اـــولي

 

 

المختصر

  إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونتوب اليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا اله الا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ،قال تعالى :{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته،ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} آل عمران/ 120، وقال تعالى :  { يائها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً ، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً }  النساء  / 1  ،وقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً } الأحزاب /70 ، 71 وبعـــــد :

فهذه الحلقة الأولى في موضوع ( الولي ) وهي بعنوان : المقدمة ،

*أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف :

أعلام باعتبار دلالتها على الذات،وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني، وهى بالاعتبار الأول ( أعلام ) مترادفة لدلالتها على مسمى واحد، وهو الله عز وجل، وبالاعتبار الثاني ( أوصاف ) متباينة، لدلالة كل واحد

منهما على معناه الخاص.

 "الحي، العليم، القدير، السميع، البصير، الرحمن، الرحيم، العزيز، الحكيم" كلها أسماء لمسمى واحد وهو الله سبحانه وتعالى، لكن معنى "الحي" غير معنى "العليم"،ومعنى "العليم" غير معنى "القدير"، وهكذا.

هذه قاعدة جليلة يؤخذ منها أن كل اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى يدل على صفة من صفاته،وهذا معنى قولنا: إن أسماء الله سبحانه وتعالى مشتقة، فهي مشتقة من معانٍ وهذا من غاية الحسن.

 مثال قوله تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يونس:107] فالغفور يتضمن  صفة المغفرة، والرحيم يتضمن  صفة الرحمة، وقوله تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ} [الكهف:58] يدل على أن الرحيم هو صاحب الرحمة فإن الآية الثانية دلت على أن الرحيم هو المتصف بالرحمة.

*وجه العلمية والوصفية في أسماء الله :

ماذا يقصد بأعلام؟ أعلام جمع عَلَم، وهو الذي يُعين مسماه مطلقاً من غير قرينة، وإذا نظرت إلى علم الدولة تعلم معنى هذا جيداً، فهو لا يحتاج إلى قرينة لتعرف أن هذا العلم يدل على دولة معينة، فكذلك أسماء الله أعلام باعتبار دلالتها على الذات: بمعنى أنك لما تسمع "سميع بصير" تعلم أن المتكلم يتكلم عن الله، وأحسن مثل يضرب في هذا لما تسمع "الرحمن"، لما تسمع "الصمد"، لما تسمع "الأول والأخر"، مباشرة تعلم أن المقصود به ذات الله عز وجل.

وأيضا أسماء الله تعالى أوصاف بمعنى أنها تدل على صفة قائمة في الذات،

فالاسم له دلالة من حيث العَلَمِية على الذات ومن حيث الوصفية على النعت.

فتنظر إلى الاسم بصورتين: الرحيم هو مَن؟ الله لما يدل على الذات ؛ الرحيم هو مَن؟ هو صاحب الرحمة ؛فدلت على العَلَم ودلت على الوصف.

إذن اعلم أن أسماء الله أعلام وأوصاف،وأسماء غير الله أعلام فقط ما عدا أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وأسماء القرآن.[ شرح القواعد المثلى - أ. أناهيد السميري.]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانية في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*الأدلة على أن أسماء الله تتضمن صفات :

هناك دليلان على أن أسماء الله سبحانه وتعالى تتضمن صفات:

الدليل الأول: أن الله سبحانه وتعالى وصف أسماءه بأنها حسنى،ومعنى حسنى: أي أنها تدل على معان حسنى، وتدل على صفات حسنى،

والأسماء الجامدة التي لا معاني لها ليست بحسنة، ومن هنا فكل اسم من أسماء الله عز وجل يتضمن صفة من صفاته، قال الله عز وجل: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف:180]،

الدليل الثاني: وقد ذكره المصنف (ابن عثيمين)  وهو قوله: (وإنما قلنا بأنها أعلام وأوصاف لدلالة القرآن عليها، فإن الإنسان وهو يقرأ أسماء الله في القرآن يقرأ أيضاً صفات لله عز وجل مطابقة لهذه الأسماء).

مثال  أن من أسماء الله سبحانه وتعالى "القوي العزيز"، ويقول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:58]،

فمن صفاته أنه ذو القوة،ومن أسمائه القوي،فهذا دليل على أن اسمه القوي يتضمن صفته القوة.

وأما العزيز فيقول الله عز وجل:{فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر:10]،  فاسمه العزيز يتضمن صفة العزة.

وهذه الأدلة التي سقناها تدل على القاعدة التي ذكرها المصنف، وهو: أن كل اسم من أسماء الله يتضمن صفة من صفات الله سبحانه وتعالى.

كما ذكر دليلاً ثالثاً، : وهو إجماع أهل اللغة والعرف أنه لا يطلق عليم إلا لمن له علم، ولا يطلق: قدير إلا لمن له قدرة، ولا سميع: إلا لمن له سمع، ولا بصير: إلا لمن له بصر،وهذا أمر أوضح من أن يحتاج إلى دليل.

وهناك دليل واضح أيضاً: وهو أننا نجد في الموجودات مقدورات ومعلومات، وهذه المقدورات تدل على قدرة، وهذه المعلومات تدل على علم، فالمقدورات والمعلومات الموجودة دليل على وجود القدرة والعلم عند الباري سبحانه وتعالى، وأنها مأخوذة من اسمه العليم القدير...

*أوجه الفرق بين الاسم والصفة والخبر :

ما يطلق على الله عز وجل ثلاثة أمور: الأول: الاسم. الثاني: الصفة. الثالث: الخبر.

وبين هذه الثلاثة الأمور فروق يمكن أن نذكر شيئاً منها :

أما الاسم فهو ما يدل على ذات الله سبحانه وتعالى مع دلالته على صفة الكمال .

وأما الصفة فإنها التي تدل على معنى يقوم بذات الله سبحانه وتعالى،ومن هنا نلاحظ أن الاسم يدل على أمرين، والصفة تدل على أمر واحد.

فالأمران الأولان اللذان يدل عليهما الاسم: دلالته على الذات ودلالته على صفة يحملها هذا الاسم .

وأما الصفة فإنها تدل على أمر واحد وهو مجرد الوصف، هذا من جهة. ومن

جهة أخرى : فإن الاسم هو الذي يعبَّد له، فيقال في الرحمن عبد الرحمن، ويقال في العزيز عبد العزيز، ويقال في الكريم عبد الكريم، لكن الصفة لا يعبد لها، فلا يقال في الرحمة مثلاً: عبد الرحمة، ولا يقال: عبد المُلك، وعبد العزة.

ومن جهة أخرى، فالاسم هو العلم في اللغة، والصفة هي المصدر،فمثلاً العزيز علم،وأما العزة فهي المصدر. وأما الخبر فهو ما يطلق على الله عز وجل بغير توقف،كأن يقال: إن الله سبحانه وتعالى واجب الوجود مثلاً، أو إن الله سبحانه وتعالى قديم أزلي، وهذه الألفاظ لم ترد في السنة ولم ترد في القرآن، لكن يصح إطلاقها على الله عز وجل من باب الخبر،وأهم شيء ألا يدل هذا اللفظ على نقص أو ذم، وإنما يدل على معنى حسن أو على أقل تقدير لا يجوز على معنى سيئ، فيقال مثلاً: الله عز وجل شيء موجود، ويمكن أن يقال: واجب الوجود، ولهذا هناك قاعدة، وهي :أن باب الخبر واسع، وباب الصفات أضيق منه، وباب الأسماء أضيق من باب الصفات.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثالثة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*الأدلة على أن أسماء الله تتضمن صفات : الفرق بين الأسم والصفة الخبر

ومن جملة الفروق بين الأسماء والصفات من جهة وبين الخبر من جهة أخرى :هو أن الأسماء والصفات توقيفية، يعني: مبنية على النص من القرآن ومن السنة، بينما الخبر ليس مبنياً على النص، لكنه مبني على المعنى الصحيح الثابت لله سبحانه وتعالى، هذا من جهة. ومن جهة أخرى :

فإن الاسم يدعى به؛ فيقال: يا عزيز يا كريم، لكن ما يخبر به عن الله لا يدعى به، فلا يقال: يا واجب الوجود مثلاً.

كما أن الأسماء والصفات جميعاً قد بلغت الغاية في الحسن، بينما الأخبار لا يشترط أن تكون حسنة بمعنى: لا يشترط أن تكون أحسن ما يكون من الألفاظ، وإنما أهم شيء أن تدل على المعنى بغير تضمن للنقص وللإساءة، وإنما تدل على المعنى الصحيح، مثل الموجود فيصح أن يحكى عن الله عز وجل بأنه موجود، بينما كلمة موجود لا تتضمن مدحاً ولا تتضمن معنى حسناً، لكن يصح أن يخبر عن الله عز وجل بها، ويصح ترجمة أسماء الله لغير العرب وتقريب معانيها إلى أفهامهم بألفاظ ليست واردة في القرآن وليست واردة في السنة مادامت دلت على معنى صحيح...

*أنواع الصفات التي تتضمنها أسماء الله تعالى :

الصفات التي تتضمنها أسماء الله تعالى أربعة أنواع:

النوع الأول: ما يرجع إلى صفات معنوية، فالعليم يؤخذ منه صفة معنوية وهي العلم، والقدير والسميع يؤخذ منهما صفة القدرة وصفة السمع وكلاهما صفتان معنويتان.

النوع الثاني: ما يرجع إلى أفعال الله سبحانه وتعالى، فاسمه الخالق يدل على صفة الخلق، واسمه الرازق يدل صفة الرزق وهي من الأفعال،

واسمه المحيي المميت يدل على صفة الإحياء والإماتة وهي من أفاعله سبحانه وتعالى.

النوع الثالث: ما يرجع إلى التنزيه والتقديس المحض، وهذا مثل القدوس، فإن القدوس هو المنزه عن كل عيب.

والنوع الرابع: هو ما يدل على جملة أوصاف متعددة، وليس له معنى واحد فقط، وإنما يدل على معانٍ متعددة مثل العظيم، فهو العظيم في كل شيء: العظيم في خلقه العظيم في أمره ومثله المجيد، والصمد، ونحو ذلك...

[ الأنترنت – موقع حياة القلوب في معرفة علام الغيوب - أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف - شرح القواعد المثلى - عبدالرحيم السلمي ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الرابعة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*هل اسم ( الولي ) من أسماء الله الحسنى ؟

و نسمع أحياناً أشخاص يقولون لشيخ مولانا أو لفلان مولانا , فهل هذا يجوز ؟

الولي والمولى : اسمان من أسماء الله عز وجل ، لقوله تعالى : (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) الشورى/9 ، وقوله : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) البقرة/257 ، وقوله : (وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) الأنفال/40 ، وقوله : (وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) البقرة/286 ، وقوله : (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) التوبة/51 ،وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِى تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا ) [ رواه مسلم (7081) ،وينظر : فيض القدير (2/613) ، القواعد المثلي ص 15]

ويجوز أن يقال للمخلوق : مولانا ، إذا كان مسلما ، ولا يجوز أن يقال هذا للكافر ، وجوز بعض أهل العلم إطلاق (المولى) بالتعريف على المسلم الفاضل بعلم أو صلاح .

وقد قال النبي لزيد بن حارثة : ( أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلاَنَا ) رواه البخاري (2552).

والمولى يُطلق على المالك والصاحب والقريب والجار والحليف والناصر والمحبّ والمنعِم والمنعَم عليه والعبد والمعتق ، ينظر القاموس المحيط

قال ابن الأثير : " وقد تكرر ذكر المولى في الحديث وهو اسم يقع على

جماعة كثيرة فهو الرب والمالك والسيد والمنعم والمعتق والناصر والمحب والتابع والجار وابن العم والحليف والعقيد والصهر والعبد والمعتق والمنعم عليه وأكثرها قد جاءت في الحديث فيضاف كل واحد إلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه وكل من ولى أمرا أو قام به فهو مولاه ووليه وقد تختلف مصادر هذه الأسماء فالولاية بالفتح في النسب والنصرة والمعتق والولاية بالكسر في الإمارة والولاء المعتق والموالاة من والى القوم " اهـ  [ من النهايةفي غريب الحديث (5/227)]

ولهذا لا حرج في إطلاقه على المخلوق ما لم يكن كافراً .

قال ابن القيم رحمه الله : " فصل: لا يخاطب الذمي بسيدنا ونحوه ، وأما أن يخاطب بسيدنا ومولانا ونحو ذلك فحرام قطعاً " انتهى [ من "أحكام أهل الذمة" (2/771)]

وقال النووي : " قال الإمام أبو جعفر النحاس في كتابه " صناعة الكتاب " : أما المولى فلا نعلم اختلافاً بين العلماء أنه لا ينبغي لأحد أن يقول لأحد من المخلوقين : مولاي . قلت : وقد تقدم في الفصل السابق جواز إطلاق مولاي ولا مخالفة بينه وبين هذا فإن النحاس تكلَّم في المولى بالألف واللام ، وكذا قال النحاس : يقال سيد لغير الفاسق ولا يقال السيد بالألف واللام لغير اللّه تعالى ، والأظهر أنه لا بأس بقوله : المولى والسيد بالألف واللام بشرطه السابق " يعني قوله : " إذا كان المُسوَّد فاضلا خيرا ، إما بعلم ، وإما بصلاح ، وإما بغير ذلك ، وإن كان فاسقا ، أو متهما في دينه ، أو نحو ذلك ، كره له أن يقال سيد " [ انتهى من "الأذكار" ص 840 ، وينظر : معجم المناهي اللفظية ص 535.] [ الأنترنت – موقع الإسلام سؤال وجواب  - الولي والمولى من أسماء الله ويجوز أن يقال للمسلم مولانا ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الخامسة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان : الولى هوالله

إذاً الولى : هوالله - جل شأنه - مولى الخلق أجمعين بمعنى أنه سيدهم ومالكم وخالقهم ومعبودهم الحق كما في قوله تعالى: { ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} و الإيمان بهذا الاسم الكريم : يثمر : محبة الله - عز وجل - وإفراده وحده سبحانه بالعبادة ونفيها عما سواه. 

 وولايتة في المحبة والتوفيق والنصرة فهي بهذا المعنى خاصة بالمؤمنين المتقين، وهي بهذا المعنى تثمر : في قلوب أولياء الله الطمأنينة والثقة في نصرته سبحانه وكفايته وصدق التوكل عليه سبحانه قال الله - عز وجل -: { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} وهذا يثمر : اليقين بذهاب الكفار وقطع دابرهم وإن ظهروا في وقت ما لحكمة فنهايتهم إلى ذهاب لأنهم مقطوعو الصلة بالله عز وجل.

والسعي إلى نيل ولاية الله - عز وجل - والاتصاف بصفات أوليائه المتقين مطلب شرعي يحقق عبوديته سبحانه وتقواه والتقرب إليه بالعمل الصالح

فبهذا تنال ولاية الله تعالى كما قال سبحانه: { أَلَا إِن أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ .. الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ }

وقوله - عز وجل -: { وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } اللهم اجعلنا من أوليائك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ..[ الأنترنت – موقع المعاني ]

* معنى اسم الله الوالي :

   أسماء الله الحسنى حملت الشريعة السماويّة في طيّاتها عددًا من أسماء الله -سبحانه- تُمجّده وتُقدّسه وتمدحه وتثني عليه، أطلق الله بها على نفسه وعلّمها لرسله، وهي أكثر من تسعٌ وتسعين اسمًا مما تم ذكره في الكتاب والسنّة، وغيرها استأثر الله بها لنفسه في غيب السماوات والأرض لا يعلمها إلا هو، وقد جعلها الله ركيزةً أساسيةً في أصول التوحيد، كاملةَ الحسن كما وصفها في كتابه الكريم، قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا}، وقد جعل الله الفضل العظيم لدراسة أسمائه والعمل بها، وجعلها من أعظم العلوم، قال رسول الله: "إنَّ للهِ تسعًا وتسعين اسمًا مئةً غيرَ واحدٍ من أحصاها دخل الجنَّةَ"، ومنها اسم الله الوالي، فما معناه؟ وكيف نتمثل به؟

معنى اسم الله الوالي جاء في بعض المعاجم أن معنى اسم الله الوالي لغةً :

 هو مالكُ الأشياء جميعها والمتصرف بها، وهو من الولاية، والوالي هو الناصر، ومن يتدبر شؤون خلقه، وقد ورد اسم الله الوالي في مواطن عديدة من القرآن الكريم، قال تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۖ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وولاية الله تعالى لعباده هي قربه منهم، والتي تقضي بمعناها عمومًا العناية الإلهيّة وحسن التدبير الربانيّ، وتصريف الأمور ومقاديرها، ومعناها على وجه الخصوص تعني محبة الله لعباده ورعايته، وهي ولاية محبةٍ ونصرٍ من الله لعباده المخلصين، فمن أطاع الله واتبع صراطه المستقيم، نال ولايته ورضاه فلا خوف ولا ريبةَ ولا ضلال، ومن أطاع الشيطان وهوى النفس فقد نال ولاية الشيطان، قال تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} ، حيث أن الله يرى عباده ويحفظهم ويحيطهم بعنايته، ويرعاهم وينصرهم، قال تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}، حيث أنَّ ذلك من باب لطف الله بعباده ورحمته الواسعة، فإذا عرف العبد قدرَ رعاية الله له نال رضاه والجنّة، ونال الرعاية في الدنيا والآخرة.

الولي والمولى : يرتبط اسم الله الوالي بالاسمين الوليّ والمولى، فقد عُرفت الولاية على وجهين، وجه العموم ووجه الخصوص، فولاية الخصوص أتت بمسمّى المولى، وذلك لالتجاء العبد إلى مولاه، ومناجاته في السرّاء والضّرّاء، وهي تسلك مسلك الهداية والرشاد والمحبّة والسعادة، قال تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}، أما الوليّ على وجه العموم فهو تدبير الأمور من خالقها للنّاس كافّة غير مقيدةٍ بفئةٍ معينة، أو طائفة، وهي تقتضي الإحاطة بأمور الخلائق ورزقهم، قال تعالى: {ثمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبين}.[الأنترنت- موقع سطور - معنى اسم الله الوالي - أيوب شامية ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السادسة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان : أوجه الولى في الكلام

والمولي في الكلام على تسعة أوجه:

المولي: السيد، والولي: العبد، والولي: المنعِم، والولي: المنعَم عليه، والمولى: الولي، والمولى: ابن العم، والمولى: واحد الموالي وهم العصبة من قوله تعالى: (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي). والمولى أولى من قوله تعالى (وَهُوَ وَلِيُّهُمْ)

أي: أولى بهم، [ الأنترنت –موقع المكتبة الشاملة ]

* الولي - الوالي - المولى - الحافظ - الحفيظ - الرقيب - المهيمن‏ :

وقد أشار القرآن الكريم إلى جميع هذه الصفات (حيث ذُكرت أحيانا مرّة واحدة وأحياناً اخرى‏ عدّة مرّات) والآن لنتأمل خاشعين في الآيات التالية :

1- {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِيَاءَ فاللَّهُ هُوَ الوَلِىُّ}. (الشورى‏/ 9)

2- {وَمَالَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ}. (الرعد/ 11)

3- {بَلِ اللَّهُ مَولَاكُم}. (آل عمران/ 150)

4- {فَاللَّهُ خَيرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرحَمُ الرَّاحِمِينَ}. (يوسف/ 64)

5- {إِنَّ رَبِّى عَلَى‏ كُلِّ شَىْ‏ءٍ حَفِيظٌ}. (هود/ 57)

6- {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى‏ كُلِّ شَىْ‏ءٍ رَّقِيبًا}. (الأحزاب/ 52)

7- {هُوَ اللَّهُ الَّذِى لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلَامُ المُؤمِنُ المُهَيمِنُ}. (الحشر/ 23)

توضيح وبلاغ :«الولي» : من‏ (الولاء)، بالأصل بمعنى استقرار شيئين إلى

جوار بعضهما، وتأتي بمعنى القرب، سواءً من حيث المكان أم القرابة

النسبيّة، أم من حيث الدين والصداقة والنّصرة والإعتقاد.

هذا ما صرّح به الراغب في مفرداته، وأضاف : (الوِلاية) بكسر الواو تعني المساعدة والنصرة (والوَلاية) بفتح الواو تعني تدبير الأمور

وقد اعتبر صاحب مقاييس اللغة أيضاً أنّ أصل هذه الكلمة يعود إلى مفهوم القرب، وفسّر صاحب كتاب لسان العرب أيضاً كلمة (ولي) بمعنى الناصر والمتولّى لأمور العالم والخلائق.

وعلى أيّة حال، فلهذه الكلمة معانٍ كثيرة، لكنها عندما تُستعمل بخصوص

 اللَّه تعالى لا ريب في أنّها تعني الولاية وتدبير أمور العالم ونصرة العباد ومؤازرتهم.

وكلمة (مَولى) مشتقّة أيضاً من هذه المادّة، وذُكرِت لها معان كثيرة تعود جميعها إلى الأصل الذي ذكرناه أعلاه (وهو القرب).

وقد ذكر المرحوم العلّامة الأميني رحمه الله- لهذه الكلمة- سبعاً وعشرين معنىً مختلفاً مستخلصاً من كتب اللغة وموارد استعمالها وكذلك فقد ذكر ابنُ الأثير في النهاية ستة عشر معنىً لها.

وصرّح في إحدى عباراته : بأنّ (مولى) تعني (ولي)، واستشهد في ذلك بقول عمر لعلي رضي الله عنه : (أصبحت مولى كل مؤمن).

وأضاف قائلًا : قال جماعة بأنّ سبب هذا الأمر هو قول أُسامة لعلي رضي الله عنه : أنت لستَ بمولاي! بل مولاي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فسمع الرسول هذا الكلام فقال : «من كنت مولاه فعليٌّ مولاه».

ومما ذكرناه يتّضح أنّ معنى كلمة (والي) أيضاً والتي هي اسم فاعل من هذه المادة. ، لهذا فاللَّه‏ (وليٌ) و (مولى) و (والي) في نفس الوقت، فهو مدبّر أمورنا ومخيَّرٌ فيها وحاكمنا وناصرنا، وهكذا شأنه مع بقية موجودات عالم الوجود. [  الأنترنت – الولي - الوالي - المولى - الحافظ - الحفيظ - الرقيب - المهيمن‏ ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السابعة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان : *معنى الولى :

الولى : هو اسم من أسماء الله الحسنى، وهو قريب من معنى المولي ومعناه : المتولي للأمر والقائم به، نصير المؤمنين وظهيرهم.

الأقوال في معناه :

قال الطبري  في تفسير قوله تعالى : ﴿أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ سورة البقرة:386 :«أنت ولينا بنصرك، دون من عاداك وكفر بك، لأنا مؤمنون بك ومطيعون فيما أمرتنا ونهيتنا، فأنت ولي من أطاعك وعدو من كفر بك فعصاك، فانصرنا لأنا حزبك، على القوم الكافرين الذين جحدوا وحدانيتك وعبدوا الآلهة والأنداد دونك، وأطاعوا في معصيتك الشيطان، والمولى في هذا الموضع المفعل، من ولي فلان أمر فلان فهو يليه

 ولاية وهو وليه ومولاه.»

قال ابن الأثير : «وقد تكرر ذكر المولى في الحديث وهو اسم يقع على جماعة كثيرة فهو الرب والمالك والسيد والمنعم والمعتق والناصر والمحب والتابع والجار وابن العم والحليف والعقيد والصهر والعبد والمعتق والمنعم عليه وأكثرها قد جاءت في الحديث فيضاف كل واحد إلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه وكل من ولى أمرا أو قام به فهو مولاه ووليه وقد تختلف مصادر هذه الأسماء فالولاية بالفتح في النسب والنصرة والمعتق والولاية بالكسر في

 الإمارة والولاء المعتق والموالاة من والى القوم»

قال الخطابي : «والولي أيضاً المتولي للأمر والقائم به، كولي اليتيم، وولي المرأة في عقد النكاح عليها، وأصله من الولي، وهو القرب»

وقال أبو إسحاق الزجاج : «الولي هو فعيل، من الموالاة، والولي: الناصر وقال الله تعالى: ﴿اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ﴾ سورة البقرة:257، وهو تعالى وليهم بأن يتولى نصرهم وإرشادهم، كما يتولى ذلك من الصبي وليه، وهو يتولى يوم الحساب ثوابهم وجزاءهم»

قال الطبري في تفسير قوله : ﴿اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ﴾:«نصيرهم وظهيرهم، يتولاهم بعونه وتوفيقه»

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثامنة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان : الفرق بين الولي والمولى :

قال أبو هلال العسكري: المولى من أسماء الله الحسنى ،  إن الوَلِيَّ يجْرِي

فِي الصّفة على المُعَان والمُعِين تَقولُ : "اللهُ وَلِيُّ المؤمنين" ؛ أَي: مُعِينُهُم ,

و"المُؤمنُ وليُّ الله" , أَي: المُعانُ بنصر الله عز وَجل.

وَيُقَال أَيْضًا: "المُؤمنُ وَلِيُّ الله" ؛ وَالْمرَاد أَنه نَاصِرٌ لأوليائه وَدينه , وَيجوز أَن يُقَال: "اللهُ وليُّ المؤمنين" ؛ بِمَعْنى أَنه يَلِي حفظَهم وكلاءتَهم ؛ كوَلِيِّ الطِّفْل الْمُتَوَلِّي شَأْنَهُ. وَيكون الوَلِيُّ على وَجوه , مِنْهَا:

"وليُّ المُسلم" الَّذِي يلْزمه الْقيام بِحقِّهِ إِذا احْتَاجَ إليه , وَمِنْهَا "الوَلِيُّ الحليف" المعاقدُ , وَمِنْهَا "وليُّ الْمَرْأَة" الْقَائِم بأمرها , ومنها"وليُّ الْمَقْتُول" الَّذِي هُوَ أَحَق بالمطالبة بدمه.

وأصل الْوَلِيِّ جَعْلُ الثَّانِي بعد الأَوَّل ِمن غير فَصْلٍ , من قَوْلهم هَذَا يَلِي ذَاكَ وَلْيًا , و"وَلّاهُ اللهُ" كَأَنَّهُ يَلِي أمرَهُ ولم يَكِلْهُ إِلَى غَيره , و"ولّاه أمرَهُ" وَكَلَهُ

إِلَيْهِ ؛ كأنه جعله بِيَدِهِ , و"تَوَلَّى أَمْرَ نَفسِهِ" قَامَ من غير وسيطة , و"وَلَّى عَنهُ" خلافُ "والى إِلَيْهِ" , و"والى بَين رمْيتين" جعلَ إِحْدَاهمَا تلِي الأخرى , وَ"الْأَوْلَى" هُوَ الَّذِي الْحِكْمَةُ إليه أَدْعَى. وَيجوز أَن يُقَال: معنى "الْوَلِيِّ" أَنه يحب الْخَيْر لوَلِيِّهِ , كَمَا أَن معنى الْعَدُوِّ أَنه يُرِيد الضَّرَرَ لعَدوِّه.

والمَوْلى على وُجُوهٍ: هُوَ السَّيِّدُ , والمملوكُ , والحليفُ , وَابْنُ العمِّ , وَالأَولَى

بالشَّيْء , والصَّاحِبُ , وَمِنْه قَول الشَّاعِر:

وَلَسْتُ بِمَوْلَى سَوْأَةٍ أُدْعَى لَهَا  ***** فَإِنَّ لِسَوْآتِ الْأُمُور مَوَالِيَا

أَي: صَاحب سوأة. وَتقولُ: "الله مولى الْمُؤمنِينَ" ؛ بِمَعْنى أَنه مُعينُهم , وَلَا يُقَال: "إِنَّهُم مواليه" ؛ بِمَعْنى أنهم مُعينو أوليائه , كَمَا تَقول "إِنَّهُم أولياؤه" بِهَذَا الْمَعْنى [ الانترنت – موقع الموسوعة الحرة - المولى (أسماء الله الحسنى) ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة التاسعة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان : المولى- الوليّ:

المولى : هو اسم من أسماء الله تعالى الحسنى. ويطلق لفظ المولى في اللغة على: المعتِق، وعلى المعتَق، وعلى الناصر، وعلى الجار، وعلى ابن العم، وعلى الحليف، وعلى القيِّم بالأمر. والقدر المشترك في هذه الاطلاقات هو القرب.

وحين يطلق (المولى) على الله عز وجل، فإن معناه: القريب من عباده [شرح أسماء الله الحسنى للرازي ص 298.]

* وقد ورد اسم (المولى) سبحانه في القرآن الكريم اثنتي عشرة مرة [المعجم المفهرس.] ثلاث مرات بلفظ (المولى) : في قوله تعالى: {وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} (الأنفال آية 40) (وإن تولوا) أي أعرضوا عن الإيمان ولم ينتهوا. (فاعلموا أن الله مولاكم) أي ناصركم ومعينكم، فثقوا بولايته ونصرته.

(نعم المولى) فلا يضيع من تولاه، (ونعم النصير) فلا يُغلب من نصره [محاسن التأويل للقاسمي الجزء الثامن ص 2297.]

ومعنى المولى هنا : سيدكم وناصركم على أعدائكم فمن والاه فاز، ومن نصره غلب [تيسير العلى القدير المجلد الثاني ص 186، وفتح القدير الجزء الثاني ص 308.]

وفي قوله تعالى: {فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} (الحج آية 78) أي وإذا خصكم بهذه الكرامة والأثرة، فاعبدوه وانفقوا مما آتاكم بالإحسان إلى الفقراء والمساكين، وثقوا به، ولا تطلبوا النصرة ولا الولاية إلا منه، فهو خير مولى وناصر [المرجع السابق الجزء الثاني عشر ص 4282.]

ومعنى المولى هنا: أي حافظكم وناصركم على أعدائكم والمتولي أموركم دقيقها وجليلها، وهو سبحانه لا مماثل له في الولاية لأموركم والنصرة على أعدائكم [تيسر العلى القدير المجلد الثالث ص 103، وفتح القدير الجزء الثالث ص 471.]

أقول: لهذا أمر سبحانه تعالى المؤمنين أن يعتصموا به جل وعلا فقال: {وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ} أي تمسكوا بدين الله وثقوا به تعالى، فلا رجاء ناجح إلا أن يكون رجاءه وحده سبحانه. وقد جاءت هذه الآية الكريمة عقب قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (الأنفال آية 39) .

والمعنى : أي يا معشر المؤمنين قاتلوا أعدائكم المشركين حتى لا يكون شرك ولا يبعد إلا الله وحده.

قال ابن عباس: الفتنة: الشرك، أي حتى لا يبقى مشرك على وجه الأرض. وقال ابن جريج: حتى لا يفتن مؤمن عن دينه [الطبري جزء 13 ص 538]

ومعنى {وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُهُ لِلَّهِ} أي تضمحل الأديان الباطلة ولا يبقى إلا دين الإسلام. واضمحلالها: يكون إما بهلاك أهلها جميعا، أو برجوعهم عنها خشية القتل [روح المعاني للألوسي جزء 9 ص 207.]

أقول : ولهذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإن قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله" [صحيح مسلم الجزء الأول ]ومعنى قوله تعالى {فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} أي فإن انتهوا عن الكفر وأسلموا فإن الله مطلع على قلوبهم، يثيبهم على توبتهم وإسلامهم، {وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ} أي وإن لم ينتهوا عن كفرهم وأعرضوا عن الإيمان فاعلموا يا معشر المؤمنين أن الله ناصركم ومعينكم عليهم، فثقوا بنصرته وولايته ولا تبالوا بمعاداتهم لكم. {نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} أي نعم الله أن يكون مولاكم، فإنه لا يضيع من تولاه، ونعم النصير لكم، فإنه لا يغلب من نصره الله [صفوة التفاسير الجزء الأول ص 504 ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة العاشرة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان : معنى المولى : الناصر

وفي قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ}

 (محمد آية 11) .ومعنى المولى هنا: أي ناصر المؤمنين [المرجع السابق –الجزء الخامس ص 32.]

أقول: فبينت هذه الآية الكريمة أن المؤمنين مولاهم الله تبارك وتعالى يدافع عنهم وينصرهم على أعدائهم، وأما الكافرون فليس لهم من يدافع عنهم ولا من ينصرهم لأنهم على باطل، وأهل الباطل لا يستأهلون نصرا، ولا يظهرهم الله عز وجل على أهل الحق.

* ومنها أربع مرات بلفظ (مولاكم) : وذلك في قوله تعالى {بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} (آل عمران آية 150) . وذلك بعد قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ}

(آل عمران آية 149) .

والمعنى: أن الله تعالى يحذر عباده المؤمنين طاعة الكافرين والمنافقين، فإن طاعتهم تورث الردى في الدنيا والآخرة، وأمرهم سبحانه بطاعته وموالاته والاستعانة به والتوكل عليه لأنه هو معينهم ناصرهم ومتولي أمورهم، ومن ثم فهو خير من يحقق لهم النصر المبين [تيسير العلى القدير المجلد الأول ص 318.]

وكذلك في مثل قوله: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ

 الْحَكِيمُ} (التحريم آية 2) . ومعنى مولاكم هنا: أي وليكم وناصركم، والمتولي

لأموركم [فتح القدير الجزء الخامس ص 250.]

وقد ذكر القاسمي في تفسيره أن المقصود بقوله: {بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ} أي فأطيعوه {وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} أي فينصركم خيرا ممن نصروكم لو نصروكم، وكيف لا يكون خير الناصرين، وهو ينصركم بغير قتال كما وعد بقوله {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ} أي الذي يمنعهم من الهجوم عليكم والإقدام على حربكم {بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ} أي بكونه إلها متصفا بصفاته ومستحقا للعبادة {سُلْطَاناً} أي حجة قاطعة تنبني عليها الاعتقادات {وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ} هي المثوى والمقر، والمأوى والمقام والعياذ بالله-. [محاسن التأويل الجزء الرابع ص 993.]-

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الحادية عشرة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

معنى المولى : الناصر{بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ} أي ناصركم

وقد أفادت الآية أن ذلك الرعب بسبب ما في قلوبهم من الشرك بالله، وعلى قدر الشرك يكون الرعب. وقد قال القاشانيّ: جعل إلقاء الرعب في قلوب الكفار مسببا عن شركهم، لأن الشجاعة وسائر الفضائل اعتدالات في قوى النفس لتنورها بنور التوحيد، فلا تكون تامة إلا للموحد الموقن في توحيده، وأما المشرك فلأنه محجوب عن منبع القدرة بما أشرك بالله من الوجود المشوب بالعدم الذي لم يكن له بحسب نفسه قوة، ولم ينزل الله بوجوده حجة، فليس إلا العجز والجبن، وجميع الرذائل.

وقال القفال : كأنه قيل: أنه وإن وقعت لكم هذه الواقعة في يوم أُحُد، إلا أن الله تعالى سيلقى الرعب منكم بعد ذلك في قلوب الكافرين حتى يقهر

الكفار، ويظهر دينكم على سائر الأديان، وقد فعل الله ذلك حتى صار دين الإسلام قاهراً لجميع الأديان والملل.. وفي حديث جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أعطيتُ خمساً لم يعطهنَّ أحدٌ من الأنبياء قبلي: نُصرتُ بالرعب مسيرة شهر، وجُعلتْ لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأيما رجلٍ من أمتي أدركته الصلاة فليصلِّ، وأُحِلَّتْ لي الغنائم، وكان النبيُّ يُبعثُ إلى قومه خاصةً وبُعثتُ إلى الناس كافةً، وأعطيتُ الشفاعة" [صحيح البخاري الجزء الثامن كتاب الصلاة ص 56.]

ثم أخبر أنه صدقهم وعده في النصر على عدوه، وهو الصادق الوعد، وأنهم لو استمروا على الطاعة، ولزموا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، لاستمرت نصرتهم، ولكن انخلعوا عن الطاعة، وفارقوا مركزهم، ففارقهم النصر على عدوهم عقوبةً وابتلاءً، وتعريفاً لهم بسوء عواقب المعصية، وحسن عاقبة الطاعة، بقوله {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ} [المرجع السابق ص 994.]

وفي قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ} (محمد آية 11) .ومعنى مولاهم : أنه هو سبحانه الذي يتولاهم فيدافع عنهم وينصرهم على أعدائهم.

وقد جاءت الآية المذكورة بعد قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا} (محمد آية 10) .

والآيتان مرتبطتان، ومعناهما: أفلم يَسِرْ المشركون بالله المكذبون لرسوله

 فينظروا كيف عاقب الله الذين من قبلهم بتكذيبهم وكفرهم ونجى المؤمنين

من بين أظهرهم، ولذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين يوم فرغوا من وقفة أحد أن يجيبوا أبا سفيان لما قال لهم: لنا العزى ولا عزى لكم فيقولون: "الله مولانا ولا مولى لكم" [تيسير العلى القدير المجلد الأول ص 58، 59.]

وقال الإمام الشوكاني في معنى الآيتين: أي ألم يسيروا في أرض عاد وثمود وقوم لوط وغيرهم ليعتبروا، فينظروا كيف كان آخر أمر الكافرين قبلهم، فإن آثار العذاب في ديارهم باقية، إذ أهلكهم الله واستأصلهم، ثم توعد سبحانه مشركي مكة بأن لهؤلاء الكافرين أمثال عاقبة من قبلهم من الأمم الكافرين،

وذلك سببه أنه تعالى ناصر المؤمنين، وأن الكافرين لا ناصر يدفع عنهم.

ثم بين سبحانه وتعالى مظهر ولايته للمؤمنين يوم القيامة في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَار}

(محمد آية/12) وبين في مقابلة ذلك عدم ولايته للكافرين ومظهر ذلك في الدنيا والآخرة في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ} (محمد آية 12) أي أن الكفار ليس لهم همٌ في دنياهم إلا الانكباب على الأكل والتمتع في الدنيا، لا هم لهم إلا ذلك، ولهذا ثبت في الصحيح قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "المؤمن يأكل في معًى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء"أي كأن له سبعة أمعاء كناية على كثرة أكله. ويوم القيامة النار تكون جزاء لهم [تيسير العلى القدير المجلد الأول ص 59.]

أقول: أن لا شك أن ولاية الله تعالى لعباده المؤمنين تسعدهم بالحياة الطيبة في الدنيا، وبدار الكرامة جنات عدن في الآخرة. فهنيئًا لمن بلغ هذه الدرجة الرفيعة فكان الله مولاه.

* ومنها مرتان بلفظ (مولانا) : وذلك في قوله تعالى: {أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا

عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (البقرة آية 286) . أي أنت وليُّنا وناصرنا، وعليك توكلنا وأنت المستعان وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك، فانصرنا على القوم الكافرين الذين جحدوا دينك، وأنكروا وحدانيتك، ورسالة نبيك، وعبدوا غيرك، فانصرنا عليهم، واجعل لنا العاقبة عليهم في الدنيا والآخرة. قال الله: "نعم". وفي الحديث الذي رواه مسلم عن ابن عباس: قال الله: "قد فعلت" [تيسير العلى القدير المجلد الأول ص 249.]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانية عشرة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان : معنى: (أنت مولانا)

قال الإمام الشوكاني في معنى قوله تعالى: (أنت مولانا) : أي ولينا وناصرنا، وخرج هذا مخرج التعليم كيف يدعون. وقيل معناه: أنت سيدنا ونحن عبيدك. وذكر في معنى قوله: {فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} : أي من حق المولى أن ينصر عبيده، وأن المراد عامة الكفرة، وأن في هذا إشارة إلى إعلاء كلمة الله في الجهاد في سبيله [فتح القدير الجزء الأول ص 308.]

أقول: وبمناسبة ذكر آخر آية من سورة البقرة، أود أن أذكر بأن هناك عددا من الأحاديث نصت على الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، منها ما أخرجه الإمامان مسلم. والنسائي واللفظ له عن ابن عباس قال: "بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعنده جبريل، إذ سمع نقيضا، فرفع جبريل بصره فقال: هذا باب قد فتح من السماء ما فتح قط، قال: فنزل منه ملك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك. فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ حرفاً منهما إلا أوتيته".

وأخرج الحاكم وصححه البيهقي في الشعب عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه تحت العرش. فتعلموهما، وعلموهما نسائكم وأبنائكم، فإنهما صلاة وقرآن ودعاء".

وروى الشيخان وأهل السنن وغيرهم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه" [فتح القدير الجزء الأول ص 309، 310.]

وكذلك في قوله تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى

اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (التوبة آية 51) . وذلك بعد قوله تعالى: {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ} (التوبة 50) .

ومعنى الآيتين: أن الله تعالى يُعْلِمُ رسوله محمدا صلى الله عليم وآله وسلم بعداوة هؤلاء له لأن أيَّ حسنة تصيبه هو وأصحابه تسوؤهم، وأن أيَّ مصيبة تصيبه يقولون لقد احترزنا من متابعته من قبل هذا، ويتولون وهم فرحون بما أصابه. فأرشد الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم إلى جوابهم بأن يقول لهم: إننا تحت مشيئة الله تعالى وقدره، فما يصيبنا كله مقدر علينا، فهو سبحانه مولانا أي سيدنا وملجؤنا، ونحن متوكلون عليه وهو حسبنا ونعم الوكيل [تيسير العلى القدير المجلد الثاني ص 237، 238.]

* ومنها مرة بلفظ (مولاه) وذلك في قوله تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} (التحريم آية 4) والخطاب في هذه الآية الكريمة موجه إلى أميّ المؤمنين عائشة وحفصة رضي الله عنهما، أي إن تتوبا إلى الله تعالى مما تظاهرتما به على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد مالت قلوبكما إلى الحق. وقد روى الإمام مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه وسلم نساءه دخلتُ المسجدَ فإذا الناس ينكتون بالحصى، ويقولون: طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، وذلك قبل أن يأمر بالحجاب، فقلت: لأعلمنَّ ذلك اليوم، فذكر الحديث في دخوله على عائشة وحفصة ووعظه إياهما إلى أن قال: فدخلت فإذا أنا برباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم على أسكفة المشربة، فناديت، فقلت: يا رباح استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى أن قال: فقلت: يا رسول الله ما يشق عليك من أمر النساء، فإن كنت طلقتهن فإن الله معك، وملائكته، وجبريل، وميكال، وأنا، وأبو بكر، والمؤمنون معك. وقلما تكلمت –وأحمدُ الله- بكلام إلا رجوتُ أن يكون الله يُصدقُ قولي، فنزلت هذه الآية: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنّ} {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} فقلت: أطلقتهن؟ قال: "لا"، فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي: لم يطلق نساءه، ونزلت هذه الآية: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُم}.......

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثالثة عشرة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

معنى قوله تعالى: {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} (يونس آية 30) .

ومعنى هذه الآية الكريمة أنه في موقف الحساب يوم القيامة تخبر كل نفس

وتعلم ما سلف من عملها خيرا كان أو شرا، ورجعوا في جميع أمورهم إلى

الله مولاهم الحكم العدل ففصلها، وأدخل أهل الجنةِ الجنةَ، وأهل النارِ النارَ، وتخلى عن المشركين ما كانوا يعبدون من دون الله افتراء عليه، سبحانه عما يشركون [تيسير العلي القدير المجلد الثاني ص 297، 298.]

وقال الإمام الشوكاني في معنى هذه الآية الكريمة: أنه في ذلك المكان وفي ذلك الموقف تبلو أي تذوق وتختبر كل نفس جزاء ما أسلفت من العمل، وعلى قراءة (نبلو) بالنون، أن الله تعالى يبتلي كل نفس ويختبرها، بمعنى أنه يعاملها معاملة من يختبرها ويتفقد أحوالها، ورد المشركين بعد ذلك إلى الله مولاهم الحق أي إلى ربهم الصادق الربوبية دون ما اتخذوه من المعبودات الباطلة، وضاع وبطل ما كانوا يفترون، من أن الآلهة التي لهم حقيقة بالعبادة لتشفع لهم إلى الله وتقربهم إليه.

ثم قال الإمام الشوكاني: وأخرج أبو الشيخ عن السدّي في قوله: {وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ} قال: نسخها قوله: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ} محمد/ 11 [فتح القدير الجزء الثاني ص 440.]

الولي : هو اسم من أسماء الله تعالى الحسنى. ومعنى الولي الناصر، وهو

على وزن فعيل على صيغة المبالغة بمعنى فاعل، أي إنه عظيم النصر لعباده

المؤمنين. وقد ورد هذا الاسم الكريم في القرآن الكريم أربع عشرة مرة [المعجم المفهرس.] منها خمس مرات بلفظ "وليِّ"بالرفع، وذلك في قوله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (البقرة آية 257) .

والوليّ هنا هو الناصر لمن وليهم وهم المؤمنون ومعنى الآية الكريمة أنه

سبحانه يهدي المؤمنين الذين اتبعوا رضوانه سبل السلام، ويخرجهم من ظلمات الكفر والشك والريب إلى نور الحق الواضح الجلي السهل، وأما الكافرون فوليهم الشيطان يزين لهم ما هم فيه من الجهالات والضلالات، ويخرجهم ويحيد بهم عن طريق الحق إلى الكفر والإفك، فكانوا من أصحاب النار هم فيها خالدون. ولهذا وحَّدَ الله تعالى لفظ "النور"لأن الحق واحد، وجمع "الظلمات"لأن الكفر أجناس كثيرة وكلها باطلة [تيسر العلي القدير المجلد الأول ص 222.]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الرابعة عشرة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

معنى قوله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا}

وقال الإمام الشوكاني في معنى قوله تعالى {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} أن الوليّ فعيل بمعنى الفاعل وهو الناصر، وأن قوله {يُخْرِجُهُمْ} تفسير للولاية.

أقول: أي أنه سبحانه لما ولي أمر المؤمنين كان من مظاهر ولايته لهم أنه يتولى إخراجهم من الظلمات إلى النور.

ويقول الإمام الشوكاني: أن المراد بقوله {الَّذِينَ آمَنُوا} أي أرادوا الإيمان، لأن من وقع منه الإيمان قد خرج من الظلمات إلى النور، إلا أن يراد بإخراج المؤمنين من الظلمات إخراجهم من الشُبه التي تعرض لهم، فلا يحتاج إلى تقدير الإرادة.

ثم قال الشوكاني أن المراد بالنور في قوله {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} ما جاء به أنبياء الله من الدعوة إلى الدين، فإن ذلك نور للكفار أخرجهم أولياؤهم عنه إلى ظلمة الكفر: أي قررهم أولياؤهم على ما هم عليه من الكفر بسبب صرفهم عن إجابة الداعي إلى الله من الأنبياء، ثم قال: وقيل: المراد بالذين كفروا هنا: الذين ثبت في علمه تعالى كفرهم يخرجهم أولياؤهم من الشياطين ورؤوس الظلال من النور الذي هو فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها إلى ظلمات الكفر التي وقعوا فيها بسبب ذلك الإخراج [فتح القدير الجزء الأول ص 276.]

ومثل قوله تعالى: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} (آل عمران آية 68) .

ومعنى أن الله ولي المؤمنين، أي أنه يتولى أمر المؤمنين جميعا بما فيهم أنبياؤه ورسله [تيسر العلي القدير المجلد الأول ص 281.]

أقول: ومن ثم فكل مؤمن لا ولي له إلا الله جل جلاله، يفوض له كل أمره، ليصرفه سبحانه بما يصلح لعبده المؤمن.

ومعنى هذه الآية الكريمة: أن أحق الناس بإبراهيم عليه السلام أولئك الذين اتبعوه على دينه في حينه. وكذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وصحابته الذين تبعوهم بإحسان. وقد روى سعيد بن منصور -بسنده- عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لكل نبي ولاة من النبيين، وإن ولي منهم أبي وخليل ربي عز وجل إبراهيم عليه السلام". ثم قرأ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ... } [المرجع السابق المجلد الثالث ص 573.]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الخامسة عشرة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

معنى قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي

الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (الشورى آية 9) .

والوليّ هنا معناه: أنه متولي شؤون خلقه، فهو وحده القادر على إحياء الموتى: وهو كذلك القادر على كل شيء، فإذا أراد شيئا كان قوله له: كن، فيكون، ولا يملك ذلك إلا هو سبحانه وتعالى.

ومعنى هذه الآية الكريمة: أن الله تعالى ينكر على المشركين اتخاذهم آلهة من دون الله، ويخبر أنه هو الولي الحق الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده، فإنه

القادر على إحياء الموتى، وهو على كل شيء قدير [تيسير العلي القدير

المجلد الثالث ص 565.]

ويقول الإمام الشوكاني في معنى قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} أي بل اتخذ الكافرون من دون الله أولياء من الأصنام يعبدونها؟ وذلك تقدير لانتفاء كون للظالمين ولياً ونصيراً. وفي قوله تعالى: {فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ} أي هو الحقيق بأن يتخذوه ولياً، فإنه الخالق، الرّازق، الضار، النافع. وقال: وقبل: الفاء جواب شرط محذوف: أي إن أرادوا أن يتخذوا وليا في الحقيقة فالله هو الوليّ، وفي قوله تعالى: {وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

 أي ومن شأنه تعالى أنه يحي الموتى، ويقدر على كل مقدور، فهو الحقيق بتخصيصه بالألوهية، وإفراده بالعبادة [فتح القدير -الجزء الرابع ص 527.]

ويقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في معنى الآية ذاتها: أن الظالمين لأنهم لا يصلحون لصالح، فقد حرموا من الرحمة، فما لهم من دون الله من ولي يتولاهم فيحصل لهم المحبوب، ولا نصير يدفع عنهم المكروه. وأن الذين اتخذوا من دونه أولياء يتولونهم بعبادتهم إياهم فقد غلطوا أقبح غلط، فالله هو الولي الذي يتولاه عبده بعبادته وطاعته والتقرب إليه بما أمكن من أنواع التقربات، ويتولى عباده عموما بتدبيره ونفوذ القدر فيهم، ويتولى عباده المؤمنين خصوصاً بإخراجهم من الظلمات إلى النور، وتربيتهم بلطفه، وإعانتهم في جميع أمورهم [تيسير الكريم الرحمن الجزء السابع ص 94.]

ومثل قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} (الشورى آية 28) . ومعنى الولي الحميد هنا: المتصرف وحده بخلقه بما ينفعهم في دنياهم وأخراهم، وهو المحمود العاقبة في جميع ما يقدر ويفعله.                                                                 ومعنى هذه الآية الكريمة: أن الله تعالى ينزل المطر من بعد يأس الناس من نزوله، وينزل عليهم وقت حاجتهم كقول عز وجل: {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ} (الروم/ 49) وإنزاله سبحانه المطر رحمة يعم بها من ينزل عليهم، ذلك بأنه جل وعلا هو وحده المتصرف بخلقه بكل ما ينفعهم في دنياهم وأخراهم وهو المستحق الحمد في كل أقداره وأفعاله [المرجع السابق المجلد الثالث ص 573.][ الأنترنت –موقع المكتبة الشاملة- مفهوم الأسماء والصفات - كتاب مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة [مجموعة من المؤلفين ،وفضيلة الشيخ/ سعد ندا المدرس بالجامعة الإسلامية ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السادسة عشرة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*«المولى» رب العالمين الميسر لعباده سبل الرزق والخير :

    إن الله عز وجل يتولى عباده المؤمنين بالرعاية وبالتربية والمعالجة وهو المولى، والرب والملك، وهو المأمول منه النصر والمعونة، لأنه المالك لكل شيء، وهو الذي سمى نفسه عز وجل بهذا الاسم كما جاء في القرآن الكريم.

    وورد اسم «المولى» سبحانه في كتاب الله العظيم اثنتي عشرة مرة فقال سبحانه: «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون» «التوبة:51» وقال: «فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير» «الحج:78» وقال سبحانه وتعالى: «وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير» «الأنفال:40» وقال عز وجل: «ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم» «محمد:11»،

 وعند البخاري أن أبا سفيان قال يوم أحد: إن لنا العزى ولا عزى لكم،

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا تجيبوا له؟ قالوا: يا رسول الله ما نقول؟ قال: قولوا الله مولانا ولا مولى لكم. والسراء والضراء ويقول العلماء إن المولى سبحانه هو من يركن إليه الموحدون ويعتمد عليه المؤمنون في الشدة والرخاء والسراء والضراء ولذلك خص الولاية بالمؤمنين، والله جعل ولايته للموحدين مشروطة بالاستجابة لأمره، والعمل في طاعته وقربه، والسعي إلى مرضاته وحبه، والمولى معناه المأمول منه النصر والمعونة لأنه الملك، ولا ملجأ للمملوك إلا لمالكه وهو خالق الخلق ورازقهم وباعثهم ومالكهم.

والله سبحانه وتعالى هو مولى الذين آمنوا وسيدهم وناصرهم على أعدائهم فنعم المولى ونعم النصير، الذي يتولى عباده ويوصل إليهم مصالحهم، وييسر لهم منافعهم الدينية والدنيوية ونعم النصير الذي ينصرهم ويدفع عنهم كيد الفجار وتكالب الأشرار، ومن كان الله مولاه وناصره فلا خوف عليه ومن كان الله عليه فلا عز له ولا تقوم له قائمة.

