم تنزيه ، وهناك اسم تعظيم ( الجبار ) من أسماء التعظيم "الكبْرِياءُ ردائي،والعظمة إزاري،فمن نازعني واحدا منهما قذَفْتُهُ في النار " [مسلم] .

لكن أحياناً لله عز وجل في خلقه امتحانات صعبة ، من هذه الامتحانات أنه

 يقوي أعداءه ، فيفعلون ما يقولون ، فيتوهم ضعيف الإيمان أنهم آلهة ،

فينبطحون أمامهم ، والحقيقة أن الله لا يسمح لأحد أن يأخذ اسم ( الجبار ) ولا اسم القهار ، ولا اسم العزيز ، لا بد من أن يقصمه الله ، ولهذا قال الله عز وجل : " وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ " [الأعراف:34] كيف أن للرجال أعماراً وللأمم أعماراً ، فأية أمة طغت ، وبغت ، وتجبرت لا بد من أن يقصمها الله في وقت ما .

إن اسم ( الجبار ) من أسماء التعظيم ، وهو في حق الله من كماله ، من دلائل عظمته ، من قوته ، لكن لو قلنا : فلان جبار ، فهذا اسم نقص ، وصفة نقص في الإنسان ، يقول الله عز وجل : " كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ " [غافر:35] لأن العبد عبد ، والرب رب ، العبد من شأنه الافتقار ، حتى الأنبياء قمم البشر كانوا : " لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ " [الفرقان:20] هم مفتقرون في وجودهم إلى إمداد الله لهم ، بل مفتقرون في تأمين طعامهم إلى المشي في الأسواق ، إذاً هم عبيد ، وعباد ، لكن الله سبحانه وتعالى هو رب العباد ، والعبيد شيء ، والرب شيء آخر .

معنى ( الجبَّار ) عند الجبرية من أفسدِ المعاني :

إن ( الجبار ) عند فئة الجبرية ، وهي فئة عقيدتها فاسدة ، تتصور أو تتوهم

 أن الله يجبر عباده على أفعالهم ، وأن الإنسان كريشة في مهب الريح .  ألقاه

في اليم مكتوفاً وقال له *****  إيّاك إياك أن تبتل بالماء

هذه العقيدة تتناقض مع كمال الله ، فكيف يجبر الله عبداً من عباده على معصية ثم يحاسبه عليها ؟ هذه عقيدة أهل الشرك ، قال

تعالى : " سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ

 شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ

فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ " [الأنعام:148] .

الإنسان مخيَّرٌ : فلو ألغينا حرية الاختيار في الإنسان لألغينا الثواب والعقاب ،

 ألغينا الجنة والنار ، ألغينا حمل الأمانة ، ألغينا التكليف ، ألغينا كل شيء ." فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " [الكهف:29] ." إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً " [الإنسان:3] ." وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ " [البقرة:148] .

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الستون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* ( الجبَّار ) من أسماء التعظيم والتنزيه :

" لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ " [البقرة:256] أصل التكليف أنك مخير ، ولو أن الله أجبر عباده على الطاعة لبطل الثواب ، ولو أجبرهم على المعصية لبطل العقاب ، ولو تركهم هملاً لكان عجز في القدرة ، إن الله أمر عباده تخييراً ، ونهاهم تحذيراً ، وكلف يسيراً ، ولم يكلف عسيراً ، وأعطى على القليل كثيراً .

تروي الروايات أن شارب خمر جيء به إلى سيدنا عمر بن الخطاب ، فقال : " أقيموا عليه الحد ، فقال هذا العاصي : يا أمير المؤمنين ، إن الله قدر عليّ ذلك ، فقال : أقيموا عليه الحد مرتين ، مرة لأنه شرب الخمر ، ومرة لأنه افترى على الله، قال : ويحك يا هذا إن قضاء الله لن يخرجك من الاختيار إلى الاضطرار " أنت مخير . إذاً : عقيدة الجبرية ، وهي فئة زاغت عقيدتها ، وتوهمت أن الله يجبر عباده على أفعالهم ، ثم يحاسبهم عليها ، وهذا شيء لا يُقبَل في حق إنسان .

أيها الإخوة ، لو دخلنا في التفاصيل ( الجبار ) العالي ، الذي لا يُنَال جانبه ، ولا تستطيع أن تغلبه ، العالي الذي لا ينال ، في المعاجم

نقول : نخلة جبارة أي لا يستطيع الإنسان قطف ثمارها ، ونقول : ناقة جبارة أي يصعب ركوبها ، المعنى الدقيق التفصيلي العالي الذي لا ينال ، في القرآن الكريم : " إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ " [المائدة:22] أي أقوياء لا يهزمون ، إنسان جبار هذه صفة ذم فيه ، الله جبار هذه صفة مدح ، إنسان جبار أي متعاظم ، يتصنع العظمة ، متكبر ، لا ينقاد إلى أحد ، أما الله الجبار فلا تناله الأفكار ، ولا تحيط به الأبصار ، ولا يصل إلى كنهه عقل من العقول ، إذاً : هو من أسماء التعظيم ، ومن أسماء التنزيه معاً .

*المؤمن قوي عزيز لأنه مع ( الجبَّار ) :

الإنسان بفطرته يحب أن يكون مع القوي ، القوة تجذب ، القوة تلفت النظر

 الإنسان يرمقون بأعينهم القوي ، فالمؤمن أحد أسباب قوته أنه معتز بالقوي ، أحد أسباب قوته أن كل مَن حوله ، ومَن فوقه ، ومَن تحته بيد الله ، وأنه مع الله ، وإذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ وسبب قوة المؤمن أنه متوكل على الله ، إذا أردت أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله ، وسبب قوة المؤمن أنه لا يخضع ، ولا ينبطح ، ولا يستكين ولا يذل ، لأنه مع القوي ." فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " [هود:55-56] .

ما أحوج المسلمين اليوم إلى هذه المعاني ، أي يعتزوا بربهم ، أن يصطلحوا معه أن يستقيموا على أمره ، أن يقبلوا عليه ، عندئذٍ يصغر عدوهم في نظرهم ، وعندئذٍ لا يخيب الله أملهم ." أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء " [أخرجه الطبراني] ." قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى " [طه:45] ." قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ "[الشعراء:61-62] .

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الواحدة والستون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

قصص ثلاثة ، الأمل النجاة فيها صفر :

1 ـ قصة فرعون وموسى وأصحابه :

فرعون بقوته ، ببأسه ، وجبروته ، بحقده ، بأسلحته ، بغدره ، بقسوة قلبه ، وراء شرذمة قليلة أمامها البحر ، وفرعون من وراءها :قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ، قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ كان مع (الجبار) والجبار هو القهار

2 ـ قصة سيدنا يونس في بطن الحوت :

سيدنا يونس في بطن الحوت ، في ظلمة بطن الحوت ، وفي ظلمة البحر ، وفي ظلمة الليل : " فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ " [الأنبياء:87-88] .

3 ـ قصة سيدنا يوسف في الجبِّ :

سيدنا يوسف ، وضع في الجب ليموت ، فصار عزيز مصر ." وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى

 أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " [يوسف:21] .

معنى ( الجبار ) محبَّب للنفس ، الله جبار المظلوم ، جبار الفقير ، جبار المريض ، جبار المحروم ، جبار من يعاني من مشكلة ، دققوا : " إذا كان الثلث الأخير نزل ربكم إلى السماء الدنيا ـ قبل الفجر ـ فيقول : هل من سائل فأعطيه ؟ هل من طالب حاجة فأقضيها له ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ حتى ينفجر الفجر " .

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ

اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ " [ مسلم ] لأنه جبار بالتعبير الشائع جبار الخواطر وما عُبد الله في الأرض بأعظم من جبر الخواطر .

والمعنى الآخر ذكرناه من معاني ( الجبار ) الذي ذكرناه : أجبره أي أكرهه على ما أراد ، أنت تريد ، وأنا أريد ، والله يفعل ما يريد .

" عبدي أنا أريد ، وأنت تريد ، فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد ،

 وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد ، ثم لا يكون إلا ما أريد " .فرعون ماذا قال ؟ قال : " أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى " [النازعات:24] .وقال " مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي " [القصص:38] .

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية والستون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

قصة فرعون وموسى:

وفرعون تروي بعض الروايات أنه رأى في المنام أن طفلاً من بني إسرائيل سيقضي على ملكه ، القضية سهلة جداً ، أمر بذبح أبناء

بني إسرائيل ، من دون استثناء ، وأية مولِّدة لا تخبر عن مولود ذكر تُقتل مكانه ، لكن الله جبار ، فهذا الطفل الذي سيقضي على ملكه رباه في قصره

قوم إبراهيم وضعوه في النار ." قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ " [الأنبياء:69] .

النبي في الغار ، يا رسول الله لقد رأونا ، قال : يا أبا بكر ما ظنك في اثنين الله ثالثهما

مرة في أحد الطغاة في أوربا الشرقية ، ألقى خطاب ، قال : هذا الصفصاف إذا حمل الأجاص فأنا سأتنحى عن منصبي ، فتنحى عن منصبه ، ووضع بعض أفراد شعبه الأجاص على شجر الصفصاف ، الله جبار ، لا يتجبر على خلق الله إلا أحمق وغبي .

" بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ " [البروج:12] .

هناك قصة رمزية : أن إنسانا يجلس مع زوجته ويأكل الدجاج ، طُرق الباب ، فإذا بسائل ، همت الزوجة أن تعطيه من هذا الطعام

ليأكله ، فنهرها زوجها ، ووبخها ، وقال : اطرديه ، فطردته ، ساءت العلاقة بينها وبينه إلى أن طلقها ، ثم جاء من يخطبها ، والقصة مؤثرة جداً ، هي جالسة مع الزوج الثاني تأكل الدجاج ، طُرق الباب ، ذهبت لتفتح ، فإذا بسائل ، فلما رأته اضطربت ، قال : من الطارق ؟ قالت : سائل ، قال : من ؟ قالت : زوجي الأول ، قال : أتدرين من أنا ؟ أنا السائل الأول ، الله جبار ، إياك أن تقول كلمة كبيرة .

 ( الجبار ) من لا يرقى إليه وهم،كيفما تصورت الله فهو بخلاف ذلك،كل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك،هو جبار لا يرقى إليه وهم

الكيان الشرقي الذي رفع شعار ( لا إله ) وبقي سبعين عاماً يبث هذه العقيدة في الأرض ، ويملك من القنابل النووية ما تكفي لتدمير

الأرض ، كيف تداعى من الداخل ؟ بلا حرب ، وبلا أي شيء ، الله جبار ، الله عز وجل يقصم الجبابرة .

" أنا الله لا إله إلا أنا مالك الملوك وملك الملوك " [أخرجه الطبراني] .

هو من لا يرقى إليه وهم ، ولا يشرف عليه فهم ، ولا يلحقه إدراك ، ينفذ أمره في كل شيء ، ولا ينفذ فيه أمره شيء .

( الجبار ) مَن أصلح الأشياء بلا اعوجاج ، وأمر بالطاعة بلا احتياج .

" لو أنَّ أوَّلَكم ، وآخرَكم وإنْسَكم وجِنَّكم ، كانوا على أتْقَى قلب رجل واحدِ منكم ، ما زاد ذلك في مُلْكي شيئاً ، يا عبادي ، لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم ، وإنسَكم وجِنَّكم كانوا على أفجرِ قلب رجل واحد منكم ، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً ، يا عبادي ، لو أنَّ أوَّلكم وآخرَكم ، وإنسَكم وجِنَّكم ، قاموا في صعيد واحد ، فسألوني ، فأعطيتُ كُلَّ إنسان مسألتَهُ ، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما يَنْقُص المِخْيَطُ إذا أُدِخلَ البحرَ ، يا عبادي ، إنما هي أعمالُكم أُحصيها لكم ، ثم أُوفّيكم إيَّاها ، فمن وَجَدَ خيراً فليَحْمَدِ الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَهُ " [مسلم] .  [الأنترنت – موقع الكلم الطيب – النابلسي]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثالثة والستون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*{ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ }

قال الطبري : يقول تعالى ذكره: نحن يا محمد أعلم بما يقول هؤلاء المشركون بالله

 من فريتهم على الله, وتكذيبهم بآياته, وإنكارهم قُدرة الله على البعث بعد الموت. ( وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ) يقول: وما أنت عليهم بمسلط.

كما حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم. قال: ثنا عيسى, وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ) قال: لا تتجبر عليهم.

وحدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ

 بِجَبَّارٍ ) فإن الله عزّ وجلّ كره الجبرية, ونهى عنها, وقدّم فيها. وقال الفرّاء:

 وضع الجبار في موضع السلطان من الجبرية; وقال: أنشدني المفضل:

وَيَــوْمَ الحَــزْنِ إذْ حَشَـدَتْ مَعَـدّ

وكــانَ النَّــاسُ إلا نَحْــنُ دِينـا

عَصَيْنــا عَزْمَــةَ الجَبَّــارِ حَـتَّى

صَبَحْنــا الجَــوْفَ ألْفــا مُعْلَمِينـا

ويروى: " الجوف " وقال: أراد بالجبار: المنذر لولايته.

قال: وقيل: إن معنى قوله ( وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ) لم تُبعث لتجْبُرَهم على

الإسلام, إنما بعثت مذكِّرا, فذكِّر. وقال: العرب لا تقول فعال من أفعلت, لا يقولون: هذا خراج, يريدون: مُخْرِج, ولا يقولون: دخَال, يريدون: مُدْخِل, إنما يقولون: فعال, من فعلت; ويقولون: خراج, من خرجت; ودخال: من دخلت; وقتَّال, من قتلت. قال: وقد قالت العرب في حرف واحد: درّاك, من أدركت, وهو شاذّ.

قال: فإن قلت الجبار على هذا المعنى, فهو وجه. قال: وقد سمعت بعض العرب يقول: جبره على الأمر, يريد: أجبره, فالجبار من هذه اللغة صحيح, يراد به: يقهرهم ويجبرهم.

. الأنترنت – موقع التفسير الطبري {نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } (45)

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الرابعة والستون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*{ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ }

*وقال ابن كثير : وقوله : ( وما أنت عليهم بجبار ) أي : ولست بالذي تجبر

هؤلاء على الهدى ، وليس ذلك ما كلفت به .

وقال مجاهد،وقتادة ،والضحاك :( وما أنت عليهم بجبار ) أي : لا تتجبر عليهم .

والقول الأول أولى ، ولو أراد ما قالوه لقال : ولا تكن جبارا عليهم ، وإنما قال : ( وما أنت عليهم بجبار ) بمعنى : وما أنت بمجبرهم على الإيمان إنما أنت مبلغ .

قال الفراء : سمعت العرب تقول : جبر فلان فلانا على كذا ، بمعنى أجبره .

[الأنترنت – موقع التفسير لابن كثير]

*أثر الإيمان بهذا الاسم( الجبار)

الدرس الأول: أن تعلو همتك..

أن الله سبحانه وتعالى طالما هو الجبار الذي له العلو على خلقه، علو الذات وعلو القدر وعلو القهر والجبر فلا يدنو منه الخلق إلا بأمره، لذا فلكي تصل إليه عليك بالترقي عليك بعول الهمة.

الدرس الثاني: أنه سبحانه وتعالى جبر خلقه على ما أراد أن يكونوا عليه من خلق.

فهو سبحانه لا يمتنع عليه شيء:{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس:82]، وقلنا أن هذه هي الإرادة الكونية، والخطأ

دائمًا يكون في الانشغال بهذه الإرادة عن الإرادة الدينية، كما حدث مع المتكلمة الذين شغلوا أنفسهم بذات الله وأفعاله وإرادته وقضاءه

على عباده، وأوقعوه موقع النقد والتحليل وأدخلوا فيه العقول القاصرة فانشغلوا عما تعبدهم الله به.

الدرس الثالث:التسليم لشرع الله سبحانه وتعالى:

الله سبحانه وتعالى، جبر خلقه على ما شاء من أمر أو نهي، بمعنى، أنه شرع لهم من الدين ما ارتضاه هو، فلا بد أن يرتضي العبد ما ارتضاه الله سبحانه وتعالى من هذه الشرائع، فالله تعالى شرع لهم من الشرائع ما شاء، وأمرهم باتباعها ونهاهم عن العدول عنها، فمن أطاع له الجنة ومن عصى فله النار، ولم يجبر أحدًا من خلقه على إيمان أو كفر، بل لهم المشيئة في ذلك ومنه قول الله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} [الكهف:29].

الدرس الرابع: إياك والجبروت:

الجبروت بمعنى: الكبرياء والعز والعلو، وهو صفة استأثر الله تعالى بها نفسه،

 فالله قاهر الجبابرة بجبروته سبحانه وتعالى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}

 [الأنبياء:23]، أما الخلق، فموصوفون بصفات النقص، مقهورون مجبورون،

تؤذيهم البقة وتأكلهم الدودة وتشوشهم الذبابة، العبد أسير جوعه وصريع شبعه، ومن تكون هذه صفته كيف يليق به التكبر والتجبر؟!             [الأنترنت – موقع مرتحل]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخامسة والستون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* خطبة جمعة عن اسم الله (الجبار )

عباد الله: اتقوا الله حق تقاته، وعظموه حق تعظيمه، فإنه -سبحانه- هو القوي القهار، الكبير المتعال، هو الجبار الذي خضعت السموات والأرض لقدرته وإرادته، هو الواحد القهار الذي قهر كل مخلوقاته، الكبرياء رداؤه، والعظمة إزاره، سبحانه وتعالى خلق الشمس والقمر، وسخر الليل والنهار، وأجرى بقدرته السحاب يحمل بحار الأمطار، فسبحانه من إله عظيم، خضعت له الرقاب، ولانت لقوته الصعاب.

عباد الله: كثيرًا ما تكون بعض الألفاظ موهمة لمن لم يتبين معناها ويعرف فحواها, وكثيرًا ما يُؤتَى المرء من سوء فهمه، فقد يتخيل بعض المسلمين أن أسماءً مثل الجبار والمنتقم والقهار هي أسماء يقصم الله بها الظالمين، وينتقم بها من الجبابرة, وتدل على العقاب والانتقام فقط كما يتصف به جبابرة الخلق والعياذ بالله, وهذا التصور منشؤه عدم معرفة حقيقة أسماء الله وصفاته العليّة, والوقوف على معانيها ودلالاتها؛ ولذلك لم نوظّفه في حياتنا، أو نحيا به، وربما عشنا عمرًا طويلاً ولم نكن نشعر بمضمون أسماء الله الحسنى, والحقيقة الغائبة عن كثير من المسلمين أن اسم الله الجبار يدل على منتهى الرحمة

واللطف والرأفة والرقة والعطف بالمؤمنين.

أيها المسلمون: إن الجبر الإلهي بكل معانيه صفة من صفات الكمال الإلهي المطلق, ولا يستعمل جل وعلا جبروتَه في موضع إلا تحقيقًا لخيرٍ أو دفعًا لشرٍّ, وهو -سبحانه- مستحقّ للحمد على جبروته، كما هو مستحق الحمد على رحمته ومغفرته وكرمه.

إن الجبار -سبحانه- قهر الجبابرة بجبروته، وعلاهم بعظمته ومجده، وفاقهم بكماله، لا يجري عليه حكم حاكم فيجب عليه الانقياد، ولا يتوجه عليه أ مرآمر فيلزمه امتثاله، سبحانه وتعالى آمرٌ غير مأمور, قاهرٌ غير مقهور ﴿لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾ [الأنبياء: 23]. وما سواه من المخلوقات فهو مقهور مملوك، ضعيف عاجز، فقير فانٍ، ومن هذه صفته من المخلوقات كيف يليق به التكبر والتجبر وهذه حاله؟!.

أيها المؤمنون: لقد أثنى الله -تبارك وتعالى- على ذاته العلية، فوصف نفسه بأنه الجبار، قال -تعالى-: ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ﴾ [الحشر: 23].

وقد وصف نبينا محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- ربه -وهو أعرف الخلق به- بأنه الجبار، فعن عبد الله بْن عُمَر -رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ هَكَذَا بِيَدِهِ، وَيُحَرِّكُهَا، يُقْبِلُ بِهَا وَيُدْبِرُ: “يُمَجِّدُ الرَّبُّ نَفْسَهُ، أَنَا الْجَبَّارُ، أَنَا الْمُتَكَبِّرُ، أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الْعَزِيزُ، أَنَا الْكَرِيمُ، فَرَجَفَ بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْمِنْبَرُ حَتَّى قُلْنَا: لَيَخِرَّنَّ بِهِ” (أحمد (5414) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 7/596).                          الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السادسة والستون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* خطبة جمعة عن اسم الله (الجبار )

وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “تَكُونُ الأرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُبْزَةً وَاحِدَةً، يَتَكَفَّؤُهَا الْجَبَّارُ بِيَدِهِ، كَمَا يَكْفَأ أحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ فِي السَّفَرِ، نُزُلاً لأهْلِ الْجَنَّةِ” (البخاري (6039, ومسلم 5000). وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المنبر وهو يقول: “يَأْخُذُ الْجَبَّارُ عَزَّ وَجَلَّ سَمَاوَاتِهِ وَأَرَضِيهِ بِيَدَيْهِ” (مسلم 2788). وهذا كله ثناء عاطر ووصف باهر لرب العالمين المستحق وحده للكبرياء والعظمة والجبروت.

