أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقــــــــــــــــــــة السادسة والثمانون في موضــــــــــــــــــوع المتيـــــــــــــــــــــــــــــــن
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
السادسة والثمانون في موضوع (المتين) والتي هي بعنوان: ومن معاني المتين القوي :
هذه أسماء الكمال : الرحيم ، الرحمن ، اللطيف ، المعطي ، الحنان ،
المنان ، أما القوي ، الجبار ، المنتقم فهي من أسماء القوة ، أنت مع قوي
ومع رحيم ، مع قوي ومع لطيف ، مع قوي ومع كريم .
والإنسان لا يعجب بقوي لئيم ، ولا بمحسن ضعيف ، يعجبه أن تجتمع القوة والكمال في جهة واحدة ، الله وحده في كمالاته ، وفي قوته ، الذي يملأ طموح الإنسان هو الله القوي ؛ لذلك من عرف الله زهد فيما سواه .
التدين حاجة فطرية ، حتى أتباع الديانات الأرضية ، الوضعية يلبون حاجة في نفوسهم ، الإنسان خلق ضعيفاً ليفتقر في ضعفه ، فيسعد بافتقاره ، ولو خلق قوياً لاستغنى بقوته فشقي باستغنائه ، حتى أتباع الديانات الباطلة ، الوضعية ، المختلقة ، هم يلبون حاجة لأن الإنسان خلق ضعيفاً ، لحكمة بالغةٍ بالغة أن المسلم عرف " القوي " الحقيقي ، طبعاً هناك آلهة كالشمس ، والقمر ، والحجر ، والمدر ، والبقر ، آلهة في بعض البلاد ، فالمسلم محضوض ومن عظمة هذا الدين أنه عرف المسلم على الإله القوي القوة الحقيقية ، الذي هو معه في كل حين وزمان ومكان .
*ومعنى القوي في حق الله :
إن البشرية اليوم في أمسِّ الحاجة لفقه أسماء الله وصفاته عامة، واسم
القوي خاصة,في زمان أصبح فيه الناس كالوحوش يأكل القوي الضعيف
دون زاجرٍ من دين, أو رادعٍ من ضمير, ففقه هذا الاسم يعيد للبشرية سلامها وأمنها ويضبط توازنها، وتستعيد البشرية به مرة أخرى إنسانيتها المفقودة بسبب الاغترار بالقوة والجبروت, فإن الغرور بالقوة والتقدم العلمي والعسكري غر كثيراً من الدول، فتسلطوا على خلق الله شرقا وغربا، ولسان حالهم: (مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً) [فصلت:15], ولو فقهوا معنى القوة الحقيقية،ومَن المتَّصِفُ بها لتواضعوا لله -عز وجل-، وكفوا عن العدوان على الناس.
وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.