أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقــــــــــــــــــــة التاسعة والعشرون في موضــــــــــــــــــوع المتيـــــــــــــــــــــــــــــــن

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التاسعة والعشرون في موضوع (المتين) والتي هي بعنوان : معنى المتين :

الإنسان المؤمن متوازن حَتَّى في أحزانه ؛ لأنَّه يرى أنَّ الموت قرار إلهي ، والله حكيم في أفعاله حكمةً مطلقة ، ولو لم يكن لله حكمة مطلقة لكان الله سبحانه مَلومًا في أفعاله ، ولكان ذلك نقْص في حكمة الله ، و لو كُشف لك الغطاء عن كلّ شيء حدث لوجَدْتَ أنّ الذي حدث هو أحكمُ ما حدث ، ولكننا دائمًا وأبدًا نقول : الإنسان أُعْطِي حريَّة الاختيار في أشياء ، وقد أوْدَعَ الله فيه الشَّهوات فإذا خرج عن منهج الله اسْتَوْجِبُ المعالجة ، وهي غير مُحَبَّبة ، كما أنها ليْسَتْ خيرًا مطلقاً ، لكنها تحمل خيرًا نسبيًّا ، وهو خير المآل ،فالأب الذي يقسو على ابنه يتألَّم ابنه أشدّ الألم ، أما حينما يرى نفسَهُ مِن عِلْية القوم بِفَضل تربيَةِ والده الشديدة يعلم عندها أنَّ هذه التربيَة الشديدة كانت في ظاهرها شرًّا له،أما باطنها ففيه الخير .

     لا يوجد في الكون شرّ مطلق ، والخير المطلق نِسبي ، ومن الخير النِّسبي أن يُعالِج الله إنسانًا مُقصِّرًا أو شاردًا أو عاصِيًا بالشدائد في الظاهر ، لكن هذه الشدائد تنتهي إلى الخير ، فما مِن إنسانٍ وصَلَ إلى الله ، واستقام على أمره ، في الأعمّ الأغلب إلا بعد شِدَّة ساقها الله إليه ، وهذا معنى قَول الله عز وجل :"  ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(118) ".[سورة التوبة]

 أي ساق لهم مِن الشَّدائد ما حملهم بها على التوبة ، فهذه الشِدَّة تبدو للإنسان الأعمى شرًّا ، و َّما هي إلا مَحضُ خيرٍ ، قال تعالى :

" وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(21) " .[سورة السجدة]

وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.