عباد الله: والجبار لغة هو المصلح للأمور، يجبر الكسير ويصلحه، ويجبر الفقير ويغنيه، ويجبر المريض ويشفيه، ويجبر الخاسر ويعوّضه، ويهلك الظالمين والطغاة.

والجبار -سبحانه- هو يجبر الضعيف والفقير بالقوة والغنى، ويجبر الكسيرَ بالسلامة، ويجبر المظلومَ بالنصر، ويجبر الخيبةَ والفشلَ بالتوفيقِ والأملِ، والخوفَ بالسلامة والأمن، ويجبر المنكسرة قلوبهم بتعويضها، وإحلال الفرح والطمأنينة فيها، وما يحصل لهم من الثواب والعاقبة الحميدة إذا صبروا على ذلك من أجله.

كما أنه جبّار يصلح أمور عباده، يرأب الصدع، ويلم الشمل، ويغني الفقير، ويجبر الكسير، ويعطي المحروم، ويرفع الذليل، وهو كما يقال: يجبر الخواطر، ولقد دعانا أن نتوجه إليه ليجبرنا؛ وما أروع ما جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ينزل الله في كل ليلة إلى سماء الدنيا، فيقول: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ“. (صحيح الجامع 8166). وهذا كله من لطف الله وكرمه وجبره لخلقه ورحمته بهم.

والجبار -سبحانه- هو الذي يقهر الجبابرة ويغلبهم بجبروته وعظمته، وهو الذي

 قهر خلقه على ما أراد من أمر ونهي، قال -تعالى- لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: ﴿وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ﴾ [ق: 45] أي: لست بالذي تجبر هؤلاء على الهدى، ولم تُكَلَّف بذلك، فهو -سبحانه- جبار تنفُذ مشيئته في خلقه، لا غالب لأمره، وهو ﴿يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ﴾ [الرعد: 41]، وفي بعض الكتب “عبدي أنا أريد، وأنت تريد، فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد“. ومن ذلك ما جاء في القرآن العظيم أن الجبار هو من لا تستطيع أن تغلبه، قال -تعالى-: ﴿إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ﴾

[المائدة: 22]، أي أقوياء لا يُهزمون، ومنها يقولون: أجبره أي أكرهه على ما أراد.

والجبار -سبحانه- هو الذي لا يُنَال جانبه، وهو المنيع العزيز الذي لا يُدرَك إحاطةً من قِبَل خلقه، قال -تعالى-: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ﴾ [الأنعام: 103]، فكل جبار وإن عظُمت قوته فهو تحت قهر الله -عز وجل- وجبروته، وفي يده وقبضته؛ إذ الجبار -سبحانه- عالٍ على خلقه، وهو مع علوه عليهم قريبٌ منهم يسمع أقوالهم، ويرى أفعالهم، ويعلم ما توسوس به نفوسهم.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السابعة والستون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* خطبة جمعة عن اسم الله (الجبار )

أيها المسلمون: وكثيرًا ما يُصاب الناس من جهة عدم فهم النصوص الشرعية،

 وممن ضل فهمُه في هذا الاسم الشريف فرقة الجبرية أهل الضلال، فقد جانبوا الصواب، وزاغوا في مفهوم الجبار، وزعموا أنه الذي يُكرِهُ العبادَ على الفعل، وسلبوا العبيد اختيارهم وحريتهم، وقولهم مردود مرفوض؛ لقوله -تعالى-: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ(256)﴾ [البقرة: 256]، وقوله

 جل وعلا: ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ [البلد:10].

وإنما يسقط اختيار العبد ويرتفع التكليف والمسئولية عنه في الأمور التي لا علاقة له بها، أو لا يقدر على تغييرها، أو التعامل معها، كالسنن الكونية التي لا تحويل فيها ولا تبديل، وكالحركات اللاإرادية في الإنسان كحركة القلب، وسريان الروح في الأبدان، وهكذا.

يا عباد الله: تتنوع صور جبره -سبحانه- و-تعالى- لخلقه، وتدبيره لهم، وتصريفه لشئونهم، ومن ذلك أنه -سبحانه- الذي جبر خلقه على

ما أراد من أمر ونهي، فشرع لهم من الدين ما ارتضاه، كما قال -سبحانه-: ﴿وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: 3]، فشرع للعباد ما شاء من الشرائع، وأمرهم باتباعها، ونهاهم عن العدول عنها، فمن آمن فله الجنة، ومن عصى فله النار، ولم يجبر أحدًا من خلقه على إيمان أو كفر، بل جعل لهم المشيئة في ذلك، وهم مع ذلك لا يخرجون عن مشيئته، كما قال -سبحانه-: ﴿لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ(29)﴾ [التكوير:28 – 29].

وجبر خلقه على ما أراد أن يكونوا عليه من خلقٍ.. ولا يمتنع عليه شيء منهم

أبدًا، فلا رادّ لقضائه، ولا معقّب لحكمه، قال -تعالى-: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [يس: 82]. وقال -سبحانه-: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ﴾ [يوسف: 21].

وجبر الأجهزة التي تعمل في جسم الإنسان، فهي مقهورة قهرًا إلهيًّا على العمل بالنحو الذي تعمل عليه، وكلها تعمل بنظام ثابت ومحكم بلا تدخل من الإنسان، وكذلك النجوم والكواكب وسائر الأفلاك والمجرات جبرها بقهره الإلهي تتم في تناسق عجيب ونظام دقيق معجز بالطريقة التي جبرها عليها.

وجبرك حيث يُنسيك الإساءة التي تعرضت لها، والويلات التي ذقتها. ويجبُر بخاطر التائبين بأن يقبل توبتهم، ويقيل عثرات المؤمنين، ويغفر زلاتهم عندما يخطئون، فيسامحهم ويعفو عنهم لسابق إحسانهم.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثامنة والستون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* خطبة جمعة عن اسم الله (الجبار )

ويجبر بخاطر الأمة عندما يكسرها عدو بأن يحقق لها نصرًا، أو يُدخِل عدوها في الإسلام. ويُجبر بخاطر الخَدَم والعمال بأن فرَض لهم حقوقًا في الإسلام عند من يعملون لديهم، فعن داود بن أبي عاصم قال بلغني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “.. اتقوا الله وأحسنوا إلى ما ملكت أيمانكم، أطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما لا يطيقون، فإن جاءوا بشيء من أخلاقهم يخالف شيئًا من أخلاقكم، فولّوا شرّهم غيركم، ولا تعذبوا عباد الله“. (مصنف عبد الرزاق (17934)، وقال الألباني: صحيح).

ويجبر -سبحانه- بخاطر اليتامى؛ حتى ينسيهم فقدان والديهم والوحشة التي

يعيشونها، قال -سبحانه-: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ﴾ [البقرة: 220] وكما يجبر بخاطر من يجبر بخاطر اليتامى؛ جزاءً له على رحمته، وتعويضًا له على ما قدّمه، فعن سَهْل بْن سَعْدٍ -رضي الله عنه- عَن النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: “أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرَّق بينهما قليلاً” .[أحمد والبخاري (6005) وغيرهما].

ويجبر بخاطر المرأة بسبب ما صحب خِلْقتها من الضعف والرقة والنقص، فعَنْ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ -رضي الله عنه- قَالَ: شهدت مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- حَجَّةَ الوَدَاعِ، فَقَالَ: “أَلاَ وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ” (صحيح الجامع 7880)

 وجبرهن بأن جعل لهن نصيبًا في الميراث لم يكن لهن إياه قبل الإسلام.

عباد الله: إن الجبار الحق -سبحانه- يدين له كل شيء، ويخضع له من سواه، وهو بهذا المعنى ليس وصفًا ذميمًا في حق الله -عز وجل-؛ لأنه -تبارك وتعالى- منزّه عن كل ما يناقض كماله المطلق من جوْر وظلم ونسيان وجهل…؛ لأن الجبروت المذموم هو أن تقهر شخصًا آخر على ما لا يريد بما لا يقدر ولا يستحق، والحق تبارك و-تعالى- لا يفعل ذلك, وإذا قهر -جل وعلا- مخلوقًا على شيء فلمصلحةٍ وإن عجز المخلوق عن إدراكها ومعرفتها.

أما جبروت البشر فمذموم؛ لأنه يعتريه الظلم والجور، ويصحبه العمى والجهل، ويرافقه الحقد والانتقام؛ لذا أنكرت الرسل على أقوامهم صفة التجبر والتكبر في الأرض بغير الحق، كما قال -سبحانه- حكاية عن هود -عليه السلام-: (وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ) [الشعراء:130- 131]، ولكنهم عاندوا واتبعوا أمر جبابرتهم، فهلكوا أجمعين؛ قال -تعالى-: ﴿وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ﴾ [هود: 59]، والتكبر سببٌ للطبع على القلوب، فلا تعرف معروفًا، ولا تنكر منكرًا؛ قال -تعالى-: ﴿كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ﴾ [غافر: 35].

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التاسعة والستون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* خطبة جمعة عن اسم الله (الجبار )

إخواني: إن الخلق موصوفون بصفات النقص، مقهورون مجبورون، تؤذيهم البقة، وتأكلهم الدودة، وتشوشهم الذبابة، الواحد منهم أسير جَوْعَة، وصريع شِبْعَة، ومن تكون هذه صفته كيف يليق به التكبر والتجبر؟!.

الحمد لله الملك الجبار العزيز الغفار، وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المختار، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الأخيار، ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار.

أيها المؤمنون: اتقوا ربكم حق تقاته، وأحسنوا الظن به، واعلموا أنه إذا لجأ

العبد منكسرًا إلى الجبّار -سبحانه-، فإنه سيجبره،

وسيعيش أحلى لحظات العبودية، وسيجد منتهى القرب والرحمة من الله -سبحانه- عاجلاً أو آجلاً. إذ الجبار هو الذي يُجبرك كلما لجأت إليه.

أيها الأخ الكريم: كن جابرًا لمن حولك من الفقراء، وتصدق عليهم، واجبر المتخاصمين، وأصلح بينهم، واجبر المظلوم، وارفع الظلم عنه.

وأكثر من أوصى الله بجبر خواطرهم من الناس هم الوالدان، فإياك أن تكسِر خاطر أبيك أو أمك، أو تُدمِع أعينهم أو تكسِر قلوبهم، ولذلك ورد النفي بمعنى التحذير مرتين في القرآن من التجبر على الوالدين، مرة عن يحيى -عليه السلام-: ﴿وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا﴾ [مريم:14]، ومرة على لسان عيسى -عليه السلام-: ﴿وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا﴾ [مريم: 32]، إياك أن تشعر بالعار من أبيك أو أمك أو تَكسِر خاطرهما.

ثم لا تكن متجبرًا على خلق الله، فتعرّض نفسك لسخط الله في الدنيا، وعذابه في الآخرة، وقد توعد الله كل متكبر جبار بالعذاب الأليم يوم القيامة، كما قال -سبحانه-: ﴿وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ(17)﴾ [إبراهيم: 15- 17].

أيها المسلمون: لقد حذّر النبي -صلى الله عليه وسلم- كل من تجبر من العباد وتكبر من العذاب الشديد، فقال -صلى الله عليه وسلم-: “يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ الرِّجَالِ، يَغْشَاهُمُ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، فَيُسَاقُونَ إِلَى سِجْنٍ فِي جَهَنَّمَ يُسَمَّى بُولَسَ تَعْلُوهُمْ نَارُ الأَنْيَارِ يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ طِينَةَ الخَبَالِ” (الترمذي (2492)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع 8040) ، فالجبارون والمتكبرون يُحشرون يوم القيامة أمثال الذرّ يطؤهم العباد تحت أقدامهم.

وعن أَبِى هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: “قَالَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ” (أخرجه أبو داود (4090)، وصححه الألباني). وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: “يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَأُذُنَانِ يَسْمَعُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، فَيَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ: بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَبِكُلِّ مَنِ ادَّعَى مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ، وَبالْمُصَوِّرِينَ” (صحيح الترغيب والترهيب 3061). وحذّر المتجبرين والمتكبرين من مصير مخيف، فقال -صلى الله عليه وسلم-: “تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ. وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: مَا لي لا يَدْخُلُنِي إِلا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ..” (البخاري 4850, ومسلم 2846).

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السبعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* خطبة جمعة عن اسم الله (الجبار )

وأكثر من دعاء الله بهذا الاسم، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي” (الترمذي 284 وابن ماجه 898 وصححه الألباني). قال ابن الأثير: “واجبرني، أي: أغنني، من جَبَر الله مصيبته: أي ردَّ عليه ما ذهب منه وعوضه، وأصله من جبر الكسر“. وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: “ما دنوت من نبيكم في صلاة مكتوبة أو تطوع إلا سمعته يدعو بهؤلاء الكلمات الدعوات، لا يزيد فيهن، ولا ينقص منهن: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ وَذُنُوبِي كُلَّهَا، اللَّهُمَّ انْعَشْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَاهْدِنِي لِصَالِحِ الأَعْمَالِ وَالأَخْلاقِ، إِنَّهُ لا يَهْدِي لِصَالِحِهَا، وَلاَ يَصْرِفُ

سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ” (الطبراني في الكبير (8/200)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/65): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح).

عباد الله: إن معرفة الله -سبحانه- باسمه الجبار لها آثار عديدة، ومن ذلك: أن يؤمن المسلم بأن الله -تعالى- هو الجبار الذي له العلو على خلقه: علو الذات، وعلو القدر والصفات، وعلو القهر والجبر، ولا يشفع أحد عنده أو يتكلم إلا بإذنه، ولن يبلغ الخلق ضره فيضروه، ولن يبلغوا نفعه فينفعوه.

ولا شك أن الله -سبحانه- جبر خلقه على ما أراد أن يكونوا عليه من خَلْقٍ، لا يمتنع عليه شيء منهم أبدًا، قال -تعالى-: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [يس:82]، كما جبرهم -سبحانه- على ما شاء من أمرٍ أو نهي، فشرع لهم من الدين ما ارتضاه هو، وقرَّر من الشرائع ما شاء، وأمرهم باتباعها،

 ونهاهم عن العدول عنها، فمن أطاع فله الجنة، ومن عصى فله النار.

ولم يجبر أحدًا من خلقه على إيمان أو كفر، بل لهم المشيئة في ذلك كما قال -سبحانه-: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ [الكهف: 29]، وقال -تبارك وتعالى-: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا(10)﴾ [الشمس: 7 – 10]، وهم مع ذلك لا يخرجون عن مشيئته، ولو شاء لهدى الناس جميعًا، قال -سبحانه-: ﴿أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [الرعد:31].

الأنترنت – موقع الجمهرة –    ملتقى الخطباء - الفريق العلمي - خطبة جمعة عن اسم الله (الجبار )

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الواحدة والسبعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* وإذا بطشتم بطشتم جبارين

ففينا أوفر الحظ والنصيب من قوله تعالى {وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} [الشعراء:130] قالها نبي الله هود عليه السلام  لقومه عاد، وكانوا من العماليق العتاة الكفرة المتجبرين في الأرض، وهم الذين قالوا: {مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ } [فصلت من الآية:15] والحفريات والآثار تثبت مدى ضخامة الأجسام، بحيث لا يصل أكبر أحد منا مقدار عنق أحدهم فضلا عن ذراعه وساقه.

وقد اتخذوا الحصون والأبنية والقصور المشيدة، أنشأوا حضارة بمصطلح العصر، ولكن على غير منهاج النبوة، وكانوا إذا ضربوا ضربوا بالسياط ضرب الجبارين، وإذا عاقبوا قتلوا، وإنما أنكر عليهم ذلك لأنه صدر عن ظلم وعلى الغضب، إذ لو ضربوا بالسيف أو بالسوط في جور ما لحقتهم المذمة ولا الملامة.

ما انتفعوا بوعظ ولا تذكير، بل تمادوا في غيهم وضلالهم قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ . وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الشعراء:8-9].

وكان هلاكهم بريح صرصر عاتية {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ . فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ} [الحاقة:7-8].

وجاء ذكر فرعون في هذه السورة بعد قصة قوم عاد: {وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ . فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً} وذلك للتشابه في الكفر والطغيان والجبروت، ففرعون قد ادعى الربوبية والألوهية وقال:   {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} [غافر من الآية:29] وقال: {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ } [الزخرف من الآية:51] وبطش ببني إسرائيل، قال تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص:4].

وقد أهلك سبحانه فرعون فغرق، لم نتعظ عندما سلكنا مسالك الطغاة المتجبرين، لا أقول انظر ما يحدث في الشيشان وبورما وكشمير والصين.. بل ما يحدث للمسلمين في سوريا ومصر والعراق.. بل وعلى أيدي بعض المنتسبين لملتهم من قتل وتشريد واغتصاب وحرق وترويع وكفر بالله وصد عن سبيل الله مما لا يقل عن فعل اليهود والنصارى والملاحدة بهذه الأمة، وبعض المحسوبين على الإسلام لهم أوفر الحظ والنصيب من قوله تعالى:{لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ} [التوبة من الآية:10] ومن قول النبي صلى الله عليه وسلم:  «لتتبعُنَّ سَنَنَ من كان قبلَكم، شبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ، حتى لو دخلوا جُحْرَضبٍّ تبعتُمُوهم». قلنا: "يا رسولَ اللهِ، اليهودُ والنصارى؟" قال: «فمَنْ». (صحيح البخاري [7320]).

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية والسبعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* وإذا بطشتم بطشتم جبارين

وفى الحديث: «صِنْفَانِ من أهلِ النارِ لمْ أَرَهُما بَعْدُ: قومٌ مَعَهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ  الناسَ بِها، ونِساءٌ كَاسِياتٌ عَارِياتٌ، مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلَنَّ الجنةَ، ولا يَجِدَنَّ رِيحَها، وإِنَّ رِيحَها لَيوجَدُ من مَسِيرَةِ  كذا وكذا» (صحيح الجامع [3799])، والعبرة بعموم اللفظ

لا بخصوص السبب،والشرع لا يفرق بين المتساويين ولا يساوى بين المختلفين.

لا تنزع الرحمة إلا من شقي، ولذلك نقطع بأن هلاك الطغاة المتجبرين محقق بإذن الله إن لم يتوبوا،نحذر أشد التحذير هؤلاء الذين يؤيدون هؤلاء الطغاة المتجبرين، ويصطفون خلفهم، ويباركون أفعالهم، ويبررون قتل المسلمين وانتهاك أعراضهم، فليسوا بمنأى ولا مأمن من عذاب الدنيا وخزى الآخرة {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} [القصص من الآية:8].

قُتل صاحب يس دون وجه حق، فقال سبحانه عن قومه: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ

قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ . إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ} [يس:28-29].

بل قُتلت ناقة صالح، عقرها قدار بن سالف برضى قومه، وقال سبحانه: {فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا . وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا} [الشمس:14-15].

*كيف يكون المسلم حربا على أولياء الله سلما لأعدائه؟!!!

وكيف يرضى بذلك مسلم درس التوحيد وعلم أن العقيدة أهم شيء في الوجود

وكيف يبرر الاغتصاب و المَثٌلة وتحريق المسلمين وقتلهم دون وجه حق؟!!!

قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ إِنَّمَا يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ} [الأنبياء:108].

البدار البدار إلى التوبة قبل حلول النقمة، عساها ترد ما قد يرد، فإن البر لا يبلى والذنب لا يُنسى، والديان لا ينام{اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ۚ} [الشورى من الآية:47].المصدر: صفحة الشيخ على موقع فيسبوك - سعيد عبد العظيم - من مشاهير الدعاة في مصر - الاسكندرية.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثالثة والسبعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*تفسير: (قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها)

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ ﴾ طوالاً ذوي قوَّة وكانوا من بقايا عادٍ يقال لهم العمالقة.

تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ قالُوا يَا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ ﴾، وَذَلِكَ أَنَّ النُّقَبَاءَ الَّذِينَ خَرَجُوا يَتَجَسَّسُونَ الْأَخْبَارَ لَمَّا رَجَعُوا إِلَى مُوسَى وَأَخْبَرُوهُ بِمَا عَايَنُوا، قَالَ لَهُمْ مُوسَى: اكْتُمُوا شَأْنَهُمْ وَلَا تُخْبِرُوا بِهِ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعَسْكَرِ فَيَفْشَلُوا، فَأَخْبَرَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ قَرِيبَهُ وَابْنَ عَمِّهِ إِلَّا رَجُلَانِ وفيا بما قال لهم مُوسَى، أَحَدُهُمَا يُوشَعُ بْنُ نُونِ بْنِ أَفْرَائِيمَ بْنِ يُوسُفَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ فَتَى مُوسَى، وَالْآخَرُ كَالِبُ بن يوفنا خَتَنُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى أُخْتِهِ مَرْيَمَ بِنْتِ عُمْرَانَ، وَكَانَ من سبط يهودا وهما النُّقَبَاءِ فَعَلِمَتْ جَمَاعَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ذَلِكَ وَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالْبُكَاءِ وَقَالُوا: يَا لَيْتَنَا فِي أَرْضِ مصر، أو ليتنا نَمُوتُ فِي هَذِهِ الْبَرِّيَّةِ وَلَا يُدْخِلُنَا اللَّهُ أَرْضَهُمْ فَتَكُونُ نِسَاؤُنَا وَأَوْلَادُنَا وَأَثْقَالُنَا غَنِيمَةً لَهُمْ، وَجَعَلَ الرجل يقول لصاحبه: تعالى نَجْعَلُ عَلَيْنَا رَأْسًا وَنَنْصَرِفُ إِلَى مِصْرَ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى إِخْبَارًا عَنْهُمْ: ﴿ قالُوا يَا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنَّا داخِلُونَ ﴾، وأصل الْجَبَّارِ: الْمُتَعَظِّمُ الْمُمْتَنِعُ عَنِ الْقَهْرِ، يُقَالُ: نَخْلَةٌ جَبَّارَةٌ إِذَا كَانَتْ طَوِيلَةٌ مُمْتَنِعَةٌ عَنْ وُصُولِ الْأَيْدِي إِلَيْهَا، وَسُمِّيَ أُولَئِكَ الْقَوْمُ جَبَّارِينَ لِامْتِنَاعِهِمْ بِطُولِهِمْ وَقُوَّةِ أَجْسَادِهِمْ، وَكَانُوا مِنَ الْعَمَالِقَةِ وَبَقِيَّةَ قَوْمِ عَادٍ، فَلَمَّا قَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مَا قَالُوا وَهَمُّوا بِالِانْصِرَافِ إِلَى مِصْرَ خرّ موسى وهارون عليهما السلام سَاجِدِينَ. [الأنترنت – موقع الألوكة  - تفسير قوله تعالى:

(قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها) - تفسير القرآن الكريم]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الرابعة والسبعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* اسم الله "الجبار": قاعدة يجب أن تعتقد فيها:

      "إذا انكسرت ولجأت لله، فلن يُرجِعَك". قد يؤخر الله الجبر لحكمة يعلمها، لكنه لن يرجعك. ومثال على ذلك أن تعرض أحد الأشخاص لمشكلة ما في بلده واضطر إلى مغادرته وكان ذلك في شهر رمضان، فخرج هائم على وجهه لا يدري وجهته أو البلد التي سوف يقيم به وقد جآءته فرصة أداء مناسك العمرة مع انتهاء تأشيرة العمرة في اليوم الثلاثون من رمضان. فكان يمشي بين الناس عند الحرم المكي دون أن يراهم من هول الكارثة التي لحقت به. وفي اليوم السابع والعشرون من هذا الشهر، بدأ الطواف بالبيت وبالرغم من درايته بالكثير من الأدعية إلا أن لسانه قد انعقد ولم يقل أثناء طوافه بالبيت سوى، "يا رب، اجبر بخاطرى! يا رب، أجبر بخاطرى!" وكأن الله قد أنطقه بهذة الكلمة. وفي شوط من الأشواط أوقفه شخص قائلاً له أنه يبحث عنه منذ ثلاثة أيام ليبلغه أنه قد رأى الرسول (صلى الله عليه وسلم) في رؤيا في المنام قائلاً له أن يبلغ فلان أنه على الحق وأن يصبر قليلاً، فسوف يُنهك لمدة عام ثم يفتح الله عليه. فأصبح يبكي الرجل من سرعة جبر الله له وحنانه عليه وإرسال هذه البشرى له. ثم يخرج من الحرم ليتلقى اتصالاً تليفونياً من رجل فاضل يبشره بحصوله على تأشيرة إقامة في بلد ما. لن تلجأ إلى الجبار منكسراً طالبا منه أن يَجبر بخاطرك، فيُضيعك.

ومثال آخر، وهو مثال أم سيدنا موسى. فقد كان فرعون يقتل الذكور من المواليد، وقد وضعت أم موسى سيدنا موسى وأوحى الله لها: "...أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ..." وبعدها قال الله تعالى: "...وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ" سورة القصص الآية رقم 7. وقد وردت هذة القصة بعد ذكر قصة فرعون وبني إسرائيل (قضية أُمة) أي أن الله ذكر قصة سيدة ما كُسِر قلبها بعد هذة القضية الكبيرة. كم أن قلباً مكسوراً مثل هذا غالٍ عند الله! ثم يقول الله تعالى، "فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ..." سورة القصص الآية رقم 13. يا مكسورين، يا حزانى، يا ضعفاء، يا يتامى، يا أُمة محمد (صلى الله عليه وسلم)، يا أهلنا في العراق، يا أهلنا في لبنان، يا أهلنا في فلسطين، "إذا كنا مكسورين، فليس لنا إلا "الجبار". "...وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ" سورة القصص الآية رقم 13، "لن يُرجعك الجبار أبداً".

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخامسة والسبعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*لجوء النبي (صلى الله عليه وسلم) للجبار:

    ضُرِبَ النبي بالحجارة يوم الطائف وقد كان يبلغ من العمر خمسون عاماً،

 وكان يبحث عن مكان يأوي إليه مع زيد بن حارثة،

فدعى النبي شاكياً إلى الله دون أن يطلب منه شيئاً قائلاً، "اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس. أنت رب العالمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي. إلى من تكلني؟ إلى بعيدٍ يتجهمني؟ - حال الأُمة حالياً - أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي". تعلموا من نبيكم (صلى الله عليه وسلم) كيف تلجأوا إلى الله. ثم يأتي طفل صغير يسمى عدَّاس يقدم عنب للنبي ويجري حوار معه يعرف منه أنه رسول الله، فينزل عدَّاس مُقبِلاً قدما النبي. لابد أن يجبُرك! قد يجبُرك الله تدريجياً لحكمةٍ يعلمها، ولكن لابد وأن يُجبر خاطرك ولو بإشارة. ثم يأتي الجبر الكامل وهي رحلة الإسراء والمعراج. وبالنسبة لأمتنا، فهذا هو أنسب وقت تحتاج الأمة فيه إلى أن يجبُرنا الجبار!

*كي يجبرك، يأخذ الحق ممن ظلمك:

يقصم الله من ظلمك، ليُجبرك. فهو جبار للمظلومين، جبار على الظالمين. إذا كنت منكسراً، ومن كسرك لم يتب ومُصِراً على ما فعله بك، فسيجبرك الله ويأخذ لك الحق ممن كسرك. لاحظ أن كلمة "جبار" في حياة الناس هي كلمة مذمومة، لكن "الجبار" سبحانه وتعالى هي كلمة كلها خير ومصلحة لأنه يرد للظالمين حقوقهم. فهو جبار للمنكسرين، جبار على الكاسرين. لابد أن يقصم الله من ظلمك. وكأن اسم الله "جبار" له شقان: شق إذا كان ظالم وشق إذا كان مظلوم.

*الفرق بين "الجبار" و"المنتقم":

"المنتقم" علاقة بالظالمين فقط ولكن "الجبار" الأصل فيها للمظلومين، لكن ليتم حق المظلومين فلابد أن يُؤخذ من الظالمين. ونتعلم من هذا الآتي: "إياك أن تنام ليلتك وأنت ظالم". هناك مثل عامي نَصُّه، "يا بخت من بات مظلوم، ولم يبت ظالم". يا من ظلمتم الناس، احذروا! يا من ظلمت وتحترق شوقاً لتنتقم ممن ظلمك، احذر فإن الله معك في اللحظة التي ظُلِمت فيها. أنت في كنف الجبار.

فإياكِ وظلم خادمتك، فقد تلجأ للجبار ليلاً باكية له من ظُلمِك. إياك يا صاحب العمل وقهر أو ظلم موظف أو ساعي بسيط عندك، فقد يلجأ إلى الله ليلاً باكياً له من ظلمك وطالباً منه أن يجبر بخاطره، فيقصمك الله من أجل هذا البسيط. إن أنت حييت باسماء الله الحسنى، فما بالك بإصلاح الأرض؟ يا من تقومون بتعيين أشحاص في مناصب بالمحسوبية ويكون غيرهم أحق بهذة المناصب، فيلجأ كل من هو أحق بالمنصب مقهوراً إلى الجبار شاكياً له أنه كان مؤهلاً لهذا المنصب ولكن المحسوبية فَضَلَت فلان! إياك وأن تقوم بتعيين أحد بالمحسوبية فالجبار يقصمك من أجل هذا المظلوم الذي فُقِد مكانه. هل لاحظت كم أن هذا الاسم متوغل في حياتنا؟

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السادسة والسبعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*يجعل ما قُصمت به نعمة:

أحياناً تظلم شخصاً ما فيقصمك الله لأنك ظالم وليُجبر هذا المنكسِر، فتتوجع وتبكي وتلجأ للجبار، فيجعل ما قصمك به نعمة تفرح بها وتنصلح بها حياتك، أي يُحوِّل ما كُسِرت به إلى نعمة. ومثال على ذلك، عندما وكز سيدنا موسى الرجل فقضى عليه فقتله وكان نتيجة ذلك أن خرج من مصر، وهذة كَسرَة شديدة تحولت إلى قمة النعمة، حيث أن العشر سنوات تلك هي التي أهلته للنبوة. ومثال آخر، أنه كان هناك رجلاً ليس متديناً وله من الأولاد اثنان، وكانت تملأ حياته السخرية من الناس والضحك والنكات والهزار. كان يذهب لعمله وكان يحب أولاده ولكنه لم يكن مهتماً بهم إلى درجة كبيرة. وذات يوم وجد رجلاً كفيفاً يمشي في الشارع، فسخر منه وسار بجانبه يقلده لِيُضحِكَ الناس عليه. من المؤكد أن هذا الكفيف قد كُسِر. وبعد عدة أشهر من هذا الموقف، أنجب طفلاً كفيفاً وكُسِر هذا الرجل! يُجبر الله كَسر من ظلمته، فيقصمك وربما بنفس ما اقترفت! ولاحظ أنه قد يتحول إلى نعمة! بعدما أنجب هذا الرجل الطفل الكفيف، اكتئب لشهورٍ عدة، ثم انتهت علاقته بهذا الطفل! اهتم بطفلاه الآخران وترك تربية هذا الطفل الكفيف لأمه مع إعطائها نفقاته، فلم يرد أن يشغل باله به ولكنه كان يشعر بالإنكسار داخله وأن هذا الطفل بمثابة عذاب بالنسبة له، فكان يتجاهل هذا الأمر. ومع نمو الطفل، لم يرد

الرجل الإحتكاك به وأصبح بينهما حاجز نفسي شديد حتى بلغ الطفل ست سنوات.

وفي يوم من الأيام، خرجت الأم مع أبنائها الكبار ووجد الأب نفسه وحده بالبيت مع هذا الطفل الكفيف. وقال الطفل لأبيه، "يا أبي، اليوم هو يوم الجمعة. هلا اصطحبتني إلى المسجد؟"

اندهش الرجل عندما علم أن ابنه ذو الست سنوات يصلي ويريد أن يذهب إلى المسجد. فقال له الرجل، "من أخبرك أن عليك الذهاب إلى المسجد؟ "قال له الولد، "أمي تصحبني أحياناً إلى هناك". فقد كانت أمه سيدة متدينة. وأخذ الأب الطفل قال الرجل لابنه، "سأصطحبك إلى المسجد". شعر الرجل أن معه شيخ كبير يعلمه. قال الطفل لأبيه، "يا أبي، سأتلو عليك سورة الكهف". فبدأ الولد في القرآءة وبدأ الأب في البكاء فعرف الله! فتحول ما كُسِر به إلى قمة النعمة. تَظلم فيقصمك فتنكسِر فتلجأ إليه فيحول ما كُسِرت به إلى نعمة.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السابعة والسبعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : *الجبار يوم القيامة:

*دعاء : يقول أحدهم: "يا رب، عَجِبت لمن يعرفك، كيف يخاف من عبادك وأنت الجبار؟! ويا رب، عَجِبت لمن يعرفك، كيف يُخيف عبادك وأنت الجبار؟!" لو كُسِرت، اسجد بين يديه وقل له: "يا جبار، أجبر بخاطري". ولو ظَلَمت، اطلب السماح ممن ظلمته واطلب منه ألا يدعو عليك واجبر بخاطره.

   أصعب موقف يوم القيامة هو يوم ينادى على البشر للعرض على الله سبحانه وتعالى. تخيل أنه ينادى على كل شخص يومئذٍ: "فلان بن فلان" وأن الملائكة ستأخذك الآن وأنك ستقف بين يدي الله، ليس بينك وبينه ترجمان وستتعرف عليك الملائكة من شدة قلقك وخوفك، وينادى، "فلان بن فلان، هلم للعرض على الجبار!" ينادى باسم الله "الجبار" هنا لأنك في الدنيا كنت إما منكسِر أو ظالم.

  وتخيل وقفتك بين يدي الله وحقوق الناس! يا من ظلمتم الناس، هل سوف تستطيعون الخلود إلى النوم الليلة؟   يا من ظلمتِ سيدة ما وشهرتِ بها، يا من تضربين خادمتِك كل يوم، يا من استوليت على حق فلان، هل سوف تستطيع الخلود إلى النوم الليلة؟ أريدك أن تتذكر ورأسك على الوسادة اليوم، "فلان بن فلان، هلم للعرض على الجبار!" وتخيل أنك تقول لله، "   يا رب، كما جبرت بخاطري في الدنيا، اجبر بخاطري في الجنة، اجبر بخاطري يوم القيامة" فيجبرك، أو تقول له، "يا رب، لقد ظلمت في الدنيا ولكنني علمت أنك الجبار فذهبت يوم  ما وجبرت بخاطر فلان، اجبر بخاطري اليوم يا رب".

*نوع آخر من الجبر: وهو "جبر العُبَّاد" أي أن يكون شخص متحمس للعبادة

 مثلاً وينوي ختم القرآن مرتين وأداء الصلاة في الجماعة في الصف الأول، وفجأة يثقل بعمله أو يصاب بمرض، فيحزن ويبكي ولكن يجبر الله بخاطره ويعوضه.

ومثال آخر، حيث قال سيدنا موسى، "...قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنْ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنْ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ" سورة الأعراف رقم الآيات 143، فقد طلب سيدنا موسى نوع من العبودية ولكنه لم ينفذ. وتليها الآية، "قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ" الآية رقم 144. إن لم تحصل على هذا الطلب فسوف تحصل على شيء آخر وهو أن تكون "كليم الرحمن". إن حُرمت من عبادة، فسوف يجبر الله العُبَّاد بمنحهم عبادة أخرى.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثامنة والسبعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*صور عديدة لجبر الله لخاطرك:

يجبُر بخاطرك بأن يقبل توبتك، يجبر بسنن الصلوات عن النقص في الفرائض،

 يجبر عثرات المؤمنين عندما يخطئوا فيسامحهم ويعفوا عنهم لسابق إحسانهم، يجبر بخاطر الأمة عندما كسرها التتار ويدخل التتار في الإسلام، يجبر بخاطر العبيد ويجعل كل شخص يخطىء يُحَرِر عبد حتى يتحرر العبيد، يُجبر بخاطر الخدم فيقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "أطعموهم مما تطعمون ولا تكلفوهم ما لا يطيقون"، يجبر بخاطرالمرآة  : "رفقاً بالقوارير" ويجعل لهن نصيب في الميراث لم يكن لهن إياه قبل الإسلام، يُجبر بخاطر اليتامى: "إخوانكم في الدين"، ويُجبر

بخاطر من يُجبر بخاطر اليتامى ويقول النبي: "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة".

*الواجب العملي:

1. إذا كنت مظلوماً، الجأ للجبار واسجد بين يديه وقل له، "اجبر بخاطري يا رب".

2. إذا كنت ظالماً، أقسمت عليك أن تذهب الليلة لمن ظلمته حتى يرضى عنك قبل أن يقصمك الله سبحانه وتعالى سواء كان خادم أو ساعي أو زوجة.

اجبر بخاطر شخص حتى يوم غد، ابحث عن مسكين أو اذهب لملجأ أو مستشفى، اجلب معك هدية، ابن خالك محتاج رعاية، ابتسم في وجه فقير، امسح على رأس يتيم، إلخ... لكي تقول لله يوم القيامة، "جبرت بخاطر فلان، فاجبر بخاطري" ولكي يعرف كل الناس أن هذا الدين لإصلاح الدنيا وليس عبارة عن روحانيات فقط.[الأنترنت – موقع فوائد تي في – اسم الله الجبا -  د عمرو خالد]

*بعض معاني اسم الله ( الجبار )

•ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في موضع واحد ، وهو قوله تعالى :﴿ هُوَ

اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ ﴾ الحشر :22

•الجبار في اللغة هو العظيم القوي الطويل وهي صيغة مبالغة مِن ، جابر

جبّار، وجابر الموصوف بالجبر، والجبر إصلاح الشيء بالقهر

•الجابر يجبر مرة أو مرتين، الجبار كثير الجبر، فهي صفة من صفات الله، ولذلك لا نستطيع أن نطلق اسم الجبار علي أحد منا، لكننا نسمي : جابر

•الجبار من العز والامتناع، ومنه نخلة جبارة، والجبار من النخل ما طال وفات اليد،  يقال : رجل جبار، إذا كان طويلاً عظيماً قوياً تشبيهاً بالجبار من النخل الجبار من أسماء التعظيم، ومن أسماء التنزيه معاً، وهو من اسماء الملوك. والجبر الملك. والجبابرة الملوك. وهو في حق الله من كماله ، ومن دلائل عظمته ، وهو اسم حمد وثناء ومجد له تعالى .                                                                                                                           الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التاسعة والسبعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*بعض معاني اسم الله ( الجبار )

•الجبار سبحانه وتعالى الذي لا يُنال، فوق خلقه عال عليهم، وهو مع علوه عليهم قريب منهم يسمع أقوالهم، ويرى أفعالهم، ويعلم ما توسوس به نفوسهم، وهو الذي تنفذ مشيئته في خلقه، لا غالب لأمره، ولا معقب لحكمه .

•الجبار هو المصلح للأمور، العظم إذا كُسر يُجبَر، الله عز وجل يصلح أمور

عباده، هو مَن أصلح الأشياء بلا اعوجاج، وأمر بالطاعة بلا احتياج .

•الجبار يجبر الضعيف بالغنى والقوة، ويجبر الكسير بالسلامة، ويجبر المنكسرة قلوبهم بإزالة كسرها، والطمأنينة فيها، ويجبر المصاب بالأجر والثواب، ويسليهم ويسكن قلوبهم حتى ترضى وتٌسلْم .

• الجبار الذي جبر الخلق على ما أراد. يجبر الجبابرة ويغلبهم بجبروته وعظمته، فكل جبار وإن عظم فهو تحت قهر الله عز وجل وجبروته وفي يده وقبضته .. قال تعالى : ( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ) فصلت :11فهم مجبورون في خلقهم وتكوينهم وخصائصهم التي فٌطِروا عليها .

• الجبار صفة الرب سبحانه وتعالى يرجع إلى ثلاثة معان : المٌلك، والقهر، والعلو، ولهذا جعل سبحانه اسمه الجبار مقروناً بالعزيز

والمتكبر.  وكل واحد من هذه الأسماء الثلاثة تضمن الاسمين الآخرين نظير الأسماء الثلاثة، الخالق البارئ المصور تفصيل لمعنى اسم الخالق، فالجبار المتكبر يجريان مجرى التفصيل لمعنى اسم العزيز

يذم العبد باتصافه بالجبروت، فالخلق موصوفون بصفات النقص، مقهورون محجوبون، تؤذيهم البقة،وتأكلهم الدودة،وتشوشهم الذبابة،

 أسير جوعة، وصريع شبعة، ومن تكون هذه صفته كيف يليق به التكبر والتجبر، وقد ذم الله تعالى من عباده من اتصف بأنه

جبار، فقال ( كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار ) غافر : 35

الخلق أدق شأنا من أن يعصوا ربهم طرفة عين إلا بمشيئته سبحانه. قال تعالى

 : ( عبدي أنا أريد ، وأنت تريد ، فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد،

 وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد ) .