دعاء المؤمنين المولى هو من تحتمي به عند الشدة والرخاء وفي السراء

والضراء وهذه من ولاية الخصوص فالله سبحانه هو مولى المؤمنين فيدبرهم

بحسن تدبيره فنعم المولى لمن تولاه فحصل له مطلوبه ونعم النصير لمن استنصره فدفع عنه المكروه، وقال عز وجل: «بل الله مولاكم وهو خير الناصرين» ومن دعاء المؤمنين لربهم تبارك وتعالى ما أخبر الله عنهم بقوله: «أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين» أي أنت ولينا وناصرنا وعليك توكلنا وأنت المستعان وعليك التكلان ولا حول ولا قوة لنا إلا بك وقال عز وجل: «إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين» وقال: «قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم» وحين يطلق اسم «المولى» على الله عز وجل، فإن معناه القريب من عباده.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السابعة عشرة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*إن المؤمنين مولاهم الله تبارك وتعالى يدافع عنهم وينصرهم على أعدائهم، وأما الكافرون فليس لهم من يدافع عنهم ولا من ينصرهم لأنهم على باطل، وأهل الباطل لا يستأهلون نصراً، ولا يظهرهم الله عز وجل على أهل الحق وأمر الله المؤمنين بطاعته وموالاته والاستعانة به والتوكل عليه لأنه هو معينهم وناصرهم ومتولي أمورهم، ومن ثم فهو خير من يحقق لهم النصر المبين ؛ الحياة الطيبة .

وذكر الإمام الشوكاني أن ولاية الله تعالى للمؤمنين بإدخالهم جنات تجري من تحتها الأنهار، وفي بيان معنى الجزء الخاص بالكافرين أنهم يتمتعون بمتاع الدنيا وينتفعون به كأنهم أنعام ليس لهم هم إلا بطونهم وفروجهم، ساهون عن العاقبة، لاهون بما هم فيه، والنار مقام لهم يقيمون به، ومنزل ينزلونه ويستقرون فيه ولا شك أن ولاية الله تعالى لعباده المؤمنين تسعدهم بالحياة الطيبة في الدنيا، وبدار الكرامة جنات عدن في الآخرة، فهنيئاً لمن بلغ هذه الدرجة الرفيعة فكان الله مولاه ثم بعد الحشر ترد الخلائق إلى الله مولاهم الحق أي مالكهم الذي يلي أمورهم فيحكم فيهم بعدله، وهو أسرع الحاسبين لكونه لا يحتاج إلى ما يحتاجون إليه من الفكر والروية والتدبر.

وفي موقف الحساب يوم القيامة تخبر كل نفس وتعلم ما سلف من عملها

خيراً كان أو شراً، ورجعوا في جميع أمورهم إلى الله مولاهم الحكم العدل ففصلها، وأدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، وتخلى عن المشركين ما كانوا يعبدون من دون الله افتراء عليه.

ومن نعم الله الكبرى أن يكون الله عز وجل ولينا، نعم المولى، فهو عليم، حكيم، قدير، يلبي فهو موجود وسميع، وقدير ورحيم، وهذا الاسم «المولى» من أقرب الأسماء للإنسان، ولي أمرك، يتولى شؤونك، ينعم أو يقتر، يرفع ويخفض، يملأ قلبك طمأنينة، أو خوفاً، يتولى أمر الجسم والنفس، وأمر المستقبل والإيمان، والعقيدة. وأيضاً فإن هذا الاسم من أقرب الأسماء للإنسان، لأن الإنسان عنده نقاط ضعف ثلاث خلق هلوعاً، وكان عجولاً، وخلق ضعيفاً، ونقاط الضعف تستوجب أن يكون له سند قوي يلجأ إليه، يحتمي به ويستعيذ، يتوكل ويعتمد عليه، وهذا هو التوحيد، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد. [ الأنترنت – موقه صحيفة الإتحاد - «المولى» رب العالمين الميسر لعباده سبل الرزق والخير - أحمد مراد (القاهرة) -]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثامنة عشرة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*دلالة الاسم على أوصاف الله :

اسم الله المولى يدل على ذات الله العليا وعلى صفة الولاية الخاصة بدلالة المطابقة، وعلى أحدهما بالتضمن، فالولاية التي دل عليها اسمه المولى تكون لبعض خلقه دون بعض كما قال تعالى: }} الله وَلِيُّ الذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى

 الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ { [البقرة:257]

واسم الله المولى يدل باللزوم على الحياة والقيومية والسمع والبصر والعلم والقدرة والعدل والحكمة والعزة والرحمة والسيادة والأحدية والغنى والصمدية، وغير ذلك من أوصاف الكمال و الجلال..[ الأنترنت – موقع ستار تايمز ]

*الدعاء باسم الله المولى دعاء مسألة :

ورد دعاء المسألة باسم الله المولى مقيدا بالإضافة في قوله تعالى عن

المؤمنين: } رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِل عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا

حَمَلتَهُ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ { [البقرة:286]، وقوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: } قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ الله لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ { [التوبة:51].

وروى النسائي وصححه الألباني من حديث زيد بن الأرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( اللهمَّ إني أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، اللهمَّ آتِ نفسي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا، اللهمَّ إني أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ وَعِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ وَدَعْوَةٍ لاَ يُسْتَجَابُ لَهَا ) وعند ابن ماجة وصححه الألباني من حديث البراء بن عازب رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في دعائه لعلي بن أبي طالب : ( اللهمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، اللهمَّ عَادِ مَنْ عَادَاهُ ) فدعاء العبادة هو أثر الإيمان بالاسم في سلوك العبد فيجاهد نفسه في طاعة مولاه فلا يعصي له أمرا ولا يرد له خبرا. [ الأنترنت – موقع ستار تايمز ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة التاسعة عشرة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*منهج فهم معاني الأسماء الحسنى والتعبد بها  - الولي والمولى :

المسلك الأول: قال الراغب الأصفهاني: الولاء والتوالي يطلق على القرب، من حيث المكان، ومن حيث النسب، ومن حيث الدين، ومن حيث الصداقة، ومن حيث النصرة، ومن حيث الاعتقاد، والولاية النصرة، والولاية تولي الأمر.. ا.هـ، فالولي في اللغة هو الذي يلي غيره بحيث يكون

قريبًا منه بلا فاصل.

المسلك الثاني: دل هذا الاسم على اسم الولي وعلى اتصاف الله بصفة الولاية بالمطابقة، وعلى الاسم وحده وصفة وحدها بدلالة التضمن، وهو من أسماء الأفعال، وصفة الولاية على نوعين:

أ‌- ولاية عامة: تقتضي الخلق والرزق والإحاطة، ومنها قوله تعالى ﴿ ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ﴾ (62) سورة الأنعام.

ب‌- وولاية خاصة: تقتضي الهداية والتوفيق ﴿ اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم

مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ ﴾ (257) سورة البقرة، وتقتضي النصرة والتأييد كما في قوله تعالى ﴿ بَلِ اللّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ﴾ (150) سورة آل عمران، وتقتضي المحبة، قال تعالى ﴿ إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ﴾ (196) سورة الأعراف، وتؤدي كذلك الاطمئنان والسعادة في الدنيا والآخرة ﴿ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ (62) سورة يونس.

المسلك الثالث: دل هذا الاسم على تنزيه الله تعالى أن يكون في ولاية

أحد له ما يقتضي الذل، قال تعالى ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾ (111) سورة الإسراء، قال الحسن بن الفضل: يعني لم يذل فيحتاج إلى ولي ولا ناصر لعزته وكبريائه.[ عن تفسير القرطبي 10 /299.]

المسلك الرابع: مما ذكره أهل العلم في شرح هذا الاسم: ما نقله الثعالبي في تفسيره عن القشيري قال: اسمه تعالى الولي هو المتولي لأحوال عباده،[ من تفسيره 4 /110 ]

وقال البيهقي: الولي هو الناصر، وقيل المتولي للأمر القائم به،[ الاعتقاد/62 ]

قال الزجاج: وهو يتولى يوم الحساب ثوابهم وجزاءهم.[ تفسير أسماء الله الحسنى/55.]

المسلك الخامس: تعلق هذا الاسم بولاية الله العامة على مخلوقاته في خلقهم ورزقهم قال تعالى ﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ

يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ ﴾ (14) سورة الأنعام، وذكرت ولاية الله لعباده في مواضع هم أشد حاجة وتعلق فيها بخالقهم ورازقهم، قال سبحانه{وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} (28) سورة الشورى.

وتعلق ولايته الخاصة بعباده المؤمنين ﴿ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ

وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ (68) سورة آل عمران، وبعباده المتقين: ﴿ إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئًا وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ (19) سورة الجاثية.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة العشرون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*منهج فهم معاني الأسماء الحسنى والتعبد بها  - الولي والمولى :

المسلك السادس: اقترن هذا اسم الله الولي باسم الله النصير كثيرًا، ومنه قوله تعالى ﴿ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا ﴾ (45) سورة النساء؛ لأن ولاية الله الخاصة تقتضي نصرة أوليائه، واقترن كذلك باسم الله الحميد ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ (28) سورة الشورى، لتدل على وجوب شكر الله وحمده على توليه لعباده، واقترن أيضًا باسمين عظيمين في قوله تعالى ﴿ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ (2) سورة التحريم، فهي ولاية علم محيط وحكمة بالغة.

المسلك السابع: هذا الاسم من مجموعة الأسماء التي تدل على رحمة الله بعباده ورعايته لهم كالرحيم واللطيف، وهو أيضًا على المعنى العام من مجموعة أسماء الخالق والبارئ والرازق والمحيي ونحوها.

المسلك الثامن: العبد قد يسمى بهذا الاسم، كما في قوله تعالى ﴿ اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ﴾

 (3) سورة الأعراف، لكن شتان بين ولاية الله وولاية من سواه، قال تعالى ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا

وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ (41) سورة العنكبوت، قال الشوكاني: لا بيت أضعف منه مما يتخذه الهوام بيتًا ولا يدانيه في الوهى والوهن شيء من ذلك،[ فتح القدير 4 /290.]  

فالولي الحقيقي المستحق للولاية هو الله وحده ﴿ أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ (9) سورة الشورى، ولا يستحق أحدًا الولاية إلا بقدر ولايته لله تعالى ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾

 (55) سورة المائدة.

المسلك التاسع: كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يتعبد الله بذكر هذا الاسم والتعلق بمقتضاه، وفي البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة حينما قال لهم أبو سفيان: لنا العُزى ولا عُزى لكم، فقال: " قولوا الله مولانا ولا مولى لكم".

• وكان من أذكاره صلى الله عليه وسلم عند نومه أن يتوجه إلى ربه بمقتضى هذا الاسم:" اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، قال صلى الله عليه وسلم : فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به"، متفق عليه.

المسلك الحادي عشر: ينبغي علينا أن نحرص على أن نتعبد الله تعالى بهذا الاسم من خلال:

 التوسل لله تعالى بهذا الاسم الكريم، كما دعا يوسف عليه السلام الدعاء: ﴿ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ

السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي

 بِالصَّالِحِينَ ﴾ (101) سورة يوسف، وكما دعا موسى عليه السلام: {أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} (155) سورة الأعراف، ومن دعاء المؤمنين أن يتولاهم الله بولايته:﴿ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ (286) سورة البقرة.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الواحدة والعشرون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*منهج فهم معاني الأسماء الحسنى والتعبد بها  - الولي والمولى :

• ومن دعاء النبي متوسلاً بهذا الاسم ما رواه أنس رضي الله عنه قال:

كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يا ولي الإسلام وأهله مسكني بالإسلام – وفي رواية ثبتني - حتى ألقاك عليه"، وما رواه زيد بن أرقم: "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر، وفتنة الدجال، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها"، وعن الحسن بن علي قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر:" اللهم اهدنا فيما هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت"،[رواه أحمد ولفظه له والترمذي وحسنه.]

• تعظيم الله تعالى بتعبيد الأسامي لله بهذا الاسم وذكره بهذا الاسم وخصوصًا عند وجود مقتضاه، والثناء على الله به: ﴿ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ (40) سورة الأنفال.

• القيام بما يقتضيه هذا الاسم ومن ذلك:

• الازدياد من الإيمان وتقوية جانبه في النفوس، ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ﴾ (11) سورة محمد.

• الإكثار من العمل الصالح ليدخل في ولاية الله: ﴿ لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ

رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ (127) سورة الأنعام، وفي حديث

الولي الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول الله تعالى: "من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، وإن استعاذني لأعيذنه"، أي يحفظه ويسدده في جوارحه ويتولاه بمعيته الخاصة.

• الاعتصام بأمر الله ولزوم شرعه ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ (78) سورة الحج، قال ابن القيم رحمه الله: أي متى اعتصمتم به تولاكم ونصركم على أنفسكم وعلى الشيطان، وهما العدوان اللذان لا يفارقان العبد، وعداوتهما أضر من عداوة العدو الخارج، فالنصر على هذا العدو أهم، والعبد إليه أحوج، وكمال النصرة على العدو بحسب كمال الاعتصام بالله.[ مدارج السالكين 1 /180.]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانية والعشرون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*منهج فهم معاني الأسماء الحسنى والتعبد بها  - الولي والمولى :

• ويتبع ذلك الشعور بآثار هذا الاسم عند تحصيل ما أمر الله به مما سبق، فيستشعر:

• الطمأنينة والراحة النفسية؛ لأنه ممن تولاه الله، ﴿ قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ (51) سورة التوبة.

• ويثق بروح الله ونصره للمؤمنين،  إذا تداهمت الكروب، ﴿ إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ (122).

• ألا يخاف من أعداء الله مهما كان عددهم وعدتهم، ﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ (175) سورة آل عمران.

• وليحذر مما ينافي تولي الله تعالى والمؤمنين، ومن ذلك:

• أن يتبع غير منهاج الله ويعتز بغير شرعه، قال تعالى: ﴿ وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ

اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ﴾ (120) سورة البقرة.

• أن يتولى أعداء الدين فيحبهم وينصرهم على المؤمنين، ﴿ لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ ﴾ (28) سورة آل عمران.

• أن يصر على السيئات ولا يحدث للذنوب توبة، ﴿ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ

بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا ﴾ (123) سورة النساء.

المسلك الثاني عشر: أن نتخلق بأخلاق الولاية لكل مؤمن، فنتولى أولياء الله، وعلى قدر ولاية العبد لله تكون ولايتنا له، كما قال تعالى ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ (55) سورة المائدة، وتكون لهم المحبة والأخوة والنصرة للمؤمنين حيثما كانوا، ﴿ وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا

وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا ﴾ (75) سورة النساء.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثالثة والعشرون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*منهج فهم معاني الأسماء الحسنى والتعبد بها  - الولي والمولى :

• وإنما يتولى المؤمن المؤمنين بالتزام توجيه الله في مثل هذه الآية الكريمة، ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ﴾ هذا هو همهم ﴿ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ﴾ هذا هو عملهم ﴿ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ هذا هو مناهجهم ﴿ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ (71) سورة التوبة، وليتولى المؤمن إخوانه فليحرص على الإحسان إليهم ومعاملتهم بالجميل، ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ (34) سورة فصلت، وفي حديث عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن من عباد الله لأناسًا ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله، قالوا: يا رسول الله تخبرنا من هم؟ قال:" هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى نور، لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس، وقرأ الآية: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾، رواه أبو داود.

• وفي المقابل فإن المؤمن يتبرأ من كل الولاءات لغير لله ويتبرأ من كل الروابط إذا خالفت الدين: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ (23) سورة التوبة، وفي الحديث المتفق عليه عن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إن آل فلان ليسوا لي بأولياء، إنما وليي الله وصالح المؤمنين، ولكن لهم رحم أبلها ببلالها".

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الرابعة والعشرون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

المسلك الثالث عشر: أن نقوي أمر توحيد الله في أنفسنا وأن نعظم مقام

إفراد الله عز وجل بالتوجه والوجهة، ومن هنا تتقرر جوانب لتقوية التوحيد والإيمان بالله من خلال هذا الاسم تتمثل في عدة جوانب، فيخاف المؤمن أن يتولاه غير مولاه وخالقه فيهلك ويخسر دنياه وأخراه، ﴿ وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ (51) سورة الأنعام، فدلائل ولاية الله وتوليه لعباده في نفس المؤمن وفيما يرى في ملكوت سبحانه كثيرة تزيد إيمانه وتوليه لربه وكفره بمن سواه، ﴿ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ (16) سورة الرعد.

[الأنترنت – موقع الألوكة - منهج فهم معاني الأسماء الحسنى والتعبد بها -  الولي والمولى - د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري ]

*ما الفرق بين الولي والمولى ، وبين الولي والنصير ؟

   إن الولي يجري في الصفة على المعان والمعين تقول الله ولي المؤمنين أي

 معينهم، والمؤمن ولي الله أي المعان بنصر الله عزوجل، ويقال أيضا المؤمن

 ولي الله والمراد أنه ناصر لاوليائه ودينه، ويجوز أن يقال الله ولي المؤمنين بمعنى أنه يلي حفظهم وكلاء‌تهم كولي الطفل المتولي شأنه، ويكون الولي على وجوه  منها :

ولي المسلم الذي يلزمه القيام بحقه إذا احتاج إليه، ومنها الولي الحليف المعاقد، ومنها ولي المرأة القائم بأمرها، ومنها ولي المقتول الذي هو أحق بالمطالبة بدمه.وأصل الولي جعل الثاني بعد الاول من غير فصل من قولهم هذا يلي ذاك وليا وولاه الله كأنه يلي أمره ولم يكله إلى غيره، وولاه أمره وكله إليه كأنه جعله بيده وتولى أمر نفسه قام به من غير وسيطة وولي عنه خلاف والى إليه ووالى بين رميتين جعل إحداهما تلي الاخرى والاولى هو الذي الحكمة إليه أدعى، ويجوز أن يقال معنى الولي أنه يحب الخير لوليه كما أن معنى العدو أنه يريد الضرر لعدوه.

والمولى على وجوه هو السيد والمملوك والحليف وإبن العم والاولى بالشئ والصاحب

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الخامسة والعشرون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*ما الفرق بين الولي والمولى ، وبين الولي والنصير ؟

اسم الله " الولي ، المولى " جل جلاله الوَلْي : القرب والدنو ، والولاية : السلطان، والوَلاية والوِلاية: النُّصرة . المولى : الله - جل شأنه - مولى الخلق أجمعين بمعنى أنه سيدهم ومالكم وخالقهم ومعبودهم الحق كما في قوله تعالى: { ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} من آثار الإيمان بهذا الاسم الكريم: لما كان من معاني (المولى) المعنى الذي يدخل فيه الكافر والمؤمن بمعنى أنه سيد المخلوقات ومالكهم ومعبودهم الحق، فإن الإيمان بهذا الاسم الكريم يثمر : محبة الله - عز وجل - وإفراده وحده سبحانه بالعبادة ونفيها عما سواه.

ولاية المحبة والتوفيق والنصرة فهي بهذا المعنى خاصة بالمؤمنين المتقين، وهي بهذا المعنى تثمر : في قلوب أولياء الله الطمأنينة والثقة في نصرته سبحانه وكفايته وصدق التوكل عليه سبحانه قال الله - عز وجل -: { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} وهذا يثمر : اليقين بذهاب الكفار وقطع دابرهم وإن ظهروا في وقت ما لحكمة فنهايتهم إلى ذهاب لأنهم مقطوعو الصلة بالله عز وجل.

السعي إلى نيل ولاية الله - عز وجل - والاتصاف بصفات أوليائه المتقين

 وذلك بتحقيق عبوديته سبحانه وتقواه والتقرب إليه بالعمل الصالح فبهذا

تنال ولاية الله تعالى كما قال سبحانه: { أَلَا إِن أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ

 وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ .. الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } وقوله - عز وجل -:

{ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } اللهم اجعلنا من أوليائك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ..[ الأنترنت – موقع المعاني ]

* الفرق بين الولي والنصير:

 إن الولاية قد تكون بإخلاص المودة، والنصر تكون بالمعونة والتقوية وقد

لا تمكن النصرة مع حصول الولاية فالفرق بينهما بيّن.

- الفرق بين الولاية والعمالة: أن الولاية أعم من العمالة وذلك أن كل من ولي

شيئا من عمل السلطان فهو وال فالقاضي وال والامير وال والعامل وال وليس القاضي عاملا ولا الامير وإنما العامل من يلي جباية المال فقط فكل عامل وال وليس كل وال عاملا وأصل العمالة اجرة من يلي الصدقة ثم كثر إستعمالها حتى اجريت على غير ذلك. [ الأنترنت – موقع المكتبة الشاملة ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السادسة والعشرون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*خطبة جمعة عن اسم الله (الْوَلِيُّ) :

يقول الحق تبارك وتعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين :(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) الأعراف 180،وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ »

إن معرفة أسماء الله جل جلاله الواردة في الكتاب والسنة ،وما تتضمنه من معاني

 جليلة ،وأسرار بديعة ،لهي من أعظم الأسباب التي تعين على زيادة إيمان

العبد ، وتقوية يقينه بالله تبارك وتعالى .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-:

“ولما كانت حاجة النفوس إلى معرفة ربها أعظم الحاجات، كانت طرق معرفتهم له أعظم من طرق معرفة ما سواه، وكان ذكرهم لأسمائه أعظم من ذكرهم لأسماء ما سواه”.

ومن الأسماء الحسنى التي وردت في كتاب الله العزيز : اسمه سبحانه (الْوَلِيُّ ) ، واسم الله (الْوَلِيُّ ) ورد في القرآن 14 مرة منها ، قوله تعالى :

(أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۖ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (9) الشورى 

وقوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) (28) الشورى  وقوله تعالى : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) (257) البقرة 

وقوله تعالى : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ

آمَنُوا ۗ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) (68) آل عمران ،وقوله تعالى : (إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ

مِنكُمْ أَن تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) (122) آل عمران

وقوله تعالى : (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرًا ) (45) النساء 

وقوله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (55) المائدة  وقوله تعالى : ( لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ ۖ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (127) الأنعام   

وقد ورد اسم الله (الْوَلِيُّ )في السنة النبوية المطهرة ، ففي الصحيحين ،

 يقول صلى الله عليه وسلم :« أَلاَ إِنَّ آلَ أَبِى – يَعْنِى فُلاَنًا – لَيْسُوا لِى بِأَوْلِيَاءَ إِنَّمَا وَلِيِّيَ اللَّهُ

 وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ».

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السابعة والعشرون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*خطبة جمعة عن اسم الله (الْوَلِيُّ) :

ومعنى اسم الله (الوليّ) أي: نصير المؤمنين وظهيرهم ، وهو يتولاهم بعونه وتوفيقه.

وقال الخطابي: الولي : هو الناصر، ينصر عباده المؤمنين، وهو أيضًا المتولي

للأمر، والقائم به .  

وقال الزجاجي: فالله عز وجل وليّ المؤمنين أي ناصرهم ،ومصلح شؤونهم ،والمثني عليهم.

ويقول ابن القيم: الولي : ولي الصالحين ،ومقيل عثراتهم ،وغافر زلاتهم ،ومقيم أعذارهم، ومصلح فسادهم، والدافع عنهم ،والمحامي عنهم ،والناصر لهم ،والكفيل بمصالحهم ، والمنجي لهم من كل كرب ،والموفي لهم بوعده ،وأنه وليهم الذي لا وليّ لهم سواه ،فهو مولاهم الحق ،ونصيرهم على عدوهم ،فنعم المولى ونعم النصير.

ومن معاني اسم الله “الولي” : أنه هو المُتَوَلِّي لأُمور العالم والخلائق جميعاً ،والقائمُ بها، والذي ينصر أولياءه ويليهم بإحسانه وفضله، وولاية الله لعباده تعني قربه منهم، فهو أقرب إليهم من حبل الوريد.

فلما كان يوم أحدٍ أشرف أبو سفيان على المسلمين فقال كما في صحيح

البخاري :(فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – أَنْ يُجِيبُوهُ ثمَّ قَالَ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِى قُحَافَةَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ قَالَ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ،ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَمَّا هَؤُلاَءِ فَقَدْ قُتِلُوا .فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ فَقَالَ كَذَبْتَ وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ ، إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ ، وَقَدْ بَقِىَ لَكَ مَا يَسُوؤُكَ .

قَالَ يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ ، وَالْحَرْبُ سِجَالٌ ، إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةً لَمْ آمُرْ بِهَا وَلَمْ تَسُؤْنِي ، ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ أُعْلُ هُبَلْ ، أُعْلُ هُبَلْ .

قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « أَلاَ تُجِيبُوا لَهُ » . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا نَقُولُ قَالَ « قُولُوا اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ » .

قَالَ إِنَّ لَنَا الْعُزَّى وَلاَ عُزَّى لَكُمْ . فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « أَلاَ تُجِيبُوا لَهُ » .

قَالَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا نَقُولُ قَالَ « قُولُوا اللَّهُ مَوْلاَنَا وَلاَ مَوْلَى لَكُمْ »

وفي سنن الترمذي بسند حسن (قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ رضى الله عَنْهُمَا عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوِتْرِ « اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ وَقِنِى شَرَّ مَا قَضَيْتَ فَإِنَّكَ تَقْضِى وَلاَ يُقْضَى عَلَيْكَ وَإِنَّهُ لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ »

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثامنة والعشرون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*خطبة جمعة عن اسم الله (الْوَلِيُّ) :

وقد دل اسم الله “الولي” على تنزيه الله تعالى أن يكون في ولاية أحد له ما

 يقتضي الذل، قال الله تعالى ( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ) [الإسراء:111] ،قال الحسن بن الفضل: يعني لم يذل فيحتاج إلى ولي ،ولا ناصر لعزته وكبريائه ،وإن ولاية الله لخلقه تشمل جميع الخلق ،في الأرض وفي السماء، برهم وفاجرهم، المسلم منهم والكافر ،وتنقسم ولايته سبحانه وتعالى إلى قسمين :

 ولاية عامة: تقتضي الخلق والرزق والإحاطة، ومنها قوله تعالى :

(ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ) الأنعام:62

وولاية خاصة: تقتضي الهداية والتوفيق ، قال الله تعالى :

( اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ ) [البقرة:257] ،

وتقتضي النصرة والتأييد كما في قوله تعالى ( بَلِ اللّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ) [آل عمران:150]،

وتقتضي المحبة، قال تعالى ( إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ) [الأعراف:196]،

وتؤدي كذلك الاطمئنان والسعادة في الدنيا والآخرة ، قال الله تعالى :

( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) [يونس:62] .

وصور ولاية الله لعباده المؤمنين أكثر من أن تعد، فقد تولى الله سبحانه أمر سيدنا يوسف عليه السلام ، فأحوج القافلة للماء في الصحراء ،ليذهبوا إلى البئر، ثم أحوج عزيز مصر للأولاد، ليتبنى سيدنا يوسف، ثم أحوج الملك للرؤيا وتفسيرها ،ليخرجه من السجن، ثم أحوج مصر بأكملها للطعام ليكون عزيز مصر، كل هذا من أجل عبده الذي تولى أمره، فانظر إلى

آخر سورة يوسف، قال الله تعالى على لسان نبيه يوسف :

(رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنْ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) [يوسف:101]، أي وأتمم ولايتك علىَّ في القبر وتوفني مسلماً وأدخلني الجنة كما توليت أمري طوال حياتي.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة التاسعة والعشرون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*خطبة جمعة عن اسم الله (الْوَلِيُّ) :

وعندما يقرأ المسلم هذه الآية: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) [الشورى : 28]. ،يتصور في مخيلته حال الناس، وجزعهم على أنفسهم، وذراريهم وأنعامهم وحرثهم، وقد جف الضرع، وماتت الأرض، وسط رمضاء محرقة، وقيظ قاتل، وجفاف شديد ،وقد رغبوا إلى الله، وضجوا بالدعاء حتى تقطعت بهم الآمال، وأيقنوا بالبوار والهلاك، وإذا بالغيث يفاجئهم من السماء مدرارا، ناشرا آثار رحمة الله في فجاج الأرض وشعابها ؛ لتحيي الأرض والنفوس والأرواح، بعد يأسها وموتها، وكم هو جميل ،أن تختم الآية باسمي الله: “الولي الحميد”، فهو سبحانه ولي العباد وحده, الذي تكفل بهم وتولى أمرهم في كل آن.

إن ثقة العبد بربه الولي ،الذي يتولى جميع الأمور ،في السراء والضراء، واليسر والعسر، هو الذي دفع الفتية أصحاب الكهف الذين خالفوا القريب والبعيد في سبيل مرضاته سبحانه، ففارقوا أقرب الناس فرارا إلى الله، وطلباً لرضاه، وخوفاً على دينهم، من الشرك والفسوق والعصيان ، واستبدلوا لأجل مرضاته ضيق الكهف ،بسعة العيش الرغيد، فما كان إلا أن وسعه الله عليهم ،وتولى أمرهم ،بما نشر لهم فيه من رحمته، قال تعالى :

(فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً) [الكهف: 16].

 وتأملوا قوله تعالى: (يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته) فيعلم العبد أن رحمة الله

واسعة، إذ بعضها، أو قدر معلوم عند الله منها؛ يكفي ليجعل ذلك الكهف، أو ذلك السجن، أو تلكم الزنزانة جنة، أو روضة من رياض الجنة.

وعندما رزق الله نبيه إبراهيم بالولد الأول إسماعيل -عليه السلام- أمره ربه بأن يهاجر من فلسطين مع زوجته هاجر وابنه الرضيع ،إلى وادٍ لا ماء فيه ولا طعام ولا شجر، ولا يوجد فيه أحد من البشر، حتى إذا وصل إلى ذلك المكان ،ترك زوجته وابنه الرضيع، وترك لهما قليلاً من الماء ،وبعض حباتٍ من التمر، وعاد بأمر ربه إلى فلسطين، فتبعته أم إسماعيل فقالت: “ياإبراهيم: أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أحد ولا شيء فيه؟!”،

قالت ذلك مرارًا، وجعل لا يلتفت إليها حتى لا يتأثر بالعاطفة ويحن عليهما وينسى أمر ربه، فقالت له: “آلله الذي أمرك بهذا؟!”، قال: “نعم”، قالت: “إذًا؛ لا يضيعنا”.

يا لها من كلمة عظيمة تنبئ عن إيمان عميق، وتوكل عظيم، وثقة لا حدود لها بالولي خالق الأرض والسماوات!

حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا الولي الذي لا يضيع ولا يخذل من تولاه: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ)(41) إبراهيم وهل يعقل من إبراهيم -عليه السلام- الذي كان يتمنى طوال حياته هذا الولد أن يتركه في هذا الوادي بدون طعام أو شراب؟! لكنه التوكل على الله، والثقة بأن من يتولى تدبير أمور العباد هو الله سبحانه وتعالى.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثلاثون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*خطبة جمعة عن اسم الله (الْوَلِيُّ) :

وتولى الله أمر مريم بنت عمران وهي في شدة الضيق ،والهم والخوف

والقوم والناس، أي شدة عاشتها هذه المرأة ، لكن الله تولى أمرها وكذلك يتولى الله الصالحين ،قال تعالى :

(فحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا * فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا * فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا* فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا) [مريم:22:26]،                                     

نعم قرّي عينا يا مريم ، لأن الولي سبحانه هو من يتولى أمورك ،إنه هو الولي المالك للأشياء ، المستولى عليها ، فهو المتفرد بتدبيرها أولا ، والمتكفل والمنفذ للتدبير ثانيا ، والقائم عليها بالإدانة والإبقاء ثالثا ، هو المتولي أمور خلقه بالتدبير والقدرة والفعل ، فهو سبحانه المالك للأشياء، المتكفل بها ،القائم عليها بالإبقاء، والمتفرد بتدبيرها ، المتصرف بمشيئته فيها ، ويجرى عليها حكمه ، فلا والى للأمور سواه

والولي سبحانه وتعالى يتولانا برحمته ورعايته دون أي مصلحة أو غرض

فهو يواليك ويحفظك وهو الغني عنك فطاعتك لن تزيد في ملكه ولا في عزته ولا في عظمته بينما ولاية البشر للبشر نابعة من مصلحة أو هدف معين فشتان بين ولاية الله عز وجل وولاية البشر.

فقد قال عز وجل (إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) الأعراف 196

أما عن آثار الإيمان باسمه تعالى (الولي ) في سلوك المؤمن وحياته :

فعندما يتيقن المسلم أن الله وليه ،يعرف أنه ولي بنفسه على من حوله من

البشر، فهو ولي على أهله ،وجاره ، ومن لهم حق عليه ،وولي على الفقراء

،والمحتاجين من المسلمين ، فللمسلم ولاية مصغرة في الدنيا ،بالسعي في حاجات الناس ،ومساعدتهم ،ففي المعجم للطبراني (عن عبد الله بن عمرو قال ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن لله عند أقوام نعما ،يقرها عندهم ما كانوا في حوائج الناس ،ما لم يملوهم ،فإذا ملوهم نقلها من عندهم إلى غيرهم )

[ الانترنت – موقع خطبة جمعة عن اسم الله (الْوَلِيُّ ) حامد إبراهيم ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الواحدة والثلاثون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

* طريقك للولاية :

الأصل الأول من أصول الإيمان معرفة الله بأسمائه وصفاته.

ومما يجب أن يلفت إنتباهك أن الأذكار ممتلئة بأسماء الله وصفاته.

• ألا ترى كم وصّى رسول الله صلى الله عليه وسلم - بآية الكرسي- قرائتها في الصبح والمساء ودبر كل صلاة وسمّاها أعظم آية في القرآن وهي تبدأ بأسماء الله وصفاته.

• ألا ترى كم وصى الرسول صلى الله عليه وسلم ب - قل هو الله أحد- دبر كل صلاة؛ وفي أذكار الصباح والمساء يذكرك ربك بإسمه الصمد ؛لأن مع تجدد الحاجات والأثقال يُقال لك أنَّ هناك عظيماً في السماء صمداً تأوين إليه لقضاء الحوائج.

• ألا تلاحظ وصية الرسول صلى الله عليه وسلم دبر كل صلاةأن تقولي: "اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام"

ليعلّمك أن ربك سلام ؛ سلام من كل نقص وعيب؛ سلام من أن يبخل

عنك بشيئ أنت تحتاجهُ حقيقةً إن كان في هذا الشيئ مصلحة لك ؛ سلام

من أن يحرمك إلا إذا كان في الحرمان غاية العطاء والإكرام...!

• ثم يأمرك بأن تسبحه ثلاثاً وثلاثين؛ ما معنى سبحان الله؟؟

كلها تدور حول معاني الأسماء والصفات

والتسبيح: هو التنزيه؛ أن تبعد عن ربك أي خاطرة سوء تنزه ربك عنها؛ فكلما يأتيك الشيطان يقول لك لماذا أنت في هذا الحظ؟ تقول سبحان الله

فمعنى أن يأمرك الرسول صلى الله عليه وسلم بتسبيحه سبحانه وتعالى

 ،هذا ما يكون إلا من قلب يعلم عن الله عز وجل أنه العدل؛ أنَّ ما يحدث لي أنا أستحقه ؛ لأنه تربية لقلبي، ليس معناه أني أستحق العذاب ولكني أستحق التربية وهذه تربية ربي لي .

فلما تقول سبحان الله: تنزهه من الظلم والبخل ولذلك من يقول سبحانه الله وبحمده مئة مرة تُحط عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر .

كيف هذا الأجر العظيم؟- يقول ابن القيم : الأجر التام على القول التام...فلما

تقوله وقلبك ممتلئ علماً بأسماء الله وصفاته وأفعاله تنزهه حقيقةً تُغفر لك

ذنوبك ولو كانت مثل زبد البحر.!

ولذلك أول باب هو أصل الأصول الستة التي يقوم عليها الإسلام - ان نؤمن بالله - هذا هو طريقك للولاية ..

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانية والثلاثون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

* طريقك للولاية :

كل اسم من أسماء الله الحسنى يعالج ضيق في صدرك يأتيك من وساوس الشيطان ؛ وأول ما يريده الشيطان أن يوقعك بسوء الظن بالله سبحانه حتى تيأس من رحمة الله !

- لماذا سُمي إبليس بهذا الاسم؟؟

- سُمي إبليس من أصل أبلَسَ .. ومعنى أبلسَ أي يأسَ من رحمة الله

-وهو يأس من رحمة الله لأن الله عز وجل توعده بالنار ؛ فإبليس لا يريد أن يدخل النار وحده بل يريد كل إنسان معه يدخل النار؛ إنسي وجني فأول ما يلعب بك الشيطان أول خطوة (أن يُيأسك من رحمة الله) فيدخل لكل شخص من ناحية الفقد ويقول لك أنت فاقد كذا وكذا وكذا ... ويملي للإنسان حتى يوقعه في اليأس من رحمة الله .

وإعلم: أنك لن تنجو من هذه الوساوس إلا حين تتعلم عن الله بأسمائه وصفاته؛ فهذا العلم وهذه المعرفة التي تعرف بها أفعال الله مع عباده هي التي تملأ قلبك بحسن الظن بالله؛ فكلما يأتيك من باب تغلقه عليه "بإسم ويقين"

-وعندما تقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

"يعني ألجأ بك وأعتصم بك ؛ أدخل في جوارك" تعلم أنه لك سميعاً قريباً محيطاً بك يسمعك ويرد عليك وهو الله العظيم في السماء .

فالله الوَلي الذي نحتاج ولايته عدد الأنفاس؛ عدد المواقف، عدد اللحظات ؛ عدد الصراعات التي تدور في قلوبنا.

الولي المولى : وهما إسمان تكرر ورودهما في القرآن الكريم ؛ قال تعالى: (أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۖ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

- جمع لك بين الولي وفعله أنه يحيي الموتى وهو على كل شيئ قدير ؛معنى

هذا أن هناك علاقة بين اسم الله الولي والقدرة على كل شيئ ؛ ومنها إحياء الموتى.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثالثة والثلاثون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

* طريقك للولاية :                                              

وقال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)

- من أفعال الله أنه ينشر رحمته ولها علاقة بإسم الولي ؛ خاصةً لما تدعي أن يتولاك الله فيما يدور داخلك من صراع تحتاج معه لرحمة الله؛ ونحن في أشد الحاجة إلى أن يتولّانا الله برحمة خاصة حينما يكون هناك صراع داخلي بين الحق والباطل وبين الثبات والفتنة .

• فمن معاني الولي أن يتولاك برحمته (أي ينشر عليك رحمته) فمهما آيست من الخلق فإن الله وحده هو الذي يتولاك برحمته.

- [فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ] : هنا يوجد أمر بأن لا تتخذ ولياً سواه ؛ وأن لا تلجأ

لأحد سواه؛ فحال المؤمن له ولي واحد ؛ (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) .وقال تعالى: [وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرًا]

• جُمِع الولي بالنصير؛ فهنا من معاني الولاية "النصرة" أن يتولى نصرتك ؛ فنحن نحتاج أن يتولانا الله بنصره سواء على مستوى الأمة أو على مستوى الأفراد. واعلم: أنه على قدر مافي قلبك من إيمان وإقبال على الله يتولاك الله لأنه أعلم بمن يستحق ولايته.

ولاية الله لعبده نوعان:

1- ولاية عامة وهي تصريفه سبحانه وتدبيره لجميع الكائنات [فمن تربيته لعباده التربية العامة والولاية العامة] -وتقديره- على العباد ما يريد من خير وشر ونفع وضر ؛ هذا التقدير من قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ؛ عندما قال للقلم اكتب؛ قال رب ما أكتب؟ قال اكتب مقادير كل شيئ إلى أن تقوم الساعة.

فالله عز وجل تقديره على العباد ما يريد من خير وشر ونفع وضر وإثبات معاني الملك لله تعالى ؛ ولذلك من المعاني العظيمة التي تعينك على الصبر والثبات ؛ تدبرك لقوله عز وجل: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ )

[ الأنترنت – موقع فيس بوك - {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ}

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الرابعة والثلاثون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

* كيف يرغبك الله سبحانه وتعالى أن يكون وليك؟:

هناك فرق كبير أن تذهب للقوي وتقول له تولى أمري وبين أن يعرض عليك القوي أن يتولى أمرك، هو يختار سبحانه وتعالى، لذلك فكرة الولاية

ليست فكرة أسطورية كما يظن البعض، ويقول الشخص من المؤكد أني لست وليا؛ لأن الأولياء ليسوا مثلنا، كأنهم كائنات أخرى من مكان أخر وهذا ليس صحيحاً، تقول الآية “… وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ” (آل عمران:68) دائماً يتكلم عن كل المؤمنين، ” قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ …”(الأنعام:14).

ماذا سيعطيك الله إذا تولى أمرك؟

1- يقول الله تعالى “أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ” (يونس:62)، ليس هناك خوف في الدنيا ولا حزن في الآخرة.

2- ينور لك حياتك ” اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ …” (البقرة:257) وينور قبرك، وينور لك يوم القيامة والصراط.

3- النصر، أنت منصور إذا تولى الله أمرك، وينتقم ممن أذاك، يقول الله تبارك وتعالى “بَلْ اللَّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ” (آل عمران:150)، “إِنَّ

 اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا …”(الحج:38)، “َمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ” (المائدة:56).

يجمع هذه النقاط الثلاثة حديث قدسي رائع “من عاد لي ولياً فقد أذنته بالحرب، وما تقرب إلىَّ عبدي بشيء أحب إلىَّ مما أفترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلىَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولإن سألني لأعطينه، ولإن أستعاذ بي لأعيذنه” من يعادي وليّ أعلنت عليه الحرب، كلمة أعلنت عليه الحرب لم تأت إلا في هذا الموضع وفي موضع أخر فقط مع من يتعامل بالربا “…فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ…” (البقرة:279)، إذا أحبك لا يسمعك شيء حرام ولا يستقر في قلبك، ولا ترى شيء حرام، وإذا رأيت تستفيد منه كعبرة وتصلح به في الأرض ولا يستقر في قلبك، وتكون يدك قوة من الله تصلح بها في الأرض، وتصير مستجاب الدعوة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم “إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره”، ويعيذه من من يستعيذ به كأن يقول : يا رب نجني من فلان أو من كذا.

وأنا صغير كنت أصلي بمسجد قريب من المنزل، فكان الإمام يدعي كل يوم في صلاة الفجر ويلح بهذه الدعوه حتى يبكي “يا رب تول أمرنا” كنت صغير ولا أدرك قيمة الدعوة، وعندما كبرت في السن وجدت أن من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم “اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت”، بعد ذلك قرأت في سيرة النبي، ففي غزوة أحد جاء أبو سفيان أسفل الجبل والنبي والصحابة فوق الجبل، فقال “أفيكم محمد؟” فقال النبي “لا تجيبوه”، فقال “أفيكم أبو بكر؟” فقال النبي “لا تجيبوه”، فقال “أفيكم عمر؟” فقال النبي “لا تجيبوه”، فقال أبو سفيان “لنا العزة ولا عزة لكم”، فقال النبي “أفلا تجيبوه؟” قالوا “فبما نجيب يا رسول الله؟” قال “قولوا الله مولانا ولا مولى لكم” فبدأ الجيش كله يقول الله مولانا ولا مولى لكم، فقال أبو سفيان “أشهد أن الثلاثة أحياء” طالما يشعر الجيش بهذا الشعور، أدرك أبو سفيان هذا برؤيته وبذكائه.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الخامسة والثلاثون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

* دوائر الولاية ونماذج من تولاهم الله :

الولاية دوائر: 1- منهم من له كرامات عظيمة.

2- منهم من يرفع يديه فيستجاب دعائه.

3-ومنهم من ينظر للرجل فيعلم إن كان صادقا أم لا.

*نماذج من تولاهم الله :

1-من الأنبياء

-سيدنا نوح كان يُسَب ويُستهزأ به ويُضرب فيرفع يده ويقول ربي “أَنِّي

مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ* َففتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ* وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ*وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُر* تجْرِي بِأَعْيُنِنَا …”(القمر:14).

– انظر إلى إبراهيم، يُلقى في النار، ” قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلاَمًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ” (الأنبياء:69)، بعد قليل يصير نموذج للأمة ويبني البيت، “إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا…”(البقرة:124) الولي لا يترك أولياءه أبدا.

– انظر إلى إسماعيل الذبيح، يضجع مستسلماً للذبح وتوضع السكين على

رأسه، ثم بعد قليل يصير هو نموذج يفدى إلى يوم القيامة.

– انظر إلى يعقوب، يفقد يوسف ويفقد عينيه، ثم بعد قليل يعود إليه بصره، ويعود معه الحبيب يوسف، انظر إلى حياة يوسف بأكملها وماذا فعل معه الولي حتى صار عزيز مصر.

– انظر إلى موسى عليه السلام، يُطرد من مصر ويخرج منها خائفاً يترقب، ثم بعد قليل ينتصر ويعود إليها ويصبح كليم الله ويبلغ منزلة التكليم.

– انظر إلى عيسى وأمه، تتهم في حملها فيه وهي العذراء، ثم بعد ذلك

يصبح نموذج للبشرية إلى يوم القيامة.

– انظر إلى محمد صلى الله عليه وسلم، يقال عنه اليتيم ويخرج من مكة، ثم يعود إليها فاتحاً ويقول “اذهبوا فأنتم التلقاء”، النبي صلى الله عليه وسلم أعظم من كان الولي وليه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم “إن وليّ الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين”، سأضرب لك مثلاً بسيطاً لتعلم علامات ولاية الله للنبي، يد النبي.. يمسك الحصى فيسبح الحصى في يده حتى يسمع الصحابة تسبيحه، يشير بإصبع من يده إلى القمر فينشق القمر كآية على نبوته “اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ”(القمر:1)، يمسك حصيات من التراب ويلقيها في غزوة بدر على وجوه الكفار وبينه وبينهم مسافات طويلة فما منهم من أحد إلا وتدخل ذرات التراب في عينه، في يوم غزوة من الغزوات والصحابة عطشى، فيتفجر من بين أصابعه ينبوع من الماء حتى يسقوا جميعا، يأتي له خالد بن الوليد وعلي بن أبي طالب والجراح تملأهم، وسيدنا علي يعاني من الرمد فيمسح النبي بيده على عين علي، يقول علي “فبرأت فوالله لا أدري أيهما كانت المصابة”، كل هذا وهي نفس اليد، هذه يد النبي، فما بالك بحياة النبي؟،ولكن بماذا كل هذا؟ بالله سبحانه وتعالى” وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى” الأنفال:17

انظر إلى ما يفعله مع أولياؤه، ولكن لماذا تعرضوا لكل هذا الأذى؟ تزيد عليك المصائب من أعدائك لتعلم الأرض كلها من ولي أمرك، فرعون لم يعرف ولي أمر موسى إلا وهو يغرق، “قال أمنت أنه لا إله إلا الذي أمنت به بنو إسرائيل”.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السادسة والثلاثون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

* نماذج من تولاهم الله :

2-من الصحابة والتابعين:

– انظر إلى شخص مثل سيدنا العلاء الحضرمي الذي أرسله النبي في غزوة من الغزوات وأمره أن يذهب لمكان محدد هو وأصحابه، ويشتد عليهم

العطش، ويتيهوا في الصحراء، والسماء خالية من السحب، وبينما هم كذلك

رفع العلاء يديه وقال “اللهم إني أقسم عليك أن تسقينا، اللهم يا علي يا عظيم يا ولي المؤمنين أغثنا وأسقينا”، يقسم أصحابه يقولون “فوالله رأينا السحب تتجمع في السماء حتى شربنا وسقينا، فعدنا إلى أصحابنا نقول لهم إن لم تصدقونا كيف عدنا إليكم؟”، رجوعنا دليل كاف على ما حدث.

– انظر إلى سيدنا عاصم بن ثابت، أرسله النبي ليعلمهم، فغدروا به وأرادوا أن يقتلوه، فقال “اللهم إني أقسم عليك أن لا يمسني كافر”، فرموه بالسهام فقتل، فذهبوا ليأخذو جسمانه من أجل أن يبيعوه لأهل مكة ويأخذوا ثمنه، فأرسل الله الدبابير تغطي جسمانه، كلما أقتربوا لدغتهم، فقالوا “إذن ننصرف إلى الليل فتنصرف الدبابير ثم نأخذه ونبيعه” فما إن جاء الليل حتى أرسل الله سيلا من الماء فأخذ الجثة وأختفت، فقالوا “أقسم على الله فأبر له الله بقسمه”.

-انظر إلى سيدنا البراء بن مالك، في يوم معركة اليمامة مع مسيلمة الكذاب، المعركه أشتدت ووهن المسلمون، فقالوا “يا براء يقول عنك رسول الله مستجاب الدعوة، ادع يا براء”، فقال “اللهم إني أقسم عليك أن تنصرنا اليوم وأن تجعلني أول شهيد” فما هي إلا لحظات حتى مات شهيداً وكانوا هم أول المنتصرين في ذلك اليوم.

– انظر إلى سيدنا عمر بن الخطاب، يرسل جيشا بقيادة سيدنا سارية ليقابل الروم، سيدنا ساريه خائف من مقابلة الروم ولا يعلم من أي طريق يقابلهم، أيحتمي بالجبل أم يلاقيهم من جهة أخرى؟ فإذا بعمر بن الخطاب وهو على المنبر يخطب في المدينة، يقول “يا سارية الجبل الجبل”، وعندما عاد سارية منتصراً بعد المعركة قالوا له “كيف انتصرت؟” قال “سمعت صوت عمر بن الخطاب يقول لي الجبل الجبل فلجأت إلى الجبل فأنتصرنا” هذه الرواية ثابتة.

-سيدنا عثمان بن عفان كان جالساً في وسط الصحابة فإذا برجل يدخل عليهم، فينظر إليه ويقول “يدخل علىّ أحدكم وأثر الزنا في عينيه” هذا الرجل قبل أن يأتي كان ينظر إلى سيدة في الطريق، فقال الرجل “ما هذا يا أمير المؤمنين، أوحي بعد رسول الله؟” فقال “لا، ولكن اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله”.

-أبو موسى الأشعري يحكي أنه في يوم من الأيام كان يمشي في العراق فوجد حريق شديد أصاب كل الحدائق إلا حديقة في الوسط لم يصبها شيء، فقلت “من صاحب الحديقة؟ أتوني به” فجاء الرجل، فقال له” لماذا لم تصاب حديقتك؟” قال “لأني أقسمت على ربي أن لا يحرقها، فابتسم أبو موسى وقال :كان من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره”.

-النبي صلى الله عليه وسلم يقول لسيدنا عمر وسيدنا علي “يأتيكم من جهه اليمن رجل يسمى أويس القرني له أم هو بار بها إذا أستطعتم أن يدعوا لكم ويستغفر لكم فافعلوا” فكان عمر بن الخطاب وعلى بن أبي طالب ينتظرون موسم الحج ويسألون أهل اليمن “أفيكم أويس؟” حتى وجدوه فقالوا له “أدعوا لنا”.

-كانت هناك إمرأة تسمى الربيع بنت النضر، أخوها أنس بن النضر كان مستجاب الدعوة، فالربيع ضربت جاريتها فكسرت سنة من أسنانها، فذهبوا للجارية وطلبوا منها أن تأخذ الدية أو أن تعفو عنها ولكنها رفضت، فالحكم هو أن السن بالسن، تقطع سن الربيع، فقال أنس ” يا رسول الله أتكسر سنة الربيع بنت النضر؟ اللهم إني أقسم عليك أن لا تكسر سنة الربيع بنت النضر” فإذا بالجارية قادمة هي وأهلها يقولون “قد عفونا”.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السابعة والثلاثون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*كيف أعرض نفسي على الله؟

1- أكون من المتقين قال تعالى :{أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ” (يونس:63)، أنت مؤمن بالله وبملائكته وكتبه ورسله، يبقى أن تكون من المتقين، هناك تعريفات كثيرة للتقوى ولكن أسهل وأجمل تعريف هو “أن يجدك حيث أمرك ولا يجدك حيث نهاك” فقد أمرك ببر الوالدين، يجدك تقبل أيديهم، نهاك عن أكل الحرام لا يجد في جيبك تعريفة حرام، ولكن هذا الأمر ليس سهلا، فانظر إلى هذا الحديث “فاتقوا الله ما استطعتم” أن يغلب على يومك التقوى، فإذا شعرت أنه قد غلب على يومك المعاصي حاول أن تعوضها بفعل طاعات فيغلب على يومك التقوى فتكون في طريق المتقين، ورمضان فرصة، انظر إلى آخر آيات الصيام ” لعلكم تتقون” الصيام يساعدك لتكون تقي، نحن الآن لا نتحدث عن عموم الناس، ولكن من سيختارهم الله وهو أعلم بالمتقين؟ اعرض نفسك على قدر تقواك.

2- المحافظة على الفرائض من صلاة، زكاة، صيام “من عاد لي وليا فقد أذنته بالحرب، وما تقرب إلىَّ عبدي بشيء أحب إلي من ما أفترضته عليه”، هناك من يهتم بالنوافل ويترك الفرائض، ابدأ بالفرائض.

3-الإكثار من النوافل “ولا يزال عبدي يتقرب إلىَّ بالنوافل حتى أحبه

4- تولى أمور الناس ليتولاك الله، تولى أرملة، تولى فقير، تولى أمر يتيم وقول لله أنا ولي أمره لتكون أنت ولي أمري، الولي هو العابد المصلح في

الأرض وليس الإنعزال عن الأرض والإكثار من العبادة فقط، يا من تتولوا

أمور الناس، يقول النبي صلى الله عليه وسلم “ما من رجل يلي أمر من أمور المسلمين ثم لم يجهد لهم ويتعب إلا لم يكن معهم في الجنة” إذا توليت أمراً من أمور الناس ولم تجتهد من أجلهم لا تكن معهم في الجنة. “كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته”.

