أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقــــــــــــــــــــة الثانية في موضــــــــــــــــــوع المتيـــــــــــــــــــــــــــــــن
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة الثانية في موضوع ( المتين ) والتي هي بعنوان : المقدمة ومنها :
معنى توحيد الأسماء والصفات : أولاً ـ الأسس التي يقوم عليها توحيد الأسماء والصفات:
إنّ توحيدَ الله سبحانه وتعالى في أسمائه وصفاته يتطلّبُ التقيُّدَ في ذلك بكتاب ربنا وبسنّة رسولنا صلى الله عليه وسلم، فلا نصنعُ له اسماً أو صفةً ليست واردةً في الوحيين، ولا نشبِّهه بأحدٍ من خلقه، فهو سبحانه متّصفٌ بكلِّ كمالٍ، منزَّهٌ عن كلِّ نقصٍ. {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ *} [الشورى :11] . وعلى ذلك فيمكِنُ أن نذكرُ هـذه الأسس:
1 ـ إنّ أسماءَ الله تعالى وصفاته توقيفيةٌ، فلا نُثْبِتُ للهِ تعالى ولا ننفي عنه
إلا بدليلٍ من الكتاب أو السنة، إذ لا سبيلَ إلى ذلك إلا من هـذا الطريق.
2 ـ إنَّ الإيمان بأن الله تعالى لا يشبهُ أحداً من خلقِهِ لا في أسمائه ولا صفاته، كما لا يشبهه أحد من خلقه، وإنْ سمّى أو وصفَ أحداً من المخلوقين بتلك الأسماء والصفات فذلك اشتراك في اللفظ، لا يوجِبُ مماثلَة المخلوقين له فيما دلت عليه هـذه الأسماء والصفات.
فأسماءُ الله تعالى وصفاتُه على ما يليقُ به سبحانه وتعالى، وما يسمّى به من المخلوقين أو يوصف من ذلك فعلى مايليق بالمخلوق نفسه، فكلٌّ بما يليقُ به،قال تعالى:{لَيْسَ َمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير} [الشورى :11] .
3 ـ إنَّ صفاتِ الله كلَّها صفاتُ كمالٍ،فله سبحانه الكمالُ المطلقُ، وهو المنزّهُ عن كلِّ نقص ، ومما ينبغي معرفته في الإيمان بأسماءِ الله وصفاتهِ أن يقطعَ الإنسان الطمعَ في معرفة كيفيتها، وألاّ يسأل عن ذلك، إذ لا يُسْأل عن صفاتِ الله تعالى بكيفٍ. وأن يعلمَ مع ذلك ويعتقدَأنَّ هـذه الصفات معلومةُ المعنى، فلم يخاطِبِ الله تعالى عبادَه ويتعبّدهم بأمورٍ لا يعلمون معناها، ولهـذا قال الإمام مالك وغيرُه من علماء لأمة لمن سأله عن كيفية استواء الله تعالى على عرشه:الاستواءُ معلومٌ،والكيفُ مجهولٌ، والإيمان به واجبٌ، والسؤالُ عنه بدعةٌ ، وقال ربيعةُ الرأي شيخُ مالك قبله: «الاستواء معلومٌ، والكيفُ مجهولٌ،ومِنَ اللهِ البيانُ،وعلى الرسولِ البلاغُ،وعلينا الإيمان».
وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.