كان صلى الله عليه وسلم يعظم ربه بهذا الاسم في الصلاة في الركوع والسجود كان يقول (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة) .

[ الأنترنت – موقع فيس بوك ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثمانون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : *القوم الجبارين:

  { قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ } [المائدة: 22]، عدواً أقوياء، قوتهم شديدة، شجعان، { وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ

يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ  } [المائدة: 22]، يعني: هل يتوقع الآن أن الأعداء يخرجون من البلد بغير ثمن؟ هل يتوقع من الأعداء أن يخرجوا ويسلموا المدينة لهم؟ هذا كلامهم منطقهم  { وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ  }[المائدة: 22]، وهذا سوء أدب مع نبيهم موسى عليه السلام، هذا من جبنهم، وقلة يقينهم، وذهاب رشدهم، وحرمانهم التوفيق.

   القوم الجبارين ممكن يكون فيهم بسطة في الجسم، ممكن كانوا أقوياء، أشداء طوال، لكن ليس على الخرافات الإسرائيلية، قالوا: هذه أرض العمالقة فيها كان ابن بنت نوح، طوله ثلاثة آلاف ذراع وثلاثمائة وثلاثة وثلاثين وثلث ذراع.

يقول ابن كثير: "وهذا شيء يستحيا من ذكره، ثم هو مخالف لما في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله خلق آدم وطوله ستون ذراعًا ، إذًا هذا أول البشر طوله ستون ذراعًا، ثم لم يزل الخلق ينقص حتى الآن  [رواه البخاري: 3326، ومسلم: 2841].

بعد آدم الخلق في نقص، طولهم يتناقص حتى وصل إلى طولنا، فكيف يكون في هذه القرية هذا الإنسان المخلوق ثلاث آلاف وثلاثمائة وثلاثة وثلاثين ذراع ؟!

قالوا: إن الطوفان لما جاء لم يصل إلى ركبته في وقت نوح. يقول ابن كثير:" وهذا كذب وافتراء، فإن الله ذكر أن نوحًا دعا على أهل الأرض من الكافرين، فقال:  { رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا  } [نوح: 26]، وقال:{ فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ  } [الشعراء: 119-120].

  إذا ولد نوح الكافر ما بقي على قيد الحياة، كيف يبقى ذلك الآخر الكافر،

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الواحدة والثمانون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : *القوم الجبارين:

قال ابن كثير: "هذا لا يسوغ في عقل ولا شرع" [تفسير ابن كثير:3 / 109]، إذًا نجد أن بعض الروايات اخترقتها الإسرائيليات مثل هذا، ولكن النقاد والعلماء يبينون الصحيح من الضعيف الموضوع المكذوب، والإسرائيلي يبينونه، لكن كان في الأرض المقدسة قوم جبارين، كان فيها ناس أقوياء، يعني:

 أشداء لا شك الله عز وجل قال هذا.

فلما واجهوا نبيهم بهذا الكلام قام رجلان من الذين يَخافون أو يُخافون، إذا كان يُخافون يعني: اثنين أسلما من الجبارين، وإذا كان يَخافون يعني: من قوم موسى، { أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا } [المائدة: 23]، بثبات الجنان، وحسن الإسلام، يخافون الله فوعظا بني إسرائيل، وحظوهم على الجهاد. إذًا وجد مع موسى من أيده عليه السلام، لكن اثنين فقط، الخلاصة من هذا الجيش اثنان، ولذلك قال موسى:  {قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي } [المائدة: 25]، أنا لي سلطة على أخي.

 { قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ }  [المائدة: 23] يخافون الله، ولا يخافون الأعداء، أو يُخافون لهم مهابة، وموضع من الناس، { أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا } [المائدة: 23] بالنصر، واليقين، والتوفيق، والثبات على الدين، { ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ } [المائدة: 23] أنتم اقتحموا باغتوهم، فاجئوهم، امنعوهم من الخروج إلى الصحراء للقتال، اقتحموا عليهم المدينة، { ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ } [المائدة: 23] بكلمة الله وأمره، { وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [المائدة: 23].

   إذًا الخطة المباغتة والمفاجأة للأعداء، والتوكل على الله، وتوافقوا رسولكم

على ما أراد منكم، فإن الله سينصركم، وتكون البلد التي كتبها الله لكم، لكن ما نفعت موعظة موسى الأولى، ولا نفعت موسى الرجلين الثانية، وهكذا لم تنفع الموعظة،  قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا  [المائدة: 24] وازدادت الوقاحة، وقلة الأدب، بل والكفر، { فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}  [المائدة: 24]، وهذا النكول عن الجهاد، والمخالفة للرسول، والتخلف عن القتال، جازمون بذلك { لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا  }[المائدة: 24]، لا يريدون الخيار العسكري الجهادي إطلاقًا، لا يريدون طريق الرجولة ولا العز والشهادة والجنة، يريدون الذل، والجبن، والضعف، والهوان، والقعود، هو

الذي كره إليهم القتال.

  هذا داء الأمة اليوم، أصابنا داء اليهود، سلكت أمتنا ما سلكه اليهود من قبل، كما قال عليه الصلاة والسلام: {لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه  قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال:  فمن؟  [رواه البخاري: 3456].

   فمن غيرهم، وهكذا يقول قومنا في مؤتمراتهم: كل الخيارات مطروحة للنقاش إلا الخيار العسكري والمقاطعة، فماذا بقي من الخيرات؟ إذًا الشجب، والتنديد، والاستنكار، ورفع الشكاوى إلى الأمم المتفرقة، ومطالبة المجتمع الدولي الكافر بالعمل على وقف العدوان.

فلما رأى موسى عليه السلام ذلك الجبن من قومه { قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي } [المائدة: 25]، ليس أحد يطيعني، ويمتثل أمري، { فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ  }[المائدة: 25]، اقض بيني وبينهم، أنزل العقوبة على من يستحق منهم، وفي هذه الآية فافرق بيننا وبينهم، تسجيل عليهم بما يستحقونه من الوصف، وهو الفسق، { فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ }[المائدة: 25].

والإشارة إلى علة الدعاء عليهم، وهو فسقهم، تعميم الحكم ليشملهم ويشمل غيرهم، فكل من نكل عن الجهاد بعد وجوبه عليه فهو فاسق.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية والثمانون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : *القوم الجبارين:

*العقوبة التي نالتهم:

    استجاب الله دعاء موسى عليه السلام { قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ } [المائدة: 26]، حرم الله عليهم القرية التي نكلوا عن دخولها مدة أربعين سنة، وليس فقط حرمان لكن تيه في الصحراء، { أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ } [المائدة: 26]، يخرجون في الصباح يبحثون عن مخرج لا يأتي عليهم المغرب إلا ويجدون أنفسهم في المكان الذي بدؤوا البحث منه، { يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ } [المائدة:26] لا يجدون مخرجاً من صحراء.

الوقف على قوله:{ مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ }  ممكن، وعلى { أَرْبَعِينَ سَنَةً }  ممكن، وهذا يسمى تعانق الوقف عند علماء .

  القراءة؛ لأن قوله أربعين سنة متعلق بمحرمة، أو متعلق بيتيهون، وبيان ذلك أننا إذا وقفنا على قوله: { مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ } وقف  أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ  معناها أنهما عقوبتان، { مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ } العقوبة الأولى، و{ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ} فِي  العقوبة الثانية، معنى ذلك: هذا الجيل لا يدخلها أبداً { مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ } هذه عقوبة، وهذه الجيل سيتيه في الصحراء أربعين سنة، واختاره ابن جرير رحمه الله. [تفسير الطبري: 10/191].

وبناء على ذلك فإن الذي دخل القرية كلهم من الجيل الثاني، ما يوجد ولا واحد دخل من الجيل الأول على هذا الوقف، { فَإِنَّهَا

مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ } [المائدة: 26] عقوبتان على هذا الجيل، لا يدخلوا القرية، ويبقوا في التيه، والذين سيدخلون ليسوا من هؤلاء إطلاقًا.

وإذا وقفنا على قوله: { مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً } وقف { يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ } صار التحريم عليهم أربعين، فيمكن أن يدخلوها بعد الأربعين، ولكنهم في هذه المدة سيبقون تائهين في الأرض، هذا لا يلزم أن كل الجيل هذا لن يدخلها، سيمنع منها أربعين سنة، ثم ممكن يدخلها، بل دخلها بعضهم على هذا الكلام.

ولما علم الله تعالى رقة موسى وشفقته على قومه، وأنه ربما حزن عليهم بسبب

ما نالهم من العقوبة، قال: { فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ } [المائدة: 26]، قال الله مواسيًا معزيًا: { فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ } [المائدة: 26]، لا تأسف عليهم، ولا تحزن عليهم، لقد حكمت فيهم وهم مستحقون هذا لفسقهم.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثالثة والثمانون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*الفوائد والدروس المستفادة من القصة:

 هذه القصة تضمنت تقريع اليهود، وبيان فضائحهم، ومخالفتهم لله ولرسوله، ونكولهم عن الطاعة، وتوليهم عن الجهاد، وخذلانهم للنبي، وضعفهم عن مصابرة الأعداء، وترك المجالدة والمقاتلة والنبي بين أظهرهم يعدهم بالنصر والظفر، وهم مع ذلك عاصون، شاهدوا ما فعل الله بفرعون، رأوا الآيات، ورأوا قدرة الله، وكيف نجاهم الله من فرعون؟ وكيف أهلك عدوهم؟ وكيف أغرق جنوده وهم ينظرون؟

لكن بالرغم من ذلك لم يستجيبوا، وهم في جهلهم يعمهون، وفي غيهم يترددون،

 ويقولون:  نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ  [المائدة: 18]، وألزمهم اللعنة تصحبهم إلى النار ذات الوقود، ويقضى عليهم فيها بالخلود، هذه الموقف من بني إسرائيل قابله موقف مشابه من صحابة النبي عليه الصلاة والسلام، وليس مشابهًا في موقف القوم، وإنما مشابه في الظروف، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما استشار الصحابة في قتال أهل مكة الذين جاؤوا لإنقاذ القافلة، وكانت قريش ذوي عَدد وعُدد، هل قال الصحابة:  فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ [المائدة: 24]؟

   أو هل قالوا: لن نقاتل، إن القوم أقوياء، وأكثر منا؟ أبداً، قالوا: والذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر، فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصبر في الحرب، صدق في اللقاء، لعل الله أن يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد هذا. [دلائل النبوة للبيهقي: 874]، ونشطه ذلك الكلام.

فروى أحمد رحمه الله عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سار إلى بدر استشار المسلمين، فأشار عليه عمر، ثم استشارهم، فقالت الأنصار: يا معشر الأنصار، إياكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: إذًا لا نقول له كما قالت بنو إسرائيل لموسى:  اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ  [المائدة: 24]، والذي بعثك بالحق لو ضربت أكبادها إلى برك الغماد؛ لأتبعناك" [رواه مسلم: 1779]،

 برك الغماد هذا موضع بقرب اليمن، فيه مهلكة ومفازة، ومكان خطير.

وقال ابن مسعود: شهدت من المقداد بن الأسود مشهدًا لأن أكون صاحبه أحب إليّ مما عدل به، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على

المشركين، فقال: لا نقول كما قال قوم موسى:  اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا  [المائدة: 24].

ولكنا نقاتل عن يمينك، وعن شمالك، وبين يديك، وخلفك، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم أشرق وجهه وسره، يعني: قوله. [رواه البخاري: 3952].

هذا الفرق بين صحابة نبينا والذين كانوا مع موسى عليه السلام، وبهذا يظهر التفوق العظيم لأصحاب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم وأرضاهم.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الرابعة والثمانون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*الفوائد والدروس المستفادة من القصة:

لقد كانت هذه القصة دليلاً على تمرد بني إسرائيل وإساءتهم الأدب، هؤلاء

عرفوا من قديم بالوقاحة وسوء الأدب مع الله، يقولون:  فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا  [المائدة: 24] ما هذا الكفر؟ هذا ليس بمستغرب من  الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ  [آل عمران: 181]، ليس بمستغرب من الذين قالوا:  يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ  [المائدة: 64]، ليس بمستغرب من الذين قالوا: إن الله خلق الخلق في ستة أيام وتعب، فاستراح في اليوم السابع، ليست مستغربة من الذين قالوا:  عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ  [التوبة: 30]، هؤلاء الذين يقولون في تلمودهم وهو الشرح المفسر للتوراة بزعمهم: إن الله ليس معصومًا من الطيش، والغضب، والكذب تعالى الله عن قولهم، يقولون للخامات: السيادة على الله، وعليه إجراء ما يرغبون فيه، يقولون: يقضي الله ثلاث ساعات من النهار يلعب مع ملك الأسماك، يقولون في التلمود: اليهودي أحب إلى الله من الملائكة، والذي يصفع اليهودي كأنما يصفع العزة الإلهية، يقولون: إن الله يستشير الحاخامات على الأرض حين توجد معضلة لا يستطيع حلها في السماء، تعالى الله عن قولهم علوًا كبيرًا، يقولون بوقاحة فاجرة: إن تعاليم الحاخامات لا يمكن نقضها ولا تغييرها، ولو بأمر من الله، هؤلاء الذين قال الله عنهم:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ  [التوبة: 34].

   هؤلاء الذين قالوا عن عيسى: إنه ابن زنا، وأن أمه حملت به خلال فترة الحيض، وأنه مشعوذ مضلل أحمق غشاش بني إسرائيل، وأنه صلب ومات، ودفن في جهنم، وأنه يعذب فيها في أتون ماء منتن يغلي من الحرارة، قال الله في فريتهم على المسيح ابن مريم وعلى أمه: { فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا * وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا * وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ  } [النساء: 155-157].

وهم الذين قالوا في تلمودهم في شأن نبينا صلى الله عليه وسلم حيث أن المسيح كذاب، وحيث أن محمدًا اعترف به فهو كذاب مثله، يجب أن نقاتل

الكذاب الثاني كما قاتلنا الكذاب الأول، وها هم يقول حاخامهم الأكبر: إن الله نجم على خلق الفلسطينيين، هؤلاء الذين يلفون رأس الخنزير في أوراق مصحف مكتوب عليها اسم محمد، ويلقونها في المسجد الأقصى لإغاظة المسلمين، ويرسمون خنزيرًا على الجدار ويكتبون عليه اسم نبينا، ويوقعون تحت بنجمة داود، هؤلاء الذين ما سلم منهم موسى والأنبياء، هذا نبيهم ما سلم منهم، كيف نتوقع أن يسلم نبينا منهم، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا } [الأحزاب: 69].

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخامسة والثمانون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*الفوائد والدروس المستفادة من القصة:

   وهكذا بينت هذه القصة صفة مهمة جداً لليهود، وهي الجبن، { لَا يُقَاتِلُونَكُمْ

جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ } [الحشر: 14]، { وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ } [البقرة: 96]، هؤلاء من الهلع يتخلون عن الجهاد، ويؤثرون القعود، ويرفضون القتال، هؤلاء الذين لم يجدوا في ذلك الجيل منهم إلا رجلان فقط يخافون الله مستعدين للقتال.

    لقد قصر الخوف على الله تعالى وحده عند المؤمنين، ولكن عند اليهود يخافون من ظلهم، لعل من الأٍسباب أن النفوس التي ألفت الذل والاستعباد لا تسلك سبيل المقاومة والمدافعة، ناس كانوا تحت قهر فرعون تربوا فترة طويلة، ألفوا الاستعباد، ولذلك لم يكونوا مستعدين للقتال، وجبنوا عند المواجهة، فكان لا بدّ من زوال هذا الجيل الذي قد تعفن وأسن، ولم يعد هناك فائدة من استصلاحه، وتاهوا في الصحراء، ومات موسى وبنو إسرائيل في التيه، وهكذا كان من الحكمة أن يتيه ذلك الجيل في الصحراء حتى يفنى ويموت، ليخرج جيل آخر تربى في الصحراء على شدتها وبأسها وظروفها الصعبة، ليخرج جيلاً يمكنه المواجهة، ليس فيه ذل الآباء، بل يتربى في هذه البيئة الشديدة، ويقدر على تنفيذ المهمة، وفعلاً بعد موسى عليه السلام استلم القيادة يوشع غلامه وخادمه، وأوحى الله إليه فصار نبيًا، وقاد الجيل الثاني من بني إسرائيل قادهم إلى النصر.

  ونأخذ من القصة مبدأ مهم في الحرب، وهو الحرب الهجومية، { ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ } [المائدة: 23] اقتحام، { فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ }[المائدة: 23].

وهذا ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في أغلب غزواته، هو الذي كان يهاجم الأعداء، يهود بني قينقاع اقتحم عليهم، يهود بني النضير اقتحم عليهم، يهود بني قريظة اقتحم عليهم، يهود خيبر اقتحم عليهم، فتح مكة اقتحم مكة، غزة هوازن على هوازن، وتبوك ذهب إلى الروم، ومؤتة ذهب إلى الروم، وجيش أسامة يخرج خارج جزيرة العرب إلى الروم، حرب هجومية، أكثر الغزوات كانت كذلك، وبذلك نقول اليوم لو أن المسلمين اقتحموا فلسطين بما تهيأ لهم من الأسباب، { ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ }[المائدة: 23].

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السادسة والثمانون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*الفوائد والدروس المستفادة من قصة الجبارين :

هل يستطيع اليهود أن يصمدوا، لا يمكن، الآن في بطولات فردية ثلاثة

 أشخاص يدوخوا كتيبة الجيش الإسرائيلي بأكملها، ويقتلوا فيهم مقتلة عظيمة، كما حدث مرة عندما أطلقوا النار على المستوطنين، ثم انسحبوا في حركة تمثيلية ليتبعهم هؤلاء من الجيش الإسرائيلي ليدخلوا بهم زقاق مدبر محكم من قبل ليطلقوا عليهم النار من جميع الاتجاهات، فيسقط الجنود صرعى، ولا أحلى من منظر اليهود وهم يقعون في الكمين، خلاص لا يلوون على شيء، لا في ترتيب، ولا تخطيط، ولا مدارس، ولا معاهد عسكرية، ولا شيء ينفع، هم أجبن ما يكون، ثم يبقى هؤلاء في مكانهم، ولا ينسحب هؤلاء المسلمون حتى يأتي المدد والإسعاف، وعندما يبدؤون في عملية إخلاء يطلقون عليهم النار، هجوم مرة أخرى، وتقع المذبحة في اليهود، وإذا قالوا لك قتل اثني عشر فاضرب بكذا وكذا، فإنهم دائمًا يخفون خسائرهم، هذا ثلاثة، كيف لو قلنا نحن اليوم المسلمين: { ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ  }[المائدة: 23].

    ما يمكن، ولذلك فإن هذه الخطة الهجومية المذكورة في هذه الآية { ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ } [المائدة: 23]، هو ما ينبغي التعامل به

مع هؤلاء اليهود، وهذا ما ستفعله هذه الأمة بإذن الله، لكن نسأل الله أن يكون في جيلنا،ولا نكون نحن جيل التيه،وإنما نريد أن نكون جيل النصر.

نسأل الله عز وجل أن ينصر الإسلام، وأن ينصر الإسلام بنا وينصرنا بالإسلام، إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد.

[ الأنترنت – الموقع الرسمي للشيخ محمد المنجد ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السابعة والثمانون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*ومن الذنوب: إِنهم تركوا طاعة الله ومالوا لكل جبار عنيد (واتبعوا كل جبار عنيد).

   فأيّ ذنب أعظم من هذه الذنوب: ترك الإِيمان، ومخالفة الأنبياء، والخضوع لطاعة كل جبار عنيد.

و"الجبار" يطلق على من يضرب ويقتل ويدمر من منطلق الغضب ولا يتبع أمر العقل، وبتعبير آخر هو من يُجبر سواه على أتباعه ويريد أن يغطي نقصه بادعاء العظمة والتكبر الظاهري.

و "العنيد" هو من يخالف الحق والحقيقة أكثر ممّا ينبغي، ولا يرضخ للحق أبداً.

هاتان الصفتان تتجلّيان في الطواغيت والمستكبرين في كل عصر وزمان،

الذين لا يستمعون لكلام الحق أبداً ويعمدون الى من يخالفهم بانزال أشد انواع العقاب به بلا رحمة.

هنا يَرِدُ سؤال: إِذا كان الجبار يعطي هذا المعنى فلماذا ذُكرت هذه الصفة لله، كما في سورة الحشر الآية (23) وسائر المصادر الإِسلامية.