هناك معنى أخر لتولي أمور الناس، حذار أن يولك الله على شيء وتختار وتعين من لا يصلح أو من هناك أفضل منه كما يحدث الآن في شركات ومصالح، انظر إلى هذا الحديث “من تولى أمراً من أمور المسلمين فولى وفي المسلمين من هو أصلح منه فقد خان الله ورسوله”، انظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم عندما ذهب له سيدنا أبو ذر يقول له “يا رسول الله ألا تستعملني؟” ألن توليني ولاية من الولايات؟ فقال له النبي ” يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها”.

سيدنا عمر بن الخطاب قبل أن يكون أمير المؤمنين وهو خارج من صلاة الفجر كل يوم جمعة كان يجد سيدنا أبو بكر الخليفه يجري إلى بيت في

 أطراف المدينة، ويدخل ثم يخرج وقد إمتلأ بالعفرة والتراب، فتتبعه سيدنا عمر في يوم حتى خرج، فطرق الباب فإذا بسيدة عجوز عمياء تفتح له ومعها ثلاثة أطفال وشاه، فقال لها عمر: “من هذا الذي يأتيكم؟”. فقالت: “والله لا أدري، هذا رجل يأتينا كل جمعة بعد الفجر يكنس البيت ويحلب الشاة ويغسل الثياب ويطبخ الطعام، يفعل ذلك كل يوم”. فبكى عمر وقال: “أتعبت من بعدك يا أبا بكر”.

تدور الأيام ويصبح سيدنا عمرالخليفة، فبينما هو يمشي في الليل ومعه سيدنا عبد الرحمن بن عوف، فوجد قافلة على أطراف المدينة، فقال لعبد الرحمن“يا عبد الرحمن ما رأيك أن نجلس الليلة نحرس هذه القافلة لوجه الله لعل الله يرضى عنا”. فأثناء حراستهم للقافلة سمع بكاء طفل، فقال لأمه

 “لماذا يبكي الصبي؟ اطعميه وساعديه على النوم” فبكى الصبي بعدها فقال لها “لماذا يبكي الصبي؟ اطعميه وساعديه على النوم” فبكى مرة أخرى فغضب سيدنا عمر وهي لا تعلم أنه عمر، فقالت “ويحك دعني، إن عمر بن الخطاب قال لا عطاء للأمهات إلا بعد الفطام”.

الدولة في عهد عمر كانت تصرف للأطفال مبالغ من المال شهرياً بعد الفطام، فهذه المرأة تريد أن تفطمه قبل الميعاد لتأخذ المال، فقال “ويلك يا عمر، كم قتلت من أبناء المسلمين من أجل تأخير العطاء؟ يا عبد الرحمن أخرج الآن ليخرج المنادي في شوارع المدينة أول ما يولد الطفل يوضع له العطاء، ثم خرج لصلاة الفجر يصلي فما استطاع أن يكمل الصلاة من البكاء، فلما أنهى الصلاة سمعوه يقول “يا رب تبت إليك، فهل قبلت توبتي فأهنىء نفسي أم لم تقبلها فأعزي نفسي”. يقول سيدنا عمر” لو تعثرت بغلة في العراق لرأيتني مسؤلاً عنها يوم القيامة، يا عمرلماذا لم تسو لها الطريق؟.. بغلة!! فما بالك بالإنسان؟[الأنترنت – موقع اسماء الله الحسنى - اسم الله الولي ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثامنة والثلاثون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*مطالب الولاية والولي :

المطلب الأول: تعريف الولاية والولي لغة:

الولي بفتح فسكون: القرب والدنو، وحصول ثان بعد أول من غير فصل يقال: تباعد بعد ولى، وكل مما يليك أي يقاربك. ويقال سقط الولي وهو المطر يلي الوسمي ويحصل بعده. والمطر الولي يقال أيضاً بوزن فعيل.

والولاء بالفتح: القرابة والنصرة يقال بينهما ولاء. وبالكسر الموالاة والمتابعة تقول أفعل هذه الأشياء على الولاء وتوالى عليه شهران. والموالاة بين شخصين تكون أيضاً مضادة للمعاداة.

والولاية بالكسر السلطان يقال وليت الأمر إليه فأنا وال. ونحن ولاة وبالفتح النصرة يقال هم على ولاية إذا اجتمعوا على النصرة. وتكون الولاية بالكسر على هذا المعنى عند الجمهور، وجعلها سيبويه اسماً لما توليته وقمت به.

والمولى ابن العم، والعاصب، والحليف والناصر، والجار.

والولي وزان فعيل ضد العدو من وليه إذا قام به يكون بمعنى فاعل وبمعنى مفعول فمن الأول الله ولي الذين آمنوا، ومن الثاني المؤمن ولي الله للمطيع له. وكل من ولى أمر غيره فهو وليه. ويطلق على ابن العم والناصر والصديق والمحب. تقول توليته إذا جعلته ولياً. ومنه: (ومن يتولهم منكم فإنه منهم). كل هذا من الصحاح والقاموس والأساس والمصباح. 

المطلب الثاني: تعريف الولاية والولي اصطلاحا

وأما تعريف الولي في الاصطلاح: فقد عرفه شيخ الإسلام ابن تيمية فقال:

(وقد قيل إن الولي سمي ولياً من موالاته للطاعات أي متابعته لها ويقابل الولي العدو على أساس من القرب والبعد)  .

وقال الإمام الشوكاني في تفسيره:(والمراد بأولياء الله خلقه المؤمنين كأنهم قربوا من الله سبحانه بطاعته واجتناب معصيته وقد فسر سبحانه هؤلاء الأولياء بقوله: الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ [يونس: 63] أي يؤمنون بما يجب الإيمان به ويتقون ما يجب عليهم اتقاؤه من معاصي الله سبحانه)  .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة التاسعة والثلاثون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*مطالب الولاية والولي :

وقال الدكتور إبراهيم هلال: (وهذا المعنى الذي يدور بين الحب والقرب هو الذي أراده القرآن الكريم من كلمة ولي ومشتقاتها في كل موضع أتى بها فيه سواء في جانب أولياء الله أو في جانب أولياء أعداء الله وأعداء الشيطان) 

وقد بين الله سبحانه وتعالى في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أن لله أولياء من

الناس وللشيطان أولياء ففرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان فقد قال تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [يونس: 62-64].

وقال تعالى: اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة: 257]. وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة: 51].

وذكر أولياء الشيطان فقال تعالى: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ [النحل: 98-100]. وقال تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا [النساء: 76]. وقال تعالى: إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [آل عمران: 175].

وعلى هذا فالتقسيم الصحيح للناس في هذه الحياة الدنيا هو أنهم ينقسمون إلى قسمين لا ثالث لهما وهو أن أي أحد من الإنس أو الجن في هذه الحياة إما أن يكون وليا لله وإما أن يكون عدواً لله وليست الولاية محصورة في أشخاص معينين كما يزعم الصوفية ذلك بل ما نعتقده هو أن أي مسلم يؤمن بالله وبرسوله وينفذ أوامر الله ويجتنب نواهيه فهو ولي من أولياء الله سبحانه وتعالى. ثم إن من شرط ولاية الله سبحانه وتعالى هو أن يؤمن الإنسان بالله وبرسوله وأن يتبع الرسول في الظاهر والباطن وكل من يدعي محبة الله وولايته بدون متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كاذب مفتر دجال وليس من أولياء الله بل هو من أولياء الشيطان قال تعالى: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ [آل عمران: 31]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الأربعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*مطالب الولاية والولي :

قال الحسن البصري رحمه الله:(ادعى قوم أنهم يحبون الله فأنزل الله هذه الآية محنة لهم وقد بين الله فيها أن من اتبع الرسول يحبه ومن ادعى محبة الله ولم يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم فليس من أولياء الله وإن كان كثير من الناس يظنون في أنفسهم أو غيرهم أنهم من أولياء الله ولا يكونون من أولياء الله.

فاليهود والنصارى يدعون أنهم أولياء الله وأنه لا يدخل الجنة إلا من كان معهم بل يدعون أنهم أبناؤه وأحباؤه.

وكان مشركو العرب يدعون أنهم أهل الله لسكناهم مكة ومجاورتهم البيت وكانوا يستكبرون على غيرهم).

ولكن الصوفية خصصوا لولاية الله سبحانه وتعالى أعداداً معينة في حدود الأربعين أو الثلاثمائة أو غيرها من الأعداد التي يذكرها المتصوفة لمن يطلقون عليهم أنهم أولياء الله وأصبحوا يصفونهم بأوصاف لا تليق إلا بالله سبحانه وتعالى حيث ادعوا بأن الأولياء يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون تصرفاً مطلقاً ويدعون ويستغاث بهم من دون الله وهذه كلها معتقدات فاسدة دخيلة على الإسلام جلبها المتصوفة من الطوائف الوثنية الضالة التي تعبد البشر من دون الله. (وولاية الله موافقته بأن تحب ما يحب وتبغض ما يبغض وتكره ما يكره وتسخط ما يسخط وتوالي من يوالي وتعادي من يعادي) 

(والمراد بولي الله العالم بالله المواظب على طاعته المخلص في عبادته) 

وقال ابن القيم رحمه الله: (فالولاية هي عبارة عن موافقة الولي الحميد في

محابه ومساخطه) وقال أيضاً رحمه الله: (فولي الله هو القريب منه المختص به) 

وقال ابن تيمية رحمه الله: (والولاية هي الإيمان والتقوى المتضمنة للتقرب بالفرائض والنوافل)  . وقال أيضاً رحمه الله: (فولي الله من والاه بالموافقة له في محبوباته ومرضاته وتقرب إليه بما أمر به من طاعته) 

وقال السيوطي رحمه الله: (وهو العارف بالله حسب ما يمكن، المواظب على الطاعات المجتنب للمعاصي المعرض عن الانهماك في اللذات والشهوات)

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الواحدة والأربعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*مطالب الولاية والولي : المطلب الثالث: اجتماع الولاية والعداوة

وتجتمع في المؤمن ولاية من وجه، وعداوة من وجه، كما قد يكون فيه كفر وإيمان، وشرك وتوحيد، وتقوى وفجور، ونفاق وإيمان. وإن كان في هذا الأصل نزاع لفظي بين أهل السنة، ونزاع معنوي بينهم وبين أهل البدع، كما تقدم في الإيمان. ولكن موافقة الشارع في اللفظ والمعنى - أولى من موافقته في المعنى وحده، قال تعالى: وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ [يوسف: 106 ]. وقال تعالى: قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا[الحجرات: 14]، الآية. وقد تقدم الكلام على هذه الآية، وأنهم ليسوا منافقين على أصح القولين. وقال صلى الله عليه وسلم: ((أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر)) وفي رواية: ((وإذا ائتمن خان))، بدل: ((وإذا وعد أخلف)). أخرجاه في الصحيحين ،وحديث شعب الإيمان. وقوله صلى الله عليه وسلم: (يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان) فعلم أن من كان معه من الإيمان أقل القليل لم يخلد في النار، وإن كان معه كثير من النفاق، فهو يعذب في النار على قدر ما معه من ذلك، ثم يخرج من النار.

فالطاعات من شعب الإيمان، والمعاصي من شعب الكفر، وإن كان رأس شعب الكفر الجحود، ورأس شعب الإيمان التصديق.

وأما ما يروى مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من جماعة اجتمعت إلا وفيهم ولي لله، لا هم يدرون به، ولا هو يدري بنفسه)) -: فلا أصل له، وهو كلام باطل، فإن الجماعة قد يكونون كفارا، وقد يكونون فساقا يموتون على الفسق. [الأنترنت – موقع الدرر السنية - الولاية والولي ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانية والأربعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*الولاية والأولياء :

الوَلاية : كلمةٌ لها معانٍ عدَّة؛ فمنها:

الرئاسةُ والإمارة، ومنها: الصداقة والصحبة، ومنها: النصير والظهير، وأعلى الوَلاية وأزكاها، وأقدسها وأسماها: ما كانت وَلايةً لله سبحانه وتعالى؛ بمعنى الذل له، والإيمان به، والخوف منه، والقيام بأمره، والحب فيه، والبغض من أجله، والرجاء فيما عنده من الفضل، واتباع رسوله عليه الصلاة والسلام، وتقديم قول الله ورسوله على ما سواهما مَهما كان أمرُه وعظم شأنه.

فمَن كان حالُه هكذا، فهو الوَلي لله حقًّا وكان اللهُ وليَّه.

والآياتُ في هذا السبيل كثيرةٌ؛ وعلى سبيل المثال قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ

اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ﴾ [محمد: 11]، ﴿ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الشورى: 9]، ما أروع تمام الآية، حين حدد فيها الوَلي الجدير باتخاذه وليًّا، ونعتَ بأن الذي يحيي الموتى هو الذي يُتَّخذ وليًّا، يُعبَد ويرجى، وأن القادر على كل شيء هو الخليقُ بالوَلاية، وما أجمل الآيات حين تنفي أحقيَّة الوَلاية عن غير الله فتقول: ﴿ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ [هود: 113]، ﴿ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴾ [السجدة: 4]! ثم ما لنا نذهب بعيدًا، ونحن أتباعُ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث يردد قولَ الله تعالى: ﴿ إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ﴾ [الأعراف: 196]؟ فمن يا ترى غير الله نزَّل القرآنَ العظيم على رسولنا الأمين حتى نتَّخذه وليًّا من دون الله؟ لا أحد.

ولكن يأبى أصحابُ الفِطَر المنتكِسة إلاَّ أن يرموا أهلَ التوحيد بكلِّ قاصمة داهيةٍ، من قولهم: إنكم لا تعترفون بالأولياء ولا تحبونهم، وتنفرون الناسَ من حولهم، وتجهلون قولَ الله فيهم: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [يونس: 62]، ﴿ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾ [يونس: 64]، ولا أدري لماذا تركوا آية الشرط للوَلاية؛ وهي قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 63]، فيا ترى: أيجهلونها، أم يتعمدون تركَها؟ مع أن أحلاهما مر.

مع أننا لو سألنا عاشقي الأولياء - الذين لم يعلَموا ما يؤهلهم للوَلاية - عن الآيات في أيِّ سورة، لم يعرفوا، ولو علموا وسألناهم عن شرط الآية فيها

لَعجزوا، ولو عرفوا وسألناهم عن بشارةِ الدَّارين لتوقَّف قولُهم؛ إذ لو أدركوا ذلك كلَّه لكانوا أهلَ توحيد، ولأمسَكوا عن اتِّهام البرآء.

وأغلبُ الظنِّ الذي هو في صورة اليقين أنهم لا يُدركون هذا.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثالثة والأربعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*الولاية والأولياء :

ثم سؤالٌ آخر: مَن هم الأولياء الذين تَزعمون أنهم أولياء؟ هل هم الذين يَبُولون على أنفسهم، ويلبسون الأجولة، أصحاب السيوف الخشبيَّة، والأسواط المفتولة، الذين لا يقيمون الصلاةَ بدعوى أنهم أهلُ كشفٍ وخطوة وصلاتهم بالمسجد الحرام بمكة؟

أم هم أصحابُ الإِتاوات المضروبة على مُريديهم في القرى والأمصار؟ حتى إذا ماتوا بُنيَت لهم القِبَابُ فوق قبورهم، وضربت في السماء طولاً، وأُقيمت عليها المساجد، وأصبحَت هذه القبورُ قِبلةً تُزار من كلِّ قادمٍ، يجدِّد روادُها ما تناثرَ منها، ويجلُون صدَأها، ويغمرونها بأطيب الطيبِ، ويفرشونها بأجود الطَّنافس، ويشعلون فيها أقوى المصابيح، ويصلُّون إليه زاعمين أنه شيخُ العرب، وقطبُ الرجال، وشيَّال "الحمول"، وباب الرسول، وكاشف الكُرُبات، ومنقذُ الشباب، وحارس الوادي، وجالب الأُسارى، ومزوج العَذارَى، والقطب الغوث؛ من استغاث به أجار، ومن قصده لا يخيب... إلى ما لا نهايةَ في أوراد القبوريِّين أرباب الأصنام حُماة الوثنية؟

فإن كان الأولياءُ الذين يدافعُ عنهم هؤلاء الطُّغمة من الجهلة على هذه الوتيرة، فهم أبعد ما يكونون عن وَلاية الرحمن، بل هم بحقٍّ أولياءُ الخنَّاس، أعداءُ ربِّ الناس، ثم هم مع هذا الفهم الهزيل، والعقل السقيم، يكونون قد أنكروا على الصحابة، الذين هم في محلِّ الصدارة من هذه الأمَّة، وعِلية البشر بعد الرسل؛ إذ لم يكونوا على هذا النسق، بل كانوا رضي الله عنهم رهبانَ الليل فرسانَ النهار، يحبسون أنفسَهم على العمل بأحكام دينهم، ولا يتكفَّفون الناسَ ولا يسألونهم إلحافًا، بل يعملون في الدنيا للعفاف والإنفاق، حتى ولو احتِطابًا، ويعملون للآخرة رغبةَ الفردوسِ الأعلى، وبالجملة يفقدهم ربُّهم حيث نهاهم، ويجدهم حيث أمَرَهم، ومع هذا مات أكثرُهم مُضرَّجين بدمائهم شهداء في سبيل الله، ومن مات منهم على فراشِه تألَّم، كما قال خالدُ بن الوَليد رضي الله عنه: "غزوت كثيرًا وما هُزمت في الجاهلية أو الإسلام، وليس في جسدي موضعٌ إلا وبه ضربة بسيفٍ أو طعنة برمح، وكم كنت أودُّ القتلَ في سبيل الله، ويأبى اللهُ إلا أن أموت على فِراشي كما يموتُ البعير، فلا نامت أعين الجُبناء، فإذا متُّ فانظروا في فرسي وسلاحي واجعلُوهما في سبيل الله"، ولله دَرُّ خالد أحَبَّ أن يقاتل فرسُه وسلاحُه في جنب الله، حتى بعد رحيله عن دنياه، فنام قريرَ العين ونَعم بالشهادة في سبيل ربِّه؛ ولقد قال الرسولُ عليه السلام: ((من تمنى الشهادة في سبيل الله، نالها ولو مات على فراشه))، ومع هذا أيُّها القومُ لم يكن لأحدِهم قبة تُناطح السحاب، فهل معنى هذا أنهم ليسوا بأولياء لله تعالى؟ كلاَّ وألفُ كلاَّ.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الرابعة والأربعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*الولاية والأولياء : الموتى والقباب                                          إن معظمَ الموتى الذين ضُربَت عليهم القِباب مجهولون لا يُعرفون، وبعضهم ليسوا سوى أفراد حَمْلة نابليون وغيره على بلادنا، ثم صدِّق مرةً أخرى، وأرجو أن يصاحبك التصديقُ واصبًا، بأنَّ هذه القباب لا تدلُّ على إكرام صاحبِها عند الله تعالى، ولا تُضفي على المقبور رحمةً أو رِضًا من المولى عزَّ وجلَّ، ولا الصلاةُ عندها بدعوَى القبول صاعدة إلى الله، بل العكسُ هو المشروعُ، واسمع على سبيل المثال ما يقولُه أفضل الرجال صلى الله عليه وسلم حين أَرسل عليًّا في مهمة وقال له:(لا تدع قبرًا مشرفًا إلا سوَّيته، ولا وثنًا إلا طمستَه)

ويا عجبًا! حيث سوَّى في طَمس الوثن تسويةَ القبر المرتفع عن الأرض،

وللرسول الحق في ذلك؛ إذ إن القبرَ المرتفع، كقُبةِ فلان في بلدة كذا وكذا، يبعثُ الرَّهبة في قلوبِ الناظرين، على عكس القبر المسوَّى بالأرض، يبعثُ العِظة والعبرة في قلوب المشيِّعين والزائرين، ولو أنصف القومُ لهدموا هذه القباب، كما قطع عمرُ بن الخطاب شجرةَ الرِّضوان؛ حتى يستقرَّ التوحيدُ في القلوب، ولقد قال الرسولُ صلى الله عليه وسلم في مَرضه الذي لم يَقُم منه:(لعن اليهود والنصارى؛ اتَّخذوا قبورَ أنبيائهم مساجد) يحذِّر ما صنعوا، عندئذٍ تقول عائشةُ رضي الله عنها: لولا ذلك لأُبرِز قبرُه غير أنه خشي أن يُتخذ مسجدًا.   فانظر يا أخي رعاك الله، كيف صارت القبورُ مساجدَ، وقد لعن اللهُ اليهودَ والنصارى من أجل ذلك، وبالرغم من تحذير الرسول للأمة في مرض الموت، ظلَّ يُسدي النصح، ولم يمنعه ألمُ ولا سكراتُ الموت.

وحين عادَت أمُّ سلمة وأمُّ حبيبة من هجرة الحبشة قالتا: يا رسول الله، لقد رأينا في المهجر كنيسة يقال لها: مارية، وفيها من التماثيل والتصاوير، فأجابهما الرسول عليه السلام: ((أولئك قوم إذا مات فيهم الرجل الصالح بنَوْا على قبره مسجدًا، وعلَّقوا فيه تلك الصور، أولئك شِرار الخَلق عند الله))، فيا سبحان الله! أتريدون أن تكونوا مثلهم؟

ولعلَّ قائلاً يزعم أن قبرَ الرسول صلى الله عليه وسلم، داخلَ مسجده بالمدينة - دليلٌ على هَدم ما أقول؛ والجواب عن ذلك: لم يَحدث هذا في عهد الصحابة رضوان الله عليهم؛ وإنما تمَّ ذلك في عهد ضَعف عقيدة التوحيد في القلوب، ولو تقصَّيتَ الحقائقَ، لوقفت على صِدق قولي.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الخامسة والأربعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*الولاية والأولياء : القباب والمساجد

وقد يدَّعي البعضُ صحة بناء المسجد على أهل الكهف؛ فالجواب: أن القوم اختلفوا عند العثور على أصحاب الكهف، فكان قولُ الموحِّدين: ﴿ ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ﴾ [الكهف: 21]؛ يعني: أغلقوا عليهم بابَ كهفِهم وكفى، ولكن المشركين - وهم كثرة في كل زمان ومكان - قالوا: ﴿ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ﴾ [الكهف: 21]، فخالفوا بفعلتهم هذه عقيدةَ التوحيد الحقَّة.

وأهمس في أذنك بأن الرسولَ صلى الله عليه وسلم، وأصحابَ الكهف والمشهود لهم بالتوحيد

- لن يصيبهم مما يجري حولهم شيءٌ، بل هم غافلون عما يدورُ في ساحاتهم، ومن أسفٍ أن تَرى في مناسبات رتيبةٍ موالدَ الموتَى، وما تعجُّ فيها من صَخبٍ وضوضاء، وجهل وغوغاء، واختلاط بين الرجال والنساء، وانتهاك للحُرُمات، وهتك للمقدسات، وضياعٍ للفرائض والقِيم، فلا ترى إلا بوارًا للفضيلة ورواجًا للرذيلة، وما أدراك ما يجري ليلاً من رؤوسٍ ثمالى، وأجساد مرهقة، في أماكن دِيست فيها مقوماتُ المجتمع باسم حبِّ آل البيت، وهو حبٌّ يَبرأ منه البيتُ وأهلُه.                                                وما ذاك إلاَّ مخالفةٌ صريحة لهَدي الرسول صلى الله عليه وسلم، القائل: ((لا تجعلوا قبري عيدًا))، ((اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد))، فها هي القبورُ جُعلَت أعيادًا، وعُبد ساكنوها على اختلاف مشاربهم.

يسعى الأنامُ لها ويجري حولَها  ******* بحرُ النذورِ وتُقرأ الآياتُ

ويقالُ هذا القطب بابُ المصطفى  ******ووسيلةٌ تُقضى بها الحاجاتُ

فمِن تقبيلٍ للأعتاب، وركوعٍ وسجودٍ على الأبواب، وطوافٍ حول المشاهد، إلى طالب لقذف المحبة أو البغض في القلوب، ومؤدٍّ للنذور، إلى طالبة المدد، وغياث الملهوف، وحاملة طفلها تروِّضه كيف يُقبِّل الحديدَ حولَ الضريح، ويدعو غير الله تعالى، وتمسح وجهَها بما أخذَت من بركات القبر، فينشأ الوَليد على هذه الوتيرة.

فماذا بَقى بعد النَّهي الصادر من الله ورسوله؟ فماذا تقول في قومٍ اشتد غضبُ الله عليهم حِين يتخذون قبور الصالحين مساجد؟ وماذا تقول وتفهم من قول الرسول عليه السلام: ((لعن اللهُ زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج))؟

فمن ذا الذي يتعرضُ لغضب الله ولعنتِه وطردِه من رحمته سبحانه؟!

وما أصبر المتخذين على القبور المساجد والسرج - على النار‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍! حيث

يشحذون هممَ القوم بالوفاء بما عليهم من نذرٍ للشيخ، وإلاَّ تصرَّف فيهم بما

هو من خصائص الله تعالى؛ من موتٍ أو مرض، ونجاح أو رسوب، أو غيره.

ورسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: ((لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم)).

ومن أسفٍ أن يُفعل هذا على مَرأى ومسمعٍ ممَّن يتعيَّن عليهم الأمر والنهي، ولا إنكار ولا إرشاد، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!

والأسف الأشد أن يحدث من بعضهم ما ينكرُه الشرعُ الشريف، فيكون بذلك قدوةً لغيره. ألا فبِئس من كان في الشرِّ قدوةً، وفي الشرك بالله أسوةً، سيحملون ﴿ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ [النحل: 25].

ولكن ماذا نعمل حين يفسد مثل هذا الصِّنف من الناس، وهم في المجتمع مثلُ الملح في الطعام؟ فمَن يُصلِح الملحَ إذا الملحُ فسَد؟ والمستعانُ هو الله، فأخبِرُونا كيفَ يكونُ المدافعون عن التوحيد أعداءً للأولياء، ونحن نعمل جاهدين على أن نصبح أولياء لله تعالى، وندعو غيرنا لذلك؟ وإننا نعرف للأولياء حقَّهم علينا؛ نترحمُ عليهم، وندعو لهم، ونستغفر لهم، ولا نطلب منهم شيئًا؛ فهم أفضَوْا إلى ربهم، وأصبحوا رهينةَ أعمالهم، فقراء إلى دعوةٍ من عبدٍ صالحٍ قد يتقبلها اللهُ فيرفع من درجاتهم، أو يكفِّر عنهم بها سيئاتهم.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السادسة والأربعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*الولاية والأولياء : مسوغات ولاية الرحمن :

وأَّما أدعياءُ حبِّ الصالحين، أدعياء الدفاع عن الأولياء دون أن يعلموا ويعملوا؛ فإننا نقولُ لهم: ماذا عملتم كي تنالوا درجةَ الوَلاية عند ربكم؟ وأظنهم لا يفهمون للوَلاية معنًى، إلا طنطنة وجَعْجعة كقرع الطبول، ومَن كان حالُه هكذا فلَم يكُن إلاَّ كصخرةٍ وقعَت في فمِ النهر ومنعَت وصولَ الماء للعيدان؛ فلا هي تشربُ، ولا تترك الماءَ يَذهبُ للناس والزرع.                    فيا من تريدون لأنفسكم الخلاصَ، اعلموا أنَّ وَلاية الرحمن لا بدَّ لها من

مسوغات، ومؤهلات، ومقومات، وسلَّم للعروج...، وهذا كلُّه يتجسدُ في شرطَين: الإيمان والتقوى:

إيمان بالله تعالى وكتبه ورسلِه وملائكته واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره.

وتقوَى الله سبحانه؛ بالقيامِ بأوامرِه، والبعدِ عن نواهيه، وألاَّ يجدَك ربُّك حيث نهاك، أو يفقدك حيثُ أمرك، وأن تعملَ بما في كتاب ربك وهدي رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ضاربًا في الدنيا بمِعولِ الشَّرف، طالبًا للآخرة بعمل الخير وإذاعة الخير... مصداقًا لقول الحق تبارك وتعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ

رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 40، 41].

لهذا فكلُّ من توفر فيه شرطَا الوَلايةِ - وهما الإيمان والتقوى - فهو الوَليُّ لله الحق من أوسع الأبواب.

وليست الوَلاية لله رهنًا على أحد إلا بهذين الشرطَين المتلازمين تلازمَ الليل والنهار، وعليهما تُبنى بشارة الدارين ونهاية التطواف.

﴿ لَهُمْ مَا يَشَاؤُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الزمر: 34]، جعلَنا الله بفضله من أوليائه، وصلى الله وسلم على رسوله محمد وعلى آله وصحبه.

[ الأنترنت – موقع الألوكة - الولاية والأولياء - إبراهيم شعبان يوسف ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السابعة والأربعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*معنى الولاية في الإسلام: (ولاية التأديب للزوجة والولد والتلميذ والعبد)

ومن هذه التعاريف - التي عُرِّفت بها الولاية - ما يأتي:

1-الولاية: تنفيذ القول على الغير شاء أو أبى[التعريفات لعلي بن محمد بن علي الجرجاني ]

   وقد اعترض على هذا التعريف: بأن الولاية صفة تقوم بالأشخاص، وليست تنفيذاً؛ لأن التنفيذ أثر للولاية لا أنه حقيقة لها.

كما أنه تعريف غير جامع لأنواع الولاية[وهذا الاعتراض يمكن توجيهه أيضاً إلى كل التعاريف الآتية؛ لأن هذه التعاريف عنيت بجوانب معينة من

وظائف الولاية، وأغفلت جوانب أخرى لم تذكرها، الأمر الذي يصيّرها –

في الحقيقة - تعاريف غير جامعة. وسأكتفي بالإشارة إلى هذا الاعتراض في

هذا الموضع دون إعادته في اعتراضات التعاريف القادمة، فليُتنبه؛ لأن للشخص ولاية على نفسه وماله، فهو لا يشمل ولاية المرء على نفسه، بل هو مقتصر على ولاية الإجبار دون غيرها[انظر: حاشية ابن عابدين (2/296)، وأحكام الزواج د/ عمر الأشقر ]، كما أنه يفيد أن المولى عليه يكون له مشيئة وإباء، مع أنه في بعض حالات الولاية يكون المولى عليه خالياً منهما، كما في الصغير غير المميز والمجنون[انظر: أهل الذمة والولايات العامة في الفقه الإسلامي لنمر النمر ]

ومما هو ملحوظ على هذا التعريف أيضاً أنه لم يذكر مصدر السلطة أو القوة

التي مكنت الولي من تنفيذ قوله على الغير[انظر ولاية الشرطة في الإسلام د/ نمر الحميداني ]، كما أنه يؤخذ عليه كذلك حصر سلطة الولي في الأقوال مع أنها أوسع من ذلك، إذ الولاية شاملة للأفعال أيضاً كالحضانة والتربية ونحو ذلك[انظر: أهل الذمة والولايات العامة في الفقه الإسلامي لنمر النمر]

2- الولاية: هي سلطة تجعل لمن تثبت له القدرة على إنشاء التصرفات والعقود وتنفيذها[أحكام الأسرة في الإسلام ]

ويلاحظ على هذا التعريف: عدم تحديد نوع السلطة، فيدخل فيه صاحب السلطة غير الشرعية، كما أنه لم يذكر محل الولاية مما يشعر أن تصرفات وعقود الولي لا تمس المولى عليه[انظر: أهل الذمة والولايات العامة في الفقه الإسلامي]

مع أنه أحد فصول التعريف الرئيسة، فكان الأولى ذكره، كما أن الظاهر من التعريف حصر سلطة الولي في إنشاء التصرفات والعقود فقط مع أن مدلول الولاية أوسع من ذلك.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثامنة والأربعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*معنى الولاية في الإسلام: (ولاية التأديب للزوجة والولد والتلميذ والعبد)

3- الولاية: قيام شخص كبير راشد على شخص قاصر، في تدبير شؤونه

الشخصية والمالية[المدخل الفقهي العام للأستاذ مصطفى بن أحمد الزرقا ]

وقد لوحظ على هذا التعريف: بأنه قَصَرَ الولاية على القاصر، مع كونها ثابتة على غيره كالبالغة في ولاية النكاح، إضافة إلى أنه لم يذكر مصدر الولاية.

4- الولاية: سلطة شرعية تمكن صاحبها من مباشرة العقود وترتب آثارها عليها دون توقف على إجازة أحد[الأحوال الشخصية في التشريع الإسلامي د/ أحمد غندور ] ويؤخذ على هذا التعريف: بأنه قصر سلطة الولي على العقود فقط، مع أن سلطته تشمل غيرها كالرعاية والتربية وسائر التصرفات، كما أنه لم يذكر محل

الولاية (المولى عليه).

5- الولاية: سلطة يثبتها الشرع لإنسان معين، تمكن من رعاية المولى عليه من نفس ومال، وحفظه وتنميته بالطرق المشروعة[الولاية على النفس د/ حسن الشاذلي ]

وهذا تعريف جيد إلا أن فيه نوعاً من الطول حيث احتوى على ألفاظ يمكنه الاستغناء عنها، كما أنه قصر الولاية على تنمية المال وحفظه، مع أن واجب الولي أشمل من ذلك، وربما كان من عمله إنفاقه على المولى عليه،

وإخراج الحقوق منه[انظر: الولايات الخاصة في الفقه ]

6- الولاية: سلطة شرعية لشخص في إدارة شأن من الشؤون، وتنفيذ إرادته فيه على الغير من فرد أو جماعة[أهل الذمة والولايات العامة في الفقه الإسلامي ] يعتبر هذا التعريف من أفضل التعاريف المتقدمة - في نظري - إلا أنه يؤخذ عليه: كونه جعل للولي تنفيذ إرادته على الغير، مما يخرج ولاية الاختيار، كما أنه قصر الولاية على الفرد أو الجماعة، فأخرج الولاية على الوقف والوصية[انظر:الولايات الخاصة في الفقه ]

هذه بعض التعاريف الاصطلاحية عند الفقهاء لمعنى (الولاية)، وكما هو ظاهر فإن جميعها لم يسلم من المناقشة، ولم يخلُ من الاعتراض، إذ لوحظ على جميعها بعضُ الملحوظات والاستدراكات، الأمر الذي يتطلب اختيار تعريفٍ مناسبٍ خالٍ من هذه الاعتراضات، سليمٍ من هذه الملحوظات،

وذلك على النحو الآتي:

(الولاية): هي سلطة شرعية يتمكن بها صاحبها من إدارة شؤون المولى عليه وتنفيذها[مما هو جدير بالبيان، أن هذا التعريف إنما يصدق على الولاية في مفهومها ومعناها العام - الذي يدخل تحته جميع أنواع الولاية - أما تعريف ولاية بعينها، فإن المقصود منها لا يتضح على وجه الحصر إلا بالتقييد - كما سيأتي - إن شاء الله - في تعريف ولاية التأديب الخاصة. والله أعلم.]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة التاسعة والأربعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*معنى الولاية في الإسلام: (ولاية التأديب للزوجة والولد والتلميذ والعبد)

شرح التعريف :

قوله(سلطة)  : فيه اعتبار كون الولاية صفة قائمة بالأشخاص، وليس أثراً ناتجاً عنها، كما عبَّر بعضهم - فيما سبق - بـ(التنفيذ)، وَوَصْفُ السلطة بكونها (شرعية) يُخْرِج صاحب السلطة غير الشرعية كالمغتصِب، كما أن هذا

الوصف يعتبر شاملاً لأنواع الولايات كلها سواء

كانت على النفس أم المال أم هما معاً، وسواء كانت خاصة أم عامة.

قوله (يتمكن بها صاحبها): فصل في التعريف، إذ فيه اعتبار شروط الولي المستحق للولاية من كونه مكلفاً مسلماً، أي أنه من ذوي أهلية الأداء الكاملة، وفيه أيضاً معنى أن الولاية لا تعطى لكل أحد، بل هي ثابتة لأشخاص معينين، اعتبرت الشريعة فيهم صفات معينة، كما أنه شمل الولي الخاص، والولي العام.

وقوله (من إدارة شؤون): فيه اعتبار كون الولاية تتضمن عملاً واحداً فأكثر، وإنما كان التعبير بصيغة الجمع لاعتبار كون الولاية - في الغالب - تشتمل على أكثر من عمل، كما أنه شامل لجميع تصرفات الولي القولية والفعلية من إنشاء عقود أو التزامات أو القيام بالحضانة والتربية ونحو ذلك.

وقوله (المولى عليه): هذا فصل في التعريف أيضاً، إذ فيه ذكر محل الولاية، حيث شمل القاصر كالصبي غير المميز والمجنون، وغير القاصر كالمرأة البالغة في ولاية النكاح، كما أنه دخل فيه الآدمي وغيره كالوقف والوصية ونحوهما.

وقوله (وتنفيذها): فيه اعتبار نتيجة الولاية وفائدتها من حيث ترتب الآثار الشرعية عليها بمجرد صدورها من الولي[انظر: ضوابط العقود د/ عبدالحميد

محمد البعلي ]من نفاذ العقود والالتزامات والتصرفات القولية والفعلية. والله أعلم.

لماذا كان العنوان (ولاية التأديب) وليس (سلطة التأديب)؟

لقد كان سبب اختياري هذا العنوان، لأجل الانسجام بين المعنى اللغوي والاصطلاحي للفظ (الولاية)، حيث إنه يشمل معاني التدبير والرعاية والإرشاد والتوجيه، فهو لفظ "دَأَبَ الفقهاء المسلمون على استعماله عوضاً عن لفظ السلطة في مجال الوظيفة العامة، وذلك لنفورهم مما ينطوي عليه لفظ (السلطة) من إيحاء بالتسلط؛ لأن النظام الإسلامي يأبى التسلط بكل معانيه، فالأشبه بروح الإسلام هو اصطلاح الولاية؛ لما فيها من معاني الرعاية والاهتمام والتوجيه[انظر: ولاية الشرطة في الإسلام للحميداني ]

وهذا المعنى المتقدم ينسحب انسحاباً كلياً على مقصود الولاية الخاصة، إذ هي في الحقيقة أشد حاجة - من الوظيفة العامة - إلى معاني الاهتمام والرعاية والتوجيه لأجل قوة سببها، إذ أن "الولاية الخاصة أقوى من الولاية العامة"[ الأشباه والنظائر لجلال الدين عبدالرحمن السيوطي]، "لأن كل ما كان أقل اشتراكاً كان أقوى تأثيراً وتمكناً"[ شرح القواعد الفقهية لأحمد الزرقا ]

إضافة إلى أن التعبير بلفظ (الولاية) يعني التمسك والاعتناء بهذه المعاني النبيلة الكريمة، والاعتزاز بتاريخنا، والاحترام والتقدير لعلماء الأمة الأجلاء[انظر: معجم المناهي اللفظية، د/ بكر بن عبدالله أبو زيد]

المناسبة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي لـ(الولاية):

هناك ترابط وانسجام ظاهر بين معنى الولاية في اللغة والاصطلاح،

إذ أن الولي القائم على شؤون المولى عليه يكون في العادة قريباً منه غير بعيد عنه، محققاً لمعاني التدبير والقدرة والرعاية، وجلب المصالح ودرء المفاسد، في الأعمال التي يمارسها والتصرفات التي يقوم عليها لأجل حق مَوْليِّه.

المصدر: من كتاب: "ولاية التأديب الخاصة في الفقه الإسلامي (ولاية التأديب للزوجة والولد والتلميذ والعبد)"، تأليف د. إبراهيم بن صالح بن إبراهيم التنم، الأستاذ المساعد في قسم الفقه بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في الأحساء.[الأنترنت – موقع الألوكة - معنى الولاية في الإسلام- ولاية التأديب الخاصة في الفقه الإسلامي - د. إبراهيم بن صالح بن إبراهيم التنم]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الخمسون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :*أنواع الولاية :

لعل من المناسب البدء بذكر نبذة عن أنواع الولايات في الإسلام، والمقصود منها بشكل عام، حتى يمكن الوصول إلى معرفة أساس الولاية المتحَدَّثِ عنها في هذه الرسالة، وأصلِ منشئها، والإطار الذي تندرج تحته.

لقد عمل الفقهاء رحمهم الله على تقسيم الولايات إلى أقسام عدة

[انظر في هذه التقسيمات: بدائع الصنائع لأبي بكر بن مسعود الكاساني (2/241 – 247)، وحاشية ابن عابدين (2/265 - 266)، والتلقين في الفقه المالكي (1/283 - 284)، والمعونة (2/729 - 730) كلاهما للقاضي عبدالوهاب ومراجع أخرى ]

باعتبارات مختلفة، يُلحظ في كل قسم منها معنى معيناً يختلف معناه عن غيره، وذلك على النحو الآتي:

النوع الأول: باعتبار الأساس أو (الأصل) أو (المصدر) الذي صدرت عنه، حيث تقسم الولاية إلى، ولاية ذاتية (أصلية) وولاية مكتسبة (نيابية):

فالولاية الذاتية: هي الولاية التي تثبت لصاحبها باعتبار ذاته لمعنى فيه دون

واسطة، ولا يستفيدها من الآخرين، وتكون لازمة لا تقبل الإسقاط، ولا

 التنازل، كولاية الأب والجد على الصغير، وولاية السلطان على رعيته.

والولاية المكتسبة: هي الولاية التي تثبت للشخص لمعنى فيه بإنابة غيره له، بحيث يستفيدها من الآخرين، وتقبل الإسقاط والتنازل، وذلك كولاية الوصي أو القاضي أو المحتسب أو الشرطي، فالوصي تثبت له الولاية من الموصي، والقاضي تثبت له الولاية من الإمام، وهكذا.

النوع الثاني: باعتبار الموضوع أو (المتعلق) الذي تتعلق به، حيث تنقسم الولاية قسمين: ولاية على النفس، وولاية على المال.

فالولاية على النفس: هي «الولاية التي تجعل لكبير راشد على قاصر»       [ معجم لغة الفقهاء ومراجع أخرى ]

يعتني بكل ما تحتاجه نفسه من حضانة وتربية وتزويج، وذلك كالولاية على الطفل، وهو في سن الحضانة، حيث تثبت عليه ولاية الحفظ والتربية في المرحلة الأولى من حياته، وكولاية العاصب من الذكور يضم إليه الصغير بعد تجاوزه سن الحضانة[انظر ولاية الشرطة في الإسلام للحميداني ص(138).] والولاية على المال: هي «الولاية التي تجعل لكبير راشد على مال المحجور عليه»[ معجم لغة الفقهاء والمدخل للفقه الإسلامي للدرعان ص(442). وأخرى ]؛ لحفظه ورعايته، وتنميته ووضعه في مستحقه، بما تجعله للولي من حق إنشاء العقود وإنفاذها، وذلك كوصي الأب، أو الجد، أو القاضي يتولى إدارة شأن مال الصغير حين يكون في حضانة النساء مثلاً[انظر: ولاية الشرطة في الإسلام ص(138).]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الواحدة والخمسون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :*أنواع الولاية :

النوع الثالث: باعتبار حجم الولاية من حيث كبرها وصغرها، إذ تقسَّم الولاية إلى: ولاية كبرى، وولاية صغرى.

فالولاية الكبرى: هي التي تكون للإمام أو الخليفة.

والولاية الصغرى: هي التي تكون لمن دون ذلك، وتشمل جميع أنواع الولايات التي تصدر عن الإمام، وينقسم الولاة الذين يتولون هذه الولايات إلى أربعة أقسام على النحو الآتي:

1 - من تكون ولايته عامة في الأعمال العامة، وهم الوزراء كرئيس الوزراء

أو نائب رئيس الوزراء - في العصر الحديث -؛ لأنهم مستنابون في جميع النظرات من غير تخصيص.

2 - من تكون ولايته عامة في أعمال خاصة، وهم الأمراء للأقاليم والبلدان؛ لأن النظر فيما خصوا به من الأعمال عام في جميع الأمور، فتخصصهم عام، ولكنه محصور في نِطاق الأقاليم والبلدان التي عهد إليهم إدارتها.

3 - من تكون ولايته خاصة في الأعمال العامة، مثل رئيس القضاة (وزير

العدل)، ونقيب الجيوش (وزير الدفاع)، وحامي الثغور، وجابي الصدقات؛

لأن كل واحد منهم مقصور على نظر خاص في جميع الأعمال.

4 - من تكون ولايته خاصة في أعمال خاصة، مثل قاضي البلد، أو مدير

الشرطة، أو جابي صدقات بلدٍ معين، وما أشبه ذلك[انظر: الأحكام

السلطانية لأبي يعلى ص(28).]؛ لأن كل واحد منهم خاص النظر، مخصوص العمل، ولكل واحد من هؤلاء الولاة شروط تنعقد بها ولايته، ويصح معها نظره[انظر: ولاية الشرطة في الإسلام ص(139 - 140).] ليس هذا موطن بحثها. والله أعلم.

النوع الرابع: باعتبار مجال خصوصها وعمومها (أو محلها)، إذ تقسَّم الولاية

إلى: ولاية خاصة، وولاية عامة.

فالولاية الخاصة: هي الولاية الثابتة على معين للقيام بشؤونه، أو هي الولاية التي يملكها شخص معين أو أشخاص محصورون، كولاية الأب على ولده

القاصر، وولاية الزوج على زوجته، فهي سلطة شرعية، يملك بها صاحبها التصرف في شأن من الشؤون الخاصة بغيره، كالوصاية على الصغار، والولاية على المال، والنظارة على الأوقاف[انظر: نظام القضاء في الإسلام ص(34)، من البحوث المقدمة لمؤتمر الفقه الإسلامي الذي عقدته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض سنة (1396هـ)، ]

والولاية العامة: هي «الولاية على أشخاص غير معينين»[ معجم لغة الفقهاء، مادة «ولي» ص(510).]، تتمثل فيما يقوم به الإمام أو نائبه - كالأمير والمحتسب - من التصرفات النافذة في شؤون رعيته[انظر: أهل الذمة والولايات العامة في الفقه الإسلامي ص(53).]، وعرفها بعضهم بقوله:«هي السلطة الملزمة في شأن من شؤون الجماعة كولاية الفصل في الخصومات، وتنفيذ الأحكام والهيمنة على القائمين بذلك»[ نظام القضاء في الإسلام ص(34).]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانية والخمسون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :*أنواع الولاية :

النوع الخامس: تقسيم الولاية على القاصرين باعتبار قوتها وضعفها:

حيث تُقَسَّم إلى أربعة أقسام: قوية في النفس والمال، وضعيفة فيهما، وقوية في أحدهما ضعيفة في الآخر.

1 - فالولاية القوية على النفس: هي التي تخول صاحبها سلطة التزويج

الإجباري، والتأديب، والختان، والتطبيب ونحو ذلك كولاية الأب ثم الجد

 أب الأب وإن علا، فمن لم تكن له ولاية قوية على النفس ليس له الحق في التصرف فيها، فإذا فعل فحصل منه ضرر أو وفاة كان ضامناً للضرر أو الدية

[ انظر: غمز عيون البصائر شرح كتاب الأشباه والنظائر لأحمد بن محمد الحنفي الحموي (3/327)]

2 - الولاية الضعيفة على النفس: هي التي لا تخول صاحبها شيئاً من ذلك، بل تَجْعَلُ له مجرد رعاية القاصر وإيوائه، وتأديبه، وإيجاره أو دفعه في حرفة تليق بأمثاله ينتفع منها ونحو ذلك، كولاية من كان الصغير في حجره من الأجانب أو الأقارب، وكان هناك أقرب منه له.

3 - الولاية القوية في المال: هي التي تخول صاحبها حق التصرف بمال القاصر لحسابه ربحاً وخسارة، وحق الإذن له بالتجارة كولاية الأب على ولده.

4 - الولاية الضعيفة في المال: هي التي لا تخول صاحبها حق الاتجار في مال القاصر، بل مجرد حفظ ماله، وقبض الهبة، والإنفاق الضروري عليه، وشراء ما لا بد منه ونحو ذلك[انظر: شرح القواعد الفقهية لأحمد الزرقا ص(312)، والمدخل الفقهي العام لمصطفى بن أحمد الزرقا (2/823 - 825). ] كولاية غير الأب والجد من العصبات وذوي الأرحام.

ومجال بحثنا هنا إنما هو في (الولاية الخاصة) فحسب، على ما سيأتي تفصيله - إن شاء الله - في الأبواب، والفصول القادمة. والله أعلم.

[الأنترنت – موقع الألوكة - أنواع الولاية - د. إبراهيم بن صالح بن إبراهيم التنم]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثالثة والخمسون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*أهمية الولاية في الإسلام :

لقد خلق الله عز وجل الإنسان وكرَّمه، وفضله على كثير ممن خلق تفضيلاً، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ الآية (70)، من سورة الإسراء.]، وقد ركَّب فيه عز وجل أخلاقا ًمتغايرة، وعادات مختلفة، وطبائع متباينة، يختلف فيها كل فردٍ عن الآخر.

ومع ذلك فقد جبله على صفات مشتركة، ومعان متعددة لا يستطيع الانفكاك منها أو التخلي عنها، ومن ذلك ما جُبلوا عليه من حب الاجتماع والتعارف والاختلاط، بحيث لا تتم مصلحتهم إلا بذلك: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾ من الآية (13)، من سورة الحجرات.]، إلا أنه - في أحيان كثيرة - يصحب هذا الاجتماع أمور سلبية، تعكر صفوه، وتكدر مشربه، وتقلق أمره من تنازع وشقاق،

واختلاف وعدوان، وظلم وإفك واعتداء[انظر: شرح السنة للبغوي ]، مصداقاً لقوله تعالى في وصف الإنسان: ﴿ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ من الآية (72)، من سورة الأحزاب.]

ولأجل ذلك كان الأمر مستلزماً وجود من يقوم على إرجاع الأمور إلى نصابها، وإعطاء كل ذي حق حقه، حتى يعيش الجميع في سلامة وسلام، وطمأنينة وعزٍّ ووئام.

لذا جاء الإسلام مقرراً حقيقة كبرى تتمثل في أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين ولا الدنيا إلا بها. قال صلى الله عليه وسلم: «إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم»[ رواه أبو داود في «سننه».]

، وقال عليه الصلاة والسلام: «لا يحل لثلاثة يكونوا بفلاة من الأرض إلا

أمَّروا عليهم أحدهم»[ رواه الإمام أحمد في «مسنده» (2/ 77)، ]

، فأوجب صلى الله عليه وسلم تأمير الواحد في الاجتماع القليل العارض في السفر تنبيهاً بذلك على سائر أنواع الاجتماع؛ ولأن الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يتم ذلك إلا بقوة وإمارة، وكذلك سائر ما أوجبه الله من الجهاد والعدل وإقامة الحج والجُمَع والأعياد ونصر المظلوم وإقامة الحدود لا تتم إلا بالقوة والإمارة»[ إكليل الكرامة في تبيان مقاصد الإمامة لصديق حسن خان القنوجي ] كما تظهر أهمية الولاية أيضاً في جانب آخر حيث إنها: وجدت بوجود الإنسان على ظهر الأرض؛ لأنه - في الحقيقة - محتاج إلى من يلبي حاجاته، ويقضي رغباته، حيث لا يمكنه الحصول على حاجاته من الغذاء والكساء والأمن إلا بالاجتماع والتعاون مع بني جنسه.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الرابعة والخمسون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*أهمية الولاية في الإسلام :

فالولاية - إذاً - لصيقة بالإنسان التصاقاً محكماً؛ لأنها حاجة فطرية فطر الله النفس البشرية عليها، إذ نرى في واقع الحياة الاختلاف الكبير بين الناس في طبائعهم وسجاياهم وأخلاقهم.

فبينما يجد الناظر فئة من الناس تميل إلى القيام على غيرها - لتوجيه سلوكها،

وضبط تصرفاتها - يجد بالمقابل فئة أخرى تخضع للتبعية والرضا بالسير تحت إمرة غيرها، وبينما هو يصرف نظره إلى أناس ينـزعون إلى حب السيطرة والتغلب على غيرهم يرى آخرين قد رضوا واطمأنوا بسياسة وقيادة غيرهم.

ومع هذا فقد تجتمع هذه الصفات، وهذه الفروق البشرية في شخص واحد أيضاً.

لذا كانت الولاية بمعناها العام قديمة قدم الإنسان، فالأسرة والقبيلة والأمة تجمع من الأصناف السابقة - ممن تتباين فيهم تلك الخلال، وتختلف فيهم تلك الصفات - أعداداً لا تحصى، مما يتحتم معه وجوب إقامة الولي، الذي يقوم بدور المحافظة على شؤون من يحتاج إلى رعاية وتربية وتوجيه، سواء أكان هذا الولي عاماً أم خاصاً؛ إذ أنه من المسلَّمات الضرورية أن كل تجمع بشري يحتاج إلى مسؤول يدير دفة القيادة فيه، بل إن الناظر إلى حياة أمم المخلوقات عامة، يجد أن لها مَنْ يقودها ويتقدمها، فالطيور المهاجرة فيها قائد يقودها وأسراب النحل له ملكة واحدة في خليته تدبر شؤونه، وتوجه نشاطه، بحيث يعرف كل فرد مسؤوليته وما له وما عليه.

