أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الثالثة عشرة بعد المائتيـــــن في موضــــــــــــــــــوع المتيـــــــــــــــــــــــــــــــن
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
الثالثة عشرة بعد المائتين في موضوع (المتين) والتي هي بعنوان :
*ويأتي الاسم (المتين ) بمعنى الثبات :
وهذا المنهج هو الأصح أيضاً نظراً لأن هذه المصطلحات قد عم استعمالها
لدى كثير من الناس على اختلاف توجهاتها ومقاصدها، بما يحتم مزيد عناية على ضبط المصطلحات والتأكيد على دقة معانيها حتى لاتكون ذريعة لتمرير بعض التصورات المنحرفة من خلال المفاهيم المقبولة.
مشكلة مثل هذه المصطلحات المحدثة أنها تحوي حقاً وباطلاً، وفيها تفسيرات صحيحة وأخرى فاسدة، لكن الفرق الذي يميز المعنى الصحيح
من المعنى الباطل لا يبدو جلياً دائماً، وكثيراً ما يبقى مشكلاً وملبساً، ويرجع فيه لاجتهاد كل أحد، فتجد الكثير من الناس يتفقون على تكرار هذه العبارة وبينهم في تفسيرها ما بين المشرقين، فالمعيار في التمييز معيار ذاتي لا موضوعي، فهو يرجع لفهم كل شخص وعلمه ودينه، وهو مزلق خطر يقود لانحرافات عدة.
وهذه إشكالية حاضرة بوضوح في مشهدنا الثقافي المعاصر، فبعض الاطروحات الإسلامية تقوم بدور سلبي على بعض الأحكام الشرعية
ليس من جهة ما تقرره من معان فاسدة، بل من جهة ما تسكت عنه من بيان المعاني الباطلة التي تختلط ببعض المعاني الصحيحة، وقد كان هذا من جملة الانتقادات التي وجهها المؤرخ (ألبرت حوراني) للشيخ محمد عبده، وذلك حين قال عنه:
(كانت مؤلفاته تضبطها معرفته العميقة بالعلوم الإسلامية التقليدية وما هو
أهم من ذلك، شعوره الحادّ بالمسؤولية تجاه الإسلام، إلا أنه كان من شأن الخطة التي اتبعها أن توقع في التجربة أولئك المفكرين من ذوي النزعة الجدلية الذين حرصوا على الدفاع عن سمعة الإسلام أكثر مما حرصوا على اكتشاف حقيقته وتوضيحها، أعنى بها تجربة الادعاء بأن الإسلام هو كلّ ما يوافق عليه العالم الحديث، وبأنه ينطوي ضمناً على كل ما يظنّ العالم الحديث أنه من اكتشافه) . [الفكر العربي في عصر النهضة، لألبرت حوراني 170 ]
وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.