والجواب : هو أنّ "الجبار" - كما أشرنا آنفاً - مشتق إمّا من "الجبر" بمعنى القوّة والقهر والغلبة، أومن مادة "الجبران" ومعناه: إِزالة النقص من شيء.

ولكن "الجبار" سواء كان بالمعني الأوّل أو الثّاني فهو يستعمل بشكليّه، وقد

يراد به الذم إِذا حاول الإِنسان تجاوز النقص الذي فيه باستعلائه على الغير وتكبره وبالإِدعاءات الخاطئة، أو أنّه يحاول أن يجبر غيره على أن يكون تحت طاعته ورغبته، فيكون الأخير ذليلا لأمره.

هذا المعنى ورد في كثير من آيات القرآن الكريم، وأحياناً تقترن معه صفات ذميمة أُخرى، كالآية المتقدمة التي اقترنت مع كلمة "عنيد" وفي الآية (32) من سورة مريم نقرأ على لسان عيسى بن مريم رسول الله (ولم يجعلني جباراً شقياً) كما نقرأ على لسان بني إِسرائيل في خطابهم لموسى (عليه السلام) في من سكن بيت المقدس من الظالمين حيث ورد في الآية (22) من سورة المائدة (قالوا إِن فيها قوماً جبارين).

ولكن قد تأتي كلمة "الجبار" من هذين الجذرين "الجبر" و"الجبران" وهي

بمعنى المدح، وتطلق على من يسدّ حاجات الناس ويرفع نقصانهم ويربط العظام المتكسرة، أو أن تكون له قدرة وافرة بحيث يكون الغير خاضعاً لقدرته، دون أن يظلم أحداً أو يستغل قدرته ليسيء الإِستفادة منها، ولذلك حين تكون كلمة الجبار بهذا المعنى فقد تقترن بصفات مدح أُخرى، كما نقرأ في سورة الحشر الآية (23) (الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر) وواضح أن صفات كالقدوس والسلام والمؤمن لا تنسجم مع "الجبار" بمعنى الظالم أو "المتكبر" بمعنى من يرى نفسه أكبر من غيره، وهذا التعبير يدل على أنّ المراد هنا من "الجبار" هو المعنى الثّاني.

ولكن حيث أنّ البعض فسّروا "الجبار" ببعض معانيه دون الإلتفات إلى معانيه المتعددة في اللغة، تصوّروا أنّ استعمال هذا اللفظ غير صحيح في شأن الله، وكذلك في ما يخصّ لفظ "المتكبر" ولكن بالرجوع إلى جذورهما اللغوية الأصيلة يرتفع الإشكال

وفي الآية الأخيرة التي تنتهي بها قصّة "هود" و قومه "عاد" بيان لنتيجة أعمالهم السيئة والباطلة حيث تقول الآية: (واُتبعوا في هذه الدنيا لعنة) وبعد الموت لايبقى إلاّ خزيهم والصيت السيء (ويوم القيامة) يقال لهم (ألا إن عاداً كفروا ربّهم ألا بعداً لعاد قوم هود)  [الأنترنت – موقع هدى القرآن ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثامنة والثمانون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*ومن الذنوب: إِنهم تركوا طاعة الله ومالوا لكل جبار عنيد (واتبعوا كل جبار عنيد).

*أصناف الذين يطبع الله على قلوبهم

    إن أهم ما يجب على المسلم إصلاحه والعناية به قلبُه الذي بين جنبَيه؛ لأن القلب أساس الأعمال، وأصْل حركات البَدن، وهو لها بمثابة المَلِك لجنده، إذا طاب القلب طاب البدن، وإذا فسَد القلب فسَد البَدن.

وهذا القلب الذي يحمِله الإنسان بين جنبَيه مهما فسَد، فإنه يمكن إصلاحه

بالإيمان الصادق، والإخلاص، ومحبة الله ورسوله، والأعمال الصالحة؛ كالصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ونحو ذلك.

ولكن كيف لو كان القلب ممن طبَع الله عليه؟ هل يمكن إصلاحه؟

الجواب: لا يُمكِن إصلاحه؛ لأن هذا القلب ميِّت؛ حيث إنه لا يستطيع أن ينتفِع بشيء من الأشياء؛ بسبب نهاية دوره في الأخذ والعطاء، وهذا موجِبٌ لاستِحقاق التعذيب بالنار وعدم التخلُّص منها إلا أن يشاء الله رب العالمين.

ولذا؛ فإن معرفة الأصناف والأشياء التي بسببها يطبَع الله على القلب، على ضوء الآيات القرآنية - مهم جدًّا من أجل الحِفاظ على الإيمان.

والأصناف الذين يطبَع الله على قلوبهم في القرآن تسعة، وهي:

1- الكُفْر:قال الله تعالى: ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 155].

2-النفاق:قال تعالى عن المنافقين: ﴿ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى

 قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ [التوبة: 87].

3- الإسراف في المعاصي والذنوب: قال تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴾ [الأعراف: 100].

4- الجهل: قال تعالى: ﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 59].

5- استحباب الدنيا على الآخرة: قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ

الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ * أُولَئِكَ

الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ [النحل: 107، 108].

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التاسعة والثمانون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*ومن الذنوب: إِنهم تركوا طاعة الله ومالوا لكل جبار عنيد (واتبعوا كل جبار عنيد).*أصناف الذين يطبع الله على قلوبهم

6- اتِّباع الهوى: قال تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ﴾ [محمد: 16].

7- التكبر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الكِبْر: ((بَطَرُ الحق، وغَمْطُ الناس))، وفي رواية: ((غمص الناس))؛ رواه مسلم.

ومعنى "بَطَر الحق": تسفيهه وإبطاله، "وغَمْط الناس": الاحتِقار لهم والازدِراء بهم[11].

قال تعالى في حقِّهم: ﴿ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾ [غافر: 35]. وفي آية أخرى قال عنهم: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ  إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [غافر: 56].

أي: كما طَبَع الله على قلوب المُسرِفين الذين يُجادِلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم، كذلك يَطبع الله على كل قلب متكبِّر على الله أن يوحِّده، ويُصدِّق رُسله، جبار: يعني متعظِّم عن اتِّباع الحقِّ.

واختلَف القرَّاء في قراءة ذلك، فقرأتْه عامة قرّاء الأمصار، خلا أبي عمرو بن العلاء، على: ﴿ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ ﴾ [غافر: 35]، بإضافة القلب إلى المتكبِّر، بمعنى الخبر عن أن الله طبَع على قلوب المتكبِّرين كلها[12].

ومن فوائد الآية:

• حُرْمة الجدال بغير عِلم، وأن صاحبه عُرْضة لمقتِ المؤمنين بعد مقت الله تعالى.

• عُرْضة المتكبر الجبار للطَّبع على قلبه، ويومها يُحرَم الهداية فلا يُهدى أبدًا[13].

8- تكذيب كتاب الله وسنة رسوله: ما من إنسان يكذِّب ما جاء عن الله ورسوله، إلا وقد نَصَب العداوة لهما وصار من المعتدين.

قال تعالى: ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ﴾[يونس: 74].

9- الارتداد عن دين الله: قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى

قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ [المنافقون: 3]؛ أي: جعَل الله على قلوبهم خَتمًا بالكفر عن الإيمان؛ بسبب ارتِدادهم عن دينه، فهم لا يَفقهون صوابًا من خطأ، وحقًّا من باطِل؛ لطبْع الله على قلوبهم[15].

لقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يَهتمُّ بإصلاح قلبه غاية الاهتمام، ويُعنى به تمام العناية، ويوصي كثيرًا بإصلاح القلب، ويدعو الله - عز وجل - بذلك.

ثبَت في الأحاديث الصحيحة أنه كان يقول: ((اللهم اجعَل في قلبي نورًا))، و((اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يَخْشَع)).

و((اللهم نقِّ قلبي من الخطايا، كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدَّنس)).

و((اللهم يا مُقَلِّب القلوب، ثبِّت قلبي على دينك))، وغير ذلك من الأدعية؛ مما يدلُّ على حِرْص النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته، وأن تكون قلوب أصحابها سليمة نقيَّة؛ كما قال تعالى: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]. والقلب السليم هو السالم من آفاته ومُفسِداته وما يؤدي إلى طبْعه، وهو القلب الذي ليس فيه سوى محبة الله ورسوله، والخوف مما يُباعِد عن ذلك؛ ذكَره ابن القيم في "مدارج السالكين".

أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يرزقنا قلوبًا سليمة، وأن يثبِّتنا على دينه؛ إنه سميع قريب مجيب الدعاء.

[ الأنترنت – موقع الألوكة - أصناف الذين يطبع الله على قلوبهم (تفسير موضوعي) ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التسعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* عرض وقفة أسرار بلاغية

﴿وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا ﴿١٤﴾ ﴾    [مريم   آية:١٤]

﴿وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴿٣٢﴾ ﴾    [مريم   آية:٣٢]

آية (14) :* في سورة مريم (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا (14)) وعندما يتكلم عن عيسى عليه السلام (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي

جَبَّارًا شَقِيًّا (32)) هناك اختلاف مع يحيى قال عصيا ومع عيسى قال شقيا ؟ (د. فاضل السامرائي)

الكلام في يحيى إخبار عن الله تعالى يخبر عنه (وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا) هذا

إخبار. أما مع سيدنا عيسى فهو يتكلم عن نفسه (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32)) هذا يتكلم عن نفسه وذلك إخبار عنه، صار فرق.

عيسى لا يمكن أن يقول ولم أكن جباراً شقيا لأنه الآن وُلِد هو يتكلم بعد الولادة فلا يصح أن يقول (ولم أكن جبارا شقيا). طبعاً كما لا تصلح ولم أكن جباراً شقياً هذا غيب لا تصلح ولا أكون جباراً شقياً هذا مستقبل. هو قال (وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) هذا اعتراف بفضل الله عليه، ربنا سبحانه وتعالى عندما خلقه بهذه الصورة أخلصه له. ثم ذكر (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ) هذا ناسب عدم الشقاء، كيف يكون النبي شقياً؟ وأيضاً لم يجعلني جباراً عصياً، النبي يكون عصياً؟! لا، إذن النبي لا يكون عصي ولا يكون شقي. العصيان من عمل الفرد ولذلك ربنا قال عن يحيى (وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا) هو فعله. الشقاء والسعادة من الله فقال (وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا)  لذا قال (وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) ولم يقل لم أكن جباراً شقياً. قال (عصيا) ولم يقل عاصياً، العصي صفة مشبهة أو مبالغة، الجبار في الأرض يفعل ما يشاء عصي وليس عاصياً ولا يصح أن يكون، ما دام قال جباراً بالمبالغة يأتي بصيغة المبالغة عصياً.

[ الأنترنت – موقع عرض وقفة أسرار بلاغية - المصدر: فاضل السامرائي ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الواحدة والتسعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* خطوات نحو جبر الانكسار

لا تحزن ايها العبد المؤمن , ولا تتألم ايها المنكسر الضعيف , ولا تيأس ايها الوحيد الغريب , ولا تبك ايها الفقير المعوز , ولا تهتم ايها العائل المحزون , ولا تبتئس ايها المظلوم المحروم , فإن ربك هو الجبار سبحانه ..

سيذهب حزنك , ويجبر كسرك , ويزيل يأسك , ويؤنس غربتك , ويطمئن وحدتك

سيغنيك بعد فقر , ويسترك بعد عري , ويسعدك بعد هم , ويقويك بعد ضعف , وينصرك بعد ظلم .

ويا أيتها الأمة الإسلامية المنكسرة المستضعفة , سيجبرك جبار السموات

 والأرض إن أنت اصلحت ونصرت وعدت إليه .

إنه هو الجبار سبحانه .. فابشر واستبشر بكل خير ," أنا عند ظن عبدي بي " , " العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون "

واسمه سبحانه الجبار يجمع ثلاثة معان هي الملك الذي يجبر كسر عبيده , والقهرفوق العباد , والعلوعلى الخلق , يقول الطبري : "الجبار يعني المصلح أمور خلقه، المُصَرِّفهم فيما فيه صلاحهم" , ويقول الخطابي : "الجبار هو الذي جبر مفاقر الخلق، وكفاهم أسباب المعاش والرزق" , ويقول السعدي : " هو بمعنى العلي الأعلى، وبمعنى القهار، وبمعنى الرؤوف الجابر للقلوب المنكسرة، وللضعيف العاجز، ولمن لاذ به ولجأ إليه " فهو سبحانه جبار جبر قوة , يقهر الجبابرة ويغلبهم بجبروته وعظمته، فكل جبار فهو تحت قهر الله عز وجل وجبروته وفي يده وقبضته.

وهو سبحانه جبار جبر رحمة , يصلح حال عباده , فيجبر الضعيف و الكسير والحزين والفقير وغيرهم .

وهو سبحانه جبار جبر علو , فإنه سبحانه عال فوق خلقه وهو قريب منهم

يعلم ما يسرون وما يعلنون .

فاسمه سبحانه الجبار يرجع إلى كمال القدرة والعزة والملك .

فجمع اسمه سبحانه بين القهر والقسر والإرغام , والإصلاح والرحمة , والعز والمنعة والعلو .

لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه مسبحا : " سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة " أخرجه أبو داوود والنسائي .

وكان يدعو بين السجدتين يقول : " اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني

وعافني وارزقني " أخرجه أحمد وابو داود

فلمن يذهب المكسور إلا لربه الجبار ؟ ولمن يشتكي المظلوم إلا للجبار الرحيم , ولمن يلجأ اليتيم الضعيف إلا للجبار ؟ ولمن يعود المريض الذي ضاقت به الحيل إلا إلى الجبار سبحانه ؟!

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية والتسعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* خطوات نحو جبر الانكسار

إنه سبحانه يجبر كسر القلوب كما يجبر كسر الابدان , إن هي آمنت به وافتقرت إليه ووثقت به وتوكلت عليه .

والحياة كلها آلام , وفرقة , وانكسارات , وابتلاءات , وصراعات , لكن

الجبار سبحانه يرحم عباده , فيرأب الصدع ويلم الشمل

ويغني الفقير ويجبر الكسير ويعطي المحروم ، لذلك فكلما جئته من باب الخضوع والتذلل والإنكسار جبر كسرك ولمَّ شعثك ورأب صدعك واعزك .

وهو المصلح إن جبر الفقير أغناه , وإن جبر المريض شفاه , وإن جبر الذليل أعزه , وإن جبر الضعيف قواه , وإن جبر الخائف أمّنه ، فالجابر هو المصلح والجبار كثير الإصلاح .

والجبروت بمعنى : الكبرياء والعز والعلو، وهو لله سبحانه وحده ، فالله قاهر الجبابرة بجبروته سبحانه , أما الخلق، فموصوفون بصفات النقص , بل قد توعد الله الجبابرة بالعذاب والشديد ، قال سبحانه :" وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ , مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ , يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ" .

*ولكن ماهي خطواتنا نحو استحقاق الجبر من الجبار سبحانه ؟

إن أول تلك الخطى : توحيده حق التوحيد , فلا يشرك به ابدا , وتطهير القلوب من شبهات الشرك , وإخلاص التوحيد له سبحانه , فهو سبحانه الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد , وهو سبحانه واحد لاشريك له ولا ند له ولاشىء مثله ولا شىء يشبهه , ولا إله غيره , لاتناله الأفكار, ولا تدركه الابصار , وهو الحي القيوم , واهب الحياة , القائم على خلقه وشئونهم , لاحول ولاقوة إلا به .

والثانية : التسليم لقضائه , والرضا بقدره , إذ لا معقب لحكمه , ولا راد لقضائه , فما شاء كان ومالم يشأ لم يكن , " قل لن يصيبنا إلا

ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون "

والثالثة : الفقر إليه سبحانه , والتبرؤ من الحول والقوة , " فلا حول ولاقوة إلا بالله " , فيعلم المؤمن قدره من الضعف والجهل والفقر والعوز , ويعرف قدر ربه سبحانه " وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون " , وكلما كان المؤمن

أكثر افتقارا لربه كان أقرب إليه ,"فاقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد "

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثالثة والتسعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* خطوات نحو جبر الانكسار

والرابعة : اليقين الراسخ أن الحياة لا تصلح إلا بمنهجه سبحانه , الذي أنزله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ,وأن مناهج البشر كلها عوار ونقص وجهل وظلم , فالعدل كله والرحمة كلها والعلم كله والصلاح كله في منهج الله , " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير "

والخامسة : التسليم لشرعه , فهوسبحانه وتعالى، جبر خلقه على ما شاء من شريعة , فشرع لهم من الدين ما ارتضاه سبحانه وحكم به

, فالمؤمن يجب ان يسلم له في ذلك , تسليما تاما ويرتضي ماارتضاه الله لعباده من شرائع , بيد أنه سبحانه جعل لهم الاختيار ولم يجبر أحدًا من خلقه على إيمان أو كفر، بل لهم المشيئة في ذلك , وكل ذلك تحت مشيئته , قال سبحانه : " وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ" , وقال سبحانه : " أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ"

والسادسة : الثقة في الله الجبار , وفي قدرته , وقوته , وعزته , ولطفه بعباده , وأنه يركن إلى ركن شديد , ويلجأ إلى الكبير المتعال , وأن نواصي العباد بيده , ماض فيهم حكمه , لا مبدل لكلماته , ولا مغير لسننه , الأرض جميعا قبضته , والسموات مطويات بيده , سبحانه , فالبشر جميعا لو اجتمعوا على أن ينفعوه بشىء أو يضره بشىء لن يحصل لهم ذلك إلا بما شاء الله وقدر , عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلا لأهل الجنة .." متفق عليه

السابعة : اللجوء إليه عز وجل , والتوكل عليه , والاعتماد عليه , والاستنصار به , والدعاء له دعاء مخلصا , والتذلل له , والتضرع على بابه , والاكتفاء به حسب ونصير ووكيل , " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل , فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم "

الثامنة : مع كل ما سبق يجب الأخذ بأسباب الجبر والنصر, فالإيجابية صفة المؤمن , والتوكل ينافي التواكل والسلبية , وقد استعاذ

صلى الله عليه وسلم من هم وحزن مقعد عن العمل والإنجاز , فعلو الهمة تجاه الآخرة هو سبب من اسباب الصلاح والإصلاح , قال النبي صلى الله عليه وسلم  "إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها "  صحيح الجامع .

[ الأنترنت – موقع المسلم - خطوات نحو جبر الانكسار - د. خالد رُوشه ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الرابعة والتسعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* التبيان أن كل عاق جبار

قال الله عز وجل ذاكرًا من صفات نبيه يحيى عليه الصلاة والسلام: {وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً} [مريم: 14].

وقال الله سبحانه وتعالى على لسان نبيه عيسى عليه الصلاة والسلام: {قَالَ

إِنِّى عَبْدُ اللَّهِ ءَاتَانِىَ الْكِتَبَ وَجَعَلَنِى نَبِيّاً * وَجَعَلَنِى مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِى

 بِالصَّلَوةِ وَالزَّكَوةِ مَا دُمْتُ حَيّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَتِى وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّاراً شَقِيّاً}مريم: 30-32].

قال الأزهري رحمه الله في ((تهذيب اللغة)): ((وقال اللحياني: والجبار المُتكبر عن عبادة الله تعالى، ومنه قول الله تعالى: {ولَمْ يكُنْ جبَّاراً عَصِياَّ}، وكذلك قول عيسى: {ولَمْ يَجْعَلَني جبَّاراً شَقِيّا} أي: متكبراً عن عبادة الله.

والجبار أيضا: القاهر المُسلَّط. قال الله: {وما أَنْتَ عليهم بِجَبّار}، أي بمُسَلَّط فتقهرهم على الإسلام.

    ثم قال : وروى سلمة عن الفراء أنه قال: لم أسمع فَعَّالاً من أَفْعَل إلا في

حرفين وهما: جبار من أَجْبَرْتُ، ودرَّاك من أَدركتُ.

قلت: جعل جبّاراً في صفة العباد من الإجبار، وهو القهر والإكراه لا من " جَبرَ ")) اهـ.

بهذا لا يكون نبيٌّ قاهرًا لعباد الله، ولا يتصور أن يعق نبي، فالعقوق كبيرة من الكبائر ممتنعة في حق الأنبياء والمرسلين لعصمة الله عز وجل لهم. وفي الآيات السابقة أن صفة التجبر منتفية عن الأنبياء، وأن كل عاق متجبر.

  أخرج الطبري في ((تفسيره)) عن عبد الله بن واقد أبي رجاء الهرويّ

 قال: لا تجد سيِّئ المِلكة إلا وجدته مختالا فخورًا. وتلا: {وما ملكت أيمانكم إن

 الله لا يحب من كان مختالا فخورًا}؛ ولا عاقًّا إلا وجدته جبارًا شقيًا. وتلا: {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} [سورة مريم: 32].