يقول ابن خلدون[هو: عبدالرحمن بن محمد بن محمد ابن خلدون الحَضْرَمي الإشبيلي المالكي أبو زيد، المؤرخ العالم الاجتماعي البحاثة رحمه الله] :

«وقد يوجد في بعض الحيوانات العُجْم على ما ذكره الحكماء كما في النحل والجراد لما استقرئ فيها من الحُكْم والانقياد والاتباع لرئيس من أشخاصها متميز عنهم في خَلْقه وجثمانه، إلا أن ذلك موجود لغير الإنسان بمقتضى الفطرة والهداية لا بمقتضى الفكرة والسياسة ﴿ أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ من الآية (50)، من سورة طه. ، مقدمة ابن خلدون ص48 ] .اهـ. فإذا كان هذا في الحيوان الأعجم، فكيف بهذا المخلوق المكرم؟ الذي أعطاه الله أنواع الهداية، ونور العقل، وآلات المعرفة والعلم، وفضله على كثير ممن خلق تفضيلاً.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الخامسة والخمسون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*أهمية الولاية في الإسلام :

وبالنظر - بعين البصيرة - إلى واقع النمو البشري يتأكد مفهوم الولاية، وضرورة وجودها لتوقف تحقيق جلب المصالح ودرء المفاسد عليها.

والإسلام هو الدين الكامل، الذي شرعه اللطيف الخبير - الذي بيَّن فيه جميع ما يحتاجه البشر، حتى آداب قضاء الحاجة - بيَّن لنا أمر الولاية، وأحكامها، وقواعدها وما يتعلق بها، فلا يتصور أن يَتْرك أمر الولاية - وهي بالأهمية الكبرى بالنسبة للفرد والجماعة على السواء - دون بيان أو إيضاح.

ويظهر هذا الأمر حقيقة، لمن تدبر نصوص الكتاب والسنة، وتمعن فيهما:

فقد اعتنى القرآن الكريم، والسنة المطهرة بالولاية عناية كبيرة جداً، وأولياها اهتماماً خاصاً، فنصَّا عليها في مواطن، وأشارا إليها في مواضع أخرى، حيث تناولا بيان قواعد وأسس الولاية وأنواعها:

ففي الولاية العامة مثلاً، يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا

 الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ الآية (58)، من سورة النساء.] فهذه الآية تعتبر من أمهات الأحكام، إذ تضمنت جميع الدين والشرع[ [انظر: الجامع لأحكام القرآن القرطبي (5/ 166).]، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «هذا خطاب لولاة المسلمين خاصة، فهي للنبي صلى الله عليه وسلم وأمرائه، ثم تتناول من بعدهم»[ الجامع لأحكام القرآن القرطبي (5/ 167 - 170)، وانظر: إعلام الموقعين لابن القيم ]

ويقول عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ من الآية (59)، من سورة النساء.]

فهذه الآية الكريمة صريحة في وجوب طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وولاة المسلمين من حكام وعلماء فقهاء، لمكان اعتبار ولايتهم العامة على المسلمين.

وأما ورود الولاية العامة في السنة، فالأمر فيها أصرح، والأحاديث فيها أوسع ؛ومن ذلك:

ما رواه العرباض بن سارية[هو: العرباض بن سارية السلمي أبو نجيح، صحابي جليل أحد أصحاب الصُّفَّة رضي الله عنه] قال: وعظنا رسول

الله صلى الله عليه وسلم موعظة، وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: «أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن أُمِّر عليكم عبدٌ حبشي، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة»

[ رواه الإمام أحمد في «مسنده» ، وأبو داود في «سننه». كتاب السنة]

. فالنبي صلى الله عليه وسلم أوجب السمع والطاعة للأمير مما يعني طاعته، لمكان اعتبار

ولايته العامة، كما أنه - عليه الصلاة والسلام - أوصى باتباع منهجه ومنهج الخلفاء الراشدين، والعض عليها بالنواجذ مما يدل على عناية الإسلام بالولاية العامة بكافة أنواعها وأهمية التمسك بمنهج السلف الصالح.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السادسة والخمسون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*أهمية الولاية في الإسلام : الولايات الخاصة

وكما اهتم الإسلام بـ(الولايات العامة)، فإنه قد أولى (الولايات الخاصة) - والتي لها ارتباط وثيق بموضوع هذه الرسالة - عنايته الفائقة، فقد ذكر القرآن الكريم أنواعاً من الولايات الخاصة، ومن ذلك: قول الحق تبارك وتعالى في شأن اليتيم: ﴿ وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا

فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ﴾ الآية. من الآية (6)، من سورة النساء.]

فهذه الآية الكريمة فيها توجيه صريح للأولياء على مال اليتيم، بأن يقوموا بولايتهم على أحسن وجه، ومن ذلك دفع المال لليتيم إذا توفر فيه الشرطان: البلوغ، وإيناس الرشد.

ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾ من الآية 34 من سورة النساء.]

إذ بيَّن الحق تبارك وتعالى فيها طرق معالجة الرجل لنشوز زوجته، وقد

أُعطي هذا الحق، لمكان اعتبار ولايته الخاصة عليها.

وأما السنة فقد وردت فيها أحاديث كثيرة، تنص على أهمية الولاية الخاصة، وتحث الأولياء على التزامها، والقيام بها، وأدائها على الوجه المطلوب.

ومن ذلك :ما رواه ابن عباس[هو: عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب الهاشمي، أبو العباس، ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهما] أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الثيب أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأمر، وإذنها صماتها»[ رواه البخاري في «صحيحه» كتاب النكاح. ومسلم في «صحيحه» النكاح..اهـ.]

فأوضح الحديث اعتبار الولاية الخاصة على المرأة، وأن وليها مسؤول عنها مسؤولية كاملة، إلا أن الثيب لا يزوجها الأب ولا غيره إلا برضاها، والبكر - إن كانت صغيرة - زوجها أبوها اتفاقاً، وإن كانت بالغة فلا إجبار له عليها إذا امتنعت[انظر: المبسوط لشمس الأئمة محمد بن أحمد بن أبي بكر السرخسي (4/ 212)، وما بعدها، والقوانين الفقهية لأبي القاسم محمد بن أحمد بن جزيء الكلبي] ومن ذلك الولاية على الأولاد، والقيام على رعايتهم وتعليمهم وتأديبهم، فعن عمرو بن شعيب[هو: عمرو بن شعيب بن محمد بن عبدالله بن عمرو بن العاص السهمي القرشي، أحد علماء زمانه ]عن أبيه [هو: شعيب بن محمد بن عبدالله بن عمرو السهمي، قال ابن حبان في (الثقات]عن جده[أي: جد شعيب، وهو: عبدالله بن عمرو بن العاص بن وائل القرشي السهمي، رضي الله عنه] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع»[ رواه الإمام أحمد في «مسنده» (2/ 187)، وأبو داود في «سننه» كتاب الصلاة]

ففي هذا الحديث دلالة واضحة على مشروعية تأديب الرجل أولاده، وأمره

لهم بالصلاة؛ لأنه مسؤول عنهم بسبب ولايته عليهم.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السابعة والخمسون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*أهمية الولاية في الإسلام : الولايات الخاصة

كما أنه صلى الله عليه وسلم قد بيَّن مسؤولية الأولياء في توليهم للولايات العامة، أو الخاصة في الحديث المشهور، الذي رواه عبدالله بن عمر[هو: عبدالله بن عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي، أبو عبدالرحمن رضي الله عنهما ]حيث يقول فيه - عليه الصلاة والسلام -: «ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام الأعظم الذي على الناس راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم والخادم راع على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»[ رواه البخاري في «صحيحه» كتاب النكاح. ]

فدلَّ الحديث دلالة ظاهرة على وجوب قيام كل فرد من أفراد المجتمع بالأعمال

 المنوطة بعنقه، وأنه مسؤول عن ذلك - حَفِظ أم ضيَّع - سواء أكانت

مسؤوليته عامة أم خاصة، كبيرة أم صغيرة.

والسبب - في كل ما تقدم - أن «المقصود من الولايات جميعاً، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في الأمور كلها صغيرها وكبيرها، وإيجاد مجتمع يكون فيه أصحاب الولايات - مهما كبرت أو صغرت - أسوة حسنة لمن ولاهم الله أمرهم، فتراهم يحرصون على أن يؤدوا واجبهم أكثر مما يحرصون على طلب حقوقهم. ينظرون إلى الولاية على أنها تكليف لا تشريف، ويبتهلون إلى الله أن يسددهم ويعينهم على تحمل العبء الملقى على عاتقهم، وهكذا يتكوَّن المجتمع الصالح، الذي ينشده الإسلام»[ ولاية الشرطة في الإسلام ص (141).]

ومما هو جدير بالبيان أن إقامة هذا المجتمع ليست مسؤولية ولاية دون أخرى، إنما هي مسؤولية مشتركة تتحقق بتعاون كافة الولايات لعموم قوله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾[ من الآية (2)، من سورة المائدة.]

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :

إن جماع الدين وجماع الولايات هو أمر ونهي، فالأمر الذي بعث به الله رسوله هو الأمر بالمعروف، والنهي الذي بعثه به هو النهي عن المنكر، وهذا نعت النبي والمؤمنين كما قال تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾[ من الآية 71 من سورة التوبة.

، وهذا واجب على كل مسلم قادر، وهو فرض على الكفاية، ويصير فرض عين على القادر الذي لم يقم به غيره، والقدرة: هي السلطان والولاية...

وجميع الولايات الإسلامية إنما مقصودها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،

 سواء في ذلك ولاية الحرب الكبرى: مثل نيابة السلطنة، والصغرى:

مثل ولاية الشرطة، وولاية الحكم، أو ولاية المال...، وولاية الحسبة»      [ مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (28/ 65 - 66)، جمع وترتيب: عبدالرحمن بن محمد ابن قاسم النجدي وابنه محمد ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثامنة والخمسون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*أهمية الولاية في الإسلام : فالحاصل - مما تقدم - يظهر في النقاط التالية:

1 - إن الإنسان ينشأ في هذا الوجود ضعيفاً، لا يقوى على الانفراد بمواجهته إلا بعد زمن ليس بالقصير، ولهذا الضعف الذي صاحب الإنسان من ولادته نظمت عليه ولاية حتى يستوي شاباً قوياً، يعتمد على نفسه، ويقوم بقضاء حاجاته، وتلبية رغباته، وقد نظم الإسلام رعاية ذلك الضعف حتى يقوى المولود، ويزول ضعفه، ويستقل بنفسه[انظر: البيان و التحصيل والشرح والتوجيه والتعليل في مسائل المستخرجة لأبي الوليد محمد ابن أحمد ابن رشد القرطبي ]

2 - مما لا شك فيه أن زوال وصف ضعف الإنسان يختلف باختلاف الأزمان، فإنه كلما تعقدت أساليب الحياة، احتاج الإنسان إلى كثرة الدربة على الحياة، وذلك أيضاً يختلف باختلاف جنس الإنسان من ذكورة وأنوثة، فإن الذكورة تبلغ درجة القوة والاستغناء قبل بلوغ المرأة هذا السن، بل إنها لا تستغني عن ظل الرجل في حياتها[انظر: الولاية على النفس لمحمد أبي زهرة ] إذ أنها تكون في ظل ولاية أبيها - في بادئ الأمر -، حتى تتزوج فتنتقل ولايتها حينئذٍ إلى زوجها.

3 - إن الولاية إذا قام بها صاحبها كما ينبغي، فإنها تحقق للإنسان والمجتمع الأمن والطمأنينة. إذ تعارض المصالح يؤدي إلى التشابك والاصطدام بين الأفراد، وقد يؤدي ذلك إلى سيطرة القوي على الضعيف، فالولي يحمي الضعيف من القوي، ويوقف المعتدي عند حده، فيزول بذلك التظالم والاعتداء الذي يفسد الحال، ويكدر الصفو[انظر: أهل الذمة والولايات العامة في الفقه الإسلامي لنمر النمر.] ا.هـ.

4 - وتظهر أهمية الولاية أيضاً في أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش لوحده،

 بل لا بد له من اختلاط وتمازج مع الآخرين، فهو مدني بالطبع يأنس بأخيه

الإنسان، ويسعى للتعاون معه على مشاق الحياة، فـ«كل بني آدم لا تتم مصلحتهم لا في الدنيا ولا في الآخرة إلا بالاجتماع والتعاون والتناصر، فالتعاون على جلب منافعهم، والتناصر لدفع مضارهم؛ ولهذا يقال: الإنسان مدني بالطبع، فإذا اجتمعوا فلا بد لهم من أمور يفعلونها، يجتلبون بها المصلحة، وأمور يجتنبونها لما فيها من المفسدة، ويكونون مطيعين للآمر بتلك المقاصد، والناهي عن تلك المفاسد، فجميع بني آدم لا بد لهم من طاعة

 آمر وناهٍ»[ مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (28/ 62).]

5 - ومما يدل على أهمية الولاية في الإسلام، وعنايته بها، أنه «لا يقدم فيها إلا أقوم الناس بجلب مصالحها ودرء مفاسدها، فيقدم الأقوم بأركانها وشرائطها، على الأقوم بسننها وآدابها، فيقدم في الإمَامة الفقيه على القارئ، والأفقه على الأقرأ؛ لأن الفقيه أعرف باختلال الأركان والشرائط وبما يطرأ على الصلاة من المفسدات... وكذلك تقدم الأمهات على الآباء في الحضانة لمعرفتهن بها وفرط حنوهن على الأطفال، ويُقَدَّم الآباء على الأمهات في النظر في مصالح أموال المجانين، والأطفال، وفي التأديب وارتياد الحرف والصناعات؛ لأنهم أقوم بذلك وأعرف به من الأمهات، - كما ينضاف إلى ذلك أيضاً أن - العدالة تعتبر شرطاً في بعض الولايات، وإنما شرطت لتكون وازعة عن الخيانة والتقصير في الولاية»[ قواعد الأحكام في مصالح الأنام للعز بن عبدالسلام]

ولأجل هذا، يظهر بوضوح تام أهمية الولاية، وعظم شأنها، وخطورة أمرها، والحكمة عن مشروعيتها[فقد نقل الإجماع على مشروعية الولاية غير واحد من أهل العلم، ومنهم الماوردي في الأحكام السلطانية] كافة أنواعها الأمر الذي يتطلب منا - بإلحاح شديد - ضرورة معرفتها، والعلم بها،

والوقوف على معانيها، ليؤدي كل فرد واجبه على الوجه المطلوب.

وإن غياب المسؤول في المجموعة البشرية، الذي يقوم بدوره في الولاية، يؤدي إلى الاضطراب والفوضى، وضياع الحقوق والواجبات، فلا يجوز أن تتعطل المسؤوليات والولايات، بل يجب أن يقوم كل واحد من أفراد المجتمع بعمله، ويؤدي واجبه، نحو غيره تربية وإعداداً ورعاية، حتى يتكوَّن المجتمع الصالح الذي ينشده الإسلام.[ الأنترنت – موقع الألوكة - أهمية الولاية في الإسلام - د. إبراهيم بن صالح بن إبراهيم التنم ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة التاسعة والخمسون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

* الاآثار الإيمانية لاسم الله الولي:

الإنسان بطبعه خلق ضعيفاً يحتاج في سائر وقته إلى من يرعاه ويدبر شؤنه ويقضي مصالحه ويقويه عند النوازل ويثبته عند الشدائد قال تعالى (وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا) [النساء:28] ، فالطفل يحتاج ولي أمر، والطالب في المدرسة يحتاج إلى ولي أمر،  والمرأة كذلك في سائر حياتها وعند زواجها ، والشعوب تحتاج إلى ولي أمر وحاكم يرعى مصالحهم ، وهؤلاء جميعاً يحتاجون إلى الولي سبحانه وتعالى ، ولذلك كان من أسماء الله التي ينبغي أن نعرف معناها ونتدبر آثارها ونتعبد الله بها اسم الله "الولي" .

وقد دل اسم الله "الولي" على تنزيه الله تعالى أن يكون في ولاية أحد له ما يقتضي الذل، قال تعالى ( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ) [الإسراء:111]

، قال الحسن بن الفضل: يعني لم يذل فيحتاج إلى ولي ولا ناصر لعزته وكبريائه.

إن ولاية الله لخلقه تشمل جميع الخلق في الأرض وفي السماء،برهم وفاجرهم ، المسلم منهم والكافر .... وانظروا إلى ولاية الله لعبده في أدق معانيها : تولى الله أمر سيدنا يوسف، فأحوج القافلة للماء في الصحراء ليذهبوا إلى البئر، ثم أحوج عزيز مصر للأولاد ليتبنى سيدنا يوسف، ثم أحوج الملك للرؤيا وتفسيرها ليخرجه من السجن، ثم أحوج مصر بأكملها للطعام ليكون عزيز مصر، كل هذا من أجل عبده الذي تولى أمره، انظر إلى آخر سورة يوسف: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنْ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) [يوسف:101]، أتمم ولايتك علىَّ في القبر وتوفني مسلماً وأدخلني الجنة كما توليت أمري طوال حياتي.

وعندما يقرأ المسلم هذه الآية: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) [الشورى : 28].

 يشاهد في مخيلته حال الناس، وجزعهم على أنفسهم، وذراريهم وأنعامهم

وحرثهم، وقد جف الضرع، وماتت الأرض، وسط رمضاء محرقة، وقيظ قاتل، وجفاف شديد. وقد رغبوا إلى الله، وضجوا بالدعاء حتى تقطعت بهم الآمال، وأيقنوا بالبوار والهلاك، وإذا بالغيث يفجؤهم من السماء مدرارا، ناشرا آثار رحمة الله في فجاج الأرض وشعابها ؛ لتحيى الأرض والنفوس والأرواح، بعد يأسها وموتها، وكم هو جميل أن تختم الآية باسمي الله: "الولي الحميد"، فهو سبحانه ولي العباد وحده, الذي تكفل بهم وتولى أمرهم في كل آن.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الستون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

* الاآثار الإيمانية لاسم الله الولي:

إن ثقة العبد بربه الولي الذي يتولى جميع الأمور في السراء والضراء واليسر والعسر دفع الفتية أصحاب الكهف الذين خالفوا القريب والبعيد في سبيل مرضاته سبحانه، ففارقوا أقرب الناس فرارا إلى الله، وطلباً لرضاه، وخوفاً على دينهم، من الشرك والفسوق والعصيان.

 واستبدلوا لأجل مرضاته ضيق الكهف بسعة العيش الرغيد، فما كان إلا أن وسعه الله عليهم وتولى أمرهم بما نشر لهم فيه من رحمته: (فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً)[الكهف: 16].

 وتأملوا قوله تعالى: (يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته) فيعلم العبد أن رحمة الله واسعة، إذ بعضها، أو قدر معلوم عند الله منها؛ يكفي ليجعل ذلك الكهف، أو ذلك السجن، أو تلكم الزنزانة جنة، أو روضة من رياض الجنة.

و عندما رزق إبراهيم بالولد الأول إسماعيل -عليه السلام- أمره ربه بأن

يهاجر من فلسطين مع زوجته هاجر وابنه الرضيع إلى وادٍ لا ماء فيه ولا طعام ولا شجر، ولا يوجد فيه أحد من البشر، حتى إذا وصل إلى ذلك المكان ترك زوجته وابنه الرضيع، وترك لهما قليلاً من الماء وبعض حباتٍ من التمر، وعاد بأمر ربه إلى فلسطين، فتبعته أم إسماعيل فقالت: "يا إبراهيم: أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أحد ولا شيء فيه؟!"، قالت ذلك مرارًا، وجعل لا يلتفت إليها حتى لا يتأثر بالعاطفة ويحن عليهما وينسى أمر ربه، فقالت له: آلله الذي أمرك بهذا؟!، قال:"نعم"،قالت: "إذًا؛ لا يضيعنا".

يا لها من كلمة عظيمة تنبئ عن إيمان عميق، وتوكل عظيم، وثقة لا حدود لها بالولي خالق الأرض والسماوات! حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا الولي الذي لا يضيع ولا يخذل من تولاه:   (رَبَّنَا إِنَّى أَسْكَنتُ مِن ذُرّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلوةَ فَجْعَلْ أَفْئِدَةً مّنَ النَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ وَرْزُقْهُمْ مّنَ الثَّمَرتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) [إبراهيم: 37].

وهل يعقل من إبراهيم -عليه السلام- الذي كان يتمنى طوال حياته هذا

الولد أن يتركه في هذا الوادي بدون طعام أو شراب؟! لكنه التوكل على الله، والثقة بأن من يتولى تدبير أمور العباد هو الله سبحانه وتعالى.

وتولى الله أمر مريم بنت عمران وهي في شدة الضيق والهم والخوف ومن القوم والناس، أي شدة عاشتها هذه المرأة ، لكن الله تولى أمرها وكذلك يتولى الصالحين قال تعالى (فحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا * فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا * فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا* فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا) [مريم:22/26]، قرِّي عينا ، لأن الولي سبحانه هو من يتولى أمورك .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الواحدة والستون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

* الاآثار الإيمانية لاسم الله الولي:

وهناك آثار إيمانية تتجلى في اسم الله "الولي" تظهر في سلوك العبد إذا استشعر عظمة هذا الاسم ودلالاته وتعبد الله به فمن ذلك:

*زيادة تعظيم الله في قلب العبد ، وزيادة إيمانه ، واستقامت أحواله ، وتقرب العبد إليه حتى يتولاه الله في سائر أموره، روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول الله تعالى: "من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، وإن استعاذني لأعيذنه"، أي يحفظه ويسدده في جوارحه ويتولاه بمعيته الخاصة.

*ومن ذلك : الطمأنينة والراحة النفسية؛ لأنه ممن تولاه الله، ( قُل لَّن

يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) التوبة:51

 *لما ولى الحجاج بن يوسف الثقفي العراق، وزاد طغيانه وتجبره، وقف الحسن البصري ينكر عليه أعماله، فقال الحجاج لحاشيته ومقربيه: من ينكر عليّ؟ قالوا: الحسن البصري، فأمر الشرطة أن يأتوا به، فجاءوا بالحسن فارتجفت له القلوب خوفاً عليه, فلما رأى الحسن السيف والنطع والجلاد تحركت شفتاه، ثم توجه إلى الحجاج ، وما أن رآه الحجاج حتى هابه ووقره، وقال له الحجاج: أنت سيد العلماء يا أبا سعيد, ثم طيب له لحيته بأغلى أنواع الطيب، وودعه، ولما خرج تبعه حاجب الحجاج، وقال له: يا أبا سعيد، لقد دعاك الحجاج لغير ما فعل بك، وإني رأيتك عندما أقبلت، ورأيت السيف والنطع، حركت شفتيك، فأسألك بالله إلا أخبرتني ماذا قلت؟ قال الحسن: لقد قلت: يا ولى نعمتي، وملاذي عند كربتي، اجعل نقمته برداً وسلاماً علي كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم".

*ومنها: ألا يخاف من أعداء الله مهما كان عددهم وعدتهم،( إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) [آل عمران:175].

 *وايضاً:  ليحذر مما ينافي تولي الله تعالى والمؤمنين،كأن يتبع غير منهاج الله ويعتز بغير شرعه، أو يتولى غير المؤمنين قال تعالى:( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ

جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) [النساء:115]

 [ الأنترنت – موقع عيون نت - اسم الله الولي وآثاره الإيمانية – خطبة جمعة -  الكاتب : حسان احمد العماري ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانية والستون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*الوليُّ عند إطلاقه :

   الولي: يطلق على كل من وَلي أمراً أو قام به، والنصير، والمُحبّ، والصديق، والحليف، والصهر، والجار، والتابع، والمُعتِق، والمُطيع، يُقال: المؤمنُ وليُّ اللَّه، والمطر يسقط بعد المطر، والولي ضد العدو، والناصر والمتولي لأمور العالم والخلائق، ويقال للقيِّم على اليتيم: الوَلي، وللأمير الوالي [انظر النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، 5/ 227، والمعجم الوسيط، ص1058، والقاموس المحيط، ص1732، والمصباح المنير، ص672، ومختار الصحاح، ص306.]

قال الراغب الأصفهاني: الولاءُ والتَّوالي يطلق على القرب من حيث المكان، ومن حيث النسب، ومن حيث الدين، ومن حيث الصداقة، ومن حيث النُّصرة، ومن حيث الاعتقاد، والولاية النصرة، والولاية تولِّي الأمر ... والوليُّ والموْلى يستعملان في ذلك كل واحد منهما يقال في معنى الفاعل أي المُوالِي، وفي معنى المفعول أي المُوالَى، يقال للمؤمن: هو وليُّ اللَّه، ويقال اللَّه وليُّ المؤمنين [ مفردات الراغب الأصفهاني، ص533.]

وولاية اللَّه - عز وجل - ليست كغيرها: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [ سورة الشورى، الآية: 11] .

فهو سبحانه الولي الذي تولّى أمور العالم والخلائق، وهو مالك التدبير،

وهو الوليّ الذي صرف لخلقه ما ينفعهم في دينهم وأخراهم» [ انظر: تفسير ابن كثير، 4/ 116، و1/ 277، وتفسير العلامة السعدي، 6/ 617، و6/ 595.]

وقد سمّى اللَّه تعالى نفسه بهذا الاسم، فهو من الأسماء الحسنى، قال اللَّه - عز وجل -: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [ سورة الشورى، الآية: 9.] ، وقال - عز وجل -: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} [ سورة الشورى، الآية: 28.]

فاللَّه - عز وجل - هو الولي الذي يتولاه عبده بعبادته وطاعته والتقرب

إليه بما أمكن من القُربات، وهو الذي يتولى عباده عموماً بتدبيرهم، ونفوذ القدر فيهم، ويتولّى عباده بأنواع التدبير.

ويتولى عباده المؤمنين خصوصاً بإخراجهم من الظلمات إلى النور، ويتولّى تربيتهم بلطفه،ويعينهم في جميع أمورهم وينصرهم،ويؤيّدهم بتوفيقه، ويسدّدهم، قال اللَّه - عز وجل -: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [ سورة البقرة، الآية: 257.] ، وقال - عز وجل -: {وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} [سورة الجاثية، الآية: 19.]

فاللَّه - عز وجل - هو نصير المؤمنين وظهيرهم، يتولاهم بعونه وتوفيقه، ويخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان .. وإنما جعل الظلمات للكفر مثلاً؛ لأن الظلمات حاجبة للأبصار عن إدراك الأشياء وإثباتها، وكذلك الكفر حاجب لأبصار القلوب عن إدراك حقائق الإيمان، والعلم بصحته وصحة أسبابه، فأخبر- عز وجل - عباده أنه وليّ المؤمنين، ومُبَصِّرُهم حقيقة الإيمان، وسبله، وشرائعه، وحججه، وهاديهم لأدلته المزيلة عنهم الشكوك بكشفه عنهم دواعي الكفر، وظلم سواتر أبصار القلوب [تفسير الطبري ببعض التصرف، 3/ 14.]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثالثة والستون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*الوليُّ عند إطلاقه :

والخلاصة: أن اللَّه تعالى أخبر أن الذين آمنوا باللَّه ورسله، وصدقوا إيمانهم بالقيام بواجبات الإيمان، وتَرْك كل ما ينافيه، أنه وليّهم، يتولاّهم بولايته الخاصة، ويتولّى تربيتهم فيخرجهم من ظلمات الجهل والكفر، والمعاصي، والغفلة، والإعراض، إلى نور العلم، واليقين، والإيمان والطاعة، والإقبال الكامل على ربهم، ويُنَوِّر قلوبهم بما يقذف فيها من نور الوحي والإيمان، ويُيَسِّرُهم لليُسرى، ويجنّبهم العُسرى، ويجلب لهم المنافع، ويدفع عنهم المضارّ، فهو يتولّى الصالحين: {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [ سورة الأعراف، الآية: 196.]

 الذين صلحت نياتهم، وأقوالهم، فهم لمَّا تولَّوا ربهم بالإيمان والتقوى، ولم يتولَّوا غيره ممن لا ينفع ولا يضر، تولاّهم اللَّه ولطف بهم، وأعانهم على ما فيه، الخير، والمصلحة في دينهم ودنياهم ودفع عنهم بإيمانهم كل مكروه [ تفسير العلامة السعدي ببعض التصرف، 1/ 318، و 3/ 132، وانظر: تفسير ابن كثير، 1/ 312.] ،كما قال - عز وجل -: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} [ سورة الحج، الآية: 38.]

وأما الذين كفروا، فإنهم لما تولَّوا غير وليّهم، ولاّهم اللَّه ما تولَّوا لأنفسهم، وخذلهم ووكلهم إلى رعاية من تولاهم ممن ليس عنده نفع ولا ضر، فأضلّوهم، وأشقوهم، وحرموهم هداية العلم النافع، والعمل الصالح، وحرموهم السعادة الأبدية وصارت النار مثواهم خالدين فيها مخلّدين: اللَّهم تولّنا فيمن تولّيت [

  تفسير العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله -، 1/ 318، وانظر: تفسير ابن كثير، 1/ 312، والأسماء والصفات للبيهقي، 1/ 123، تحقيق عماد الدين أحمد.]

واللَّه - عز وجل - يحب أولياءه وينصرهم ويسدّدهم، والوليّ للَّه هو العالم باللَّه، المواظب على طاعته، المخلص في عبادته، المبتعد عن معصية اللَّه.  ومن عادى هذا الوليَّ للَّه فاللَّه - عز وجل - يعلمه بالحرب، قال - صلى الله عليه وسلم -: فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: «إن اللَّه يقول: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إليّ عبدي بِشَيْءٍ أحبّ إليّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرّب إليَّ بالنوافل حتى أُحبَّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينّه، ولئن أستعاذني لأُعيذنّه، وما تردّدت عن شيء أنا فاعله تردّدي عن نفس المؤمن يكره الموت، وأنا أكره مساءته»[ أخرجه البخاري في كتاب الرقاق، باب التواضع، برقم 6502.] والمعنى أنه إذا كان ولياً للَّه - عز وجل - فاللَّه يحفظه ويُسدِّده، ويُوفِّقه حتى لا يسمع إلاّ إلى ما يرضي مولاه، ولا ينظر إلاّ إلى ما يحبه مولاه، ولا تبطش يداه إلاّ فيما يرضي اللَّه، ولا تمشي قدماه إلاّ إلى الطاعات، فهو مُوفَّق مُسدّد مُهتدٍ مُلْهَم من المولى وهو اللَّه - عز وجل -، ولهذا فسّر هذا الحديث بهذا أهل العلم كابن تيمية وغيره؛ ولأنه جاء في رواية الحديث رواية أخرى: «فبي يسمع، وبي يُبصر، وبي يبطش وبي .. يمشي» [ فتح الباري، 11/ 344.]، هذا يدل على نصرة اللَّه لعبده، وتأييده، وإعانته، فيوفقه اللَّه للأعمال التي يباشرها بهذه الأعضاء، ويعصمه عن مواقعة ما يكره اللَّه - عز وجل – [ فتح الباري، 11/ 344.]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الرابعة والستون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*معنى المَوْلَى العام  :

«المولى» اسم يقع على جماعة كثيرة، فهو: الربُّ، والمالكُ، والسَّيدُ، والمُنعمُ، والمُعتِقُ،والناصرُ، والمُحبُّ، والتابعُ، والجارُ، وابنُ العم، والحليفُ، والصِّهرُ، والعبدُ، والمنعمُ عليه، وأكثرها قد جاء في الحديث، فيضاف كل واحدٍ إلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه، وكل من ولي أمراً أو قام به فهو مولاهُ، ووَليُّهُ، وقد تختلف مصادر هذه الأسماء: فالوَلايةُ - بالفتح - في النسب، والنصرة والمُعتِق.

والوِلاية - بالكسر- في الإمارة، والوَلاءُ المُعتق، والموالا من والى القوم      [ النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، 5/ 228، وانظر: القاموس المحيط، ص1782، والمعجم الوسيط، ص1058، والمصباح المنير، 2/ 672.]

واللَّه - عز وجل - هو المولى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [

سورة الشورى، الآية: 11.]

، فهو المولى، والربُّ، الملكُ، السيدُ، وهو المأمول منه النصر والمعونة؛ لأنه هو المالك لكل شيء، وهو الذي سمى نفسه - عز وجل - بهذا الاسم، فقال - سبحانه وتعالى -: {فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} [سورة الحج، الآية: 78.]

. وقال اللَّه - سبحانه وتعالى -: {وَإِن تَوَلَّوْاْفَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} [سورة الأنفال، الآية: 40.] ، وقال اللَّه سبحانه: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ} [ سورة محمد، الآية: 11.]

واللَّه - سبحانه وتعالى - هو مولى الذين آمنوا، وهو سيدهم وناصرهم على أعدائهم، فنعم المولى ونعم النصير[ انظر تفسير ابن كثير، 4/ 310.]

، فاللَّه - عز وجل - هو الذي يتولّى عباده المؤمنين، ويوصل إليهم مصالحهم، ويُيَسِّر لهم منافعهم الدينية والدنيوية «وَنِعْمَ النَّصِيرُ» الذي ينصرهم، ويدفع عنهم كيد الفجار وتكالب الأشرار، ومن كان اللَّه مولاه وناصره فلا خوف عليه، ومن كان اللَّه عليه فلا عِزّ له ولا قائمة تقوم له [ انظر تفسير العلامة السعدي، 3/ 168، و5/ 331، وتفسير ابن كثير، 4/ 310، و2/ 238، و1/ 344.]

. فاللَّه سبحانه هو مولى المؤمنين فيدبرهم بحسن تدبيره فنعم المولى لمن تولاّه فحصل له مطلوبه، ونعم النصير لمن استنصره فدفع عنه المكروه»، وقال اللَّه - عز وجل -: {بَلِ اللَّهُ  مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} [ سورة آل عمران، الآية: 150] .، ومن دعاء المؤمنين لربهم تبارك وتعالى ما أخبر اللَّه عنهم بقوله: {أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [ سورة البقرة، الآية: 286].، أي أنت ولينا وناصرنا وعليك توكَّلْنا، وأنت المستعان، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة لنا إلا بك [ تفسير ابن كثير، 1/ 344..]  وقال - عز وجل -: {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} [ سورة التحريم، الآية: 4]. وقال: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [سورة التحريم، الآية: 2..]

وقد أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - الصحابة حينما قال لهم أبو سفيان لنا العُزى ولا عُزى لكم فقال: «قولوا اللَّه مولانا ولا مولى لكم» [أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير برقم 3039، وفي كتاب المغازي، باب غزوة أحد، برقم 4043.]

الأنترنت – موقع شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة- الوليُّ -  [سعيد بن وهف القحطاني]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الخامسة والستون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*الآيات الواردة في «الولاء والبراء» :

[الموالاة تكون لله وحده:]

1-* قال تعالى : { ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} (107)  البقرة /مدنية

2- قال تعالى : { إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ (119) وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} (120)  البقرة / مدنية

3- قال تعالى : { اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (257) } البقرة / مدنية

4- قال تعالى : { لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (286) } البقرة / مدنية

5- قال تعالى : { إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)} آل عمران / مدنية

6- قال تعالى : { وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ وَاللَّهُ

سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121) إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُما وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122)}  آل عمران/ مدنية

7- قال تعالى : { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ (149) بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150) }  آل عمران /مدنية

8- قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ

وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (44) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدائِكُمْ وَكَفى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفى

 بِاللَّهِ نَصِيراً (45)}  النساء /مدنية

9-* قال تعالى : { فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (74) وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً (75) الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ

إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً (76)}  النساء  /مدنية

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السادسة والستون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*الآيات الواردة في «الولاء والبراء» :

10- قال تعالى : { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (122) لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (123) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً (124) } النساء /مدنية

11- قال تعالى : { لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذاباً أَلِيماً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (173) } النساء /مدنية

12- قال تعالى : { قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ (50) وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51)}  الأنعام /مكية

13- قال تعالى : { وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذا

 جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ (61) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ (62)}  الأنعام : مكية

14- قال تعالى : { وَهذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126) * لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (127) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقالَ أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا قالَ النَّارُ مَثْواكُمْ خالِدِينَ فِيها إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128)

وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ(129)}  الأنعام: مكية

15- قال تعالى : { وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْواحَ وَفِي نُسْخَتِها هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154) وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقاتِنا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغافِرِينَ (155)} الأعراف: مكية

16- قال تعالى : { إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (198)}  الأعراف: مكية

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السابعة والستون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*الآيات الواردة في «الولاء والبراء» :

17- قال تعالى : { وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (34) }  الأنفال: مدنية

18- قال تعالى : { إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (50) قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51)}  التوبة: مدنية

19- قال تعالى : { يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (73) يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (74)} التوبة: مدنية   

20- قال تعالى : { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ (28) فَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ (29) هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (30) }  يونس: مكية

21- قال تعالى : { وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40) وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (41)}  يونس: مكية

22- قال تعالى : { أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)

الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (63)}  يونس: مكية

23- قال تعالى : { الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ (19) أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِياءَ يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ (20)}  هود: مكية

24- قال تعالى : { أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35)}  هود: مكية

25- قال تعالى : { قالُوا يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53) إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54)}  هود: مكية

26- قال تعالى : { فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِياءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (113)}  هود: مكية

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثامنة والستون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*الآيات الواردة في «الولاء والبراء» :

27-* قال تعالى : {  رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) } يوسف: مكية

28- قال تعالى : { اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ

وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ (8) عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ (9)

سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ (10) لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ (11)}  الرعد: مدنية

29- قال تعالى : { قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (16) }  الرعد: مدنية

30- قال تعالى : { وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ (37)}  الرعد: مدنية

31- قال تعالى : { وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (111)} الإسراء: مكية

32- قال تعالى : { هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً (44)}  الكهف: مكية

33- قال تعالى : { وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ(78)} الحج:مدنية

34- قال تعالى : { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ

أَضْلَلْتُمْ عِبادِي هؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17) قالُوا سُبْحانَكَ ما كانَ يَنْبَغِي لَنا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِياءَ وَلكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآباءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكانُوا قَوْماً بُوراً (18)}  الفرقان: مكية

35- قال تعالى :{قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً(17)} الأحزاب: مدنية

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة التاسعة والستون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*الآيات الواردة في «الولاء والبراء» :

36- قال تعالى : { وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28)}  الشورى: مكية

35- قال تعالى : { وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ (44)} الشورى: مكية

38- قال تعالى : { إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19)}  الجاثية: مكية

39- قال تعالى : { ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ (11)}  محمد: مدنية

40- قال تعالى : { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَما أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (1) } الممتحنة:  مدنية

41- قال تعالى : { يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ (4) } التحريم: مدينة

[وجوب البراء من الكافرين وأعمالهم:]

42- قال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ (166) وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) } البقرة / مدنية

43-* قال تعالى : { فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (88)

وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (89)}  النساء: مدنية

44- قال تعالى : { بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً (139)}  النساء: مدنية

45- قال تعالى : { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً مُبِيناً (144)} النساء: مدنية

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السبعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*الآيات الواردة في «الولاء والبراء» :

46- قال تعالى : { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (19) الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا

يُؤْمِنُونَ (20) } الأنعام: مكية

47-* قال تعالى : { وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (74) وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)}  الأنعام: مكية

48-* قال تعالى : {  بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكافِرِينَ (2) وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ (3)}

 التوبة: مدنية

49- قال تعالى : { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23)} التوبة: مدنية

50- قال تعالى : { وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115) إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (116)}  التوبة: مدنية

51- قال تعالى : {  تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (63) } النحل: مكية

52- قال تعالى : { وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ (218)}  الشعراء: مكية

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الواحدة والسبعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*الآيات الواردة في «الولاء والبراء» :

53- قال تعالى : {  قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ (63)}  القصص: مكية

54- قال تعالى : { ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَما جَعَلَ

أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (5) النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (6)}  الأحزاب: مدنية

55- قال تعالى : { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ (40) قالُوا سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41) فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعاً وَلا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (42)} سبأ: مكية

56- قال تعالى : { وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (31)}  الشورى: مكية

57- قال تعالى : { وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26)

إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27)}  الزخرف: مكية

58- قال تعالى : { إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (41)}  الدخان: مكية

59- قال تعالى : { قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا

 وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)}  الممتحنة: مدنية

60- قال تعالى : { لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّما يَنْهاكُمُ

اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)} الممتحنة: مدنية

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانية والسبعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*الآيات الواردة في «الولاء والبراء» :[وجوب البراء من اليهود والنصارى:]

61-* قال تعالى : {  يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)} المائدة: مدنية

[وجوب موالاة المؤمنين:]

62- قال تعالى : { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (56) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِياءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ (58) } المائدة: مدنية

63- قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ

كَبِيرٌ (73)}  الأنفال: مدنية

64- قال تعالى : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)}  التوبة: مدنية

 [وجوب البراء من الأصنام وما شاكلها:]

65- قال تعالى : { قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ

يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ

الْمُشْرِكِينَ (14) } الأنعام: مكية

66- قال تعالى : { وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (70) } الأنعام: مكية

67- قال تعالى : { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ

أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا

تَتَذَكَّرُونَ (4)}  السجدة: مكية

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثالثة والسبعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*الآيات الواردة في «الولاء والبراء» :[براء الشيطان من الكافرين:]

68- قال تعالى : { وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وَقالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (48)}  الأنفال: مدنية

[ثواب أولياء الله:]

69- قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32)وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)}  فصّلت: مكية

 [الأحاديث الواردة في (الولاء والبراء)]

1-* (عن نوفل (أبي فروة) - رضي الله عنه-: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لنوفل: «اقرأ: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ثمّ نم على خاتمتها، فإنّها براءة من الشّرك» ) * [ أبو داود (4/ 313) (ح: 5055) واللفظ له، الترمذي (5/ 474، ح 3403) ، أحمد 5/ 4560، وقال الألباني في صحيح الجامع الصغير (1/ 140) : حديث حسن. وكذا في جامع الأصول (4/ 264- 265) .]

2-* (عن عمرو بن العاص- رضي الله عنه- قال: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم- جهارا غير سرّ- يقول: «إنّ آل أبي [ فى مسلم (يعنى فلانا) والمعنى أن خشي أن يسميه فيترتب عليه مفسدة وفتنة منى عنه.]- ليسوا بأوليائي، إنّما وليّي الله وصالح المؤمنين» .

زاد عنبسة بن عبد الواحد عن بيان عن قيس عن عمرو ابن العاص قال: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: «ولكن لهم رحم أبلّها ببلالها، يعني أصلها بصلتها» ) * [ البخاري- الفتح 10 (5990) واللفظ له، ومسلم 1 (215) . قيل «التحقيق: أبلها بيلاها، وبللت الرحم بلا وبللا وبلالا أي نديتها بالصلة من البلل وهو النداوة ومنه الحديث: بلوا أرحامكم ولو بالسلام» ذكره ابن حجر في فتح الباري (10/ 436) .]

3-* (عن أبي أمامة- رضي الله عنه-: عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ أغبط أوليائي عندي، لمؤمن خفيف الحاذ [ خفيف الحاذ: خفيف الحال قليل المال خفيف الظهر من العيال.] ذو حظّ من الصّلاة أحسن عبادة ربّه وأطاعه في السّرّ وكان غامضا في النّاس لا يشار إليه بالأصابع، وكان رزقه كفافا فصبر على ذلك، ثمّ نفض بيده [ نفض بيده: في التحفة- نقر بأصبعيه بلفظ النص وعند الشرح أعاده (نقر بيديه) .] والمراد به ضرب الأنملة على الأنملة أو على الأرض كالمتقلل للشيء. تحفة الأحوذي: (7/ 13) . فقال: عجّلت منيّته قلّت بواكيه قلّ تراثه» ) [ أحمد 5/ 252، الترمذي 4 (2347) واللفظ له وقال: حديث حسن، والحاكم (4/ 123) ، وقال: هذا إسناد للشاميين صحيح عندهم ولم يخرجاه، وقال الذهبي: لا، بل إلى الضعف هو، وقال محقق جامع الأصول (10/ 137) : إسناده حسن.]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الرابعة والسبعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

* [الأحاديث الواردة في (الولاء والبراء)] :

4-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله قال: من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب. وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ ممّا افترضته عليه. وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الّذي يسمع به وبصره الّذي يبصر به ويده الّتي يبطش بها ورجله الّتي يمشي بها، وإن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذ بي لأعيذنّه، وما تردّدت عن شيء أنا فاعله تردّدي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته» ) [البخاري- الفتح 11 (6502) .]

5-* (عن أبي أمامة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ أولى النّاس بالله من بدأهم بالسّلام» ) [ رواه أبو داود (5197) ، والترمذي وحسنه، ولفظه: قيل يا رسول الله: الرجلان يلتقيان أيهما يبدا بالسلام؟ قال: «أولاهما بالله تعالى» ، وصححه الشيخ الألباني صحيح أبي داود (3/ 976) وصحيح الكلم الطيب (198) .]

6-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما-: أنّ زنباعا أبا روح وجد غلاما مع جارية له، فجدع أنفه وجبّه [ الجدع: هو القطع البائن في الأنف والأذن والشفة والجب: هو القطع وخص به بعضهم قطع الذكر.] ، فأتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: «من فعل هذا بك؟» قال: زنباع، فدعاه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: «ما حملك على هذا؟» فقال: كان من أمره كذا وكذا، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم للعبد: «اذهب فأنت حرّ؟» فقال: يا رسول الله، فمولى من أنا؟ قال: «مولى الله ورسوله. فأوصى به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المسلمين، قال: فلمّا قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جاء إلى أبي بكر، فقال: وصيّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: نعم، نجري عليك النّفقة وعلى عيالك، فأجراها عليه، حتّى قبض أبو بكر، فلمّا استخلف عمر جاءه، فقال: وصيّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: نعم أين تريد؟ قال: مصر فكتب عمر إلى صاحب مصر أن يعطيه أرضا يأكلها» ) [ مسلم (2752) ، وأحمد 2/ 182 وقال الشيخ أحمد شاكر (10/ 179) : إسناده صحيح.]

7-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ لله مائة رحمة قسّم رحمة بين أهل الدّنيا وسعتهم إلى آجالهم وأخّر تسعا وتسعين رحمة لأوليائه وإنّ الله تعالى قابض تلك الرّحمة الّتي قسمها بين أهل الدّنيا إلى التّسع والتّسعين فيكملها مائة رحمة لأوليائه يوم القيامة» ) * [ أحمد (2/ 514) ، والحاكم في المستدرك (4/ 248) واللفظ له وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة ووافقه الذهبي.]

 إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الخامسة والسبعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

* [الأحاديث الواردة في (الولاء والبراء)] :

8-* (عن عمرو بن ميمونة- رضي الله عنه- قال: إنّي لجالس إلى ابن عبّاس: إذ أتاه تسعة رهط، فقالوا: يا أبا عبّاس، إمّا أن تقوم معنا وإمّا أن يخلونا هؤلاء، فقال: ابن عبّاس: بل أقوم معكم، قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى، قال: فابتدءوا فتحدّثوا، فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أفّ وتفّ وقعوا في رجل له عشر، وقعوا في رجل قال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «لأبعثنّ رجلا لا يخزيه الله أبدا، يحبّ الله ورسوله» ، قال: فاستشرف لها من استشرف، قال: أين عليّ؟ قالوا: هو في الرّحل يطحن، قال: وما كان أحدكم ليطحن قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر، قال: فنفث في عينيه ثمّ هزّ الرّاية ثلاثا فأعطاها إيّاه، فجاء بصفيّة بنت حييّ، قال: ثمّ بعث فلانا بسورة التّوبة، فبعث عليّا خلفه فأخذها منه، قال: لا يذهب بها إلّا رجل منّي وأنا منه، قال: وقال لبني عمّه: أيّكم يواليني في الدّنيا والآخرة؟ قال: وعليّ معه جالس، فأبوا، فقال عليّ: أنا أواليك في الدّنيا والآخرة، قال: أنت وليّي في الدّنيا والآخرة، قال: فتركه، ثمّ أقبل على رجل منهم، فقال: أيّكم يواليني في الدّنيا والآخرة؟ فأبوا، قال: فقال عليّ:

أنا أواليك في الدّنيا والآخرة، فقال: أنت وليّي في الدّنيا والآخرة، فقال: وكان أوّل من أسلم من النّاس بعد خديجة، قال: وأخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثوبه فوضعه على عليّ وفاطمة وحسن وحسين، فقال: «إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا» ، قال:

وشرى عليّ نفسه، لبس ثوب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ثمّ نام مكانه، قال: وكان المشركون يرمون رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فجاء أبو بكر وعليّ نائم، قال: وأبو بكر يحسب أنّه نبيّ الله، قال:

فقال: يا نبيّ الله قال: فقال له عليّ: إنّ نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه، قال: فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار، قال: وجعل عليّ يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبيّ الله وهو يتضوّر قد لفّ رأسه في الثّوب لا يخرجه حتّى أصبح، ثمّ كشف عن رأسه فقالوا: إنّك للئيم كان

 صاحبك نرميه فلا يتضوّر وأنت تتضوّر. [الأنترنت – موقع كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - [الآيات الواردة في «الولاء والبراء»][مجموعة من المؤلفين]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السادسة والسبعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

* [من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الولاء والبراء)]

1- (عن عبد الله بن الزّبير- رضي الله عنهما- قال: لمّا وقف الزّبير يوم الجمل

 دعاني فقمت إلى جنبه فقال: يا بنيّ لا يقتل اليوم إلّا ظالم أو مظلوم،

وإنّي لا أراني إلّا سأقتل اليوم مظلوما، وإنّ من أكبر همّي لديني، أفترى يبقي ديننا من مالنا شيئا؟ فقال: يا بنيّ، بع مالنا، فاقض ديني. وأوصى بالثّلث، وثلثه لبنيه- يعني بني عبد الله بن الزّبير، يقول: ثلث الثّلث- فإن فضل من مالنا فضل بعد قضاء الدّين فثلثه لولدك. قال هشام: وكان بعض ولد عبد الله قد وازى بعض بني الزّبير- خبيب وعبّاد- وله يومئذ تسعة بنين وتسع بنات. قال عبد الله فجعل يوصيني بدينه ويقول: يا بنيّ! إن عجزت عن شيء منه فاستعن عليه مولاي. قال: فو الله ما دريت ما أراد حتّى قلت: يا أبت من مولاك؟ قال: الله. قال: فو الله ما وقعت في كربة من دينه إلّا قلت: يا مولى الزّبير اقض عنه دينه، فيقضيه.فقتل الزّبير- رضي الله عنه- ... ) [ البخاري- الفتح 6 (3129) .]

2-* (الصّحابيّ الجليل عبد الله بن حذافة السّهميّ، لمّا أسرته الرّوم جاءوا به إلى ملكهم فقال له: تنصّر. وأنا أشركك في ملكي وأزوّجك ابنتي، فقال له:لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع ما تملكه العرب على أن أرجع عن دين محمّد طرفة عين ما فعلت. فقال: إذا أقتلك، قال: أنت وذاك، فأمر به فصلب، وأمر الرّماة فرموه قريبا من يديه ورجليه وهو يعرض عليه دين النّصرانيّة فيأبى، ثمّ أمر به فأنزل، ثمّ أمر بقدر. وفي رواية ببكرة من نحاس فأحميت وجاء بأسير من المسلمين فألقاه وهو ينظر، فإذا هو عظام تلوح وعرض عليه فأبى، فأمر به أن يلقى فيها، فرفع في البكرة ليلقى فيها، فبكى فطمع فيه ودعاه، فقال له: إنّي إنّما بكيت؛ لأنّ نفسي إنّما هي نفس واحدة تلقى في هذه القدر السّاعة في الله، فأحببت أن يكون لي بعدد كلّ شعرة من جسدي نفس تعذّب هذا العذاب في الله» ) [ سير أعلام النبلاء (2/ 14) بتصرف.]

3-* (عن عبد الرّحمن بن يزيد قال أتينا حذيفة فقلنا دلّنا على أقرب النّاس برسول الله صلّى الله عليه وسلّم هديا وسمتا وولاء نأخذ عنه ونسمع منه فقال: كان أقرب النّاس برسول الله صلّى الله عليه وسلّم هديا وسمتا ودلّا ابن أمّ عبد [ ابن أم عبد، هو: عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه-.] ، حتّى يتوارى عنّي في بيته، ولقد علم المحظوظون من أصحاب محمّد عليه الصّلاة والسّلام أنّ ابن أمّ عبد من أقربهم إلى الله زلفة) [ أحمد (5/ 389) .]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السابعة والسبعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

* [من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الولاء والبراء)]

4-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- أنّه قال: من بنى بأرض المشركين

فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبّه بهم حتّى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة) [ اقتضاء الصراط المستقيم (200) ، وقال ابن تيمية: إسناده صحيح.]

5-* (عن أبي موسى- رضي الله عنه- قال: قلت لعمر- رضي الله عنه- إنّ لي كاتبا نصرانيّا قال: مالك؟ قاتلك الله؟ أما سمعت الله يقول: يا أَيُّهَا   

الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ (المائدة/ 51) ألا اتّخذت حنيفا ... قال: قلت: يا أمير المؤمنين لي كتابته وله دينه. قال: لا أكرمهم إذ أهانهم الله ولا أعزّهم إذ أذلّهم الله ولا أدنيهم إذ أقصاهم

الله) [ اقتضاء الصراط المستقيم (50) وأورده البيهقي في الكبرى (10/ 127) .]

6-* (لقد كان بلال- رضي الله عنه- تفعل به الأفاعيل، حتّى إنّهم ليضعون الصّخرة العظيمة على صدره في شدّة الحرّ، ويأمرونه أن يشرك بالله فيأبى عليهم ويقول: أحد أحد. ويقول: والله لو أعلم كلمة أغيظ لكم منها لقلتها) [ أسد الغابة (1/ 206) بتصرف.]

