أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة التاسعة والأربعون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع المتيـــــــــــــــــــــــــــــــن

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التاسعة والأربعون بعد المائة في موضوع (المتين) والتي هي بعنوان :

* قدرة الله وعدله : خلق الكون وما فيه  بقدرة الله تعالى وعلمه     

ولئن كانت هذه القوى خفية، فهذا لا يمنع من إنعام النظر فيها، والتعمق بالبحث عن كنهها، ذلك التفكير موهبة من مواهب الله يجب الاستفادة منه حتى تظهر الحقيقة للمدقق بجلاء إن كان إلى ذلك من سبيل. لنلاحظ بادئ ذي بدء حركات الأجسام التي نرى حركاتها على هذه البسيطة بأم العين. إن الاصطدام الذي ذكرنا قد وقع كثيراً بين القطارات والسيارات بسبب وفرة عددها، وتقارب الطرق التي تسير عليها، ويزداد الخطب ويكون ثمة أضرار فادحة إذا كانت الضرورة تقضي بمرور هذه القطارات من مكان واحد لا يكاد يخرج بعضها، (وهي كالجند المنهزم من ساحة الموت) إلا ويدخل عليه الآخر، كأنه الفراش المتهافت على الضوء في الليل المدلهم.

ولتحديد هذه الأضرار قد نظمت جداول بنيت على حسابات دقيقة، ورسمت مصورات عديدة تتضمن خطوطاً كثيرة دقيقة، واستعملت ساعات تقدر بها الثواني واللحظات، وعينت الأوقات التي تمر بها القطارات بالدقة والضبط. وبالرغم عن ذلك كله لم يتوصل التكامل العلمي الحاضر إلى التغلب على المؤثرات المولدة للأخطار والويلات، وجهود الأخصائيين التي لا تزال متواصلة لم تثمر النفع المنشود.

ولا غرابة في ذلك فمثل هذا الاصطدام قد يقع أيضاً بين السفن في عرض البحار، وبين الطائرات في بساط الريح، لأقل عاصفة تحدث، فتؤثر في السير، فيكون نصيب الأولى الغرق، وحظ الثانية السقوط، وفي هذا دليل على أن عمل المخلوق ناقص مهما تكامل، وأن الوسائط المخترعة مهما علا شأنها، وسمت منـزلتها، لا تفي بالمرام، بعكس ما هي عليه الحال في قوة الخالق التي تسير هذه العوالم. وهذه المشاهدات، تجعل الإنسان ينظر - بالنسبة - إلى هذه المخترعات بعين الهزء والازدراء، هذه ناقصة وسطحية لأنها عمل الإنسان، وتلك كاملة وخفية لأنها من عمل الله.

وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.