وأخرج ابن أبى حاتم في ((تفسيره)) عن العوّام بن حوشب، قال: إنك لا تكاد تجد عاقا، إلا تجده جبارا، ثم قرأ: {وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا}.

هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

[ الأنترنت – موقع الآجري - الموضوع: التبيان أن كل عاق جبار - أبو زخار عز الدين بن سالم ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخامسة والتسعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*معنى اسم الجبار يمكن أن يأتي بمعنى اسم آخر :

· هذا اللفظ مأخوذ من: الجبر ومعاني الجبر أربعة:

1- الإغناء من الفقر وتقوية الضعيف واصلاح المختل والفاسد وجبر الكسير , والمعنى الشامل هو الإصلاح.

2- الإكراه والقهر والقسر والإرغام , مثال: أجبرته على ......

3- العز والارتفاع والامتناع والطول والعلو والشموخ , مثال: هذا بناء جبار. , مثال آخر: قال تعالى (إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ) , مثال آخر: هذا عمل جبار ( أي لا يطاق ) .

4- المتكبر, مثال: تجبر الرجل , مثال آخر: قوله تعالى (وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً).

معنى اسم الله الجبار: ممكن أن نقول بناء على ما سبق بناء على هذه اللفظة في اللغة , أن هذه الأمور والمعاني مجتمعة يمكن ان تكون داخله في معنى اسم الله الجبار.  فيقال الجبار على المعنى الأول: (عائد إلى اسم الرؤوف).                                                                                 - المصلح أمور خلقه فهو الذي يدبر الضعيف وكل قلب منكسر لأجله , فيجبر الكسير ويغني الفقير وييسر على المعسر كل عسير , وهو الذي يجبر أصحاب المصيبات ويوفقهم على الثبات , ويعوضهم الأجر ويعوضهم في هذه الدنيا إن هم صبروا وثبتوا ولم يبد من أحد منهم جزعا ولا تسخط , كما أنه سبحانه يجبر قلوب الخاضعين لعظمته وجلاله وقلوب المحبين بما بفيض عليهم من أنواع كراماته وأصناف المعارف والأحوال الإيمانية , وإذا دعا الداعي فقال اللهم اجبرني فإنه يريد هذا الجبر الذي حقيقته إصلاح العبد ودفع جميع المكاره عنه.

ويقال على المعنى الثاني: (عائد إلى اسم القهار).

- أنه القهار لكل شيء , الذي دان له كل شيء , وخضع له كل شيء , ولا يقع في هذا الكون تسكينة ولا تحريكة إلا بمشيئته سبحانه , فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن , لا يستطيع أحد في هذا الكون مهما بلغت قوته وعظمته وإمكاناته أن يخرج عن إرادة الله عزوجل , فإرادته تبارك وتعالى فوق كل إرادة , ومشيئته فوق كل مشيئة , لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه , وهذا كله صادر من قوته وعزته وعظمته جل جلاله.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السادسة والتسعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* *معنى اسم الجبار يمكن أن يأتي بمعنى اسم آخر :

ويقال على المعنى الثالث: ( عائد إلى اسم الله العظيم).

- أنه العلي على كل شيء, العزيز العظيم الذي له العلو المطلق , الكامل من جميع الوجوه , فله علو الذات وعلو القدر وعلو القهر , فأنواع العلو كلها متحققة لله عزوجل , فهو الرحمان على عرشة استوى , وهو العظيم الأعظم.

ويقال على المعنى الرابع:- هو أنه تكبر بربوبيته عن كل سوء ونقص ,وعلى مماثلة شيء من خلقه , وعلى أن يكون له كفوا أو ضد أو

سمي أو شريك في خصائصه وحقوقه.

· هذا الاسم الكريم يتضمن هذه المعاني جميعا ولا مانع لذلك , فالله تعالى أسماءه تجمع أنواع الكمالات فتضمن لمعنى الرؤوف , وتضمن أيضا لمعنى القهار , وأيضا العلي العظيم

· فإذا كانت هذه المعاني مندرجة تحت اسم الله الجبار فإن القرينة قد تحدد

بعضها في بعض المواضع , وذلك أن الله عزوجل قد ذكر هذا الاسم الكريم بين اسمين ( العزيز – المتكبر ) .

فلو قال قائل إن معنى هذا الاسم الكريم في سورة الحشر هو ما ذكر من المعاني الثلاثة الأخيرة سوى المعنى الأول ( المصلح) فيكون ذلك هو تفسيره في هذه السورة التي في كتاب الله عزوجل لأنه لم يرد إلا مرة واحدة , وعليه فيقال الجبار هنا يمكن أن يفسر بأنه الملك , القاهر , العالي على خلقه , العظيم , وما شابه ذلك من معاني لأنه جعله مقرونا بالعزيز المتكبر , وعلى كلٍ فكل اسم متضمن للآخر في المعنى , فالعزيز متضمن لما تضمنه معنى الجبار

والمتكبر لأنه لا يكون عزيزا إلا إذا تحققت فيه هذه الأوصاف.

· يقول ابن القيم: هذه الأسماء الثلاثة ( يعني العزيز والجبار والمتكبر ) نظير الأسماء الثلاثة ( أي في الآية التي بعدها وهم الخالق والبارئ والمصور ) فالجبار المتكبر يجرينا مجرى التفصيل لمعنى العزيز , كما أن البارئ والمصور تفصيل لمعنى الخالق , فالجبار من أوصافه يرجع إلى كمال القدرة والعزة والملك ولهذا كان من أسماءه الحسنى.

· ما الذي يؤثره هذا الاسم في قلب المؤمن ؟

- تعظيم الرب تعظيما يليق بجلاله وعظمته , وهذا بمقتضى أن يعلم العبد أن ما شاء الله كان , وما لم يشأ لم يكن , لأننا قلنا أنه لا معقب لحكمه .. الخ.

- أن يعرف العبد قدره ومنزلته وأن لا يتعدى طوره وأن يتواضع لربه تبارك وتعالى ولا يخرج عن طاعته.

- أن يستسلم لقضاء الله عزوجل فلا يجزع ويتذمر ولا يشكو الخالق لدى المخلوق.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السابعة والتسعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* *معنى اسم الجبار يمكن أن يأتي بمعنى اسم آخر :

- أن يعلم ويستيقن أنه لا مشرع إلا الله عزوجل , فالجبار هو له الخلق والأمر فلا أحد يشرع في هذا الكون ويأمر وينهى على وجه التشريع إلا الله سبحانه , وهذا من معنى ربوبيته , فمن اجترأ على أن يشرع للناس ويضع لهم القوانين الوضعية بدلا من أحكام الله عزوجل فقد اجترأ على اسم الرب تعالى وعلى

واجترأ أيضا على اسم الله الجبار.

- إذا علم أن الله هو الجبار بمعنى العظيم الأعظم فإنه يتواضع ويترك التكبر والتجبر.

- أن يثق العبد بربه الثقة الكاملة ويعلم أنه يركن إلى ركن شديد , وأنه يلجأ إلى رب تواصى الخلق بيده , وأنه لو اجتمعت عليه الأمة على أن ينفعوه بشيء لن ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له , ولو اجتمعوا على أن يضروه بشيء , لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه , فلا يخاف من المخلوقين مهما انتفشوا ومهما تعاظموا , فإن الذي عظمهم قي قلبه إنما هو الشيطان يقول تبارك وتعالى:

(إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ).

- أن يحب الله عزوجل فتكون محبته أكبر من كل محبة , لأن القلوب جبلت على من أحسن عليها , والله هو الذي يصلح له شانه كله دقه وجله.

- أن يرغب العبد لله في كل نقص وكل حاجة تعترضه , فلا يلجأ إلى المخلوقين , وإنما يلجأ إلى الله سبحانه فهو الذي يجبر الكسير ويغني الفقير وهو لا يسأم من سؤال العطايا.

· كلما كان العبد أكثر افتقارا إلى الله عزوجل كلما كان أكثر عبودية له.

· وكلما كان القلب ملتفتا إلى المخلوقين كلما نقصت العبودية.

· ولذلك فإن هذه العبودية في كمالها على مراتب فمنها مراتب مستحبة عليا فنحن نقول:

- تحقيق العبودية بفعل ما أمر الله عزوجل به وجوبا وترك ما نهى عنه تحريما , فإن ارتفعت درجة , فعلت المستحبات وتركت المكروهات , وإن أردت أن ترتقي درجات وهذا باب واسع , فينبغي أن يتخلص القلب من كل افتقار للمخلوقين ولذلك بايع الرسول صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه ولم يبايع كل أصحابه أن لا

يسألوا الناس شيئا , فكان السوط يسقط من أحدهم فلا يقول لصاحبه ناولني.

[ الأنترنت – موقع أهل الحديث - اسم الله الجبار- عبدالله الوائلي]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثامنة والتسعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* الدعاء باسم الله ( الجبار ) دعاء مسألة ودعاء عبادة :

* الدعاء بالاسم ( الجبار ) دعاء مسألة :

ورد دعاء المسألة بالوصف الذي تضمنه الاسم فيما رواه الترمذي وصححه الشيخ الألباني من حديث عبد الله بن عباس t أن رسول الله كان يقول بين السجدتين: ( اللهمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاجْبُرْنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي ) وعند الطبراني وحسنه الألباني من حديث أبي أمامة t قال: ( ما صليت خلف رسول الله  وأنا قريب منه إلا سمعته يقول في دبر كل صلاة: اللهم اغفر لي ذنوبي وخطاياي كلها، اللهم أنعشني واجبرني واهدني لصالح الأعمال والأخلاق؛ فإنه لا يهدي لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت ).

ومما ورد من الدعاء بمقتضى الاسم وأن الله ليس كمثله شيء في اسمه ووصفه ما رواه البخاري من حديث أبي هريرة t أن النبي  قال: ( لَمْ يَتَكَلمْ في الْمَهْدِ إِلاَّ ثَلاَثَة .. وذكر منهم ... وَكَانَتِ امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنًا لَهَا مِنْ بني إِسْرَائِيلَ، فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ، فَقَالَتِ: اللهمَّ اجْعَلِ ابني مِثْلَهُ، فَتَرَكَ ثَدْيَهَا، وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّاكِبِ فَقَالَ: اللهمَّ لاَ تجعلني مِثْلَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهَا يَمَصُّهُ .. فَقَالَتْ: لِمَ ذَاكَ؟ فَقَالَ: الرَّاكِبُ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ .. الحديث ) والحديث يدل على أن الطفل استجار في دعائه من كل جبار لعلمه أن الجبروت لله وحده .

5- الدعاء بالاسم ( الجبار ) دعاء عبادة:

دعاء العبادة هو مظهر الخضوع لجبروت الله توحيدا له في اسمه الجبار، فينفي الموحد عن نفسه التجبر والاستكبار، ويلين للحق إذا ظهر له نوره من غير إنكار كما قال رب العزة والجلال: الذِينَ يُجَادِلونَ فِي آيَاتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ الذِينَ آمَنُوا كَذَلكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى كُل قَلبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ  [غافر:35]، وقال عيسى: وَبَرّاً بِوَالدَتِي وَلمْ يَجْعَلنِي جَبَّاراً شَقِيّاً  [مريم:32]،

كما أن يقين الموحد وإيمانه بأن الله عز وجل هو الجبار يجعله دائم الانكسار والافتقار والاستغفار، رغبة في ربه أن يجبر كسره وأن يغفر ذنبه وأن يديم فقره إليه، وأن يُقَوِّمَ نفسه إذا تمردت عليه، روى النسائي وصححه الألباني من حديث حذيفة بن اليمان t أنه صلى مع رسول الله ِذات ليلة فسمعه حين كبر قال: ( اللهُ أَكْبَرُ ذَا الجَبَرُوتِ وَالمَلكُوتِ وَالكِبْرِيَاءِ َالعَظَمَةِ وَكَانَ يَقُول في رُكُوعِهِ: سُبْحَانَ رَبِّي العَظِيمِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَال: لرَبِّي الحَمْدُ، لرَبِّي الحَمْدُ، وَفِي سُجُودِهِ: سُبْحَانَ رَبِّي الأَعْلى، وَبَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: رَبِّ اغْفِرْ لي، رَبِّ اغْفِرْ لي ) وممن عبد لله بإضافته لهذا الاسم عبد الجبار بن العلاء، روى عنه مسلم في صحيحه قال: ( حَدَّثَنِي عَبْدُ الجَبَّارِ بْنُ العَلاَءِ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الفَزَارِيَّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، أَخْبَرَنِي أَبُو غَطَفَانَ المُرِّيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ t يَقُول: قَال رَسُول اللهِ  : لاَ يَشْرَبَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ قَائِمًا فَمَنْ نَسِي فَليَسْتَقِيئ ) الحمد لله الجبار الحمد لله حمدا كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانه

الأنترنت - منتديات الفرقان الدعوية - كتاب أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة للشيخ الدكتور محمود عبد الرزاق الرضوانى

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التاسعة والتسعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*وأيضا يعني الجبار

  أنه سبحانه يَجبر قلوب عباده بأنواع المعارف، وهذا الأمر يذوقه طلبة العلم، فيجدون لذائذ في الطَّلب تبرّد قلوبهم وتَشرح صدورهم عمّا ينقصهم في الدنيا، ففي كثير من الأحيان تجد أنَّ الحياة الخاصة لطلبة العلم ليست مستقرة تماماً، لكن مِن جَبر الله لهم أن علّمهم عنه، وفهّمهم عنه، وحبّب لهم العلم، فيجدون فيه من اللذائذ ما تغنيهم عما نقصهم من أنواع الاستقرار.

أيضاً الدعوة إلى الله، من أنواع المعارف أن تعرف فيكون منك دعوة إلى الله،

 والدعوة إلى الله نوع من أنواع الجبر، لأنك عندما تدعو إلى الله تجد قومًا يشتكون لك نَفس حالك، فتجد نَفسَك تكلمهم تُصبرهم، وكأن تصبيرك لهم تصبيراً لنفسك، وهذا نوع من أنواع الجبر، لأن أقرب أذن سامعة للمتكلم هي أذنه.

أيضاً من أنواع الجبر بهذا العلم: أن الله عز وجل عندما يفتح لك بابًا من العلم وأنواعًا من المعارف تستحقر الناقص عندك فتراه ليس بشيء، بل مع الأيام ترى هذا الناقص فتحًا للكمال، فالعلم والدعوة كلها نوع من أنواع الجبر مِن الله عز وجل لعباده.

ومنها الرفعة عنده، أي تُجبر بها وترتفع عنده، يجبرك الله بما علّمك، وترتفع عنده بهذا العلم أيضاً.....

كذلك يجبر الله عز وجل القلوب بما يفيضه من التوفيق الإلهي والهداية والرشاد. والمقصود بالهداية والرشاد الدلالة، أي أنه يجبرك بأن يدلّك على الصواب، أيضا يجبرك بالتوفيق الإلهي، فكلما رضيت عن الله وتقربت إليه وقَبِلْت منه كلما كان سَمعُك الذي تسمع به، وبَصرك الذي تُبصر به، ويدك التي تَبطش بها، فهذا كله نوع من أنواع التوفيق الإلهي الذي نرجوه.

فكلما زدت تعلقاً بالله وكلما نقصت عليك الدنيا، كان نقص الدنيا عطاءً منه سبحانه وتعالى، لأنه سيجبر نقص الدنيا لك بتوفيقه، سيجبر نقص الدنيا لك بأنواع من المعارف، سيجبر نقص الدنيا لك بأن يوقع في قلبك حبه، من أجل ذلك لو تبينت لك الحقيقة ستأتي اللحظة التي تتمنى فيها أن تنقص الدنيا لكن تُجبر هذا الجبر.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

المائة  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :*وأيضا يعني الجبار

من أصعب المسائل: أن يكون معك مال أو ما معك سواء، أن ترى بأن عندك كذا أو ليس عندك مِن الدنيا سواء، هذا مِن الصَّعب بصورة، خصوصاً لو كنت مِن الناس الذين يشعرون أنه ما يحميك إلا نقودك التي بالبنك، وكم رصيدك! فتقول: لو حصل كذا وكذا فعندي كذا وكذا، فترى أناسًا كثيرين يعيشون مُخططين أنهم لو كبروا سيكون لديهم كذا وكذا من الأشياء، على أنهم متصورين أنَّ هذه الأشياء ستنفعهم عندما يكبرون، ولايعلمون أنَّ عدة أسباب زرعناها لأنفسنا على أنها تنفعنا ثم هي التي أتت بالمشاكل !! ويكفيكم في هذا مشاكل البناء، ومشاكل ما يأتي من وراء البيوت التي تُشترى، والبيوت التي تُبنى، الديون التي تحصل، ثم هلاك الناس قبل سكناهم في البيت، ثم اختلاف الأبناء على هذا الوِّرْث، فنحن نرى بيوتًا باقية 20 سنة في مكانها، لماذا؟ اختلفوا في الورث ! والآباء عمِلوا هذا العمل على أنه يضمن لهم مُستقبلاً، فكان خراب المستقبل بِهِ !! وهذا أمر مُشاهَد لا يحتاج حتى إلى دليل مِن كَثرة ما نرى ونسمع.  فلا تتصور أنَّ الذي يَجبر قلبك في الدنيا مادة تملكها، إنما الذي يجبر قلبك على الحقيقة الجَّبار سبحانه وتعالى، يجبره بأن يدفع عنك شُعور النَّقص، فأنت ترى الكبار من العلماء مثل الشيخ محمد بن عثيمين وبن باز رحمهم الله واليوم الشيخ الفوزان وغيره، يدخلون في أكبر المجالس والأماكن وهم بصورتهم وثيابهم هي هي وأحذيتهم هي هي، لا يرون أنَّ مثل هذا يَنقُصهُم عند أحد، وفي مقابل هذا لو قيل لأي شخص ضعيف في قلبه: تعال إلى هذا المجلس، فانظر ماذا يفعل في نفسه مِن أجل أن يذهب. فترى أنَّ هؤلاء مَجبورة قلوبهم عن أن يروا أنَّ هناك نقصاً، وهذا لا يعني أن لايعملوا بمقتضى إيمانهم باسم الله الجميل، لأنه جميل يحب الجمال، لكن فارق شاسع بين أن تتعبد الله بهذا، وبين أن تلاحظ الناس الذين تذهب لهم، وتلاحظ رضاهم، وتشعر أن قيمتك هو ما تلبس، وقيمتك شكلك، فَجَبَر قلوبهم أن يشعروا أصلاً بِنقص، أي أن الشخص هو الذي يُشعِر نفسه بالنقص، وأنه ناقص لو ما فعل كذا. انظر إلى الناس وهم ذاهبون إلى الأفراح، لا أحد يرى إلا نفسه فقط، ولا يفكر إلا في نفسه، والناس مُلتهون عن بعضهم بأنفسهم، المَقصد أنك تعيش حول نفسك، فتُمْرِض قلبك أنه ينقصك كذا لأن عينك كذا وأنفك كذا وشكلك كذا، فترى نفسك فيك نَقص، مُقَدِّر نفسك بالصورة الظاهرية ! أما أهل الإيمان والخضوع والانكسار فقد جَبر الله في قلوبهم هذه الأمور بما يُلحقه على قلوبهم من المحبة وأنواع المعارف والتوفيق الإلهي والهداية والإرشاد.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الواحدة بعد المائة  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :*وأيضا يعني الجبار

قد يقول قائل: أنا أسأل الله باسمه الجبار أن يعطيني كذا وكذا ولكن لا أُعْطى؟!

أولاً: عطاء الله تعالى وجبره لكسرك موافق لحكمته، فهو يجبر كسرك بحكمته سبحانه وتعالى، فيعطيك ما يناسبك في الوقت المناسب.

والأمر الثاني: ربما كان هذا الذي ينقص عليك، نقصه كمال لك، والحديث يقول: ((وَإِنَّ مِنْ عِبَادِي الْمُؤْمِنِينَ لَمَنْ لا يُصلِحُ إِيمَانَهُ إِلا الْفَقْرُ ، وَلَوْ أَغْنَيْتُهُ لأَفْسَدَهُ ذَلِكَ))[12]، هذا الذي لا يصلحه إلا الفقر ماذا يفعل الله عز وجل له؟ يفقره، والذي لا يصلحه إلا الغنى يغنيه، والذي لا يصلح له إلا الصحة يعطيه الصحة، والذي لا يصلحه إلا المرض يعطيه المرض، فأنت اسأله باسمه الجبار أن يجبر عليك ما نقص، واعلم أن التوحيد يظهر في هذه المواطن، فإذا أردت أن يجبرك الله في مُصابك وفي نقصك فلا تسأل غيره واسأله وحده، لابد أن يُبنى في قلبك قناعة أن الذي تحتاجه ليس مُلْك أحد إلا الله، ويتبين لك هذا الأمر خصوصاً في النقص في المشاعر والأحاسيس، فمهما أتى القوم من أجل أن يعطوك سترى أنه ليس بنافع لك، ولا يَسد حاجتك هذه إلا الجبار سبحانه وتعالى، فلا تدخل على أشخاص ولا على حياة ولا على علاقات ولا على أي شيء إلا أن تتعلق بالله أن يرزقك مِن هؤلاء ما يجبر به كسرك.