7-* (حبيب بن زيد الأنصاريّ لمّا قال له مسيلمة الكذّاب: أتشهد أنّ محمّدا

 رسول الله؟ قال: نعم. فيقول: أتشهد أنّي رسول الله؟ فيقول: لا أسمع، فلم

 يزل يقطّعه إربا إربا وهو ثابت على ذلك)[ أسد الغابة (1/ 370) بتصرف.]

8-* (قال ابن مسعود- رضي الله عنه- في الولاء والبراء: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عقاب الله) [ الولاء والبراء للقحطاني (25) .]

9-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: قال لي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أحبّ في الله وأبغض في الله، ووال في الله وعاد في الله فإنّك لا تنال ولاية الله إلّا بذلك، ولا يجد رجل طعم الإيمان وإن كثرت صلاته

وصومه حتّى يكون كذلك» ) [ حلية الأولياء (1/ 312) .]

10-* (عن أنس- رضي الله عنه-، قال:غاب عمّي أنس بن النّضر عن قتال بدر فقال: يا رسول الله غبت عن أوّل قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرينّ الله ما أصنع، فلمّا كان يوم أحد وانكشف المسلمون، قال: اللهمّ إنّي أعتذر إليك ممّا صنع هؤلاء، يعني أصحابه وأبرأ إليك ممّا صنع هؤلاء، يعني المشركين. ثمّ تقدّم فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: يا سعد بن معاذ، الجنّة وربّ النّضر، إنّي أجد ريحها من دون أحد.

قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع. قال أنس: فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسّيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل، وقد مثّل به المشركون، فما عرفه أحد إلّا أخته ببنانه. قال أنس: كنّا نرى أو نظنّ أنّ هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ الى آخر الآية» ) *[ البخاري- الفتح 6 (2805) .]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثامنة والسبعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

* [من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الولاء والبراء)]

11-* (عن يحيى بن يعمر، قال: كان أوّل من قال في القدر بالبصرة معبد الجهنيّ فانطلقت أنا وحميد ابن عبد الرّحمن الحميريّ حاجّين أو معتمرين فقلنا: لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فسألناه عمّا يقول هؤلاء في القدر. فوفّق لنا عبد الله بن عمر بن الخطّاب داخلا المسجد. فاكتنفته أنا وصاحبي، أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله فظننت أنّ صاحبي سيكل الكلام إليّ. فقلت: يا أبا عبد الرّحمن إنّه قد ظهر قبلنا ناس يقرءون القرآن ويتقفّرون العلم [ ويتقفرون العلم: ومعناه يطلبونه ويتتبعونه وقيل معناه يجمعونه.]

من شأنهم [ وذكر من شأنهم: هذا الكلام من كلام بعض الرواة الذين دون يحيى بن يعمر. يعني وذكر ابن يعمر من حال هؤلاء، ووصفهم بالفضيلة في العلم والاجتهاد في تحصيله والاعتناء به.] وأنّهم يزعمون أنّ لا قدر. وأنّ الأمر أنف [ وإن الأمر أنف: أي مستأنف، لم يسبق به قدر ولا علم من الله تعالى. وإنما يعلمه بعد وقوعه.]

قال: فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أنّي بريء منهم، وأنّهم برآء منّي، والّذي يحلف به عبد الله بن عمر، لو أنّ لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه، ما قبل الله منه حتّى يؤمن بالقدر ... ) * [ مسلم (8) .]

12-* (عن عبد الله بن عبد الله بن أبيّ؛ لمّا بلغه ما كان من أبيه، أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله إنّه بلغني أنّك تريد قتل عبد الله بن أبيّ فيما بلغك عنه، فإن كنت فاعلا فمرني به، فأنا أحمل إليك رأسه، فو الله لقد علمت الخزرج، ما كان لها من رجل أبرّ بوالديه منّي، إنّي أخشى أن تأمر غيري فيقتله، فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل عبد الله بن أبي يمشي في النّاس فأقتله فأقتل مؤمنا بكافر فأدخل النّار. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «بل نترفّق به ونحسن صحبته ما بقي معنا [ السيرة لابن هشام (2/ 392) ، تفسير ابن كثير (4/ 373) .]

ووقف عبد الله بن عبد الله بن أبيّ على باب المدينة واستلّ سيفه، فلمّا

جاء أبوه قال له: وراءك، فقال: مالك ويلك؟ قال: والله لا تجوز حتّى يأذن لك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكان إنّما يسير ساقة فشكا إليه عبد الله ابنه. فقال الابن: والله يا رسول الله لا يدخلها حتّى تأذن له، فأذن له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فأجازه) * [ تفسير ابن كثير (4/ 373) بتصرف.]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة التاسعة والسبعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

* [من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الولاء والبراء)]

13-* (قال عبد الله بن عتبة: ليتّق أحدكم أن يكون يهوديّا أو نصرانيّا وهو لا يشعر، قال: فظننّاه يريد هذه الآية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ الآية) * [ تفسير ابن كثير (2/ 69) .]

14-* (قال البغويّ، في تفسير (الآية/ 8 من العنكبوت) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ ... (والآية 50 من سورة لقمان) وَإِنْ جاهَداكَ ... : نزلت في سعد ابن أبي وقّاص- رضي الله عنه- وأمّه حمنة بنت أبي سفيان فقد كان سعد من السّابقين الأوّلين للإسلام، وكان بارّا بأمّه. قالت له أمّه: ما هذا الدّين الّذي أحدثت؟ والله لا آكل ولا أشرب حتّى ترجع إلى ما كنت عليه، أو أموت فتعيّر بذلك أبد الدّهر، يقال: يا قاتل أمّه. ثمّ إنّها مكثت يوما وليلة لم تأكل ولم تشرب ولم تستظلّ، فجاء سعد إليها وقال: يا أمّاه لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني، فكلي وإن شئت فلا تأكلي فلمّا أيست منه أكلت وشربت. فأنزل الله: وَإِنْ جاهَداكَ ... إلى آخر الآيات) * [ تفسير البغوي (5/ 188) .]

15-* (يقول شيخ الإسلام ابن تيميّة- رحمه الله-: ليس للقلوب سرور ولا لذّة إلّا في محبّة الله والتّقرّب إليه بما يحبّه، ولا تمكن محبّته إلّا بالإعراض عن كلّ محبوب سواه، وهذا حقيقة لا إله إلّا الله وهي ملّة إبراهيم الخليل عليه السّلام، وسائر الأنبياء والمرسلين

صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين، أمّا شقّها الثّاني محمّد رسول الله: فمعناه تجريد متابعته صلّى الله عليه وسلّم فيما أمر والانتهاء عمّا نهى عنه وزجر. ومن هنا كانت «لا إله إلّا الله» ولاء وبراء نفيا وإثباتا ... ) *

[ فتاوى ابن تيمية (28/ 32) .]

16-* (قال البغويّ: والعمل على هذا عند عامّة أهل العلم من الصّحابة فمن بعدهم على: أنّ الكافر لا يرث المسلم والمسلم لا يرث الكافر لقطع الولاية بينهما) * [ شرح السنة (8/ 364) .]

17-* (يقول الشّيخ محمّد بن عبد الوهاب: «واعلم أنّ الإنسان ما يصير مؤمنا بالله إلّا بالكفر بالطّاغوت، والدّليل هذه الآية- يعني الآية/ 256 من سورة البقرة فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ ... [ الدرر السنية (1/ 95) .]

18-* (قال الشّوكانيّ رحمه الله: وأولياء الله سبحانه متفاوتون في الولاية بقوّة ما رزقهم الله سبحانه من الإيمان، فمن كان أقوى إيمانا كان في باب الولاية أعظم شأنا وأكبر قدرا وأعظم قربا من الله وكرامة لديه) * [ ولاية الله والطريق إليها (242) .]

19-* (قال الشّيخ عبد الرّحمن بن حسن آل الشّيخ: فتبيّن أنّ معنى «لا إله إلّا الله» توحيد الله بإخلاص العبادة له، والبراءة من كلّ ما سواه. وذكر الله سبحانه أنّ هذه البراءة، وهذه الموالاة هي شهادة أن لا إله إلّا الله) *

[ فتح المجيد (79) .]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثمانون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

 [من فوائد (الولاء والبراء)]

(1) بيان صفة أولياء الله وفضائلهم المتنوّعة.

(2) محبّة الله لأوليائه المؤمنين الّتي هي أعظم ما تنافس فيه المتنافسون.

(3) إنّ الله مع أوليائه المؤمنين وناصرهم ومؤيّدهم ومسدّدهم ومجيب دعواتهم.

(4) إخلاص العبادة لله وحده دون غيره.

(5) الولاء والبراء يقتضي عدم الاحتكام إلى أيّ طاغوت في أيّ حكم من الأحكام الدّينيّة أو الدّنيويّة.

(6) عدم موالاة الكفّار في أيّ حال من الأحوال ويعني ذلك: عدم التّقرّب إليهم أو مودّتهم بالأقوال أو الأفعال أو النّوايا، وعدم التّشبّه بهم.

(7) المؤمنون بعضهم أولياء بعض والكفرة بعضهم من بعض وهم جميعا عدوّ

للمؤمنين. [الأنترنت – موقع شبكة مشكاة الإسلام ]

الموالاة بين المدح والذم:

الموالاة إذا كانت بين المؤمن وربّه أو بين المؤمنين بعضهم وبعض فهي الموالاة المحمودة المأمور بها شرعا، وهي الّتي تورث العزّ في الدّنيا وتكسب الفوز والنّجاة في الآخرة، أمّا إذا كانت الموالاة بين الكفّار والمنافقين بعضهم وبعض أو بينهم وبين الشّيطان، أو تلك الّتي يكون الكافر أو الشّيطان طرفا فيها فهي الموالاة المذمومة المنهيّ عنها، وهي الّتي تورث ذلّ الدّنيا وغضب الله وعقابه في الآخرة، وهذه الأخيرة يتبرّأ منها أطرافها ولا يغني بعضهم عن بعض شيئا في الآخرة.

يقول الرّاغب: نفى الله تعالى الولاية بين المؤمنين والكافرين في غير آية، من ذلك قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ (المائدة/ 51) ، وقال سبحانه يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ (الممتحنة/ 1) وجعل سبحانه بين الكافرين والشّياطين موالاة في الدّنيا، ونفى بينهم الموالاة في الآخرة قال سبحانه في الموالاة بينهم في الدّنيا والْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ (التوبة/ 67) وقال سبحانه إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ (الأعراف/ 30) ولمّا جعل بينهم وبين الشّيطان موالاة، جعل للشّيطان في الدّنيا عليهم سلطانا، ومن نفي الموالاة بينهم في الآخرة قوله سبحانه { يوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً (الدخان/ 41) .[الأنترنت – موقع كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - [مجموعة من المؤلفين [الولاء والبراء]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الواحدة والثمانون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*الْفرق بين الْمولى وَالْوَلِيّ :

أَن الْوَالِي يجْرِي فِي الصّفة على العان والمعين تَقول الله ولي المؤمنيين أَي معينهم وَالْمُؤمن ولي الله أَي المعان بنصر لاله عز وَجل وَيُقَال أَيْضا الْمُؤمن ولي الله وَالْمرَاد أَنه نَاصِر لأوليائه وَدينه وَيجوز أَن يُقَال الله ولي لامؤمنين بِمَعْنى أَنه يَلِي فظهم وكلاءتهم كولي الطِّفْل الْمُتَوَلِي شَأْنه وَيكون الْوَلِيّ على وَجه مِنْهَا ولي الْمُسلم الَّذِي يلْزمه الْقيام بِحقِّهِ إِذا احْتَاجَ اليه وَمِنْهَا الْوَلِيّ الحليف المعاقد وَمِنْهَا ولي الْمَرْأَة الْقَائِم بامرهاومنها ولي الْمَقْتُول الَّذِي هُوَ أَحَق بالمطالبة بدمة وأصل الْوَلِيّ جعل الثَّانِي بعد الأول من غير فصل من قَوْلهم هَذَا يَلِي ذَلِك وليا وولاه الله كَأَنَّهُ يَلِي أمره وَلم يكله إِلَى غَيره وولاه أمره وَكله إِلَيْهِ كانه جعله بِيَدِهِ وَتَوَلَّى أَمر نَفسه قَامَ من غير وسيطة وَولى عَنهُ خلاف والى إِلَيْهِ وَولى بَين رميتين جعل إِحْدَاهمَا تلِي الأخرة وَالْأولَى هُوَ الَّذِي الْحِكْمَة اليه أدعى وَيجوز أَن يُقَال معنى الْوَلِيّ أَنه يحب الْخَيْر لوَلِيِّه كَمَا أَن معنى الْعَدو أَنه يُرِيد الضَّرَر لعَدوه وَالْمولى على وُجُوه هُوَ السَّيِّد والمملوك والحليف وَابْن الْعم وَالْأولَى بالشَّيْء والصاحب وَمِنْه قَول الشَّاعِر (من الطَّوِيل)

 (وَلست بمولى سواة أدعى لَهَا *** فَإِن لسوات الْأُمُور مواليا)

أَي صَاحب سوأة وَتقول الله مولى الْمُؤمنِينَ بِمَعْنى أَنه معينهم وَلَا يُقَال إِنَّهُم موالية بِمَعْنى معينوا أوليائه كَمَا تَقول إِنَّهُم أولياؤه بِهَذَا الْمَعْنى [ الأنترنت – موقع كتاب الفروق اللغوية للعسكري ]

* حال الأمة الإسلامية مع مبدأ الولاء والبراء :

لقد تغير لدى كثير من المسلمين في هذا الزمان مفهوم الولاء والبراء، وبعد عهدهم عن فهمه، ونوع هذا الجهل والتفريط في حق هذه الحقيقة لا يغير من هذه الحقيقة الناصعة شيئاً؛ لأن الولاء والبراء هما الصورة الفعلية التطبيقية الواقعية لعقيدة لا إله إلا الله محمد رسول الله، فهو مفهوم ضخم في حفظ المسلم لمقدار ضخامة وعظمة هذه العقيدة، ولن تتحقق كلمة التوحيد في الأرض إلا بتحقيق الولاء لمن يستحقون الولاء، والبراء ممن يستحقون البراء، هذه القضية ليست تندرج -كما يحسب بعض الناس- في القضايا الجزئية أو الثانوية، ولكنها قضية إيمان وكفر، كما قال الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة:23 - 24]، وقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة:51].

يقول الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله تعالى: إنه ليس في كتاب الله حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم -أي: حكم الولاء والبراء- بعد

وجوب التوحيد وتحريم ضده.

أي: أنه لا يوجد حكم في القرآن بعد التوحيد وتحريم الشرك الذي هو ضد التوحيد، لا يوجد حكم أوضح وأقوى وأكثر أدلة من هذا الحكم، الذي هو موالاة المؤمنين ومعاداة المشركين.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانية والثمانون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

** حال الأمة الإسلامية مع مبدأ الولاء والبراء :

لقد قامت الأمة الإسلامية بقيادة البشرية دهراً طويلاً، حيث نشأت هذه العقيدة الغراء في ربوع المعمورة وأخرجت بالفعل الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ثم ما الذي حدث بعد ذلك؟ لقد تقهقرت هذه الأمة إلى الوراء، بعد أن تركت الجهاد، وأخذت بأذناب البقر، حينما اشتغلوا بالزرع بمتاهات أمور الدنيا، وتراجعت بعد أن زهدت في الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام، ثم تبعت الأمم الأخرى وصارت في ذيلها بعد أن ركنت إلى حياة الدعة والرفاهية والبذخ والمجون، ثم تبلبلت الأفكار بعد أن خلطت نبعها الصافي بالفلسفات الجاهلية والهرطقة البشرية، ثم دخلت هذه الأمة في طاعة الكافرين، واطمأنت إليهم، وطلبت صلاح دنياها بذهاب دينها؛ فخسرت الدنيا والآخرة، وموالاة الكفار هي منبع هذا الفساد والخسارة، كما قال الله عز وجل: {إِلَّا تَفْعَلُوهُ} [الأنفال:73] يعني: إلا تراعوا حدود الولاء والبراء، {تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال:73].[ الأنترنت –موقع المكتبة الشاملة- عقيدة الولاء والبراء  - [محمد إسماعيل المقدم]

*أدلة الكتاب والسنة على أن الولاء والبراء من صميم عقيدة التوحيد  :                                                                              الولاء والبراء من أعظم لوازم ومقتضيات كلمة لا إله إلا الله، قال الله عز وجل: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [آل عمران:28]، ويقول عز وجل: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران:31 - 32].

ويقول عز وجل مبيناً حقيقة أعداء الله من اليهود والنصارى ومن عداهم من المشركين: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء:89]، معلوم أن الإنسان أحياناً يكون إنساناً فاسداً، أو مستغرقاً في الشهوات والفساد وهو يعلم أن هذا فساد؛ لكن تجد الفاسد يحب أن يفسد غيره، فيكونون سواء في هذا الفساد، فتجده فاسداً في نفسه، ومفسداً لغيره حريصاً على إفساده، فهذا من مرض القلب، فالله سبحانه وتعالى الذي يطلع على قلوب هؤلاء الكفار، يخبر عما في قلوبهم فيقول: ((وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ)).

ويقول عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة:51]، ويقول عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ} [المائدة:54].

أما الأحاديث فمنها: ما رواه الإمام أحمد عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعه وقال له: أن تنصح لكل مسلم، وتبرأ من كل كافر)، كان جرير ممن بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم بيعة خاصة على النصح لكل مسلم، وعلى أن يبرأ من كل كافر، حتى كان الرجل إذا أراد جرير أن يشتري منه شيئاً، أو باع له سلعة بسعر، وهو يرى أن السعر يستحق أكثر من ذلك، فيراجعه ويعطيه السعر الأغلى عملاً بهذا الحديث، حتى لو كان هو المشتري، فيزيد البائع لو علم أن السلعة تستحق أكثر من الثمن الذي طلبه البائع.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثالثة والثمانون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

** حال الأمة الإسلامية مع مبدأ الولاء والبراء :

وروى ابن أبي شيبة بسنده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله).

وروى الطبراني في الكبير عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك).

إذاً هذه الأمور من أعظم ما تحصل به مرتبة ولاية الله سبحانه وتعالى: (من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله؛ فإنما تنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك، وقد صارت مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئاً).

قول ابن عباس رضي الله عنهما: (ووالى في الله) هذا بيان للازم المحبة في الله؛ لأنه بدأ بقوله: من أحب في الله وأبغض في الله، والتطبيق العملي للحب القلبي أن يوالي في الله وأن يعادي في الله سبحانه وتعالى، فهذا فيه إشارة إلى أن مجرد الحب لا يكفي؛ بل لا بد مع ذلك الحب القلبي من الموالاة باطناً وظاهراً؛ لأن هذه هي لوازم المحبة، وهي النصرة والإكرام والاحترام وأن يكون مع المحبوبين باطناً وظاهراً.

وقوله: (وعادى في الله) هذا أيضاً لازم البغض في الله، وهو المعاداة فيه، أي: إظهار العداوة بالفعل والجهاد لأعداء الله، والبراءة منهم، والبعد عنهم باطناً وظاهراً، وهذا إشارة من ابن عباس رضي الله عنهما إلى أنه لا يكفي مجرد البغض؛ بل لا بد مع ذلك من الإتيان بلازمه، كما قال الله عز وجل: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة:4].

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الرابعة والثمانون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

** حال الأمة الإسلامية مع مبدأ الولاء والبراء :

فالولاء في الله: هو محبة الله، ونصرة دينه، ومحبة أوليائه ونصرتهم، والبراء هو بغض أعداء الله ومجاهدتهم، وعلى ذلك جاءت تسمية الشارع الحكيم

للفريق الأول: بأولياء الله، وسمى الفريق الثاني: أولياء الشيطان، فقال عز

وجل: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة:257]، وقال عز وجل: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ} [النساء:76].

إن أعداء الله تعالى يريدون بكل ما أوتوا من قوة أن يقضوا على هذا الأصل العظيم من أصول الإسلام، فنجد الملحدين واليهود والنصارى والشيوعيين وغيرهم من أعداء الله يريدون تغيير عقيدة المسلمين وتجريد شخصيتهم؛ حتى ينفذ مخططهم في جعلهم حميراً للشعب المختار؛ لأن اليهود يعتقدون أن كل الأمم عندهم عبارة عن حمير خلقوا ليستخدمهم اليهود كالحمير؛ لأنهم شعب

 الله المختار -زعموا- كما نصت على ذلك بروتوكولات حكماء صهيون.

لقد طارت الدعوات الملحدة والمشبوهة لتقضي على هذا الأصل الأصيل، فنادى قوم بالأخوة وبالإنسانية والمساواة، وأن الدين لله، والوطن ليس لله، ويعبرون عنه بقولهم: الدين لله والوطن للجميع، والله يقول: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [آل عمران:189].

هذه الأدلة التي أسلفناها من الكتاب والسنة توضح أن الولاء والبراء من

لوازم لا إله إلا الله، وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن تحقيق

شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي: ألا يحب إلا لله، ولا يبغض إلا لله، ولا يوالي إلا لله، ولا يعادي إلا لله، وأن يحب ما أحبه الله، ويبغض ما أبغضه الله، ويوالي المؤمنين بأي مكان حلوا، ويعادي الكافرين ولو كانوا أقرب قريب. [ الأنترنت –موقع المكتبة الشاملة- عقيدة الولاء والبراء  - [محمد إسماعيل المقدم]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الخامسة والثمانون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*العداوة بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان :

العداوة بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان بدأت يوم أمر الله سبحانه وتعالى الملائكة بالسجود لآدم: {فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة:34]، من يومها قال الله عز وجل: {وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} [البقرة:36]، وقال عز وجل: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [التغابن:2]، فتكرر ذكر قصة آدم وإبليس في القرآن في سور كثيرة، في سورة البقرة والأعراف وغيرهما.

وقد حذر الله عز وجل من اتباع إبليس اللعين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة:208]، وقال عز وجل: {يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ} [الأعراف:27]، وقال عز وجل كاشفاً مخططه: {لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} [النساء:118]، وقال الله عز وجل: {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ * أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} [يس:59 - 61]، فأي معصية أو شرك في الوجود إنما هو طاعة لإبليس؛ لأنه هو الذي يزينه وجنوده لعباد الله سبحانه وتعالى، فيوقعهم في الشرك وفي المعاصي.

وما زلنا نقرأ في كتب التفاسير وكتب التوحيد أن هذا هو تفسير عبادة الشيطان، وما كان الإنسان يتخيل أنه فعلاً يوجد أناس يعبدون الشيطان حقيقة، حتى أخبرني من أهل الخبرة أخ حديث عهد بأمريكا، أنه يوجد في بعض البلاد في أمريكا فئة تعبد الشيطان، ويسمون أنفسهم (ديفن) و (ستيفر)، أي: عباد الشيطان، ويذكر هذا الأخ الفاضل أن معهم معابد مخصوصة لها سقوف يعبدون فيها الشيطان، ويأتي بعض المغفلين -للأسف- من أبناء المسلمين أو المحسوبين على المسلمين يسمعون تلك الأغاني الأمريكية الساخرة ويرددونها، مع أن فيها مقاطع من عبادة الشيطان! فهم مثل الببغباوات، يرددون ولا يفقهون ما يقولون، وهو فسق على فسق، وزيادة في الكفر، فأولئك يعبدون الشيطان حقيقة، وهناك معابد لعبادة الشيطان، ولا يستخفون بذلك، وهذا من أعجب ما نسمعه في هذه الأزمان! أما المشهد الأخير الذي يحكيه الله سبحانه الله وتعالى، وهو يقع بين الشيطان وعباده، فهو خطبة إبليس حينما يقف خطيباً يوم القيامة: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ} [إبراهيم:22]، هذا الشرك لم يكن إلا مجرد أن دعاهم فاستجابوا له، كما جاء على لسانه، وكما يقولون: الأشياء تعود لأصلها، فأشباه إبليس يعودون إلى أصلهم وهو إبليس، والذي هو عدو آدم، وأولياء الرحمن وأتباع رسله يعودون إلى آدم.[ الأنترنت –موقع المكتبة الشاملة- عقيدة الولاء والبراء  - [محمد إسماعيل المقدم]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السادسة والثمانون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*العداوة بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان :

*وجوب البراءة من المشركين وعداوتهم :

لا يستقيم للإنسان إسلام -ولو وحد الله وترك الشرك- إلا بعداوة المشركين، والتصريح لهم بالعداوة والبغض، كما قال الله عز وجل: {لا تَجِدُ قَوْمًا} [المجادلة:22] يعني: لا يمكن أن تجد قوماً {يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة:22].

إن هذه البراءة من المشركين هي القاسم المشترك بين كل الملل غير دين

الإسلام، كل ما سوى الإسلام القاسم المشترك بينها: أننا نعاديهم في الله،

ونتبرأ منهم ومن طريقتهم، مهما كانت أصنافهم من مشركين وكفار ومنافقين.

فطبيعة المنهج الإسلامي تعكس طبيعة التعارض والتنافر الصريح بين منهجين في الحياة لا التقاء بينهما في صغيرة ولا كبيرة، فكما يصر المؤمنون على التمكين لدينهم في الأرض، وإخراج الناس كافة من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده؛ كذلك يصر الكفار على سحق المنهج الرباني الذي يهدد وجودهم ومنهاجهم: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة:217]، فليس للمشركين همٌّ ولا شغل إلا أن يردوا المسلمين عن دينهم، وهم يبذلون في سبيل ذلك الأموال الطائلة: {فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} [الأنفال:36].

أما المشركون فقد أخبرنا الله عن دخيلة في قلوبهم، وعما في صدورهم، فقال الله عز وجل: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة:32 - 33]، وقال عز وجل: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة:105]، أما في أهل الكتاب فقال عز وجل مخبراً عما في قلوبهم تجاه المسلمين: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:120]، وقال عز وجل: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى} [المائدة:82] ما علة ذلك؟ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة:82]، القسيسون: هم العلماء، والرهبان: هم العباد.

قوله: ((وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ)) يعني: إذا سمعوا القرآن آمنوا به وتواضعوا

للحق لما جاءهم، فهذا وصف فيمن أسلم ودخل في دين الإسلام، أما من أعرض عن القرآن من النصارى أو من غيرهم فإنه يدخل في قوله تعالى: {فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة:275].

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السابعة والثمانون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*العداوة بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان :

وقال عز وجل: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} [النساء:44]، وقال عز وجل: {وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ} [آل عمران:119].

وقال في المنافقين: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [البقرة:9]، وقال فيهم: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} [البقرة:16]، وقال أيضاً: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ * يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ} [المنافقون:7 - 8].

فجاء الرد الحاسم والحازم تجاه هذه المؤامرات من أعداء الله: {قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى} [البقرة:120]، هذا أسلوب حصر وقصر للهدى فيما جاء به الله عز وجل، فما عداه ليس بهدى.

فحقيقة العداوة هي اختلاف الدينين، وافتراق المنهجين: إما اتباع دين الله، أو اتباع ملة الكفر والطغيان.

بعض الناس يتصور أن المسلمين قضيتهم فقط إقامة الحدود، فإذا استجاب الحكام لهذه المطالب، بأن تقطع يد السارق، ويجلد الشارب، ويرجم الزاني وهكذا، فإن القضية قد انتهت القضية ليست مساومة على بعض المطالب، القضية هي أنه لا بد أن يكون هناك إسلام لله سبحانه وتعالى، أن ينقاد كل الناس لله تعالى ولشرعه، وليس مجرد الأخذ بجزئيات من الشريعة

والإعراض عنها من الجانب الآخر.

فالقضية قضية إسلام لله، وليس الإسلام المقيد ببعض جزئيات الإسلام، وهذه المطالب لا شك أنها إسلامية، وواجبات من واجبات الأمة الإسلامية؛ لكن المشكلة أن هذه هي هدفنا في هذه الحياة، قد يجاملنا البعض بذكر آيات من القرآن أو يتبرك بها، أو يقيم بعض الحدود، فنرضى منه بذلك، كما يقولون: يركب الموجة لأن هذا يرضي الناس، وهذا كما نرى اليوم في بعض معارض الملابس يقول لك: هذه ملابس المحجبات، مع أنه حجاب نصفي، ليس هو الحجاب الذي أراده الله، بل هي كما يقولون: موضة إسلامية! يحاولون أن يصرفوا المرأة ويحرفوها عن الطريق الصحيح.

فالقضية ليست قضية أحكام محددة، لكن القضية قضية شريعة في حالة إعراض عنها، ونبذ لها وراء ظهورهم، هذه هي القضية، فلا بد من إسلام لله سبحانه وتعالى بالمعنى الشامل للإسلام، وليس مجرد هذه الجزئيات، فلا نحصر همنا في أشياء محدودة، ولكن الأمر والقضية أوسع من ذلك وأكبر من ذلك، فإما دين الله واتباع شرعه، وموالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين، أو دين باطل، واتباع الهوى والشهوات، والانضمام إلى حزب الشيطان، فعلى أولياء الرحمن أن يستعلوا بدينهم، وأن يعتزوا بهذا الدين فوق وطأة الباطل، فإنهم هم المنصورون، يقول الله عز وجل: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب)، وقال عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل:128]، وقال سبحانه: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} [الأنفال:12]، وقال عز وجل: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ} [محمد:11].

[ الأنترنت –موقع المكتبة الشاملة- عقيدة الولاء والبراء  - [محمد إسماعيل المقدم]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثامنة والثمانون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*وجوب موالاة المؤمن لأخيه ولو ظلمه وأساء إليه :

الأمر الثاني: أن المؤمن يوالي أخاه المؤمن والمسلم حتى ولو ظلمه أخوه؛ لأن الظلم لا يقطع الموالاة الإيمانية، ولا يقضي على الأخوة الإسلامية، يقول الله عز وجل: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات:9]، ويقول الله عز وجل بعد ذلك: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات:10]، فمع وقوع الاقتتال أثبت الأخوة الإيمانية، فالقتال قد يكون فيه ظالماً ومظلوماً، ومع ذلك لا تنقطع الأخوة الإيمانية؛ لأنه ما زال في دائرة الإسلام والإيمان، فالمسلم الذي ظلمك لا تساوه بالكافر، حتى وإن أحسن إليك الكافر وعدل معك، فهذا الكافر ليس معه أعظم شعب الإيمان، وهو لا إله إلا الله، فهو منجس ومقذر بأقذر شيء في الوجود وهو الشرك، فهذا الكافر لا يستوي بالمسلم أبداً، حتى ولو تلبس المسلم ببعض المعاصي.

ولكننا نجد بعض الناس المخذولين، الذين خذلهم الله ولم يوفقهم إلى هذا الفهم، يفضلون الكافر على المسلم لمجرد أن يصدر من المسلم معصية أو تقصير في جانب معين، وقد يخادعه الكافر في نوع من الإحسان بصورة أو بأخرى فيقول: انظر الكافر نفعني أفضل من المسلم، النصارى أحسن من المسلمين وهكذا!! فيخذل وينطق الشيطان على لسانه بهذه الكلمات العظيمة، فالمشرك ولو عدل معك وأحسن إليك فهو أعدى عدو للناس، يقول الله عز وجل: {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ * الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [فصلت:6 - 7]، يعني: زكاة قلوبهم من هذا الشرك، لا يطهرون قلوبهم من الشرك، فالمشرك أقذر مخلوق في الوجود، حتى لو بدا جسده في أنظف صورة؛ لأنه نجس بأعظم شيء في الوجود: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} [التوبة:28]، فينبغي الالتفات إلى هذا المعنى.

أيضاً: إذا اجتمع في الرجل الواحد شر وخير، وفجور وطاعة ومعصية، وسنة

 وبدعة، فهذا خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، فهو يستحق من الموالاة بقدر ما فيه من الخير، ويستحق من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر،

فقد يجتمع في الإنسان الواحد بعض موجبات الإكرام وبعض موجبات الإهانة.

فالمسلم مثلاً قد تقطع يده بسبب سرقته؛ ولكنه مع ذلك يعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته، والدليل على هذا المعنى وهو أن المسلم قد يحب من وجه ويبغض من وجه، يحب لإسلامه ويبغض لفسقه أو بدعته أو معصيته، حديث عبد الله بن حمار، الذي كان يضحك الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان يؤتى به كثيراً وقد شرب الخمر، فكان يقام عليه الحد، والمفروض أن الإنسان متى أقيم عليه الحد فلا يعير به ولا يشنع عليه، ولا يلام؛ لأن هذا الحد يطهره من المعصية، فلما أتي به يوماً قال رجل من الحاضرين: (لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله).[ الأنترنت –موقع المكتبة الشاملة- عقيدة الولاء والبراء  - [محمد إسماعيل المقدم]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة التاسعة والثمانون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*البراءة من كل من حاد الله ورسوله :

أولاً: أن المؤمن يتبرأ ممن حاد الله ورسوله، ولو كان أقرب قريب إليه؛ لقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة:23 - 24].

وقال عز وجل: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة:55 - 56]، وقال عز وجل: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ} [التوبة:71].

فهذا هو التنبيه الأول: أن المؤمن يتبرأ ممن حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب إليه، وجاء في تفسير قوله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة:78 - 79]، يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحاديث أن أول ما دخل الشر والنقص على بني إسرائيل: (أن الرجل منهم كان يلقى أخاه على ما يكره على معصية الله، فيقول: يا أخي! اتق الله ودع هذا؛ فإن هذا لا يحل لك، ثم يأتيه من الغد فيجده على نفس الحالة التي كان عليها بالأمس، فلا يمنعه ذلك من أن يكون أكيله وشريبه وقعيده)، يعني: بمذهب صيغة المبالغة، قال:) فيتمادى في مؤاكلته ومشاربته ومجالسته، ولا يغضب لله، ولا يتمعر وجهه في سبيل الله، فمن أجل ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض، ولعنهم كما ذكر في كتابه).

[ الأنترنت –موقع المكتبة الشاملة- عقيدة الولاء والبراء  - [محمد إسماعيل المقدم]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة التسعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

* علامات الإيمان والولاية ومحبة الله :

كيف يعرف الشخص أنه مؤمن وليس منافقا مع أن سيدنا عمر شك في نفسه فنحن من باب أولى أن نشك في أنفسنا؟ وكيف يعرف أنه من أولياء الله؟ وما معنى أنه من أولياء الله؟ وكيف يعرف أن الله يحبه؟

*يعرف الشخص أنه مؤمن بتحقيقه لأركان الإيمان بالله تعالى وفعله

الطاعات واجتنابه للمعاصي، فإذا حقق هذا فقد أحرز الإيمان إن شاء الله تعالى ، وأولياء الله تعالى هم الذين يتولونه بالطاعة ويتولاهم بالكرامة، فقد حققوا الإيمان بالله تعالى واتصفوا بتقواه فمن أحرز ذلك فهو من جملة أولياء الله تعالى.

قال أبو حيان في البحر المحيط: أولياء الله هم الذين يتولونه بالطاعة ويتولاهم بالكرامة، وقد فسر ذلك في قوله: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ، وعن سعيد بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أولياء الله فقال: هم الذين يذكرون الله برؤيتهم يعني السمت والهيئة. وعن ابن عباس: الإخبات والسكينة. وقيل: هم المتحابون في الله. قال ابن عطية: وهذه الآية يعطي ظاهرها أن من آمن واتقى فهو داخل في أولياء الله، وهذا هو الذي تقتضيه الشريعة في الولي، وإنما نبهنا هذا التنبيه حذرا من مذهب الصوفية وبعض الملحدين في الولي. انتهى. وإنما قال حذرا من مذهب الصوفية لأن بعضهم نقل عنه أن الولي أفضل من النبي وهذا لا يكاد يخطر في قلب مسلم. انتهى.

وقال ابن كثير في تفسيره: يخبر تعالى أن أولياءه هم الذين آمنوا وكانوا يتقون

 كما فسرهم ربهم فكل من كان تقيا كان وليا: أنه لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ فيما يستقبلون من أهوال القيامة. وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ على ما ورراءهم في الدنيا. انتهى.

ومن علامات حب الله تعالى لعبده المؤمن ما يلي:

1. توفيقه للازدياد من الخير والطاعات. 2. توفيقه للتوبة.

3. التوفيق لحفظ جوارحه من المعاصي.

4. أن يوضع له القبول في الأرض ويحبه المؤمنون.

[ الأنترنت –موقع المكتبة الشاملة- دروس للشيخ عبد الله الجلالي [علامات الإيمان والولاية ومحبة الله]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الواحدة والتسعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*صفات أولياء الله :

وإذا عرف أن الناس فيهم أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، فيجب أن يفرق بين هؤلاء وهؤلاء، كما فرق الله ورسوله بينهما، فأولياء الله هم المؤمنون المتقون، كما قال تعالى: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

 * الذين آمنوا وكانوا يتقون} .

[الإيمان والتقوى]                                                                                                                               وفي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله تعالى: من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة - أو فقد آذنته بالحرب - وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي

يبطش بها، ورجله التي يمشي بها» .

- وفي رواية فبي يسمع وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي - «ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته.

ولابد له منه» وهذا أصح حديث يروى في الأولياء، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أنه من عادى وليا لله فقد بارز الله في المحاربة.

[الحب في الله والبغض في الله]

وفي حديث آخر: «وإني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب» أي: آخذ ثأرهم ممن عاداهم كما يأخذ الليث الحرب ثأره، وهذا لأن أولياء الله هم الذين آمنوا به ووالوه، فأحبوا ما يحب، وأبغضوا ما يبغض، ورضوا بما يرضى، وسخطوا بما يسخط، وأمروا بما يأمر، ونهوا عما نهى، وأعطوا لمن يحب أن يعطى، ومنعوا من يحب أن يمنع، كما في الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أوثق عرى الإيمان: الحب في الله والبغض في الله» وفي حديث آخر رواه أبو داود وقال: «من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان» .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانية والتسعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

 *صفات أولياء الله : [موالاة الطاعات]

والولاية: ضد العداوة، وأصل الولاية: المحبة والقرب، وأصل العداوة: البغض والبعد. وقد قيل أن الولي سمي وليا من موالاته للطاعات، أي متابعته لها، والأول أصح. والولي: القريب، يقال: هذا يلي هذا،أي يقرب منه.

ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: «ألحقوا الفرائض بأهلها فما أبقت الفرائض فلأولى رجل ذكر» أي لأقرب رجل إلى الميت.

ووكده بلفظ الذكر ليبين أنه حكم يختص بالذكور، ولا يشترك فيه الذكور والإناث، كما قال في الزكاة: «فابن لبون ذكر» .

فإذا كان ولي الله هو الموافق المتابع له فيما يحبه ويرضاه، ويبغضه ويسخطه، ويأمر به وينهى عنه، كان المعادي لوليه معاديا له، كما قال تعالى: {لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} فمن عادى أولياء الله فقد عاداه،

 ومن عاداه فقد حاربه، فلهذا قال: «ومن عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة»

[أفضل أولياء الله]

وأفضل أولياء الله هم أنبياؤه، وأفضل أنبيائه هم المرسلون منهم، وأفضل المرسلين أولو العزم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه} وقال تعالى: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا * ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما} .  [ الأنترنت –موقع المكتبة الشاملة- [صفات أولياء الله] ابن تيمية]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثالثة والتسعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*شروط الولي :

     لا يكون وليا لله إلا من آمن بالرسول وبما جاء به واتبعه باطنا وظاهرا ومن ادعى محبة الله وولايته وهو لم يتبعه فليس من أولياء الله؛ بل من خالفه كان من أعداء الله وأولياء الشيطان قال تعالى: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [آل عمران:31]

قال الحسن البصري رحمه الله ادعى قوم أنهم يحبون الله فأنزل الله هذه الآية محنة لهم وقد بين الله فيها أن من اتبع الرسول فإن الله يحبه ومن ادعى

 محبة الله ولم يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم فليس من أولياء الله وإن كان كثير من

الناس يظنون في أنفسهم أو في غيرهم أنهم من أولياء الله ولا يكونون من أولياء الله فاليهود والنصارى يدعون أنهم أولياء الله وأحباؤه. قال تعالى: قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ الآية [المائدة: 18].

وقال تعالى: وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ إلى قوله وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة: 111، 112].

وكان مشركو العرب يدعون أنهم أهل الله لسكناهم مكة ومجاورتهم البيت وكانوا يستكبرون به على غيرهم كما قال تعالى قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ [المؤمنون:66، 67] وقال تعالى: وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ إلى قوله وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ [الأنفال:30 - 34] فبين سبحانه أن المشركين ليسوا أولياءه ولا أولياء بيته إنما أولياؤه المتقون. وثبت في الصحيحين عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول جهارا من غير سر: ((إن آل فلان ليسوا لي بأولياء - يعني طائفة من أقاربه - إنما وليي الله وصالح المؤمنين)) [ رواه مسلم (215/ 366). من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه.]

وهذا موافق لقوله تعالى {فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين }الآية. {وصالح المؤمنين } هو من كان صالحا من المؤمنين وهم المؤمنون المتقون أولياء الله.

ودخل في ذلك أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر أهل بيعة الرضوان الذين بايعوا تحت الشجرة وكانوا ألفا وأربعمائة وكلهم في الجنة كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة)) [ رواه أبو داود (4653) , والترمذي (3860) , والنسائي في ((السنن الكبرى)) (6/ 464) , وابن حبان (11/ 127) , وأحمد (3/ 350) (14820) , من حديث جابر رضي الله عنه, والحديث سكت عنه أبو داود, وقال الترمذي حسن صحيح, وصححه الألباني في ((صحيح الترمذي)).]

 ومثل هذا الحديث الآخر: ((إن أوليائي المتقون أيا كانوا وحيث كانوا))    [ رواه الإمام أحمد (5/ 235) والطبراني كما في ((مجمع الزوائد)) (10/ 232) من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال الهيثمي (10/ 234): إسناده جيد وقال الألباني في ((فقه السيرة)) (453): صحيح.]

[الأنترنت –موقع المكتبة الشاملة- الدرر السنية]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الرابعة والتسعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*أنواع الولاية الشرعية :

والولاية شرعاً يحسن أن نشير إليها إجمالاً، فالولاية شرعاً تطلق على ثلاثة أمور: الأمر الأول: ولاية الله لعباده المؤمنين، كما قال تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة:257]، يحبهم، وهو سبحانه حافظهم وناصرهم إلى آخر ذلك مما يتبع لوازم الولاية.

الأمر الثاني: الولاية من المؤمنين لربهم،فالمؤمنون هم أولياء الله،يؤمنون به ويحبونه ويطيعونه ويعبدونه حق عبادته ويتقونه .

الأمر الثالث: ولاية المؤمنين بعضهم لبعض، وهي درجات، وهذه الولاية

 هي الولاية المقبولة الشرعية.

وهناك ولايات لم يرد ذكرها شرعاً، وهي ولايات غير شرعية، بمعنى: أنها لا تقوم على أساس شرعي، كولاية بعض المسلمين للكافرين، فهذه محرمة، وولاية الكافرين بعضهم لبعض، وولاية الطواغيت والشياطين لبعض بني آدم، هذه كلها ولايات تدخل في مفهوم الولاية الاصطلاحي العام، لكنها ليست ولايات مشروعة، فالولايات المشروعة هي ولاية الله لعباده المؤمنين، وولاية المؤمنين لربهم فهم أولياء الله وأحباؤه، وكذلك ولاية المؤمنين بعضهم لبعض، وهي تتفاوت على درجات وشعب كشعب الإيمان، فكما أن الإيمان يزيد وينقص ويتفاوت؛ كذلك الولاية بين المؤمنين تزيد وتنقص وتتفاوت.

قال رحمه الله تعالى: [فالمؤمنون أولياء الله، والله تعالى وليهم، قال الله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} [البقرة:257]، وقال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ} [محمد:11]، والمؤمنون بعضهم أولياء بعض، قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة:71]، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [الأنفال:72] إلى آخر السورة، وقال تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة:55 - 56].

فهذه النصوص كلها ثبت فيها موالاة المؤمنين بعضهم لبعض، وأنهم أولياء الله، وأن الله وليهم ومولاهم، فالله يتولى عباده المؤمنين فيحبهم ويحبونه، ويرضى عنهم ويرضون عنه، ومن عادى له ولياً فقد بارزه بالمحاربة].

ذكر الشيخ أنواع الولاية المشروعة في قوله: فهذه النصوص كلها ثبت فيها أولاً: موالاة المؤمنين بعضهم لبعض، وثانياً: أنهم أولياء الله، وثالثاً: أن الله وليهم ومولاهم، فالولايات الثلاث الشرعية ذكرها الشيخ بإيجاز هنا.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الخامسة والتسعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

 [حقيقة الولاية الكائنة بين الله جل جلاله وعباده المؤمنين]

قال رحمه الله تعالى: [وهذه الولاية من رحمته وإحسانه، ليست كولاية المخلوق للمخلوق لحاجة إليه، قال تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} [الإسراء:111]، فالله تعالى ليس له ولي من الذل، بل لله العزة جميعاً،

خلاف الملوك وغيرهم ممن يتولاه لذله وحاجته إلى ولي ينصره].

[تفاوت درجات الولاية]

قال رحمه الله تعالى: [والولاية أيضاً نظير الإيمان]: هنا سيقرر مسألة مهمة جداً يغفل عنها كثير من الناس، ويمكن أن نضع لها عنواناً، وهو: ثبوت أصل الولاية لكل مؤمن وتفاوت مقدارها، وهذا في أنواع الولاية الثلاثة، وأنواع الولاية الثلاثة كلها أصلها ثابت للمؤمنين والمسلمين عموماً، لكنها تتفاوت في مقدارها بين شخص وآخر بحسب ما عنده من التقوى والعمل الصالح، فمنها ما يكون ولاية كاملة، سواء من العبد لربه أو من الرب لعبده أو من المؤمن للمؤمن، فالمؤمن المتقي الصالح له الولاية الكاملة من الله عز وجل بحسب حاله، وله الولاية من المؤمنين الكاملة، وكذلك هو يتولى الله عز وجل بقدر ما يستطيع، أي: استنفذ جهده في ولايته لربه.

إذاً: فمن هنا يقرر ثبوت الولاية لكل مؤمن بدرجاتها الثلاث، وتفاوت مقدراها أيضاً بدرجاتها الثلاث؛ لأن هناك من يكون له جزء من الولاية، وهناك من يكون أمره بين الولاية والعداوة، وهناك من يكون إلى الولاية

الكاملة أكثر وأقرب، بحسب أعمالهم القلبية وأعمال الجوارح.

قال رحمه الله تعالى: [والولاية أيضاً نظير الإيمان، فيكون مراد الشيخ: أن أهلها في أصلها سواء، وتكون كاملة وناقصة، فالكاملة تكون للمؤمنين المتقين، كما قال تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} [يونس:62 - 64]، فـ {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس:63] منصوب على أنه صفة (أولياء الله) أو بدل منه، أو بإضمار (أمدح)، أو مرفوع

بإضمار (هم)، أو خبر ثان لـ (إن)، وأجيز فيه الجر بدلاً من ضمير عليهم.

وعلى هذه الوجوه كلها فالولاية لمن كان من الذين آمنوا وكانوا يتقون، وهم أهل الوعد المذكور في الآيات الثلاث، وهي عبارة عن موافقة الولي الحميد في محابه ومساخطه، ليست بكثرة صوم ولا صلاة ولا تملق ولا رياضة.

وقيل (الذين آمنوا) مبتدأ، والخبر: (لهم البشرى) وهو بعيد].

هنا يشير بهذا إلى طائفتين: إلى طائفة الخوارج الذين تشددوا في الدين وتنطعوا في مواصلة الصوم وفي كثرة الصلاة إلى حد يزيد على المشروع، وظنوا أن ذلك مقتضى الولاية، في حين أنهم خالفوا السنة وأمثالهم ممن تابعهم، فكثير من العباد والنساك بالغوا في العبادة حتى صارت منهاجهم هي أصول التصوف البدعي فيما بعد.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السادسة والتسعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

 [حقيقة الولاية الكائنة بين الله جل جلاله وعباده المؤمنين]

كما أنه يرد على فريق آخر، وهم الصوفية الذين يكتفون من معاني التقوى والعمل الصالح بالشكليات، إما بالرياضة النفسية والتحنث وكثرة التأمل والتفكير مع قلة الأعمال الصالحات، وأحياناً يتركون الأعمال، وإما بالتعبد والتحنث والانتقاء والسياحة الهائمة في الأرض بغير قصد، والإقامة في الزوايا والدويرات دون إسهام في الأعمال الصالحة من الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وشهود الجمعة والجماعات، وإما بالأشكال، فيلبسون الخرق الممزقة والثياب البالية، ويزعمون أن هذا هو مظهر التقوى، وأنه كاف في تحقيق الولاية! فهذه الأصناف كلها موجودة في الأمة، وكلها أخطأت معنى الولاية، وإلا فلا شك أن من أهم أمور الولاية القيام بحق الله عز وجل في الصوم والصلاة، ثم القيام بالنوافل في حدود المشروع من الصوم والصلاة ونحوهما من الأعمال الصالحة.

قال رحمه الله تعالى: [وقيل: (الذين آمنوا)، مبتدأ، والخبر: (لهم البشرى)، وهو بعيد؛ لقطع الجملة عما قبلها وانتثار نظم الآية].

في هذا إشارة إلى شبهة المعطلة والمؤولة من الفلاسفة ثم الجهمية ثم المعتزلة

ثم أهل الكلام كالكلابية والأشاعرة والماتريدية، كلهم يشير الشيخ هنا إلى

الرد عليهم في أنهم حينما أنكروا الأسماء أو أنكروا الصفات أو بعض الصفات أو بعض الأفعال إنما زعموا أن فيها ما يشير إلى التأثر أو التفاعل بين الخالق والمخلوق بما يؤدي إلى النقص في حق الله عز وجل.

فزعموا أن المحبة تكون لتفاعل بين المحبوبين، وأن التفاعل لا يخلو من حاجة كل واحد منهما إلى الآخر، فمنهم من أنكرها ومنهم من تأولها، وأنكروا الخلة، وأنكروا حتى الرحمة؛ لأنهم زعموا أن الرحمة تنبثق عن تأثر بين طرفين، فكلامه هنا إشارة إلى الرد عليهم، فحينما قال: [هذه الولاية من رحمته وإحسانه] أي أنها كمال من الله عز وجل ورحمة وإحسان، ولا تعني أن الله عز وجل يؤثر فيه شيء، أو أنه سبحانه بحاجة، أو أن علاقته بالمخلوقين كعلاقة المخلوقين بعضهم ببعض، فمحبته لأوليائه على ما يليق بجلاله سبحانه وتعالى مع غناه الكامل، ومحبته لعباده لا تعني حاجته إليهم، وإن احتاجوا هم إليه.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السابعة والتسعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

 [صفات أولياء الله وأقسامهم]

قال رحمه الله تعالى: [وأما أولياء الله الكاملون فهم الموصوفون في قوله تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [يونس:62 - 64].

والتقوى هي المذكورة في قوله تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} [البقرة:177]، إلى قوله: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة:177].

في هذه الآية ذكر تعالى صفات أهل الولاية الكاملة أهل التقوى الذين قاموا بحق الله عز وجل، ذكر منها عشر خصال: الإيمان بالله، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالملائكة، والإيمان بالكتب، والإيمان بالنبيين، ثم ذكر بعد ذلك إيتاء المال على حبه، ثم إقامة الصلاة، ثم إيتاء الزكاة، ثم الوفاء بالعهد،

 ثم الصبر في البأساء والضراء.

فهذه الخصال العشر إذا اجتمعت في إنسان على وجه شرعي فهو صاحب الولاية الكاملة لله عز وجل، نسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً من هذه الصنف.

قال رحمه الله تعالى: [وهم قسمان: مقتصدون ومقربون، فالمقتصدون: الذين يتقربون إلى الله بالفرائض من أعمال القلوب والجوارح.

والسابقون: الذين يتقربون إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، كما في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى: من عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة، وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته)].

في هذا الحديث وردت كلمة التردد، وهذه من الأمور التي تكثر إثارتها في

 الأيام الأخيرة، خاصة عندما أثار بعض الناس هذه المسائل على غير منهج السلف، كمسألة التردد ومسألة الهرولة، وإن كانت الهرولة لها خصوصية أكثر، لكن مثل هذه الأفعال التي وردت في حق الله عز وجل يؤمن بها كما جاءت على ظاهرها على ما يليق بجلاله عز وجل، ومن غير أن يورد المفهوم السلبي الناقص الذي يتبادر أحياناً إلى عقول بعض الناس، فباب الأخبار والأفعال أوسع من مسألة الصفات والأسماء، فليس كل فعل من أفعال الله يقصد به صفة، وليس كل خبر عن الله عز وجل يقصد به صفة، ومن ذلك ما في هذا الحديث.

فمسألة التردد يؤمن بها كما هي خبر عن الله عز وجل على ما يليق بجلاله، مع نفي ما يرد إلى الذهن من معنى التردد عند البشر؛ لأن البشر يتردد عن جهل وعن تقصير وعن ضعف.

