أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقــة السابعة عشرة بعد المائة موضــــــــــــــــــوع الوتـــــــــــــــــــــــــــــــر
نبذة عن الصوت
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة عشرة بعد المائة في موضوع (الوتر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: وقفة مع شَرْح دعاء القنوت للشيخ ابن عثيمين رحمه الله : وقوله: "فيما أعْطَيْتَ"، من العلم؟
وينبغي للإنسان عند نَشْر العلم أن يكون حكيمًا في التعليم؛ حيث يلقي على الطلبة المسائل التي تَحتملها عقولهم، فلا يأتي إليهم بالمُعْضلات، بل يُربِّيهم بالعلم شيئًا فشيئًا؛ ولهذا قال بعضهم في تعريف العالم الربَّاني: العَالِم
الربَّاني هو الذي يربِّي الناس بصِغار العلم، قبل كِباره.
ونعلم نحن جميعًا أن البناء ليس يؤتَى به جميعًا حتى يوضَع على الأرض، فيُصبح قصرًا مشيدًا، بل يُبنى لبنة لبنة؛ حتى يكتمل البناء، فينبغي للمعلم أن يُراعي أذهان الطلبة؛ حيث يُلقي إليهم ما يُمكن لعقولهم أن تُدركه؛ ولهذا يؤمر الناس أن يُحدِّثوا الناس بما يعرفون؛ قال ابن مسعود - رضي الله عنه - إنك لن تُحدِّث قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم، إلاَّ كان لبعضهم فتنةٌ.
كذلك أيضًا ينبغي للمعلم: أن يَعتني بالأصول والقواعد؛ لأن الأصول
والقواعد هي التي يُبنى عليها العلم.
وقد قال العلماء: من حُرِم الأصول حُرِم الوصول؛ أي: لا يصل إلى الغاية إذا حُرِم الأصول، فينبغي أن يُلقي على الطلبة القواعد والأصول التي تتفرَّع عليها المسائل الجزئيَّة؛ لأن الذي يتعلَّم العلم على المسائل الجزئيَّة، لا يستطيع أن يهتدي إذا أتتْه مُعضلة، فيعرف حُكمها؛ لأنه ليس عنده أصلٌ.
نعود إلى أصل الكلام بعد هذا الاستطراد، وهو الحديث عن قوله: "وبارِك لنا فيما أعْطَيتَ"، فينبغي لك أن تسألَ الله أن يُبارك لك فيما
أعطاك من مالٍ وولدٍ وعِلْمٍ.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.