يأتي هنا سؤال: هل كُل جبر يكون من نفس نوع المفقود؟....

هذه المسألة درجات، فنحن اتفقنا أولاً أنه تعالى هو الذي يجبر الكسير ويغني الفقير وييسر العسير، هذا من نفس النوع، هناك أيضا

الجبر الخاص، والجبر الخاص لا يكون من نفس النوع، إنما بالعكس، فالجبر الخاص لقلوب الخاضعين لعظمته، يجبر لهم نقائص الدنيا

بأن يعطيهم محبته، وأنواع المعارف، والتوفيق الإلهي، والهداية والرشاد.

إذاً كلما زاد الإنسان إيماناً جَبر الله له نقائصه بالقرب منه، أي كلما جبر لك نقيصة الدنيا بالقرب منه. إذاً الجبر قد يكون من نفس النوع وقد لا يكون، لكنك كلما زدت إيماناً، جَبَر الله لك نقائص الدنيا، فما تشعر أنها نقص، فعلى ذلك لن تأتي من نفس النوع.....

[ الأنترنت – موقع زاد الطريق  - شرح اسم الله (الجبار) -  دروس الاستاذة أناهيد السميري ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية بعد المائة  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*تغريدات حول اسم الله [الجبَّار جلَّ جلاله]

* الله الجبّار تعالى فهو المصلح أمور خلقه المصرفهم فيما أراد.

*وقال السعدي: الجبار بمعنى العلي الأعلى وبمعنى القهار وبمعنى الجابر للقلوب المنكسرة.

* أسرع ما يجبر الله به العبد ذلته بين يديه وعدم رؤية نفسه وعمله فكم من عبد فتح الله له باب الخشوع والدعاء وحلاوة ترتيل القرآن بهذه الذلة والكسرة.

* قال مالك بن دينار:كان راهب 60 سنة في صومعته فرأى في المنام أن الإسكافي فلان مصلح الأحذية خير منه فذهب فسأله فقال:

ما رأيت أحدًا إلا ظننت أنه خير مني.

* الله الجبار الذي قهر الجبابرة بجبروته وعلاهم بعظمته لا يجري عليه حكم حاكم(لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) وأما الخلق فمقهورون ذليلون له وحده.

* كم من مظلوم ليس له حيلة في أخذ حقه ممن ظلمه فاستنصر ربه الجبار أن يجبر كسره فجبره تعالى أجمل الجبر برد حقه له وقصم من ظلمه ليشفي غيظ قلبه.

* امرأة لها ضرة وكان لديها ذرية كلهم ذكور والأخرى عقيم فقالت الأولى: في بطني ولد وأمامي ولدين"تعيرها"فمرت السنين فمات أولادها تباعًا ورزقت الأخرى خمسة أولاد.

* كم من عبد كُسر في نفسه أوماله أوصحته فتذلل وانكسر لربه الجبار فعز على الكريم الأكرم جل جلاله أن يقيمه مكسورا صفر اليدين.

* إذا عرضت حاجتك على ربك فأحسن ظنك به وثق من أنه سيجبرك وسيعطيك.

*خرج رسول الله من مكة وهي أحب البقاع إليه فجبره ربه بالمدينة وأهلها وفتح له مكة.

* قد يموت لك ميت وقد يمرض لك حبيب وهذا في عين العبد كسر وقد

يكون هو عين الجبر من الجبار فأحسن ظنك بربك وثق بأن رحمته سبقت غضبه.

* ناج ربك مناجاة العبيد المنكسرين :يارب عبدك المسيكين ببابك عبيدك سواي كثيير ولار ب لي سواك فأرجوه إن قبلتني فأنت أهل لذلك وإن رددتني فأنا أهل لذلك

* إياك والاغترار بنفسك وعملك فكم من مكسور في طاعته لربه جبره الجبار فقبلها منه وأعلى بها درجته وكم من مغرور بكثرة عمله رد عمله في وجهه لعجبه وغروره.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثالثة بعد المائة  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*تغريدات حول اسم الله [الجبَّار جلَّ جلاله]

* عن عقبةالحراني قال قلت لأم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها-أرأيت قول الله"ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينامن عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصدومنهم سابق..." فقالت عائشة:"أما السابق فمن مضى في حياة رسول الله فشهد له بالحياة والرزق، وأما المقتصد فمن اتبع آثارهم فعمل بعملهم وأما

الظالم لنفسه فمثلي ومثلك!!"

* خطب عبدالملك خطبة بليغة ثم بكى كثيرًا ثم قال"يارب إن ذنوبي عظيمة وإن قليل عفوك أعظم منها فامح بقليل عفوك عظيم ذنوبي" فقال الحسن:هذا كلام يكتب بالذهب !

* الجبار عظيم الجبروت نافذ أمره لا أمر من سواه أراد أخوة يوسف رميه في الجب فأنقذه الله وصار عزيز مصر،وأراد فرعون قتل موسى فأبى الله ذلك فتربى في قصره.

* قد يغلق الله عن العبد باب طاعة يريدها فيكسر بهذا الإغلاق قلبه فيجبره ربه فيفتح له أبوابًا كثيرة من الطاعة ما كانت لتفتح لولا هذا الإغلاق وهذا الكسر.

* ألا ترى المرأة تمنع عن الصوم والصلاة في العشر الأواخرمن رمضان فتبكي لذلك بكاءًا شديدًا فيفتح الله لها باب الخشوع والبكاء عند القرآن والدعاء أعظم من قبل.

* أعظم مايكون الجبر من الله لمن يحمل لواء الدين والدعوة إليه، طُرد رسول

الله من الطائف ورمي بالحجارة فجبره الله بأنواع الجبر كان أعظمها الإسراوالمعراج.

* رحل يعقوب بن أبي سفيان في طلب الحديث 30سنة وفي ليلة باردة

مطيرة قعد يكتب الحديث فانهارالسقف من فوقه فدخل الطين في عينيه فلما أزاله إذ به قدعمي ، يقول يعقوب:فبكيت بكاءًا شديدًا ثم نمت؛ فرأيت رسول الله في المنام فقال لي: ما يبكيك يايعقوب؟ فقلت: ما أبكي لذهاب بصري بل أبكي كيف سأقرأ القرآن؟ فقال رسول الله:ادنو مني يا يعقوب فوضع يده على عيني ودعا لي، ثم أفقت فإذا الله قد رد لي بصري. [البداية والنهاية لابن كثير]

* قد يُضيق الله على عبده ووليه أموره فيتأخر فرج الله عنه وجبره له وليس

 ذلك لهوانه على ربه بل ليعرف خلقه به وليريهم مقامه عنده بحصول جميل فرجه.

* أُضرمت نار لحرق الخليل إبراهيم وكان ربنا قادر على إنزال المطر لإطفائها ولكنه تركه ليلقى في النار ليري الناس مقامه عند ربه فلما ألقي فيها أخرجه سالمًا.

* ثق من أن الله لا يمكن أن يخذل أويخيب عبدًا بذل عمره وفكره وقلمه من أجل دينه وكتابه وسنة رسوله"إن تنصروا الله ينصركم".

* ما أجمل جبرالله للتائبين المنكسرين تدبر"إن الله يحب التوابين"وفي

الحديث"إن الله أشد فرحًا بتوبة عبده من رجل أضل راحلته.."

* يفرح ربنا بتوبة التائب فرح بر وإحسان ولطف منه مع كمال غناه وقدرته

وفرحه تعالى صفته اللائقة به "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير".

* ومن جبره تعالى للتائبين أن سخر لهم حملة العرش يدعون له بل ويدعون لوالديه وزوجه وولده بالوقاية من الذنب في الدنيا ودخول الجنة في الآخرة:"الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمدربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنواربنا وسعت كل شيء رحمةً وعلمًا فاغفر للذين تابوا

واتبعوا سبيلك.."غافر.

* قد تُكسر ويُسخر منك في الدنيا لكن سيجبرك الله يوم القيامة"إن الذين

 أجرموا كانوا من الذين آمنوايضحكون..."الآيات إلى"فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون.."[الأنترنت – موقع صيد الفوائد - أ.أمل الغفيلي~ تغريدات حول اسم الله [الجبَّار جلَّ جلاله]

 الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الرابعة بعد المائة  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* خطبة جمعة عن ( اسم الله الْجَبَّارُ )

يقول الحق تبارك وتعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين :(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ

الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) الأعراف 180،

وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن لله تسعة وتسعين اسماً مئة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة»

 إخوة الإسلام : من الأسماء الحسنى التي وردت في كتاب الله العزيز: اسمه تعالى : (الْجَبَّارُ )

يقول الله تعالى في محكم آياته :(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ

السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) الحشر (23) كما جاء ذكر اسمه الجبار في السنة النبوية المطهرة, ومن ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم ، (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ« تَكُونُ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُبْزَةً وَاحِدَةً يَكْفَؤُهَا الْجَبَّارُ بِيَدِهِ كَمَا يَكْفَأُ أَحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ فِى السَّفَرِ نُزُلاً لأَهْلِ الْجَنَّةِ ».

ومن ذلك أيضا ما أخرجه أبو داوود والترمذي وابن ماجه والحاكم : (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ فِي صَلاَةِ اللَّيْلِ « رَبِّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاجْبُرْنِي وَارْزُقْنِي وَارْفَعْنِي ».

 وهذا عَوْف بْن مَالِكٍ يَقُولُ قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَيْلَةً فَلَمَّا رَكَعَ مَكَثَ قَدْرَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ يَقُولُ فِى رُكُوعِهِ « سُبْحَانَ ذِى الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ ».أخرجه أبو داوود والنسائي بإسناد صحيح.

وفي صحيح البخاري، يقول صلى الله عليه وسلم عن أهل الموقف  (فَيَتَسَاقَطُونَ حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ فَيُقَالُ لَهُمْ مَا يَحْبِسُكُمْ وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ فَيَقُولُونَ فَارَقْنَاهُمْ وَنَحْنُ أَحْوَجُ مِنَّا إِلَيْهِ الْيَوْمَ وَإِنَّا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِى لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ . وَإِنَّمَا نَنْتَظِرُ رَبَّنَا  قَالَ – فَيَأْتِيهِمُ الْجَبَّارُ . فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ . فَيَقُولُونَ أَنْتَ رَبُّنَا . فَلاَ يُكَلِّمُهُ إِلاَّ الأَنْبِيَاءُ فَيَقُولُ هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ تَعْرِفُونَهُ فَيَقُولُونَ السَّاقُ . فَيَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ )

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخامسة بعد المائة  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* خطبة جمعة عن ( اسم الله الْجَبَّارُ )

أيها المسلمون واسم الله الجبار له ثلاثة معان: المعنى الأول: جبر القوة:  فهو

سبحانه وتعالى الجبار الذي يقهر الجبابرة ويغلبهم بجبروته وعظمته، فكل جبار وإن عظم فهو تحت قهر الله عز وجل وجبروته وفي يده وقبضته.

المعنى الثاني لاسمه الجبار : فهو جبر الرحمة:  فإنه سبحانه يجبر الضعيف بالغنى والقوة، ويجبر الكسير بالسلامة، ويجبر المنكسرة قلوبهم بإزالة كسرها، وإحلال الفرج والطمأنينة فيها، وما يحصل لهم من الثواب والعاقبة الحميدة إذا صبروا على ذلك من أجله.

أما المعنى الثالث لاسمه الجبار :فهو جبر العلو : فإنه سبحانه فوق خلقه عال

عليهم، وهو مع علوه عليهم قريب منهم يسمع أقوالهم، ويرى أفعالهم، ويعلم ما توسوس به نفوسهم، وقال ابن القيم في النونية في معنى الجبار:

وكذلك الجبار من أوصافه       والجبر في أوصافه قسمان

جبر الضعيف وكل قلب قد غدا    ذا كسرة فالجبر منه دان

والثانِ جبر القهر بالعز الذي     لا ينبغي لسواه من إنسان

وله مسمى ثالث وهو العلو       فليس يدنو منه من إنسان

وصفة الجبار بمعنى القهر والطغيان .. فهي في حق الإنسان صفة ذميمة،

ويتجلى ذلك في العديد من الآيات القرآنية ،ومنها قوله تعالى:(وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) (59) هود

وقوله تعالى: (وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) (15)  ابراهيم 

ولذلك ينفي الحق جل وعلا عن نبيه يحيى عليه السلام هذه الصفة فيقول تعالى : (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا) (12): (14) مريم

كما نفاها سبحانه وتعالى أيضا عن نبيه عيسى عليه السلام فقال تعالى على لسانه:

(قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) (30): (32)  مريم 

فنفى الجبر هنا هو نفي للطغيان وللقهر والتحكم في مخلوقات الله عز وجل لمنافع وأهواء شخصية.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السادسة بعد المائة  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* خطبة جمعة عن ( اسم الله الْجَبَّارُ )

وأما الجبر : بمعنى جبر خواطر الناس ، فهي صفة ممدوحة ، فهذا سفيان الثوري رضي الله عنه يقول: “ما رأيت عبادة أجل وأعظم من جبر الخواطر”

والرسول صلى الله عليه وسلم وهو صاحب الخلق العظيم في جبر الخواطر. ففي قصة الصحابي عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه ، كان أبوه (أبو جهل) من أعداء الاسلام ، وعندما جاء عكرمة مسلما وجاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام ، نبه النبي عليه الصلاة والسلام الصحابة ألا يسبوا أباه أمامه، وأن لا يعيروه بأبيه ، وذلك جبرا لخاطره.

وهكذا كان صلى الله عليه وسلم يجبر خاطر كل من تكلم معه. فكان إذا تكلم معه إنسان نظر في عينيه، هذا من جبر الخواطر. وكان إذا صافحه أحد لا يفلت يده حتى يفلت الطرف الآخر، وهذا جبر للخواطر. وكان إذا ناداه أحد لا يلتفت إليه بجنبه بل يلتفت إليه بكله صلى الله عليه وسلم  جبرا لخاطره.

 أيها المسلمون : وللإيمان باسمه الجبار آثار في حياة المؤمن وسلوكه ومعتقداته : فمن آثار الإيمان باسمه الجبار : تعظيم الرب تعظيما يليق

بجلاله وعظمته , وهذا بمقتضى أن يعلم العبد أن ما شاء الله كان , وما لم يشأ لم يكن , لأنه لا معقب لحكمه 

ومن آثار الإيمان باسمه الجبار : أن يعرف العبد قدره ومنزلته ،وأن لا يتعدى قدره، وأن يتواضع لربه تبارك وتعالى ، ولا يخرج عن طاعته.

ومن آثار الإيمان باسمه الجبار:  أن يستسلم لقضاء الله عز وجل ،فلا يجزع ويتسخط

ومن آثار الإيمان باسمه الجبار : أن يعلم المؤمن ويستيقن أنه لا مشرع إلا الله عز وجل , فالجبار له الخلق والأمر فلا أحد يشرع في

هذا الكون ويأمر وينهى على وجه التشريع إلا الله سبحانه , فمن اجترأ على الله ،وشرع للناس ووضع لهم القوانين الوضعية بدلا من أحكام الله عز وجل فقد اجترأ على الرب تبارك تعالى وإذا علم المؤمن أن الله هو الجبار بمعنى العظيم الأعظم فإنه يتواضع ويترك التكبر والتجبر.

ومن آثار الإيمان باسمه الجبار : أن يثق العبد المؤمن بربه الثقة الكاملة ويعلم أنه

 يركن إلى ركن شديد , وأنه يلجأ إلى رب نواصي الخلق بيده , وأنه لو اجتمعت عليه الأمة على أن ينفعوه بشيء لن ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له , ولو اجتمعوا على أن يضروه بشيء , لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه   

ومن آثار الإيمان باسمه الجبار : أن يحب المؤمن الله عز وجل فتكون محبته أكبر من كل محبة , لأن القلوب جبلت على حب من أحسن إليها , 

ومن آثار الإيمان باسمه الجبار : أن يرغب العبد المؤمن ويلجأ إلى  الله في كل

نقص وكل حاجة تعترضه , فلا يلجأ إلى المخلوقين , وإنما يلجأ إلى الله سبحانه

فهو الذي يجبر الكسير ويغني الفقير وهو لا يسأم من سؤال العطايا.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السابعة بعد المائة  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

ومن الآثار الإيمانية لاسم الله الجبار:

1-إن الله تعالى هو الجبار الذي له العلو على خلقه، علو الذات، وعلو القدر

2-والصفات، وعلو القهر والجبر، لا يدنو منه الخلق إلا بأمره، ولا يشفعون أو يتكلمون إلا من بعد إذنه، فلن يبلغوا ضره فيضروه، ولن يبلغوا نفعه فينفعوه.

3- جبر الله تعالى خلقه على ما أراد أن يكونوا عليه من خلق، لا يمتنع عليه شيء منهم أبداً ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)  [يس: 82].

وقال تعالى: ( أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) [آل عمران: 83].

وقال تعالى: ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ

اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ)  [الأعراف: 54].

وقال تعالى : ( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ ) [فصِّلت: 12].

أي: استجيبا لأمري، وانفعلا لفعلي، طائعتين أو مكرهتين.

4-والله سبحانه جبر خلقه أيضاً على ما شاء من أمر أو نهي، بمعنى أنه شرع

 هم من الدين ما ارتضاه هو، كما قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ)  [المائدة: 1].

فشرع لهم من الشرائع ما شاء، وأمرهم باتباعها ونهاهم عن العدول عنها، فمن أطاع فله الجنة ومن عصى فله النار. ولم يجبر أحداً من خلقه على إيمان أو كفر، بل لهم المشيئة في ذلك كما قال سبحانه:

(وَقُلِ الحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) [الكهف: 29].

وقال تعالى : ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)  [الشمس: 7-10]. وهم مع ذلك لا يخرجون عن مشيئته.

ولو شاء الله لهدى الناس جميعاً، ولم يجعل لهم اختياراً كما قال سبحانه:

( أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا) [الرعد: 31]،

وقال تعالى : ( وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا)  [السجدة: 13].

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثامنة بعد المائة  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

ومن الآثار الإيمانية لاسم الله الجبار:

4) الجبروت لله وحده وقد مدح الله بهذا الاسم نفسه ، وأما في حق الخلق فهو مذموم  فهو سبحانه قهر الجبابرة بجبروته وعلاهم بعظمته لا يجري عليه حكم حاكم فيجب عليه انقياده، ولا يتوجه عليه أمر آمر فيلزمه امتثاله، آمر غير مأمور، قاهر غير مقهور فهو سبحانه (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)

 [الأنبياء: 23]. وأما الخلق فهم موصوفون بصفات النقص ، فهم مقهورون مجبورون تؤذيهم البقة وتأكلهم الدودة، وتشوشهم الذبابة، فالعبد أسير جوعه، وصريع شبعه ومن تكون هذه صفته كيف يليق به التكبر والتجبر؟!

أيها المسلمون  : وقد أنكرت الرسل على أقوامها صفة التجبر والتكبر في الأرض بغير الحق كما قال تعالى عن هود صلى الله عليه وسلم أنه قال لقومه ( وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ) إلى أن قال تعالى: (إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) [الشعراء: 130-135].

ولكنهم عاندوا واتبعوا أمر جبابرتهم فهلكوا أجمعين. قال تعالى :( وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ) [هود: 59].

وقد كان التجبر سببا للطبع على قلوبهم فلم تعرف معروفاً ولم تنكر منكراً ،فقال سبحانه ( كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ)  غافر: 35

وقد توعد الله سبحانه الجبابرة بالعذاب والنكال، توعدهم بجهنم وبئس المهاد.

قال تعالى (وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء

 صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ

وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ) [إبراهيم: 15-17].

وفي سنن الترمذي بسند صحيح (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-« يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ وَأُذُنَانِ تَسْمَعَانِ وَلِسَانٌ يَنْطِقُ يَقُولُ إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلاَثَةٍ بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَبِكُلِّ مَنْ دَعَا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَبِالْمُصَوِّرِينَ » وفي الصحيحين (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ« تَحَاجَّتِ النَّارُ وَالْجَنَّةُ فَقَالَتِ النَّارُ أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ.وَقَالَتِ الْجَنَّةُ فَمَا لِي لاَ يَدْخُلُنِي إِلاَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ وَعَجَزُهُمْ.