فهذا المذكور عن الله تعالى إشارة إلى محبته لوليه، هذا هو المقصود، ومع ذلك لا تؤول كما يصنع المؤول، بل يؤمن بها كما هي وتثبت على حقيقتها كما وردت في السياق، ولكن لا نستنتج منها صفة، فلا يقال: من الصفات التردد؛ لأننا نعرف من السياق أن المسألة راجعة إلى ما بين الرب عز وجل وبين عبده، فإذا كنا نفهم هذا من السياق فإن المفهوم الكامل لهذه العبارة هو أن الله عز وجل يحب عبده ويكره له ما ينغصه، فيبقى اللفظ كما هو من دون أن يقال: إنه صفة؛ لأن إثبات الصفة يلزم منه لوازم أخرى زائدة عن مجرد إثبات السياق بما يكتنفه من قرائن وأحوال ومفهوم في المعنى العام.

ولذلك ما كان السلف يخوضون في هذه الأمور، يقولون: هذا الكلام حق ويبقى على ظاهره، ويثبت على ما يليق بجلال الله عز وجل، فقوله: (ما ترددت في شيء أنا فاعله) هذا كلام الله عز وجل الذي ذكره عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، ويبقى كما جاء من دون أن يؤخذ منه اسم ولا صفة؛ لأنه من باب الأفعال ومن باب الأخبار، والأفعال والأخبار أوسع من الصفات، وهذا يعني أنه ليس كل ما يرد من فعل أو خبر نقول: إنه يثبت منه صفة، وليس كل صفة لله عز وجل يثبت منها اسم، فالأسماء توقيفية، والصفات أوسع منها، والأفعال أوسع من الصفات، والأخبار أوسع من ذلك كله.

قال رحمه الله تعالى: [والولي: خلاف العدو، وهو مشتق من الولي: وهو

الدنو والتقرب، فولي الله: هو من والى الله بموافقته في محبوباته والتقرب

إليه بمرضاته، وهؤلاء كما قال الله تعالى فيهم: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق:2 - 3].

قال أبو ذر رضي الله عنه: لما نزلت الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أبا ذر! لو عمل الناس بهذه الآية لكفتهم).[الأنترنت –موقع المكتبة الشاملة- كتاب شرح الطحاوية لناصر العقل]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثامنة والتسعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

*حقيقة الولاية لله :

  جاء في الحديث القدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى، أنه قال: {من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه،ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها،ورجله التي يمشي بها،ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه}

[الولاية جندية] :

الولاية أن الإنسان يصبح في طاعته لأوامر الله كأنه جندي في ميدان المعركة يده على الزناد، إن قيل له: ارمِ رمى، وإن قيل له: قف توقف، وإن قيل له: أقدم أقدم، وإن قيل له أحجم أحجم، فإذا الله عز وجل قال له: صم، وجدت أنه يصوم في حر الهجير، وفي الشمس، وفي الجوع، وفي العطش، حتى ربما لا تطيب نفسه أن يفطر ولو كان معذوراً مأذوناً له بالفطر وربما لا تسمح نفسه بذلك، وإذا قال الله تعالى له: لا تصم، فإنه لا يصوم بل يتعمد الفطر تعبداً كما يفعل المسلم -مثلاً- في مناسبات الأعياد وغيرها مما نهى الله تعالى عن صيامه، وإذا قيل له: تقدم تقدم، وإذا قيل له: تأخر تأخر، يأمره الله تبارك وتعالى أن يقف في الصلاة فيقف، ثم يأمره أن يركع فيركع، ثم يأمره أن يسجد فيسجد، ثم يأمره أن يقعد فيقعد، لو تسأله لماذا هنا وقوف، وهنا ركوع، وهنا سجود، وهنا قعود؟ قال لك: أنا لا أدري لماذا، لكن الذي أعلمه وأعقله أن الله تعالى يريد مني أن أفعل هكذا، وما أنا إلا عبدٌ منفذٌ لأوامر الرب الذي خلقني وأمرني، فله الخلق وله الأمر، كما قال عز وجل: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف:54] هناك إلهٌ يأمر وعبدٌ يمتثل. {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس:62-63] .

هذه الولاية إذاً ليست نسب ولا أسرة ولا بلد ولا ادعاء ولا ميراث، إنما الولاية عمل صالح بالقلب وبالجوارح، ثم إذا كان العبد من أولياء الله تفتحت له أبواب الخير كلها، حتى يقول الباري تبارك وتعالى: إن من عادى هذا الولي، فكأنما عادى الله تعالى، فيؤذنه الله تعالى ويعلمه بأنه محاربٌ له.

[الولاية ليست ادعاء]

وليست الولاية دعوى أن الإنسان يدعي أنه وليٌّ، كما يدعي كثيرون ولاية الله تبارك وتعالى في مشارق الأرض ومغاربها ويخدعون الناس بذلك، بل وربما يتأكلون بذلك، ويستفيدون من أموال الناس، وقد رأينا وسمعنا كثيراً من هؤلاء تركوا العمل وتركوا الحرفة والتجارة والبيع والشراء وتفرغوا في غرفة أو زاوية في مسجدٍ وأصبحوا يأكلون أموال الناس بحجة أنهم من الأولياء.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة التاسعة والتسعون في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :                              *حقيقة الولاية لله :[الولاية عمل صالح]                                                                                                  الولاية عمل صالح، قال تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس:62-63] الولاية: قلب حي يعيش مع أوامر الله تعالى ونواهيه ساعةً بساعة، حتى لو يغفل وقتاً أو جزءاً، فإن الله تعالى يحاسبه ويؤاخذه ويعاقبه.

أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم هم خير الأصحاب، وأقرب الناس إلى الله تعالى زلفى بعد الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ضحوا مع نبي الله عليه الصلاة السلام، وجاهدوا، وقاتلوا، وقتلوا، وأوذوا في سبيل الله، وأُخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله، وتركوا الأهل والمال والولد، وهجروا لذيذ الفراش، وطيب الطعام، كل ذلك ابتغاء ما عند الله، ومع هذا لما حصل منهم الخطأ في معركة أحد عاقبهم الله عقاباً حاضراً سريعاً مباشراً، فأصابتهم الهزيمة، وقتل منهم عدد كبير وجرح منهم مثله، حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابه ما أصابه فتعجبوا وقلبوا أيديهم، وقالوا: أنى هذا؟ نحن أصحاب محمد ومعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدبهم الله بالقرآن فقال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا} [آل عمران:165] يعني من أين هذا؟ {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران:165] والآية التي بعدها {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا} [آل عمران:166-167] إلى آخر الآيات.

[ الولاية ليست ميراثاً ]

الولاية -أيها الأحبة- لله تبارك وتعالى وليست ميراثاً يأخذه الأبناء عن الآباء، فإننا نجد حتى من أبناء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من حقت عليهم كلمة العذاب، فهذا نوحٌ عليه الصلاة والسلام يرى ولده قد أدركه الغرق مع القوم الكافرين فيقول {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ} [هود:45] قال الله تعالى {يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود:46] وفي قراءة (إنه عمِلَ غير صالح) أي عمل عملاً ليس بصالح، فليست القضية قضية أبوةٍ أو بنوةٍ أو قربٍ أو نسبٍ أو ميراث، وهذا والد النبي صلى الله عليه وسلم {جاءه أعرابي فقال: يا رسول الله، أين أبي؟ قال له النبي صلى الله عليه وسلم: أبوك في النار، فلما ولى الرجل دعاه النبي عليه الصلاة والسلام، وقال له: إن أبي وأباك في النار} .                                           الولاية قضية واضحة صارمةٌ، لا التباس فيها {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} [النساء:123] إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما أعطاه الله تعالى الإمامة قال كما أخبر الله: {قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة:124] ليست الولاية أن فلاناً هو ابن فلان، حتى ولو كان ابن لنبيٍ مصطفى مختاراً، وليس الولاية لأن فلاناً ولد في البلد الفلاني، فإن البقاع لا تقدس أحداً أبداً، وإنما يقدس الإنسان عمله.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

المائة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

 *حقيقة الولاية لله : [صور العداوة لأولياء الله]

وما أكثر صور عداوة الأولياء -أولياء الله تعالى وأولياء رسله- على سبيل المثال: [إعانة عدوهم عليهم]

من حرب أولياء الله تعالى ومعاداتهم : إعانة عدوهم عليهم بأي وسيلة من الوسائل، حتى ولو كانت هذه الإعانة بشطر كلمة، ولو كانت بأقل من ذلك، فما بالك وأن بعض المنسوبين إلى الإسلام اليوم أصبح الواحد منهم لا يتورع قط عن مساعدة كل ألوان أمم الكفر والإلحاد، وكل ملل الدنيا ضد من يرفعون شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله، فيساعدونهم مساعدةً معنوية بالدعم والتشجيع، والتأييد والمناصرة، والاعتراف، وألوان الدعم المعنوي، ويساعدونهم مساعدة مادية بالمال وبالرجال وبالأقوال، وبتسخير كافة ما يستطيعون في تهيئة أمورهم ضد المسلمين.

هل يتصور -أيها الأحبة- أن مسلماً يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله يفرح بهزيمة إخوانه المسلمين؟! أو يمد يد العون إلى الكفرة أو إلى اليهود أو إلى النصارى، أو إلى العلمانيين، أو إلى الاشتراكيين ضد إخوانه المسلمين؟! أما أنا فلا تصور أن شخصاً يخفق قلبه بحب الله ورسوله يفرح بهزيمة المسلمين، أو يساعد عدوهم عليهم، أو يناصر أعداء الإسلام بوجه من الوجوه، بل الواجب عليه إن استطاع أن ينصر الإسلام فعل، وإن لم يستطع تمنى بقلبه أن ينصر الله دينه ويعلي كلمته، ولو لم يفعل إلا ذلك، أما أن تجد أن المسلم ينصر الكافر على أخيه المسلم، أو ينصر العلماني أو الاشتراكي على المسلم، فهذا لا يمكن تصوره أو يصعب تصوره جداً.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

الواحدة بعد المائة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

 *حقيقة الولاية لله : [التندر بالعلماء والصالحين]

من صور معاداة أولياء الله تبارك وتعالى: أن يتندر بعض الناس في مجالسهم ببعض الدعاة والصالحين، أو بعض المخلصين، أو بعض العلماء ويتكلمون فيهم، وربما يسمع أحدٌ من الناس قصة أو نكتة أو طرفة تتعلق بأحد المشايخ، أو العلماء أو الدعاة أو المعروفين بالخير في البلد، فلا يجد أحلى في فمه ولا أطيب في لسانه من أنه كلما كبر المجلس قام وتكلم بها وتحدث بها، دون أن يتثبت أو يتحرى من صدق هذا الكلام أو من كذبه.

أيها الإخوة والأخوات نحن لا نقول: إن الأخيار منزهون، لا، الأخيار هم

أخيار على ما سموا ولكن يوجد فيهم الخطأ، ويوجد فيهم النقص، ويندس فيهم من ليس منهم، ويقع منهم ما لا يحمد، هذا أمر طبيعي ولسنا نقول: أنهم دائماً أبرياء متهمون، ولكننا ندعو إلى التثبت في كل ما ينسب إلى الأخيار، فإذا سمعت في مجلس من المجالس قصة منسوبة إلى أحد العلماء، أو خبراً منسوباً إلى أحد الدعاة، أو حادثة منسوبة إلى رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والهيئات أو غيرها مثلاً؟ من نقل هذا الكلام والحديث فيه والإفاضة دون أي تثبت، أقل ما يجب عليك من التثبت أن ترفع سماعة الهاتف على الشخص المقصود، أو الجهة المعنية، أو على إنسان تعتقد أن عنده خبر عن الموضوع، وتقول له: سمعت كذا وكذا، هل هذا الكلام صحيح أم غير صحيح؟ فإذا تبين لك أن الكلام صحيح بأدلة ووثائق، فهنا لا أحد يستطيع أن يضع على فمك حارساً يمنعك من الكلام، نكلم بما تعتقد أنه حق لا أحد يلومك ولا يعاتبك، لكن إذا وجدت أن الكلام مجرد افتراء وتزوير واختلاق من بعض مرضى النفوس وضعاف القلوب.

فنحن والله يا أخي وقفنا من ذلك على شيءٍ كثير، تبين أنه اختلاق، وأن هناك من الناس من عدمت ذممهم، وماتت ضمائرهم والعياذ بالله فأصبح الكذب عندهم عادة، بل أصبح الكذب عندهم حرفة ومهنة لا يستطيعون أن يعيشوا بدونها، ولسان حال أحدهم يقول: اكذب واكذب واكذب عسى أن يصدقك الناس، وكذباتهم ليست من الكذبات التي تموت في مهدها، أو يسمع بها خمسة أو عشرة، لا، كذبتهم من الكذبات التي تبلغ الآفاق، تبلغ المشرق والمغرب، فينشرون كذبتهم في جريدة، أو في إذاعة، أو حتى على شريط، أو في كتاب، فيتسامع بها الناس في مشرق الأرض ومغربها، فحق عليك ألا تتكلم بأي أمرٍ فيه نيلٌ من أحد، ربما يكون من أولياء الله تعالى إلا بعد أن تتثبت وتتحرى؛ حتى تطمئن أن ما تنقله صحيح ليس فيه دسٌ ولا تزوير.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

الثانية بعد المائة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

 *حقيقة الولاية لله : [التندر بالعلماء والصالحين]

[أجهزة الإعلام]

كثير من أجهزة الإعلام العالمية وعلى أثرها الأجهزة العربية، من إذاعة وتلفزة وصحافة وغيرها قد سخّرت نفسها للنيل من العلماء والمشايخ والدعاة إلى الله عز وجل والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، حتى -وأحلف بالله غير مستثني- أنها اليوم تنال منهم أكثر مما تنال من اليهود، وأكثر مما تنال من الأعداء الصرحاء للإسلام وللأمة، بل ربما تعتبر أن الكلام في اليهود يعتبر نوعاً من التطرف والغلو الذي أصبحوا يحاربونه الآن.

فقد أصبحت أجهزة الإعلام مسخرة للنيل من الدعاة، والنيل من العلماء، والنيل من رجال الدعوة الإسلامية، وشخصيات الأمة الإسلامية التي تمثل رموزاً للدعوة في كل مكان، يتكلمون فيهم بلا موازنة ولا ورع ولا تقوى، فأحياناً يسمونهم بالأصوليين، ويقصدون بالأصولي الإنسان الذي يفهم الكتاب المقدس -لفظ عند النصارى بطبيعة الحال- يفهم الكتاب المقدس عندهم فهماً حرفياً، ولا يستخدم عقله في فهمه، هذا معنى أصولي، فهم يسمونهم -أحياناً- بالأصوليين، وأحياناً يلمزونهم بلفظ المتطرفين.

ونحن لسنا ننكر أنه قد يوجد في المسلمين من يكون عنده شيئاً من الغلو، كمن يكفر عامة المسلمين -مثلاً- أو من يزيد في الدين، وهذا موجود لا ننكره، لكن هؤلاء الذين يتكلمون في الصحافة والإعلام لا يخصصون فئةً معينة، ولا يقصدون أهل الغلو ولم يتكلموا في النيل من أولياء الله بكلام غيور يقصد تمييز الحق من الباطل، بل على النقيض من ذلك تكلموا في أولياء الله الحقيقيين كلام المنفر منهم، وكلام الذي يبغض الدين وأهله، ويحارب الإسلام وأهله ويعاديهم ليلاً ونهاراً، ويحاربهم سراً وجهاراً.

فكلما رأوا من إنسان عملاً لا يعجبهم ولو كان ثابتاً بنص القرآن لمزوه بأنه متطرف.

على سبيل المثال: الذي يحارب السلام مع اليهود، وينكر الصلح معهم، وبيع أراضي المسلمين إليهم علانيةً، من خلال موائد الشرق والغرب في موسكو أو واشنطن أو غيرها، الذي ينكر ذلك أصبحوا يسمونه متطرفاً ولم يعرفوا أنهم بذلك أصبحوا هم المتطرفون في نظر أنفسهم، لأنهم بالأمس وقبل سنوات ليست بالبعيدة كانوا كلهم يعلنون في أجهزة إعلامهم رفضهم لهذا الصلح، ويعتبرون أن الحاكم الذي بدأ ذلك خائنٌ للأمة، وعميلٌ الغرب، فهاهم الآن قد مشوا على خطواته، واستحقوا الوصف الذي وصفوا به غيرهم، وإذا رأوا إنساناً يلتزم بالسنة أو يدعو إليها، أو يبتعد عما حرم الله من المعاصي والمنكرات الظاهرة المشتهرة فسرعان ما يطلقون عليه لفظ المتطرف.

وإذا لم يجدوا فيه عيباً، فإنه لا يعجزهم أبداً أن يختلقوا عيباً ويلصقونه به؛ ولأنهم يملكون أجهزة إعلامية فقد ينطلي هذا الأمر على الناس، فإن كثيراً من الناس إذا رأوا أن الصحيفة قالت كذا، والإذاعة قالت كذا تصوروا أن هذا الأمر صحيح ولو لم يكن صحيحاً لما نشر في الصحيفة ولما قيل في الإذاعة، بل أشد من ذلك وأنكى أنهم يقلبون الحقائق ظهراً على عقب.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

الثالثة بعد المائة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

 *حقيقة الولاية لله : [التندر بالعلماء والصالحين]

[أجهزة الإعلام] مثال لذلك

 وأضرب لكم مثلاً من قلبهم للحقائق في بلدٍ مجاور في اليمن، وقبل أسابيع: كان هناك رجلٌ يرأس حزباً من الأحزاب الاشتراكية المحاربة لله ولرسوله، وامرأته حمالة الحطب مثله على منهجه، وعلى طريقته، لكن الله تعالى أخرج من بين هذا الفرث والدم -أخرج من هذا الرجل وهذه المرأة- فتاةً صالحة متدينة مستقيمة، عرفت طريقها إلى الله تعالى، وآمنت بالله ورسله، وكانت من القانتين، فلم يطق أبوها وأمها صبراً عليها، وآذوها وضايقوها وأحرجوها حتى أصبحت حياتها جحيماً لا يكاد يطاق، فذهبت يوماً من الأيام إلى منزل إحدى صديقاتها من الفتيات المؤمنات، وهي بنت لأحد المشايخ الشيخ عبد المجيد الزنداني -وهو من علماء اليمن ودعاتها المعروفين- ذهبت عندها وباتت تلك الليلة عندها، وقالت لها: لم أعد أستطيع أن أعيش في مثل هذا الجو، لا أطيق أبداً أن أصبر على مثل هذه الحياة، فقالت لها: وماذا تصنعين؟ قالت: إني سوف أنتحر، سوف أقتل نفسي، لقد سدّ والدي الباب أمامي، ثم كتبت ورقة أنني قمت بعملية قتل نفسي طوعاً واختياراً، وأنا في كامل قواي العقلية، وفى كامل صحتي، وأستغفر الله تعالى وأتوب إليه من هذا الفعل، وما فعلت ذلك؛ إلا لأن والدي ووالدتي قد ضيقوا الطريق أمامي، وسدوا سبل العيش، وحاربوني في ديني، ونغصوا عليَّ حياتي فعرفت أنهم يريدون مني أو يريدون لي مصيراً كهذا المصير، أو يريدون أن أنحرف عن الصراط المستقيم، ثم سلمت هذه الورقة إلى صديقتها، وصلت صلاة الفجر عندها، ثم خرجت وانتحرت ووجدت ميتة، فماذا قالت الصحف؟ -مع الأسف أحياناً- صحف تصدر من هذا البلد، أو محسوبة ومنسوبة إلى هذه البلدة الذي يفترض فيه أنه يرفع راية الإسلام، ويدافع عن المستضعفين في كل مكان، ويحفظ حرمات المسلمين وحقوقهم، ويقول كلمة الحق وينطق بها، ويكون شهيداً على الناس -بكل أسف- تخرج تلك الصحف، وتقول: إن المتطرفين في اليمن هم الذين قتلوا هذه الفتاه من أجل الإساءة إلى والديها، وبعد أيام تخرج تلك الوصية التي كتبتها البنت بخط يدها وتصور في كل وسائل الإعلام، ويراها الناس في الصحف مكتوبة بخط يدها، تعترف على والديها بأنهم هم السبب فيما جرى لها.

إذاً: من صور حرب الدعاة وحرب أولياء الله تعالى تسخير أجهزة الإعلام

للكذب عليهم، والتزوير والافتراء، والدس الرخيص، وتشويه صورتهم، وإلصاق التهم بهم، وإذا وجد خطأٌ عند فئة، فإنها تسعى إلى تعميمه على الجميع مستغلة في ذلك بساطة الناس وغفلتهم، وحسن ظن الكثيرين منهم، فهذه الصورة من صور عداوة أولياء الله، وماذا ينتظر هؤلاء القوم من الإعلاميين وغير الإعلاميين إذا كان رب العالمين يحاربهم، فكيف تتناول طعامك؟! وكيف تشرب شرابك؟ وكيف تنام في مضجعك؟! وكيف يفر لك قرار أو يهدأ لك بال؟! والله قد آذنك بالحرب {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً} [الطارق:15-17] أنت قد تعجل، وقد تقول: هذا فلان كذب ودس وافترى، ومع ذلك لا يزال حراً طليقاً آمناً سليماً معافى، اصبر، الأمر أطول من ذلك، انتظر فالله تعالى يمهل ويملي للظالم، ولكن إذا أخذه لم يفلته كما في الصحيح {إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته} ثم تلا قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود:102] .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

الرابعة بعد المائة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

* [صور حرب الله لمن يحارب أولياءه]

ثم العقوبة {فقد آذنته بالحرب} حربٌ من الله، نعم الله تعالى يعلن الحرب على هؤلاء، كما أعلن الحرب على أكلة الربا، والربا من أكبر الكبائر، كما في القرآن الكريم: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة:279] فهذه من الذنوب العظمى التي توعد الله تبارك وتعالى عليها بإعلان الحرب على من يفعلها.

كل من يعادي أولياء الله، كل من يعادي الطيبين والصالحين، كل من يعادي العلماء والدعاة، فإن الله تعالى يؤذنه بحرب، ما صورة هذه الحرب؟ حرب حقيقة قد تأخذ صورة الحرب الاقتصادية، فيسلط الله تعالى على هذا الإنسان، أو على هذه الأمة، أو على هذه الدولة من ألوان الضعف الاقتصادي ما يجعل اقتصادها ينهار إلى الحضيض، ويجعلها في قائمة الدول التي تستدين، ويقل دخل الفرد فيها يوماً بعد يوم، بعد أن كانت قبل ذلك من الدول الغنية الثرية، هذه صورة من صور الحرب.

ومن صور الحرب -أيضاً- أن الله تعالى يسلط على هذا الفرد المعادي لأوليائه، أو على هذه الجماعة، أو على هذه الأمة، أو الدولة التي تحارب أولياء الله بعض جنده في الدنيا، حتى قد يسلط عليها من هو من الكافرين، أو من هو من الضالين الفاسقين، أو قد يسلط عليها بعض جنده المؤمنين، فيضطهدونهم ويأخذون بعض ما في أيديهم، ويضيقون عليهم في أمورهم كلها.

وقد يسلط الله تبارك وتعالى عليهم من ألوان المصائب والآفات، وألوان

 الجرائم، وأنواع العصابات، كما نجد أن كثيراً من الدول مهددة مثلاً بحرب ما يسمى (حرب المخدرات) وكثيراً من الدول مهددة بألوان الجرائم التي أصبحت تهدد تلك المجتمعات، وكثيراً من الدول مهددة بالأمراض الفتاكة المهلكة التي عجز الطب عن علاجها وشفائها، كل هذه ألوان من حرب الله تعالى لمن يعادي أولياءه ويناصبهم العداء، فأي طاقة للإنسان في محاربة الله تعالى فيسلط عليه كل ما في الكون {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} [المدثر:31] فكل ما في الكون هو جند من جند الله تبارك وتعالى، إذا أمره الله تعالى بشيء امتثل، فكيف تتصورون -أيها الأحبة- حرب الله تعالى لأعدائه ولمن يحارب رسله، أو يحارب أتباع رسله وأولياءه وأنصار دينه؟!

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

الخامسة بعد المائة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان :

 *حقيقة الولاية لله :  [واجب الولاء للمسلمين]

أيها الأحبة يجب أن نكون صرحاء في موالاتنا للإسلام، وللدين، وكونك

من رواد المسجد هذا يقتضي منك تبعات وتكاليف، والمسألة ليست مجرد كلام باللسان! وليست مجرد أعمال تؤديها في وقتٍ من الأوقات! لا، المسألة مسألة أنه يجب أن يكون قلبك مليئاً بمحبة الله ورسله ومحبة أوليائه، فإذا سمعت مثلاً بما لا يرضي الله تعالى من النيل من أولياء الله بالأقوال، أو سمعت ما لا يرضي لله تعالى من مساعدة الكفار وإعانتهم على المسلمين أو غير ذلك؛ فإن أقل ما يجب عليك أيها المسلم: هو أن تنزعج من ذلك وتضيق به ذرعاً ويسوءك هذا الأمر، أما أن تشعر أن الأمر لا يعنيك؛ فهذا دليل على خللٍ كبير في إيمانك، وليست القضية بالضرورة أن يكون شخص تعرفه أو جارك أو زميلك في العمل، ليس ضرورياً، المفروض أنك لو سمعت ظلم وقع على مسلم في الصين أو في السند أو في الهند أو في الشرق أو في الغرب؛ أنك تنزعج لذلك، وتشعر بالقلق، وتشعر بالخوف لمثل هذا الأمر، وتضيق منه كما لو كان الأمر وقع إلى جارك الذي في منزلك.

كم يستغيث بنا المستضعفون وهم قتلى وأسرى فما يهتز إنسان ماذا التقاطع في الإسلام بينكم وأنتم يا عباد الله إخوان لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ إن كان في القلب إسلام وإيمان كيف تفرقت قلوبنا، فأصبحنا نسمع بمصائب المسلمين وكوارثهم في بلاد الله كلها، في مشرق الأرض ومغربها، ونهنأ بعيشنا وأكلنا وشربنا وحياتنا، وكأن الأمر لا يعنينا، بل نشارك أحياناً في مثل هذه الأمور ونساعد عليها، ونؤيد أقل ما نؤيد فيه بالكلام، فإذا تُكلم في مسلمين هنا أو هناك، وجدت أن بعضنا قد يتكلم في حقهم، وقد ينال منهم بغير حق، وقد يتهمهم بما هم منه أبرياء، هذا من الظلم الذي لا يحبه الله ولا رسوله، ولو كان هذا الظلم على كافر لكان مذموماً، فإنه حتى الكافر لا يجوز أن تنال منه بغير حق، فما بالك إذا كان على مسلم يشترك معك في الشهادتين، ويصلي معك إلى القبلة! بل ما بالك إذا كان هذا الظلم واقعاً على أناسٍ من صفوة المسلمين، ومن خيارهم من العلماء، أو الدعاة، أو طلبة العلم، أو غيرهم! [ الأنترنت –موقع المكتبة الشاملة- سلمان العودة ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

السادسة بعد المائة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان : *ولي الأمر :

لغة: الولى القريب والنصير والصاحب وهو خلاف العدو. يقول المولى عز

وجل {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة

وقد كفروا بما جاءكم من الحق} (الممتحنة 1) وقال سبحانه {يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور} (الممتحنة 13). وقال تعالى{والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم} التوبة 71).

عرفا: الولى: العارف بالله تعالى. قال سبحانه {ألا إن أولياء الله لا خوف

عليهم ولا هم يحزنون} (يونس 62). الولى شرعا: فعيل بمعنى فاعل من وليه

إذا قام به. ومن ذلك قوله تعالى {وكفى بالله وليا} (النساء 45).

وولى المرء من يلى أمره ويقوم مقامه كولى الصبى والمجنون وكالوكيل. وولى المرء أيضا من يقوم بأمره بعد وفاته من ذوى قرابته، وهذه الولاية من أسباب التوارث.

الولاية اصطلاحا: سلطة شرعية تجعل لمن تثبت له القدرة على إنشاء

العقود والتصرفات وتنفيذها بحيث تترتب آثارها الشرعية عليها بمجرد صدورها.

ولى الأمر اصطلاحا: الحاكم. قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله

وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم فى شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} النساء 59

وسلطة الولاية لها قيود شرعية، روعيت فيها صلاحية الولى للولاية، ومصلحة المولى عليه فى نفسه وماله.

وقد أوجب الله سبحانه وتعالى طاعة ولى الأمر بشروطها فى قوله تعالى:

{يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم فى شيء فردوه إلى الله والرسول ... } (النساء59) فأمر عز وجل بطاعته وطاعة رسوله ?، وأعاد الأمر إعلاما بأن طاعة الرسول ? تجب استقلالا من غير عرض ما أمر به على الكتاب، بل وجبت طاعته مطلقا سواء كان ما أمر به فى الكتاب أو لم يكن فيه؛ لأن النبى? أوتى الكتاب ومثله معه.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

السابعة بعد المائة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان : *ولي الأمر :

ولم يأمر عز وجل بطاعة أولى الأمر استقلالا، بل جعل طاعتهم ضمن

طاعة الرسول? إعلانا بأنهم يطاعون تبعا لطاعة الرسول ?، فمن أمر بخلاف ما جاء به الرسول ? فلا سمع له ولا طاعة، لما صح عن النبى ? من قوله "لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق، رواه الترمذى وأبو داود. وقوله ?: "إنما الطاعة فى المعروف، رواه البخارى وقوله ? فى ولاة الأمور: " من أمركم منهم بمعصية فلا سمع له ولا طاعة،. رواه ابن ماجه. وقد اتفق على ذلك إجماع المسلمين بعد وفاة النبى? حيث خطب الخليفة الأول أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - في المسلمين بعد مبايعته، وقال: " أطيعونى ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لى عليكم،. وعن العرباض بن سارية قال: "وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة بليغة وجلت فيها القلوب وذرفت منها العيون فقال قائل: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟ قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم بعدى فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين. تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" أخرجه أبو داود والترمذى وابن ماجه وأحمد والدارمى.

وبناء على القاعدة الأصلية التى وضعها القرآن الكريم لطاعة أولى الأمر، وفصلها الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - فى سنته الشريفة، وعمل بها الخلفاء الراشدون المهديون يتوجه على ولى الأمر أن يقوم بكل ما فيه صلاح الأمة، ويتعين عليه أن يولى على كل عمل من أعمال المسلمين أصلح من يجده لذلك العمل، وقد حذر النبى? من مخالفة ذلك فى قوله: "من ولى من أمر المسلمين شيئا، فولى رجلا وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه فقد خان الله ورسوله " رواه الحاكم.

وقد اتفق علماء المسلمين على أنه لا يجوز الخروج على ولاة الأمور أو منازعتهم إلا أن يظهر منهم كفر بواح فيه من الله برهان.

وذلك لأن الخروج على ولاة الأمور يسبب فسادا كبيرا وشرا عظيما. فيختل الأمن وتضيع الحقوق وتضطرب معايش الناس.

وفى حالة ظهور الكفر البواح يجيز العلماء الخروج على الحاكم لإزالته، ووضع حاكم عادل رشيد يعمل بشرع الله إذا توافرت القدرة على ذلك. أما فى حالة عدم القدرة أو فى حالة خشية وقوع ضرر أكبر فلا يجوز الخروج على الحاكم بأى حال. ويجب السمع والطاعة فى المعروف ومناصحة ولاة الأمور والدعاء لهم بالخير، والاجتهاد فى تخفيف الشر وتكثير الخير وحفظ مصالح الأمة.

والنبى ? يقول- كما روى ابن عباس رضى الله عنهما-: " من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه، فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات مات ميتة جاهلية " رواه البخارى ومسلم وصدق رسول الله ?. أ. د/ سعاد صالح

المراجع :1 - أصول الدعوة عبد الكريم زيدان، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثالثة، سنة 1987 م ،2 - فقه السنة السيد سابق مكتبة دار التراث- القاهرة ،3 - كتاب المجموع شرح المهذب للنووى، تحقيق محمد نجيب المطيعى. مكتبة المطيعى ،4 - صحيح البخارى لمحمد بن إسماعيل البخارى طبع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ،[الأنترنت – موقع كتاب موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة - ولي الأمر- [مجموعة من المؤلفين]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

الثامنة بعد المائة في موضوع ( الولي ) والتي هي بعنوان : *أقسام الولاية:

الولاية تنقسم إلى:

ولاية من الله للعبد إذ يقول الله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [البقرة من الآية:257]، والولاية التي من الله للعبد تنقسم إلى:

 أ- ولاية عامة. ب- ولاية خاصة. فالولاية العامة هي: الولاية على العباد بالتدبير والتصريف، وهذه تشمل المؤمن والكافر وجميع الخلق، فالله هو الذي يتولى عباده بالتدبير لشؤونهم وتصريفها ويستوي في ذلك مؤمن وكافر، فمن بيده مقاليد الأمور في هذا الكون إلا الله سبحانه وتعالى ومنه قوله تعالى:{ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ}الأنعام:62

والولاية الخاصة: أن يتولى الله العبد بعنايته وتوفيقه وهدايته، فقد يكون هناك طريق خيرٍ وطريق شرّ، فيهدي الله العبد الصالح إلى طريق الخير ويُجنّد له الجنود لنُصرته وتأييده، وهذه خاصة بالمؤمنين، وهي درجة رفيعة يختص الله بها من يشاء ويحب من عباده، قال تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ .الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} يونس:62-63  - وولاية من العبد لله: إذ يقول الله تعالى: {وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة:56]". وفي تفسير هذه الآية: "إنه مَنْ وَثِقَ بِاَللَّهِ وَتَوَلَّى اللَّه وَرَسُوله وَالْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ كَانَ عَلَى مِثْل حَاله مِنْ أَوْلِيَاء اللَّه مِنْ الْمُؤْمِنِينَ، لَهُمْ الْغَلَبَة وَالدَّوَائِر وَالدَّوْلَة عَلَى مَنْ عَادَاهُمْ وَحَادَّهُمْ؛ لِأَنَّهُمْ حِزْب اللَّه، ولأنهم قوم انتصروا لله على أنفسهم، فحق أن يكونوا من حزب الله وأولئك هم الغالبون. وهناك على الجانب الآخر من قَبِلوا ولاية الشيطان أعاذنا الله وإياكم منه قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} [الكهف:50]، حتى الجهاد هناك من يقاتل نصرة للشيطان وقال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء:76]، أولياءَ الشيطان: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ . إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ . إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} [النحل:98-100]، وماذا يفعل الشيطان بأوليائه؟ قال تعالى: {إن الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ . إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران:173-175]؛ يُخوِّف من يتّبعه ولا يُؤمِّنه أبداً يُخوِّفه على أولاده، فيجعله يجبُن عن الجهاد في سبيل الله ويبخل بماله أن ينفقه في سبيل الله ويُخوِّفه من الموت ومن لقاء الله، يُخوِّفه على المستقبل بصفةٍ عامة. أتتخذ من عادى أبيك من قبل وليٌ باتباعه في ما يُوسوس به، كيف ذلك وهو أوّل من يتبرأ منك يوم القيامة؛ إذ تقول آيات الله: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الحشر:16].

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة التاسعة بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :أقسام الولاية

أما أولياء الله فهم الآمنون في الدنيا والآخرة إذ يقول المولى عز وجل: {لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}. وهذا هو جزاء من تولّى الشيطان فتبعه الخسران في الدنيا والآخرة؛ إذ يقول الله تعالى: {وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا . يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا . أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا} [النساء:119-121].

فانتبهوا يا أولي الألباب، وليحذر كل مِنَّا أن يكون متّبع الله في العلانية وصديق للشيطان في سريرتك ولنتعرّف سوياً على صفات أولياء الله صفات أولياء الله: - أنهم أهل التقوى والأمن والبُشرى: قال سبحانه وتعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ . لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [يونس:62-64].

فقد ذكر الله في هذه الآيات أن أولياء الله هم أهل الأمن والسكينة، وأنهم قد نالوا هذه الدرجة بتقواهم وخشيتهم لربهم، لذا فقد استحقوا البُشرى بالفوز والنجاة والفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في (تفسير القرآن العظيم) في تفسير

الآية: "يُخبِر تعالى عن أوليائه وأحبائه، ويذكر أعمالهم وأوصافهم، وثوابهم

فقال‏: ‏{‏أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ‏} فيما يستقبلونه مما أمامهم من المخاوف والأهوال‏، {‏وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ‏} ‏على ما أسلفوا، لأنهم لم يسلفوا إلا صالح الأعمال، وإذا كانوا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ثبُت لهم الأمن والسعادة، والخير الكثير الذي لا يعلمه إلا الله تعالى؛‏ لأن الله تعالى أعطاهم صكَّ الأمان، فهم آمنون من العذاب؛ لأنهم حفظوا الله تعالى في دنياهم، فحفظهم في الدنيا والآخرة.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة العاشرة بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :أقسام الولاية

وإذا عرّفنا التقوى فهي: أن لا يجدك حيث نهاك وألا يفتقدك حيث أمرك، وهي وصية جميع الرسل لأقوامهم؛ إذ يقول المولى عز وجل: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ . إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ} [الشعراء:60-61]، وأنها اللباس الذي يستر عوراتنا الداخلية من حقد وحسد وأمراض قلوب أخرى إذ يقول المولى عز وجل: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي

سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف من الآية:26].

وهي سبب النجاة من النار إذ يقول الله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اِتَّقَوْا وَنَذَر الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم:72]، هذه التقوى التي جعلت أبو بكر الصديق يتقيأ ما أكله عندما أخبره غلامه أنها كانت من كهانةٍ تكهّن بها لشخص، وهي التي جعلت عمر بن عبد العزيز أن يشمّ العطر الذي جاء لبيت مال المسلمين؛ لأن النفع إنما يكون بالرائحة فكره أن ينتفع بها دون المسلمين، فلنتقِ الله ما استطعنا حتى نكون من أولياء الله، وفي تفسير: {‏لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}؛ عن أبو ذر الغفاري قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : "أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه؟ قال: «تلك عاجل بشرى المؤمن»، وفي رواية: "ويٌحبّه الناس عليه"، وفي رواية: "ويَحمده الناس" (أخرجه مسلم [2642]).

أما البشارة في الدنيا، فهي‏: الثناء الحَسن، والمودة في قلوب المؤمنين، والرؤيا الصالحة كما يقول المولى عز وجل في الحديث القدسي قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله إذا أحبّ عبداً دعا جبريل عليه السلام فقال: إني أحب فلاناً فأحبه»، قال: «فيُحبّه جبريل، ثم يُنادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبُّوه فيُحبّه أهل السماء» قال: «ثم يوضع له القبول في الأرض»، وما يراه العبد من لطف الله به وتيسيره لأحسن الأعمال والأخلاق، وصرفه عن مساوئ الأخلاق.

وأما البشرى في الآخرة فهي بالجنة والرضوان من المولى عز وجل، والبُشرى لهم عند الموت، يقول المولى عز وجل: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ} [فصلت من الآية:30]، تُبشِّرهم الملائكة في لحظة الاحتضار بالجنة، وليس هذا فقط وإنما هم لأنهم لا يخافوا في الدنيا فاستحقوا أن يؤمنهم ربهم يوم القيامة من الفزع الأكبر؛ إذ يقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ . لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ . لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} [الأنباء:101-103]، هكذا أولياء الله في منأً عن النار لا يسمعون صوتها فضلاً عن أنهم لا يرونها".

والآن اسأل نفسك إذا كنت ممن لا يخاف من المستقبل ولا يحزن على

الماضي، فأبشر أنت من أهل الأمن والتقوى في الحياة الدنيا.

أنهم أهل التقرب إلى الله بما يحب: عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عبدي بشيء أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عبدي يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِى بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شيء أَنَا فَاعِلُهُ

تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ» (أخرجه البخاري).

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الحادية عشرة بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*أقسام الولاية :

بالمحافظة على الفريضة والتزوُّد بالنوافل من صيامٍ وقراءةِ قرآنٍ وقيامِ ليلٍ وصدقاتٍ تتقرّب بها إلى المولى عز وجل ويقترّب هو منك بالحفظ فيحفظك بقرآنك من النظرة الحرام ويحفظك بالمداومة على المسجد من السير إلى الحرام، ويحفظك بالصيام من أكل مالٍ حرام وهكذا كلما اقتربت أصبحت ولي لله وتجده يكره أن يُسئ إليك ويُعيذك من كل ما تخافه فأنت من الآمنين في الحياة الدنيا والآن اسأل نفسك هل أنت ممن يتقرّب إلى الله بالنوافل؟ ابشر أنت ولي لله أنهم هم الذين إذا رُؤوا ذُكِر الله: قال سبحانه وتعالى: {...سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ...} [الفتح من الآية:29]، يبدوا على وجوههم أثر الطاعة، وإن للطاعة نوراً وإشراقاً وحلاوةً ولذةً تبدو على أهل الطاعات. يقول بن عباس: "إن للحسنة ضياءً في الوجه ونوراً في القلب وقوةً في البدن وسعةً في الرزق ومحبةً في قلوب الخلق بأنهم من خيار الناس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيَّةِ قالت: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟» قَالُوا: بَلَى، قال: «فَخِيَارُكُمُ الَّذِينَ إِذَا رُؤُوا ذُكِرَ الله تعالى» (أخرجه أحمد)، هل رأيت يوماً رجل على وجه النور ذكّرك بصلاتك الفائتة أو بدرسِ علمٍ قد تركته من فترةٍ طويلةٍ وانشغلت؟ أين هؤلاء الناس الآن؟ سُئل أحد الصالحين: "ما بال المتهجدين أحسن الناس وجهاً؟"، فقال لهم: "أولئك قومٌ خلَوا بالحبيب فألبَسَهم من نوره". كانوا طِوال الليل مع الله سبحانه وتعالى في حالة ذكرٍ، وسجودٍ، وقيامٍ، وركوعٍ، وتلاوةٍ، ودعاءٍ واستغفار، فألبسهم الله تعالى من نور عبادته، وأذاقهم من حلاوة طاعته، فظهر ذلك على وجوههم نوراً وسِيْماً وعلامةً يعرفهم بها الناس، فإذا رأوهم ذكروا الله تعالى.

والآن اسأل نفسك: هل أنت ممن إذا رُؤوا ذكر الله؟ أبشر أنت ولي لله إنهم قوم تحابوا في الله: يقول الله عز وجل: «إن من عبادي لعباداً يغبطهم الأنبياء والشهداء»، قيل: من هم يا رسول الله لعلّنا نحبهم؟ قال: «هم قوم تحابوا بروح الله على غير أموالٍ ولا أنساب، وجوههم نورٌ على منابرٍ من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ثم تلا هذه الآية: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}» (رواه أبو داود). إن هذه الصفة التي حدّدها النبي صلى الله عليه وسلم للأولياء هي صفة عظيمة، فهم يجتمعون على طاعة الله، ويتفرقون على طاعته، ويتعاونون على البِرّ والتقوى، روحهم روحٌ إيمانية، مجالسهم مجالس ذكر ووعظ وتلاوة للقرآن. وإنهم قوم ذاقوا طعم الإيمان؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أنس بن مالك: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان... وأن يُحبّ المرء لا يُحبّه إلا لله...» (من حديثٍ أخرجه البخاري). من خصائصهم: - أن الله سبحانه وتعالى يُجري على أيديهم الكرامات -الخوارق للعادة- تأييداً وتكريماً لهم. فها هي مريم عليها السلام أكرمها الله سبحانه "بالرزق الطيب بأنواع الطعام والشراب، ووصوله إلى محرابها، وكذا ما أيدها الله به من الحمل من غير زوج، وظهور المساعدات الربانية عند الولادة، والرُّطب الجني من النخلة اليابسة، والنهر الصافي، وكذا نُطق عيسى في المهد أمام قومها".

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الثانية عشرة بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*أقسام الولاية : المعجزات والكرامات

 كلها من المعجزات والكرامات التي يعطيها الله سبحانه وتعالى لكل من تقرّب إليه بالطاعات، وهناك مثالٍ آخر لأصحاب الكهف أكرمهم الله بكرامات كثيرة: "من نومهم المدة الطويلة ثلاثمائة وتسع سنين، وحفظ أجسامهم من التغيير وتقلبيهم في نومهم، وصرف الشمس عنهم، وقيامهم من نومهم بعد تلك المدة". كلها أمور تنطق أن لله جنود السموات والأرض يسخرها لمن يشاء من عباده، ولكن اقترب وكن ايجابي في مواجهة الباطل وليس من الأنبياء والصديقين فقط إنما من السلف التابعين عندما يتيقن المسلم الله يرزقه من حيث لا يحتسب في أي زمانٍ ومكان. تُروى كرامة لأبي مسلم الخولاني رحمه الله تعالى -وهو من سادة التابعين أيضاً- قالت له زوجته مرة: "ليس عندنا دقيق، فقال لها: هل عندكِ شيء؟ قالت: ليس عندي إلا درهم بعتُ به غَزْلاً، قال: أعطِنيه وهاتي الجِراب، فدخل السوق، فأتاه سائل، وألحّ عليه في السؤال، فأعطاه الدرهم، وعاد إلى بيته وقد ملأ الجرابَ نشارة خشب مع تراب، وأتى وقلبه مرعوبٌ من زوجته، وضع الجراب في البيت ومضى، فلما ذهب فتحتْه، فإذا به دقيقٌ أبيض، فعجنت الدقيق وخبزت، وجاء أبو مسلم الخولاني إلى بيته ليلاً، فقدّمتْ له الخبز، فقال لها: من أين لنا هذا؟ فقالت: من الدقيق الذي اشتريتَه اليوم، فأكل أبو مسلم الخولاني من الخبز الذي أصله نشارة خشب وتراب، وبكى"؛ هذه أيضاً نقلها الإمام الذهبي في (سير أعلام النبلاء)، وهكذا يبدو لنا كرامة الأولياء التي يؤيّدُ الله تعالى بها أولياءه. والآن اسأل نفسك كم مرة سخّر الله لك جنود يتولوا أمرك؟! إنهم مجابي الدعوة: ألم يقل رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال في الحديث القدسي: «وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ»، يا له من كرم رباني الذي يمنحه سبحانه وتعالى لأوليائه، وخاصةً أنه يُعطيهم درجةً عظيمة، ألا وهي: إجابة الدعاء. من ذلك مثلاً ما كان يُروى عن سيدنا سعد بن أبي وقّاص رضي الله تعالى عنه، وهو أحد المبشَّرين بالجنة، فقد كان معروفاً بين الناس أنه مُجابُ الدعوة؛ إن دعا لشخصٍ أصابته تلك الدعوة، وإن دعا على شخص ظالم أو مشرك أو معتد أصابته الدعوة، وذلك أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دعا لسعد بن أبي وقاص فقال: «اللهم أجبْ دعوته» (رواه الحاكم في المستدرك)، فكانت دعوته مستجابة. وعن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كم من ضعيفٍ متضعّف ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك» (رواه الحاكم في المستدرك)، ثم إن البراء لقي زحفاً من المشركين وقد أوجع المشركون في المسلمين، فقالوا له: "يا براء إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو أقسمتَ على ربك لأبرك، فاقسم على ربك"، فقال: "أقسمتُ عليك يا ربّ لما منحتنا أكتافهم"، فمُنِحوا أكتافهم، ثم التقوا على قنطرة السوس فأوجعوا في المسلمين، فقالوا: "أقسم يا براء على ربك عز وجل"، قال: "أُقسِم عليك يا ربّ لما منحتنا أكتافهم وألحقتني بنبيك صلى الله عليه وسلم" فمُنِحو أكتافهم، وقُتِل البراء شهيداً.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الثالثة عشرة بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*أقسام الولاية : المعجزات والكرامات

 هناك قصة أوردها الإمام ابن السُّبكي في كتابه (طبقات الشافعية)، وهي التي سمّاها (كرامة المحاميد) يقول: "كان ثلاثةٌ من العلماء في رحلة، وهم: محمد بن جرير الطبري وهو من الأعلام، ومحمد بن خُزيمة وهو من المُحَدِّثين، ومحمد بن نصر المِرْوَزيّ وهو من الفقهاء، كانوا في رحلة فأرمَلوا -جاعوا-، ولم يبقى عندهم ما يَقوتهم وأضرَّ بهم الجوع، فاجتمعوا ليلةً في منزلٍ كانوا يأتون إليه، فاتّفق رأيُهم على أن يَسْتَهِموا ويضربوا القرعة، فمن خرجت عليه القرعة سأل لأصحابه الطعام، فخرجت القرعة على محمد بن خزيمة، فقال لأصحابه: "أمهِلوني حتى أتوضّاَ وأُصَلِّيَ صلاةً الاستخارة". فذهب يتوضّاً ودخل يُصلّي، فإذا هم بالشموع ورجلٍ من قِبَلِ الوالي يطرقون عليهم الباب، ففتحوا الباب، فقال الرجل: "أيكم محمد بن نصر المِروزي؟"، فقال: أنا، فأعطاه صُرّةً فيها خمسون ديناراً، ثم قال: "أيكم محمد بن جرير؟" قال: "أنا"، فأعطاه صُرّةً مثلَ أخيه، ثم قال: "أيكم محمد بن خزيمة؟" قال: "أنا"، فأعطاه صُرّةً مثلَ أخَويه، ثم قال لهم: "إن الأمير كان قائلاً بالمساء -نائماً نومَ القيلولة-، فرأى في المنام من يقول له: "إن المحاميدَ قد طَوَوا كَشْحَهُم -بطونهم جِياعا-"، فأَنْفَذَ إليكم هذه الصُّرَر، وأقسمَ عليكم إذا نَفِدَتْ فابعثوا إليه أحدَكم". فإذا أردت أن تكون من مستجابي الدعوة نفّذ وصية الرسول الكريم عندما قال لسعد بن معاذ: «يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة» (أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط)، تحرّى المال الحلال وأوقات إجابة الدعاء في جوف الليل وبين الأذان والإقامة وبعد كل طاعة لله واستحضر قلبك فلا يكون الدعاء باللسان فقط تكن مستجاب الدعوة بإذن الله. والآن اسأل نفسك هل أنت من مستجابي الدعاء؟ أبشر أنت ولي الله إنهم عرفوا الله فاستقاموا على منهجه: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُون . نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ . نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} [فصلت:30-32].

ومن تفسير هذه الآية: ثم استقاموا على أن الله ربهم وحده، أو على إخلاص الدين والعمل إلى الموت أو في قول آخر ثم استقاموا سِرّاً كما استقاموا جهراً، الاستقامة سبب في تيسير أمور الحياة كما قال الله تعالى: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا . لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} [الجن من الآيتين:16-17]؛ فيشربون الماء عذباً زلال، ولا يجهدون أنفسهم في شيء، ولا يحملون هم شيء وهي كلمة إذا اتخذتها طريق لا تحتاج بعدها أن تسال أحد عن شيءٍ في الإسلام، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال: "قلتُ يا رسول الله: قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك"، قال: «قل آمنت بالله ثم استقم» (رواه مسلم [38]). وإليك أحوال أهل الاستقامة: ها هو الإمام ابن دقيق العيد رحمه الله يقول عن نفسه: "ما تكلمتُ كلمةً، ولا فعلتُ فعلاً، إلا وأعددتُ له جواباً بين يدي الله عز وجل" (طبقات الشافعية [9/212]).

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الرابعة عشرة بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*أقسام الولاية : المعجزات والكرامات

ويقول أحد السلف: "منذ أربعين سنة ما تكلمتُ كلمةً ندمتُ عليها". يا

الله ما هذه الاستقامة لذلك استحقوا أن يكونوا من أولياء الله الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، ولكي تكون من أهل الاستقامة عليك أن تتمسك بكتاب الله وسنة رسوله، وأن تتمسك بالصحبة الصالحة التي تشدّ من أزرك إلى الله، وكثرة ذكر الله على كل حال، تُصبح ولياً لله باستقامتك على الطريق، يُحارِب الله من يُؤذيهم ويَحميهم كما جاء في الحديث القدسي إن الله قال: «من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب». تخيّل المولى عز وجل يُدافع عنهم بنفسه، ولله المثل الأعلى، أنت عندما تختلف مع أحد الأشخاص وتُوكِّل محامياً ليأتي لك بحقك، فهذا بشر، ولكن تخيّل أن من يأتي لك بالحق، ويُدافع عنك هو الله عز وجل هو من يُحارب أعدائنا أليس هذا ما حدث في كل غزوات النبي صلى الله عليه وسلم مع المشركين واليهود، فغزوة بدرٍ كمثال أنزل الله ملائكة تُحارِب معهم وتُدافع عنهم، وفي غزوة الأحزاب أرسل الله عز وجل ريحاً اقتلعت الخيام من جذورها وانتهت الحرب ولم يُقتَل فيها مسلم.

 وهكذا في كل غزوة يُؤيدهم ويُدافع عنهم، فلِمَ لا نكون ممن يُدافع عنهم

المولى عز وجل ويحاجّ عنهم فتجد الناس تذكر بالخير في موقفٍ أنت تحتاج

من يُدافع عنك. إنهم أهل توفيق إذ يقول المولى عز وجل: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق:4].

 الله سبحانه وتعالى يتقرّب منهم بالتوفيق لمحبته لهم وييسر لهم الأسباب التي تقرِّبهم إلى الجنة -يُبعدهم الله عن المعاصي كل ما يتقرّبون إلى الله؛ لأنهم يتقربون إلى الله بالطاعات موفقٌ من الله تعالى- في كل خطوة، وإليك المثال الآتي: - فهذا هو خالد بن الوليد قبل الإسلام في غزوة الأحزاب حين حاول اختراق الخندق فلم تفلح المحاولات، وتصدى أُسيد بن حضير في كتيبة من مائتي مسلم لفرقة فرسان خالد بن الوليد واستطاع أن يردهم أُسيد، ومن معه منهزمين، ولم يوفقوا في اختراق الخندق كان وقتها خالد قائد لجيش الباطل، فلم يُوفّق من الله، أما بعد أن دخل في الإسلام أصبح سيف الله المسلول على أعدائه اشتهر بحُسن تخطيطه العسكري وبراعته في قيادة جيوش المسلمين في حروب الردة وفتح العراق والشام، في عهد خليفتي الرسول عليه الصلاة والسلام أبي بكر وعمر رضي الله عنهم فهو لم يُهزَم في أكثر من مائة معركة أمام قواتٍ متفوقة عدديًا من الإمبراطورية الرومية البيزنطية والإمبراطورية الساسانية الفارسية وحلفائهم، وهكذا عندما يقترّب العبد من الله يكون مُوفّق في كل خطواته ومتميز بين أقرانه فها هو خالد قبل وبعد الإسلام ولكن الذي تغير قلبه بعد أن دخله الإسلام الدين الحق. هذه هي صفات أولياء الله كما جاءت في الكتاب والسنة، وفي النهاية لكي تُصبح ولياً لله أن تُوليه في كل أمور حياتك، ولا تُشرك به أحد، كما قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة من الآية:5]، ومن إخلاصك له أن تتخذه سبحانه وتعالى حكماً إذ يقول الله تعالى على لسان نبيه: {أَفَغَيْرَ الله أَبْتَغِي حَكَماً} [الأنعام من الآية:114]، وأن تُحبّ من يُحبّ الله، وتُعادي من عادى الله، فالمؤمنون أذلةً على المؤمنين أعزّةً على الكافرين كما تُطلِعنا الآيات قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة:64]. اللهم اجعلنا من أولياءك الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.  [ الأنترنت – موقع طريق الإسلام - للشيخ بن عثيمين: " ]

*الفرق يبن المولى والولي :

أن الوالي يجري في الصفة على المعان والمعين تقول الله ولي المؤمنيين أي معينهم والمؤمن ولي الله أي المعان بنصر لاله عز وجل ويقال أيضا المؤمن ولي الله والمراد أنه ناصر لأوليائه ودينه ويجوز أن يقال الله ولي لامؤمنين بمعنى أنه يلي فظهم وكلاءتهم كولي الطفل المتولي شأنه ويكون الولي على وجه منها ولي المسلم الذي يلزمه القيام بحقه إذا احتاج اليه ومنها الولي الحليف المعاقد ومنها ولي المرأة القائم بامرهاومنها ولي المقتول الذي هو أحق بالمطالبة بدمة وأصل الولي جعل الثاني بعد الأول من غير فصل من قولهم هذا يلي ذلك وليا وولاه الله كأنه يلي أمره ولم يكله إلى غيره وولاه أمره وكله إليه كانه جعله بيده وتولى أمر نفسه قام من غير وسيطة وولى عنه خلاف والى إليه وولى بين رميتين جعل أحداهما تلي الأخرة والأولى هو الذي الحكمة اليه أدعى ويجوز أن يقال معنى الولي أنه يحب الخير لوليه كما أن معنى العدو أنه يريد الضرر لعدوه والمولى على وجوه هو السيد والمملوك والحلي وابن العم والأولى بالشيء والصاحب ومنه قول الشاعر من الطويل: ولست بمولى سواة أدعى لها **** فإن لسوات الأمور مواليا

أي صاحب سوأة وتقول الله مولى المؤمنين بمعنى أنه معينهم ولا يقال إنهم موالية بمعنى معينوا أوليائه كما تقول إنهم أولياؤه بهذا المعنى.

[ الأنترنت – موقع نداء الإيمان - .الفرق يبن المولى والولي ]

 إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الخامسة عشرة بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*آيات ورد فيها ( الْوَلِيُّ ) :

قال تعالى :{أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ ﴿٩ الشورى﴾

قال تعالى :{وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴿٢٨ الشورى﴾

قال تعالى :{ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ ﴿٦٤ البقرة﴾

قال تعالى :{ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ ﴿٨٣ البقرة﴾

قال تعالى :{وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴿١٠٧ البقرة﴾

قال تعالى :{وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴿١١٥ البقرة﴾

قال تعالى :{مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴿١٢٠ البقرة﴾

قال تعالى :{وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ﴿١٣٧ البقرة﴾

قال تعالى :{سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ﴿١٤٢ البقرة﴾ قال تعالى :{قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ﴿١٤٤ البقرة﴾

قال تعالى :{وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ﴿١٤٤ البقرة﴾

قال تعالى :{فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴿١٤٤ البقرة﴾

قال تعالى :{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ﴿١٤٨ البقرة﴾

قال تعالى :{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴿١٤٩ البقرة﴾ قال تعالى :{وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ﴿١٥٠ البقرة﴾

قال تعالى :{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ ﴿١٥٠ البقرة﴾

قال تعالى :{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ﴿١٧٧ البقرة﴾

قال تعالى :{وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ﴿٢٠٥ البقرة﴾

قال تعالى :{فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ﴿٢٤٦ البقرة﴾

قال تعالى :{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ ﴿٢٥٧ البقرة﴾

قال تعالى :{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴿٢٥٧ البقرة﴾

قال تعالى :{أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ﴿٢٨٢ البقرة﴾

قال تعالى :{وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا ﴿٢٨٦ البقرة﴾

قال تعالى :{فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ﴿٢٠ آل عمران﴾ [ الأنترنت – موقع المعاني ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة السادسة عشرة بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*الولاية بين الإسقاط والافتخار :

كثر الجدل في الأيام الماضية حول الولاية – ولاية الرجل على المرأة –

ما بين مطالبات بالإسقاط وبين نداءات بالافتخار ، وعند النظر في المطالبات ومن وراءها ، نجد أنها تدور حول : إتاحة السفر للمرأة بدون إذن أو تصريح ، وتملك أمرها والتصرف في شأنها ، والتحرر من سلطة الرجل وعنفه ، الوظيفة وحرية العمل بدون قيد أو شرط ، حرمان حقوقها الشرعية ، العنف والإذلال من بعض أولياء الأمور ، وفي نفس الوقت من تفتخر بالولاية تصرح بأنها تنعم بحسن ولايتهم وجميل تعاملهم ، وأهمية وجودهم في حياتها ، وعظيم أثرهم في قضاء حوائجها ، وقوة نجاحها في عملها ، وهم خير سند ومعين بعد الله لها .

تبين من هذه المقارنة البسيطة بين المطالبات بالإسقاط والمفتخرات بالولاية ، أن هناك خلفيات وراء هذه المطالب ، وهناك مكاسب حول تلك المفاخر ، فإذا عرف السبب بطل العجب .

هناك فئة ثالثة لن أتطرق لها في حديثي وهي أن وراء هذه المطالب جهات مشبوهة ومعرفات مجهولة وأيدي خبيثة تريد زعزعة الثوابت وخلخلة الدين

هذه الفئة لا يلتفت لها ولايوجه لها حرف ، فهدفها مكشوف وقصدها مفضوح ، وسيكفينا الله أمرها فالله يحفظ دينه والعاقبة للمتقين .

وحول موضوع الولاية وقفات :

أولاً : الولاية لغة : الولاية – بكسر الواو – مصدر وَلِي ، ووَلَي – والثانية قليلة الاستعمال – يلي وهي تعني القيام على الغير وتدبيره . وتكون الولاية بمعنى القرابة والنّصرة ، والمحبة ، فتأتي الواو مفتوحة ومكسورة ، وكلا المعنيين مراعى في الولاية : لأنّها تحتاج من الوليّ إلى التدبير والعمل ، كما تحتاج إلى نصرة المولى عليه ، والنّسب دَعَامَة قويّة من دعائم تحقيق هذه النصرة) .

وتأتي الولاية بمعنى الوصاية فيقال : أولى فلانا على اليتيم أوصاه عليه ،

وولي عليه ولاية أي ملك أمره وقام به فهو وليه . ويقال لكلً من طرفي الولاية ولي . والولي قد يأتي بمعنى اسم الفاعل كقوله تعالى ( الله ولي الذين أمنوا ) وقد يأتي بمعنى اسم مفعول كقوله تعالى ( وما لهم من دونه من وال ). وبناءً على ذلك يكون معنى الولي ضد العدو. والولي في أسماء الله تعالى هو الناصر والمعين وقيل المتولي لأمور العالم والخلائق القائم بها كما في قولــه تعالـى : ( وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيراً ) ، فولاية الله لعباده هي عبارة عن تدبير شؤونهم وتوليه أمورهم. وكل من ولي أمر أحد فهو وليه أي قائم بأمره . والولي القرب والدنو وولي اليتيم هو الذي يلي أمره ويقوم بكفالته ، وولي المرأة هو الذي يلي عقد النكاح عليها ولا يدعها تستبد بعقد النكاح بدونه  .

قال ابن الأثير رحمه الله :" وكأن الولاية تشعر بالتدبير والقدرة والفعل، وما لم يجتمع ذلك فيها لم ينطلق عليه اسم الوالي"

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة السابعة عشرة بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*الولاية بين الإسقاط والافتخار :

والولاية اصطلاحاً : تختلف حسب نوع الولاية ، هل هي ولاية وصاية أو ولاية زواج كالولاية على عقد نكاح المرأة ، أو ولاية على المال أو ولاية على التدبير وتصريف الأمور كالولاية على الصغير والمجنون .

ويتبين من خلال ما سبق من معنى الولاية اشتمالها على معاني القرب والنصرة والمحبة والتدبير والقدرة والوصاية ، وجميعها معاني لا يختلف أحد على حاجتها وأهميتها لكل من تحمل مسئولية ، سواء كان من تحته ذكوراً أو إناثاً ، وهي معاني تحمل العناية والرعاية والصيانة بلطف ومحبة ، إلا معنى الوصاية فهو خاص بالولاية على الصغير واليتيم والمجنون لعدم قدرتهما على التصرف ، وحاجتهما إلى من يقوم بأمرهما فمن رحمة الله تعالى أن اعتبرت الشريعة الإسلامية الولاية على الغير في حال عجزه عن النظر في مصالحه .

ثانياً : مصدر الولاية : فالولاية قد يكون مصدرها الشرع كولاية الأب والجد , وقد يكون مصدرها تفويض الغير كالوصاية ونظارة الوقف .

ثالثاً : أنواع الولاية : الولايات متعددة فهناك الولاية على المال كالولاية على

 مال الصغير والمجنون والسفيه والمملوك – ولم تعد المرأة منهم إلا إذا كانت

كذلك - ، والولاية في النكاح وهذا خاص بنكاح المرأة ، وولاية في الحضانة وهذه تكون فيه الولاية لما فيه مصلحة المحضون سواء كان ذكرا أو أنثى .

رابعاً : يختلف من تثبت له الولاية من نوع إلى نوع فقد تكون للرجال فقط ، وقد تكون للرجال والنساء ، وقد تكون للنساء فقط ، والحضانة نوع من أنواع الولايات الثابتة بالشرع ويقدم فيها النساء على الرجال ، وعقد النكاح ولاية ثابتة بالشرع يقدم فيها الرجال ، وولاية المال ثابتة بالشرع ويشترك فيها النساء والرجال . "ولما كان الهدف من الولاية هو العناية بشخص المولى عليه فقد قرر الشارع بان يكون الأولياء من أقرب الناس إلى المولى عليه لوفور الحنان والشفقة وحسن الرأي والتدبير ، ولما كانت الولاية ناشئة عن القرابة بعَدها أقوى أسباب الولاية وأوثق الصلات الإنسانية حيث تربط بين الأشخاص وتجعل كل منهما قريب من الآخر وبمقتضاها تثبت ولاية بعضهم على بعض ".

خامساً : ولاية الرجل على المرأة في عقد النكاح ، ثابتة شرعا ، فالمرأة لا

تزوج نفسها ولا غيرها، فلا ولاية لها في عقد الزواج على نفسها ولا غيرها بالولاية،وروي هذا عن عمر وعلي وابن مسعود وعائشة - رضي الله عنهم - ،

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الثامنة عشرة بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*الولاية بين الإسقاط والافتخار :

قال ابن المنذر: ( إنه لا  يعرف عن أحد من الصحابة خلاف ذلك ) ،

 وإليه ذهب سعيد ابن المسيب والحسن وعمر ابن عبد العزيز، والثوري، وابن أبي ليلى وابن شبرمة، وأبو عبيد والطبري، وهو قول المالكية والشافعية والحنابلة، وهو ما نقله عن أبي يوسف كل من الطحاوي والكرخي، واستدلوا على ذلك بما يلي :

·  قال الله تعالى:﴿ وَإِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ﴾(البقرة:232)، وهذه الآية نزلت في معقل بن يسار إذ عضل أخته عن مراجعة زوجها، ولولا أن له حقا في الإنكاح ما نهى عن العضل، قال ابن عبد البر: (هذا أصح شيء وأوضحه في أن للولي حقا في الإنكاح، ولا نكاح إلا به ،لأنه لولا ذلك ما نهي عن العضل، ولاستغني عنه ، ثم بين وجه احتجاجه بقوله : " ألا ترى أن الولي نهي عن العضل، فقد أمر بخلاف العضل، وهو التزويج، كما أن الذي نهي عن أن يبخس الناس قد أمر بأن يوفي الكيل والوزن، وهذا بين كثير " .

وقوله تعالى:﴿ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ﴾ فالآية صريحة باشتراط طلب إذن الأهل .

وقول النبي - صلى الله عليه وسلم  -:"لا نكاح إلا بولي"  وهو من أصرح الأحاديث الدالة على اشتراط الولي، وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال"  أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل باطل باطل، فإن أصابها فلها المهر بما استحل من فرجها، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له"

وعلل الفقهاء تخصيص الرجال بولاية النكاح لأمور منها :  أن النكاح عقد عظيم، خطره كبير , ومقاصده شريفة ولهذا أظهر الشرع خطره باشتراط الشاهدين فيه من بين سائر المعاوضات، فلإظهار خطره تجعل مباشرته

مفوضة إلى أولي الرأي الكامل من الرجال.

 وقالوا :" الولاية في النكاح للمرأة رعاية لحقها ، وصيانة لكمال أدبها وكرم حياءها ، وإيصالها إلى مرادها على أتم وجه وأشرفه وأكمله ، دون هضم لحقها في اختيار من ترضاه زوجاً لها – إن كانت قادرة على النظر وحسن الاختيار - ، ودون إهمال لها بتركها تضع يدها في يد من تهوى ، في عقد جليل قدره ، عظيم خطره ، إن وقعت منها الزلة ففي محل لا تهون فيه ، ولا تقتصر عليها فيه تلك المعرة ، وهذا بخلاف ما إذا كان أمر نكاحها شورى بينها وبين أوليائها ، بحيث يكون لرجالها فيه إبرام عقدته ، ولها فيه إملاء شروطها ، حتى تطيب نفسها ، وبهذا يكون لها غنم هذا العقد .وليست هذه الولاية ولاية قهر وإذلال ، ولا استغلال لحياء الكريمات من النساء اللاتي يعزُّ عليهن إبداء رغبتهن في الأزواج ، كما يصوره من قصر نظره أو ساءت نيته ، وإنما هو حفظ للحقوق وصيانة للأعراض وتمسك بالفضيلة في أجمل صورها وأرفع وأسمى معانيها .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة التاسعة عشرة بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*الولاية بين الإسقاط والافتخار :  

سادساً : هناك خلط بين القوامة والولاية ، ولتوضيح الفرق :

القوامة هي : إنفاق ورعاية وحماية وإشراف وتكليف للرجل ، وهو حكم خاص بالأزواج ، وكل رجل قوّام على زوجته فقط ، بينما يسمى حكم الأب على ابنته أو على أولاده كلهم " ولاية " .

وقال العيني في قوله تعالى (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) : " قوله : قوامون أي يقومون عليهن آمرين ناهين كما تقوم الولاة على الرعايا والضمير في بعضهم يرجع إلى الرجال والنساء جميعا كذا قاله الزمخشري ثم قال يعني إنما كانوا مسيطرين عليهن بسبب تفضيل الله بعضهم وهم الرجال على بعض وهم النساء ، قوله وبما أنفقوا أي وبسبب ما أخرجوا في نكاحهن من أموالهم في المهور والنفقات " .

  والولاية : سلطة شرعية يملك بها القادر على التصرف رعاية شؤون غيره .

وولي المرأة : قيمها والقائم على أمرها ، والمتحمل مسئوليتها ، والمدبر لجميع شأنها . والمرأة بحاجة إلى وليها في جميع أمورها ، وجليل شأنها . ومن الثابت

المستقر شرعاً : أن مباشرة عقد النكاح حق من حقوق ولي المرأة ، فلا تلي نكاح نفسها ولا نكاح غيرها ، ولا عبارة لها في النكاح مطلقاً ، وإن عقدته فهو باطل ، وكذلك إن عقده لها أجنبي عنها بدون إذن وليها ، وهذا مذهب جمهور أهل العلم وهو المعتمد عند المالكية والشافعية والحنابلة .

سابعاً : ولاية المرأة البالغة الرشيدة على مالها حق لها وليس لأحد مصادرة

هذا الحق ومن يزعم خلاف ذلك فعليه بإثبات ذلك ، فالإسلام أعطى المرأة الأهلية الكاملة في التصرف في مالها بيعا وشراء وهبة وإقراضاً.

ثامناً : من يطالب بإسقاط ولاية الرجل – من أب أو زوج - على موليته من أجل منعها من السفر إلا بإذنه ، فقد غفل عن الحكمة من وراء ذلك ، فالشرع لا يأمر إلا بما مصلحته خالصة أو راجحة ، ولا ينهى إلا عما مفسدته خالصة أو راجحة ، وفي هذا تحقيق لمصالح الأسرة وصيانة وحفظ للمرأة ، ولا يخفى ما نسمعه من حوادث وقضايا من خطف وهروب وقتل واغتصاب لمن سافرت بدون إذن أو محرم ، ولعل أقرب وأخطر قضية ما نشر قبل البارحة حول سفر إحدى النساء بأولادها إلى مناطق الصراع .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة العشرون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*الولاية بين الإسقاط والافتخار : 

ومن تطالب بإسقاط الولاية لظلمه وعنفه وسوء خلقه ، فهذا يقاضى

ويصحح وضعها كحالة خاصة لا عامة تسقط على الجميع ، ومن تطالب بإسقاط الولاية لعضله وتسلطه وتعسفه ، يعامل كسابقه أيضاً ، والمحاكم ولله الحمد تطور وضعها وتم حل كثير من مثل هذه القضايا ، ومن تطالب بإسقاط الولاية لتسلطه على مالها فلتعلم أن لا حق له ولا تصرف في مالها إلا بإذنها ، ومن تنادي بإسقاط الولاية لباطل واتباع هوى فلتعلم أنها تعارض شرع ربها ، وتصادم الحكم الرباني الحكيم ، وتحقق أمنيات غربية وأجندات دولية لهدم الأسرة وتفكك المجتمع ، ولا يخفى واقع المرأة الغربية البائس حيث تخلى عنها وليها وهرب عنها زوجها ، فأصبحت من بنات الليل وكادحات النهار لتنفق على نفسها وأولادها .

ومن يفـتـخرن بالولاية سمعت فأطاعت ، وعلمت فامتثلت ، وأدركت فاستسلمت لشرع ربها ، فالعاقلة من توازن بين المصالح والمفاسد ، وتقدم مرضاة ربها على هوى نفسها . تطبيقاً لقوله تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (قال الطبري " يقول تعالى ذكره: لم يكن لمؤمن بالله ورسوله، ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله في أنفسهم قضاء أن يتخيروا من أمرهم غير الذي قضى فيهم، ويخالفوا أمر الله وأمر رسوله وقضاءهما فيعصوهما، ومن يعص الله ورسوله فيما أمرا أو نهيا ( فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا) يقول: فقد جار عن قصد السبيل، وسلك غير سبيل الهدى والرشاد."

وقال ابن كثير فهذه الآية عامة في جميع الأمور ، وذلك أنه إذا حكم الله ورسوله بشيء ، فليس لأحد مخالفته ولا اختيار لأحد هاهنا ، ولا رأي ولا قول ، كما قال تعالى) : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ( وفي الحديث : " والذي نفسي بيده ، لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به " ولهذا شدد في خلاف ذلك ، فقال : ( ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ( ، كقوله تعالى : (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم }.

كلمة أخيرة لمن تطالب بالإسقاط أن تتأمل واقعها بدون أب يرعاها ويتولى أمرها ويقوم على تلبية حاجاتها ، فإن هي رفضت رعايته وأسقطت ولايته

فقد جحدت النعمة وكفرت العشير ، وإن كان وليها أخيها أو غيره من محارمها

 فإن كان صالحاً نافعاً راعياً قائماً بشؤونها فرغبت في إسقاط ولايته فقد نكرت المعروف وجحدت الجميل ، وإن كان غير ذلك فالشرع ناصرها والقاضي يتولى أمرها .

[ الأنترنت – موقع صيد الفوائد - الولاية بين الإسقاط والافتخار - د.أميرة بنت علي الصاعدي ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الواحدة والعشرون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*حكم إطلاق كلمة (مولانا) للعبد المخلوق :

السؤال: ما حكم إطلاق كلمة مولانا على رسول الله ﷺ؛ لأننا نعرف أن المولى للمؤمنين هو الله ؟

الجواب: لا حرج في ذلك؛ لأن المولى كلمة مشتركة، تطلق على الله سبحانه وتعالى، والسيد المالك، وتطلق على القريب يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا [الدخان:41] يعني: قريب عن قريب، وتطلق على العتيق يقال له: مولى، والمعتق يقال له: مولى، فهي كلمة مشتركة، لكن الأولى والأفضل أن لا تطلق على الناس بمعنى الرياسة بمعنى الكبير ونحو ذلك؛ لأنه جاء في حديث رواه مسلم في الصحيح أن النبي عليه السلام قال: لا تقل مولاي، فإن مولاكم الله وجاء في حديث آخر أن النبي ﷺ قال للعبد: وليقل: سيدي ومولاي فأخذ منه العلماء أنه يجوز إطلاق لفظ المولى على السيد أو المالك ويلحق به السلطان والأمير وشيخ القبيلة ونحو ذلك؛ لأنهم لهم رياسة ولهم سيادة، ولكن ترك ذلك معهم أولى وأفضل، إلا في حق السيد المالك فقط للحديث الذي ورد في ذلك: وليقل: سيدي ومولاي.

وبكل حال فالأمر فيه واسع إن شاء الله لأجل جوازه في حق السيد المالك فيلحق به ما كان مثله في المعنى، من كان مثله في المعنى كالسلطان والأمير وشيخ القبيلة والوالد ونحو ذلك، ولكن تركه في حقهم أولى، بأن يقال: أيها السلطان، أيها الأمير، يا أبا فلان، يا فلان، يكون هذا أولى عملاً بالحديث الذي فيه النهي من باب الحيطة، لأنه: لما جاء فيه النهي يكون الحيطة ترك ذلك. نعم. [ الانترنت – موقع الشيخ ابن باز ]

*من هم أولياء الله ؟

مقدمة : إن الله -سبحانه وتعالى- يقول: { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس: 62-63].

وهذا إخبار من الله -سبحانه وتعالى- عن تعريف أوليائه من هم؟

قال سبحانه في تعريفهم: { الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ }

وقد ورد حديث جليل عظيم القدر شريف المنزلة، قال العلماء: إنه أجلّ حديث في الأولياء، قالوا: إنه أشرف حديث روي في ذكر الأولياء؛ وهو حديث رواه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله ﷺ:إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه رواه البخاري رحمه الله تعالى. [رواه البخاري: 6502]

وفي رواية: وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره

الموت وأنا أكره مساءته [رواه البخاري: 6502]. هذا الحديث العظيم يقول النبي ﷺ فيه عن ربه -عز وجل-:من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب [رواه البخاري: 6502]. ومعنى آذنته بالحرب يعني: أعلمته أني محارب له؛ لأنه يحارب أوليائي فأنا أحاربه، وأنا خصمه، وويل لمن كان الله تعالى خصمه، ومن عادى أولياء الله فقد بارز الله تعالى بالمحاربة، والله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإن حضروا لم يدعوا، لهوانهم على الناس، ولم يُعرفوا؛ لأنهم ليسوا بأصحاب سمعة ولا شهرة، قلوبهم مصابيح الهدى، يخرجون من كل غبراء مظلمة أنقياء أتقياء؛ لأن قلوبهم منيرة بذكر الله تعالى، فإذا دخلوا في الفتن خرجوا منها أحسن من الذهب الأحمر، أرأيت الخام إذا أريد استخلاص الذهب منه فإنه يُدخل في الفرن ويُحمى عليه، وينفخ لتتطاير هذه الشوائب وما غطاه من الخلائط، ثم يصبح ذهباً أحمر نقياً لا شيء فيه. [الأنترنت – الموقع الرسمي للشيخ محمد المنجد - من هم أولياء الله ؟]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الثانية والعشرون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*حفظ الله لأوليائه من الفتن :

فكذلك أولياء الله، إذا فُتنوا خرجوا من الفتنة وهم أقوياء أنقياء، فأولياء الله -عز وجل- تجب موالاتهم وتحرم معاداتهم، كما أنه يجب معاداة أعداء الله وتحرم موالاة أعداء الله، فكذلك تجب موالاة أولياء الله، قال الله تعالى:لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ[الممتحنة: 1]. وقال -عز وجل-: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ[المائدة: 55-56]. هم الغالبون باللسان والبيان والحجة، وهم الغالبون بالسيف والسنان ولو بعد حين، والله تعالى وصف أحباءه الذين يحبهم ويحبونه، بأنهم أذلة على المؤمنين، هذا من أوصاف أولياء الله أيضاً.

إذا قال قائل من هم أولياء الله؟ نقول: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس: 62]، من هم أولياء الله؟ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ من هم أولياء الله؟  أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ  [المائدة: 54].

هؤلاء أولياء الله تعالى، هؤلاء الذين من أهانهم أو أخافهم فقد بارز الله بالمحاربة، وبدأه بالمحاربة، وعرض نفسه لسخط الرب وانتقامه، والله يسرع إلى نصرة أوليائه، الله أسرع شيء إلى نصرة أوليائه، أفيظن الذي يحارب الله أن يقوم له ويقاومه؟ أو يظن الذي يحارب أولياء الله أن يعجز الله تعالى؟ أو يظن الذي يبارز الله أن يسبقه ويفوته؟ كيف والله يثأر لهم في الدنيا والآخرة، ولذلك لا يكل الله نصرة أوليائه إلى غيره، بل هو الذي ينصرهم عز وجل، ولنعلم -أيها الإخوة- أن جميع المعاصي محاربة لله تعالى.

ولذلك قال الحسن البصري -رحمه الله-: "ابن آدم هل لك بمحاربة الله من طاقة؟ فإن من عصى الله فقد حاربه". [حلية الأولياء: 2/134]. لكن كلما كان الذنب أقبح كان أشد محاربة لله، ولهذا سمى الله تعالى أكلة الربا وقطاع الطريق محاربين لله ولرسوله؛ لعظيم ظلمهم للعباد، وسعيهم بالفساد في البلاد، وكذلك معاداة أولياء الله تعالى، قيل: إن آكل الربا يعطى يوم القيامة سيفاً أو رمحاً ويقال له: حارب ودافع، حارب، والله تعالى يحاربه، فكيف وأنى تكون له الغلبة؟ ولذلك قال الله في أكلة الربا: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا  يعني إن لم تتركوا أكل الربا، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [البقرة: 279]. حرب الله عليهم ما يصيبهم به من الآفات وأنواع الانتقام.

ولذلك قال النبي ﷺ: إن الربا وإن كثر فإن عاقبته إلى قُلِّ [رواه ابن أبي شيبة: 305، وصححه الألباني في صحيح والترغيب: 1863]. يعني: يصبح في النهاية قليلاً منزوع البركة، تذهب الأموال من حيث لا يدري صاحبها، وآكل الربا لا يبارك له في ماله، فسرعان ما يذهب ويضمحل، والحرب من رسول الله ﷺ في الدنيا بما يقام عليه من التعزير والتنكيل، ومن خلفاء النبي ﷺ في الدنيا وأهل الصلاح من الحكام الذين يحاربون أكلة الربا، فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [البقرة: 279].

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الثالثة والعشرون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*حفظ الله لأوليائه من الفتن :

والذي يعادي الله تعالى يحاربه الله أيضاً، ولذلك فإن أشد الناس محاربة من

 الله هم الذين يقعون في أصحاب النبي ﷺ، وذلك لأن أصحاب النبي ﷺ هم رأس الأولياء، هم قمة الأولياء، فهم أشد خلق الله بعد الأنبياء ولاءً لله تعالى، والله تعالى يحبهم، ولذلك يقول النبي ﷺ في الذي يؤذي أصحابه: أن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

وقالﷺ: الله الله في أصحابي [رواه أحمد: 20549،والترمذي: 3862، وابن حان في صحيحه: 7256، وقال الترمذي: هذا حديث غريب]. حذّرنا من الوقوع فيهم.

وقال : إذا ذكر أصحابي فأمسكوا [رواه الطبراني في الكبير: 1427، والأصبهاني في الحلية: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء 4/ 108، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته: 545].

لا تتكلموا فيهم،لا تتخذوهم غرضاً  من يؤذيهم يؤذي رسول الله ﷺ، والذي يؤذيهم يوشك أن يأخذه الله.

قال ﷺ في الحديث الصحيح: من سبّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين [رواه الطبراني في الكبير: 12709، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 6285].

ولذلك فإن من أعظم الناس جرماً الذين يقعون في أصحاب النبي ﷺ،

 فيقولون: ارتدوا، ويقولون: إنهم سفكوا الدماء بالباطل، وإنهم غصبوا علياً حقه، وإنهم كفروا بعد النبي ﷺ، وإنهم ظلمة وفسقة، ونحو ذلك من الألفاظ البذيئة، والشتائم العجيبة التي يلحقونها بالصحابة، فلا شك أن الذي يسب الصحابة أول واحد ينطبق عليه هذا الحديث وهو قوله تعالى:  من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب [رواه البخاري: 6502].

ولذلك ترى الذين يحاربون الصحابة يحاربهم الله في الدنيا بأن يوقع بأسهم بينهم، وأن يجعل أمورهم فتنة واختلاطاً، وأن يجعل فيهم القتل والحرب، فلا يزال أمرهم في اضطراب، ونظامهم في اختلال، وأمرهم إلى زوال، فلا تقوم لهم قائمة، ولذلك لا يستقر لهم حال أبداً؛ لأنهم سبّوا أولياء الله تعالى، وهم صحابة النبي ﷺ.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الرابعة والعشرون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*حفظ الله لأوليائه من الفتن :

وقوله تعالى: وما تقرّب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه [رواه البخاري: 6502].

لما ذكر الله تعالى أن معاداة أوليائه هي معاداة ومحاربة له، ذكر صفات هؤلاء الأولياء الذين تحرم معاداتهم، وتجب موالاتهم، والموالاة هي النصرة والقرب، الولاية هي النصرة والقيام بالحق والدفاع والذب، فأولياء الله -عز وجل- هؤلاء على قسمين: منهم من تقرب إليه بأداء الفرائض، وهذا يشمل فعل الواجبات وترك المحرمات، ومنهم من تقرب إليه بعد الفرائض بالنوافل،

 فلذلك ارتقى منزلة أخرى بعد منزلته الأولى بأداء الفرائض، ثم صار في

هذه المنزلة العظيمة، فإذن، هم على درجتين:

 الأولى: المتقربون إلى الله بأداء الفرائض، وهذه درجة المقتصدين أصحاب اليمين، ولا شك أن أداء الفرائض أفضل الأعمال عند الله كما قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "أفضل الأعمال أداء ما افترض الله، والورع عما حرّم الله، وصدق النية فيما عند الله -عز وجل-".

وقال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: "أفضل العبادة أداء الفرائض،

واجتناب المحارم، وذلك لأن الله -عز وجل- إنما افترض على عباده هذه الفرائض ليقربهم منه، ويوجب لهم رضوانه ورحمته" [حلية الأولياء: 5/296].

ولا شك أن هذه الفرائض أنواع، فمنها بدني كالصلاة: وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ [العلق: 19]. و أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد [رواه مسلم: 482]. إن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت [رواه الترمذي: 2863، والحاكم في المستدرك: 863، وقال: والحديث على شرط الأئمة صحيح محفوظ].

وكذلك عدل الراعي في الرعية، سواء كانت رعية عامة أو خاصة، ومن

الرعية الخاصة عدل آحاد الناس في أهله وولده، كما قال النبي ﷺ:كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته [رواه البخاري: 893، ومسلم: 1829].

والعدل بين الأولاد، وكان السلف يحرصون عليه حتى في القُبل، إذا قبّل هذا الولد يقبّل الآخر.

يقول النبي ﷺ: إن المقسطين عند الله على منابر من نور على يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين سبحانه وتعالى [رواه مسلم: 1827].     

فأيدي البشر تتفاوت في القوة والعطاء، وتجد أن كثيراً من الناس يمينهم

أقوى من شمالهم، وبعضهم شماله أقوى من يمينه، ويعطي بيمينه، والله تعالى كلتا يديه في القوة سواء، وهما سواء في العطاء، والخير كله في يديه، سحاء الليل والنهار، السحاء هو المهطال الذي يهطل ويتواصل في النزول والانصباب، يعطي -سبحانه وتعالى- والخير في يديه، ومنذ أن خلق السموات والأرض وهو ينفق على عباده، منذ أن خلق العباد ينفق عليهم، ومع ذلك لم ينفد مما عنده شيء؛ لأن خزائن السموات والأرض بيديه، وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [البقرة: 117].

وهؤلاء المقسطون عند الله على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولُوا أي من أنواع الولايات سواء كان في وظيفة، أو كان في أسرة، أو كان في تجارة، فإنه إذا تولى ولاية صار هناك أناس تحته يعدل بينهم، اتصف بصفة من أولياء الله تعالى.

[ الأنترنت – الموقع الرسمي للشيخ محمد المنجد - من هم أولياء الله ؟]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الخامسة والعشرون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*درجة السابقين المقرّبين من أولياء الله تعالى :

 والدرجة الثانية من أولياء الله، وهي درجة السابقين المقربين الذين تقربوا إلى الله بعد الفرائض بالاجتهاد في نوافل الطاعات والانكفاف عن دقائق المكروهات من خلال الورع الذي يحجبهم عن الشبهات، ولا يظنن الظان أن القيام بالواجبات والامتناع عن المحرمات أمر سهل، فمن هو الذي يفعل هذا الآن؟ من الذي لا يرتكب محرماً من المحرمات؟ ولذلك فإنه لا يمكن الوصول إلى رتبة الأولياء إلا بالإكثار من التوبة بحيث لو أن الإنسان عمل معصية يسرع إلى التوبة منها، وهذا أمر في غاية الأهمية.

ثم إن من صفاتهم كما تقدم أنهم أذلة للمؤمنين، يعاملون المؤمنين بالذلّة واللين وخفض الجناح، ويعاملون الكفرة بالغلظة والشدة والعزة، وذلك لأن أولئك المؤمنين يحبون الله، فهم يحبونهم لأجله، لا يحبون الشخص لشخصه، ولا لشكله، وإنما يحبونه لأجل محبته لله.

ولذلك ذكر شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- قاعدة مهمة في الجمال في كتاب

"الاستقامة" لعلنا سنأتي على تفصيلها إن شاء الله، قال ما معناه: لو أن الشخص يحب لجماله لكان يوسف أفضل من كل الأنبياء، ولكن لا يحب الشخص لشكله ولا لجماله ولا لماله، ولكن الأمر كما قال النبي ﷺ:إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم [رواه مسلم: 2564]. فمن صفات هؤلاء الأولياء الذين يدافع الله عنهم، وينصرهم وينتصر لهم، من صفاتهم أنهم أذلة على المؤمنين أذلة للمؤمنين أعزة على الكافرين، ولذلك فإن هؤلاء لا يغلظون للمؤمنين، ومن الصفات السيئة أن تجد الشخص يقع في أهل الإيمان والتوحيد، يقع في أعراض الدعاة إلى الله، يقع في أعراض أهل العلم، يسب ويشتم، ويرمي بسائر أنواع السباب والمعايب أهل التوحيد والدين، والذين قاموا بواجب الدعوة والأمر والنهي، فهذا لا يمكن أن يكون من أولياء الله بحال، بل سرعان ما يخبو أمره، وينطفئ نوره، ويحدث انتقام الله منه، ويُرى ذلك بأم العين في الدنيا قبل الآخرة، والمتأمّل في الواقع يعرف أن هذا أمر حاصل؛ لأن سنة الله تعالى في الحياة ماضية، وقد تكفل الله بالدفاع عن أوليائه، ولذلك فإنك لا تكاد ترى من يقع في أهل الإيمان والدين ونصرة الشريعة إلا والله منتقم منه ولو بعد حين، قال الله -عز وجل- في صفات الأولياء: وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ [المائدة: 54]. لا يخافون لومة لائم، ما داموا قد أحبوا حبيبهم وهو الله -عز وجل-، فلا يخافون في سبيله شيئاً، فيعملون بمرضاته، رضي من رضي وسخط من سخط، رضي من رضي وسخط من سخط، ولذلك فمن الأمور المهمة أن الإنسان يحب أولياء الله، ولذلك قال النبي ﷺ: أتاني ربي عز وجل  يعني: في المنام  فقال لي: يا محمد قل: اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك، والعمل الذي يبلغني حبك  هذا الحديث رواه الإمام أحمد -رحمه الله- والترمذي وقال: حسن صحيح.

‏‏وقال: "سألتُ محمد بن إسماعيل -يعني البخاري- عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث حسن صحيح.اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك، والعمل الذي يبلغني حبك[رواه أحمد: 22109، والترمذي: 3235، وقال: هذا حديث حسن صحيح].

و إذا كان الإنسان عنده إيمان ويقين ودين، ويريد أن يتصف بصفات الولاية، فعليه أن يسأل الله محبة أوليائه، وكان من دعائه ﷺ:اللهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك لأن هناك ناس محبتهم تضر عند الله، وهناك ناس محبتهم تنفع عند الله، ولذلك يقول:اللهم ارزقني حبك، وحب من ينفعني حبه عندك اللهم ما رزقتني مما أحبُ فاجعله قوة لي فيما تحب، الإنسان يحب المال، ويحب الزوجة، يحب الشهوات، اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب أنت، اللهم ما زويتَ عني مما أحب، ما حرمتني من نعم، فاجعله فراغاً لي فيما تحب  وهذا الحديث رواه ابن المبارك -رحمه الله- في كتابه الزهد، وسنده صحيح، وحسّنه الترمذي رحمه الله تعالى. [رواه بن المبارك في كتاب الزهد: 430، والترمذي: 3491، وقال: هذا حديث حسن غريب].

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقةالسادسة والعشرون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*درجة السابقين المقرّبين من أولياء الله تعالى :

وهذه الدرجة التي ليس لأصحابها همّ إلا ما يقربهم من محبوبات الله تعالى، ومن الأشخاص الذين يحبهم الله -عز وجل-، قال بعض السلف: "العمل على المخافة قد يغيره الرجاء، والعمل على المحبة لا يدخله الفتور".[جامع العلوم والحكم: 2/341].

وهذه عبارة بالغة بليغة، العمل على المخافة، إذا عملت من أجل الخوف فقط، فقد يعتريك الفتور إذا حصل لك رجاء، الإنسان الذي يعمل فقط خوف من العذاب، هذا إذا تأمل يوم من الأيام فحصل له شيء من الرجاء أو مر به شيء مما فيه ذكر رجاء الله تعالى وثوابه حصل له شيء من الفتور؛ لأن الدافع للعمل هو الخوف، فإذا حصل شيء من الرجاء فإن الخوف يخف، فإذا كان الدافع للعمل هو الخوف الذي خف، فيخف العمل أيضاً، لكن إذا كان الدافع للعمل هو المحبة، إذا كان الدافع للعمل هو محبة الله، فلا شيء يخففها.

ولذلك كان الدافع للعمل إذا صار من محبة أقوى منه إذا صار من الخوف، ولذلك المحبة هي الرأس والخوف والرجاء الجناحان، وإذا قطع الرأس لا يطير الطائر أصلاً ولا يمشي ولا يتحرك، ولذلك من الناس من يعبد الله خوفاً منه، ومن الناس من يعبد الله رجاء فيه، ومن الناس من يعبد الله محبة له، والمؤمن ينبغي أن تجتمع فيه الأشياء الثلاثة بدون أن ينتفي منها، لو انتفى شيء منها معنى ذلك أنه قد وقع في خطر عظيم، فإذا صار الدافع للعمل محبة الله -هذه عبارة بليغة-، إذا صار الدافع للعمل محبة الله فلا تخف، فيستمر العمل، إذا كان الدافع هو الخوف، يمكن أن يخف إذا عرض عارض رجاء في الفكر أو السماع، أو قراءة شيء مما فيه سعة الرحمة والتوبة، حصل للخوف نقص، ففتر العمل. وكذلك قال بعضهم: إذا سئم البطالون من بطالتهم فلن يسأم محبوك من مناجاتك وذكرك.

البطالون هؤلاء الذين يسعون في الدنيا والبطالة يسأمون ولا بد، فإما أن يحصل عندهم شيء من الملل من كثرة ما يفعلون ومن تشابه ما يفعلون؛

لأن هذه الأشياء التي في الدنيا من الملهيات والألعاب والنعيم، لا بد فيها من آفات، فالأكل إذا أكثر منه مرض، والشهوة إذا أكثر الوقوع فيها مرض

واضمحلت قوته، وهذه الألعاب الموجودة لو أكثر منها أصابه من الملل، ولكن مناجاة الله تعالى وذكره لا يحصل فيها ذلك إذا كانت موافقة للسنة، ولذلك قال:فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن أحب الله لم يكن عنده شيء آثر من هواه، ومن أحب الدنيا لم يكن عنده شيء آثر من هوى نفسه، والمحب لله تعالى أمير مؤمر على الأمراء، زمرته أول الزمر يوم القيامة، ومجلسه أقرب المجالس فيما هنالك، والمحبة منتهى القربة والاجتهاد، ولم يسأم المحبون من طول اجتهادهم لله -عز وجل- يحبونه ويحبون ذكره ويحببونه إلى خلقه  هذه صفة مهمة جداً؛ التحبيب إلى الخلق، ليست المسألة فقط أن الإنسان يحب الله، وإنما أيضاً إتقان الصنعة وإتقان العبادة وإتقان الولاية أن يحبب الخلق إلى الله، قد يسهل على الإنسان أن يحب الله، إذا تأمل في نعمه مثلاً، إذا تأمل في نعم الله أحب الله، لكن أن يحبب الخلق إلى الله، هذه مسألة لا يقوم بها إلا الدعاة إلى الله، وليس كل الدعاة إلى الله، بعض الدعاة إلى الله الذين ينجحون في تحبيب الناس إلى الرب، تحبيب الناس إلى الخالق، ولذلك الداعية إلى الله -عز وجل- يمارس هذه الوظيفة، فيعمل جاهداً لأجل تحبيب الناس إلى الله، تحبيب الخلق إلى الخالق، فإنك إذا أوصلتهم إلى محبة الخالق اتركهم وهم يكملون الطريق.

فإذن، التحبيب إلى الخلق بالمشي بالنصائح بين العباد، كما قال بعض السلف: يحببونه إلى خلقه، يمشون بين عباده بالنصائح، ويخافون عليهم من أعمالهم يوم تبدو الفضائح، أولئك أولياء الله وأحباؤه وأهل صفوته، أولئك الذين لا راحة لهم دون لقائه، لا يرتاحون إلا إذا لقوا الله تعالى، وقبل ذلك فهم في تعب ونصب في مرضاة الله، فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ [الشرح: 7-8]. الأنترنت – الموقع الرسمي للشيخ محمد المنجد - من هم أولياء الله ؟

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقةالسابعة والعشرون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*كيف نحبب الناس إلى الله :

 بأشياء كثيرة منها:

شرح أسمائه وصفاته وربط ذلك بالواقع، ومنها: تعداد نعم الله تعالى وذكر آلائه، فإن الناس قد جبلوا على محبة من أحسن إليهم، وإذا توالت النعم

وتفطن الإنسان لها؛ لأن النعم متوالية لكن التفطن للنعم هذا الذي يغيب

عن البال، إذا تفطن الإنسان أن نعم الله عليه متوالية فإنه يحبه، أرأيت لو أن شخصاً أعطاك اليوم مائة، وأعطاك غداً ألف، وأعطاك بعده عشرة آلاف، وأعطاك بعده مائة ألف، وأعطاك بعده سيارة، وأعطاك بعده بيتاً، وأعطاك وظيفة، أي شعور يكون له في قلبك وقد ازداد إحسانه إليك وازداد معروفه لك، ولا تزال أياديه متوالية في مصلحتك، لا شك أن محبته تعظم، إن الناس إذا أُحسن إليهم ولو بشربة ماء أحبوا من أحسن إليهم، ولو بشربة ماء، فكيف إذا تفطّن العبد لنعم الله المتوالية؟ الصحة نعمة متوالية حتى يمرض، المال، نعمة متوالية حتى يفتقر، الشباب نعمة متوالية حتى يشيخ ويهرم، وهكذا نعمه متوالية، وحتى لو حرم من نعمة تأتي بدلاً منها نعمة أخرى، فلو حرم من نعمة الصحة فإن نعمة الابتلاء في تكفير السيئات ورفع الدرجات حاصلة.

ولذلك فالعبد لا يزال يتقلب في أطباق نعمة الرب عليه، ولكن قليل هم المتفطنون لذلك.

المحب لا يجد مع حب الله -عز وجل- للدنيا لذة، ولا يغفل عن ذكر الله طرفة عين؛ لأن غاية مناه أن يجد لذة العبادة، غاية ما يرجو أن يحس بحلاوة الاتصال، ولذلك قال ﷺ: أرحنا بالصلاة يا بلال [رواه أبو داود: 4985، وصححه الألباني في المشكاة: 1253].

وقال: وجُعلت قرة عيني في الصلاة [رواه أحمد: 14037، وقال محققه الأرنؤوط: إسناده حسن].

قرة العين وراحة البال وهدوء النفس جعلت في الصلاة؛ لأنها كانت صلة بينه وبين ربه ﷺ، فكان يقوم ويناجيه، وكلما أحس العبد باللذة ازداد في العبادة وازداد في القيام، وازداد في الركوع والسجود، وازداد في الصيام، وهكذا.

وقال بعض السلف: "ما يكاد يمل القرب إلى الله تعالى محب لله -عز

وجل-، وما يكاد يسأم من ذلك" وقال بعضهم: "المحب لله طائر القلب، كثير الذكر، متسبب إلى رضوانه بكل سبيل يقدر عليها من الوسائل والنوافل، دوباً دوباً -دائماً دائماً-، وشوقاً شوقاً".

[ الأنترنت – الموقع الرسمي للشيخ محمد المنجد - من هم أولياء الله ؟]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الثامنة والعشرون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*أعظم ما يعين العبد إلى الوصول إلى ولاية الله :

 ومن أعظم ما يتقرب به إلى الله تعالى لمن يريد الوصول إلى مرتبة الولاية: كثرة تلاوة كلامه، وسماعه بتفكر وتدبر وتفهم، قال خباب -رضي الله عنه- لرجل: "تقرب إلى الله ما استطعت، واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه، ألا ترى أن الرجل إذا وصله خطاب ممن يحبه حباً جماً قرأه مرات كثيرة، واحتفظ به، ولا يزال يخرجه بين آونة وأخرى يقرأ فيه؛ لأنه كلام الحبيب، ولذلك فهو إليه باشتياق مستمر، فكيف بكلام الرب إذا كان الإنسان محباً له؟ فإنه لا يزال يقرأ كلام الرب، ويتصفحه، ويطالع فيه، ويسمعه ويعرف معناه، وهكذا يبقى القرآن كلام الله تعالى يبقى القرآن هو لذة قلوب العارفين، وهو محرك ألسنتهم بالتلاوة.

ولذلك كان بعض السلف ينعى على من لم يحفظ القرآن، ويقول لصاحب له: أتحفظ القرآن؟ قال: لافقال: واغوثاه بالله، مريد لا يحفظ القرآن فبم يتنعّم؟" يعني: الذي يريد الله تعالى لا يحفظ كلامه فبم يترنّم؟ فبم يناجي ربه -عز وجل-؟ وإذا واطأ اللسان القلب كان ذلك أفضل الأعمال؛ لأن موافقة اللسان للقلب هي حقيقة التدبر والتفكر، قال الله تعالى: إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا [المزمل: 6].

*قيل: أشد مواطأة من القلب للسان :

وإذا ذكر العبد الله تعالى ولو بغير القرآن، فإنه أيضاً مما يوصله ذلك إلى الولاية، لذلك يقول الله -عز وجل-:أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه [رواه البخاري: 7405، ومسلم: 2675].                وقال الله -عز وجل- أيضاً:  أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه  رواه الإمام أحمد، وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي. هذا معنى قول الله -عز وجل-: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [البقرة: 152]. [ الأنترنت – الموقع الرسمي للشيخ محمد المنجد - من هم أولياء الله ؟]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة التاسعة والعشرون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*دفاع الله تعالى عن أوليائه :

 وهذه الولاية -ولاية الله- المنزلة العظيمة التي يدافع الله عن أصحابها، هذه لا شك لها مقتضيات، فمن مقتضيات الولاية كما قلنا: محبة أولياء الله وأحباء الله، والذي يعاديهم ليس من أولياء الله قطعاً. وقد قال بعض السلف: "إن الذين يتحابون في الله تعالى يجتمعون على غير أرحام بينهم، ولا على أموال يتعاطونها فيما بينهم، وإنما يجتمعون على طاعة الله".

ولذلك ربما يلتقي الواحد بالآخر في مكان في الحرم عند الكعبة أو في

المسجد أو في غيره، فيحس بانجذاب خاص لهذا الشخص، ذلك لأن الصلة بالله تقرّب بينهم، ولذلك سرعان ما يتداخلون، الأرواح جنود مجنّدة [رواه البخاري: 3336، ومسلم: 2638]. وتجد الشخص إذا أراد أن يتداخل مع آخر ربما يحتاج إلى وقت طويل، من حصول سلام وكلام وموعد ولقاء واستئناس ودعوة على طعام ومشاركة وسفر حتى تحصل الخلطة المؤدية إلى المحبة، أما إذا كانوا من أولياء الله فبمجرد أن يرى الواحد الآخر ما هي إلا كلمات ومجالسة حتى يحس أنه صاحب له منذ زمن بعيد، وهؤلاء لا شك أنهم يكونون يوم القيامة في مجالس عن يمين الرحمن يغبطهم من يغبطهم بقربهم من الرب -عز وجل-، ومن ثمرات الولاية أن الله -عز وجل- يسدد الولي يسدده للحق والصواب، وهذا معنى قوله في الحديث: فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها  [رواه البخاري: 6502].     

لا شك أنه إذا وصل إلى هذه المرتبة أن الله تعالى يسدده في جميع حواسه، فلا ينظر إلا إلى ما يحب الله، ولا يستمع إلا إلى ما يحب الله، ولا يمشي

إلا إلى ما يحبه الله، من جلسة ذكر، أو حلقة علم، أو مكان وعظ، أو صلة

 رحم، أو حج أو عمرة، ونحو ذلك من أنواع المماشي التي هي في طاعة الله -عز وجل ، وكذلك لا يبطش إلا في مرضاة الله، من جهاد، أو إزالة منكر، أو نصرة مظلوم ونحو ذلك.

وكذلك يستمع إلى ما يحب الله من كتابه وذكره، وسنة رسوله، وعلم شريعته ونحو ذلك، والنظر في المصحف من العبادات، وكذلك النظر في الأمانات لتمييزها لأصحابها، والنظر في كتب العلم والفقه ونحو ذلك من أنواع النظر الذي هو من العبادات، ولا شك أيضاً أن من أعظم ما تؤدي إليه الولاية أن يستجيب الله دعاء الولي، وهذا ما سنخصص له الدرس القادم إن شاء الله تعالى، وهو إجابة دعوة الأولياء وكرامات الأولياء عند رب العالمين، ونسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يسلك بنا سبيل الولاية وأن ينعم علينا بهذه الرتبة الشريفة، وأن يجعلنا ممن دافع عنهم وناصرهم، وأن يجعلنا من المتحابين فيه، والذين يلتقون ويجتمعون على نصرة شريعته.[ الأنترنت – الموقع الرسمي للشيخ محمد المنجد - من هم أولياء الله ؟]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الثلاثون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*جوانب الولاية :

 ولهذه الولاية جانبان: جانب يتعلق بالعبد وهو القيام بالأوامر واجتناب النواهي، ثم التدرج في مراقي العبودية بالنوافل، وجانب يتعلق بالرب سبحانه وتعالى وهو محبة هذا العبد ونصرته وتثبيته على الاستقامة، وأما ما يظهر على يدي هذا العبد من عجائب الأمور، فهذا شيء إضافي وليس من شروط الولاية، ولذلك يسأل بعض الناس فيقول: هل يشترط أن يظهر على يدي الولي كرامات؟ فالجواب: أنه لا يشترط، فقد يكون ولياً من أولياء الله تعالى ومع ذلك لا يظهر على يديه شيء من الكرامات.