فَقَالَ اللَّهُ لِلْجَنَّةِ : أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي.

وَقَالَ لِلنَّارِ أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمْ مِلْؤُهَا  )[ الأنترنت – موقع خطبة عن ( اسم الله الْجَبَّارُ ) ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التاسعة بعد المائة  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* دلالات ومعاني اسم الله تعالى الجبار

المعنى الأول:  الدلالة على العلو، فالجبار بمعنى العالي الذي لا يُنال، وهو دليل على الشدة والقوة اللتان يمتاز بهما الله عز وجل دون عن سواه.

 المعنى الثاني: الدلالة على الجبر، وإصلاح الشيء فالجبار بمعنى جابر الخواطر، فالله عز وجل يجبر كسر المؤمن، ويساعده في حياته، وهذا دليل على رحمة الله تعالى بخلقه، ومن ظاهر جبر الله للمؤمنين: جبر المرض بالصحة، جبر الفقر بالغنى، وجبر الخسارة بالتعويض، وجبر الفشل بالتوفيق، وجبر الخوف بالأمن، وجبر الحزن بالفرح، وجبر الضعف بالقوة.

 المعنى الثالث: الدلالة على الإجبار، والإلزام بدون تخيير، فالجبار بمعنى الذي يجبر خلقه على ما يريد ويشاء، كما يدل على خضوع جميع الخلق للخالق، وهو دليل القوة وعلو المكانة.

 المعنى الرابع: الدلالة على التكبر والكمال من النقص، فالله تعالى هو المتكبر عن النقص والسوء والظلم، وبذلك يتداخل اسم “الجبار” مع “المتكبر” نظرا للدلالة على نفس المعنى. إقرا أيضا:  أذكار الطواف حول الكعبة أين ورد اسم “الجبار” في القرآن الكريم ورد اسم “الجبار” في القرآن الكريم مرة واحدة فقط، في الآية الثالثة والعشرين من سورة الحشر، عندما قال عز وجل “العزيز الجبار المتكبر”. أين ورد اسم “الجبار” في السنة الشريفة ورد اسم “الجبار” في السنة النبوية الشريفة في عدد من المواضع منها: حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي ورد في الصحيحين عندما قال: “تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة، يتكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلا لأهل الجنة”. حديث النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في صحيح مسلم، أن النبي قال على منبره ذات يوم:” يأخذ الجبار سماواته وأرضه بيده، وقبض بيده، فجعل يقبضها ويبسطها، ثم يقول: أنا الجبار، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟”. دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في الترمذي، حين دعا الرسول بين سجدتي الصلاة قائلا:”اللهم اغفر لي وارحمني وأجبرني وارفعني وأهدني وعافني وارزقني”، وبهذا الدعاء يتجلى معنى” الجبار” ليدل على الجبر وإصلاح الكسر. دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في سنن أبي داوود، حين دعا الرسول في ركوعه قائلا:”سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة”. إقرا أيضا:  طريقة التعامل الصحيحة مع الوالدين أثر اسم “الجبار” على حياة المسلم لاسم الله تعالى “الجبار” جملة من الآثار التي لا بد أن يلمسها المؤمن في حياته ومنها: شعور الفرد بالطمأنينة والآمان بأن الله تعالى هو العالي الجبار، الذي لا يعلوه شيء. الاستجابة المطلقة لأوامر الله تعالى، والابتعاد عن نواهيه،  والتسليم لشرع الله تعالى، فالله هو “الجبار”، صاحب الإرادة والمشيئة. ابتعاد المؤمن عن الجبروت، فصفة الجبار صفة اختص الله بها نفسه دون عن خلقه، فالمؤمن يدرك أن هذه الصفة لله وحده، فيبتعد عن كافة أشكال الجبروت والظلم. يمنح اسم الله “الجبار” علو همة المؤمن، والارتقاء والعلو، مثل علو المؤمن عن ملذات الحياة وشهواتها، علو المؤمن في أمور دينه بما فيه خير له ولمجتمعه، علو المؤمن في العلم. رضا المؤمن بقضاء الله وقدره؛ فالمؤمن الحق يؤمن بأن ما يحصل له من أمور هي إرادة ربانية، مما يجعله يسلم الأمر لله، ويقبل بحكم الله سبحانه وتعالى. إ

الأنترنت – موقع الإسلام والحياة- معنى اسم الله الجبار وأثره في المسلم أحمد الشخشير

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

العاشرة بعد المائة  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*تأملات في اسم الله "الجبار"

فقد جعل الله -سبحانه وتعالى- بداية الإنسان ونهايته علامة على عجزه وضعفه، وعلى قهر الرب -عز وجل- وجبروته، فالله -عز وجل- هو "الجبار"، وقد ورد هذا الاسم في كتاب الله في سورة "الحشر"، وكذلك ورد في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

المعنى الأول لاسم الله "الجبار": الله -عز وجل- هو "الجبار" أي: الذي له مطلق الجبروت والعظمة، وهو يحمل معنى القهر كاسم الله "القهار".

وقد جاء في تفسير السلف -رضوان الله عليهم- عبارات مثل: "الذي جبر العباد على ما أراد" فقد جبر القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها،

وهذا لا يقتضي مذهب "الجبرية" الباطل من نفي مشيئة العباد، ونسبة الظلم

 إلى الله -عز وجل-، وإبطال الشرع، وجعل الحسنات كالسيئات، والذين يحتجون بمثل هذه الآثار الواردة عن السلف في تفسير اسم "الجبار"، فيقولون: إن "الجبار" -سبحانه وتعالى- قد جبر العباد أي: أجبرهم وأرغمهم دون إرادة منهم على فعل أفعالهم، فقد ظنوا أن جبر الله في القلوب كجبر الظالم للمظلوم؛ فقالوا بهذا الباطل!

والله -سبحانه وتعالى- أعز وأعلى من أن يجبر العباد على فعل ما يريد دون إرادة منهم، بل معنى جبره -عز وجل- لهم وسلطانه وقهره فوقهم: "أنه جعلهم يفعلون بإرادتهم ما أراد -سبحانه وتعالى- أن يفعلوه".

فجبر الله في القلوب لا يعني إلغاء مشيئة العباد، وإنما يعني أن الله -سبحانه وتعالى- يجعلهم يفعلون ما يريدون بإرادتهم واختيارهم الذي خلقه الله -عز وجل- لهم.

*جبر الله، وجبر المخلوق:

فجبر الله -سبحانه وتعالى- ليس كجبر المخلوق للمخلوق، فالمخلوق لا يملك قلب غيره، بل ولا قلب نفسه، فالمخلوق إذا أراد أن يجعل غيره يفعل فعلاً معينًا؛ أمره به، فإذا امتنع؛ لم يجد بدًّا من أن يكرهه؛ لأن إرادة ذلك الغير لا يملكها، فيضطر إلى إكراهه بالضرب أو التعذيب أو السجن أو التهديد بالقتل أو غير ذلك مما يفعله الجبارون، وذلك؛ لعجزه عن تغيير قلب خصم، وقد وصف الله -عز وجل- هؤلاء الجبارين بالخيبة، فقال: (وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) (إبراهيم:15).

فجبروت الله -تعالى- ليس فيه إكراه، فهو -سبحانه- لا يحتاج إلى ذلك، بل يأمر بما يشاء، فيقول له: كن فيكون.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الحادية عشرة بعد المائة  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*الإكراه عجز وليس بعزة:

فالإكراه مقام عجز وضعف، وإن كان الكثيرون يظنون أنه مقام عزة فيتمنون أن يكونوا جبابرة، أما الله -سبحانه وتعالى- فإنه أعلى

سلطانًا وقهرًا من أن يحتاج إلى إكراه العباد، بل لو شاء لجعلهم أمة واحدة: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس:99)، فقد جعل الله -سبحانه وتعالى- مشيئة العباد خلقًا من خلقه، فلا يشاءون إلا أن يشاء الله: (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ . وَمَا

تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (التكوير:28-29).

فهو عز وجل- مقلب القلوب يصرِّفها كيف يشاء، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ) (رواه مسلم).

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعائه: (أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا) (رواه مسلم)، وقال هود -عليه السلام-: (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (هو:56)، أي أن أمرها كله ملك لله -عز وجل-، فيوجه الله المخلوق حيث شاء، فقد بيَّن الله لهم النجدين -الطريقين-، فحق القول على الذين ظلموا.

فما ظلم الله عباده مثقال ذرة، بل خلق الخلق بأسباب، وجعل من أسباب خلقه أفعال عباده، ومنشؤها مِن إرادتهم وقدرتهم المخلوقة، فقد جعل الله -سبحانه وتعالى- مشيئة للعباد تقع بها أفعالهم، كما أن الولد يُخلق مِن أبيه وأمه، والله خالقه، وخالق أبيه وأمه؛ إلا أن الله -عز وجل- جعل الوالدين سبب في وجود الولد، فلا يمكن لعاقل أن يدعي عدم الأثر وعدم أهمية وجود الوالدين، وكذلك لا يجوز لعاقل فضلاً عن مؤمن بالكتاب والسنة والشرع أن يقول: "لا ضرورة ولا فائدة لإرادة الإنسان أو لقدرته"!

*جبر بحساب.. وجبر بلا حساب:

فالله -عز وجل- جبر القلوب على ما أراد، فبفعلهم يفعلون بمشيئتهم واختيارهم، وأما الجبر الذي من غير مشيئة فهو جبرهم على الموت والحياة، والطول والقصر، والذكورة والأنوثة، وغير ذلك.. فهذا مما لا اختيار لهم فيه، فلا يحاسبهم الله -عز وجل- ولا يثيبهم أو يعاقبهم عليه، وإنما يحاسبهم الله -عز وجل- على أفعالهم التي صدرت باختيارهم وبإرادتهم، فهذا معنى جبر القلوب على ما أراد لها.

وبالتالي فجبر عباده ليس بمعنى قول "الجبرية" في نفي مشيئة العباد أو نفي قدرتهم، ومِن ثَمَّ نفي التكليف والشرع أمرًا ونهيًا، فهذا كله

باطل؛ إذ إن القرآن أثبت خلافه، بل إن كل عاقل يجد من نفسه خلاف ذلك، إذ أن هناك أشياء يفعلها العبد بإرادته وأشياء لا دخل لإرادته فيها، والثواب والمدح والذم تبع لأفعال العباد الاختيارية من حيث موافقتها أو مخالفتها لشرع الله -سبحانه وتعالى- الذي له مطلق الجبروت، وكلمة "جبروت" مصدر من الجبر، فجبر جبروت مثل: ملك ملكوت، والذي له الجبر أي: القهر.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية عشرة بعد المائة  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*معاملة اسم الجبار -بمعناه الأول- بما يقتضيه من فعل العبد:

يظهر لأهل الإيمان المستحضرين لاسم "الجبار" أن أفعالهم وأقوالهم وأفعال العباد جميعًا ما هي إلا بأمر الله -عز وجل-؛ فهو خالقها، فإذا رأوا نعمة الله عليهم بالإسلام، ومنته عليهم بالإيمان؛ علموا أن أفعالهم وصفاتهم سبقها أمر وتقدير من الله، وإذا رأوا المنكرات والمعاصي والكفر والنفاق؛ استشعروا خذلان الله لهم، وعلموا أن الله هو الذي قدَّر ذلك؛ فخافوا أن يخذلهم الله كما خذل هؤلاء.

وإذا ما استحضر العبد هذه المشاهد؛ شهد عدل الله -عز وجل- وحكمته في وضع الأشياء في مواضعها، فهو -سبحانه- أعلم بالظالمين، وأعلم بالشاكرين، فلا يضع الله -سبحانه وتعالى- البذرة الطيبة في الأرض الخبيثة، فالقلوب الخبيثة لا تناسبها الأعمال والأقوال الطيبة (وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ) (النور:26)، فالطيبات من الأعمال والأقوال للطيبين من الناس، فلا يُهدى إنسان خبيث لعمل أو قول طيب (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ) (النور:26).

فيشهد أهل الإيمان حكمة الله -عز وجل- وعدله، ويرون فضله، فيخافون على أنفسهم ويرجون فضل ربهم -سبحانه وتعالى-، وإذا ما رأوا جبروت الطغاة والكافرين؛ علموا أن الجبروت والعظمة لله وحده، فلا يتجبرون؛ إذ لا يوصف المؤمن بهذه الصفة أو يُسمى بهذا الاسم أبدًا.

*اسم "الجبار" ومعنى ثانٍ لهذا الاسم:

وأما المعنى الثاني من معاني هذا الاسم فهو معنى: جبر الكسر وإصلاحه، فهو -سبحانه- الذي يجبر كل ذليل وكسير مما ألم به، ويصلح شأن كل محتاج وفقير.

معاملة اسم الجبار -بمعناه الثاني- بما يقتضيه من فعل العبد:

ويحسن بالعباد أن يتصفوا بهذا المعنى بما يليق بهم منه، كما يحسن بهم أن

يتصفوا بصفة الرحمة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:

(الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) (رواه الإمام أحمد والترمذي، وصححه الألباني)، وكما يحسن بالعبد أن يتصف من الطهارة بما يليق به في دعاء العبادة لاسم الله "القدوس"، فما يليق بالرب لا يمكن أن يرقى إليه مخلوق.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثالثة عشرة بعد المائة  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*شهود آثار اسم الله "الجبار" بمعناه الثاني:

إذا ما استحضر العبد معاني هذا الاسم؛ انكسر لله بأنواع الانكسار كلها، وشهد حاجته وفاقته الشديدة إلى ربوبية الله -عز وجل-

وألوهيته، فالعبد فقير إلى ربه في الهواء الذي يتنفسه، وفي شرابه الذي يشربه، وفي طعامه الذي يأكله، بل في كل نفس من أنفاس حياته، والله وحده هو الذي يجبر هذه الحاجة وهذا الضعف والعجز بفضله ومنِّه-سبحانه وتعالى-.

وهو يحتاج إلى الله -عز وجل- خالقًا رازقًا، فيحتاج أن يحب الله، ففي القلب حاجة وفاقة لا يسدها إلا التعبد والتأله لله -عز وجل- وحده لا شريك له.

فإذا ما استحضر العبد ذلك واستحضر أنه فقير إلى الهداية والتوفيق والإعانة على العبادة من الله؛ انكسر ولم يتعزز بطاعة أو بمنزلة أو حال، ولم ير لنفسه فضلاً على غيره، فضلاً عن أن يرى لنفسه فضلاً على الله -عز وجل- تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا، ففي فاقته إلى الربوبية والألوهية، إلى الرب والإله، إلى الرزق والعبادة انكساره وتذللـه لله، فيجبر الله كسره.

وإذا ما استحضر العبد المؤمن أنه يخطئ بالليل والنهار كما جاء في الحديث القدسي: (يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ

الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ) (رواه مسلم)، ورأى معاصيه ورأى نعم الله عليه؛ فذلك يكسره انكسارًا ناشئًا عن شهود كثرة الذنوب والمعاصي، واستحضار نعم الله المنهمرة المتتابعة.

*انكسار ناشئ عن الحاجة والفقر:

يجبر الله -عز وجل- انكسار العبد إذا ما قال العبد: "رب اغفر لي وتب علي" فيقيل الله عثرته، ويقبل اعتذاره وتوبته.

وهناك انكسار يجبره الله للعبد بحبه لربه -عز وجل-، فيجبره الله بأعلى ما يجبر به عبد، وذلك بأن يكون محبوبًا عند الله -عز وجل-، إذا أتبع حبه لله -عز وجل- بطاعة نبيه -صلى الله عليه وسلم-: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم) (آل عمران:31).

وبهذا يتحقق كمال العبودية، ومَن لا يرى فاقته وحاجته، ولا يشعر بالذل والانكسار لله -سبحانه وتعالى-، ولا يرى ذنوبه، أو لا يستشعر حبه لربه؛ فهو في خطر عظيم، فإن لم يكن هلك؛ فهو على شفا الهلكة.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الرابعة عشرة بعد المائة  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*الله يحب ذاته وأسماءه وصفاته:

فهو -عز وجل- يكسر عبده الذي يتعزز بعلم أو بعمل أو بمنزلة إما بمصيبة أو بأمر مؤلم أو بفوات مصلحة، ثم يجبر كسره.

*الله -سبحانه- يحب أن يَجبُر عباده:

ففي غزوة "أحد" تعزز المسلمون بما وقع يوم "بدر"، وظنوا أنهم منصورون في كل معركة، فكسرهم الله -عز وجل- بالهزيمة؛ ليتوبوا إليه خضوعًا وذلاًّ، فيجبرهم الله -عز وجل-، فكذلك المصائب تكسر الإنسان، فإذا استشعر العبد أنها مِن عند الله -عز وجل- فصبر واحتسب؛ جبر الله مصيبته، وأصلح عيبه، وأعطاه خيرًا مما فقد منه، وقد ذكر ابن القيم -رحمه الله- فوائد غزوة "أحد". "زاد المعاد 3/96-215".

وكذلك ما حدث في غزوة "حنين"، فإن نفوسًا ضعيفة تعاظمت بالفتح وشعرت بالقوة، وخرج مَن يقول: "لن نغلب اليوم من قلة"!

فقال الله -عز وجل-: (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) (التوبة:25).

فحصل الانكسار في أول المعركة، وفي آخرها جبر الله المؤمنين، وهذا فضله ورحمته بعباده -عز وجل-؛ إذ يبتليهم بالمصائب فيكسرهم، ثم يجبر كل كسير.[  الأنترنت – موقع أنا السلفي - تأملات في اسم الله "الجبار" كتبه/ ياسر برهامي ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخامسة عشرة بعد المائة  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* معنى الجبار على وجوه :

قال تعالى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [الحشر: 23].

قال الطبري: الجبار يعني المصلح أمور خلقه، المصرفهم فيما فيه صلاحهم   وقال قتادة: جبر خلقه على ما يشاء من أمره.

وقال الخطابي: الجبار هو الذي جبر الخلق على ما أراد من أمره ونهيه يقال جبره السلطان وأجبره بالألف.

ويقال: هو الذي جبر مفاقر الخلق وكفاهم أسباب المعاش والرزق.

ويقال: بل الجبار العالي فوق خلقه من قولهم: تجبر النبات إذا علا واكتهل ويقال للنخلة التي لا تنالها اليد طولاً الجبارة 

وقال الشوكاني: الجبار جبروت الله عظمته، والعرب تسمي الملك: الجبار 

وقال السعدي: (الجبار) هو بمعنى العلي الأعلى، وبمعنى القهار، وبمعنى الرؤوف الجابر للقلوب المنكسرة، وللضعيف العاجز، ولمن لاذ به ولجأ إليه 

فيكون معنى الجبار على وجوه كما بدأناه :

1- الجبار هو العالي على خلقه وفعال من أبنية المبالغة.

2- الجبار هو المصلح للأمور من جبر الكسر إذا أصلحه وجبر الفقير إذا أغناه.

3- الجبار هو القاهر خلقه على ما أراد من أمر أو نهي 

 . كما قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ [ق: 45] أي لست بالذي تجبر هؤلاء على الهدى ولم تكلف بذلك.

وعلى المعنى الأول يكون من صفات الذات وعلى المعنى الثاني والثالث يكون من صفات الفعل.  [ الأنترنت -  الدرر السنية- الجبار ]

 

الخاتمة

  الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والشكر له على جميع العطايا والهبات،خلقنا من العدم وربانا بالنعم وأعطانا من كل ما سألناه {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } ، خلقنا في احسن تقويم ، وأنزل علينا افضل كتاب على أفضل نبي ،وهدانا لأقوم طريق ، وعرفنا على نفسه بأبلغ عبارة بإسمائه وصفاته وبآياته ومخلوقاته وأخبرنا أنه هو الله الذي لا إله إلا هو الكامل في ذاته وأسمائه و صفاته و أمره و خلقه ... له الأسماء الحسنى وأعظمها لفظ الجلالة { الله } الأسم الأعظم  ومنها ( الجبار )....

   انتهيت من هذا الكتاب والذي هو بعنوان [ الجبار ] في يوم الخميس الموافق 17/7/ 1441ه  في منزلي الكائن في مدينة العقيق في منطقة الباحة بالمملكة العربية السعودية ، وقد بذلت قصارى جهدي وطاقتي فيه ، وهو اشبه ما يكون  بالتفسير الموضوعي ، وثقت فيه كل نص وقول من نصوص القرآن والسنة وأقوال الصحابة والأئمة والعلماء والدعاة والمفكرين والكـتّـاب  وغيرهم .. إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله من كل خطأ وخطيئة . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . وكتبه : د / مسفر بن سعيد دماس الغامدي جوال رقم / 0555516289