ولذلك فإن القرآن قد اشتمل على تعريف الولي من هو في قول الله -عز وجل-: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ... لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ [يونس: 62 - 64].

هذا من جانب الرب، فالعبد الذي آمن بالله -عز وجل- وصدّق به وبما

جاء من عنده، والتزم بالشرع باطناً وظاهراً، وداوم على ذلك، هذا هو ولي الله -عز وجل- الذي يحبه وينصره ويبشره برضوانه، وعند فراقه للدنيا، يرتفع عنه الخوف والحزن، والعبد عليه أن يحفظ الله -عز وجل- بحفظ حقوقه والقيام بأوامره، واجتناب نواهيه، والرب -سبحانه وتعالى- يحبه على ذلك وينصره ويؤيده ويرعاه، والله -سبحانه وتعالى- يتولى من تولاه، ولا يتخلى عز وجل عمن نصره ووالاه، والآية تقول: إن لأولياء الله بشرى: أولئك لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فما هي هذه البشرى؟

أولاً: البشرى في الحياة الدنيا تكون بأشياء، منها:

أولاً: إعلام الولي بأن الله معه بنصره وتأييده، كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [النحل: 128]. وقال تعالى: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ [غافر: 51].

ثانياً: إعلام الولي بما أعده الله -عز وجل- له في الآخرة من النعيم والرضوان، كما قال تعالى: وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ [البقرة: 25].

ثالثاً: رعاية الله -عز وجل- لوليه بتوفيقه وحفظ جوارحه عن المعاصي كما جاء في الحديث: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، الحديث.

رابعاً: تبشير الملائكة له عند النزع الأخير وخروج الروح، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ  [فصلت: 30].

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الواحدة والثلاثون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*دفاع الله تعالى عن أوليائه :

خامساً: من البشارات للولي في الدنيا ما يراه المؤمن في النوم، أو يرى له من الخير، فقد قال الرسول ﷺ:  لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة [رواه البخاري: 6990].

وقال ﷺ في تفسير البشرى: الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له  هذا

تفسير البشرى، ورواه الترمذي وهو حديث حسن. [رواه الترمذي:

2273، وقال: هذا حديث حسن].

سادساً: مما أعد الله للولي في الدنيا استجابة الدعوة، وهذا الذي تضمنه الحديث الذي سبق شرحه: ولئن سألني لأعطينه.

سابعاً: ما يجريه الله -عز وجل- على يدي الولي من العجائب مما هو فوق قدرة البشر، كما وقع لمريم -عليها السلام-، وأصحاب الكهف، والغلام مع الساحر، والصبي الذي خاطب أمه في أصحاب الأخدود في قصة الأخدود إلى غير ذلك، وكما قلنا هذا الأخير لا يشترط للولي، بمعنى إذا لم يقع لا

يكون ولياً، فقد يقع وقد لا يقع.

والبشرى للولي في الدنيا بتبشير الملائكة له عند خروج نفسه برحمة الله تعالى قد وردت به آيات، فهذا من معنى قول الله تعالى: لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ [يونس: 64]. [ الأنترنت – الموقع الرسمي للشيخ محمد المنجد - من هم أولياء الله ؟ ]

*مذاهب أهل السنة في الكرامة :

 وبالنسبة لهذه الكرامات التي قد تقع لبعض أولياء الله تعالى في الدنيا، فإنه

 لا بد من الحديث عنها؛ لأن بعض الناس لا يستطيع أن يفرق بينما يقع من الخوارق على يد الساحر والكاهن والدجال، وبينما يقع من هذه الخوارق على يدي أولياء الله تعالى.

والكرامة يعرفها أهل السنة بأنها أمر خارق للعادة، يظهره الله -عز وجل- على أيدي أوليائه، أمر خارق للعادة يظهره الله -عز وجل- على أيدي أوليائه، ليست مقرونة بدعوى النبوة، وهي ولا شك خارقة للعادة، وقد ذهب فيها الناس إلى ثلاثة مذاهب: فمنهم من أجاز وقوعها بدون حد، حتى قال قائلهم: كل ما جاز أن يكون معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي، وهذا مذهب الأشاعرة وغيرهم، وهذا مذهب باطل، إذ كيف تستوي معجزات الأنبياء مع كرامات الأولياء، ومعلوم أن الأنبياء أفضل وأعلى وأزكى وأرفع عند الله تعالى، ثم إن النبي يحتاج للمعجزة لأجل إظهار الحق وإثباته للكفرة والمعاندين، ومن الناس من ذهب إلى إنكار الكرامات بالكلية، وهذا مذهب المعتزلة وآخرين وافقوهم، ولا شك أن هؤلاء الذين احتكموا إلى عقولهم وأنكروا الكرامات، لا شك أنهم من المصادمين لمذهب أهل السنة، وهو القول الثالث الوسط، وهو إثبات وقوع الكرامات للصالحين، وجواز وقوعها، لكنها لا تصل إلى درجة معجزات الأنبياء، قال ابن تيمية -رحمه الله-: "ومع هذا فالأولياء دون الأنبياء والمرسلين، فلا تبلغ كرامات أحد قط إلى مثل معجزات المرسلين، كما أنهم لا يبلغون في الفضيلة والثواب إلى درجاتهم" [النبوات لابن تيمية: 1/142].

وقال -رحمه الله-: "فإن آيات الأنبياء التي دلّت على نبوتهم هي أعلى مما يشتركون فيه هم وأتباعهم، مثل الإتيان بالقرآن، ومثل إخراج ناقة من الأرض، ومثل قلب العصا حية، وشق البحر، إلى آخر ما قال -رحمه الله تعالى- إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الثانية والثلاثون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*دفاع الله تعالى عن أوليائه :

والخلاصة: إثبات كرامات الأولياء وجواز وقوعها، ولكنها لا تصل إلى درجة معجزات الأنبياء، ولا يعني إثبات الكرامات المبالغة في قبولها، والأخذ بها من أي طريق أتت، أو إثباتها للفسقة والمجرمين.

ولذلك فلا بد أن نعرف من هم الأشخاص الذين تظهر على أيديهم

الخوارق، ومتى تسمى كرامات ومتى لا تسمى، فلا بد من ملاحظة عدة أمور بالنسبة لكرامات الأولياء؛ لأنه ليس كل من ظهر على يديه فعل عجيب يدل على أنه ولي.

فإذن، الأولياء الذين قد يجري الله على أيديهم بعض الكرامات، هم أناس صالحون ملتزمون بالشريعة ظاهراً وباطناً، آمنوا بالله -عز وجل- وبما أمرهم أن يؤمنوا به وعملوا، ولا يدّعون لأنفسهم مكانة زائدة على أفراد الأمة، ولا يزكون أنفسهم، فلا يقولون: نحن أفضل الناس، ونحو ذلك، وهؤلاء يخفون الكرامات ولا يظهرونها ولا يقولون للناس: حصلت على أيدينا كذا، حصل على أيدينا كذا وكذا، ولا يتفاخرون بها، ومن الناس من يظهر على أيديهم أشياء من العجائب، لكنهم قوم فسقة استخدموا الشياطين واستخدمتهم الشياطين، إما عن طريق السحر أو غير ذلك، ولذلك فإن الله -عز وجل- عندما وصف الله أولياءه المؤمنين بقوله: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس: 63] ولا شك أن هؤلاء لا يدخل فيهم السحرة، ولا الكهنة، ولا الكفرة، ولا المشعوذون ولا المشركون، لا يدخلون في المؤمنين ولا في الولاية، ولذلك فإن أهل العلم بينوا أنه ليس كل من طار في الهواء أو مشى على الماء يكون ولياً من أولياء الله تعالى، وبعض الصوفية كما تقدم ادعوا الكرامات، وألصقوا بأنفسهم أشياء كثيرة من هذا المقام، وكان بعضهم يقول: إن طائراً يحملني في كل ليلة على ظهره إلى الجنة، من الصوفية من كان يقول: إن طائراً يحملني في كل ليلة ويدخلني الجنة، ومنهم من يدّعي علم الغيب، ومنهم من يدّعي أنه يذهب ويطوف بالكعبة ويرجع في ليلته، ومنهم من يدعي أنه سقطت عنه التكاليف، ومنهم من يأتي المزابل والنجاسات ويتمرغ بها، ويدعي أشياء من الأحكام الخاصة لنفسه، وقد زعموا للخضر أشياء كثيرة في مقابلاتهم له، وفي عصرنا بالغ بعض الناس الذين لا يحسنون معرفة الأسانيد ولا نقل الأخبار الصحيحة بالغوا في إثبات قصص في بعض ميادين الجهاد للشهداء ليست بصحيحة بسبب اندفاعهم العاطفي، وعدم معرفتهم لمبدأ التثبُّت ونقل الأخبار، والتصديق بالشائعات والزيادة عليها، ولا ينكر أن لبعض الشهداء كرامات عند الله ولا شك، وأن بعض الشهداء من أولياء الله تعالى، ولكن فرق بين إمكان حصول الشيء وبين وقوعه فعلاً.[ الأنترنت – الموقع الرسمي للشيخ محمد المنجد - من هم أولياء الله ؟]

هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الثالثة والثلاثون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*ضوابط الكرامة عند أهل السنة والجماعة :

أولاً: أن يكون صاحبها مؤمناً وتقياً.

وثانياً: ألا يدعي صاحبها الولاية، لا يقول: أنا ولي، يدعي الولاية، وكذلك أن يكون عالماً بالدين وبأحكام الشريعة، عارفاً بالله تعالى وليس بجاهل، وأن يلازمه الخوف على نفسه، وألا يترك واجبات، ولا يفعل محرمات، وألا تكون الكرامة مخالفة لأمر من أمور الدين، فلو رأى في المنام شخصاً في صورة نبي أو ملك يقول له: قد أبحت لك الخمر، أو أسقطت عنك التكاليف ونحو ذلك فليعلم أنه شيطان.

وكذلك فإن منهم من يقول: إنني رأيت النبي ﷺ في الحقيقة، وصافحته وأخرج يده لي من القبر، ونحو ذلك، فلا شك أن مثل هذا مخرّف من المخرفين.

ووقعت حكايات لبعض السلف والعلماء تدل على وعيهم وفقههم، وعدم انطلاء حيلة الشيطان عليهم.

فحكى عياض عن الفقيه أبي ميسرة المالكي أنه كان ليلة بمحرابه يصلي ويدعو ويتضرّع، وقد وجد رقة فإذا المحراب قد انشق وخرج منه نور عظيم، ثم بدا له وجه كالقمر يقول له: تملأ من وجهي يا أبا ميسرة، فأنا ربك الأعلى، فبصق فيه، وقال له: اذهب يا لعين، عليك لعنة الله" لأنه يعلم أن الله لا يُرى في الدنيا، وأن هذا لا بد أن يكون شيطاناً من الشياطين، وكذلك ما يحكى عن عبد القادر الجيلاني -رحمه الله- أنه عطش عطشاً شديداً، فإذا سحابة قد أقبلت وأمطرت ونودي: يا فلان أنا ربك أحللتُ لك المحرمات، فقال: اذهب يا لعين، فاضمحلت السحابة.

فقيل له: بم عرفتَ أنه إبليس؟ قال: بقوله قد أحللت لك ُالمحرمات. فبذلك يُعلم أن الكرامة التي تدعى وتكون مصادمة للشريعة ليست بكرامة.

[ الأنترنت – الموقع الرسمي للشيخ محمد المنجد - من هم أولياء الله ؟]

*الكرامات التي وقعت لمن قبلنا من الأمم :

 لكن هل وقعت كرامات صحيحة في الكتاب والسنة وأخبار الصالحين؟

الجواب: نعم.فمن ذلك ما أخبر الله تعالى عنه في القرآن الكريم، في سارة زوجة إبراهيم الخليل، قال الله -عز وجل-: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَاوَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ [هود: 71-73]. فهذه المرأة -سارة- لا شك أنها من أولياء الله، قد أكرمها الله تعالى بكرامة، وهي أنها حاضت وهي عجوز وولدت، مع أن بعلها شيخ كبير. وكذلك الذي عنده علم من الكتاب في قصة سليمان -عليه السلام-، و قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ وكان رجلاً مسلماً من الصالحين، رجل عالم: قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي  [النمل: 40]. قيل: إنه كاتب لسليمان كان عابداً عالماً من أولياء الله تعالى، قيل أنه كان يعلم اسم الله الأعظم، سأل الله به، فبصلاحه وبسؤاله أعطاه الله مطلوبه، ونقل ذلك العرش من اليمن إلى الشام في طرفة عين.[ الأنترنت – الموقع الرسمي للشيخ محمد المنجد - من هم أولياء الله ؟]

هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الرابعة والثلاثون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*الكرامات التي وقعت لمن قبلنا من الأمم :*الكرامة لمريم -عليها السلام- :

 وكذلك من الكرامات التي وقعت ما جاء عن مريم -عليها السلام- كما قال قتادة في قوله تعالى: كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا [آل عمران: 37]. قال: حُدّثنا أنه كان تؤتى بفاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، فعجب من ذلك زكريا، وكان عندها رزق في المحراب، وجود الرزق في المحراب  أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [آل عمران: 37]. هذه كرامة بحد ذاتها ولا شك.

 *الكرامة التي حصلت لأصحاب الغار :

 كذلك ما حصل للثلاثة أصحاب الغار، لما دعوا الله تعالى بأعمال، فخرجت الصخرة من موضعها التي انطبقت عليهم فهي كذلك من كراماتهم، وقصة الرجل الذي سمع صوتاً في سحابة، يقول: اسق حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب، فأفرغ ماءه في حرة، فالرجل تتبع السحاب، ونظر أين نزل الماء المطر في بستان، فجاء إلى صاحب البستان وسأله عن اسمه؟ فأخبره باسمه، فتطابق عنده الاسم الذي سمعه منه مع الاسم الذي سمعه من السحاب، فسأله عن قصته، فأخبره بأن هذه الأرض يأخذ ثلث ما يخرج منها فيتصدق به، ويأكل هو وعياله الثلث، ويرد فيها الثلث زرعاً وإصلاحاً وبذراً ونحو ذلك.

*الكرامة للعابد الزاهد جريج :

 كذلك من الكرامات الثابتة في السنة الكرامة لجريج العابد الزاهد الذي كان يعبد الله في صومعة، فتسلطت عليه زانية فلما أبى أن يستجيب لها أتت راعياً فأمكنته من نفسها، فلما حملت ووضعت اتهمت جريجاً أنه الذي فجر بها، فجاء بنو إسرائيل في عهده فكسروا صومعته بالفؤوس والمساحي، ثم لما رأى ذلك مسح رأس الصبي وقال: من أبوك؟

فقال: أبي راعي الضأن، فبُهتوا عند ذلك وأرادوا أن يبنوها له ذهباً أو فضة، فقال: أعيدوها طيناً كما كانت".

وكذلك سارة -زوجة إبراهيم الخليل- حصل لها موقف آخر، لما أخذها الجبار، وأرد أن يؤذيها ويأخذها بالحرام، فأصابه الله بالشلل، فقال: سلي الله أن يطلق يدي ولا أضركِ، ففعلت، فانطلقت يده، فعاد فقُبضت يده، ثلاث مرات، حتى قال لمن معه: إنما أتيتني بشيطان ولم تأتني بإنسان، وأعطاها هاجر خادم لها، وخلّى سبيلها".[كرامات الأولياء للالكائي: 9/91].

*الكرامة التي وقعت لصاحب الخشبة :

 وكذلك ما حصل من الرجل صاحب الخشبة الذي لما أعيته الأمور في الرجوع إلى صاحبه لرد الدَّين في الوقت المحدد، أخذ خشبة نقرها فجعل فيها المال، وألقاها في الماء، ثم جاء إلى صاحبه بعد ذلك، فقال له صاحبه: "إن الله قد أدّى عنك الذي بعثتَ به في الخشبة، فانصرف بمالك راشداً"

[رواه البخاري: 2291]. هذا بعض ما حصل لمن قبلنا.

هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الخامسة والثلاثون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*الكرامات التي حصلت في العهد النبوي للصحابة :

 أما ما حصل في عهد النبي ﷺ ولأصحابه، فقد كان لأصحابه كرامات، فمثل أُسيد بن حضير وعبّاد بن بشر كانا عند رسول الله ﷺ في ليلة ظلماء حندس -يعني شديدة الظلمة-، فلما خرجا أضاءت عصا أحدهما فجعلا يمشيان بضوئها، فلما تفرقا أضاءت عصا الآخر، وهذا الحديث صحيح. [رواه أحمد: 12980، والنسائي في الكبرى: 8188، وابن حبان: 2032،وصححه الألباني في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان: 2030]. 

وكذلك جاء عن أنس أن أُسيد بن حضير الأنصاري ورجل آخر من الأنصار تحدثا عند النبي ﷺ في حاجة لهما، حتى ذهب من الليل ساعة، وليلة شديدة الظلمة، ثم خرجا من عند رسول الله ﷺ ينقلبان، يعني يرجعان إلى البيت وبيد كل واحد منهما عصية، فأضاءت عصا أحدهما لهما حتى مشيا في ضوئها، حتى إذا افترقت لهما الطريق -كل واحد إلى بيته- أضاءت للآخر عصاه، فمشى كل واحد منهما في ضوء عصاه حتى بلغ أهله". وفي رواية عن أنس: أن رجلين خرجا من عند النبي ﷺ في ليلة مظلمة، فإذا نور بين أيديهما حتى تفرّقا، فتفرق النور معهما" [رواه البخاري: 3805].

فهذه الأحاديث الصحيحة في كرامة بعض صحابة النبي ﷺ.

وأُسيد بن حضير نفسه هو صاحب كرامة نزول الملائكة لما كان يقرأ سورة البقرة وفرس له مربوطة في زاوية البيت، ويحيى مضطجع ولده مضطجع بجانبها، فجالت الفرس جولة حتى خشي على ولده يحيى، فأمسك عن القراءة، ثم قرأ فجالت الفرس فرفع رأسه فإذا بشيء كهيئة الظلة فيها مصابيح، تقبل من السماء فهالني فسكت، قال أسيد: فلما أصبحت غدوت على رسول الل هﷺ فأخبرته فقال: اقرأ أبا يحيى  ، وهكذا في ثلاث مرات

ثم قال ﷺ:تلك الملائكة دنوا لصوتك، ولو قرأتَ حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم [رواه البخاري: 5018].

وكذلك خبيب بن عدي لما أسروه بمكة، رأت امرأة من المشركين بين يديه

قِطْفاً من عنب وما بمكة ثمرة، وإنه لموثق في الحديد، وهذا الحديث أخرجه

البخاري -رحمه الله-، [رواه البخاري: 3989].

فمن كرامات خُبيب بن عدي أن الله -عز وجل- رزقه بهذا الرزق -عنب- وهو موثق اليدين مأسور سجين في مكة ليقتلوه ولا يوجد في مكة ثمار.

وكذلك معروف قصة أويس القرني وما كان من كرامته في إجابة دعوته.

هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة السادسة والثلاثون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*كرامات لبعض السلف في إجابة دعواتهم :

 وكذلك كان لبعض السلف -رحمهم الله تعالى- كرامات من جهة إجابة دعواتهم، وكان أمير المؤمنين عمر -رضي الله تعالى عنه- كان له كرامات في فراسته وصدق ظنه.

ومن الكرامات المشهورة لعمر -رضي الله عنه-، أن عمرو بن العاص لما فتح مصر أتى أهلها إلى عمرو بن العاص حين دخل شهر من أشهر العجم، قالوا: أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها، قال: وما ذاك؟ قالوا: إذا كان اثنتا عشرة ليلة خلون من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر من أبويها، فأرضينا أبويها، يعني أعطيناهم مالاً وأرضيناهم وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في هذا النيل، فقال لهم عمرو: إن هذا مما لا يكون في الإسلام، إن الإسلام يهدم ما قبله، فأقاموا بئونة وأبيب ومسرى، وهي أشهر كانت عندهم، والنيل لا يجري قليلاً ولا كثيراً، حتى همّوا بالجلاء والذهاب من هذه الأرض، فلما رأى ذلك عمرو كتب بذلك إلى عمر بن الخطاب، فكتب عمر جواباً إلى عمرو بن العاص يقول: "إنك قد أصبتَ بالذي فعلت، وإن الإسلام يهدم ما قبله، وإني قد بعثت إليك ببطاقة داخل كتابي هذا، فألقها في النيل، فلما قدم كتاب عمر إلى عمرو، أخذ البطاقة ففتحها، فإذا فيها: "من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر أما بعد، فإن كنت إنما تجري من قِبَلك فلا تجرِ، وإن كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك، قال: فألقى البطاقة في النيل، فلما ألقى البطاقة أصبحوا يوم السبت وقد أجراه الله تعالى ستة عشر ذراعاً في ليلة واحدة، وقطع الله تعالى تلك السُّنة عن أهل مصر إلى اليوم، ما عادوا يلقون الجواري فيه". [أوردها اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة، وابن كثير في مسند الفاروق: 1/224]. وهذه القصة سندها رجاله ثقات، وقد ذكرها الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة.

ومن كرامات عثمان -رضي الله عنه- الخليفة المظلوم المقتول ظلماً أن جهجاه الغفاري أخذ عصا عثمان التي يتخصر بها فكسرها على ركبته، فوقعت في

ركبته الأكلة -الأكلة مثل الدود والآفة أكلت ركبته محل الموضع الذي كسر عصا عثمان عليه، وهذا سنده رجاله ثقات أيضاً" [البداية والنهاية: 10/282].

وكذلك سعد -رضي الله عنه-، فإنه كان مجاب الدعوة، ولذلك لما اتهمه رجل قال: إنه لا يعدل في الرعية، ولا يقسم بالسوية، ولا يغزو في السرية، يعني: لا يخرج للجهاد، ولا يعدل في الرعية ولا يظهر إليهم!

قال سعد: "اللهم إن كان كاذباً فأعم بصره، وعجل فقره، وأطل عمره، وعرّضه للفتن" [رواه الطبراني في الكبير: 308، كرامات الأولياء للالكائي: 9/ 137، وأبو يعلى الموصلي: 2/ 54، وقال: إسناده صحيح].

قال الراوي: "فما مات حتى عمي، قال: فكان يلتمس الجدران، وافتقر حتى سأل الناس، وأدرك فتنة المختار الكذاب فقُتل فيها". والقصة وردت في الصحيح. [رواه البخاري: 1/151]. وكيف أنه كان يغمز الجواري في الطرقات، يتعرّض للنساء في الشوارع، ويقول: مفتون أصابتني دعوة سعد.

وكذلك لما ظلمته امرأة في ادعاء أرض دعا عليها أن الله يعمي بصرها ويقتلها في أرضها،فأعمى الله بصرها ووقعت في بئر في أرضها فماتت) رواه مسلم: 1610

هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة السابعة والثلاثون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*كرامات لبعض السلف :

وأما خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، فإن من كراماته أنه لما كان بالحيرة، أتي بسُم فقال: ما هذا؟ قالوا: سُمُّ ساعة، يعني تأخذه من هنا وتموت من ساعتك، قال: "باسم الله ثم ازدرده". وسنده حسن. [كرامات الأولياء للالكائي: 9/152].

وهذه القصة قيل إنها وردت في تحدّ حصل بين خالد وأحد الكفار النصارى، وأن خالداً قد شربه توكلاً على الله تعالى لإظهار اليقين لهم، فلم يضره ذلك" [رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده: 7186، وأحمد في فضائل الصحابة: 2/815].

وجاء في الأحاديث الصحيحة: "أن الملائكة كانت تسلّم على عمران بن حُصين "[رواه مسلم: 1226].

وأما حجر بن عدي فإنه عبر مع جماعة من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- نهر دجلة بلا سفينة بعد فتح القادسية حتى أن الفُرس لما رأوهم يعبرون النهر من غير سفينة قالوا: دبوان، دبوان، يعني شياطين، شياطين، قالوا: هؤلاء شياطين وهربوا، قال: فدخلنا عسكرهم، فوجدنا من الصفراء والبيضاء يعني من الذهب والفضة، وأصبنا أمثال الجبال من الكافور، وأصبنا بقراً فذبحناها فجعلناها في القدور، وأخذنا من ذلك الكافور ونحن نحسب أنه ملح، وطرحناه في اللحم، فلما أكلنا وجدناه مُرّاً، فقلنا: ما أمر ملح الأعاجم، فلم يدروا أنه كان كافوراً لما رأوا هذه الكمية الكبيرة الهائلة لم يتوقعوا ذلك.

*الكرامة التي وقعت لسفينة مولى رسول الله :

 ومن كرامات أصحاب محمد ﷺ الثابتة قصة سفينة مولى النبي ﷺ، لما ركب في البحر، وهو كان يسمى سفينة؛ لأنه كان يحمل الأمتعة في الأسفار، فركب مرة في البحر فانكسرت، سفينة ركب سفينة في البحر، اسمه سفينة وركب سفينة، فانكسرت فركب لوحاً منها فطرحه في أجمة فيها أسد ألقاه في أرض غابة فيها أسد، فقلت: يا أبا الحارث، يقول سفينة -رضي الله عنه-: "يا أبا الحارث -وهي كنية الأسد عند العرب- يا أبا الحارث، أنا سفينة مولى رسول الله ﷺ قال: "فطأطأ رأسه وجعل يدفعني بجنبه أو بكتفه حتى وضعني على الطريق، فلما وضعني على الطريق، همهم فظننت أنه يودعني". رجاله ثقات. وممن أثبته الحافظ الذهبي -رحمه الله تعالى- [سير أعلام النبلاء: 3/173].

وكذلك فإن زينب بنت جحش -رضي الله تعالى- عنها لما جيء لها بمال، أمرت أن يصب ويطرح عليه ثوب، ثم قالت للجارية: أدخلي يديك فاقبضي منه قبضة فادفعي بها إلى فلان، وإلى فلان، من أبنائها وذوي رحمها، فقسمته حتى بقيت منه بقية، فقالت لها برزة: غفر الله لك، والله لقد كان لنا في هذا حظ، يعني لو تركت لنا شيئاً، قالت: "ولكم ما تحت الثوب".

قالت: "فرفعنا الثوب فوجدنا تحته خمسة وثمانين درهماً، وهذا مع أن المال

كان أقل مما أنفقت لما طُرح في البداية" [كرامات الأولياء للالكائي: 9/178].

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الثامنة والثلاثون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*كرامات لبعض السلف :

وكذلك فإن السلف -رحمهم الله تعالى- كانت لهم كرامات، هذا أبو مسلم الخولاني -رحمه الله-، كان إذا استسقى سقي، كان معروفاً بإجابة الدعاء في الاستسقاء، ولذلك فإنهم كانوا يخرجون به فيستسقي لهم، فيسقون، وذكر كذلك من كرامات بعض جيوش المسلمين التي غزت القسطنطينية، كسرت بعض مراكبهم وألقاهم الموج على خشبة في البحر، وكانوا خمسة أو ستة، قال: فأنبت الله لنا بعددنا ورقة لكل رجل منها، فكنا نمصها فتشبعنا وتروينا، فإذا أفنينا أنبت الله لنا مكانها أخرى حتى مر بنا مركب فحملنا" [تهذيب التهذيب: 7/6].

ولا شك أن هذه الكرامات تدل على أن هناك من أولياء الله تعالى من

يكرمه الله -عز وجل- بأن يخرق العادة له، ويكون في هذا كرامة له في

الدنيا قبل الآخرة، وإلا فلا شك أن ما عند الله أبقى وأعلى.

وقد ساق ابن رجب -رحمه الله تعالى- جزءاً من أخبار الكرامات التي حصلت لبعض السلف مما يدل على إثبات عقيدة أهل السنة والجماعة في الكرامات وأنها ثابتة، ومنها أن أبا مسلم الخولاني -رحمه الله- مر به صبيان يطردون ظبياً، فقالوا: ادع الله لنا يحبس علينا هذا الظبي، فيدعو الله

فيحبسه حتى يأخذوه بأيديهم".

ودعا على امرأة أفسدت عليه عشرة امرأة بذهاب بصرها فذهب بصرها في

الحال، فجاءته فجعلت تناشده الله وتطلب إليه، فرحمها ودعا الله فرد عليها بصرها"[جامع العلوم والحكم: 2/351].

وكذلك وقع رجل في أبي هريرة -رضي الله عنه-، فنزلت حية من السقف تطرد وراءه.

وهذه القصة التي قالها الحافظ الذهبي -رحمه الله- إسنادها كالشمس [تاريخ الإسلام: 2/565].

يعني: كرامة لأبي هريرة بعد وفاته -رضي الله عنه- لما وقع فيه هذا الرجل

السوء. وهذه القصص الكثيرة والكثيرة جداً يؤخذ منها: أن الله تعالى يبشر أولياءه في الدنيا قبل الآخرة، والمهم أن الإنسان يسلك سبيل الولاية، والصراط المستقيم.

*بعض الكتب المهمة في موضوع الكرامات :

 ومن الكتب المهمة في هذا الموضوع كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، الذي كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، وهو موجود في

المجلد الحادي عشر من مجموع الفتاوى، وأيضاً هو مطبوع مستقلاً، ونسأل

الله -عز وجل- أن يجعلنا من أهل طاعته، وأن يرزقنا التمسك بسنة نبيه –صلى الله عليه وسلم- ظاهراً وباطناً.والله تعالى أعلم.  [ الأنترنت – الموقع الرسمي للشيخ محمد المنجد - من هم أولياء الله ؟ ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة التاسعة والثلاثون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

* الولاية على النفس والمال :

الولاية في الفقه الإسلامي قد تكون عامة تشمل الولاية العظمى والحسبة والقضاء، وقد تكون خاصة تشمل قيام شخص مكلف على شخص غير مكلف بتدبير أموره المالية وغيرها، وهو ما يعرف بالولاية على المال والولاية على النفس Custody on self and possession، وهو محل البحث.

أولاً ـ الولاية على النفس:

معنى الولاية على النفس: هي سلطة يملكها الولي على المولى عليه، تمكنه

 من تزويجه وتأديبه، وتعليمه، وتطبيبه، والعناية به في كل ما تحتاج إليه نفسه مادام تحت الولاية (المراجع السابقة. وينظر: حاشية ابن عابدين 3/55 وما بعدها).

حكمة تشريع الولاية على النفس: حرص الشارع على تشريع الولاية على النفس توفيراً لمصلحة المولى عليه في بدنه وحياته.

فالمولى عليه لا يستطيع القيام بأمر نفسه لعجزه عن ذلك بسبب صغر أو مرض من جنون وعته، فناسب أن ينصّب غيره ولياً عليه في نفسه وبدنه.

ومن هنا يُدرك اهتمام الشارع بالولاية على النفس من خلال ما اشترطه في الولي من شروط دقيقة لا يصير ولياً إلا من خلالها، كما ضبط تصرفاته بجملة من القواعد والأحكام يضمن من خلالها سلامة تصرفه في نفس المولى عليه وبدنه، على وجه يحصل له معه المنفعة بعيداً عن المساوئ والمفاسد (شرح النووي على صحيح مسلم 8/44 وما بعدها).

من تثبت عليه الولاية على النفس: تثبت الولاية على النفس على ناقص

 الأهلية مطلقاً، فتثبت على الصغير مميزاً كان أو غير مميز كما تثبت على

المجنون والمعتوه.

ما يثبت بالولاية على النفس:

يثبت للولي بالولاية على النفس رعاية نفس المولى عليه من كل جوانبها، فيثبت له بذلك تأديبه وتزويجه وتطبيبه وتوجيهه إلى مهنة ملائمة، وغير ذلك مما تحتاج إليه نفسه من رعاية بدنية ونفسية وصحية.

ويشترط في جميع هذه التصرفات أن تكون لمصلحة المولى عليه، فإذا

تصرف الولي على غير ما تقتضيه مصلحة المولى عليه كان متعدياً، فيمنع من

تصرفه، ويحجب عن تلك الولاية.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الأربعون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

* الولاية على النفس والمال :

هذا ولا بد من بيان أن المصلحة التي تقتضيها أحوال المولى عليه تختلف باختلاف نوع التصرف، فيختلف الحكم وفقاً لذلك، كما يختلف باختلاف درجة

الولي قرباً وبعداً

ففي عقد النكاح مثلاً، ليس للولي أن يزوج القاصرة من غير الكفء، وإلا لم يكن عقد نكاحها صحيحاً، هذا إذا لم يكن الولي هو الأب أو الجد، فإذا كان الولي أباً أو جداً كان عقد النكاح صحيحاً؛ لأن غلبة شفقة الأب أو الجد يغلب على الظن معها قيام مصلحة القاصر في هذا النكاح.

وكذلك الزواج بغبن فاحش، كأن يزوج القاصرة بأقل من مهر مثلها، والفتى

 بأكثر من مهر مثله، فإن كان الولي هو الأب أو الجد لزم النكاح؛ لغلبة

الشفقة والمصلحة، وهي مظنة توافر مصلحة القاصر، وإن كان غيرهما لم يصح.

وكذلك التأديب، فإنه مشروط بالسلامة، فإن ضرب الولي المولى عليه ليؤدبه، فكسر له عضواً، أو أوقع به جرحاً، عدّ متعدياً في هذه الحال، ولزمه الضمان؛ لأن المأذون به هو التأديب في حدود السلامة، دون الهلاك، وهو مذهب الحنفية والشافعية.

وهكذا الأمر في التطبيب والتعليم والتوجيه إلى حرفة مناسبة وغيرها (حاشية ابن عابدين 1/235 وما بعدها، المجموع 3/11، المغني 2/350 وما بعدها، شرح منتهى الإرادات 1/119 وما بعدها. وينظر: تحفة المودود بأحكام المولود 137 وما بعدها، المدخل لابن الحاج 4/295 وما بعدها).

شروط الولي على النفس:

يشترط في الولي على النفس جملة من الشروط، ليثبت حقه في الولاية، وإلا انتقل حق الولاية إلى من يليه، وأهم هذه الشروط (المجموع 3/11 وما بعدها، تحفة المحتاج 9/180 وما بعدها، أسنى المطالب 4/ 162):

1ـ كمال الأهلية: إذ يجب أن يكون الولي على النفس كامل الأهلية بأن

يكون بالغاً عاقلاً حراً؛ لأن أهلية الأداء لا تتم إلا بذلك فإن كان قاصراً أو

مجنوناً أو معتوهاً لم تثبت له الولاية؛ لأنه لا ولاية له على نفسه، فكيف يكون ولياً على غيره؟!

2ـ اتفاق الدين: فإن كان المولى عليه مسلماً، لزم أن يكون الولي مسلماً، فإن كان غير مسلم لم تثبت له الولاية عملاً بقوله تعالى: ﴿والَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُم أَوْلِياءُ بَعْضٍ﴾ [الأنفال 73]. ويستثنى من هذا الشرط القاضي؛ لأن له ولاية عامة قد تتحقق معها مصلحة الناس.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الواحدة والأربعون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

* الولاية على النفس والمال : من تثبت له الولاية على النفس:

تثبت الولاية على النفس في الفقه الإسلامي للقرابة، وقد اختلف الفقهاء في حدود هذه القرابة.

فمنهم من حصرها بالأب ووصيه وحدهما، ولا ولاية لغيرهما على النفس

عندهم. وهو مذهب المالكية والحنابلة في الجملة.

ومنهم من توسع في ذلك، فذهب إلى أن الولاية على النفس تثبت للأب، ثم للجد عند فقد الأب، ثم للقاضي عند فقدهما بحكم الولاية العامة، وهو مذهب الشافعية.

أما الحنفية فكان مذهبهم أوسع المذاهب في هذا، فقد أثبتوا الولاية على النفس لكل عصبة نسبية قريبة.

والعصبة النسبي بنفسه: هو كل قريب ذكر ليس بينه وبين المولى عليه

أنثى، كالابن وابن الابن مهما نزل، والأب والجد لأب مهما علا، والأخ الشقيق أو لأب وأبنائهما الذكور وإن نزلوا، والعم الشقيق أو لأب وأبنائهما الذكور وإن نزلوا.

وأما الجد لأم فليس من العصبات؛ لأنه يدلي إلى المولى عليه بالأم وهي أنثى، وكذلك البنات وبنات الأبناء، فإنهن لسنَ بعصبات؛ لأنهن من الإناث.

هذا وقد قسم الفقهاء العصبات النسبية بالنفس من حيث القرب والبعد أربع جهات:

1ـ جهة البنوة: وهم الأبناء الذكور وأبناؤهم من الذكور وإن نزلوا.

2ـ جهة الأبوة: وهم الأب والجد لأب وإن علا.

3ـ جهة الأخوة: وهم الإخوة الأشقاء أو لأب وأبناؤهم الذكور وإن نزلوا، دون الإخوة لأم؛ لأنهم يدلون بالأم، ودون أبناء الأخوات؛ لأنهم يدلون بالأخوات، وهن من الإناث.

4ـ جهة العمومة: وهم الأعمام الأشقاء أو لأب وأبناؤهم الذكور وإن نزلوا، دون الأعمام لأم؛ فإنهم يدلون بالأم، ودون العمات وأبنائهن.

فإذا كان للمولى عليه قريب واحد من هؤلاء العصبات، كانت الولاية على نفسه له وحده، وإذا كان له أكثر من قريب، كأن يكون له أب وابن، أو جد وعم، فإن الولاية تثبت للأقرب منهما. والقرابة تكون بحسب الجهات المتقدمة فتقدم جهة البنوة ثم الأبوة ثم الأخوة ثم العمومة. فإذا تساوى الأقرباء في الجهة كأن يكون له أب وجد، قدم في الولاية على النفس الأقرب درجة، وهو الأب. فإذا تساووا في الجهة والدرجة، كأن يكون للمولى عليه أخوان، شقيق وشقيق لأب، قدم الشقيق. وإذا تساووا في الجهة والدرجة والقرابة، كأن يكونا أخوين شقيقين، كانت الولاية لهما معاً.

فإن لم يكن للمولى عليه أحد العصبات المتقدمة، انتقلت الولاية إلى ذوي الأرحام من أقاربه، كالأم ثم الجدة أم الأب ثم الجدة أم الأم.

فإن لم يوجد أحد من أصوله انتقلت الولاية على نفسه إلى فروعه، فتقدم البنت ثم بنت البنت، فإن لم يكن له فرع انتقلت الولاية إلى الجد الرحمي، وهو الجد لأم. وهو رأي الإمام أبي حنيفة.

وذهب الصاحبان من الحنفية إلى أن الولاية بعد العصبات النسبية إنما هي للقاضي، ولا تكون لذوي الأرحام بحال (حاشية ابن عابدين 3/55 وما بعدها، المبسوط 5/12، البدائع 2/ 247، القوانين الفقهية 203، المجموع 3/11 وما بعدها، المغني12/528 وما بعدها).

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الثانية والأربعون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*ثانياً ـ الولاية على المال:

تعريف الولاية على المال: هي سلطة يملكها الولي على مال المولى عليه، تمكنه الحق في التصرف فيه نيابة عنه، كالشراء والبيع والشركة والوكالة والإجارة وغيرها (أنيس الفقهاء 1/148، التعريفات 1/329).

من تثبت عليه الولاية على المال:

تثبت الولاية على المال في الفقه الإسلامي على كل من ثبت عجزه عن التصرف في ماله، وهم: فاقدو الأهلية أو ناقصوها حقيقة أو حُكماً من صغير ومجنون ومعتوه ومفقود ومحجور عليه (بدائع الصنائع 5/155، المنتقى للباجي 6/106 وما بعدها، الشرح الصغير 2/339 وما بعدها. وينظر: الأحوال الشخصية للكردي 80 وما بعدها).

1ـ فاقدو الأهلية أو ناقصوها حقيقة:

أ ـ الصغير: وهو الذي لم يبلغ الحلم ذكراً كان أو أنثى.

والصغير نوعان: مميز وغير مميز، فالمميز هو الذي يفهم معنى العقد وغايته، ويستطيع التفرقة بين ما هو نافع وضار، ويميز بين المصلحة وغيرها بوجه عام.

وغير المميز هو الذي لم يصل إلى سن التمييز، وهو تمام سن السابعة عند الشافعية والدخول في سن السابعة عند الحنفية.

ب ـ المجنون: وهو أن يصاب بآفة تعتري عقله، فتذهب به، بحيث يمنع جريان الأفعال والأقوال على صفتها الحقيقة إلا نادراً.

وقد يكون الجنون مطبقاً مستديماً لا ينفك عن الإنسان، ومعه تصبح تصرفات المجنون باطلة؛ لانعدام صلاحيته للأداء، وقد يكون غير مطبق، فيصيب الإنسان في وقت ويغيب في آخر، ومعه يكون الإنسان مكلفاً حال الإفاقة، وغير مكلفٍ حال الجنون.

ج ـ المعتوه: والعته آفة تعتري العقل، فتضعفه، أو هو اختلال في العقل بحيث يختلط كلام الإنسان، فيشبه تارة كلام العقلاء، وأخرى كلام المجانين.

فإذا أصيب الإنسان بالعته كان ذلك سبباً لفقد أهلية الأداء مما يستوجب

تنصيب ولي عليه.

2ـ ناقصو الأهلية حكماً:

أ ـ المفقود: هو الغائب عن أهله غيبة منقطعة، لا يُعلم له فيها مكان، ولا يُعلم مصيره من موت أو حياة.

ولا يحكم بموت المفقود عند جمهور الفقهاء إلا بعد موت أقرانه، وهم من كانوا في مثل سنه، هذا إذا كانت غيبته في حالة تُظن معها السلامة كأن غاب

في تجارة أو حج أو طلب علم.

فإن كانت غيبته في حالة يُظن معها الهلاك، فالظاهر من مذهب الإمام أحمد أن يُنتظر أربع سنوات، فإن علم مصيره قُضي به، وإلا حكم بموته.

ب ـ المحجور عليه: تتعدد أسباب الحجر عند الفقهاء فمن سفَه إلى دَين وغيره.

فإذا حُجر على السفيه أو المدين؛ قام الولي بالتصرف عنه في ماله.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الثالثة والأربعون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*ثانياً ـ الولاية على المال: من تثبت له الولاية على المال:

تثبت الولاية على المال في الفقه الإسلامي لستة أصناف دون غيرهم، هم (المراجع السابقة. وينظر: مغني المحتاج 2/173، تحفة المحتاج5/179):

1ـ الأب.

2ـ وصي الأب، ووصي وصيه.

3ـ الجد العصبي، وإن علا.

4ـ وصي الجد، ووصي وصيه.

5ـ القاضي.

6ـ وصي القاضي.

فالولاية في الفقه الإسلامي لهؤلاء الستة، ولا تثبت لغيرهم من أخ وعم وغيرهما من الأقرباء العصبات وغير العصبات، وهو مذهب الحنفية والشافعية في الجملة.

وذهب المالكية والحنابلة إلى استثناء الجد من الولاية على المال.

والولاية على المال تثبت لمن تقدم مرتبةً، فلا ولاية على المال للجد مع قيام

 وصي الأب، ولا ولاية للقاضي مع قيام وصي الجد، وهكذا.

وذهب الشافعية إلى أنها للجد بعد الأب ثم لوصي الأب، ثم لوصي الجد، ثم للقاضي ووصيه.

شروط الولي على المال:

يشترط في الولي على المال جملة من الشروط يمكن تلخيصها فيما يلي (بدائع الصنائع 5/155 وما بعدها، الشرح الصغير للدردير 2/389 وما بعدها):

1ـ كمال الأهلية: إذ يشترط في الولي أن يكون بالغاً عاقلاً حراً، حتى يصح

أداؤه عن غيره، فإذا كان قاصراً أو مجنوناً أو معتوهاً لم تصح ولايته على غيره بعد فقده الولاية على نفسه.

2ـ التوافق في الدَّين مع المولى عليه: فإذا كان المولى عليه مسلماً لم تثبت الولاية عليه إلا لمسلم مثله ممن تقدم ذكره، ولو كان أباه أو أخاه أو غيره.

ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿وَالْمُؤمِنُونَ والْمُؤمِنَات بَعْضُهُم أَوْلِياءُ بَعْضٍ﴾ [التوبة 71]، ولأن اختلاف الدين يقطع النسب حكماً، فلا تصح معه الولاية.

ويستثنى من ذلك القاضي فإن له الولاية على المسلمين وغيرهم لأنها من

الولاية العامة التي لا تتحقق مصالح الناس إلا بها.

3ـ أن يكون الولي مطلق اليد في ماله: فإن كان الولي محجوراً عليه لسفه أو دين فإنه يمنع من الولاية على مال غيره، لأن الممنوع من التصرف في ماله يمنع من التصرف في مال غيره من باب أولى.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الرابعة والأربعون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

*وظيفة الولي على المال:

عرض الفقهاء لوظيفة الولي على المال، ويمكن تلخيص ما يقوم به الولي على المال فيما يلي [المبسوط 22/28 وما بعدها، حاشية ابن عابدين 5/455 وما بعدها، جامع أحكام الصغار 3/96 وما بعدها، المنتقى للباجي 2/111وما بعدها، مغني المحتاج 2/176 وما بعدها، كشاف القناع 3/437 وما بعدها ] :

1ـ حفظ المال: يعد حفظ المال من أول ما ينبغي أن يقوم به الولي، وله في سبيل ذلك أن يقوم بكل ما يتطلبه حفظ المال من استئجار الحارس وتأمين الحرز ونحو ذلك. وقد منع الفقهاء الولي من إيداع مال القاصر عند غيره ولو

 كان أميناً؛ خشية إنكاره، وقد أجازه بعضهم. أما إذا كان المودع عنده غير أمين، فلا خلاف بين الفقهاء في عدم جواز الإيداع عنده.

2ـ تنمية المال وتثميره: يطلب من الولي تثمير مال المولى عليه إن تيسر له ذلك، على أن يكون صاحب خبرة ودراية.

فإن كان لا يستطيعه، منع منه؛ لأن فيه تعريضاً لمال المولى عليه للخطر.

بيد أنَّ التثمير إذا كان موافقاً للقواعد والضوابط المعروفة والعامة فحينئذ يكون ضرورياً؛ لما فيه من تحقيق مصلحة للمولى عليه.

ما يجوز من التصرفات للولي على المال وما لا يجوز:

يشترط الفقهاء في جواز تصرف الولي عن غيره أن يكون ذلك على وجه الغبطة والنظر والاحتياط، فإن كان التصرف بعيداً من المصلحة والغبطة، فإن الولي يمنع منه، ويمكن بيان ذلك فيما يلي (المراجع السابقة. وينظر: جامع أحكام الصغار 3/96 وما بعدها، أحكام القرآن للجصاص 2/ 13 وما بعدها) :

1ـ إقراض مال الصغير واقتراضه: ليس للولي إقراض مال الصغير للغير ولا اقتراضه لنفسه.

أما إقراض مال الصغير ـ فلأن القرض إزالة للملك من غير عوض في الحال ـ فيمنع منه الولي إذ لا مصلحة للصغير فيه، بخلاف ما لو كان الإقراض من القاضي، فإنه يجوز.

ووجه الفرق: أن الإقراض من القاضي قد يكون من باب حفظ الدَّين؛ لأن القاضي في الغالب يختار أوثق الناس وأغناهم، لأن له ولاية التفحص عن أحوالهم بخلاف غيره، فبقي الإقراض من الولي إزالة للملك من غير أن يقابله عوض في الحال، فكان ضرراً، فلا يملكه.

وأجاز بعض الفقهاء الإقراض في حدود المعروف والمعتاد بين التجار؛ لأنه من ضروريات التجارة، وهي مأذون بها للولي، فجاز منه.

كما أجاز بعضهم الإقراض مطلقاً بشرط أن يكون المقترض أميناً.

أما اقتراض مال الصغير لنفسه: فللفقهاء فيه رأيان: رأي يجيز ذلك في حدود المعروف والمعتاد، ورأي يمنع منه.

2ـ التبرع بمال الصغير: لا خلاف بين الفقهاء في عدم جواز تبرع الولي من

 مال المولى عليه إذا كان صغيراً مطلقاً، سواء أكان التبرع صدقة أم هبة أم

بيعاً بغبن فاحش؛ لأنه ضرر محض؛ ولأنه ليس من أعمال التجارة والتثمير.

3ـ الانتفاع بمال الصغير: ليس للولي أن ينتفع بمال المولى عليه ولا أن يتقاضى أجراً على حفظه، أو تثميره مادام مستغنياً، فإن كان فقيراً أو محتاجاً إلى النفقة؛ جاز له أن يأخذ من ماله ما يكفيه.

سلب الولاية على المال:

يذكر الفقهاء أن الولاية على المال إذا ثبتت لمستحقها من أب أو جد أو وصي، فإنها لا تسلب منه بغير مسوغ شرعي.

فليس للقاضي حجر الأب أو الجد عن الولاية ما لم تتخلف عنهما أو عن أحدهما شروطها.كما أنه ليس للقاضي نقلها من الأب إلى الجد مع أهلية الأول لها؛ لأن الأب أو الجد يستحقانها بتفويض الشارع، وليس للقاضي إلغاء حكم الشرع.فإن قام في الولي ما يمنعه من متابعة عمله في الولاية كجنون، أو ما يجعله خطراً على مال المولى عليه من سفَه أو عتَه أو خيانة، كان على القاضي عزله وسلب الولاية منه ونقلها إلى من يليه؛ حفاظاً على مصلحة المولى عليه التي شرعت الولاية حماية لها.

عود الولاية على المال:

إذا سلبت الولاية عن مستحقها من أب أو جد لعارض أدى إلى ذلك، ثم زال العارض الذي سلبت الولاية لأجله، فإن الولاية للأب أو الجد تعود حكماً بمجرد زوال العارض؛ لأنها ولاية من قِبل الشارع، والولاية حق له مدى عمره، إلا أنه منع من ممارستها بسبب ذلك العارض، فتعود إليه حكماً بزواله، عملاً بالقاعدة الفقهية: (إذا زال المانع عاد الممنوع)، كما إذا ظهر سفهه وتبذيره، ثم ثبتت أمانته وسلامة تصرفاته (الأحوال الشخصية لأحمد الكردي 92 وما بعدها، المدخل الفقهي للكردي 81 وما بعدها). [الأنترنت – موقع الموسوعة العربية - الولاية على النفس والمال - محمد ربيع صباهي]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة ، والسلام على رسول الله وبعد :فهذه

الحلقة الخامسة والأربعون بعد المائة في موضوع (الولي) والتي هي بعنوان :

* ولي النكاح :

الولي: هو من يتولى تزويج المرأة.  ، والأحق بتزويج البنت هو أبوها.. ثم

وصيه في النكاح.. ثم جدها لأب..ثم ابنها.. ثم أخوها.. ثم عمها.. ثم أقرب العصبة نسباً.. ثم الحاكم.

.شروط الولي: يشترط أن يكون ولي النكاح ذكراً، حراً، بالغاً، عاقلاً، رشيداً، ويشترط الاتفاق في الدين، وللحاكم تزويج من لا ولي لها.

.أقسام الولاية: تنقسم ولاية النكاح إلى قسمين:

1- ولاية إجبار: ويمكلها الأب، والجد، والسيد، والحاكم.

فلكل واحد من هؤلاء الحق في تزويج عديم الأهلية أو ناقصها بسبب

الصغر أو الجنون أو العته ونحو ذلك.

2- ولاية اختيار: ويملكها بقية العصبات الأقرب فالأقرب.

وترتيب الأولياء: الأبوة.. ثم البنوة.. ثم الأخوة.. ثم العمومة.. ثم المعتق.. ثم الحاكم.

.حكم عضل الولي: العضل: هو منع الولي المرأة العاقلة من الزواج بكفئها إذا طلبت ذلك. والعضل محرم؛ لما فيه من إلحاق الضرر بالمرأة ومنعها حقها.

وإذا عضل الولي انتقلت الولاية إلى من بعده؛ لتعذر التزويج من جهته، لأنه أصبح ظالماً، فنزعت منه الولاية.

قال الله تعالى: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [232]} [البقرة:232].[ النترنت – موقع نداء الإيمان  - ولي النكاح ]

الخاتمة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وقد انتهيت من كتاب ( الولي ) في يوم الأحد 18/1/1442هـ ، في منزلي الكائن بمدينة العقيق بمنطقة الباحة بالمملكة العربية السعودية ، وقد عشت معه شهورا عدة ، واستفدت من بحثي هذا فوائد عظيمة ، وجمعت فيه نصوص كثيرة من كلام رب العالمين ، وأحاديث رسول الله صلى الله وسلم عليه ،وأقوال الصحابة والتابعين ومن تبعهم ،وقوال المفسرين ، وشراح الأحاديث ، وأقوال العلماء والدعاة والمربين والباحثين  وغيرهم .... وهو أشبه ما يكون بالتفسير الموضوعي ؛ إن احسنت واصبت فمن الله ، وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان ، واستغفر الله من كل ذنب وخطيئة، كما اساله سبحانه أن يجعله علماً نافعاً وعملاً صالحا ، وأن ينفع به مؤلفه وقارئه وكل مطلع عليه ، كما اشكر كل من قدم لي أي عون مادي أو معنوي ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

وكتبه الدكتور : مسفر بن سعيد دماس الغامدي

 جوال / 0555516289